logo
ما بعد المرتبة الأولى

ما بعد المرتبة الأولى

الشروقمنذ 5 أيام
تقدّم منظمة الأغذية والزراعة العالمية 'الفاو'، مدعَّمة ببيانات وزارة الزراعة الأمريكية، في الفترة الأخيرة، إحصاءات عن الإنتاج الفلاحي في مختلف بلاد العالم، وسط مخاوف الجفاف والتقلبات المناخية والحروب. والمتمعن في هذه الإحصاءات الدقيقة، وهذه البيانات التي لا تترك صغيرة ولا كبيرة إلا وأحصتها وحللتها أيضا، ير تواجد بلاد كانت غائبة لعقود عن الإحصاءات، فصارت تنافس عالميًّا وتقدِّم الكمّ والنوع في أبهى حلّة، وهي الجزائر التي صارت تتربع على عرش الكثير من إنتاجات الفاكهة والخضر.
الانتصار الأول الذي حققته الجزائر هو تواجدها المستقرّ في الخارطة الفلاحية العالمية، فمثلا في الطماطم والزيتون والإجّاص والبطيخ صارت ضمن الكوكبة التي تقود هذه الفواكه والخضر الضرورية في تغذية الإنسان، ولكن هذا الانتصار يتطلب انتصارات أخرى في التغليف والتسويق والتصدير والتعليب والتصنيع، وهو التحدّي القادم.
منظمة 'الفاو'، وضعت الجزائر مثلا في فاكهة الإجاص ضمن كبار المعمورة، والأولى على المستوى العربي بضِعف إنتاج مصر، وأضعاف ما تنتجه بقية البلدان العربية، ولكن المفارقة أن المصريين يصدِّرون من إنتاجهم الذي هو نصف إنتاج الجزائر، ويُصدّر غيرُهم، بينما يبقى إنتاج الجزائر للاستهلاك المحلي، وهو ما يضعنا أمام مشكلة استهلاك أيضا، كثقافة يجب أن تتماشى مع تطوُّر الإنتاج، فالفاكهة هي غذاء للاستهلاك، وليست للتخزين والتبذير والإتلاف.
صحيحٌ أن معركة الفلاحة هدفها الأول هو الاكتفاء الذاتي، وهدفها الثاني هو العيش في رخاء، لكن سوء الاستهلاك أيضا قد يطرح مشكلة اقتصادية واجتماعية، ويصبح الإنتاج والفائض لا معنى له في ظل فقدان الفرد الجزائري للاقتصاد الشخصي.
لو أوقفت أيَّ ربِّ أسرة جزائري في الشارع، وسألته عن كمية الفاكهة الموجودة في بيته ونوعها، لما أجابك بدقة، وربما ما أجابك أصلا، فقد يشتري العنبَ، وفي بيته عنبٌ، وقد تصاب الفاكهة التي ببيته، من كرز وموز، بالكساد، وهو وربة البيت لا يدريان.
تمنح أسواق الخضر والفواكه وحتى البقول وبقية المواد الغذائية من خبز وعصائر ومشتقات حليب، في ديكورها العامّ، جرعة معنوية للفرد الجزائري، فقد قدَّمت هذه الأسواق في كل ولايات الوطن، الأرض الجزائرية في أحلى حلّة من حيث الكمية والنوعية وحتى الأسعار التي دحرجت البطاطا إلى حدود الأربعين دينارا للكيلوغرام، وعندما تتوفر المادة يمكن العمل عليها، ودخول الأسواق العالمية كقوة عالمية، كما هي حال مصر في هذا الجانب.
لقد تمكّنت الجزائر في العقود القليلة الماضية، من توقيف حاويات البيض والجبن والتفاح والثوم التي كانت تشكل الزحام في الموانئ الجزائرية، وهي تسير بكل تأكيد لتوقيف حاويات الحليب والزيت والدقيق، وبمزيد من التحدي يمكنها أن تقلب الصورة رأسا على عقب، عندما تصبح السلعة الجزائرية منتظرة من هذا البلد أو ذاك. ولتنزعج فرنسا أو غيرها ولـ'تخبط' رأسها في الحائط.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ما بعد المرتبة الأولى
ما بعد المرتبة الأولى

الشروق

timeمنذ 5 أيام

  • الشروق

ما بعد المرتبة الأولى

تقدّم منظمة الأغذية والزراعة العالمية 'الفاو'، مدعَّمة ببيانات وزارة الزراعة الأمريكية، في الفترة الأخيرة، إحصاءات عن الإنتاج الفلاحي في مختلف بلاد العالم، وسط مخاوف الجفاف والتقلبات المناخية والحروب. والمتمعن في هذه الإحصاءات الدقيقة، وهذه البيانات التي لا تترك صغيرة ولا كبيرة إلا وأحصتها وحللتها أيضا، ير تواجد بلاد كانت غائبة لعقود عن الإحصاءات، فصارت تنافس عالميًّا وتقدِّم الكمّ والنوع في أبهى حلّة، وهي الجزائر التي صارت تتربع على عرش الكثير من إنتاجات الفاكهة والخضر. الانتصار الأول الذي حققته الجزائر هو تواجدها المستقرّ في الخارطة الفلاحية العالمية، فمثلا في الطماطم والزيتون والإجّاص والبطيخ صارت ضمن الكوكبة التي تقود هذه الفواكه والخضر الضرورية في تغذية الإنسان، ولكن هذا الانتصار يتطلب انتصارات أخرى في التغليف والتسويق والتصدير والتعليب والتصنيع، وهو التحدّي القادم. منظمة 'الفاو'، وضعت الجزائر مثلا في فاكهة الإجاص ضمن كبار المعمورة، والأولى على المستوى العربي بضِعف إنتاج مصر، وأضعاف ما تنتجه بقية البلدان العربية، ولكن المفارقة أن المصريين يصدِّرون من إنتاجهم الذي هو نصف إنتاج الجزائر، ويُصدّر غيرُهم، بينما يبقى إنتاج الجزائر للاستهلاك المحلي، وهو ما يضعنا أمام مشكلة استهلاك أيضا، كثقافة يجب أن تتماشى مع تطوُّر الإنتاج، فالفاكهة هي غذاء للاستهلاك، وليست للتخزين والتبذير والإتلاف. صحيحٌ أن معركة الفلاحة هدفها الأول هو الاكتفاء الذاتي، وهدفها الثاني هو العيش في رخاء، لكن سوء الاستهلاك أيضا قد يطرح مشكلة اقتصادية واجتماعية، ويصبح الإنتاج والفائض لا معنى له في ظل فقدان الفرد الجزائري للاقتصاد الشخصي. لو أوقفت أيَّ ربِّ أسرة جزائري في الشارع، وسألته عن كمية الفاكهة الموجودة في بيته ونوعها، لما أجابك بدقة، وربما ما أجابك أصلا، فقد يشتري العنبَ، وفي بيته عنبٌ، وقد تصاب الفاكهة التي ببيته، من كرز وموز، بالكساد، وهو وربة البيت لا يدريان. تمنح أسواق الخضر والفواكه وحتى البقول وبقية المواد الغذائية من خبز وعصائر ومشتقات حليب، في ديكورها العامّ، جرعة معنوية للفرد الجزائري، فقد قدَّمت هذه الأسواق في كل ولايات الوطن، الأرض الجزائرية في أحلى حلّة من حيث الكمية والنوعية وحتى الأسعار التي دحرجت البطاطا إلى حدود الأربعين دينارا للكيلوغرام، وعندما تتوفر المادة يمكن العمل عليها، ودخول الأسواق العالمية كقوة عالمية، كما هي حال مصر في هذا الجانب. لقد تمكّنت الجزائر في العقود القليلة الماضية، من توقيف حاويات البيض والجبن والتفاح والثوم التي كانت تشكل الزحام في الموانئ الجزائرية، وهي تسير بكل تأكيد لتوقيف حاويات الحليب والزيت والدقيق، وبمزيد من التحدي يمكنها أن تقلب الصورة رأسا على عقب، عندما تصبح السلعة الجزائرية منتظرة من هذا البلد أو ذاك. ولتنزعج فرنسا أو غيرها ولـ'تخبط' رأسها في الحائط.

الجوية الجزائرية تعلن استئناف رحلاتها إلى بيروت
الجوية الجزائرية تعلن استئناف رحلاتها إلى بيروت

الشروق

time٢٩-٠٧-٢٠٢٥

  • الشروق

الجوية الجزائرية تعلن استئناف رحلاتها إلى بيروت

أعلنت الخطوط الجوية الجزائرية مساء الثلاثاء، استئناف رحلاتها المباشرة إلى مطار العاصمة اللبنانية بيروت. وبالتزامن مع إعلان استئناف الرحلات، كشفت الجوية الجزائرية عن عرض خاص للمسافرين نحو لبنان. يتمثل في بيع تذاكر السفر ذهابا وإيابا، بين الجزائر وبيروت، مقابل سعر 67680 دينارا، أو 570 دولارا أمريكيا. ويشمل هذا العرض، الرحلات المحجوزة في الفترة الممتدة بين 29 جويلية و7 أوت 2025. على أن يكون السفر مبرمجا بين 14 أوت و25 أكتوبر 2025.

رسوم جديدة على الحاويات من شركة شحن فرنسيّة
رسوم جديدة على الحاويات من شركة شحن فرنسيّة

الشروق

time٢٣-٠٧-٢٠٢٥

  • الشروق

رسوم جديدة على الحاويات من شركة شحن فرنسيّة

فرضت شركة 'CCIS Algérie'، فرع مؤسسة الشحن العالمي الفرنسي 'CMA CGM' رسوما جديدة على عمليات دخول وخروج الحاويات، المملوءة والفارغة، من الموانئ الجافة خلال الفترة الليلية، ابتداء من الفاتح أوت 2025، في إجراء بررته بتغطية التكاليف الإضافية الناجمة عن العمل خارج أوقات الدوام الرسمية في إطار قرار السلطات العليا للبلاد باعتماد نظام العمل على مدار الساعة بالموانئ. وأشارت مراسلة رسمية، وجهتها 'CCIS Algérie' إلى الشركاء والمتعاملين معها، مؤرخة في 16 جويلية، إلى أنها وضعت، منذ الشهر الماضي، نظاما جديدا لاستقبال واسترجاع الحاويات الفارغة على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع، تنفيذا لتعليمات صادرة عن السلطات العليا، وهو ما تطلب تعبئة موارد بشرية وتجهيزات ميدانية خاصة لضمان استمرارية الخدمة. وأوضحت الوثيقة أن هذا النمط الجديد من العمل في الفترة الليلية خلق أعباء مالية إضافية ناجمة عن تشغيل الفرق التقنية والإدارية خلال ساعات الليل وخارج التوقيت الإداري المعتاد، مشيرة إلى أن الشركة لا يمكنها تحمل هذه التكاليف بمفردها، الأمر الذي استدعى مراجعة التعريفة المعمول بها. وأكدت المراسلة أنه سيتم ابتداء من الفاتح من أوت المقبل، تطبيق تسعيرة خاصة على خدمات استرجاع وتسليم الحاويات المعبأة والفارغة، التي تتم ما بين الساعة الخامسة مساء (سا 17) والسادسة صباحا (سا 06)، موضحة أن الزبائن سيتعين عليهم تسديد فارق التسعيرة عند التوجه إلى مكاتب الفوترة، حسب الفترة الزمنية المختارة، سواء نهارا أو ليلا. وأشارت التفاصيل الواردة في المراسلة إلى أن التسعيرة تختلف من ميناء جاف إلى آخر، ففي الجزائر العاصمة، تم تحديد تعريفة الفترة النهارية (من 08:00 إلى 17:00) بـ 7616 دينارا للحاوية 20 قدما، و13685 دينارا للحاوية 40 قدما، فيما ترتفع في الفترة الليلية (من 17:00 إلى 06:00) إلى 9520 دينار للحاوية الصغيرة، و16660 دينارا للحاوية الكبيرة. وأوضحت أن موانئ أخرى ستعرف نفس النظام، لكن بتسعيرات متفاوتة، ففي وهران، تم تحديد تعريفة دوام النهار بـ7711.20 دينار لحاوية 20 قدما، و13066.2 دينار لـ40 قدما، بينما تبلغ تعريفة الليل 9639 دينار و16303 دينار على التوالي. وأكدت الشركة أن ميناء سكيكدة الجاف سيخضع لتسعيرة قدرها 9282 دينار للحاويات الصغيرة و14994 دينار للكبيرة خلال النهار، مقابل 11543 دينار و18683 دينار ليلا، فيما اعتمدت تسعيرة ميناء الغزوات على 8698.9 دينار و12756.8 دينار للنهار، و10874 دينارا و15946 دينارا ليلا، حسب سعة الحاوية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store