
4 قادة انتقلوا من العمل المسلح إلى الفعل السياسي
في زمن الحداثة السائلة -كما يصفه زيغمونت باومان- لا توجد هويات صلبة وثابتة، بل تتغير الشخصيات تبعًا للتجربة والظرف والسياق.
السياسي في هذا الإطار ليس كائنًا أيديولوجيًّا جامدًا، بل هو مشروع إنساني يتطور مع الزمن. هذا التحول تجسد في شخصيات مثل جيري آدامز، ونيلسون مانديلا، وعبدالله أوجلان، وأحمد الشرع، الذين انتقلوا من الكفاح المسلح إلى الفعل السياسي.
جيري آدامز
في علم النفس الأخلاقي، يُعرف مفهوم "نقطة التحول الأخلاقية" (moral turning point) بوصفه لحظة يمرّ بها الإنسان، تدفعه لإعادة تقييم مسيرته، فقد تكون تجربة شخصية مؤلمة، أو لحظة وعي مفاجئة، أو تماسًّا مباشرًا مع معاناة الآخر.
جيري آدامز، على سبيل المثال، قاد الكفاح المسلح في أيرلندا الشمالية، لكنه أدرك لاحقًا أن السلام قد يحقق أهدافه القومية أكثر من العنف. كذلك أحمد الشرع، الذي بدأ ضمن بنية فكرية راديكالية، أدرك لاحقًا أن إدارة دولة مثل سوريا تحتاج إلى أدوات وأفكار تتجاوز الأيديولوجيا.
قاد عبدالله أوجلان حربًا طويلة ضد الدولة التركية مطالبًا بوطن قومي للأكراد، وكانت الحصيلة أكثر من 40 ألف قتيل. لكن بعد اعتقاله عام 1999 في عملية معقدة في كينيا، تحوّل خطاب أوجلان من القومية المسلحة إلى طرح فلسفي واجتماعي
حالة نيلسون مانديلا ورمح الأمة
أسس مانديلا مع رفاقه في المؤتمر الوطني الأفريقي جناحًا عسكريًّا تحت اسم "رمح الأمة"، بعد أن أُغلقت السبل السياسية في وجههم. استهدفت الجماعة محطات بريد ومقار حكومية، كانت العمليات رمزية، لكن الرد العنيف من الدولة العنصرية أدى إلى اعتقال مانديلا عام 1963 في مزرعة ليليسليف شمال جوهانسبرغ.
أمام المحكمة قال: "لقد كرّست حياتي للنضال من أجل الشعب، وإذا لزم الأمر فأنا مستعد للموت من أجل هذا المبدأ".. بعد 27 عامًا في السجن، خرج مانديلا ليقود بلاده نحو المصالحة، مدركًا أن المستقبل لا يُبنى بالثأر.
عبدالله أوجلان من الثورية إلى الفلسفة
قاد عبدالله أوجلان حربًا طويلة ضد الدولة التركية مطالبًا بوطن قومي للأكراد، وكانت الحصيلة أكثر من 40 ألف قتيل. لكن بعد اعتقاله عام 1999 في عملية معقدة في كينيا، تحوّل خطاب أوجلان من القومية المسلحة إلى طرح فلسفي واجتماعي، داعيًا إلى "كونفدرالية ديمقراطية" تحترم تنوع الشعوب. في تصريح لاحق له قال: "القوة الحقيقية ليست في البندقية، بل في العقول التي تصنع السلام".
وفي مايو/ أيار الماضي، قام حزب العمال الكردستاني بحلّ نفسه وتسليم سلاحه للحكومة التركية، في ظل مفاوضات جارية تنتهي بإدماج الأكراد أكثر في الحياه التركية.
أحمد الشرع والوصول إلى الرئاسة
بدأ أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) كثائر في العراق وسوريا، وكان على صلة بتنظيم القاعدة، لكنه في عام 2016 أعلن فك ارتباطه بالقاعدة وأسس "هيئة تحرير الشام"، ليصبح بعد سقوط نظام الأسد عام 2024، رئيسًا لسوريا لفترة انتقالية.
قال في مقابلة مع "BBC": "نحن لا نحكم بسيف القاعدة، بل نبحث عن طريق لبناء دولة لكل السوريين". هذه التحولات تشير إلى فهمه لضرورة التكيف السياسي في ظل ضغوط دولية وإقليمية.
يرى ميشيل فوكو أن السلطة لا تُمارس بالقوة فقط، بل تنتج خطابًا وسلوكًا، وتجعل من الأفراد أدوات لها دون وعي منهم. أما باومان فيطرح أن الإنسان في عصر الحداثة السائلة هو كائن دائم التشكل، يتفاعل مع قوى اجتماعية وسياسية تتغير بسرعة. في هذا السياق، يبدو التحول من العمل المسلح إلى الفعل السياسي ليس خيانة للمبدأ، بل إعادة تعريف له بما يتناسب مع الزمن.
التحول في الشخصيات السياسية هو مسار إنساني عميق.. في مواقع السلطة، يرى القادة الوجه العاري للحقيقة، فيخوضون تحولًا وجوديًّا يجعلهم يعيدون تعريف أنفسهم. هذا التحول قد يكون بطيئًا ومؤلمًا، لكنه ضروري إذا أرادوا إحداث تغيير حقيقي ومستدام.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
مشاهرة للجزيرة نت: لأول مرة أسمع كلمة "بابا" من أطفال نُطفي المهربة
إسطنبول – في الرابع من سبتمبر/أيلول عام 2002 اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المقدسي فهمي مشاهرة، وحُكم عليه بالسجن المؤبد 20 مرة (مدى الحياة)، بعد اتهامه وشقيقه رمضان بإيصال استشهادي نفذ عملية أسفرت عن مقتل 19 إسرائيليا عام 2002. وتحرر مشاهرة في 25 يناير/كانون الثاني ضمن صفقة التبادل التي أُبرمت بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل. وفي حوار خاص أجرته الجزيرة نت معه وزوجته في منفاه بتركيا ، صممّ المحرر المقدسي قبل الإجابة عن أي من الأسئلة، على توجيه كلمة للمقاومة الفلسطينية. وقال "إلى مُخلِّصينا ومُنقذينا ومحررينا من ظلم الاحتلال وسجانيه، أنتم أهل العزة والكرامة.. السلام على غزة التي نصرت الأمة قبل فلسطين والقدس، والتي رفعت شأن كل عربي ومسلم.. هيهات منا الذلة لأننا قوم أعزنا الله بالإسلام وبحماس، ولا نبالي حيثما وُجدنا في السجون أم في القبور أم في المنفى، حياتنا كلها لله وفي سبيله، ومن ثم في سبيل العزة والكرامة والأرض". وتحدث مشاهرة عن قصته وزوجته في إنجاب 4 أطفال من خلال النُّطف المهربة من السجون، وأكثر ما اشتاق له في القدس وقضايا أخرى. إعلان كان هنالك دوما أمل بشكل نسبي حسب قوة إيمان الشخص بالله، وحسب الظروف المحيطة بنا كأسرى والحروب على الجبهتين الشمالية والجنوبية في البلاد. يمكنني القول إننا لم نيأس يوما، وكان الأمل يطوقنا من كل اتجاه.. كنا ننتظر فقط "كن فيكون"، فرغم الوقت الطويل الذي مرّ وأنا داخل السجن، جاء اليوم الذي يتوقف فيه عند أعتاب زنزانتي عندما شاء الله ذلك وبشرف وعزة لا تقدر بقول ولا بفعل. لم يُدرَج اسمك ضمن قائمة المبعدين لكنك خرجت من البلاد بمحض إرادتك، لماذا؟ القصة ببساطة أنه حيثما أكون تكون أرضي ومنها نكمل المسير، واختيار المنفى هو بسبب أمني الشخصي وعدم رغبتي بالعيش في توتر دائم خوفا من اعتقالي مرة أخرى، وبالإضافة لذلك فقد تم إبعاد شقيقي رمضان فذهبنا معا إلى المنفى. استضافتنا مصر -مشکورة- على أفضل وجه، ومن ثم تركيا مشكورة لأنها لم تقصر معنا بتاتا، إلا أن الفرحة ما زالت منقوصة وبها غصة لِما يحدث لأهلنا في غزه من مجازر وقتل وتدمير وإبادة جماعية للأطفال والنساء أولا وآخرا، ولما تبقى من الأسرى من خلفنا، ونسأل الله تعالى أن تنتهي الحرب قريبا أو يشاء الله لما هو أكبر ويتم الإفراج عن إخوتنا من خلفنا. القدس مقلة العين اشتقت لأزقتها وساحاتها وأشجارها ولقبة الصخرة المشرفة، ولأهلها الذين إن عاشرتهم لا تستطيع فراقهم. منّ الله سبحانه وتعالى علينا بـ6 أطفال، اثنين قبل سجني وهما عبيدة وزينة، وأربعة بعد اعتقالي وهم عزيزة وعيد والتوأم آية وأحمد، خرجوا من رحم السجون وبعد فتره طويلة من سجني، وكان أولهم بعد 12 عاما من اعتقالي. كنا نسأل أنفسنا دوما "ما العمل؟" فالوقت طويل والمؤبد لا ينتهي والفراغ قاتل، وداهمتنا الكثير من الأفكار لأن الإنجاب من داخل السجن كان دوما في ذهني، ولكن كافة الطرق القانونية والشرعية باءت بالفشل أمام تعنت وقمع وتسلط إدارة السجون. وبالتالي قررنا خوض التجربة بطريقة "الزعرنة"، لأن هذا السجان لا يفهم إلا لغة القوة، وكانت فكرة استمرار حياتي وزيادة عدد أفراد أسرتي وأنا محكوم بالسجن المؤبد 20 مرّة هي أنسب ما يكون لصفع هذا المتباهي بنفسه أمنيا، وهو عكس ذلك. عندما تلقى السجان أول صفعة على وجهه بالنطف المهربة من الأسير عمار الزبن تلقى بعدها مئات الصفعات من كل أسير قام بزراعة النطف المهربة ضمن ما عُرف بـ"سفراء الحرية". وبعد التأكد من الفتوى الشرعية وموافقة الأهل من الطرفين، تمت الزراعة بحضور شاهدين من كل طرف في المكان الذي تمت به الزراعة، ورزقنا بأطفالنا عبر النطف المهربة في عام 2013 و2018 و2023. كيف كان لقاؤك بأبنائك الخمسة, لأننا نعلم أن ابنك عبيدة حُرِم من لقائك؟ اللقاء بأبنائي الخمسة كان حلما عظيما تحقق بعدما كان محضا من الخيال، كنت أحلم يوميا أن يعانق جسدي أجساد أطفالي، وما زلت أعيش هذا الحلم الذي وقع حقا. استيعاب الأمر صعب حتى الآن وهو بالفعل معجزة، التوأم أحمد وآية ولدا قبل معركة " طوفان الأقصى" بستّة أشهر فقط ولم أرهمها وأنا في السجن، لكن عندما التقيت بهما ركضا نحوي وكلمة "بابا" تصدح من حنجرتيهما وتصل إلى مسمعي وتقرع وجداني. أطفالي الخمسة زينة وعزيزة وعيد وأحمد وآية استوعبوا اللقاء تماما، وحتى الآن لم أستوعب الحدث كما يجب، وكلما مرت الأيام تظهر لي معالم الأبوة والعائلة أكثر، فأصبح أبنائي يلجؤون لي عند الحاجة وعند عودتي إلى المنزل يركضون نحوي. أما لقائي بزينة التي وُلِدت قبل اعتقالي فكان له رونق آخر، زينة التي تركتها قسرا بعمر عامين التقيتها وهي أم لثلاثة أطفال، وهذا وحده قصة لا تنتهي، أما عبيدة فأنا بانتظار اللقاء به قريبا إن شاء الله. هل بدأت حياتك في الاستقرار الآن، وكيف تخطط وزوجتك للمستقبل؟ حياتي لم تبدأ بعد، فأنا ما زلت أعيش السجن في داخلي، وما زلت أحلم بالسجن، وفي صلاتي أدعو أن أخرج منه مع أنني الآن خارجه، بحمد الله كل شيء أحتاجه متوفر، والإخوة الذين كانوا سببا في الإفراج عنا لم يقصروا معنا قيد أنملة، لكن الاستقرار النفسي والانخراط في المجتمع يحتاجان بعض الوقت. كيف كانت سامية تخفف عنك ألم الأسر، وكيف ساهمت الرسائل بينكما في تعزيز علاقتكما كزوجين؟ عاشت زوجتي معي كل التفاصيل وعاشت تجربة السجن لحظة بلحظة، وعلمت جيدا ماذا يعني القيد وطبيعة الألم والمعاناة التي كنا نعيشها يوميا. عانت لمد 23 عاما كاملة وأكثر مما عانيت أنا، لأنها كانت الأم والأب والمربية.. أم عبيدة لها الفضل في تربية أبنائي الستة على أحسن وجه. لا شك أن الرسائل التي كنت أرسلها لزوجتي وأبنائي وأمي وأبي تُطمئن بالهم، وكانوا يعانقون رسائلي ويقبلونها ويقيمون احتفالات عندما تصل.. أمي كانت تحتضن رسائلي ليوم كامل، وتجعل كل من حولها يقرؤنها مرة ومرتين وعشرة، وأبي دائما يواسيها ويصبّرها. لقد تركتُ من خلفي حملا عظيما على أم عبيدة ونجحت بحمله، وبتقدير من الله رُزقت بتلك المرأة المخلصة التي أفنت حياتها في سبيل الله وفي الصبر على الابتلاء، وهي وحيدة بين 4 جدران، تربي أبناءها الستة أفضل تربية، فهي تستحق الآن أن تتربع على عرش الراحة والاستقرار، وأن تتكئ على الجدران الثابتة وعلى عمود البيت الذي عاد بفضل الله سبحانه وتعالى وعزة أهل العزة. أحمد ياسين"إن يرضى الله عني"، وأن تنتهي الحرب عن أهلنا في غزة، وأن يتحرر باقي الأسرى من السجون، وأن تكون نهاية إسرائيل على أيدي المقاومة في فلسطين فقط، وأن ينتقم الله تعالى لنا من كل من خذلنا وتآمر علينا، وأن أعيش مع عائلتي الحب والأمن والاستقرار. سامية، صفِي لنا شعورك في اللحظة التي أُدرج فيها اسم فهمي بصفقة التبادل؟ يعجز اللسان عن التعبير.. شعرت في تلك الليلة عند أذان العشاء وكأن تكبيرات العيد تصدح في بيتي، ربما كانت تلك رسالة من الله لأنني كنت أترقب إدراج اسم فهمي في أي من المواقع التي تظهر بها قوائم الأسرى. أولادي ينتظرون والدهم على أحر من الجمر ويتابعون وسائل الإعلام بأشكالها كافة، لعل خبرا أو أي نبأ يبشرهم بتحرره، وعند إدراج اسمه سجدت لله سجود شكر، ثم سمعت اسمه على قناة الجزيرة ضمن الدفعة المقررة. في البداية شعرت بالقلق وخشيت من الغربة وترك الأهل والأحباب والجيران من خلفي، ولاحقا أقنعت نفسي أنني أنتظر هذا اللقاء، وأن أبنائي يتوقون للعيش مع والدهم أينما كان، وأريد أن يحمل معي مسؤولية الحياة والأبناء التي أحملها منذ 23 عاما وحدي.. أريد أن نعيش حياة مليئة بالحب والسعادة والفرح. لقاء مجبول بمشاعر مركّبة من الفرح والبهجة إلى الحنين للقاء الحبيب بعد طول فراق، وبعد سيل من الأشواق. لم ينقطع أملي بالله عزّ وجل، وكنت أعلم أن يوم التحرر سيأتي وسينكسر القيد وتزول الزنزانة، إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا، تأملت دوما أن يتحرر فهمي بصفقة تبادل مُشرفة، وهذا الأمل كان يبقيني على قيد الحياة. إعلان كيف كان لقاء أطفالك وزينة المتزوجة بوالدهم، ومن نشأت بينه وبين فهمي علاقة استثنائية؟ لقاء من أجمل اللقاءات، لم أتوقع من آية وأحمد اللذين لم يتمّا العامين من عمرهما أن يسرعا في خطواتهما نحو زوجي وينادونه "بابا" لأنهم لم يرياه من قبل. عزيزة عيونها مليئة بالفرح بوجود والدها بجانبها، وعيد كذلك، وهو الذي كان يحلم أن يعيش مع والده كبقية أطفال العالم. كيف كان اللقاء الأول خارج قضبان السجون؟ كان اللقاء الأول لحظة لا تشبه غيرها، اختلطت فيها الدموع بالابتسامة والفرح بالخوف من أن تكون اللحظة مجرد حلم.. رأيته أمامي حرا لكن عيني كانت تبحث عن آثار السنوات، عن ذاك الذي غاب.. تملكنا الصمت أولا ثم تكلمت القلوب، ولم أعد أحتاج للرسائل بعد الآن لأنني أراه حيّا أمامي، وهذا وحده معجزة. قلتِ لي أنك ذات يوم كنت ترغبين بإنجاب مزيد من الأطفال عبر النطف المهربة لأن الأطفال وتربيتهم تشغلك وتجعل الوقت يمر، لكن فهمي عارض ذلك في مرحلة ما وقال إنه يرغب بإنجاب الأطفال بعد تحرره، هل تخططان لإنجاب مزيد من الأطفال الآن؟ الأمومة نعمة عظيمة، وقد رزقني الله بستة أبناء أفتخر بهم، ما نفكر به الآن هو أن نستعيد حياتنا بهدوء ونمنح أبناءنا الأمان والحب الذي افتُقد لسنوات، أما موضوع إنجاب أطفال جدد فهو ليس بالقرار السهل ويحتاج للاستعداد الداخلي أولا، والأهم هو الجودة في العطاء لا الكثرة. نعلم أن المنفى ليس سهلا وبدء الحياة من الصفر أمر معقد، لكن كيف ترين الحياة منذ تحرر فهمي، أين سيتعلّم الأطفال؟ وما خططكما المستقبلية؟ المنفى ليس سهلا، فهو اقتلاع من الوطن والذكريات، ولكن وجود زوجي بجانبي بعد خروجه من السجن وبعد غياب طويل منحني بعض السكينة والشعور بالأمان، لأننا معا نواجه الغربة كتفا بكتف وهذا بحد ذاته يجعل المنفى أقل قسوة. مئات الرسائل تحت عنوان "إلى سامية" وصلتك من فهمي خلال سنوات اعتقاله، وتحتفظين بها في حقيبتين، هل كتب لكِ شيئا بعد تحرره، أم طويتما صفحة الرسائل إلى الأبد؟ إعلان الرسائل التي كتبها لي في السجن كانت حياة نكتبها على الورق، وكانت طريقتنا الوحيدة لنبقى معا رغم الجدران. بعد خروجه لم نعد نحتاج إلى الورق لأننا نعيش اليوم ما كنا نحلم به في السطور، لم تتوقف الكلمات لكنها تغيرت، صارت وجودا حقيقيا، فالصفحات سكتت قليلا.. لكن القلب ما زال يكتب.


الجزيرة
منذ 7 ساعات
- الجزيرة
زلزال بقوة 6.2 درجات يضرب حدود اليونان مع تركيا
ضرب زلزال قوي بلغت شدته 6.2 درجات على مقياس ريختر، فجر الثلاثاء، منطقة الحدود بين جزر دوديكانيسا اليونانية والسواحل الغربية لتركيا، وشعر به سكان دول مجاورة، فيما لم ييلّغ عن حصول خسائر بشرية، وفق ما أفادت به وكالة رويترز. وأفاد مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي من جهته أن زلزالا بقوة 6 درجات على مقياس ريختر هز منطقة جزر دوديكانيسا الحدودية بين تركيا واليونان في جنوب شرق بحر إيجة قبالة السواحل التركية. وكان الزلزال على عمق 75 كيلومترا وعلى مسافة 146 كيلومترا جنوب غرب دنزلة التركية و22 كيلومترا من جزيرة رودس اليونانية. ووقع الزلزال تحديدا عند الساعة 2:17 صباحا بالتوقيت المحلي، مما أحدث موجة من الهزات الإضافية والتخوفات في عدد من الدول المحيطة. وأفاد سكان في القاهرة الكبرى والساحل الشمالي بشعورهم بالهزة الأرضية في نفس توقيت حدوث الزلزال. ولم تُسجّل أي تقارير رسمية عن وقوع خسائر بشرية أو مادية، فيما أعلنت الجهات المختصة في الدول المعنية أنها تتابع تطورات الوضع، وتستعد لإصدار بيانات توضيحية لاحقة. ومن جانبه، قال المعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إنه تم رصد زلزالا قوته 6.2 على مقياس ريختر ومركزه قرب حدود تركيا. إعلان ويقع مركز الزلزال في منطقة شرق البحر المتوسط، التي تُعرف بكونها من أكثر المناطق نشاطا زلزاليا في العالم، وتتقاطع فيها عدة صفائح تكتونية رئيسية، منها الصفيحة الأفريقية، التي تتحرك شمالا تجاه الصفيحة الأوراسية والصفيحة الأناضولية، التي تتأثر بحركة الصفيحة الأوراسية من الشمال. وتعد اليونان واحدة من أكثر دول أوروبا عرضة للزلازل، وقد تعرضت جزيرة سانتوريني السياحية الشهيرة لمستوى غير مسبوق من النشاط الزلزالي لأسابيع في وقت سابق من العام الجاري، ما دفع الآلاف إلى الإخلاء وإغلاق المدارس.


الجزيرة
منذ 7 ساعات
- الجزيرة
اشتباكات مع مجموعة مسلحة عند مدخل أشرفية صحنايا بسوريا
قال قائد الأمن الداخلي في ريف دمشق حسام الطحان إن مجموعة مسلحة أطلقت النار -عصر الاثنين- باتجاه حاجز أمني عند مدخل مدينة أشرفية صحنايا دون وقوع إصابات، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) وأوضح الطحان أن عناصر الحاجز قاموا بالرد على مصادر النيران مما أدى إلى اندلاع اشتباك مع المجموعة المسلحة الخارجة عن القانون. وأضاف أن الاشتباك أسفر عن إلقاء القبض على أحد أفراد المجموعة وإصابة آخر في حين لاذ المصاب مع بقية أفراد المجموعة بالفرار. وأكد أن الجهات المختصة في مديرية الأمن الداخلي بأشرفية صحنايا تواصل ملاحقة الفارين، تمهيدا لإلقاء القبض عليهم وتقديمهم إلى القضاء المختص. وفي أول الشهر الجاري، تمكنت قوات الأمن العام السورية ووزارة الدفاع من استعادة السيطرة على منطقة أشرفية صحنايا ومدينة صحنايا بريف دمشق، بعد اشتباكات مع مجموعات مسلحة خارجة عن القانون. وكانت هذه المجموعات قد استهدفت مواقع أمنية تابعة لوزارة الداخلية، وهو ما أسفر عن مقتل 16 عنصرا أمنيا على الأقل. ونجحت قوات الأمن في قتل وأسر عدد من المسلحين.