
قبلان: "ما تحشرونا بالزاوية"... ونحذّر من اللعب بالنار
ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، لفت فيها إلى أن "الإسلام على مستوى الجماعة تبنى حق الجماعة بالعيش في ما بينها بأمن وأمان واستقامة واستقرار وشراكة، مع ضمان خصوصيات الجماعة من ملة ومذهب وطائفة وإثنيات مختلفة، وهذا يفترض تأكيد الشراكة الاجتماعية وتأكيد التضامن والتعاون بين الناس لحماية مصيرها وحقوقها وتأكيد مواثيقها، وعيشها المشترك، وخصوصياتها الداخلية قبالة أي كيان آخر".
ورأى ان "أي خيانة وطنية أو أخلاقية أو مغالبة بالخارج أو تعريض بهيمنة أو استقواء بالغير، فإنه يهدّد القيمة الميثاقية الضرورية بين الجماعة المتنوعة والمتعددة، ومثال لبنان حاضر، لأن هذا البلد عاش على الاستقواء والارتزاق ولعبة التجارة الدولية والمقايضة السياسية حتى يومنا هذا، وهنا يتضح قوله تعالى (وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)، ولا شيء أعظم عند الله تعالى من وعي الحقيقة وحماية كيانها، وتعاون أهلها، وتكريس مواثيق الأنسنة كأساس في حياة الأوطان. يقول مولانا علي في هذا المجال:"إنما عمّرت البلدان بحب الأوطان، وحب الوطن من الإيمان". وقال :"مِن كرم المرء بكاؤه على ما مضى من زمانه وحنينه إلى أوطانه وحفظه قديم إخوانه".
واعتبر المفتي قبلان أن "الوطن أمانة وحفظه أمانة والدفاع عنه أمانة، وبذل الدماء وتسخير الإمكانات في سبيل البلد والناس أعلى مراتب العطاء عند الله تعالى، وليس في الإسلام أحبّ من فتية أحبوا الله فبذلوا أنفسهم في سبيل هذا البلد حتى تحولت دماؤهم شرفا لهذا البلد المكلل بأعظم الأشلاء".
وتوجه قبلان الى "من يهمه الأمر"، و"انطلاقا من الضرورة اللبنانية الوطنية، بلد كلبنان يحتاج إلى أولويات وطنية تلحظ واقعنا المشترك والتقديمات التاريخية التي صبت في صميم وجود وحماية هذا البلد وسيادته منذ عشرات السنين. وهذا يفترض الانتهاء من وثيقة إعمار وإغاثة الجنوب والضاحية والبقاع، فضلا عن حوكمة الحكومة وجدولتها الفعلية على الأولويات الوطنية".
أضاف: "وللأسف هذا ما لا يريده البعض، لدرجة أن هناك من يعاقب أهل الجنوب الضاحية والبقاع ويصر على تركهم فوق الركام، تنفيذا لطبخة دولية إقليمية تريد معاقبة المقاومة وبيئتها. وهذا الأمر دونه كوارث مدوية، والدولة التي تخون الجنوب والضاحية والبقاع ليست دولة، والحكومة بتهربها وتنكّرها لشعبها وناسها ترتكب أسوأ خيانة، وتدفع بالبلد نحو كارثة وطنية، والإصرار على اللعب بالنار خطير للغاية، واللحظة مصيرية، ومن يحسب مواقفه بالميزان الإقليمي والدولي ويريد إذلالنا وشطبنا من المعادلة فهو مخطئ. ونصيحة "ما تحشرونا بالزاوية".
وتابع: "والحكومة حكومة وطنية بتضحيات أهل البقاع والجنوب والضاحية منذ عشرات السنين، ولولا انتفاضة 6 شباط لكان البلد والدولة والمشروع الوطني صهيونيا بامتياز، والرئيس نبيه بري وتاريخه المقاوم ممر جبري لإعادة تعريف السيادة الوطنية""
وذكر المفتي قبلان "للتاريخ بأن لبنان كان محتلا حتى العاصمة بيروت، وأنقذه الله بالمقاومة، وحذارِ من معاقبة خيار المقاومة أو تطويقه، أو معاقبة بيئة المقاومة وخنقها ومنعها من حق الإغاثة والإعمار، والدولة بكل مؤسساتها وإمكاناتها مسؤولة عن الإعمار والإغاثة ولن نقبل غير ذلك. البلد بلدنا، وهو ليس مكرمة إقليمية أو صفقة دولية، ومن يشتغل للخارج فليشتغل له خارج لبنان، فلا تخطئوا بموضوع الجنوب والضاحية والبقاع لأنه سيكون كبيرا. ولا حاجة للبنان إذا لم يرد على الجنوب والضاحية والبقاع بعض ما يليق بالتضحيات السيادية منذ نصف قرن".
وشدد على ضرورة الانتباه "للحرائق الإقليمية والألغام الدولية، وزيارة الرئيس ترامب للمنطقة ليست مجانية أو مجرد نزهة تريليونية، بل خريطة فرز إقليمي خطير؛ والعين على لبنان والمناطق الساخنة في الإقليم، والشرق الأوسط لشعوبه، وتلزيمه من الصعب أن يمرّ"، معتبراً أن "التطبيع خيانة للقدس وفلسطين وقضايا العرب والمسلمين، ولبنان لن يكون مطبعا، وخيانة غزة خيانة للدين والتاريخ والإنسان وطعنة مميتة للأمم المتحدة والمواثيق الدولية، وحين يصبح القانون الدولي وسيلة لتبرير الظلم والعدوان تصبح الفوضى عندها شرفا ضروريا لحفظ الأوطان".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


IM Lebanon
منذ 34 دقائق
- IM Lebanon
أبي المنى التقى بري: لاستكمال تطبيق الطائف
إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بمقر الرئاسة الثانية في عين التينة، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى مع وفد من المجلس المذهبي الدرزي والقضاة والمستشارين في المجلس. وتم البحث في تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية وشؤونا وطنية وروحية. وبعد اللقاء، قال أبي المنى: 'تشرفنا اليوم بزيارة دولة الرئيس مع إخواننا في مجلس إدارة المجلس المذهبي والمستشارين وكان لنا جولة أفق مع دولته في هذا الوضع الدقيق والحساس من تاريخ لبنان والمنطقة'. وأضاف: 'طبعا الكلام مع دولة الرئيس يزيدنا إطمئنانا بأن الدولة سائرة في الطريق الصحيح وأن الإصلاحات القادمة خطوة خطوة، وهو ما أكدناه ولمسناه في القصر الجمهوري وهو ما نؤكده ونلمسه اليوم في عين التينة'. وتابع: 'كما بحثنا طبعا في أهمية إستكمال تطبيق الطائف بكل بنوده بما يخدم المصلحة الوطنية وأيضا في الوضع القائم في المنطقة والذي يستوجب الوحدة الوطنية وأكدنا موضوع الشراكة الروحية الوطنية. هذا العنوان العريض الذي نطرحه اليوم والذي ستكون الندوة الأولى تحت هذا العنوان غدا مع نخبة من المفكرين وبرعاية وزارة الثقافة لكي نصل في ختام سلسلة ندوات في هذا الموضوع إلى مؤتمر وطني إن شاء الله برعاية فخامة الرئيس هذا ما نطمح إليه وما نسعى إليه'. وختم أبي المنى: 'كانت أيضا مناسبة لكي يتعرف دولة الرئيس على نشاط المجلس المذهبي من خلال اللجان ومن خلال النشاطات التي يقوم بها المجلس فيما يخدم المصلحة الوطنية وفيما يؤكد هذه الشراكة الروحية الوطنية التي هي مظلة الإصلاح والإنقاذ والتي لا مفر منها والتي هي الأساس في هذه المسيرة مسيرة العهد الجديد'.


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
الأفضل لسورية... التطبيع أم التقطيع؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب بامتياز، نحن أمة الضلال والتضليل (الأمة الضالة بدل الفئة الضالة). عبثًا نبحث عن شاشة لا تقدس أولياء أمرها، وأولياء أولياء أمرها، ولو كانوا بمواصفات الذباب أو بمواصفات الذئاب، وتلعن خصومهم ولو كانوا في قبورهم من ألف عام... على مدى سنوات طويلة، كنا مع النظام في سورية (لمن يعرف ما معنى دمشق، وما روح دمشق). لم نلاحظ العفن الذي كان يأكل الوجوه، بعد تلك السنوات الطويلة من عبادة الفرد، وهي ظاهرة تنتقل من جيل الى جيل، ومن رجل الى رجل، كما كنا نتغاضى عن الأداء الوحشي لأجهزة الاستخبارات، التي كانت تمثل ذروة الأمية وذروة الغباء. ذات مرة قلت لوزير الاعلام "كل الصور التي تنشر للرئيس بشار الأسد ولضيوفه، يبدو وهو يتكلم ويلوّح بيديه (يدي الأستاذ أو يدي المايسترو) فيما جليسه، ولو كان فلاديمير بوتين أو آية الله خميني، يصغي كما التلميذ المنبهر بعبقرية استاذه". الوزير استجاب وأمر بتنويع الصور. ردة فعل أجهزة الاستخبارات كانت مروعة (مؤامرة على سيادة الرئيس). هذه ظاهرة كلاسيكية في الأنظمة الثورية. خلال القمة العربية في مدينة فاس المغربية، كان المركز الاعلامي عبارة عن قاعة دائرية زجاجية. رجال الاستخبارات العراقية لم يتركوا سنتيميتراً من الجدران الزجاجية، الا وغطوه بصور الرئيس صدام حسين. في سورية، كل سيارة، ولو كانت سيارة الاسعاف، ينبغي أن تحمل صورة الرئيس بشارالأسد، أو الصورة الثلاثية للرئيسين حافظ وبشار وبينهما باسل، دون أن نعرف ما مزايا الأخير، لكي يطلق اسمه على الملاعب الرياضية وعلى الساحات. العدوى انتقلت الى لبنان، تمثال له في مدينة شتورة، وهو يمتطي حصانه بقبعة الفيلدمارشال فيليب مونتغمري. لكننا وبالصوت العالي كنا مع النظام وهو يتداعى من الداخل، لأنه كان ضد "اسرائيل"، وكان يمد يد العون الى المقاومة في لبنان، ودون أن يكون صحيحاً ما يشاع حول علاقة مع "اسرائيل"، لو كان الأمر كذلك لما كان الحصار القاتل. وزير للنقل في عهد الأب أخبرني "بقينا 8 أشهر نبحث عن عجلة لطائرة بوينغ دون جدوى، الى أن حصلنا عليها ولكن بطريقة ملتوية". منذ ايام أعلن مكتب رئيس الوزراء "الاسرائيلي" بنيامين نتنياهو استعادة 2500 وثيقة وصورة، وأغراض شخصية لايلي كوهين، الجاسوس "الاسرائيلي" الذي أعدم في ساحة المرجة عام 1967، بعدما تنكر بشخصية مغترب سوري في الأرجنتين، وتمكن من اختراق المنظومة القيادية في سورية. "الموساد" أصدر بياناً أوضح فيه أن ما حدث كان نتيجة عملية سرية، نفذها جهاز العمليات الخاصة في "الموساد" مع جهاز شريك استراتيجي، دون أن يوضح هوية ذلك الشريك (أميركي أم تركي؟). القاصي والداني يدرك مدى الهلهلة في أجهزة الاستخبارات السورية، مال ونساء، كل ذلك السلاح الذي دخل الى البلاد وفجّر الحرب فيها، جرى تهريبه بالمال. الآن، يحكى الكثير عن الأجهزة التي تنتشر في المواقع السورية الحساسة. وفي هذا الاطار شراء قادة الفصائل، أبعد من ذلك بكثير... ضلال وتضليل. نعلم أن قناة "الجزيرة" معادية لنظام الاسد، هذه مسألة طبيعية، ولكن أن تتبنى تلك التغريدات التافهة في مقاربة الحدث الاستخباراتي؟ احدى التغريدات قالت "ربما حصلت "اسرائيل" على أغراض ايلي كوهين منذ سنوات، سواء في عهد حافظ الأسد أو في عهد وريثه بشار الأسد، لكن "اسرائيل" حافظت على سرية عمليتها"، مع أن الكل يعلم مدى مبدئية الرئيس الراحل في التعامل مع "اسرائيل"، ولقد تابعنا تفاصيل مفاوضاته مع اسحق رابين، واصراره على سورية ضفاف بحيرة طبريا. المفاوضات التي كانت السبب في اغتيال هذا الأخير برصاصة ييغال عمير عام 1995. من التغريدات أيضاً التي تكشف مدى ضلالنا وتضليلنا، أن العملية تمت في عهد "الرئيس المخلوع"، لكن الاعلان عنها الان هو لـ "توجيه ضربة سياسية الى النظام الجديد"، مع أن كل المعلومات تؤكد أن رئيس هذا النظام أحمد الشرع أبلغ نظيره الأميركي دونالد ترامب، أثناء لقائه في قصر اليمامة، استعداده للتطبيع حتى دون قيد أو شرط. لو كان هذا موقف بشار الأسد لورث ابنه السلطة من بعده... خطوة أخرى في الصراحة وفي الواقعية. كنا نبرر للنظام السابق تلك البيانات العسكرية الصادمة، لدى تنفيذ أي غارة "اسرائيلية" على أهداف سورية، وحتى داخل دمشق، وكنا نقول إن الدولة ما زالت تلملم جراح الحرب والتداعيات الرهيبة للحرب، ناهيك بالاختلال في موازين القوى، مقابل أحدث القاذفات الأميركية وكذلك المنظومات الدفاعية الحديثة، الطنابر الطائرة من سورية، والمنظومات الدفاعية التي لا تستطيع اسقاط حتى الطائرات الورقية. كثيرة الأيدي الغليظة التي تمسك بالخيوط السورية الآن، كوكتيل عجيب وعجائبي من اصحاب المصالح. من سنوات سقط الدور السوري، وسقط ذلك الشيء الذي يدعى الصراع العربي – "الاسرائيلي". قناة "فوكس نيوز" تقول ان دونالد ترامب اخرج الشرق الأوسط من التيه الايديولوجي والتيه الاستراتيجي.


المنار
منذ ساعة واحدة
- المنار
وزير الحرب الأميركي يعترف: فشل العملية العسكرية ضد أنصار الله في اليمن
أقرّ وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث بفشل العملية العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة ضد 'أنصار الله' في اليمن، مؤكداً أنها لم تحقق أهدافها المعلنة بالقضاء عليها أو ردعها. وفي مقابلة خاصة مع قناة 'فوكس نيوز' الأميركية، قال هيغسيث: 'لم ندمر الحوثيين. لدينا أولويات أخرى نحتاج للتركيز عليها، كالصين وإيران. الولايات المتحدة لن تكرر ما فعلته في العراق وأفغانستان'، مشيراً إلى أن الرئيس دونالد ترامب قرر في نهاية المطاف وقف العمليات العسكرية في البحر الأحمر بهدف 'حماية الملاحة'. الاعتراف الأميركي الصريح بالفشل تزامن مع تحذيرات أطلقها القائم بأعمال رئيس العمليات البحرية الأميركية، جيمس كيلبي، خلال جلسة نقاش في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن، حيث شدد على ضرورة عدم الاستخفاف بقدرات 'أنصار الله'. وقال: 'من الخطأ الاعتقاد بأن اليمنيين سيقفون صامتين. هم يغيرون تكتيكاتهم باستمرار. قد لا يكونون بمستوى الصين، لكنهم يمثلون تهديداً حقيقياً. هم يطاردون سفننا، ولذلك يجب أن نكون مستعدين'. من جهتها، تساءلت صحيفة 'ذا هيل' الأميركية عن جدوى الحملة العسكرية في اليمن، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة نفّذت نحو ألف غارة جوية، وأنفقت قرابة مليار دولار، وخسرت ثماني طائرات مسيّرة وطائرتين من طراز F/A-18 سوبر هورنت، 'من دون تحقيق أي نتائج ملموسة'. وفي تعليق تحليلي نشرته الصحيفة، أكد الكاتب ميشال كايت أن الولايات المتحدة 'تراجعت في جولة مواجهة مع خصم صغير، بالمقارنة مع قوى عظمى مثل الصين'، في إشارة إلى فشل واشنطن في حسم المعركة أو فرض شروطها على 'أنصار الله'. المصدر: موقع المنار