
جائزة العويس للإبداع.. أسماء لامعة تروي قصص الفن والابتكار
وخلال المعرض التوثيقي للأعمال الفائزة بجائزة العويس للإبداع (1990 - 2023)، الذي احتضنته مؤخراً ندوة الثقافة والعلوم في دبي، كان لـ«البيان» لقاءات مع مبدعين نقشوا أسماءهم في سجل تلك الرحلة المضيئة، عبر مجالات اختلفت توجهاتها واتحدت في عبقرية الإبداع.
قال الدكتور جاسم ميرزا، الفائز بجائزة العويس للإبداع خلال 5 دورات إنه حصل عليها 4 مرات في مجال البحث العلمي، وكانت المرة الأخيرة عن أفضل برنامج إذاعي اجتماعي في الإمارات عام 2018، من خلال برنامج «لمن يهمه الأمر»، عبر إذاعة «نور دبي»، مؤكداً أن الجائزة تؤسس لفكر وثقافة وحراك إبداعي مميز.
ولفت إلى أن سبب تركيزه على البحوث الاجتماعية يرجع إلى دراسته الإعلامية واهتمامه بالجانب التوعوي، وكونه أول من كتب في الإعلام الأمني في الإمارات، مشيراً إلى أن آخر بحث نال به المركز الأول في الجائزة تطرق إلى قضية المخدرات الرقمية وحقيقة تأثيرها في الشباب.
وحكى الدكتور ميرزا كيف كانت بداية شغفه بدراسة تلك القضية، التي أثارتها إحدى وسائل الإعلام العربية، إذ ادعت أن ثمة ملفات صوتية تتكون من موسيقى صاخبة وهادئة، وتُسمع بطريقة معينة لتؤدي في النهاية إلى الإدمان، موضحاً أنه نجح علمياً في إثبات عدم صحة هذه الشائعات، ودحض ما جرى اختلاقه حولها.
وقال: «أجريت تجارب على عينة من ألف طالب في 10 جامعات في دولة الإمارات، ومن خلال الاستبانة اتضح أن الأمر لا يعدو كونه ضجة إعلامية لا تستند إلى أدلة ملموسة»، منوهاً بالدور الحيوي الذي تنهض به جائزة العويس بتشجيع الابتكار والبحث العلمي، ومواكبة التنوع والتطوير، وثورة الرقمنة والذكاء الاصطناعي.
مشاهد بديعة
من جانبها، استعرضت الفنانة منال عبدالله بن عبود الفلاسي، الفائزة بجائزة العويس للإبداع خلال دورتي 2014 و2020، مسيرتها الفنية المتأثرة بطبيعة دولة الإمارات وروح المكان المشتمل على النباتات والأشجار والمساحات الخضراء، مشيرة إلى أنها تميل إلى محاكاة تلك المشاهد البديعة في لوحاتها، وتكرار تجربتها مرات متعددة؛ لتتناول الفكرة من زوايا مختلفة.
وقالت: «أرى المنظر الطبيعي، اليوم، وأعكف على رسمه، ثم أعيد تأمله غداً بعين ثانية، ويزداد تعلقي بالألوان الشفافة وخفتها؛ ولذا فأنا متأثرة بأسلوب الفنان الإماراتي عبد القادر الريس»، مؤكدة أن الجائزة فتحت لها الآفاق لاكتشاف قدراتها الإبداعية والتركيز عليها، ما أتاح لها المشاركة في معارض متعددة.
واستذكرت منال اللحظات السعيدة، التي أبلغت فيها بالحصول على المركز الأول عام 2020، بينما كانت في بيتها خلال جائحة كورونا، الأمر الذي أنساها مرارة العزلة، وعكس ملامح البهجة على الحياة من حولها، واصفة الحدث بأنه وسام شرف على صدرها، تزدهي به في كل مناسبة ومحفل.
وأضافت: «أطلقت جائزة العويس العنان لأحلامي، وكان من ثمرات ذلك أن وفقني الله تعالى بأن شاركت بأعمالي هذا العام في جناح دولة الإمارات بمعرض إكسبو اليابان 2025»، مشددة على ضرورة الاستمرار في دعم الفنانين الذين يتطلعون إلى الظهور الإعلامي، ونشر تجاربهم الإبداعية بصورة أوسع في المجتمع.
عطاء واستمرارية
وذكر الفنان سالم جوهر، الفائز بجائزة العويس للإبداع في دورات متعددة، أن بداية مشاركته في الجائزة كانت مع انطلاقها عام 1992، وأنه تخصص منذ زمن طويل في فن الخزف، الذي لم يكن مشهوراً إلا في مصر والعراق، مشيراً إلى أنه حصل على منحة للدراسة في أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد، حيث تخرج عام 1980 بتقدير ممتاز، متفوقاً على جميع أقرانه في الدفعة.
وخلال جولة وسط أعماله الفنية المتنوعة شرح جوهر دلالات أساليبه الإبداعية، التي تجمع بين العمق والبساطة، وبين كيف استطاع أن يوظف في بعضها الحروف الفطرية، التي تعبر عن بدايات الكتابة لدى البشر، في حين استوحى أفكار بعضها الآخر من البيئة البحرية، لافتاً إلى أنه شارك في معارض عديدة بإيطاليا وبلدان أخرى.
وقال: «عبرت عن فلسفة الاستمرارية في العطاء، مستلهماً ذلك من اللؤلؤ، الذي يشكل جزءاً أصيلاً من التراث الإماراتي، إذ صنعت من الطين قطعاً تشبهه، وأضفت عنصر الحركة في تشكيل التحف الفنية، كما لم يفُتْني أن أرمز إلى إمارات الدولة واتحادها»، موضحاً أن ما يميز فن الخزف اعتماده على تقنيات عالية، ينبغي للفنان الإحاطة بها؛ نظراً للمراحل التي يمر بها العمل الفني، والحرارة المرتفعة، التي يلزم تعريضه لها.
وتحدث عن عمله الأخير، الذي شارك به في جائزة العويس للإبداع، وتشكل في صورة جدارية، بلغ طولها متراً ونصف المتر، استخدم فيها الخشب وعينات من المواد المستعملة في بناء البيوت القديمة بالإمارات، كما استعرض تفاصيل عمل سابق يدور حول شجرة الرولة في الشارقة ذات التاريخ العريق، التي مثلت تجمعاً للتعارف، ومناسبات الزواج.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خليج تايمز
منذ 10 دقائق
- خليج تايمز
محمد بن راشد يأسر القلوب بتواضعه وإنسانيته خلال جولته بين أبناء دبي في مول الإمارات
يقضي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، ورئيس مجلس الوزراء، وحاكم دبي، وقتاً في زيارة عدة أماكن في الإمارة على مدار هذا الأسبوع، مفاجئاً السكان الذين التقطوا لمحات منه. شاهد فيديو له في المركز التجاري أدناه: في وقت سابق، شوهد وهو يلتقط الصور مع الأطفال ويتبادل الأحاديث الودية مع السكان أثناء خروجه من مقهى في دبي مول. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل شوهد سموه وسط حرارة الصيف الشديدة وهو يمشي في أزقة السوق في ديرة. ولكن هذه المرة، رأى السكان سموه وهو يسير بينهم في ممرات مول الإمارات. وعندما رأته إحدى النساء، صاحت قائلةً: "نحبك!"، وهو ما يعكس مدى المحبة التي يكنها له سكان الإمارة. كان صاحب السموالشيخ محمد بن راشد يرتدي ملابس أنيقة كعادته، ويسير برفقة موظفين وحاملا عصا بيده. كما هو الحال في ظهوره خلال هذا الأسبوع، فقد كان من دون حراس ، متجولاً بشكل عفوي، وهو ما يشكل تناقضاً واضحاً مع العديد من القادة حول العالم. خلال نفس الزيارة للمول، ظهر سموه وهو يمشي داخل سوبرماركت، والذي يبدو أنه فرع من كارفور. وكان الناس يبتعدون عن طريقه ويلتقطون الصور أثناء مروره بينهم. وقد سبق أن فاجأ السكان الأسبوع الجاري عندما استخدم ترام دبي، مما دفع العديد منهم إلى إخراج هواتفهم لتسجيل هذه اللحظة المميزة. من المولات والأسواق إلى الترام والسوبرماركت، تُذكر زيارات صاحب السمو الشيخ محمد المتكررة هذا الأسبوع بعلاقته العميقة مع الناس. إن خروجاته العفوية تُلهِم الجميع بالإعجاب، ليس فقط بقيادته، بل أيضاً بالتواضع والإنسانية التي يتحلى بها.


البيان
منذ 4 ساعات
- البيان
50 % تخفيضات لعشاق الساعات بمفاجآت صيف دبي
تقدم مفاجآت صيف دبي 2025 تجربة تسوق استثنائية خلال موسم تخفيضات صيف دبي الكبرى، مع عودة الصفقات اليومية التي تنظمها مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة من 18 يوليو وحتى 7 أغسطس، حيث تقدم أبرز العلامات التجارية خصومات مذهلة لمدة يوم واحد فقط في جميع فروعها من الساعة 10 صباحاً حتى نفاد الكمية. ويمكن للمتسوقين الاستمتاع بعروض حصرية وتخفيضات مذهلة تصل إلى 90 % لفترة محدودة على العلامات التجارية المفضلة في مجالات الأزياء، والجمال، والأجهزة الإلكترونية، والأدوات المنزلية، وغيرها. وسيحظى عشاق الساعات بفرصة الاستفادة من تخفيضات 50 % عند زيارة متجر بيت الساعات في مول الإمارات الأحد 27 يوليو، ما يشكل فرصة لاقتناء ساعة مميزة. وتقام مفاجآت صيف دبي 2025 بدعم من الرعاة الرئيسيين: بنك دبي التجاري، ومراكز تسوق الفطيم (دبي فستيفال سيتي مول، ودبي فستيفال بلازا)، ومجموعة الزرعوني (ميركاتو)، ومجموعة عبدالواحد الرستماني، ودبي القابضة لإدارة الأصول (السيف، وبلوواترز، وابن بطوطة مول، ونخيل مول، وذا أوتلت فيليدج)، وطيران الإمارات، وإينوك، وe&، وماجد الفطيم (مول الإمارات، وسيتي سنتر مردف، وسيتي سنتر ديرة)، وميريكس للاستثمار (سيتي ووك، وذا بييتش مقابل جميرا بيتش ريزيدنس)، وطلبات.


خليج تايمز
منذ 7 ساعات
- خليج تايمز
"دبي للتمور 2025: احتفال وطني بالنخلة ورمز الكرم الإماراتي
انطلقت النسخة الثانية من فعالية "دبي للتمور" يوم الجمعة 25 يوليو. هذا الحدث الثقافي يُجسد رؤية وطنية لدعم التراث المحلي وتعزيزه كمصدر إلهام للمجتمع. ويهدف إلى تشجيع زراعة ورعاية أشجار النخيل في المنازل والمزارع والمؤسسات، بما يضمن استدامة هذا الرمز الوطني للأجيال القادمة. وأقيمت الفعالية في حصن الرماح على طريق دبي - العين، ونظمها "مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث"، مع تركيز على التمور نصف النضج. يستمر الحدث لمدة ثمانية أيام، ويستقبل الزوار يوميًا من العاشرة صباحًا حتى العاشرة مساءً. يجمع الحدث بين التراث والابتكار، محتفياً بالنخلة كرمز وطني متجذر في هوية وثقافة الإمارات. قالت عنود البلوشي، رئيسة قسم الفعاليات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث: "ما يميز دبي للتمور عن غيره من المهرجانات هو تركيزه على النخلة نفسها، وعلى الجانب الاجتماعيّ للنخيل أكثر من الجانب الاقتصادي. كل ما لدينا هنا يدور حول التمور، ولا توجد فواكه أو منتجات أخرى." يضم الحدث معرضًا مصغّرًا للأدوات التقليدية المستخدمة في زراعة النخيل، مثل أدوات الحفر والتنظيف والتلقيح، إضافة إلى مجموعة متنوعة من الصور توثّق أنواع التمور ومراحل جنيها. يستطيع الزوار الاطلاع على تقنيات الزراعة القديمة التي استخدمها المزارعون الإماراتيون سابقًا، مما يجعل المكان بمثابة أرشيف ثري يصل الحاضر بجذور تاريخ الزراعة الإماراتية. هناك أيضًا منتجات مميزة مصنوعة من التمور، بالإضافة إلى مأكولات وحلويات شعبية. ترفيه وتعلّم للأطفال يحظى الأطفال بجزء كبير من التجربة، إذ توجد ركن مخصص لهم يتضمن نشاطات تعليمية وترفيهية تدور حول النخيل والتمور، مثل الرسم والتلوين والألعاب التفاعلية. من أبرز هذه الفعاليات لعبة "جني التمر"، التي تشرح لهم عملية الحصاد بأسلوب مرح تفاعلي. كما تروى لهم قصص مبسطة عن تاريخ النخلة. أشارت البلوشي: "هدفنا هو رفع قيمة النخلة وتشجيع زراعتها. حتى الأطفال يأتون ويتعلمون شيئًا جديدًا. في ركن الأطفال، نعلّمهم مثلًا كيفية جني التمر، ونشغّل مبادرة "ازرع فسلتك"، حيث يأخذ الطفل علبة بها تربة وبذرة ليزرعها في البيت، وإذا ظهرت فسيلة في العام التالي يُكافأ الطفل." شارك المزارع الإماراتي أبو عبدالله من الشارقة لأول مرة هذا العام في الحدث. يمتلك مزرعة في دبي تحوي أكثر من 1200 نخلة، وقد شارك سابقًا في فعاليات زراعية عدة في الدولة. قال أبو عبدالله: "لدي نحو 1200 نخلة، ونحصد يوميًا ما بين 200 و500 كيلوجرام من التمور." وذكر أن بعض أنواع التمور، رغم استيرادها من الخارج، إلا أن إنتاجها في الإمارات يتفوق على جودتها الأصلية، مثل تمر المدجول الذي يُصدَّر عادة من فلسطين، أو تمر السكري من السعودية. وأضاف أن أسعار التمور عادة تتراوح بين 10 و80 درهمًا للكيلوجرام، بينما تصل الأنواع المميزة مثل "حلوى دبي" وأم الدهن وعجوة إلى 100 درهم للكيلوجرام. يعمل أبو عبدالله في تجارة وزراعة التمور منذ عام 2007، ويربي أبناءه على هذه المهنة. أشار كذلك إلى التحديات المرتبطة بمهنة التمور، وأهمها ارتفاع تكاليف الكهرباء والعمل، ما يؤثر على جدوى التسويق الربحي. وذكر أن بعض المزارعين يواجهون صعوبة تغطية خسائرهم بسبب تذبذب الأسعار. وللتعامل مع فائض الإنتاج، يحوّل أبو عبدالله التمور نصف النضج إلى تمور ناضجة بالكامل. توظيف التقنية الحديثة في المسار التراثي استحدث الحدث خاصية "الشخصية الإماراتية الافتراضية" المدعومة بالذكاء الاصطناعي، لمنح الزوار تجربة معرفية ثرية عبر محتوى تفاعلي عن الحِرف التقليدية المرتبطة بالنخلة، وطرق الري والتلقيح القديمة. ويعزز ذلك تجربة الزائر بالجمع بين المعرفة والترفيه العصري. 13 مسابقة ومزاد نخيل حصري تتضمن نسخة هذا العام 13 مسابقة، منها فئة "النخلة المنزلية - دبي والعامة" للنخيل المزروع في الساحات السكنية، وفئة للمؤسسات الحكومية، وفئة خاصة تحمل اسم "حلوى دبي" المندرجة ضمن أندر وأغلى أصناف التمور. تشمل المسابقات أيضًا منافسة أكبر عنقود لمجموعة من أنواع التمور كالخلاص، الخنيزي، وبومان، على مستوى دبي والإمارات. هناك أيضًا مزاد النخيل الخاص الذي يُنظم بالتعاون مع "الإمارات للمزادات" لمدة سبعة أيام، ويعرض خلاله نخيل من أجود الأصناف في إطار تجاري وثقافي فريد. تشرف لجنة من الخبراء المحليين على تقييم النتائج، برئاسة سعيد خليفة بن ثالث، وعضوية الهاي علي السبعوسي وخلفان علي السويدي وخادم المدور المهيري، تحقيقًا للشفافية والدقة. قال عبدالله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث: "حوّلنا دبي للتمور إلى مساحة مجتمعية نابضة بالتفاعل، حيث تلتقي النخلة مع الناس في حياتهم اليومية. هذا الحدث رسالة اجتماعية ووطنية تهدف لتعزيز ارتباط الناس بأرضهم وتراثهم." وأضاف: "إطلاق مبادرات مثل فئة حلوى دبي ومزاد النخيل يرسخ حضور النخلة في تفاصيل حياتنا اليومية. فهي ليست شجرة فقط، بل رمز للكرم وهوية متجذرة في القلب." راؤول جاجار