
مؤسسة "مشبوهة".. لماذا أثارت الشركة الأمريكية لتوزيع المساعدات في غزة الشكوك؟
كتبت- سهر عبد الرحيم:
"نخطط لتوزيع نحو 300 مليون وجبة بغزة، وعملنا سيكمّل، ولن يحلّ محلّ، عمل الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة التقليدية"، هكذا أعلنت مؤسسة "غزة الإنسانية" مسؤوليتها عن توزيع المساعدات الإغاثية في القطاع، ورغم ذلك؛ أثارت المنظمة الشكوك حول أنشطتها فضلًا عن الجهة المسؤولة عن إدارتها.
كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير نُشر اليوم الأحد، أن الشركة التي أُعلن مؤخرًا عن تأسيسها لتوزيع المساعدات في غزة، تمثل في الواقع مشروعًا أعدّه فريق مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دون تنسيق مع الأجهزة الأمنية، في اختيار شركة لا تمتلك خبرة مسبقة في تنسيق العمليات الإنسانية.
وذكر التقرير الإسرائيلي، أن المؤسسة، غير الربحية والتي تم تأسيسها في سويسرا، قدمت نفسها على أنها شركة أمريكية، إلا أنها تُدار بواسطة عناصر إسرائيلية بشكل خفي، وتُثار الكثير من التساؤلات بشأنها خاصة بعد استبعاد الجهات الرسمية مثل الجيش الإسرائيلي ومنسق أعمال الحكومة في الضفة وغزة من عملية الاختيار.
وتفاجأ موظفون حاليون وسابقون في المؤسسة، باختيار الشركة "المشبوهة" لتولي مسؤولية توزيع المساعدات بغزة، مؤكدين أن الاختيار تم في عملية سرية أشرف عليها اللواء رومان جوفمين السكرتير العسكري لنتنياهو، دون طرح مناقصة أو المرور عبر القنوات المعتادة، وفق ما نقلته "هآرتس".
وكشفت المصادر للصحيفة الإسرائيلية كواليس اختيار الشركة، قائلين إن العملية تمت عبر اتصالات ولقاءات داخل إسرائيل وخارجها، وتم تحويل مبالغ مالية بملايين الشواكل دون علم كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية.
وأثارت تلك الكواليس شكوكًا حول "سلوك غير لائق ومصالح شخصية" لبعض المشاركين في العملية، التي تشير تقديرات إلى أنها ستكلف إسرائيل نحو 200 مليون دولار خلال 6 أشهر، وما يعزز هذه الشكوك هو استمرار الحرب في قطاع غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع والبحث عن كيان جديد يتولى مسؤولية توزيع المساعدات، بحسب المسؤولين.
وفي 14مايو الجاري، أعلنت مؤسسة "غزة الإنسانية" أنها تخطط لتوزيع نحو 300 مليون وجبة بغزة لفترة أولية مدتها 90 يومًا، غير أن الأمم المتحدة رفضت التعاون مع الشركة المجهولة في مهمة التوزيع؛ ما زاد من الشكوك بشأن مدى قدرتها على العمل من أجل الفلسطينيين، وفق ما نقلته "هآرتس" عن مصادر.
كما كشفت الصحيفة أن القائمين على المؤسسة الجديدة – ومن بينهم فيل رايلي، وهو مسؤول كبير سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) – مرتبطون أيضًا بشركة أخرى تُدعى "أوربيس"، كانت قد عملت سابقًا داخل قطاع غزة، وتولت مهام تأمين محور نتساريم خلال فترة الهدنة التي امتدت من يناير حتى مارس الماضي.
وذكرت أن مجموعة "أوربيس" تضم كذلك شركة باسم "يو إس سولوشنز"، التي شرعت مؤخرًا في تجنيد محاربين قدامى من الجيش الأمريكي ممن لديهم خبرة قتالية لا تقل عن 4 سنوات، للمشاركة في مهام أمنية وجهود إنسانية.
ووفقًا للإعلان الصادر عن الشركة، فإن الأولوية في التوظيف ستُمنح للمتحدثين باللغة العربية ممن يتقنون اللهجات المصرية أو الأردنية أو العراقية أو اللبنانية.
وفي ضوء ما أُثير من شبهات؛ تدرس سويسرا التحقيق في أنشطة مؤسسة "غزة الإنسانية" التي تعتزم الإشراف على توزيع المساعدات في القطاع الفلسطيني، وفق ما أفادته وكالة "رويترز" اليوم الأحد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
«عملية مشبوهة».. خطة توزيع «مساعدات غزة» تستهدف حصر السكان فى الجنوب
كشفت صحيفة «نيويورك تايمز»، الأمريكية، عن أن خطة المساعدات الغذائية الجديدة فى قطاع غزة، التى طُرحت باعتبارها «محايدة» و«مستقلة» و«تتم إدارتها من جانب شركات أجنبية»، تعود فى أصلها إلى مبادرة إسرائيلية، تهدف إلى تقويض نفوذ حركة حماس وتجاوز دور الأمم المتحدة فى توزيع الإغاثة. وذكرت الصحيفة الأمريكية، فى تقرير نشرته، أن إسرائيل بدأت فى تنفيذ خطة بديلة لتوزيع المساعدات من خلال شركات خاصة تم تأسيسها مؤخرًا، لتحل محل الوكالات الإنسانية التقليدية، وعلى رأسها منظمات الأمم المتحدة التى أدارت توزيع الغذاء فى غزة طوال فترة الحرب. وأوضحت أن المبادرة صُممت فى الأسابيع الأولى من الحرب على قطاع غزة، فى اجتماعات خاصة ضمت مسئولين إسرائيليين وعسكريين ورجال أعمال مقربين من الحكومة الإسرائيلية، وعُرفت تلك المجموعة باسم «منتدى مكفيه يسرائيل»، نسبةً إلى الكلية التى عقدوا فيها اجتماعهم، وتوصلت تدريجيًا إلى فكرة تفويض توزيع الغذاء لشركات أجنبية خاصة، بعيدًا عن إشراف الأمم المتحدة. وحسب «نيويورك تايمز»، فإن المشروع تشارك فى تنفيذه شركات أمنية تقودها شخصيات أمريكية بارزة، من بينها فيليب رايلى، وهو مسئول سابق فى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، يتولى عبر شركته «سيف ريتش سوليوشنز» تأمين مواقع توزيع الأغذية، كما تشرف على تمويل العملية منظمة غير ربحية تُدعى «مؤسسة غزة الإنسانية»، يديرها جايك وود، الجندى السابق فى مشاة البحرية الأمريكية. ورغم إعلان السفير الأمريكى لدى إسرائيل، مايك هاكابى، عن أن الخطة «ليست خطة إسرائيلية»، فقد نقلت الصحيفة عن مسئولين إسرائيليين ومشاركين فى الخطة أن الفكرة تمت بلورتها داخل أوساط إسرائيلية، بهدف ضرب سيطرة حماس على المساعدات، ومنع تسرب الغذاء إلى السوق السوداء أو إلى أيدى المسلحين، بالإضافة إلى تقليص نفوذ الأمم المتحدة «التى تتهمها تل أبيب بالتحيز ضدها». وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن الخطة تتضمن فى مرحلتها الأولى إنشاء أربعة مواقع لتوزيع الغذاء فى جنوب القطاع، تخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلى، على أن يتم لاحقًا توسيعها لتشمل مناطق أخرى، وسط تحذيرات من الأمم المتحدة بأن هذه الخطة قد تحصر المساعدات فى مناطق محدودة وتعرض المدنيين للخطر إذا اضطروا لعبور خطوط عسكرية للوصول إليها. وأكدت أن جهات دولية تحذر من أن الخطة قد تُستخدم كوسيلة لإفراغ شمال غزة من السكان، لا سيما أن مواقع التوزيع المعلنة تتركز حاليًا فى الجنوب فقط. وفى حين تؤكد الأطراف المنفذة للخطة أنها «تعمل باستقلالية» و«لا تتلقى تمويلًا إسرائيليًا»، فقد أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الشخصيات المرتبطة بالمشروع «على تواصل وثيق مع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية». وأوردت أن شركات الأمن التابعة للمشروع بدأت عمليات تجريبية فى غزة منذ يناير الماضى، شملت تفتيش المركبات الفلسطينية خلال الهدنة، ما اعتُبر اختبارًا أوليًا لنموذج أمنى مستقبلى قد يُعتمد على نطاق أوسع. ولم تكشف «نيويورك تايمز» بعد هوية الجهات الممولة بالكامل لهذا المشروع، رغم إعلان المؤسسة الإنسانية لاحقًا عن تلقيها تبرعًا يتجاوز ١٠٠ مليون دولار من «دولة أوروبية غربية» لم يُفصح عنها. ويأتى الكشف عن الخطة فى وقت لا تزال فيه أزمة المساعدات فى قطاع غزة تتفاقم، وسط تزايد الضغط الدولى وتقييد حركة المنظمات الإنسانية، فى ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية واتساع نطاق الدمار والنزوح.


24 القاهرة
منذ ساعة واحدة
- 24 القاهرة
وزير المالية الألماني: أمريكا في حاجة ماسة لحل سريع لنزاع الرسوم الجمركية مع الاتحاد الأوروبي
أكد وزير المالية الألماني، لارس كلينجبايل، اليوم الأحد، أن الولايات المتحدة لديها مصلحة مشتركة في إيجاد حل سريع للنزاع المتصاعد المتعلق بالرسوم الجمركية مع الاتحاد الأوروبي. ويأتي هذا التصريح في ظل تصاعد التوترات التجارية بعد أن أوصى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة الماضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على السلع القادمة من الاتحاد الأوروبي بدءًا من الأول من يونيو 2025 وفق رويترز. ألمانيا الأكثر تضررًا والتهديد يطال الاقتصادين وتظهر البيانات الرسمية أن ألمانيا كانت أكبر دولة أوروبية تصدر منتجات إلى الولايات المتحدة في العام الماضي، حيث بلغ حجم صادراتها 161 مليار يورو (ما يعادل 183 مليار دولار). وعليه، فإن أي رسوم جمركية جديدة ستؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الألماني. غير أن كلينجبايل صرح لهيئة الإذاعة والتلفزيون الألمانية (إيه.آر.دي) أن هذه الرسوم الجمركية لا تعرض الاقتصاد الألماني للخطر فحسب، بل تهدد أيضًا الولايات المتحدة نفسها. وأضاف: يجب ألا نشعر بالاستفزاز بل يجب أن نركز على المخاطر. نحن نريد حلًا مشتركًا مع الولايات المتحدة... وأريد أن أقول بوضوح شديد هنا أن ذلك يصب أيضًا في مصلحة الولايات المتحدة. وتابع الوزير الألماني موضحًا: جميع البيانات الآتية من الولايات المتحدة بشأن مستوى الدولار والسندات الأمريكية تُظهر أن من مصلحتهم أيضًا التعاون معنا. هذا التصريح يشير إلى أن تأثير الرسوم الجمركية قد يمتد ليشمل استقرار الأسواق المالية الأمريكية. خلفية التوتر وتأثيرات الرسوم الجمركية المحتملة وكان البيت الأبيض علّق معظم الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب في أوائل أبريل 2025 على معظم دول العالم، وذلك بعد أن أقدم مستثمرون على بيع أصول أمريكية، بما فيها السندات الحكومية والدولار، في رد فعل على تلك الإجراءات. ومع ذلك، أبقى ترامب على رسوم أساسية بنسبة 10% على معظم الواردات، وخفض لاحقًا الرسوم على السلع الصينية من 145% إلى 30%. ومن شأن فرض ضريبة بنسبة 50% على الواردات من الاتحاد الأوروبي أن يرفع التضخم في الولايات المتحدة بشكل كبير، خاصة أسعار المنتجات الأساسية مثل الأدوية، الآلات، والسيارات الألمانية، مما يؤثر سلبًا على المستهلك الأمريكي. تُظهر تصريحات الوزير الألماني حجم القلق الأوروبي من هذه الإجراءات التجارية، والدعوة الملحة للتعاون لتجنب حرب تجارية قد تكون مدمرة للاقتصاد العالمي.


خبر صح
منذ ساعة واحدة
- خبر صح
هل يصبح رام إيمانويل منافس ترامب المرشح الديمقراطي لرئاسة أمريكا في 2028؟
بيلوسي: السفير الأمريكي لدى اليابان 'مرشح محتمل' هل يصبح رام إيمانويل منافس ترامب المرشح الديمقراطي لرئاسة أمريكا في 2028؟ مقال مقترح: الكونغو الديمقراطية تسعى لتوقيع اتفاقية معادن مع واشنطن تتعلق بالسلام مع رواندا أثارت رئيسة مجلس النواب الأمريكية السابقة نانسي بيلوسي الجدل السياسي من جديد عندما ألمحت إلى إمكانية ترشح السفير الأمريكي لدى اليابان، رام إيمانويل، في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2028، حيث أكدت أنه 'قد يكون أحد أبرز الوجوه المنتظرة'. جاء ذلك خلال مقابلة مع صحيفة 'فري برس'، حيث سُئلت بيلوسي، وهي شخصية بارزة في الحزب الديمقراطي، عن ما إذا كان إيمانويل يفكر بجدية في دخول السباق إلى البيت الأبيض، فأجابت بإيجاز: 'أعتقد ذلك' إيمانويل لا ينفي ولا يؤكد على الرغم من أن السفير إيمانويل لم يعلن رسميًا عن نيته الترشح، إلا أن تصريحاته خلال اللقاء مع الصحيفة أوحت بوجود تفكير جاد في هذا الأمر، حيث قال: 'قبل أن أتخذ قرارًا، أريد أن أعرف ما الذي يعيق بلدنا، ويعيق سياساتنا، ويعيق حزبنا، وربما تكون هذه جميعها نفس الإجابة' وأضاف في تصريح لاحق: 'أعرف ما أريد فعله، علينا أن نستعد للقتال من أجل، وهذا ما سأقوم به' تتزامن هذه التصريحات مع ظهوره المتكرر في وسائل الإعلام الأمريكية، حيث بدأ إيمانويل يلعب دورًا بارزًا في النقاشات المتعلقة بمستقبل الحزب الديمقراطي، خاصة بعد الأداء المتذبذب الذي شهده الحزب في انتخابات 2024. خبرة تنفيذية ودبلوماسية تدعم ترشيحه يُعتبر رام إيمانويل شخصية بارزة في الحزب الديمقراطي، حيث شغل مناصب تنفيذية رفيعة، أبرزها كبير موظفي البيت الأبيض في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، بالإضافة إلى عمله عمدةً لمدينة شيكاغو لولايتين متتاليتين، وهو المنصب الذي رسّخ مكانته كأحد السياسيين ذوي البصمة الإدارية القوية. كما يتولى حاليًا منصب السفير الأمريكي لدى اليابان، مما أضاف إلى رصيده خبرة دبلوماسية في الملفات الآسيوية الحساسة، وهو ما يعتبره البعض نقطة قوة في ظل التنافس الأمريكي المتزايد مع الصين. الديمقراطي السابق عن نيويورك، ستيف، الذي عمل مع إيمانويل في لجنة الحملة الانتخابية للكونغرس، وصفه بأنه 'يمتلك خبرة عالمية المستوى'، مضيفًا أن الحزب بحاجة إلى مرشح يطرح 'أجندة استباقية لا تقتصر على رفض فقط'. من نفس التصنيف: دعوات في حزب العمال البريطاني للاعتراف بفلسطين قبل مؤتمر الأمم المتحدة طموحات لا تنتهي في ختام تصريحاته، أكد إيمانويل أنه لا يعتبر مسيرته السياسية قد وصلت إلى نهايتها، حيث قال: 'لم أنتهِ من العمل العام بعد، آمل ألا يكون الأمر قد انتهى معي'، في تلميح جديد إلى استعداده لخوض تحديات سياسية كبرى مستقبلًا بينما يتطلع الحزب الديمقراطي إلى استعادة توازنه بعد نتائج انتخابات 2024، يبقى اسم رام إيمانويل أحد الأسماء المتوقعة أن تبرز بقوة على الساحة خلال السنوات القليلة المقبلة.