logo
لماذا يستفز نتنياهو من ماكرون بالتحديد ؟

لماذا يستفز نتنياهو من ماكرون بالتحديد ؟

جريدة الاياممنذ 5 أيام

لوحظ بعد مضيّ بضعة شهور على حرب الإبادة الإسرائيلية، بأن العديد من قادة الدول صاروا ينتقدون تلك الحرب بما تحدثه من قتل جماعي متعمد بحق المدنيين العزل، ومن دمار هائل بلا أي مبرر أمني أو عسكري، وقد ترافق ذلك مع مسار التحقيق القضائي الدولي في أمر تلك الحرب وصولاً الى تجريمها، عبر إصدار مذكرتَي اعتقال بحق كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير حرب إسرائيل خلال العام الماضي، يوآف غالانت، باعتبارهما المسؤولَين الأوليين عن جريمة حرب الإبادة، وما يتخللها من جرائم حرب مثبتة وواضحة وصريحة، ولم تكن إسرائيل بطاقم الحكم المتطرف والمتورط بمجموعه وأفراده في جريمة حرب الإبادة، لتصمت إزاء تلك الانتقادات والمطالبات بوقف الحرب، أو بتجنب قتل المدنيين او حتى الالتزام بقواعد وقوانين الحرب، بما في ذلك عدم منع دخول المواد الاغاثية والغذائية، لدرجة أن اكثر من وزير اسرائيلي، سبق له وهاجم اكثر من مسؤول اجنبي، ولعل مثال التعرض لأمين عام الأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، من قبل مندوب إسرائيل في المنظمة الدولة جلعاد اردان، لدرجة وصفه بالمعادي للسامية، هو وكل الأمم المتحدة، والمطالبة بإقالته، يعتبر مثالاً صادماً، ووقحاً، يصدر عن دولة هي عضو في المنظمة الدولية ذاتها، التي تمثل المجتمع البشري بأسره.
اي ان إسرائيل ومنذ نحو عام ونصف، وجدت نفسها في زاوية ضيقة، فهي على طرف حاد تواجه معظم العالم، والغريب انها _أي إسرائيل، لم تتردد عن تجاوز البروتوكول الدولي والدبلوماسية المعتادة بين الدول، ولم تتردد في مهاجمة رؤساء، مثل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ورؤساء حكومات مثل رئيس حكومة اسبانيا، بيدرو سانشيز، ناهيك عن وزراء خارجية وغيرهم من المسؤولين، فيما لم تنج بعض الدول، مثل مصر وقطر، وهي تقوم بدور الوساطة من أجل التوصل لصفقة التبادل، من تعرض الإسرائيليين سواء كانوا وزراء او مسؤولين او إعلاميين، ولم يكن الأمر له علاقة بتبادل ادوار داخلي، ذلك ان المعارضة ليست مثل الحكومة في تطرفها وإصرارها على الحرب من جهة، وما تمارسه إسرائيل خلال تلك الحرب من جرائم مثبتة، إن لم تجر إسرائيل بقادتها وضباطها للمحاكم الدولية، وان لم تتسبب في تعرض إسرائيل لعقوبات سياسية عالمية، فإنها قد تسببت فعلاً بنبذها كدولة عضو في المجتمع الدولي.
بالطبع استندت اسرائيل على الحليف الأميركي لتواصل وهي بقيادة متطرفة جداً، بل الأكثر تطرفاً في تاريخها، بما يعتبره بعض الإسرائيليين انفسهم ومعهم بعض اليهود الأميركيين والبريطانيين يلحق الضرر البالغ بإسرائيل ويهود العالم، بما يسببه من كراهية لها اسبابها هذه المرة ضد دولة تعتبر نفسها دولة يهودية، او دولة لليهود، وتسير على طريق الفاشية العالمية، في نفس الوقت، ورغم كل ما قدمه الرئيس الأميركي السابق جو بايدن لإسرائيل، إلا انه لم يسلم من النقد، بينما تم إخضاع سلوكه خلال الحرب لصناديق الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، حيث كانت النتيجة خسارة حزب بايدن الديمقراطي للبيت الأبيض وللأغلبية في مجلسي الكونغرس الشيوخ والنواب.
لكن احداً من قادة إسرائيل المتطرفين لم يجرؤ لا على الهجوم على الرئيس الأميركي او على اي احد من وزرائه، ولا حتى توجيه الانتقاد لهم، حتى في لحظات كان يبدو فيها بأن أميركا ستخرج يدها من حرب الإبادة الإسرائيلية، وذلك قبل عام من هذه الأيام، حين ذهبت اميركا الى مجلس الامن الدولي بما عرف بمبادرة بايدن كأساس لصفقة التبادل، ووضعت إسرائيل العراقيل أمامها، وهدد اكثر من وزير إسرائيل بتفكيك الائتلاف في حال وقف الحرب، بل وزادوا على ذلك بالقول بان إسرائيل دولة مستقلة، لا تتخذ قرارتها من واشنطن، وان اقتضى الأمر ستواصل الحرب وحدها، وكثير ما تباهى نتنياهو شخصيا، بكونه يقف في وجه اميركا حين يكون هناك خلاف بينما، حول ما يدعيه من امن إسرائيل.
وقد بات الأمر اكثر وضوحا إزاء الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، وهو لا يقل حبا او انحيازا لإسرائيل عن سلفه بايدن الذي كان يتباهى بكونه صهيونيا وان لم يكن يهوديا، فيما كانت إدارته كما إدارة ترامب تغص بالمسؤولين اليهود، لكن ترامب ورغم ما يطلقه من تصريحات متشددة، كان اهمها بالطبع ذاك الاعلان الذي سرعان ما نسيه بعدما وقفت مصر في طريقه وردت عليه باحتوائه، والذي كان اطار عقل المتطرفين العنصريين الفاشيين من وزراء الحكومة الإسرائيلية ونقصد به ذلك الاعلان الخاص بتهجير سكان غزة، وتحويلها لمنتجع سياحي، سماه «ريفيرا الشرق الأوسط»، ترامب هذا سرعان ما بدأ لأنه يمثل خيار الصفقات التجارية وليس خياره الحروب العسكرية التي تزيد من ثروة شركات الصناعة العسكرية، ولعل بضعة أسابيع قليلة مضت، تشير الى عدد من الصفعات التي وجهها ترامب لنتنياهو، ولاستراتيجيته السياسية الخاصة بإعادة ترتيب الشرق الأوسط، ليتمخض عن ولادة اسرائيل الكبرى، ورغم ان فتح ترامب لباب التفاوض مع ايران، ثم اعلان الاتفاق مع الحوثي، بخروجه من جبهة الحرب مع اسرائيل على تلك الجبهة، والتي تعدها اسرائيل واحدة من سبع جبهات، بقيت هي الأهم في اسناد غزة، كذلك فتح طاقم ترامب لباب التفاوض المباشر مع حماس، كل هذا لم يدفع لا ترامب ولا بن غفير، ولا حتى مكتب رئيس الحكومة للهجوم على ترامب.
واضح بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية ومكتبه يحسبون جيدا حين يطلقون التصريحات والإعلانات، وانهم يربطون كلماتهم بوزن الوجهة التي يطلقون تلك التصريحات نحوها، وهذا يعني بأنهم لا يعيرون وزنا للقانون الدولي، ذلك انهم وصفوا المحكمة الجنائية الدولية نفسها بالعداء للسامية، كما أنهم يستخفون بالأمم المتحدة، وإلا لما تجرأ مندوبها في نيويورك، والى المنظمة الدولية نفسها ان يتهم الأمم المتحدة وأمينها العام بالعداء للسامية، وهذا يعني أيضا بأن إسرائيل لا تقيم وزنا للقادة الأوروبيين كما تفعل مع الرئيس الأميركي، سواء كان بايدن او ترامب.
ويبدو بأن لردة فعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومكتبه بالتحديد، ازاء تصريحات ومواقف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أكثر من سبب، ففرنسا، هي واحدة من الدول العظمي الخمس في العالم، وهي تقود مع ألمانيا الاتحاد الأوروبي الذي يضم 28 دولة، وهي الى جانب المانيا وبريطانيا تعتبر اهم دول اوروبا، وعلى الصعيد الدولي، فرنسا واحدة من خمس دول عظمى رسميا وفعليا في العالم، بعلامة التمتع بحق النقض الدولي «الفيتو» في مجلس الأمن.
وفرنسا تعتبر سادس دولة من حيث القوة العسكرية في العالم، بعد أميركا وروسيا والصين، بريطانيا والهند، كذلك تعتبر فرنسا سابع اقوى اقتصاد في العالم، بعد اميركا والصين، اليابان وألمانيا، الهند وبريطانيا، أي أنها دولة عظمى فعلاً وقولاً، وهي قبل ذلك وبعده، لديها التجمع اليهودي الثالث من حيث العدد، بعد إسرائيل وأميركا، فلماذا اذاً يطلق نتنياهو ومكتبه العنان للرد وبشكل حاد وغير دبلوماسي، على كل انتقاد يقوله ماكرون للسياسة الإسرائيلية، خاصة تلك المرتبطة بالحرب على فلسطين وغزة بالتحديد، وفرنسا، سبق لها وان سبقت اميركا بتقديم الدعم العسكري لإسرائيل، الذي سمح لها أولاً بالمشاركة في العدوان الثلاثي عام 1956، وثانياً في الانتصار في حرب حزيران 1967، وبينهما بإنشاء مفاعل ديمونة النووي، والذي انتج سراً حتى عن الولايات المتحدة عشرات او حتى مئات القنابل النووية، والجواب يبدو ان له علاقة بما يمكن وصفه بالردع السياسي، أو قطع الطريق على تطور وتقدم الموقف الفرنسي، لما هو أبعد مما هو عليه حاليا، من التزام بالموقف الأوروبي الرسمي، وحتى يبقى قريبا من الموقفين البريطاني والألماني.
نقصد ان اقتراب فرنسا من الموقف الذي تعتمده دول اسبانيا، ايرلندا، النرويج وبلجيكا، والاخيرة هي دولة الاتحاد الأوروبي، حيث مقر المفوضية الأوروبية، والخاص بالاعتراف بدولة فلسطين، ومواصلة الضغط على اسرائيل لقبول حل الدولتين، بما يعني التأثير على موقفي ألمانيا شريك فرنسا في قيادة الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، بما يعني عزل الموقف الأميركي المنحاز بلا قيود لإسرائيل، وهي ترفض حل الدولتين الذي جمع الغرب على إقامة دولة إسرائيل المعترف بها وفق قرار التقسيم، خاصة وان هذا الأمر قد اقترب كثيراً، وبدأ معه حديث ماكرون عن ذلك الاعتراف في حزيران القادم، وذلك خلال المؤتمر الذي سيعقد في نيويورك حول فلسطين وتترأسه فرنسا مع المملكة العربية السعودية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المحرقة في غزة أضاءت ضمير العالم
المحرقة في غزة أضاءت ضمير العالم

فلسطين أون لاين

timeمنذ 3 ساعات

  • فلسطين أون لاين

المحرقة في غزة أضاءت ضمير العالم

لم تقتصر الصحوة العالمية على الشعوب الأوروبية، وهم يستنكرون الكارثة الإنسانية التي يقترفها العدو الإسرائيلي ضد اهل غزة، بل تحول حراك المدن الأوربية إلى حراك سياسي لقادة تلك الدول، فصدر البيان الصاخب ضد العدوان الإسرائيلي من ثلاث دول مركزية في أوروبا، هي فرنسا وبريطانيا وكندا، تهدد بأنها ستتخذ "إجراءات ملموسة" ضد إسرائيل إذا لم توقف هجومها العسكري الجديد في قطاع غزة ولم ترفع القيود عن المساعدات الإنسانية. كما عارضت هذه الدول أي محاولات لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، مهددة إسرائيل بفرض عقوبات مستهدفة. وجاء في البيان أيضا عزم حكومات هذه الدول على الاعتراف بدولة فلسطينية. هذا التصعيد الجريء واللافت من قادة الدول الثلاث فرنسا وبريطانيا وكندا ضد العدوان الإسرائيلي ما كان ليخرج إلى العلن إلا بعد أن تأكد لقادة تلك الدول بأنها تحاكي وجدان ومشاعر الشعوب التي انتخبتهم، وأن طريقهم لمواصلة فوز أحزابهم في الانتخابات القادمة لن يتحقق إلا إذا تساوقوا مع مواقف شعوبهم، وهي تخرج بمئات آلاف المتظاهرين في المدن الفرنسية والبريطانية والكندية ضد العدوان الإسرائيلي، وهذا الحراك الشعبي المتعاطف مع القضية الفلسطينية في أوروبا يشكل ضربة قاضية للوجود الإسرائيلي نفسه، الذي نجح في ترويج الأكاذيب لأكثر من سبعين سنة عن حق إسرائيل بالوجود، وحقها في التوسع، وحقها في السيطرة على شعب آخر، تذبحه متى تشاء، وتستنزف طاقاته وقدراته وفق مصالحها. بيان الدول الغربية الثلاث جاء لاحقا ًلبيان سبعة دول اوربية كان على رأسها إسبانيا ومالطة وهولندا وإيرلندا والنرويج وأيسلندا ولكسمبورغ وسلوفينيا، التي طالبت بوقف العدوان على أهل غزة، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، ليأتي البيان المشترك الذي وقعه وزراء خارجية 22 دولة أوروبية، تتويجاً للرفض المطلق للسياسة الإسرائيلية، وللعدوان ضد أهل غزة، وهم يطالبون العدو الإسرائيلي أن يسمح باستئناف كامل للمساعدات إلى غزة على الفور، وتمكين الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من العمل بشكل مستقل ونزيه لإنقاذ الأرواح والحد من المعاناة والحفاظ على الكرامة". هذا التطور الجديد في المزاج الشعبي الأوربي فرض نفسه قرارات سياسية ملزمة للحكومات، وهذا الذي أثار غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي، وهو يردد على مسامع الدول الأوربية الأكذوبة نفسها عن الدفاع عن النفس، وعن حق إسرائيل في الوجود، بل تمادى في أكاذيبه، حين اعتبر المطلب الإنساني لقادة لندن وأوتاوا وباريس بمثابه مكافأة ضخمة للهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وأنهم يشجعون على هجمات مماثلة، دون أن يحمل الجيش الإسرائيلي أي مسؤولية عن حرب الإبادة الجماعية ضد أهل غزة، والتي اسفرت حتى يومها 592 عن استشهاد وجرح أكثر من 180 ألف فلسطيني. غزة المكلومة أيقظت العالم، وأضاءت بدمائها شمعة للحرية أمام الشعوب، وحررت التاريخ المعاصر من أكذوبة الهولوكوست والمحرقة النازية، فالذي يمارس المحرقة هم الصهاينة، وهذا ما اعترف به رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، زعم حزب الديمقراطيين يائير جولان، وهو يشبه دولة إسرائيل بدولة جنوب أفريقيا خلال حقبة الفصل العنصري، وان تصرفات إسرائيل ضد المدنيين في غزة، وقتل الأطفال، وترحيل السكان ستجعل منها دول معزولة على الساحة الدولية إنها الحقائق التي أضحى يدركها كل العالم، ويرددها الصهاينة أنفسهم، ومنهم زعيم حزب الديمقراطيين الذي اعترف بأن حكومة العدو الإسرائيلي الحالية تتكون من أشخاص مدفوعين بالانتقام، ويفتقرون إلى الأخلاق، ولا يملكون الأدوات اللازمة لإدارة حالة الطوارئ. المصدر / فلسطين اون لاين

الأمم المتحدة: 14 ألف رضيع في غزة مهددون بالموت خلال 48 ساعة
الأمم المتحدة: 14 ألف رضيع في غزة مهددون بالموت خلال 48 ساعة

معا الاخبارية

timeمنذ 4 ساعات

  • معا الاخبارية

الأمم المتحدة: 14 ألف رضيع في غزة مهددون بالموت خلال 48 ساعة

بيت لحم معا- حذر توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية، من أن نحو 14 ألف رضيع في قطاع غزة يواجهون خطر الموت خلال الساعات الـ48 المقبلة، إذا لم يُسمح بدخول مساعدات إنسانية إضافية إلى القطاع المحاصر. وقال فليتشر إن خمس شاحنات مساعدات فقط دخلت غزة يوم الاثنين، واصفاً هذا الرقم بأنه "نقطة في بحر" بعد حصار استمر 11 أسبوعاً فرضته إسرائيل. وأوضح أن تلك الشاحنات لم تصل بعد إلى المجتمعات الأشد حاجة، حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية، مشيراً إلى أن الأمهات غير قادرات على إطعام أطفالهن بسبب تفشي سوء التغذية. وأضاف المسؤول الأممي: "نخاطر بكل شيء لإيصال طعام الأطفال. هناك 14 ألف رضيع معرضون للموت، ونأمل أن نتمكن من إنقاذ أكبر عدد ممكن منهم خلال اليومين المقبلين". تصريحات فليتشر جاءت بعد بيان مشترك أصدرته المملكة المتحدة وفرنسا وكندا، دانت فيه سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في غزة، واعتبرت أن المساعدات الإنسانية التي تسمح إسرائيل بدخولها "غير كافية تماماً". وهددت الدول الثلاث باتخاذ "إجراءات ملموسة" ما لم تُرفع القيود المفروضة على إدخال الإمدادات الإنسانية. وأعرب فليتشر عن ترحيبه بما وصفه بـ"التصعيد الواضح في المواقف الدولية"، مؤكداً أن الأمم المتحدة تسعى إلى إدخال 100 شاحنة مساعدات إنسانية إضافية إلى القطاع اليوم، محملة بأغذية أطفال ومواد غذائية أساسية، مشدداً على ضرورة "إغراق غزة بالمساعدات لإنقاذ الأرواح"

الغزيون بين الحاجة والكرامة.. المساعدات الإنسانية حق لا يُبتز
الغزيون بين الحاجة والكرامة.. المساعدات الإنسانية حق لا يُبتز

فلسطين أون لاين

timeمنذ 9 ساعات

  • فلسطين أون لاين

الغزيون بين الحاجة والكرامة.. المساعدات الإنسانية حق لا يُبتز

غزة/ عبد الرحمن يونس في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها قطاع غزة المحاصر، تتجسد معاناة الفلسطينيين في صراع يومي بين البقاء والحفاظ على الكرامة. ففي زمن تسييس المساعدات وابتزاز الحقوق، يؤكد سكان القطاع أن المساعدات ليست منةً بل هي حقٌ قانوني وأخلاقي لا تجوز المساومة عليه. نعيم عوض، نازح من شمال غزة، يروي بحسرة من مركز إيواء مكتظ كيف تحوّلت حاجاتهم الأساسية إلى معركة صعبة: "نحن بحاجة إلى طعام ودواء وماء لنعيش، لكن كرامتنا تبقى صامدة رغم كل القصف والحصار. نرفض أن تكون مساعداتنا ثمنًا للصمت أو الخضوع." في حين يصف حسام كلوب، المعيل الوحيد لعائلته في منطقة الشاطئ الشمالي، واقع الحصار بقوله: "الاحتلال يحاصرنا ويمنع وصول الغذاء، لكنه ملزم قانونيًا بإدخال المساعدات. نحن نصبر ونثق بأن الفرج قادم من الله، لا نطلب الشفقة، بل الالتزام بحقوق الإنسان." أما الحاج أبو ياسر شقورة (65 عامًا)، فيؤكد: "سنصبر ونبقى صامدين، لأن إدخال المساعدات ليس منّة بل واجب قانوني، والاحتلال مضطر لإدخالها تحت ضغوط دولية." هذه الشهادات البشرية، وسط تقارير المنظمات الدولية والأمم المتحدة، تلخص مأساة غزة بلغة الكرامة والرفض لأي شكل من أشكال الابتزاز أو التسييس. الفلسطينيون يطالبون بأن تكون المساعدات أداة إنقاذ، لا وسيلة لإذلالهم أو فرض الشروط. في مواجهة هذه الأزمة، حذر مجلس تنسيق مؤسسات القطاع الخاص الفلسطيني من تجاوز المؤسسات الوطنية في آلية إدخال وتوزيع المساعدات، مؤكدًا أن ذلك يشكل انتهاكًا للسيادة الوطنية ويخدم الاحتلال الإسرائيلي. وأكد المجلس في بيان صحفي، على ضرورة إشراف الجهات الرسمية الفلسطينية بالتنسيق مع المؤسسات الأممية لضمان توزيع عادل يحترم الخصوصية الوطنية. بدورها، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ضرورة إيصال المساعدات دون تسييس، مشددة على التزام (إسرائيل) كقوة احتلال بضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للمدنيين. وأوضحت أن الأوضاع الإنسانية تتطلب تسريع دخول الإغاثة وتأمين بيئة آمنة لتوزيعها. وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن الوضع في غزة كارثي، حيث يواجه أكثر من 2.4 مليون فلسطيني خطر المجاعة، ويعاني أكثر من 92% من الأطفال دون سنتين من نقص حاد في التغذية، إضافة إلى حاجة ماسة لمئات الآلاف من النساء الحوامل والمرضعات والمسنين إلى مكملات غذائية. وسط هذه المعاناة الشاملة، يظل الغزيون متمسكين بحقهم في حياة كريمة، مؤمنين بأن المساعدات الإنسانية ليست هبة بل حق يجب أن يصل إليهم بلا شروط أو ابتزاز، في ظل معركة صعبة بين الحصار والكرامة. المصدر / فلسطين أون لاين

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store