
12 Jun 2025 07:04 AM حالة تأهب قصوى... وترامب: المكان خطر!
علّق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على ما كشفته مصادر بأن الولايات المتحدة باتت في حالة تأهب قصوى تحسبا لضربة إسرائيلية محتملة على إيران، وقال إنّ إدارته تقوم بنقل موظفين أميركيين من الشرق الأوسط لأنه قد يكون "مكانا خطرا"، وذلك في ظلّ التوتّرات الراهنة مع إيران، مشددا على أن الأخيرة لا يمكنها امتلاك سلاح نووي.
وخلال حضوره عرض فيلم في مركز كينيدي بواشنطن، قال ترامب للصحافيين تعليقا على تقارير بشأن نقل أفراد طواقم دبلوماسية أميركية من الشرق الأوسط "حسنا، يجري نقلهم لأنه قد يكون مكانا خطرا" ثم قال: "سنرى ما سيحدث".
كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها وجهت بمغادرة موظفي الحكومة الأميركية غير الأساسيين بسبب تصاعد التوترات الإقليمية.
السفارات والقواعد الأميركية في حالة طوارئ
جاء هذا بعدما أفادت مصادر بأن السفارات والقواعد الأميركية بالشرق الأوسط أصبحت في حالة طوارئ، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست".
وذكرت مصادر أميركية وعراقية الأربعاء، أن الولايات المتحدة تستعد لإخلاء سفارتها في العراق جزئيا، وسمحت لأسر العسكريين بمغادرة أجزاء من الشرق الأوسط بسبب تزايد المخاطر الأمنية في المنطقة.
كما نقل مسؤول أميركي لوكالة رويترز أن بلاده سمحت بمغادرة أسر العسكريين الأميركيين في البحرين والكويت بسبب التوترات الإقليمية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن قرار السماح بالمغادرة قرار مؤقت.
فيما أعلن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، أنه أذن بالمغادرة الطوعية لأفراد أسر العسكريين الأميركيين من مواقع في أنحاء الشرق الأوسط.
"نووي إيران" يعيد التنسيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل
يأتي هذا التأهب الأمني المشدد بعدما أعرب فيه الرئيس دونالد ترامب عن تراجع آماله في التوصل إلى اتفاق مع إيران من شأنه تقييد برنامجها النووي ومنع مواجهة عسكرية جديدة قد تكون كارثية في الشرق الأوسط، وفقاً لصحيفة "نيويورك بوست".
إمكانية لعدم انعقاد محادثات
وبينما كان مقرراً أن تعقد إيران والولايات المتحدة جولة سادسة من المحادثات المباشرة في عُمان يوم الأحد، بين المفاوض الأميركي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إلى جانب مناقشات بين فرقهما الفنية، أكدت مصادر مطلعة على الخطة وجود إمكانية عدم انعقاد المحادثات.
وكان مسؤول أميركي أكد أن واشنطن لم ترسل تعزيزات عسكرية إضافية إلى المنطقة.
وأشار إلى أن مغادرة أفراد الأسر الأميركية يعود إلى تهديدات إسرائيل باستخدام القوة، مشدداً على أن إخلاء أفراد من أسر أميركية الشرق الأوسط إجراء احترازي.
بدوره، نفى مصدر حكومي الأربعاء رصد العراق أي حدث أمني يستدعي إجلاء الموظفين الأميركيين من السفارة في بغداد، وذلك بعدما ألمحت مصادر أميركية وعراقية إلى استعداد واشنطن لعملية إخلاء.
"أكثر خطورة من أي وقت مضى"
يذكر أنه في الأشهر الأخيرة، ازداد قلق مسؤولي الاستخبارات الأميركية من احتمال اختيار إسرائيل ضرب المنشآت النووية الإيرانية دون موافقة الولايات المتحدة.
كما من المؤكد أن مثل هذه الخطوة ستُفسد المفاوضات النووية الدقيقة لإدارة ترامب، وستدفع إيران إلى رد انتقامي يستهدف الأصول الأميركية في المنطقة وفقا لـ"واشنطن بوست".
ولطالما صرّحت طهران بأن الولايات المتحدة، بصفتها أكبر داعم عسكري وسياسي لإسرائيل، ستتكبد عواقب في حال شنّ إسرائيل هجوما على إيران.
بدورها، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية مؤخرا أمرا لجميع السفارات الواقعة على مسافة قريبة من الأصول الإيرانية بما في ذلك البعثات الدبلوماسية في الشرق الأوسط، وكذلك في أوروبا الشرقية وشمال إفريقيا بتشكيل لجان عمل طارئة وإرسال برقيات إلى واشنطن حول تدابير التخفيف من المخاطر.
إلى ذلك، أعلن مسؤول أميركي أن القيادة المركزية الأميركية، المقر العسكري المشرف على المنطقة، تعمل بتنسيق وثيق مع نظرائها في وزارة الخارجية وحلفائها للحفاظ على حالة تأهب دائم لدعم العديد من البعثات في أي وقت.
في حين قال دبلوماسي كبير في المنطقة: "نحن نراقب الوضع ونشعر بالقلق، ونعتقد أن الوضع أكثر خطورة من أي وقت مضى".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجمهورية
منذ 26 دقائق
- الجمهورية
مانشيت "الجمهورية": قلقٌ لبنانيّ من عواقب التصعيد... ومخاوف من ضغط في ملف السلاح
نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين، أنّ إسرائيل تستعدُّ، في ما يبدو، لشنِّ هجوم قريباً على إيران. وقالت إنّ هذا التطور «قد يزيد من تأجيج الشرق الأوسط، وتعطيل أو تأخير الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتوسُّط في اتفاق لقطع الطريق على إيران لبناء قنبلة نووية». وأضافت الصحيفة، أنّ «من غير الواضح مدى اتساع نطاق الهجوم الذي قد تكون إسرائيل في صدد التحضير له». وأشارت إلى أنّ «التوترات المتصاعدة تأتي بعد أشهرٍ ضَغَطَ فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الرئيس ترامب لاغتنام ما تعتبره إسرائيل لحظة ضعف إيران أمام ضربة». فيما قال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، في تصريحات، إنّه لا يعرف ما إذا كانت إيران ترغب في امتلاك سلاح نووي، وسط تعثر المفاوضات بين طهران وواشنطن. وفيما نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر، انّ رئيس الأركان الإسرائيلي عبّر عن موقف متشدّد رافض لأي عمل عسكري إسرائيلي منفرد ضدّ إيران، قالت القناة i24 العبرية نقلاً عن ديبلوماسيين غربيين قولهم، إنّه «على رغم من الخلافات الكبيرة بين الإيرانيين والأميركيين، فإنّ الإدارة الأميركية لا تتعامل حاليًا مع محادثات يوم الأحد في عُمان على أنّها محادثات الفرصة الأخيرة». ولكن مع ذلك، يُقرّ مسؤولو الإدارة الأميركية بأنّ الإعلان الإيراني عن افتتاح منشأة تخصيب جديدة واستبدال أجهزة الطرد المركزي في منشأة فوردو «يُعقّد الأمور». واعتبر رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال دان كين، أنّ تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في شأن إيران يثير القلق، وإنّ الولايات المتحدة تُراقب تطورات الوضع من كثب. وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعتمد امس قراراً يدين «عدم امتثال إيران لالتزاماتها النووية»، في تحذير جديد قبل إحالة الملف على الأمم المتحدة. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصادر ديبلوماسية عدة، انّه «أيّدت النص الذي أعدّته لندن وباريس وبرلين وانضمّت واشنطن إليهم، 19 دولة من أصل 35». وردّت منظمة الطاقة الذرية ووزارة الخارجية الإيرانيتان على هذا القرار ببيان مشترك جاء فيه: «أصدر رئيس المنظمة الأوامر اللازمة لإطلاق مركز جديد لتخصيب اليورانيوم في مكان آمن»، مضيفا: «أنّ تدابير أخرى ستُعلن لاحقاً». وتعهّد وزير الخارجية عباس عراقجي «الدفاع عن حقوق الإيرانيين في الجولة المقبلة من المحادثات النووية مع الولايات المتحدة»، المقررة في مسقط الأحد. وقال: «سنكون في مسقط للدفاع عن حقوق الشعب الإيراني»، معتبراً أنّ «قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإدانة طهران على خلفية عدم الامتثال لالتزاماتها، يزيد من تعقيد النقاشات». وفي المقابل، دعت إسرائيل المجتمع الدولي إلى «الردّ بحزم» ومنع إيران من تطوير سلاح نووي. وكتبت وزارة الخارجية الإسرائيلية على «إكس»: «عملت إيران بشكل مستمر على عرقلة عمليات التحقق والمراقبة التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأخرجت مفتشين (...) ونظفت وأخفت مواقع يشتبه في أنّها غير معلنة في إيران». وأضافت: «كل ذلك يقوّض نظام منع الانتشار العالمي ويشكّل تهديداً وشيكاً للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي». وفيما لبنان ينتظر ما ستنتهي اليه المفاوضات الأميركية- الإيرانية الاحد المقبل، عبّرت مصادر ديبلوماسية في بيروت عبر «الجمهورية» عن قلقها من عواقب التصعيد في الملف الإيراني على الوضع اللبناني الذي يتصف أساساً بالتشنج. ورأت هذه المصادر أنّ لبنان قد يكون إحدى ساحات المواجهة بأبعادها السياسية والعسكرية. فإيران لها حليفها الأساسي «حزب الله»، وفي المقابل باتت لإسرائيل هوامش تحّرك واسعة بناءً على ما تضمنه اتفاق وقف النار الموقّع في تشرين الثاني الفائت. وأما الولايات المتحدة فتمسك بأوراق الأزمة اللبنانية بإحكام، وسيكون من دواعي القلق في لبنان أن تخوض المواجهة إلى جانب إسرائيل. وتوازياً، توقعت المصادر أن يرفع الأميركيون، ومعهم الحلفاء الغربيون، لهجتهم إزاء أركان الحكم، على قاعدة المماطلة في معالجة ملف سلاح «حزب الله» والتزام الإصلاحات. وهذا ما سيظهر في الحراك المنتظر من الموفدين الأميركيين بين سوريا ولبنان قريباً. في هذه الأجواء سافر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون واللبنانية الاولى السيدة نعمت عون إلى روما في زيارة للفاتيكان، حيث سيستقبله البابا لاوون الرابع عشر اليوم في لقاء خاص، وفق التقليد المعتمد في العلاقة بين رؤساء الجمهورية والأب الأقدس، تنضمّ بعده السيدة الاولى وأفراد العائلة في لقاء عائلي لأخذ البركة البابوية.. وفي برنامج الزيارة محادثات سيجريها عون بعد لقائه البابا، مع أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين تتناول الاوضاع في لبنان والمنطقة. وبالتزامن، أشار الموفد الفرنسي جان إيف لودريان في حديث لبرنامج «عشرين 30» عبر قناة الـ«lbci» إلى انّ «أكثر ما يلفت إنتباهي أنّه من الآن فصاعدًا هناك دولة لبنانية وهي تعمل، لكن ليس بكل طاقتها بعد، واستعدنا شكلًا من أشكال الإستقرار الأساسي بعد سنوات متعددة من الجمود وعدم الكفاية وهذه قوة كبيرة. وأرى حكومة متماسكة ومتجانسة ومتحدة ولم أر ذلك منذ فترة طويلة في لبنان، فهناك شخصيات رفيعة المستوى وتتمتع بكفاية فنية عالية وعازمة على أن تكون على قدر الثقة التي منحها إياها الشعب اللبناني وهو أمر ضروري للغاية اليوم». وأكّد انّ «جميع من التقيت بهم يدعمون تجديد ولاية قوات اليونيفيل»، وقال: «نحن اليوم على طريق التعافي، لذلك من المهم أن يستمر بناء الثقة وأن تواصل السلطات الحكومية جهودها من أجل الإصلاح الجوهري، لأنّ على لبنان أن يدرك أنّه إذا لم يتمّ إصلاحه فستكون خطوة إلى الوراء». وشدّد على انّه «يجب احترام اتفاق وقف إطلاق النار بكل أبعاده وتفعيل آلية المراقبة القائمة للوقاية من التهديدات والتعامل مع أي خطر دون تصعيد». وقال لودريان: «لا أرى كيف يمكننا الشروع في إعادة إعمار الجنوب إذا لا أمن في الجنوب وما لم يُحصر السلاح بيد الدولة، ووحدها القوات المسلحة اللبنانية يجب أن تتولى هذه المهمّة لضمان الأمن وتمكين إعادة الإعمار». وأضاف: «استمعت باهتمام إلى خطاب الرئيس عون في 9 كانون الثاني (الماضي) وتأثرت بإصراره على استعادة السيادة الكاملة للبنان وحصر السلاح بيد الدولة، هذان الالتزامان أُكّدا في البيان الوزاري لرئيس الحكومة، والتحدّي اليوم هو تطبيقهما، وفرنسا تدعم هذا التوجّه كلياً، ولدى لبنان اليوم فرصة ليؤكّد مكانته كبلدٍ يجدد نفسه في الشرق الأوسط. وهذا ما يسعى إليه مؤتمر باريس عبر دعم إعادة الهيكلة، شرط أن تبدأ بمبادرة القادة اللبنانيين وتضامنهم»، لافتاً إلى انّ «القلق الدولي هو الحرب في لبنان وطريقة الإستجابة هي التحرك بسرعة، لأنّ ما حدث في سوريا يمكن أن يكون أيضًا فرصة للبنان».


النهار
منذ ساعة واحدة
- النهار
حبس أنفاس بانتظار جولة مسقط: حرب جديدة أم اتفاق نووي في اللحظة الأخيرة؟
تبدّلت المناخات الاستراتيجية في الشرق الأوسط في اليومين الماضيين، وانحسرت موجة التفاؤل بإمكان التوصّل إلى اتفاق نووي بين الولايات المتحدة وإيران، على رغم تحديد الأحد موعداً لجولة سادسة من المفاوضات غير المباشرة في مسقط، بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف. في معرض تبريره الأسباب التي حدت بالولايات المتحدة إلى إجلاء عائلات موظفيها من سفارات العراق والكويت والبحرين، فضلاً عن عائلات جنود أميركيين، قال الرئيس دونالد ترامب إن هذا الإجراء اتُّخذ لأن الشرق الأوسط قد يتحوّل إلى "منطقة خطر" في الأيام المقبلة. ومن قبيل الصدفة أن ترامب كان يتحدث للصحافيين، قبل دخوله لحضور مسرحية "البؤساء" المقتبسة عن رواية الفرنسي فيكتور هوغو في واشنطن. يشير الاستعجال الأميركي في إعطاء الإذن بإجلاء عائلات الديبلوماسيين والعسكريين، إلى أن ثمة معطيات لدى إدارة ترامب ترجّح إقدام إسرائيل على شن ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية في وقت قريب جداً. وإذا ما عُطف ذلك، على قول ترامب إن "ثقته تراجعت" باحتمال التوصّل إلى اتفاق مع إيران، يزداد المشهد قتامة. تأتي هذه التطوّرات المتسارعة عقب رفض طهران الاقتراح الأميركي بوقف كامل لتخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية، وتقدّمها باقتراح مضادّ يتمسّك بالتخصيب ويعتبره جزءاً من السيادة الوطنية للبلاد. هنا، تحرّك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجدّداً، واختصر جلسة محاكمته بقضايا الفساد الاثنين، لأن لديه "مكالمة مهمّة". سرعان ما تبيّن أن المكالمة مع ترامب، وأن إيران هي الموضوع الرئيسي. نتنياهو، كان قد أصر في السابق على أن عدم التوصّل إلى اتفاق مع إيران، أفضل من "اتفاق سيّئ" يشبه اتفاق 2015. والحلّ الوحيد الذي يراه رئيس الوزراء الإسرائيلي هو "النموذج الليبي"، أي التدمير الكامل للبرنامج النووي الإيراني، بما يشمل أجهزة الطرد المركزي وكل ما له صلة بعملية التخصيب. ليست إسرائيل وأميركا فحسب، من يضغطان على إيران، هناك مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ اعتمد مجلس محافظي الوكالة، الخميس، قراراً يدين "عدم امتثال" إيران لالتزاماتها النووية، في تحذير جديد قبل إحالة الملف على الأمم المتحدة. وأيدت النص الذي أعدته الترويكا الأوروبية، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وانضمت إليها الولايات المتحدة، 19 دولة من أصل 35، على ما أفادت مصادر ديبلوماسية عدة وكالة "فرانس برس". وهكذا، تضع أميركا وأوروبا وإسرائيل، ساعة رملية على طاولة المفاوضات الأحد. والرسالة هي أن الوقت بدأ ينفد أمام القيادة الإيرانية، كي تقبل باتفاق نووي جديد، يحرمها حق التخصيب على أراضيها، وإلا فستُواجَه "بمروحة واسعة من الخيارات"، بحسب قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريللا، في إشارة إلى ضربة محتملة ضد إيران. وبحسب ما نقلت "رويترز" عن مسؤول إيراني، فإن دولة "صديقة" في المنطقة، حذرت طهران من ضربة عسكرية محتملة. حتى أمس، بدت إيران متمسّكة بخطها الأحمر الذي رسمته منذ الجولة الأولى من المفاوضات في 12 نيسان/أبريل الماضي. ووزير دفاعها عزيز نصير زادة حذر من أن كافة القواعد الأميركية ستكون "تحت مرمانا... إذا فُرض علينا الصراع". وبدوره حذر عراقجي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من اتخاذ قرار يندّد بإيران، لأن طهران "ستردّ عليه بقوة". في هذه الأيام الحاسمة، التي قد تنتهي باتفاق أو بإشعال نزاع جديد في الشرق الأوسط، يرى الكثير من المسؤولين الإسرائيليين، أن هناك فرصة ذهبية لوضع حدّ لمشكلة عمرها عقود. ويستند هؤلاء إلى أن الضربتين الإسرائيليتين العام الماضي قد دمّرتا الدفاعات الجوية الإيرانية، كما أن حلفاء طهران في المنطقة هم في أضعف حالاتهم. ومع ذلك، يحذر بعض المحللين من أنّ إيران رمّمت دفاعاتها، ما سيجعل من أيّ هجوم إسرائيلي أكثر مخاطرة. ومن غير الواضح ما إن كان في مقدور إسرائيل إلحاق خسائر حاسمة بالبرنامج النووي الإيراني من دون مشاركة الولايات المتحدة. حتماً سيدافع ترامب عن إسرائيل بعد الضربة المحتملة، لكن هل يشارك هو في تأجيج النيران في منطقة مشتعلة أصلاً، مع ما سيحمله ذلك من تداعيات عسكرية وسياسية واقتصادية بدأت بوادرها مع صعود برميل النفط إلى ما فوق 68 دولاراً للمرة الأولى منذ نيسان/أبريل؟

المدن
منذ ساعة واحدة
- المدن
ما الذي تبقى من الاتفاق النووي الإيراني؟
يصرّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب على ضرورة تخفيض التخصيب في إيران إلى الصفر، ويعتبر التخصيب غير العسكري -المعترف به وفقاً للاتفاق النووي الإيراني ووفقاً لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لجميع الدول الموقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)- مساوياً للتخصيب النووي العسكري. وتضغط إسرائيل على الولايات المتحدة لعدم الاعتراف بأي مستوى من التخصيب لإيران. حجة ترامب وفريقه هي أن التخصيب غير العسكري يمكن أن يمهد الطريق للتخصيب العسكري، لأن الآلية واحدة في كلا النوعين، والفرق بين مستوى تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67% و90% (المطلوب لصنع قنبلة نووية)، هو فرق في الدرجة وليس في الجوهر. لكن إيران تُجيب بأن الرقابة المشددة التي يمارسها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي الضمان لعدم الانجرار إلى الانشطة النووية العسكرية. تفعيل آلية "الزناد" إلى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل، شكلت ثلاثية بريطانيا وألمانيا وفرنسا في أوروبا، جبهة ثالثة ضد إيران، مستغلة الخيار الذي وفره الاتفاق النووي عام 2015 للدول الست الموقعة مع إيران، وهو "الاستعادة السريعة" أو آلية الزناد (Snapback). ويمكن استخدام هذه الآلية فقط حتى تاريخ 17 تشرين الأول/أكتوبر 2025، وبعد ذلك لن تتمكن أوروبا من اللجوء إليها. آلية الزناد (Snapback) هي أداة قانونية منصوص عليها في القرار 2231 لمجلس الأمن الدولي، وتنتهي صلاحيتها في التاريخ المذكور. بعد ذلك، لن يكون من الممكن إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران عبر هذه الآلية، رغم إمكانية تقديم قرار جديد لمجلس الأمن ضد إيران. لكن نظراً لوجود روسيا والصين كعضوين دائمين في المجلس وقدرتهما على نقض أي قرار، فإن أوروبا لا تعول على مجلس الأمن وتراهن فقط على آلية الزناد. قرار مجلس المحافظين رغم وجود حق استخدام آلية الزناد، إلا أن الطريق أمام أوروبا ليس سهلاً، لأن جميع إجراءات إيران تتم في إطار الحقوق الممنوحة لها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015. حتى رفع مستوى التخصيب من 3.67% إلى 60%، يندرج ضمن إطار ولا يشكل انتهاكاً له، كما أن مجلس محافظي الوكالة لا يعتبر هذا المستوى من التخصيب مخالفاً، رغم قلقه من أن يقرب هذا المستوى من التخصيب، إيران من امتلاك القنبلة النووية. أشار تقرير حديث للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، إلى وجود آثار لليورانيوم في موقعي "تورقوز آباد" و"ماريفان"، تعود إلى 25 عاماً مضت، وقد تم حلّها عام 2015 قبل توقيع الاتفاق النووي. وتعتقد إيران أن الوكالة قد درست هذه القضية سابقاً وأغلقتها. هناك عدة تفسيرات محتملة لهذه الآثار، منها تلوث معدات التخصيب المستوردة من باكستان. ترى إيران وروسيا أن عودة غروسي إلى هذه القضية القديمة تحركها دوافع سياسية، وتهدف إلى تمهيد الطريق أمام أوروبا لتفعيل آلية الزناد. وقال الممثل الروسي في الوكالة ميخائيل أوليانوف، في مقابلة مع شبكة "بي بي سي" مساء أمس الأربعاء، إن تقرير غروسي كُتب تحت ضغط أغلبية أعضاء مجلس المحافظين، خصوصاً الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا. وأضاف أن القرار الذي سيُطرح للتصويت الخميس لإدانة إيران بسبب "عدم تعاونها"، هو نفسه الذي رفضته 12 دولة في مجلس المحافظين خريف العام الماضي. من جهته، أكد غروسي أنه رغم عدم تأكده من السلمية الكاملة للبرنامج النووي الإيراني، إلا أنه لا يوجد دليل على انتهاك إيران لالتزاماتها النووية. تصعيد عسكري محتمل في غضون ذلك، زاد انسحاب القوات الأميركية من المنطقة من احتمالية المواجهة العسكرية بين إيران والولايات المتحدة/إسرائيل. وأكد ترامب مرة أخرى أن "الأوضاع في الشرق الأوسط قد تصبح خطيرة". وقال في رد على سؤال حول سبب إصداره إذناً بإخلاء عائلات العسكريين الأميركيين من المنطقة: "أخرجنا بعض الدبلوماسيين من مناطق في الشرق الأوسط لأن الوضع قد يصبح خطراً". وكالعادة، أضاف ترامب "لن نسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي". تصعيد الوكالة الذرية أقرّ مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية مقترح الترويكا الأوروبية الذي دعمته الولايات المتحدة خلال اجتماعه فجر اليوم الخميس، وأهم محاوره: التعبير عن قلق شديد إزاء عدم شفافية إيران، انتقاد القيود المفروضة على وصول مفتشي الوكالة وتحذير بشأن أنشطة التخصيب المتقدمة والتهديد بإجراءات عقابية في حال عدم التعاون. هذه النقاط تعكس تصعيد الضغوط الغربية على طهران في ملفها النووي. الخطوة المقبلة سيكون استخدام الدول الأوروبية لآلية الزناد التي تسندعي إعادة العقوبات ضد إيران. هذه الآلية هي ما تبقي من الاتفاق النووي، واستخدامها يمثل إطلاق رصاص الرحمة عليه. هل من خيار غير التسوية؟ من غير المرجح أن يختار الطرفان (واشنطن وطهران) الحرب، رغم أن إسرائيل لن تتوقف عن محاولة جر البلدين إليها.