logo
الغباء البشري

الغباء البشري

المغرب اليوم٠٤-٠٧-٢٠٢٥
كانت توقعات الأرصاد الجوية الفرنسية عام 2014 أن تبلغ درجة الحرارة 40 درجة مئوية بحلول عام 2050؛ بسبب الاختلال المناخي. الواقع جاء أسوأ بكثير. اجتاح أوروبا القيظ، وبلغ معدلات مخيفة، في ظرف سنوات قليلة فقط. مع ذلك فإن الأولوية في أوروبا عند رفع الميزانيات هو للتسلح وليس للمناخ. المحيط المتجمد الشمالي، يذوب تدريجياً، بسرعة تفوق كل تصور، إلا أن ما يشغل أسياد العالم، ليس ما يمكن أن يغرقه هذا الطوفان الكبير بعد ارتفاع نسبة المياه، وما سيحل من كوارث بانطلاق غاز الميثان السام، وتدميره حياة مئات ملايين الناس؛ وإنما الصراع سيكون على فرض الهيمنة ونهب ثروات هذه المناطق الغنية التي تتركز فيها آبار النفط والغاز وتنام على معادن نادرة، حتى إن حروباً كبرى يمكن أن تندلع بسبب الاقتتال على غرينلاند أو السطو على كندا.
الأمثلة على تدهور الوعي، والانسياق وراء الجشع، كثيرة، منها انكباب المليارديرات النافذين على إقامة ملاجئ فخمة مزودة بكل وسائل الرفاهية، وطعام يكفي المقيمين فيها لسنة كاملة، في حال اندلاع حرب كبرى، بدلاً من السعي لمساعدة البشرية على النجاة. ثمة من قرر الهرب إلى الفضاء، وعلى رأسهم إيلون ماسك، الذي يحلم بأن يصل إلى كوكب يمكنه العيش فيه طوال مدة الحرب. وهو حالياً في سباق مع الزمن، فيما لم يفصح العريس جيف بيزوس، عن رغبة مشابهة صراحة، لكنه يسعى لتحقيقها عبر صواريخه.
الالتفاف على الكوارث بدل معالجة أسبابها وتجنب حدوثها، سمة متنامية قد تكون ناتجة عن غياب الوعي بالأولويات. وثمة من يعزو الفوضى التي نعيشها إلى انخفاض في نسبة الذكاء. والتوقعات أن التدهور الذهني سيبقى مستمراً.
هذا تبشرنا به دراسات علمية، متوالية، تتطابق نتائجها بشكل يدعو إلى الإحساس بالخطر. الشهير جيمس روبرت فلين لاحظ أن معدلات الذكاء في بعض الدول زادت خلال القرن العشرين بشكل ملحوظ، عبر الأجيال. بالقياس وجد أن الذكاء ارتفع بمعدل ثلاث نقاط كل عقد، وهي نتائج مبهرة.
لكنه في أبحاثه الأخيرة في التسعينات، لاحظ تراجعاً واضحاً حصل في دول متقدمة مثل بريطانيا والنرويج والدنمارك وهولندا وفنلندا. تنامي الذكاء وانخفاضه، لا يعيدهما باحثنا لأسباب جينية أو بيولوجية بل لتدهور مستوى التعليم والاستخدام المفرط للتكنولوجيا، والمبالغة في اللجوء إلى الترفيه. كما أن الألمعية هي نتاج الإعداد الجيد، وتمرين الذهن على حلّ المشكلات المعقدة، والتحليل المستمر، وربط الأفكار بمهارة.
تأثير فلين، لا يزال قائماً والقياس مستمراً، والنتائج محزنة. لكن مع صعود نجم الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المعروفة، استبشر الباحثون خيراً. الميل صار جارفاً، للقول إن إراحة الذهن من المهمات التقليدية البليدة، مثل كتابة رسالة إلكترونية، أو التفكير في برنامج صحي، والبحث عن طبخة اليوم، وأفضل ما يمكنني عمله لإنزال الوزن، يفسح في المجال للأذكياء ليصبحوا أكثر نبوغاً، وهم يتفرغون للتفكير فيما لم يكن يتاح لهم إعطاؤه الوقت الكافي من قبل. هذا كان من سنتين خلتا.
من حينها والبحث متواصل، لقياس تأثير هذا الذكاء الاصطناعي على الأدمغة، رغم أنه لا يزال محدود القدرات، يحتاج المراقبة البشرية، والربط بين المعطيات، وربما الانتقال من تطبيق ذكي إلى آخر، لإنهاء مهمة واحدة. والنتيجة في الغالب، تدعو للحذر، ومن نتائج قد تكون وخيمة رغم الإيجابيات.
دراسة أجرتها «مايكروسوفت» وجامعة «كارنيغي ميلون» على 319 شخصاً أفادوا من استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي مرة واحدة على الأقل أسبوعياً، وجدت أن تركيزهم صار ينصبُ على التحقق من إجابات الذكاء الاصطناعي، بدل استخدام التفكير النقدي، مثل إنشاء المعلومات وتقييمها وتحليلها. وإذا اقتصر تدخل الإنسان على هذه الحالات، سيُحرم من فرص روتينية لتقوية قدراته الإدراكية، مما يجعلها ضامرة، وغير مستعدة لمواجهة المشكلات بمرونة كافية.
باحث كبير ومستشار مثل نورييل روبيني، يحذر من أن إضافة إلى تعطيل العقل تحمل هذه الروبوتات، التي لا تزال تحبو في طياتها، «إمكانات تدميرية هائلة». فقد تستخدم للتضليل الإعلامي، والتزييف العميق، والتلاعب بالانتخابات، وتفاقم التفاوت الاجتماعي. كما أن صعود الأسلحة الذاتية التشغيل والحرب السيبرانية المدعومة بالذكاء الاصطناعي «يُنذر بالسوء بالقدر نفسه».
دع عنك كل هذا وخطر فقدان الوظائف، فإن تصوير العصب والمتابعة الذهنية لمستخدمي الذكاء الاصطناعي، بيّنا انخفاضاً في موجات «ثيتا» الدماغية، المرتبطة بالتعلم وتكوين الذاكرة، مقارنة بمستخدمي محركات البحث. الذين استخدموا برنامج المحادثة الآلي، فشل غالبيتهم في تذكّر اقتباس واحد صحيح من مقالاتهم، مقارنة بـ10 في المائة من أولئك الذين استخدموا محرك بحث، في دراسة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تركيا تفرض قيوداً على روبوت الذكاء الاصطناعي التابع لماسك بعد إساءاته لإردوغان ووالدته
تركيا تفرض قيوداً على روبوت الذكاء الاصطناعي التابع لماسك بعد إساءاته لإردوغان ووالدته

المغرب اليوم

timeمنذ 3 أيام

  • المغرب اليوم

تركيا تفرض قيوداً على روبوت الذكاء الاصطناعي التابع لماسك بعد إساءاته لإردوغان ووالدته

فرضت السلطات التركية حظراً جزئياً على روبوت الذكاء الاصطناعي «Grok»، المدمج في منصة «X» المملوكة لرجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك، وذلك عقب منشورات مسيئة وُجهت للرئيس رجب طيب إردوغان ووالدته الراحلة، وفقاً لصحيفة «التليغراف».وأثار «Grok»، الذي يعمل مساعداً ذكياً داخل منصة «X»، عاصفة من الغضب في تركيا بعد رد تلقائي باللغة التركية وُصف فيه الرئيس إردوغان بـ«الثعبان الحقير»، كما شتم أسرته وتوعد بالقضاء على نسله. المنشور، الذي انتشر بسرعة على وسائل التواصل، تضمن عبارات شديدة اللهجة اعتُبرت تجاوزاً غير مسبوق من نظام ذكاء اصطناعي بحق رئيس دولة.وبادرت النيابة العامة في أنقرة إلى فتح تحقيق رسمي في الواقعة، في وقت تُصنف فيه إهانة الرئيس التركي جريمةً جنائية يعاقب عليها القانون بالسجن لمدة تصل إلى أربع سنوات.وبموجب قرار قضائي، أقدمت هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التركية (BTK) على تقييد وصول المستخدمين داخل تركيا إلى بعض محتويات «Grok»، في خطوة قالت إنها تهدف إلى حماية النظام العام. وأكد وزير النقل والبنية التحتية، عبد القادر أورال أوغلو، أن السلطات لن تتردد في اتخاذ خطوات إضافية، مضيفاً: «إذا لزم الأمر، سننظر في فرض حظر كامل على الخدمة». كما كشف الوزير عن اتصالات مرتقبة مع إدارة منصة «X» لمناقشة تداعيات الحادثة.وفي سياق التحقيق، أعلن يامان أكدنيز، أستاذ قانون الإنترنت بجامعة بيلغي في إسطنبول، أن السلطات حددت نحو 50 منشوراً صادراً عن «Grok» تم تصنيفها محتوى ضاراً أو مثيراً للكراهية. وكتب أكدنيز على منصة «X»: «تركيا أصبحت أول دولة تفرض رقابة مباشرة على روبوت Grok».وتشهد تركيا في السنوات الأخيرة تشديداً متزايداً على حرية التعبير في الفضاء الرقمي، حيث سنّت الحكومة قوانين تُوسع من صلاحياتها في الرقابة على منصات التواصل الاجتماعي، وتُعزز قدرة الجهات المختصة على معاقبة الأفراد أو الكيانات التي تنشر محتويات تُعد مسيئة أو تهدد السلم المجتمعي.

مجلة فرنسية: المغرب يطمح لتصدّر المشهد الإفريقي في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030
مجلة فرنسية: المغرب يطمح لتصدّر المشهد الإفريقي في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030

برلمان

timeمنذ 6 أيام

  • برلمان

مجلة فرنسية: المغرب يطمح لتصدّر المشهد الإفريقي في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030

الخط : A- A+ إستمع للمقال أكدت المجلة الاقتصادية الأسبوعية الفرنسية 'Challenges' في تقريرها، الصادر في 4 يوليوز 2025، على أنه في إطار استعدادات المغرب لاستضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2030، تسعى المملكة لتولي موقع الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى القارة الإفريقية. وفي هذا السياق، أبرز التقرير أن جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، المتواجدة قرب الرباط، تمثل نموذجا فريدا لا يقلّ روعة عن أرقى الجامعات الأمريكية، حيث تضم بنايات حديثة، ملاعب رياضية وقاعات محاضرات متطورة. كما شددت 'Challenges' على أن هذه الجامعة كانت في 1 يوليوز 2025 محورا لـ'المناظرة الوطنية الأولى حول الذكاء الاصطناعي، التي انعقدت على مدى يومين بالعاصمة الرباط، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس' والتي جمعت أكثر من ألفي مشارك من وزراء، خبراء ورواد أعمال من جميع أنحاء المغرب، في حدث وصفته الصحيفة بأنه الأول من نوعه في المملكة خارج فعاليات جيتكس المماثلة على المستوى الإفريقي. هذه المناظرة التي افتتحتها الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، آمل الفلاح السغروشني، صباح يوم الثلاثاء 1 يوليوز 2025، تحت شعار 'استراتيجية ذكاء اصطناعي فعالة وأخلاقية في خدمة مجتمعنا'، في إطار الجهود الوطنية لصياغة سياسة مندمجة للذكاء الاصطناعي، جمعت مختلف الفاعلين المؤسساتيين والاقتصاديين والعلميين، بهدف بلورة استراتيجية وطنية سيادية تعزز مكانة المغرب كمركز إقليمي للابتكار والتكنولوجيا. وتابعت المجلة الفرنسية، أن أمل الفلاح السغروشني، وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أكدت أن المغرب يرمي إلى تغطية 70% من السكان بخدمة الجيل الخامس 5G قبل سنة 2030، خاصة مع انطلاق عملية النشر المقررة نهاية السنة الجارية تزامنا مع كأس إفريقيا للأمم القادمة في دجنبر 2025، وهو ما يشكل حجر الأساس لبرنامج 'المغرب الرقمي 2030' الذي يخصص ميزانية بقيمة 11 مليار درهم (أي حوالي 10.5 مليار يورو) لتحديث البنية التحتية الرقمية وتبسيط الإجراءات الإدارية من خلال بوابة رقمية موحدة. وفي سياق متصل، أكدت 'Challenges' أن المغرب يمتلك من المقومات ما يجعله في وضع متقدم على المستوى القاري، لا سيما عبر مركز البيانات الأكبر في إفريقيا ووجود 23 مركز بيانات في البلاد، إلى جانب طاقة شبابية متميزة في المجالات العلمية والهندسية، حيث يمثّل الطلبة المغاربة 21% من الأجانب الملتحقين بتكوينات الهندسة في فرنسا. وفي هذا السياق، أبرزت الصحيفة افتتاح فرع جامعة محمد السادس في باريس بداية 2024 كخطوة مهمة لجذب العقول المغربية من الخارج. فيما يتعلق بالاستثمار، أكدت المجلة على أهمية الشركات الأجنبية التي تسهم في دفع عجلة الابتكار، مشيرة إلى افتتاح 'أوراكل' مركزها الأول للأبحاث والتطوير في إفريقيا بمدينة الدار البيضاء، والذي استقطب أكثر من ألف موظف. وقد أبرز التقرير قصص نجاح عدة، مثل شركة 'ToumAI' الناشئة التي طورت تطبيقا قادرا على تحليل أكثر من 50 لغة ولهجة إفريقية، ونجحت مؤخرا في جمع تمويل بقيمة 10 ملايين يورو بدعم من 'Orange Ventures'، وتعمل الآن على مشروع خدمات العملاء لبنك في جنوب إفريقيا بالتعاون مع مايكروسوفت، وفق تصريحات أنس بولهنا مدير المنتج. كما أشار التقرير إلى أن المغرب بدأ رسم مسار جديد عبر تعزيز التعاون 'جنوب – جنوب' بين دول إفريقيا ودول الخليج، حيث أكّد بيلو كيبسانغ، موظف في وزارة التعليم الكينية، على ضرورة تشجيع هذه الشراكات لتوسيع تمثيل القارة في مجال الذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي، مع الاستفادة من مشاريع البحث المشترك. ورغم ذلك، شدد التقرير على التحديات الكبيرة التي يواجهها المغرب مقارنة بدول الخليج التي تنفق مبالغ ضخمة على الذكاء الاصطناعي، مثل السعودية التي خصصت صندوقا بقيمة 40 مليار دولار، في حين لا يزال المغرب في طور إنشاء صندوق سيادي خاص به، وهو ما أكدت عليه رئيسة صندوق استثماري معتبرة أن وجود هذا الصندوق سيعزز ثقة المستثمرين ويوسع وصول الشركات الناشئة إلى التمويل. وأبرز التقرير أن اللقاءات الوطنية للذكاء الاصطناعي في المغرب أسفرت عن توقيع اتفاقيات تعاونية بين عدة وزارات، مثل وزارات الانتقال الرقمي، التعليم، والطاقة، كما تم توقيع شراكة مع مؤسسة 'Current AI' لتمويل مشاريع بقيمة 2.5 مليار يورو خلال خمس سنوات، حسب ما أوضح مارتين تيسني رئيس 'Current AI'. وذكرت 'Challenges' أن المجال الزراعي يظل من الأولويات الوطنية، خاصة مع ما يعانيه المغرب من نقص في الموارد المائية، حيث تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في الزراعة الذكية للتنبؤ بالجفاف ومساعدة الفلاحين على تحسين إدارة المياه. كما أكدت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي، أن إدماج الذكاء الاصطناعي أدى إلى رفع أداء الطاقة الريحية بنسبة 40%، كما أن التجارب على الشبكات الذكية التي توفر طاقة منخفضة الكربون بدأت تتوسع في القطاع الزراعي. في مجمل التقرير، أشارت وسيلة الإعلام الفرنسية إلى أن المغرب يمتلك مقومات قوية وعزيمة سياسية واضحة للانطلاق في ثورة الذكاء الاصطناعي، لكن الطريق مازال مليئا بالتحديات ويتطلب بناء منظومة شاملة تجمع بين القطاعين العام والخاص، مع ضرورة الاستثمار الأكبر لجعل المغرب مركزا إقليميا للتكنولوجيا والابتكار.

ميتا تتحدى البشرية: "مختبر للذكاء الفائق" بقيادة وانغ بعد خيبة لاما 4
ميتا تتحدى البشرية: "مختبر للذكاء الفائق" بقيادة وانغ بعد خيبة لاما 4

أخبارنا

time٠٦-٠٧-٢٠٢٥

  • أخبارنا

ميتا تتحدى البشرية: "مختبر للذكاء الفائق" بقيادة وانغ بعد خيبة لاما 4

أعلنت شركة "ميتا" عن إطلاق مختبر جديد يركّز على تطوير أنظمة "الذكاء الفائق" التي يُفترض أن تتجاوز قدرات العقل البشري، في خطوة جريئة تأتي بعد سلسلة من الإخفاقات، كان أبرزها الأداء المثير للجدل لنموذج "لاما 4". وتهدف الشركة إلى استعادة موقعها في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، بعد أن تراجع نفوذها أمام عمالقة مثل "غوغل" و"OpenAI". وتسعى ميتا، بقيادة مارك زوكربيرغ، إلى حشد أفضل العقول في المجال، إذ استقطبت ألكسندر وانغ، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "Scale AI"، ليقود المشروع الجديد. وتشير تقارير إلى أن الشركة عرضت تعويضات ضخمة – وصلت إلى تسعة أرقام – لجذب باحثين بارزين من منافسين مثل مايكروسوفت و"OpenAI"، في إطار إعادة هيكلة كبرى لفرقها البحثية. ورغم الحماسة المتزايدة، لا يزال مفهوم "الذكاء الفائق" مثار جدل علمي واسع. فقد حذّرت خبيرة الذكاء الاصطناعي مارغريت ميتشل من الانزلاق وراء "أوهام تسويقية"، مشيرة إلى أن الذكاء البشري متعدد الأبعاد ولا يمكن مقارنته بنموذج رياضي واحد. بينما يرى يان ليكون، كبير علماء ميتا، أن الوصول إلى ذكاء عام أو فائق يتطلب ابتكار خوارزميات جديدة كلياً، لا مجرد تطوير تدريجي. وفي خضم هذا السباق، تتسابق الشركات الكبرى لإثبات تفوقها. فقد عبّر إيلون ماسك عن ثقته بأن الذكاء الاصطناعي سيتجاوز العقل البشري خلال عامين، في حين أعلن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ"OpenAI"، أن شركته تقترب من تحقيق الذكاء العام. ومع ذلك، تُطرح تساؤلات حول مدى واقعية هذه التوقعات، خاصة في ظل غياب معايير واضحة لتحديد ما يُعتبر "تفوقاً" فعلياً على الإنسان. هكذا، تدخل "ميتا" مغامرة محفوفة بالتحديات والغموض، تحاول من خلالها استعادة بريقها المفقود في ميدان التقنية. لكن يبقى السؤال مفتوحاً: هل سنشهد حقاً ولادة ذكاء يتفوق على البشر؟ أم أن الحديث عن "الذكاء الفائق" سيبقى مجرد عنوان مثير في عالم تتقاطع فيه الطموحات العلمية مع الأهداف الاستثمارية؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store