
أشكال الاحتجاج الإعلامي
عائشة بوزرار- باحثة في الإعلام
حول العلاقة بين الإعلام والمشاركة المدنية في السياقات الاجتماعية المعاصرة، يدور الحديث في الفصل الثاني من كتاب "إعلام المواطن والفضاءات العامة:
تعبيرات متنوّعة عن المواطنة والمعارضة"، في مقالة حول كيفية تنظيم الاحتجاجات الصغيرة واستخدامها كوسيلة إعلامية للتعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية،
حيث يناقش الكاتبان كيف يمكن للحركات الاحتجاجية الحديثة أن تُفهم من خلال مفاهيم المسرح والإيماء ، معتبرين أن الإيماءات الاحتجاجية ليست مجرد تعبيرات رمزية، بل أدوات سياسية قوية تُسهم في بناء أشكال جديدة من المواطنة.
الأمر الذي يتيح جذب الانتباه والتواصل مع الجمهور، ويسهم في إيصال الرسائل بشكل مؤثر ويعزز من الوعي بالقضايا الاجتماعية والثقافية المختلفة، وذلك من خلال ثلاث فئات رئيسية تتداخل فيما بينها:
أولاً، الإيماءات التي تستفيد من الشكل البشري للاعتراض على سياسات الاستثناء؛
ثانياً، الإيماءات المنزلية التي تفتح آفاقًا اجتماعية؛ وثالثاً، الإيماءات البيئية التي تخلق أماكن مشتركة للتعايش مع الكائنات غير البشرية.
من المهم التأكيد أننا لا ندعي أي فعالية خاصة للإيماءات أو المسرح من الناحية السياسية، وهذه الفئات الثلاث لا تمثل نظرة شاملة على الأشكال الاحتجاجية المختلفة.
الهدف هنا، هو التأكيد على أهمية الإيماءة والمسرحية في مناقشات وسائل الإعلام المدنية، باعتبارها وسائل لفهم وممارسة المواطنة.
كما أننا نواجه الميل إلى تجاهل الإيماءات المسرحية بسبب اعتبارها زخرفية أو فارغة، أو اعتبار المسرح مجرد ترفيه، ونرفض الثنائيات غير المفيدة بين الحقيقي وغير الحقيقي.
إيماءات مثل الوقوف، رفع الأيدي، التنظيف، تزيين محطات الحافلات، حمل الوشم، رش الطلاء والإشارة إلى الماء، جميعها تخلق نوعًا من الاضطراب وتجعل المكان مشتركًا.
هذه الإيماءات تحمل إمكانيات لتمثيل وتجربة الحياة في العلاقة، مما يعزز مكانتها كإسهامات فعالة في حركات الاحتجاج عبر الزمن، وهذه الأمثلة توضح كيف يمكن استخدام الفن والتكنولوجيا لتعزيز الوعي الاجتماعي وتحفيز العمل الجماعي:
الاعتصامات الافتراضية:
تنظيم اعتصامات عبر الإنترنت حيث يشارك الأشخاص من مختلف أنحاء العالم في احتجاجات رقمية، مثل "احتلال وول ستريت" الافتراضي؛
مسرحيات التفاعل الاجتماعي:
استخدام منصات مثل فيسبوك وتويتر لخلق تجارب تفاعلية حيث يمكن للجمهور المشاركة في السرد أو اتخاذ قرارات تؤثر على مجريات الأحداث؛
الأداء في الفضاء العام:
تطبيقات الهواتف المحمولة:
مثل "الأداة العابرة للحدود" التي تساعد المهاجرين عبر الحدود، حيث تجمع بين التكنولوجيا والفن لتقديم الدعم للمحتاجين؛
الوسائط المختلطة:
استخدام الفيديو والتصوير الفوتوغرافي والتقنيات الرقمية لإنتاج أعمال فنية تعبر عن القضايا الاجتماعية والسياسية، مثل أعمال الفنانين الذين يستجيبون للأزمات الإنسانية.
ويمكن تعزيز تأثير الإيماءات الاحتجاجية من خلال تنظيم فعاليات مدروسة تضمن مشاركة جماهيرية واسعة، مع وضوح أهداف الرسالة لضمان فعالية التوصيل، واستخدام وسائل الإعلام الاجتماعية والتقليدية لنشر الوعي،
إلى جانب التعاون مع منظمات غير حكومية، وهو ما يعزز من نطاق التأثير. لذلك يجب أن تشمل الاستراتيجيات تنوعًا في الأساليب، مثل الفنون والمسرح، لجذب جمهور أوسع
مع توفير دعم قانوني لحماية المحتجين، والاستمرار في تنظيم الإيماءات مما يضمن ضغطًا دائمًا على المعنيين، ويزيد من فرص إحداث تغييرات فعلية ،من خلال :
التنظيم الجيد، وذلك إنشاء تحالفات وتنظيم فعاليات بشكل مدروس يضمن مشاركة عدد كبير من الناس، مما يزيد من الوعي والتأثير.
وضوح الرسالة، بتحديد أهداف واضحة ومحددة للإيماءات يساعد في توصيل الرسالة بفعالية أكبر للجمهور والسلطات.
التواصل الفعال، عبر استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية ووسائل الإعلام التقليدية لنشر الرسالة وزيادة الوعي بالاحتجاجات، مما يجذب انتباها أكبر.
الاستمرارية، تنظيم سلسلة من الإيماءات الاحتجاجية بدلاً من حدث واحد فقط يضمن استمرار الزخم وزيادة الضغط على المعنيين.
التعاون مع المنظمات الأخرى، عن طريق الشراكة مع منظمات غير حكومية أو جماعات مدنية يمكن أن يوسع نطاق التأثير ويعزز الموارد.
التنوع في الأساليب، باستخدام مجموعة متنوعة من الأساليب الاحتجاجية، مثل الفنون، المسرح، والوسائط المتعددة، لجذب جمهور أوسع وزيادة التأثير.
التفاعل مع الجمهور، بإشراكه في الإيماءات الاحتجاجية، مثل تنظيم ورش عمل أو جلسات حوارية، يعزز من الشعور بالانتماء والدعم.
توفير الدعم القانوني، للتأكد من وجود حماية قانونية للمحتجين يساعد في تعزيز قدرتهم على التعبير عن آرائهم دون خوف من القمع.
تأسيسا على ما سبق، فإن استخدام هذه الاستراتيجيات، يمكن أن تصبح الإيماءات الاحتجاجية أكثر فعالية وقادرة على إحداث تأثير ملموس في المجتمع والسياسة.
وهو ما تعبر عن هذه المقالة التي تربط بين الأداء الفني والفضاء السياسي، وتُظهر كيف أن الإيماءات الجسدية في الاحتجاجات يمكن أن تكون بمثابة وسيلة للتعبير السياسي الجماعي ومصدرًا لتشكيل مواطنة ناشطة، خاصة في زمن يُجرّد فيه كثيرون من حقوقهم وفضائهم المدني.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


لكم
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- لكم
أشكال الاحتجاج الإعلامي
حول العلاقة بين الإعلام والمشاركة المدنية في السياقات الاجتماعية المعاصرة، يدور الحديث في الفصل الثاني من كتاب 'إعلام المواطن والفضاءات العامة: تعبيرات متنوّعة عن المواطنة والمعارضة'، في مقالة حول كيفية تنظيم الاحتجاجات الصغيرة واستخدامها كوسيلة إعلامية للتعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية، حيث يناقش الكاتبان كيف يمكن للحركات الاحتجاجية الحديثة أن تُفهم من خلال مفاهيم المسرح والإيماء ، معتبرين أن الإيماءات الاحتجاجية ليست مجرد تعبيرات رمزية، بل أدوات سياسية قوية تُسهم في بناء أشكال جديدة من المواطنة. الأمر الذي يتيح جذب الانتباه والتواصل مع الجمهور، ويسهم في إيصال الرسائل بشكل مؤثر ويعزز من الوعي بالقضايا الاجتماعية والثقافية المختلفة، وذلك من خلال ثلاث فئات رئيسية تتداخل فيما بينها: أولاً، الإيماءات التي تستفيد من الشكل البشري للاعتراض على سياسات الاستثناء؛ ثانياً، الإيماءات المنزلية التي تفتح آفاقًا اجتماعية؛ وثالثاً، الإيماءات البيئية التي تخلق أماكن مشتركة للتعايش مع الكائنات غير البشرية. من المهم التأكيد أننا لا ندعي أي فعالية خاصة للإيماءات أو المسرح من الناحية السياسية، وهذه الفئات الثلاث لا تمثل نظرة شاملة على الأشكال الاحتجاجية المختلفة. الهدف هنا، هو التأكيد على أهمية الإيماءة والمسرحية في مناقشات وسائل الإعلام المدنية، باعتبارها وسائل لفهم وممارسة المواطنة. كما أننا نواجه الميل إلى تجاهل الإيماءات المسرحية بسبب اعتبارها زخرفية أو فارغة، أو اعتبار المسرح مجرد ترفيه، ونرفض الثنائيات غير المفيدة بين الحقيقي وغير الحقيقي. إيماءات مثل الوقوف، رفع الأيدي، التنظيف، تزيين محطات الحافلات، حمل الوشم، رش الطلاء والإشارة إلى الماء، جميعها تخلق نوعًا من الاضطراب وتجعل المكان مشتركًا. هذه الإيماءات تحمل إمكانيات لتمثيل وتجربة الحياة في العلاقة، مما يعزز مكانتها كإسهامات فعالة في حركات الاحتجاج عبر الزمن، وهذه الأمثلة توضح كيف يمكن استخدام الفن والتكنولوجيا لتعزيز الوعي الاجتماعي وتحفيز العمل الجماعي: – الاعتصامات الافتراضية: تنظيم اعتصامات عبر الإنترنت حيث يشارك الأشخاص من مختلف أنحاء العالم في احتجاجات رقمية، مثل 'احتلال وول ستريت' الافتراضي؛ -مسرحيات التفاعل الاجتماعي: استخدام منصات مثل فيسبوك وتويتر لخلق تجارب تفاعلية حيث يمكن للجمهور المشاركة في السرد أو اتخاذ قرارات تؤثر على مجريات الأحداث؛ -الأداء في الفضاء العام: مثل أداء 'الإنسان الواقف' في تركيا، حيث يظل المتظاهرون واقفين في الساحات العمومية كفعل احتجاجي صامت؛ -تطبيقات الهواتف المحمولة: مثل 'الأداة العابرة للحدود' التي تساعد المهاجرين عبر الحدود، حيث تجمع بين التكنولوجيا والفن لتقديم الدعم للمحتاجين؛ -الوسائط المختلطة: استخدام الفيديو والتصوير الفوتوغرافي والتقنيات الرقمية لإنتاج أعمال فنية تعبر عن القضايا الاجتماعية والسياسية، مثل أعمال الفنانين الذين يستجيبون للأزمات الإنسانية. ويمكن تعزيز تأثير الإيماءات الاحتجاجية من خلال تنظيم فعاليات مدروسة تضمن مشاركة جماهيرية واسعة، مع وضوح أهداف الرسالة لضمان فعالية التوصيل، واستخدام وسائل الإعلام الاجتماعية والتقليدية لنشر الوعي، إلى جانب التعاون مع منظمات غير حكومية، وهو ما يعزز من نطاق التأثير. لذلك يجب أن تشمل الاستراتيجيات تنوعًا في الأساليب، مثل الفنون والمسرح، لجذب جمهور أوسع، مع توفير دعم قانوني لحماية المحتجين، والاستمرار في تنظيم الإيماءات مما يضمن ضغطًا دائمًا على المعنيين، ويزيد من فرص إحداث تغييرات فعلية ،من خلال : التنظيم الجيد، وذلك إنشاء تحالفات وتنظيم فعاليات بشكل مدروس يضمن مشاركة عدد كبير من الناس، مما يزيد من الوعي والتأثير. وضوح الرسالة، بتحديد أهداف واضحة ومحددة للإيماءات يساعد في توصيل الرسالة بفعالية أكبر للجمهور والسلطات. التواصل الفعال، عبر استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية ووسائل الإعلام التقليدية لنشر الرسالة وزيادة الوعي بالاحتجاجات، مما يجذب انتباها أكبر. الاستمرارية، تنظيم سلسلة من الإيماءات الاحتجاجية بدلاً من حدث واحد فقط يضمن استمرار الزخم وزيادة الضغط على المعنيين. التعاون مع المنظمات الأخرى، عن طريق الشراكة مع منظمات غير حكومية أو جماعات مدنية يمكن أن يوسع نطاق التأثير ويعزز الموارد. التنوع في الأساليب، باستخدام مجموعة متنوعة من الأساليب الاحتجاجية، مثل الفنون، المسرح، والوسائط المتعددة، لجذب جمهور أوسع وزيادة التأثير. التفاعل مع الجمهور، بإشراكه في الإيماءات الاحتجاجية، مثل تنظيم ورش عمل أو جلسات حوارية، يعزز من الشعور بالانتماء والدعم. توفير الدعم القانوني، للتأكد من وجود حماية قانونية للمحتجين يساعد في تعزيز قدرتهم على التعبير عن آرائهم دون خوف من القمع. تأسيسا على ما سبق، فإن استخدام هذه الاستراتيجيات، يمكن أن تصبح الإيماءات الاحتجاجية أكثر فعالية وقادرة على إحداث تأثير ملموس في المجتمع والسياسة. وهو ما تعبر عن هذه المقالة التي تربط بين الأداء الفني والفضاء السياسي، وتُظهر كيف أن الإيماءات الجسدية في الاحتجاجات يمكن أن تكون بمثابة وسيلة للتعبير السياسي الجماعي ومصدرًا لتشكيل مواطنة ناشطة، خاصة في زمن يُجرّد فيه كثيرون من حقوقهم وفضائهم المدني.


الجريدة 24
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- الجريدة 24
أشكال الاحتجاج الإعلامي
عائشة بوزرار- باحثة في الإعلام حول العلاقة بين الإعلام والمشاركة المدنية في السياقات الاجتماعية المعاصرة، يدور الحديث في الفصل الثاني من كتاب "إعلام المواطن والفضاءات العامة: تعبيرات متنوّعة عن المواطنة والمعارضة"، في مقالة حول كيفية تنظيم الاحتجاجات الصغيرة واستخدامها كوسيلة إعلامية للتعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية، حيث يناقش الكاتبان كيف يمكن للحركات الاحتجاجية الحديثة أن تُفهم من خلال مفاهيم المسرح والإيماء ، معتبرين أن الإيماءات الاحتجاجية ليست مجرد تعبيرات رمزية، بل أدوات سياسية قوية تُسهم في بناء أشكال جديدة من المواطنة. الأمر الذي يتيح جذب الانتباه والتواصل مع الجمهور، ويسهم في إيصال الرسائل بشكل مؤثر ويعزز من الوعي بالقضايا الاجتماعية والثقافية المختلفة، وذلك من خلال ثلاث فئات رئيسية تتداخل فيما بينها: أولاً، الإيماءات التي تستفيد من الشكل البشري للاعتراض على سياسات الاستثناء؛ ثانياً، الإيماءات المنزلية التي تفتح آفاقًا اجتماعية؛ وثالثاً، الإيماءات البيئية التي تخلق أماكن مشتركة للتعايش مع الكائنات غير البشرية. من المهم التأكيد أننا لا ندعي أي فعالية خاصة للإيماءات أو المسرح من الناحية السياسية، وهذه الفئات الثلاث لا تمثل نظرة شاملة على الأشكال الاحتجاجية المختلفة. الهدف هنا، هو التأكيد على أهمية الإيماءة والمسرحية في مناقشات وسائل الإعلام المدنية، باعتبارها وسائل لفهم وممارسة المواطنة. كما أننا نواجه الميل إلى تجاهل الإيماءات المسرحية بسبب اعتبارها زخرفية أو فارغة، أو اعتبار المسرح مجرد ترفيه، ونرفض الثنائيات غير المفيدة بين الحقيقي وغير الحقيقي. إيماءات مثل الوقوف، رفع الأيدي، التنظيف، تزيين محطات الحافلات، حمل الوشم، رش الطلاء والإشارة إلى الماء، جميعها تخلق نوعًا من الاضطراب وتجعل المكان مشتركًا. هذه الإيماءات تحمل إمكانيات لتمثيل وتجربة الحياة في العلاقة، مما يعزز مكانتها كإسهامات فعالة في حركات الاحتجاج عبر الزمن، وهذه الأمثلة توضح كيف يمكن استخدام الفن والتكنولوجيا لتعزيز الوعي الاجتماعي وتحفيز العمل الجماعي: الاعتصامات الافتراضية: تنظيم اعتصامات عبر الإنترنت حيث يشارك الأشخاص من مختلف أنحاء العالم في احتجاجات رقمية، مثل "احتلال وول ستريت" الافتراضي؛ مسرحيات التفاعل الاجتماعي: استخدام منصات مثل فيسبوك وتويتر لخلق تجارب تفاعلية حيث يمكن للجمهور المشاركة في السرد أو اتخاذ قرارات تؤثر على مجريات الأحداث؛ الأداء في الفضاء العام: تطبيقات الهواتف المحمولة: مثل "الأداة العابرة للحدود" التي تساعد المهاجرين عبر الحدود، حيث تجمع بين التكنولوجيا والفن لتقديم الدعم للمحتاجين؛ الوسائط المختلطة: استخدام الفيديو والتصوير الفوتوغرافي والتقنيات الرقمية لإنتاج أعمال فنية تعبر عن القضايا الاجتماعية والسياسية، مثل أعمال الفنانين الذين يستجيبون للأزمات الإنسانية. ويمكن تعزيز تأثير الإيماءات الاحتجاجية من خلال تنظيم فعاليات مدروسة تضمن مشاركة جماهيرية واسعة، مع وضوح أهداف الرسالة لضمان فعالية التوصيل، واستخدام وسائل الإعلام الاجتماعية والتقليدية لنشر الوعي، إلى جانب التعاون مع منظمات غير حكومية، وهو ما يعزز من نطاق التأثير. لذلك يجب أن تشمل الاستراتيجيات تنوعًا في الأساليب، مثل الفنون والمسرح، لجذب جمهور أوسع مع توفير دعم قانوني لحماية المحتجين، والاستمرار في تنظيم الإيماءات مما يضمن ضغطًا دائمًا على المعنيين، ويزيد من فرص إحداث تغييرات فعلية ،من خلال : التنظيم الجيد، وذلك إنشاء تحالفات وتنظيم فعاليات بشكل مدروس يضمن مشاركة عدد كبير من الناس، مما يزيد من الوعي والتأثير. وضوح الرسالة، بتحديد أهداف واضحة ومحددة للإيماءات يساعد في توصيل الرسالة بفعالية أكبر للجمهور والسلطات. التواصل الفعال، عبر استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية ووسائل الإعلام التقليدية لنشر الرسالة وزيادة الوعي بالاحتجاجات، مما يجذب انتباها أكبر. الاستمرارية، تنظيم سلسلة من الإيماءات الاحتجاجية بدلاً من حدث واحد فقط يضمن استمرار الزخم وزيادة الضغط على المعنيين. التعاون مع المنظمات الأخرى، عن طريق الشراكة مع منظمات غير حكومية أو جماعات مدنية يمكن أن يوسع نطاق التأثير ويعزز الموارد. التنوع في الأساليب، باستخدام مجموعة متنوعة من الأساليب الاحتجاجية، مثل الفنون، المسرح، والوسائط المتعددة، لجذب جمهور أوسع وزيادة التأثير. التفاعل مع الجمهور، بإشراكه في الإيماءات الاحتجاجية، مثل تنظيم ورش عمل أو جلسات حوارية، يعزز من الشعور بالانتماء والدعم. توفير الدعم القانوني، للتأكد من وجود حماية قانونية للمحتجين يساعد في تعزيز قدرتهم على التعبير عن آرائهم دون خوف من القمع. تأسيسا على ما سبق، فإن استخدام هذه الاستراتيجيات، يمكن أن تصبح الإيماءات الاحتجاجية أكثر فعالية وقادرة على إحداث تأثير ملموس في المجتمع والسياسة. وهو ما تعبر عن هذه المقالة التي تربط بين الأداء الفني والفضاء السياسي، وتُظهر كيف أن الإيماءات الجسدية في الاحتجاجات يمكن أن تكون بمثابة وسيلة للتعبير السياسي الجماعي ومصدرًا لتشكيل مواطنة ناشطة، خاصة في زمن يُجرّد فيه كثيرون من حقوقهم وفضائهم المدني.


المغرب اليوم
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- المغرب اليوم
الصين تصعّد خطابها في الحرب التجارية وتؤكد أنها لن ترضخ لأميركا وتحذر حلفاء واشنطن
صعّدت الصين حملتها ضد الحرب التجارية التي أشعلها الرئيس الأميركي دونالد ترمب ، إذ نشرت سلسلة من مقاطع الفيديو التي تُصوّر نفسها على أنها تقف في وجه "التنمر" الأميركي نيابةً عن بقية العالم، وخاصةً "الضعفاء" من الدول النامية، حسبما نقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز". وتمثل هذه المقاطع، التي نشرتها الخارجية الصينية على مواقع التواصل الاجتماعي، تشدداً كبيراً في موقف بكين الدبلوماسي في الحرب التجارية، وهي جزء من حملة دعائية تهدف إلى تصوير الصين على أنها "تدافع عن التجارة الحرة، بينما تصفع واشنطن حلفائها على وجوههم". وتُظهر مقاطع الفيديو الدعائية، تبايناً بين المشاهد المظلمة لفوضى بورصة "وول ستريت" والمتظاهرين الأميركيين الغاضبين، والصين المشرقة والمستقبلية، التي تُجسّدها روبوتات بشرية عالية التقنية وصواريخ تُطلق إلى الفضاء. وفي صور مختارة لتسليط الضوء على علاقات الصين الإيجابية مع الدول الأخرى، شوهد الرئيس التنفيذي لشركة "مرسيدس-بنز"، أولا كالينيوس، وهو يتحدث في مؤتمر عُقد مؤخراً في بكين، وصُوّر رجل قبلي إفريقي تقليدي وهو يُبرم صفقة على ما يبدو مع رجل أعمال صيني. ونُشر أحدث مقاطع الفيديو، بعنوان "لا تركع أبداً"، الثلاثاء، ويُحذّر الدول من إبرام صفقات مع الولايات المتحدة، ما يعكس مخاوف بكين من استخدام الرئيس الأميركي دونالد ترمب للرسوم الجمركية لإجبار دول أخرى على الانضمام إلى أميركا في عزل الصين. وجاء في مقطع الفيديو أن: "الرضوخ للمتنمر أشبه بتجرع السم لإرواء العطش"، وأضاف، مُظهراً صوراً لأطفال أفارقة: "الصين لن تتراجع، لذا ستُسمع أصوات الضعفاء. سيتوقف التنمر (...) عندما يتضامن باقي العالم، ستكون الولايات المتحدة مجرد سفينة صغيرة جانحة". وفي فيديو "لا تركع أبداً"، تحاول بكين أيضاً تحذير حلفاء الولايات المتحدة التقليديين من أن واشنطن ليست شريكاً موثوقاً به، مسلطة الضوء على تعاملها السابق مع اليابان من خلال اتفاقية "بلازا" في عام 1985، التي أدت إلى ارتفاع قيمة الين وعقود من النمو الهزيل. وتُظهر مقاطع الفيديو، إلى جانب التعليقات القوية بشكل متزايد في وسائل الإعلام الرسمية، أن الصين "تستعد لمواجهة طويلة مع الولايات المتحدة". بدوره، قال نيل توماس، الباحث في مركز تحليل الصين التابع لمعهد السياسات، إن الصين تريد محاولة "حشد الدعم لها في العواصم الغربية وغير الغربية لمنع ترمب من تشكيل كتلة تجارية معادية للصين". ونشرت صحيفة "بكين ديلي" المملوكة للدولة، الاثنين، تعليقاً يفيد بأنه من الضروري النظر إلى الحرب التجارية من منظور خطابات مؤسس جمهورية الصين الشعبية الرئيس ماو تسي تونج عام 1938 حول الحرب المطولة والاستعداد لصراع طويل الأمد. دافع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عن سياساته التجارية المثيرة للجدل، فيما اعتبر أن الصين "تستحق الرسوم الجمركية" التي تبلغ 145%. وجاء في التعليق: "في مواجهة خطر الذبح، تخيلت العديد من الدول سابقاً إطعام نفسها للذئاب، مقابل لحظة من الأمان الهش، بالنسبة للصين، فإن الأمل في الحصول على مهلة من خلال تسوية أحادية الجانب أمر مستحيل أساساً". ويرى التعليق أن قوة الصين تكمن في "التحلي بالصبر ومقاومة الدعوات السابقة لأوانها للتسوية"، إذ أن "التراجع أو التسرع في التفاوض لن يُضعف موقف الصين فحسب، بل سيُسيء فهم طبيعة الصراع على المدى الطويل". وأشارت "فاينانشيال تايمز" إلى أن الخطاب الأكثر صرامة في الدعاية الصينية يُذكر بالتدهور الذي شهدته العلاقات بين البلدين خلال ولاية ترمب الأولى، عندما أطلقت بكين نهجاً قتالياً جديداً جريئاً في العلاقات الدولية يُعرف باسم دبلوماسية "محارب الذئب"، وهو اسم مجموعة من الأفلام التي هزم فيها مقاتلو العمليات الخاصة الصينيون مرتزقة بقيادة غربية. ويأتي الخطاب في الفيديوهات، الذي يشير مباشرةً إلى الولايات المتحدة، وحتى إلى حركة ترمب السياسية "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً"، في وقت يواجه فيه الجانبان تداعيات متزايدة لما يُشبه حظراً على التجارة الثنائية، حيث فرضت واشنطن وبكين تعريفاتٍ جمركيةً بنسبة 145% و125% على سلع بعضهما البعض على التوالي. وأشارت كلتا الدولتين إلى انفتاحهما على المحادثات، ومنحتا إعفاءاتٍ لبعض المنتجات الأساسية، لكن لا توجد حتى الآن أي مؤشرات على مفاوضاتٍ جادة، رغم مزاعم ترمب بأن الرئيس شي جين بينج اتصل به. نفت الصين تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتلقيه مكالمة هاتفية من الرئيس الصيني شي جين بينج، مؤكدة أيضاً، عدم حدوث أي مفاوضات بشأن الرسوم الجمركية. وقام شي بجولةٍ في فيتنام وماليزيا وكمبوديا هذا الشهر لتعزيز العلاقات، في إطار ما وصفه المحللون بـ"حملة الصين الترويجية للحرب التجارية"، والتي تشمل أيضاً أوروبا وأميركا اللاتينية. وفي وقتٍ متأخرٍ الاثنين، أبلغ وزير الخارجية وانج يي نظراءه في اجتماعٍ لمجموعة البريكس للدول الناشئة أن الاسترضاء "لن يؤدي إلا إلى تشجيع المتنمر الأميركي، وحثّهم على الرد".