logo
الاقتصاد الإثيوبي.. "بوابة" إسرائيل لتعزيز نفوذها في القرن الإفريقي

الاقتصاد الإثيوبي.. "بوابة" إسرائيل لتعزيز نفوذها في القرن الإفريقي

الشرق السعودية٠٧-٠٥-٢٠٢٥

في وقت يتزايد فيه التنافس الإقليمي والدولي على مناطق النفوذ في القرن الإفريقي، تُولي إسرائيل اهتماماً خاصاً بتعزيز وجودها في إثيوبيا التي تعتبرها "بوابة إفريقيا" بالنسبة لها، الأمر الذي تجسَّد مؤخراً في إطلاق منتدى الأعمال المشترك الأول من نوعه بين أديس أبابا وتل أبيب، وسبقه قبل أشهر قليلة توقيع اتفاقية لتعزيز التعاون في مجالات عدة.
وتعكس الزيارة الرسمية لوزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التي بدأها الاثنين، تحولاً استراتيجياً في أدوات تل أبيب الخارجية، وخاصة في منطقة تشهد تحولات استراتيجية متسارعة.
والتقى ساعر خلال الزيارة برئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وبحث الجانبان عدداً من القضايا الثنائية والإقليمية بالمنطقة. كما اجتمع مع نظيره الإثيوبي جيديون تيموثيوس، حيث أكدا أهمية تعزيز التعاون الثنائي ومعالجة القضايا الإقليمية والدولية المشتركة.
وقال آبي أحمد عبر منصة "إكس"، إن العلاقة مع إسرائيل "قوية وراسخة"، لافتاً إلى أن "الشراكة مع تل أبيب تمتد إلى المجالات الاقتصادية والدبلوماسية والاجتماعية".
وجاءت زيارة ساعر بعد أسابيع قليلة من زيارة وزير الخارجية الإثيوبي إلى إسرائيل في مارس الماضي، وفي ظل وجود رفض من دول إفريقية للوجود الإسرائيلي في القارة، وهو ما تجلَّى في طرد سفير إسرائيل لدى إثيوبيا إيلي أدامسو من مقر الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا أثناء انعقاد الاجتماع السنوي للاتحاد.
إثيوبيا.. بوابة إسرائيل نحو إفريقيا
وحملت زيارة ساعر إلى أديس أبابا دلالات استراتيجية لإسرائيل، إذ تعتبر أن إثيوبيا "شريك استراتيجي" و"بوابة لإفريقيا"، ويعكس هذا الوصف اهتمام تل أبيب بإثيوبيا كمركز نفوذ إقليمي وقاعدة انطلاق محتملة لتوسيع حضورها في القارة السمراء.
وأكد اصطحاب وزير الخارجية الإسرائيلي لوفد ضم عشرات من رجال الأعمال وممثلي شركات إسرائيلية على الجانب الاقتصادي المحوري للزيارة.
كما أشار إطلاق أول منتدى للأعمال، بمشاركة شركات ورجال أعمال ومسؤولين من الجانبين، إلى وجود رغبة كبيرة في ترجمة التفاهمات السياسية إلى فرص استثمارية وتجارية ملموسة.
واعتبر خبراء ومحللون أن منتدى الأعمال الإثيوبي الإسرائيلي بمثابة "منصة لإعادة رسم ملامح النفوذ الإسرائيلي في شرق إفريقيا"، وذلك من خلال أدوات مثل "الاستثمار، والتكنولوجيا، والدعم المؤسسي".
وقال المحلل السياسي الإثيوبي كبدي هايلي لـ"الشرق" إن زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي إلى أديس أبابا "محطة مهمة في مسار العلاقات بين البلدين، وتشير إلى تحول نوعي في طبيعة الشراكة بينهما".
وأضاف هايلي: "يبدو أن إسرائيل قررت استغلال الفراغ الاقتصادي الذي تركته بعض الدول، لتعزز حضورها من خلال استثمارات مبتكرة، وهو ما أكدته في منتدى الأعمال الذي عُقد تحت شعار تعزيز العلاقات الثنائية من خلال الابتكار".
ويرى أن "تل أبيب قدمت نفسها كمساهم رئيسي في الحلول التكنولوجية والاقتصادية التي تحتاج إليها إثيوبيا لتسريع وتيرة تحولها الاقتصادي".
وبحسب هايلي، فإن الشراكة مع إسرائيل "توفر فرصة ثمينة لإثيوبيا لتوسيع نطاق تحالفاتها الاقتصادية، بعد أن أظهرت تل أبيب اهتماماً بتوسيع استثماراتها في مجالات حيوية مثل الزراعة الدقيقة والري الذكي والتكنولوجيا الحديثة، وهي مجالات ليست فقط محورية لتنمية الاقتصاد الإثيوبي، بل أيضاً تشكل حجر الزاوية في رؤيتها لتحويل نفسها إلى قوة صناعية إقليمية في المستقبل".
إسرائيل.. "سياسة الاقتصاد الهادئ"
وتأمل إسرائيل من خلال هذه الزيارة في ترسيخ مكانتها كمستثمر رئيسي في القطاعات الاستراتيجية في إثيوبيا، ما يفتح أمامها آفاقاً جديدة لتوسيع تأثيرها في منطقة القرن الإفريقي.
وفي كلمة له أمام المنتدى الاقتصادي الإثيوبي الإسرائيلي، أكد ساعر على أهمية الشراكة الاقتصادية مع إثيوبيا، مشيراً إلى أن بلاده تنظر إلى هذه العلاقة باعتبارها "نموذجاً للتعاون المثمر الذي يربط بين التقدم التكنولوجي والتنمية الاقتصادية المستدامة"، ما يعكس سعي إسرائيل للعب دور في تحولات القرن الإفريقي.
من جهته، يرى الباحث والمحلل السياسي زكريا إبراهيم، أن إسرائيل تبحث عن موطئ قدم أوسع في شرق إفريقيا باستخدام أدوات وأساليب جديدة، من خلال انتهاج سياسة "الاقتصاد الهادئ".
وقال إبراهيم لـ"الشرق": "بالنسبة لإسرائيل، فإن إثيوبيا تُمثّل بوابة لمنطقة القرن الإفريقي، التي تشكّل نقطة التقاء لمصالح قوى إقليمية ودولية كبرى".
وأشار إلى أنه "في ظل التنافس المتصاعد في إفريقيا، تسعى تل أبيب إلى توسيع حضورها الاقتصادي والدبلوماسي عبر أدوات القوة الناعمة، لاسيما الابتكار الزراعي والتقنيات المتقدمة، وهي مجالات مطلوبة في إثيوبيا، التي تتطلع إلى تحفيز اقتصادها الرقمي والصناعي".
وعن إشارة وزير الخارجية الإسرائيلي خلال كلمته بمنتدى الأعمال المشترك إلى أن "إثيوبيا وإسرائيل قوتان إقليميتان تجمعهما صداقة مشتركة ومستقبل مشترك"، أشار إبراهيم إلى أنها "لا تخلو من بُعد رمزي مدروس، هدفه توطيد العلاقة بما يتجاوز المصالح الظرفية، ووضع أسس لتحالف طويل الأمد يُبقي لإسرائيل موضع تأثير فعّال في المعادلة بمنطقة القرن عبر إثيوبيا".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عراقجي: أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية سنعتبره أمريكياً
عراقجي: أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية سنعتبره أمريكياً

عكاظ

timeمنذ 21 دقائق

  • عكاظ

عراقجي: أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية سنعتبره أمريكياً

تابعوا عكاظ على قبل يوم من موعد عقد الجولة الخامسة من المفاوضات النووية التي ستعقد في روما، أبلغ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن طهران ستعتبر الولايات المتحدة متورطة في أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية. وأوضح عراقجي أن الولايات المتحدة تتفاوض مع بلاده لأنها يئست من تأثير العقوبات، قائلاً خلال ندوة إقليمية حول الدبلوماسية الاقتصادية، اليوم (الخميس)، إن مهمة دائرة الدبلوماسية الاقتصادية والسفارات الإيرانية في الخارج هي تسهيل الأمور وإزالة العقبات. وأضاف: «العقوبات تُعد واحدة من أكبر العقبات، ومهمة وزارة الخارجية تكمن في السعي من أجل رفعها»، مطالباً من أسماه الطرف المقابل برفع العقوبات. وأشار إلى أن مسؤولية تحييد العقوبات أثرها أو الالتفاف عليها تقع على عاتق بلاده، مبيناً أن طهران إذا أرادت أن تسير المفاوضات بشكل جيّد مع من يفرضون العقوبات، فعليها أولاً أن تجعلهم ييأسون من سلاح العقوبات. أخبار ذات صلة وتابع وزير الخارجية الإيراني قائلاً: «لا نقول إن العقوبات لم تُسبب مشقّة أو لم تخلق نقصاً، لكنها بفضل عزيمة الإيرانيين وتعاون التجار والمواطنين لم تستطع أن تصيب البلاد بالشلل». وكان المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قد شدد على أن بلاده لن تسمح لإيران بالتخصيب حتى بنسبة 1%. وكان مسؤولون أمريكيون قد ذكروا لـ«سي إن إن» أن الولايات المتحدة تلقت معلومات استخباراتية جديدة تشير إلى أن إسرائيل تُجري تحضيرات لضرب منشآت نووية إيرانية. /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} عراقجي

تخوفاً من هجوم مماثل لواشنطن.. فرنسا تشدد إجراءاتها لمراقبة المواقع اليهودية
تخوفاً من هجوم مماثل لواشنطن.. فرنسا تشدد إجراءاتها لمراقبة المواقع اليهودية

عكاظ

timeمنذ 35 دقائق

  • عكاظ

تخوفاً من هجوم مماثل لواشنطن.. فرنسا تشدد إجراءاتها لمراقبة المواقع اليهودية

تابعوا عكاظ على وجه وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو اليوم (الخميس) المسؤولين المحليين بتعزيز تدابير المراقبة الخاصة بالمواقع المرتبطة باليهود في البلاد، بعد الهجوم الذي أودى بحياة موظفَين في السفارة الإسرائيلية في واشنطن. وشدد الوزير على أن تكون التدابير الأمنية المعتمدة «جليّة ورادعة». ووصفت الخارجية الفرنسية الهجوم بـ«الشنيع». وندّد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بـ«فعل شنيع من الهمجية المعادية للسامية»، مضيفاً عبر منصة إكس «ما من مبرّر لعنف مماثل، وفي بالي أقرباؤهم وزملاؤهم». واتهمت إسرائيل بعض الدول الأوروبية بالتحريض ضدها، معتبرة الهجوم الذي وقع في محيط المتحف اليهودي بواشنطن «جريمة ضد إسرائيل». ودعا وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر زعماء العالم للتوقف عن التحريض ضد إسرائيل. واتهم دولاً أوروبية عدة بالتحريض ضد بلاده. وقال: «هذا التحريض يمارس أيضاً من جانب قادة ومسؤولين في العديد من الدول والهيئات الدولية، خصوصاً في أوروبا». أخبار ذات صلة بالمقابل، وصفت ألمانيا حادثة مقتل دبلوماسيين إسرائيليين بـ«الجريمة السياسية»، وندّد المستشار الألماني فريدريش ميرتس بشدّة بمقتل الموظفَين مشدداً بالقول: «أُدين هذه الجريمة البشعة بأشد العبارات الممكنة». من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في منشور على منصة إكس: «مصدومون بمقتل موظفَين في السفارة الإسرائيلية في واشنطن. نندّد بهذه الجريمة الفظيعة». وقالت منسقة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس إنها «مصدومة» من حادثة إطلاق النار في واشنطن مضيفة: «لا يوجد، ولا ينبغي أن يكون هناك مكان في مجتمعاتنا للكراهية أو التطرف». وندّد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني بمشاهد الرعب والعنف، قائلاً: «ينبغي أن تتوقّف، وينبغي ألا تعود فظائع الماضي». /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} الشرطة الألمانية تحرس المواقع اليهودية

وسط تأهب كبير.. سفارة إسرائيل بواشنطن تعرض معلومات عن الضحايا
وسط تأهب كبير.. سفارة إسرائيل بواشنطن تعرض معلومات عن الضحايا

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

وسط تأهب كبير.. سفارة إسرائيل بواشنطن تعرض معلومات عن الضحايا

/*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} الضحايا المنفذ أمام الشرطة. فيما نقلت شبكة «سي إن إن» الأمريكية عن سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون قوله إن سفارات إسرائيل بحالة تأهب قصوى عقب إطلاق النار الذي أدى لمقتل دبلوماسييْن إسرائيليين في العاصمة الأمريكية واشنطن، أكدت الشرطة الأمريكية بأن الضحيتين، وهما يارون ليشينسكي وسارة لين ميلغريم، قُتلا على يد رجل هتف «الحرية لفلسطين». وأكدت المتحدثة باسم السفارة الإسرائيلية في واشنطن تال كوهين، أن الموظفين تابعون للسفارة، موضحة أنه تم إطلاق النار على اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية أثناء حضورهما فعالية في متحف التراث اليهودي في العاصمة واشنطن. وذكرت المتحدثة باسم السفارة لـ«سي إن إن» أن السفير الإسرائيلي لم يكن في موقع الحادث. وقال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة يحيئيل ليتر إن الشابين اللذين قتلا كانا على وشك الخطوبة، مبيناً أن الشاب اشترى خاتماً هذا الأسبوع بنية التقدم لخطبة صديقته الأسبوع القادم في القدس، فيما قالت ألمانيا إن القتيل الإسرائيلي يحمل الجنسية الألمانية أيضاً. فيما قالت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي على منصة «إكس»: «قُتل اثنان من موظفي السفارة الإسرائيلية الليلة بالقرب من المتحف اليهودي في واشنطن العاصمة، بدأنا التحقيق، ونعمل على الحصول على مزيد من المعلومات لمشاركتها»، مضيفة: «سنقدم منفذ الهجوم إلى العدالة». وانتقلت وزيرة العدل بام بوندي والمدعي العام المؤقت لواشنطن العاصمة جانين بيرو إلى موقع الحادث. وقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التعازي لعائلات الضحايا، وألقى باللوم على معاداة السامية الواضحة، قائلاً: «الكراهية والتطرف لا مكان لهما في الولايات المتحدة، حزين للغاية أن أشياء كهذه تحدث». وأُقيمت الفعالية التي شهدت إطلاق النار في متحف العاصمة اليهودي بهدف جمع المهنيين الشباب اليهود والسلك الدبلوماسي معاً، وأعلنت اللجنة اليهودية الأمريكية، الجهة المنظمة، أنها مفتوحة للعاملين في السلك الدبلوماسي في واشنطن العاصمة. وعُرض موضوع الفعالية تحت عنوان «تحويل الألم إلى هدف». أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store