logo
أين تمضي المواجهة؟

أين تمضي المواجهة؟

رؤيا نيوزمنذ 9 ساعات

لقد تبدل الحال جذريا، فلسنوات طويلة مضت، لم تكن طهران تدفع كلفة المواجهة العسكرية مع إسرائيل، وتقودها عبر أذرعها في المنطقة. اليوم تجد إيران نفسها وحيدة في معركة مباشرة فوق أراضيها. جبهات الممانعة وساحاتهم في لبنان وسورية والعراق صارت هي الطريق المفضل والآمن لقاذفات إسرائيل للوصول إلى طهران ومواقع إيران المحصنة.
لأكثر من عشرين عاما مضت، كانت إسرائيل ترغب وبشدة بتسوية الحساب النووي مع إيران. تعذر ذلك لعدم امتلاكها القدرات العسكرية الكافية، ورفض واشنطن المشاركة في حرب كهذه. وبعد توقيع إدارة أوباما الاتفاق النووي مع إيران، تلاشت آمال تل أبيب في اللجوء للخيار العسكري، لكنها ظلت تتحضر ليوم ربما يأتي لتغيير المسار.
إدارة ترامب الأولى، اكتفت بفض الاتفاق النووي مع إيران وتفعيل خيار العقوبات الاقتصادية المشددة، دون أن تبلغ الحد الذي تريده إسرائيل، وهو شن هجوم عسكري لتدمير المفاعلات النووية. والمفارقة العجيبة أن ترامب في إدارته الثانية خالف توقعات إسرائيل بشكل جذري، إذ عمد إلى إجراء مفاوضات مع طهران لتوقيع اتفاق جديد أكثر صرامة من اتفاق أوباما.
بيد أن حدثا كبيرا أصاب المنطقة، منح إسرائيل فرصة لا تعوض للتفكير جديا بالخيار العسكري، ألا وهو أحداث السابع من أكتوبر.
لقد امتلكت إسرائيل فائضا هائلا من القوة والمشروعية، بعد النتائج العسكرية التي حققتها على مختلف الجبهات، فأصبح الطريق إلى طهران ممهدا بعد الإجهاز على القوى الرئيسة في محور الممانعة المحسوب على إيران.
كان واضحا أن جولات المفاوضات في مسقط وروما لم تكن تروق لحكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، وقد حاولت إفشالها بكل الطرق، وعندما تعذر ذلك قررت، بعلم إدارة ترامب المسبقة وموافقتها، شن هجوم جوي ساحق على إيران، وتحمل تبعاته مهما كانت.
بالنسبة لإدارة ترامب التي واجهت تعنتا إيرانيا، ستكون الضربات الإسرائيلية الموجعة، فرصة لإخضاع إيران لشروطها التفاوضية، لتعود إلى الطاولة من جديد وتقبل بالعرض الأميركي.
إسرائيل لا تفكر على هذا النحو، كما يبدو، فهي تسعى لكسر ظهر قدرات إيران النووية والصاروخية، وإنهاء دورها في المنطقة بوصفها قوة إقليمية منافسة لإسرائيل.
إننا إزاء نفس المقاربة التي أعلنها نتنياهو بعد السابع من أكتوبر؛ تغيير وجه الشرق الأوسط، وخرائطه أيضا. وفي قاموس اليمين الحاكم في إسرائيل، فإن كل ما تحقق من مكاسب خلال السنتين الماضيتين، لا قيمة له إذا لم يتوج بتحطيم قدرات إيران النووية التي يعدها تهديدا وجوديا لإسرائيل.
المهمة ليست يسيرة أبدا، فإيران وإن فقدت خياراتها، وضعفت قدراتها، لن تستسلم، بسهولة، وكما يتوقع بعض المحللين الأميركيين، قد تندفع لتصنيع قنبلة نووية في وقت قصير ردا على الهجوم الإسرائيلي.
إسرائيل من جهتها تدرك صعوبة المهمة، ولهذا السبب تسعى لجر الولايات المتحدة للانتقال من دور الداعم إلى المشاركة المباشرة في العمليات العسكرية ضد إيران، ما يعني دخول المنطقة حربا إقليمية واسعة.
طهران المنهكة بالضربات الإسرائيلية، ستحاول قدر المستطاع تجنب هذا السيناريو المرعب، وأسوأ ما يمكن أن تفعله، خطوة متهورة ضد القوات الأميركية في المنطقة، تجلب لها ردا ساحقا من إدارة لا تعرف الرحمة.
نحن على مفترق طرق، وقد يطول الوقت قبل أن يختار كل فريق طريقه.



Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب ممازحا: ميلانيا ستأخذ وظيفتي
ترامب ممازحا: ميلانيا ستأخذ وظيفتي

السوسنة

timeمنذ 29 دقائق

  • السوسنة

ترامب ممازحا: ميلانيا ستأخذ وظيفتي

وكالات - السوسنة مازح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن زوجته ميلانيا قد "تأخذ وظيفته"، بعد أن لاقت مبادرتها لحظر المواد الإباحية الانتقامية دعما واسعا من الحزبين في الكونغرس.وقال ترامب خلال كلمة ألقاها أمام المشرعين في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، ضمن فعاليات النزهة السنوية للكونغرس: "لقد توحدنا على أساس حزبي، بمساعدة السيدة الأولى العظيمة، لتمرير قانون Take It Down Act الذي يحمي شبابنا من الاستغلال"، بالمواد الإباحية الانتقامية والصور المزيفة باستخدام الذكاء الاصطناعي.ووقفت ميلانيا إلى جانبه على شرفة ترومان، حيث توجه لها الرئيس بالشكر، وللمشرعين الذين دعموا مبادرتها الهادفة إلى تشديد العقوبات على مرتكبي الاستغلال الرقمي، قائلا: "أود أن أشكرك، ميلانيا، وأشكر الجميع هنا".وأضاف ممازحا: "عندما رأيت أن مشروع القانون قد تم تمريره بتوافق من الحزبين، قلت: أعتقد أنك ستأخذين وظيفتي، ميلانيا. لا نحظى غالبا بدعم حزبي واسع كهذا".وأشار ترامب إلى أن ميلانيا، المولودة في سلوفينيا، غير مؤهلة لتولي منصب الرئاسة، لكنه روى أنها تساءلت عن سبب صعوبة تمرير قوانين بدعم من الحزبين في واشنطن، فأجابها: "لا يوجد سبب لذلك، لكنك فعلتها. تهانينا، لقد كان عملا رائعا".ووقع ترامب قانون Take It Down Act الشهر الماضي، وهو الإجراء الذي قادته السيدة الأولى، وقد أقر في مجلس الشيوخ بالإجماع.ولم يصوت ضده في مجلس النواب سوى نائبين جمهوريين فقط، هما توماس ماسي وإريك بيرليسون .

الرئيس الإيراني: الاحتلال الإسرائيلي يمارس عدواناً ممنهجاً ضد الأمة الإسلامية
الرئيس الإيراني: الاحتلال الإسرائيلي يمارس عدواناً ممنهجاً ضد الأمة الإسلامية

البوابة

timeمنذ 34 دقائق

  • البوابة

الرئيس الإيراني: الاحتلال الإسرائيلي يمارس عدواناً ممنهجاً ضد الأمة الإسلامية

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن بلاده لا تسعى للهيمنة، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي هو من يسعى إلى استهداف الدول الإسلامية وفرض إملاءاته عليها. وفي تصريحات نقلتها وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء صباح اليوم الإثنين، شدد بزشكيان على أن إيران لا تسعى لامتلاك السلاح النووي، موضحاً أن هذا الموقف "ينبع من سياسات المرشد الأعلى وهو التزام راسخ لا حياد عنه". وأضاف أن بلاده لم تغادر طاولة المفاوضات بشأن ملفها النووي، مؤكداً أن ما تطالب به طهران هو "حقها القانوني"، وأنه "لا يحق لأي جهة حرمان إيران من الانتفاع بالطاقة النووية والأبحاث العلمية التي تعود بالنفع على الشعب الإيراني". وأكد الرئيس الإيراني أن بلاده ثابتة وصامدة في مواجهة الضغوط، داعياً الإيرانيين إلى الصبر في مواجهة الأزمات التي وصفها بأنها "نتيجة ممارسات الكيان المتوحش"، في إشارة إلى الاحتلال الإسرائيلي. ووجّه بزشكيان انتقادات حادة إلى الولايات المتحدة، متهماً إياها بـ"ممارسة البلطجة" و"خرق القوانين الدولية" عبر دعمها المتواصل للاعتداءات التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد إيران. يُشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي شن فجر الجمعة الماضية هجوماً واسعاً على الأراضي الإيرانية، أطلق عليه اسم "الأسد الصاعد"، باستخدام عشرات الطائرات الحربية، واستهدف خلاله منشآت نووية وقواعد صاروخية، واغتال عدداً من القيادات العسكرية والعلماء النوويين الإيرانيين.

الكرملين: روسيا مستعدة للتوسط بين إسرائيل وطهران وأخذ اليورانيوم الإيراني
الكرملين: روسيا مستعدة للتوسط بين إسرائيل وطهران وأخذ اليورانيوم الإيراني

رؤيا نيوز

timeمنذ 37 دقائق

  • رؤيا نيوز

الكرملين: روسيا مستعدة للتوسط بين إسرائيل وطهران وأخذ اليورانيوم الإيراني

قال الكرملين، الاثنين، إن روسيا لا تزال مستعدة للتوسط في الصراع بين إسرائيل وإيران وإن مقترحات موسكو السابقة لتخزين اليورانيوم الإيراني في روسيا لا تزال مطروحة على الطاولة. وأضاف دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أن مقترحات روسيا السابقة لحل النزاع لا تزال مطروحة، لكن اندلاع الأعمال القتالية زاد الوضع تعقيدا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store