
المساعدات.. مصيدة موت لجوعى غزة :الاحتلال يستعد لتوسيع العدوان وبن غفير يدعو لتكثيف الإبادة
فى مشهد دموى يعكس طبيعة هذه المناطق بوصفها مصائد موت جماعى وليست نقاط إغاثة إنسانية، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلى صباح أمس مجزرة جديدة مروعة بحق المدنيين المحتشدين فى المنطقة المخصصة لتوزيع المساعدات فى رفح جنوب قطاع غزة ، أسفرت عن استشهاد 30 فلسطينيًا وإصابة 120، تزامنا مع استعداد جيش الاحتلال لتوسيع عملياته العسكرية فى مناطق جديدة بغزة.
وقالت مصادر محلية إن آلاف المواطنين توجهوا فجر أمس إلى مراكز توزيع المساعدات حينما بدأت الدبابات والآليات الإسرائيلية بفتح نيرانها الرشاشة والثقيلة تجاه التجمعات، فيما أطلقت طائرات كواد كابتر إسرائيلية النار على جموع الفلسطينيين.
اقرأ أيضًا |
وأوضحت المصادر أن معظم الشهداء الذين تم نقلهم إلى مستشفى اللجنة الدولية للصليب الأحمر غربى مدينة رفح تم نقلهم على «عربات كارو»، مشددة على أن «الوضع خطير جدًّا».
وأشارت مصادر طبية إلى أن معظم الاصابات فى الرأس والصدر وهذه دلالة على أن قوات الاحتلال كانت تتعمد إيقاع أكبر عدد ممكن من الشهداء والمصابين فى هذا القصف.
وقال عناصر الإسعاف إن هناك عشرات الشهداء على الأرض لم تستطع الفرق الوصول إليهم. وقال المكتب الإعلامى الحكومى بغزة ان الاحتلال الإسرائيلى نصب كميناً دموياً عند جسر وادى غزة واستدرج آلاف المُجوَّعين وأطلق النار عليهم ويقتل ويصيب ويحاصر عشرات المواطنين.
ووصف المكتب الإعلامى أن جريمة الاحتلال الجديدة دليل إضافى على مضيه فى تنفيذ خطة إبادة جماعية من خلال التجويع.
وأضاف المكتب الإعلامى أن عدد الشهداء فى مواقع توزيع المساعدات ارتفع إلى 39 شهيدًا وأكثر من 220 مصابًا خلال أقل من أسبوع. وأكد المكتب الإعلامى على أن العالم أجمع أن ما يجرى هو استخدام ممنهج وخبيث للمساعدات كأداة حرب، تُوظف لابتزاز المدنيين الجوعى وتجميعهم قسرًا فى نقاط قتل مكشوفة.
وقال مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة فى غزة إن مراكز توزيع المساعدات أصبحت فخًا لقتل سكان القطاع. من جهتها، قالت أطباء بلا حدود إن إسرائيل تستخدم المساعدات أداة لتهجير السكان قسرا ضمن ما يبدو أنها إستراتيجية للتطهير العرقي.
بدوره، قال حماس إن الاحتلال يستخدم مراكز تحت سيطرته كمصائد لاستدراج الجوعى الأبرياء ويمارس أبشع صور القتل والإذلال. وحمل حماس الاحتلال ومعه الإدارة الأمريكية مسؤولية المجازر فى مواقع تنفيذ الآلية الاحتلالية لتوزيع المساعدات.
فى غضون ذلك، أشار تقرير لهيئة البث الإسرائيلية إلى أن جيش الاحتلال يستعد لتصعيد العمليات العسكرية فى قطاع غزة، خاصة فى المنطقة الشمالية، متذرعًا بما وصفته حكومة الاحتلال رفض حركة حماس اقتراح المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار، وهى الخطوة التى اعتبرتها أيضًا بمثابة رفض للمشاركة فى عملية التفاوض.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، إنه «فى حين وافقت إسرائيل على إطار عمل ويتكوف المُحدّث لإطلاق سراح محتجزينا، تُصرّ حماس على رفضها. وأضاف: كما قال ويتكوف، فإن ردّ حماس غير مقبول بتاتًا ويُمثّل خطوة إلى الوراء، وستواصل إسرائيل جهودها لإعادة المحتجزين وهزيمة الحركة.
من جهته، أعلن وزير الأمن القومى الإسرائيلى إيتمار بن غفير رفضه مقترح المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط ستيف ويتكوف بشأن غزة، معربًا عن معارضته الشديدة لما ورد فيه.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن «بن غفير»، قوله إن «رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أخطأ بالموافقة على المقترح الأمريكي»، مشيرًا إلى أن أى وقف لإطلاق النار سيمنح حركة «حماس» فرصة لإعادة التسلح.
وأضاف أن «ما يجب فعله هو القضاء عليهم، لا منحهم وقتًا للترتيب من جديد». ودعا بن غفير حكومته إلى تكثيف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين فى قطاع غزة بكل قوة.
فى المقابل، قال باسم نعيم القيادى فى حركة حماس إن الحركة لم ترفض اقتراح وقف إطلاق النار الذى قدمه ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط.
وأضاف: «نحن لم نرفض مقترح السيد ويتكوف، نحن توافقنا مع السيد ويتكوف على مقترح وأعتبره مقبولا كمقترح للتفاوض وجاءنا برد الطرف الآخر عليه، وكان لا يتفق مع أى بند مما توافقنا عليه.
وأوضح نعيم إن الحركة تعاملت بإيجابية ومسئولية عالية وردت عليه، بما يحقق تطلعات الشعب، لماذا يعتبر الرد الإسرائيلى هو الرد الوحيد للتفاوض عليه، فهذا يخالف النزاهة والعدالة فى الوساطة، ويشكل انحيازًا كاملًا للطرف الآخر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الفجر
منذ 21 دقائق
- بوابة الفجر
وزارة الدفاع الإسرائيلية تعلن أن صادراتها الدفاعية لعام 2024 بلغت نحو 15 مليار دولار
أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، أن صادراتها الدفاعية لعام 2024 بلغت نحو 15 مليار دولار. وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بين إسرائيل و"حماس". وأكد آل ثاني، أن "قطر ومصر والولايات المتحدة ستعمل على ضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار"، مشيرا إلى أنه "نعمل مع حماس وإسرائيل بشأن خطوات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار". وأضاف أن سريان الاتفاق بدأ يوم الأحد، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق تبلغ 42 يوما وتشهد وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية حتى حدود قطاع غزة وتبادل الأسرى والرهائن وفق آلية محددة وتبادل رفات المتوفين وعودة النازحين إلى مناطق سكناهم وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج.


وكالة شهاب
منذ 40 دقائق
- وكالة شهاب
كمين جباليا المؤلم يُسقط نخبة الاحتلال ويفضح هشاشة السيطرة الإسرائيلية
تقرير - شهاب في تطور ميداني نوعي، نفذت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، كمينًا معقدًا شرق مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، أدى إلى مقتل ثلاثة جنود من وحدة النخبة في جيش الاحتلال وإصابة اثنين آخرين، في ضربة وُصفت داخل الأوساط الإسرائيلية بـ"القاسية والمؤلمة". لم يكن الكمين عشوائيًا، بل مدروسًا بعناية؛ حيث كشفت التحقيقات أن الطريق الذي سلكته القوة كان حقل ألغام مزروعًا بنحو 20 عبوة ناسفة، في مؤشر على رصد دقيق لتحركات العدو، وقدرة متقدمة على الإعداد والتفخيخ خلال وقت قصير. هذا الكمين، الذي استغرق إعداده ساعات فقط، قد يكون أحد أبرز فصول حرب الاستنزاف التي تخوضها المقاومة الفلسطينية، والتي تثبت يومًا بعد يوم أن العدو لا يملك السيطرة على الأرض، ولا الأمان على خطوط إمداده، ولا الاطمئنان على وحداته الخاصة، مهما بلغ حجم التوغل أو التدمير، بحسب مراقبين. ووفق مراقبين، فإن مخيم جباليا، يثبت مرة أخرى، رغم دمار شوارعه وضراوة القصف، أنه أرض عصية على الاجتياح، وأن المقاومة فيه ليست بقايا خلايا مشتتة، بل منظومة عسكرية قادرة على الإعداد، الرصد، الاشتباك، والرد. "تفاصيل الكمين" ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، تفاصيل كمين وصفته بـ"القاتل"، أودى بحياة ثلاثة جنود من وحدة نخبة في جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عملية توغل في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، مساء أمس. وبحسب الصحيفة، فقد وقع الهجوم عندما انفجرت عبوة ناسفة أسفل ناقلة جند من طراز "النمر"، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها، واستدعت القوة المتوغلة مركبة إطفاء للتعامل مع الحريق، إلا أن جيبًا عسكريًا من طراز "هامر" كان يرافق سيارة الإطفاء تعرّض هو الآخر لتفجير عبوة ناسفة ثانية. وأوضحت الصحيفة أن الجيب كان يقل خمسة جنود، قُتل ثلاثة منهم على الفور وأصيب اثنان آخران بجروح متفاوتة، وكشفت التحقيقات الأولية أن الطريق الذي سلكته القوة العسكرية كان بمثابة "حقل ألغام"، زُرعت فيه نحو 20 عبوة ناسفة. وأكدت على أن عملية إخلاء القتلى والجرحى استغرقت وقتًا طويلًا نتيجة صعوبة الوضع الميداني، فيما يحقق جيش الاحتلال في احتمالية أن مقاتلي كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد رصدوا مسار القوة صباحًا وقاموا بتفخيخه خلال ساعات النهار، استعدادًا لتفجير الجيب العسكري عند مرور القوة نحو الساعة السابعة مساءً. ويأتي هذا الكمين في وقت تتكبد فيه قوات الاحتلال خسائر متزايدة خلال عملياتها البرية المتواصلة في مناطق متفرقة من قطاع غزة، خاصة في الشمال، حيث تشير تقارير إسرائيلية متكررة إلى تصاعد وتيرة الهجمات ضد قوات النخبة بجيش الاحتلال. رسائل ودلالات ميدانية الباحث في الشأن الإسرائيلي طلعت الخطيب، قال إن العملية التي وقعت شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة، والتي وُصفت بأنها واحدة من أبرز الكمائن في الأيام الأخيرة، تشير إلى تطور ميداني لافت في سياق المواجهة المستمرة مع قوات الاحتلال، وتحمل عدة دلالات استراتيجية، من أبرزها: - استمرار فعالية المقاومة: أظهرت العملية قدرة المقاتلين الفلسطينيين على تنفيذ هجمات دقيقة من مسافة قريبة، في ظروف ميدانية معقدة، ما يعكس استمرار الفعالية العسكرية رغم الضغط الإسرائيلي المتواصل. - ثغرات في المناطق التي يُفترض أنها مؤمّنة: تنفيذ الكمين داخل منطقة يُفترض أن قوات الاحتلال تسيطر عليها ميدانيًا، يطرح تساؤلات حول مدى إحكام السيطرة، ويكشف عن اختراقات أمنية استخبارية وتكتيكية. - تأثير على الروح المعنوية للجنود: استهداف جنود من لواء "غولاني"، وهو من ألوية النخبة في الجيش الإسرائيلي، يُعد ضربة مؤثرة قد تنعكس سلبًا على معنويات القوات وتزيد الضغط على القيادة العسكرية. - رسالة سياسية وإعلامية: تأتي العملية في توقيت بالغ الحساسية، ما قد يُفهم كرسالة مفادها أن المقاومة لا تزال تملك القدرة على المبادرة الميدانية، بما يعزز موقفها في أي مسارات سياسية أو مفاوضات مستقبلية. "علامة فارقة في المواجهة" فيما أكد المختص في الشأن الأمني والعسكري رامي أبو زبيدة أن العملية الأخيرة التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في جباليا، وأدت إلى مقتل ثلاثة جنود من وحدة جفعاتي الإسرائيلية، تشكل علامة فارقة في مسار المواجهة، إذ تعكس تطورًا نوعيًا في قدرات التخطيط العملياتي والاستخباري للمقاومة، فضلاً عن كشفها لثغرات عميقة في المنظومة الإسرائيلية. وأوضح أبو زبيدة في تصريح خاص بوكالة "شهاب" للأنباء، أن الكمين الذي استهدف الجنود الصهاينة لم يكن ضربة عشوائية، بل عملية هندسية مركبة اعتمدت على زرع نحو 20 عبوة ناسفة على محور تحرك القوات، وهو ما يدل على قدرة المقاومة على التحكم في الأرض والتضاريس وتنفيذ كمائن متقدمة ومتعددة النقاط. وأضاف أن العملية أظهرت تفوقًا استخباريًا تكتيكيًا، حيث بدا أن المقاومة كانت على علم مسبق بمسار التحرك العسكري الإسرائيلي، سواء عبر اختراق أمني أو رصد أرضي محكم. وأشار إلى أن هذا يعكس تطورًا لافتًا في قدرة المقاومة على استثمار الثغرات اللوجستية والفنية لدى العدو. وأشار أبو زبيدة إلى أن العملية تكشف أيضًا ضعف الجاهزية الإسرائيلية رغم تفوقها التكنولوجي، إذ إن استهداف مركبة "هامر" مكشوفة أثناء مرافقتها ناقلة "نمر" محترقة يبرز هشاشة الخطط الاحتياطية عند الطوارئ، ما يزيد من المخاطر على القوات الإسرائيلية حتى في المناطق التي تعتبرها آمنة. وحول دلالة النتائج الكبيرة مقارنة بكثافة النيران وطول أمد الحرب، أوضح أبو زبيدة أن استخدام عبوة واحدة (من أصل 20) لإيقاع 3 قتلى وجريحين من جنود النخبة يثبت فعالية المقاومة في تحقيق "أقصى أثر بأقل تكلفة"، وهو ما يهز معادلات الردع الإسرائيلي. وأكد أبو زبيدة أن العملية تُفشل استراتيجية "التآكل البطيء" التي يعتمدها الجيش الإسرائيلي، إذ تواصل المقاومة تنفيذ عمليات هجومية دفاعية رغم طول أمد الحرب واستخدام إسرائيل لكل أدواتها العسكرية. وأشار إلى أن استمرار الإرادة القتالية وفعالية التنظيم لدى المقاومة يعكسان جهوزية عالية للصمود والهجوم، ما يؤكد صلابة بنيتها العسكرية. ولفت إلى أن العملية تُحدث تحولًا في التوازن المعنوي، إذ تفقد القوات الإسرائيلية قدرتها على المبادرة الميدانية، بينما تنجح المقاومة في توسيع فجوة الرعب النفسي والمعنوي لدى الجنود والمجتمع الإسرائيلي، خصوصًا بعد مقتل جنود النخبة في عمليات متكررة. ووصف أبو زبيدة العملية بأنها نموذج ميداني لاستراتيجية "العضّ من الخاصرة"، حيث استغلت المقاومة خللًا لوجستيًا (احتراق ناقلة) لتوجيه ضربة مركزة، ما يؤكد أن المقاومة لا تحتاج إلى كثافة نيران، بل إلى ذكاء في التوظيف العملياتي، وهو ما يمثل تهديدًا استراتيجيًا طويل الأمد للجيش الإسرائيلي الذي يواجه حربًا لا يمكنه كسبها بالنيران وحدها.


وكالة شهاب
منذ 40 دقائق
- وكالة شهاب
الأرومتوسطي: الاحتلال قتل وأصاب أكثر من 600 فلسطيني فى مراكز المساعدات الأمريكية الاسرائيلية
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل وأصاب أكثر من 600 فلسطيني من المجوّعين قرب ثلاث نقاط توزيع أقامها في مناطق سيطرته المطلقة في قطاع غزة خلال أسبوع واحد فقط، في أوضح دليل على ما تشكّله تلك النقاط من مصائد لاستهداف المدنيين وإعدامهم ميدانيًا. وأعرب المرصد الأورومتوسطي في بيان صحافي اليوم الثلاثاء، عن بالغ قلقه من الصمت الدولي المُشين إزاء تصعيد إسرائيل لجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها منذ نحو 20 شهرًا في قطاع غزة، إذ لم تكتف بتجويع المدنيين خلال الأشهر الماضية، بل أقامت مراكز إنسانية مزعومة لتقتلهم على مشارفها وهم يحاولون الحصول على كميات زهيدة من الطعام بطريقة مذلة، دون أن أي مساءلة أو محاسبة، أو حتى تشكيل تحقيق مستقل في تلك الجرائم الخطيرة. وذكر المرصد الأورومتوسطي في بيان صحافي أنّ فريقه الميداني وثّق إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار تجاه آلاف المدنيين الذين تجمعوا فجر اليوم الثلاثاء 3 يونيو/حزيران، في حي 'تل السلطان' في رفح جنوبي قطاع غزة، قرب نقطة مساعدات مزعومة أقامها الجيش الإسرائيلي، ما أدّى إلى استشهاد 27 مدنيًا على الأقل، وإصابة 90 آخرين، فيما تبقى أعداد القتلى مرشحة للارتفاع نظرًا لوجود عدد كبير من الإصابات الخطرة، والتدني الحاد في مستوى الرعاية الصحية بسبب الحصار والاستهداف الإسرائيلي للمنظومة الطبية. ووفق الشهادات والمعلومات التي جمعها فريق المرصد الأورومتوسطي، استهدف قناصة الجيش الإسرائيلي المدنيين المجوّعين بأعيرة نارية مباشرة، أغلبها في الرأس، رغم عدم وجود أي خطر يتهدد القوات الإسرائيلية. في إفادته لفريق المرصد الأورومتوسطي قال أحد الناجين (طلب عدم ذكر اسمه): 'في حوالي الساعة 3:50 فجر اليوم، جاءت طائرة 'كوادكابتر' إسرائيلية، والتقطت صورًا لتجمعات المواطنين، وبعدها فتح الجيش النار علينا من إحدى الرافعات في المنطقة. نقلت بيدي 3 قتلى كانوا مصابين بأعيرة نارية في رؤوسهم. معظم الإصابات تتركز في الرأس. جاء الناس ليأخذوا ما يسد جوعهم ولكنهم عادوا قتلى ومصابين'. وفي إفادة أخرى، قال 'أ.ب' (38) عامًا، لفريق الأورومتوسطي: 'يقول توجهت اليوم الساعة الثالثة قبل الفجر إلى ما قبل منطقة 'العلم' في رفح، ومكثت هناك بجانب احدى الكافيتريات على البحر، حيث كان النار يطلق بشكل كثيف وعشوائي على الناس، ولكن كل من يتواجد في المكان يكون متمدد على الأرض والرصاص من فوقنا، ولا أحد يستطيع الوقوف لأن الوقوف يكلف حياة الشخص. الساعة الخامسة فجرًا، بدأ الناس يقتربون على طريق دخول مركز المساعدات، وبدأ إطلاق الرصاص عليهم من مسيّرة كوادكابتر ومن الآليات المتواجدة خلف تلال الرمل ومن الزوارق البحرية.' وأضاف: 'سقط عدد كبير من الإصابات والشهداء. وفي حوالي الساعة 5:45، تمكننا من الدخول واستطعت الحصول على (صندوق مساعدات)، وفي طريقي للخروج، قابلت امراة أربعينية أخبرتني أنها لا تستطيع التقدم وأنها تعاني وأبناؤها من الجوع والفقر، فأعطيتها صندوقي وعدت إلى نفس المكان للحصول على آخر. وهناك، لم أجد شيئًا، وكانت مسيّرة كوادكابتر تنادي على الناس بألفاظ نابية وتقول أيضا 'يا بهايم روحوا خلصت الكمية.' واستكمل الشاهد قائلًا: 'انصرفت من المكان، وقبل وصولي مخرج الحلابات، وجدت طفلًا يبكي بصوت عالٍ: 'يما قومي يما قومي'.. اقتربت من المكان، وإذ بالمرأة التي أعطيتها صندوقي ملقية على الأرض وسط بركة دمائها وقد فارقت الحياة. حملناها مع مجموعة شباب إلى الخارج ومن ثم في سيارة إسعاف وذهبت ومعها ابنها إلى المستشفى.. أما بالخارج على طريق البحر، فشاهدت سبع جثث ملقاة على الأرض على جانب الطريق. حين عدت إلى خيمتي، عاهدت زوجتي وأطفالي أمام الله بأنني لن أصل بعد ذلك إلى أي مركز توزيع مساعدات من هذا القبيل. مهما وصلت بي ظروف الحياة، حتى لو اضطررت أن آكل الرمل.' وفي إحدى حالات الإعدام الميداني للمدنيين التي وثقها المرصد الأورومتوسطي، قتل الجيش الإسرائيلي 'خالد أحمد أبو سويلم'، 41عامًا، والذي كان توجّه صباح اليوم الثلاثاء إلى مركز توزيع المساعدات غربي رفح لاستلام الغذاء. وبعد تمكنه بصعوبة من الوصول واستلام حزمة المساعدات، توجه للمغادرة عبر بوابة الخروج، حيث تم إطلاق النار عليه من الخلف، وأصيب بطلق ناري خلف أذنه اليمنى استقر في رأسه، ليُستشهد على الفور، قبل أن يُنقل إلى مستشفى ميداني، ثم إلى مستشفى ناصر في خان يونس جنوبي قطاع غزة. وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي والمنظمة الأمريكية التي أسسها، والتي تدير نقاط توزيع المساعدات، توجّه الفلسطينيين لاستلام مساعدات من المنطقة، وتطلب منهم الانتظار للمرور من بوابات الفحص والإذلال، للحصول على المساعدات، قبل أن تستهدفهم بإطلاق نار مباشر من القناصة وطائرات 'كوادكابتر' المسيّرة، والطائرات المروحية وقذائف الدبابات في بعض الأحيان، بدعوى وجود خطر على حياة القوات الإسرائيلية التي تتمركز على بعد مئات الأمتار. وأكّد أنّ ما يجري يدلل على أن القوات الإسرائيلية تعمدت وضع نقاط التوزيع في مناطق خطيرة تحت سيطرتها، دون توفر ممرات وصول آمنة لها، لتكون فخًا مميتا لآلاف المجوعين الذين يدفعهم الجوع والعوز بعد أكثر من ثلاثة أشهر على إغلاق المعابر، للمخاطرة بحياتهم للحصول على القليل من الطعام، ولكن أغلبهم بات يعود إما قتيلا أو جريحًا. وأشار إلى أنّ الجيش الإسرائيلي عادة ما ينفي ارتكاب قواته تلك الجرائم الخطيرة، أو يبرر إطلاق قواته النار باقتراب ما يدّعي أنّهم أشخاص 'مشتبه بهم' من مناطق تمركز قواته، دون تقديم أدلّة أو براهين على رواياته التي تكون متناقضة في كثير من الأحيان، على نحو يمثل استخفافًا بأرواح المدنيين المُجوّعين، كنتيجة مباشرة لسياسة الإفلات من العقاب التي تتمتع بها إسرائيل منذ نشأتها. وشدّد على أن المجتمع الدولي مطالب بتحرك فوري صارم لإلزام إسرائيل بوقف العمل بآليتها غير الإنسانية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة، عقب المذابح المتكررة يوميا، والتي أسفرت في غضون ثمانية أيام فقط عن استشهاد 102 فلسطيني وإصابة نحو 500 آخرين بينهم حالت حرجة عديدة. وذكر أنّ الفوضى الخطيرة التي تشهدها مراكز توزيع المساعدات تؤكد التقديرات السابقة بشأن عدم قدرة الآلية الإسرائيلية على تنفيذ العمل الإنساني على النحو الواجب والمطلوب، إذ لا يُمكن استبدال مئات النقاط السابقة بأربع نقاط تشبه مراكز الاحتجاز العسكرية، وتفتقر حتى للبنية التحتية الملائمة لاستقبال السكان وتوزيع المساعدات بطريقة سلسة وآمنة. ونبّه إلى أنه لا ينبغي التعامل مع هذه الأحداث بصفتها مشاكل إجرائية يتم تجاوزها بإجراء تعديلات على آليات العمل، بل يجب النظر إليها في سياق العواقب الخطيرة لسيطرة الجيش الإسرائيلي على ملف المساعدات الإنسانية، إذ من غير الممكن للجهة التي تنفذ جريمة الإبادة الجماعية منذ نحو 20 شهرًا أن تتولى مسؤولية تحسين الأوضاع الإنسانية للسكان الواقعين تحت الإبادة. ودعا المرصد الأورومتوسطي إلى إنهاء العمل فورًا بالآلية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة كونها أصبحت مكانًا للإعدام الميداني للمدنيين الفلسطينيين، علاوة على افتقارها لأدنى المعايير الإنسانية ذات العلاقة بالعمل الإغاثي، مشددًا على ضرورة العودة إلى الآلية الأممية السابقة لضمان تدفق سلس وآمن للمساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة. وحث المرصد الأورومتوسطي جميع الدول والكيانات ذات العلاقة على ممارسة كافة الضغوط الممكنة على إسرائيل لإثنائها عن خططها في تجاوز وإلغاء عمل المؤسسات الأممية ذات الخبرة في قطاع غزة، والتأكيد على الدور الحيوي والحيادي لتلك المؤسسات في تنفيذ عمليات التدخل الإنساني، وإدارة عملية الاستجابة الإنسانية لإغاثة أكثر من 2.2 مليون فلسطيني يصارعون الموت والجوع في قطاع غزة.