
لا مجال للهرب من درس "آبو"
رجل الأعمال والصناعي الأميركي أرماند هامر كان صديقاً للزعيم الشيوعي فلاديمير لينين ومن الذين ساعدوه في التصنيع وكهربة الاتحاد السوفياتي. وهو يروي في مذكراته تحت عنوان "شاهد على التاريخ" أن قائد الحزب الشيوعي "أدرك عام 1920 أن الشيوعية لن تنجح"، والمرحلة لم تكن مرحلة الشيوعية كما تصورها ماركس بل مرحلة ما سماها لينين "دولة بورجوازية بلا بورجوازيين" ثم دولة "البروليتاريا الاشتراكية" التي حين تصل إلى أعلى مراجعها تبدأ مرحلة الشيوعية مع "زوال الدولة".
لكن خلفاء لينين، من ستالين إلى بريجنيف، بنوا دولة "الأخ الأكبر" البوليسية التي صورها جورج أورويل مع قاعدة صناعية وعسكرية قوية. وعندما جاء غورباتشوف وكشف الخلل وأراد إصلاح النظام عبر "البريسترويكا والغلاسنوست" انهار الاتحاد السوفياتي بين يديه، وهناك من يلومه على السقوط، ومن يرى أنه تأخر في رؤية ما "لن ينجح" خلال 70 عاماً.
لكن الاتحاد السوفياتي أدى أدواراً مهمة في التاريخ كان بينها دوره في دعم حركات ثورية تمارس الكفاح المسلح ضد الأنظمة المرتبطة بالإمبريالية الأميركية والأوروبية. وبين الذين تأثروا بقول لينين "إن ما يحتاج إليه المرء لإسقاط نظام ليس منظمة ثورية بل منظمة ثوريين"، كان عبدالله أوجلان "آبو"، الذي أسس عام 1978 "حزب العمال الكردستاني" في تركيا مع أيديولوجيا ماركسية-لينينية صارمة، وبدأ عام 1984 الكفاح المسلح لإقامة دولة كردية مستقلة. وعلى مدى نصف قرن من القتال وحرب العصابات في الريف و"حرب الخنادق" في المدن رأى الفشل وانتقل إلى سقف أقل علواً هو "الكونفيدرالية الديمقراطية" ثم الفيدرالية، ثم الحكم الذاتي، ثم اللامركزية والحقوق السياسية والثقافية للكرد في نظام ديمقراطي. وهذا ما قاده أخيراً إلى الاعتراف بأن مرحلة الكفاح المسلح فشلت وانتهت، وإعلان حل حزبه وإلقاء سلاحه والعمل في إطار النضال الديمقراطي، وربما كان عليه اتخاذ القرار الصعب قبل أكثر من عقدين بعد سقوط الاتحاد السوفياتي.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
والسؤال اليوم هو: ماذا عن بقية حركات الكفاح المسلح؟ هل تختلف تجربتها عن تجربة حزب العمال الكردستاني، بصرف النظر عن اختلاف الظروف؟ ماذا عن تجربة "حماس" تمثيلاً لا حصراً؟ هي ربحت الانتخابات النيابية ورئاسة الحكومة في السلطة الفلسطينية، لكنها قامت بانقلاب عسكري واستقلت بحكم قطاع غزة ضد السلطة في رام الله. وما كان ذلك من دون هدف إستراتيجي، وهو الانطلاق من رفض "اتفاق أوسلو" والإصرار على تحرير فلسطين من البحر إلى النهر. وهذه مهمة تحتاج، ليس فقط إلى وحدة وطنية وإرادة سياسية ومشاركة عربية ودعم دولي، بل أيضاً إلى التحرك من مكان أوسع من قطاع يعتمد على الماء والكهرباء والغذاء والدواء الآتي عبر العدو الذي يستطيع حصار غزة بالكامل، فضلاً عن الحاجة إلى قراءة عميقة في تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي منذ 1948 حتى اليوم، وسر الدعم الأميركي والأوروبي والسوفياتي لقيام إسرائيل ورفض إزالتها في ما بعد، مع الدعوة إلى دولة فلسطينية ضمن "حل الدولتين".
وإذا كان الرئيس هاري ترومان قد اعترف بإسرائيل بعد دقائق من قيامها، فإن المندوب السوفياتي في الأمم المتحدة، أندريه غروميكو، قبل أن يتولى وزارة الخارجية، "اتهم الجيوش العربية التي دخلت فلسطين" لمنع قيام إسرائيل بأنها "تمارس اعتداءً على إسرائيل". والتجربة الأخيرة في حرب غزة ولبنان درس أكبر، فلا أميركا ولا روسيا ولا الصين حاولت أو تمكنت حتى من وقف حرب الإبادة ضد غزة وشعبها، ولا الدول العربية المعترفة بإسرائيل أخذت قراراً عملياً لرفض المذبحة، وأقل ما فهمه الجميع من درس باللحم الحي هو أنه على من يريد إزالة إسرائيل العمل لإزالة أميركا.
ثم ماذا عن تجربة "حزب الله" في"حرب الإسناد" لغزة، وما لحق به من ضربات قوية وما أصاب لبنان من دمار للوصول إلى اتفاق لوقف النار وتطبيق القرار 1701 بموافقة "حزب الله" مع تصرف إسرائيل على أساس أنها منتصرة، وهي تكمل حربها من دون أي رد من "المقاومة الإسلامية"؟ ما هذه الإستراتيجية التي يتصور أبطالها أن إزالة إسرائيل ممكنة من لبنان بقرار إيراني، لا رأي ولا دور فيه للسلطة الشرعية وأكثرية اللبنانيين؟ الواقع أن الجواب على الأرض. دور الأذرع الإيرانية لحماية إيران ومشروعها الإقليمي دخل مرحلة الانحسار من قبل انهيار نظام الأسد وخسارة "الجسر السوري"، واللعبة انتهت بالنسبة إلى "المقاومة" في لبنان، لكن طهران لا تزال توحي أنها قادرة على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وهي تفاوض أميركا على صفقة، و"حزب الله" لا يزال يتحدث عن الاحتفاظ بسلاحه الذي صار استخدامه مغامرة انتحارية ووصفة مؤكدة لتدمير ما بقي من لبنان.
أوجلان أعاد قراءة التجربة وأخذ العبر، و"حماس" مجبرة أقله بسبب وضع الناس في غزة على إعادة القراءة واستخلاص العبر، والوضع الجديد في لبنان لم يترك مهرباً لـ"حزب الله" من المراجعة واتخاذ العبر، وإلا صار الوضع الجديد و"حزب الله" عبرة لمن يعتبر.
وما يركز عليه كارل فون كلاوزفيتز في كتابه "نظرية الحرب" هو "أهمية الهدف السياسي" في الحرب.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 10 ساعات
- الشرق الأوسط
على هامش ما يجري في ليبيا
ليبيا تواجه أخطاراً عظمى... مرحلة جديدة حمراء بلون الدم والرصاص والاغتيالات، يذكرني الوضع الحالي بالعشرية التي جرت عقب الثورة الفرنسية 1789، عندما اندلع عهد الدم والإرهاب كما يوصف في الأدبيات السياسية. لا نتمنى أن تستعاد الحكاية في بلد هو المفصل بين المغرب العربي، والمشرق العربي، وصاحب الموقع الاستراتيجي بين العرب وأوروبا، فهو ليس مجرد بلد صحراوي أو نفطي، بل كانت ليبيا دائماً نقطة فاصلة في الأمن والأمان والاستقرار والرابط بين مصر في الشرق والجزائر في الغرب، وإيطاليا على الجانب الآخر من البحر المتوسط وأوروبا عموماً، وكانت دائماً الممر الهائل لزوار بيت الله من شمال أفريقيا، وتمر القوافل العابرة، فمثلت تفاعلاً حضارياً، كما أنها البوابة الثقافية والحضارية بين أوروبا والعرب على مدى التاريخ. إذا عدنا للتاريخ قليلاً، فقد تفاعلت على أرضها الحضارتان الإغريقية والرومانية، وكذلك عندما أصبح العرب هم الرقم الأهم في العالم بعد دخول الإسلام، وفيها امتزج كل شيء كبلد، وموقع، وبشر. قلت إن ليبيا تواجه أخطاراً عظمى... وأعني ما أقول، فثمة تفاعلات تجري على الأرض، تخرج الخلايا الكامنة، والنائمة من مرابضها، فظهر في سماوات ليبيا الرصاص والاغتيالات، وسالت الدماء على الأرض، إنه قتال الإخوة الذي يجب ألا يكون... ما الحل إذن؟ وما العمل، كما قال فلاديمير لينين ذات مرة؟ الحل يكمن في ليبيا الدولة، وليس ليبيا الساحة، نقترب من نصف العقد الثاني، والفوضى تضرب أرجاء البلد العربي المهم؛ انقسامات، وميليشيات، وتدخلات أجنبية، ومسارح للتجريب السياسي، أطماع ومطامح دولية متربصة تغذي النعرات الجهوية، والقبائلية، والمناطقية من أجل الإشعال والفتن، ثم الانقضاض حين تتهيأ الفرصة، ثمة سؤال ضاغط على مخيلتي، هل الشعب الليبي يريد استمرار هذا النزف؟ بالقطع لا... إنما هي المخططات، والمؤامرات، وغياب الرشد السياسي، والحكمة الوطنية التي طالما تمتع بها الشعب الليبي، حين واجه المستعمر الإيطالي في العصر الحديث، وأستدعي هنا مقولة الشهيد عمر المختار، حين قال قبل صعوده إلى منصة الإعدام: «حياتي أطول من حياة شانقي»، وكان يعني أنه سيعيش للأبد، بينما لا يعرف العالم اسم قاتله، فقد طواه النسيان، وبقي المختار علامة على قوة وروح الشعب الليبي، وهنا أستعيد حكمة عمر المختار، وأقول إن ليبيا تستحق أن تكون كتلة واحدة، فقد طالت إقامة الخطر في هذا البلد، وبعض المتشائمين يقولون إن حرباً أهلية بين جميع الأطراف، قد تقود ليبيا إلى مزالق وأخطار، ربما لا يمكن إصلاحها أو العودة منها، ولا شك في أنَّ تلك الأخطار نفسها تؤثر في محيطها العربي القريب، والأوروبي الذي يخشى اندفاع الهجرة غير الشرعية، والتوتر جنوب وشرق المتوسط. ما يحدث في ليبيا الآن يدفعني لتكرار عبارة الرئيس الراحل أنور السادات حينما قال: «ارفعوا أيديكم عن لبنان»، عندما اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، وبات لبنان مسرحاً لكل القوى الخارجية ومختبرات للموت. الآن أكرر عبارة السادات وأقول: «ارفعوا أيديكم عن ليبيا»، فسقوط هذا البلد الغني بموارده المتنوعة والشاسع حضارياً وثقافياً وإنسانياً، وصاحب الموقع الاستراتيجي، هو سقوط لجزء من منظومة الأمن القومي العربي، لذا فإنَّ المشهد الحالي الذي يموج بالأخطار على المستقبل الليبي يتطلَّب مصالحة سياسية شاملة، تقوم على مرجعيات وطنية، يتم التوافق عليها من الجميع، وذلك يعطي مساراً سياسياً يفضي إلى ضرورة انتخابات رئاسية وبرلمانية في وقت واحد، على أن يدور كل هذا، ضمن إطار وطني حر وشفاف، يجعل الشعب الليبي قادراً على اختيار ما يراه مناسباً لمستقبله، حتى تكون ليبيا الكاملة لشعبها وحده، دون ميليشيات أو قوات أجنبية، لكن هذا لن يتأتى من دون فتح حوار وطني غير استقصائي لجميع الأطياف السياسية والوطنية. أدرك جيداً أنَّ بناء الدول صعب، خصوصاً بعد ضربات ما يسمى الربيع العربي، وآثار التدخلات الدولية، وبالقدر نفسه أدرك أيضاً أنَّ الشعب الليبي يمتلك كثيراً من الوعي والثقافة، وهذا يجعله قادراً على كسر حاجز الخوف، واستعادة بلاده، وقطع الطريق على ما تعيشه الآن ليبيا من خطر استئناف للفوضى، وربما وجود اتفاق مظلة قد يصبح محطة فاصلة بين التلاشي والوجود. أخيراً أقول إنَّ الشعب الليبي يجب ألا يرى بلاده من خلف الزجاج، أو أن يجلس على قارعة التاريخ، بل إنه لا بديل عن الانخراط والإقدام والمشاركة في بناء ليبيا التي يجب ألا تستسلم لما يحاك لها في الظلام، وهو كثير.


Independent عربية
منذ 12 ساعات
- Independent عربية
لا مجال للهرب من درس "آبو"
رجل الأعمال والصناعي الأميركي أرماند هامر كان صديقاً للزعيم الشيوعي فلاديمير لينين ومن الذين ساعدوه في التصنيع وكهربة الاتحاد السوفياتي. وهو يروي في مذكراته تحت عنوان "شاهد على التاريخ" أن قائد الحزب الشيوعي "أدرك عام 1920 أن الشيوعية لن تنجح"، والمرحلة لم تكن مرحلة الشيوعية كما تصورها ماركس بل مرحلة ما سماها لينين "دولة بورجوازية بلا بورجوازيين" ثم دولة "البروليتاريا الاشتراكية" التي حين تصل إلى أعلى مراجعها تبدأ مرحلة الشيوعية مع "زوال الدولة". لكن خلفاء لينين، من ستالين إلى بريجنيف، بنوا دولة "الأخ الأكبر" البوليسية التي صورها جورج أورويل مع قاعدة صناعية وعسكرية قوية. وعندما جاء غورباتشوف وكشف الخلل وأراد إصلاح النظام عبر "البريسترويكا والغلاسنوست" انهار الاتحاد السوفياتي بين يديه، وهناك من يلومه على السقوط، ومن يرى أنه تأخر في رؤية ما "لن ينجح" خلال 70 عاماً. لكن الاتحاد السوفياتي أدى أدواراً مهمة في التاريخ كان بينها دوره في دعم حركات ثورية تمارس الكفاح المسلح ضد الأنظمة المرتبطة بالإمبريالية الأميركية والأوروبية. وبين الذين تأثروا بقول لينين "إن ما يحتاج إليه المرء لإسقاط نظام ليس منظمة ثورية بل منظمة ثوريين"، كان عبدالله أوجلان "آبو"، الذي أسس عام 1978 "حزب العمال الكردستاني" في تركيا مع أيديولوجيا ماركسية-لينينية صارمة، وبدأ عام 1984 الكفاح المسلح لإقامة دولة كردية مستقلة. وعلى مدى نصف قرن من القتال وحرب العصابات في الريف و"حرب الخنادق" في المدن رأى الفشل وانتقل إلى سقف أقل علواً هو "الكونفيدرالية الديمقراطية" ثم الفيدرالية، ثم الحكم الذاتي، ثم اللامركزية والحقوق السياسية والثقافية للكرد في نظام ديمقراطي. وهذا ما قاده أخيراً إلى الاعتراف بأن مرحلة الكفاح المسلح فشلت وانتهت، وإعلان حل حزبه وإلقاء سلاحه والعمل في إطار النضال الديمقراطي، وربما كان عليه اتخاذ القرار الصعب قبل أكثر من عقدين بعد سقوط الاتحاد السوفياتي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) والسؤال اليوم هو: ماذا عن بقية حركات الكفاح المسلح؟ هل تختلف تجربتها عن تجربة حزب العمال الكردستاني، بصرف النظر عن اختلاف الظروف؟ ماذا عن تجربة "حماس" تمثيلاً لا حصراً؟ هي ربحت الانتخابات النيابية ورئاسة الحكومة في السلطة الفلسطينية، لكنها قامت بانقلاب عسكري واستقلت بحكم قطاع غزة ضد السلطة في رام الله. وما كان ذلك من دون هدف إستراتيجي، وهو الانطلاق من رفض "اتفاق أوسلو" والإصرار على تحرير فلسطين من البحر إلى النهر. وهذه مهمة تحتاج، ليس فقط إلى وحدة وطنية وإرادة سياسية ومشاركة عربية ودعم دولي، بل أيضاً إلى التحرك من مكان أوسع من قطاع يعتمد على الماء والكهرباء والغذاء والدواء الآتي عبر العدو الذي يستطيع حصار غزة بالكامل، فضلاً عن الحاجة إلى قراءة عميقة في تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي منذ 1948 حتى اليوم، وسر الدعم الأميركي والأوروبي والسوفياتي لقيام إسرائيل ورفض إزالتها في ما بعد، مع الدعوة إلى دولة فلسطينية ضمن "حل الدولتين". وإذا كان الرئيس هاري ترومان قد اعترف بإسرائيل بعد دقائق من قيامها، فإن المندوب السوفياتي في الأمم المتحدة، أندريه غروميكو، قبل أن يتولى وزارة الخارجية، "اتهم الجيوش العربية التي دخلت فلسطين" لمنع قيام إسرائيل بأنها "تمارس اعتداءً على إسرائيل". والتجربة الأخيرة في حرب غزة ولبنان درس أكبر، فلا أميركا ولا روسيا ولا الصين حاولت أو تمكنت حتى من وقف حرب الإبادة ضد غزة وشعبها، ولا الدول العربية المعترفة بإسرائيل أخذت قراراً عملياً لرفض المذبحة، وأقل ما فهمه الجميع من درس باللحم الحي هو أنه على من يريد إزالة إسرائيل العمل لإزالة أميركا. ثم ماذا عن تجربة "حزب الله" في"حرب الإسناد" لغزة، وما لحق به من ضربات قوية وما أصاب لبنان من دمار للوصول إلى اتفاق لوقف النار وتطبيق القرار 1701 بموافقة "حزب الله" مع تصرف إسرائيل على أساس أنها منتصرة، وهي تكمل حربها من دون أي رد من "المقاومة الإسلامية"؟ ما هذه الإستراتيجية التي يتصور أبطالها أن إزالة إسرائيل ممكنة من لبنان بقرار إيراني، لا رأي ولا دور فيه للسلطة الشرعية وأكثرية اللبنانيين؟ الواقع أن الجواب على الأرض. دور الأذرع الإيرانية لحماية إيران ومشروعها الإقليمي دخل مرحلة الانحسار من قبل انهيار نظام الأسد وخسارة "الجسر السوري"، واللعبة انتهت بالنسبة إلى "المقاومة" في لبنان، لكن طهران لا تزال توحي أنها قادرة على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وهي تفاوض أميركا على صفقة، و"حزب الله" لا يزال يتحدث عن الاحتفاظ بسلاحه الذي صار استخدامه مغامرة انتحارية ووصفة مؤكدة لتدمير ما بقي من لبنان. أوجلان أعاد قراءة التجربة وأخذ العبر، و"حماس" مجبرة أقله بسبب وضع الناس في غزة على إعادة القراءة واستخلاص العبر، والوضع الجديد في لبنان لم يترك مهرباً لـ"حزب الله" من المراجعة واتخاذ العبر، وإلا صار الوضع الجديد و"حزب الله" عبرة لمن يعتبر. وما يركز عليه كارل فون كلاوزفيتز في كتابه "نظرية الحرب" هو "أهمية الهدف السياسي" في الحرب.


Independent عربية
منذ 4 أيام
- Independent عربية
"العمال الكردستاني" يدعو تركيا إلى "تخفيف سجن" أوجلان
دعا حزب العمال الكردستاني تركيا إلى تخفيف ظروف احتجاز زعيمه التاريخي عبدالله أوجلان، وقدمه كمفاوض رئيس في حال إجراء محادثات سلام، بعد إعلان الحزب حل نفسه عقب عقود من النزاع. وخلال الأشهر الماضية اتخذ حزب العمال الكردستاني سلسلة قرارات تاريخية بدءاً بوقف لإطلاق النار مع تركيا ثم إعلانه في الـ12 من مايو (أيار) الجاري حل نفسه والتخلي عن السلاح، لينهي بذلك حقبة طاولت أكثر من أربعة عقود من النزاع المسلح مع الدولة التركية الذي خلّف أكثر من 40 ألف قتيل. وجاءت هذه الخطوات تلبية لدعوة أطلقها في الـ27 من فبراير (شباط) الماضي أوجلان المسجون على جزيرة إيمرالي قبالة إسطنبول منذ 1999، حث خلالها مقاتليه على نزع السلاح وحل الحزب. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقال المتحدث باسم الجناح السياسي لحزب العمال، زاغروس هيوا، لوكالة الصحافة الفرنسية مساء أمس الإثنين "نتوقع من الدولة التركية تعديل شروط الحجز الانفرادي في سجن جزيرة إمرالي وتوفير ظروف عمل حرة وآمنة للزعيم أبو (أوجلان) حتى يتمكن من قيادة العملية". وأكد هيوا أن "الزعيم أبو هو كبير مفاوضينا"، وقال إن حزبه أبدى "جدية في السلام"، لكن "حتى الآن لم تقدم الدولة التركية أي ضمانات ولم تتخذ أي إجراء لتسهيل العملية"، مضيفاً أن تركيا تواصل قصفها مواقع الحزب، وأكد رفض حزبه نفي مقاتليه إلى خارج البلاد. وقال المتحدث إن "السلام الحقيقي يتطلب الاندماج، وليس النفي"، مضيفاً "إذا كانت الدولة التركية تريد السلام بصدق وجدية، فيتعين عليها إجراء التعديلات القانونية اللازمة لدمج أعضاء حزب العمال الكردستاني في مجتمع ديمقراطي"، وأضاف "النفي يتعارض مع السلام وأي حل ديمقراطي".