
هدافو «مونديال الأندية» بين «المفاجآت» و«الصدمات»!
قبل انطلاق بطولة كأس العالم للأندية، في ثوبها الجديد، مالت التوقعات النظرية لتمنح أفضلية واضحة لكبار هدافي الفرق الأوروبية، لكن «الواقع المونديالي» ضرب بأغلب التكهنات عرض الحائط، واعتلت أسماء مفاجئة قائمة الهدافين، وزاحمت الكبار، الذين غادر بعضهم البطولة بالفعل، وتعرض غيرهم لصدمات «الإصابة»، ولم يحقق الآخرون المعدلات التهديفية المنتظرة منهم، لاسيما من لعبوا في مجموعات «سهلة» بالدور الأول.
فمن كان يتوقّع أن يتصدر «العجوز» صاحب الـ37 عاماً، أنخيل دي ماريا، قائمة هدافي المونديال، برصيد 4 أهداف مع بنفيكا، رغم خروجه من دور الـ16، وأن يحتل «الصاعد» جونزالو جارسيا مكان مبابي في صدارة هدافي ريال مدريد، بـ3 أهداف لابن الـ21 عاماً، وأن يُزاحم لاعبون من مونتيري المكسيكي والهلال السعودي والأهلي المصري، أباطرة التهديف في أوروبا، بنفس الرصيد، بل إن أبرز مهاجمي تشيلسي ويوفنتوس، اختفوا من المشهد، ليحتل مكانهم بيدرو نيتو وكينان يلدز، بـ3 أهداف أيضاً.
الإصابة والمرض المفاجئ، أبعدا نجمين من أبرز هدافي الكرة العالمية في موسم 2024-2025، كيليان مبابي وعثمان ديمبلي، بعدما حصد الأول جائزة «الحذاء الذهبي» في أوروبا، ووصل إجمالاً إلى 43 هدفاً في جميع البطولات مع ريال مدريد، لكنه لم يلعب إلا 22 دقيقة في «المونديال»، من دون أي تسديدة على المرمى حتى الآن، بسبب مرضه المباغت قبيل انطلاق البطولة.
أما ديمبلي، فقد شارك هو الآخر في مباراة واحدة فقط بكأس العالم، لمدة 28 دقيقة، بعد إصابته المؤثرة، وبالتأكيد كان نجم باريس سان جيرمان يُمنّي نفسه بتألق جديد على المستوى العالمي، يحسم تماماً أمر المنافسة على «بالون دور»، لكن أتت الإصابة بما لا تشتهي نفس هداف «الأمراء»، الذي أحرز 33 هدفاً في مختلف البطولات، بمعدل هو الأفضل في تاريخه على الإطلاق.
وصحيح أن هاري كين لا يزال مُستمراً في صراع المونديال، إلا أنه لا يغرّد وحده مع بايرن ميونيخ، كما فعل في «البوندسليجا» وطوال الموسم، بـ41 هدفاً حتى الآن في جميع البطولات، حيث اكتفى بتسجيل 3 أهداف هو الآخر في 4 مباريات، متساوياً مع جمال موسيالا ومايكل أوليسي، وسجّل «هاري» هدفاً وحيداً في 3 مباريات بالدور الأول، ولم يشارك في حفل «الـ10 أهداف» بمباراة الافتتاح الأولى، بغرابة شديدة!
إيرلينج هالاند غادر المونديال، في مفاجأة كبيرة، ولم يسجّل سوى 3 أهداف أيضاً، رغم سهولة المجموعة وانتصارات مانشستر سيتي الـ3 خلالها، ولم ينجح «الهداف العملاق» صاحب الـ34 هدفاً هذا الموسم، في إنقاذ «السيتي» من الإقصاء على يد الهلال السعودي، وهو ما تكرر مع كبير هدافي إنتر ميلان، لاوتارو مارتينيز، الذي أحرز هدفين فقط في البطولة، بينما هز الشباك 24 في جميع البطولات طوال الموسم، أما دوشان فلاهوفيتش، فقد سجّل 17 هدفاً تصدر بها قائمة هدافي يوفنتوس، لكنه غادر المونديال بحصيلة هدفين فقط.
على جانب آخر، سجّل سيرهو جيراسي 3 أهداف هو الآخر، ليرفع رصيده الكبير هذا الموسم إلى 37 هدفاً، إلا أنه أهدر الكثير من الفرص خلال مباريات بوروسيا دورتموند، وهو ما اعترف به وانتقد نفسه بشدة، بينما غاب كل من جوليان ألفاريز وألكسندر سورلوث عن المشهد التهديفي تماماً في البطولة، رغم كونهما أكبر هدافين لأتلتيكو مدريد، بواقع 29 هدفاً للأرجنتيني و24 للنرويجي.
ورغم استمراره في البطولة مع تشيلسي، إلا أن كول بالمر صاحب 15 هدفاً هذا الموسم، لم ينجح في هز الشباك مع «البلوز» في المونديال، واكتفى فينيسيوس جونيور بهدف وحيد مع ريال مدريد، علماً بأنه ثاني أفضل هدافي الفريق طوال الموسم، برصيد 22 هدفاً في مختلف البطولات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- العين الإخبارية
ينتظر المزيد.. ريال مدريد الأكثر ربحا من مونديال الأندية
يحقق نادي ريال مدريد الإسباني استفادة كبيرة من مشاركته في كأس العالم للأندية 2025، خاصة في الجوانب المادية. وتقام بطولة كأس العالم للأندية 2025 حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية، بمشاركة 32 فريقا لأول مرة في تاريخ المسابقة. ريال مدريد يشارك في كأس العالم للأندية 2025، بصفته بطل دوري أبطال أوروبا عامي 2022 و2024. وصعد الفريق الملكي إلى ربع النهائي، حيث ضرب موعدا مع بروسيا دورتموند الألماني. وكان الريال تأهل في صدارة المجموعة الثامنة برصيد 7 نقاط من انتصارين على باتشوكا المكسيكي وسالزبورغ النمساوي، وتعادل مع الهلال السعودي، ثم هزم يوفنتوس الإيطالي في دور الـ16. ريال مدريد الأكثر ربحا من المونديال وفقا لما ذكرته صحيفة "آس" الإسبانية، فإن ريال مدريد هو الأكثر ربحا في مونديال الأندية 2025 حتى الآن. وضمن الريال حتى الآن الحصول على 55.2 مليون يورو بفضل ما قدمه في كأس العالم للأندية، وهو رقم لا يزال قابلا للزيادة، بناء على نتائج الفريق. وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" قد أعلن في وقت سابق أن إجمالي الجوائز المالية لمونديال الأندية يبلغ مليار دولار أمريكي، سيتم توزيع 525 مليونا منها كمكافاة للأندية المشاركة، و475 مليونا بناء على النتائج. ويحصل الفائز في كل مباراة بدور المجموعات على مليوني دولار، ومليون دولار لكل تعادل، أما التأهل إلى دور الـ16 فمكافأته تبلغ 7.5 مليون دولار، و13.125 مليون دولار للمتأهل إلى ربع النهائي. وتختلف الجوائز المرتبطة بالأداء، بحسب كل اتحاد قاري، وتحصل أندية أوروبا على مبلغ يتراوح بين 12.81 و38.19 مليون دولار، يتم تحديده من خلال تصنيف "يعتمد على معايير رياضية وتجارية". وأشار تقرير "آس" إلى أن الريال لا يزال ينتظر مبلغ 56.4 مليون يورو، إذا توج باللقب، الذي تفصله عنه 3 مباريات. وأوضحت الصحيفة المدريدية نفسها في وقت سابق أن هذه المكافأة جلبت حتى الآن بالفعل أكثر من 3 أضعاف مبلغ الإيرادات لخزائن النادي، مقارنة بالجولة الصيفية التحضيرية في السنوات السابقة. على سبيل المثال، حصد الريال في الصيف الماضي 13.24 مليون يورو فقط من خوض 3 مباريات ودية استعدادا لموسم 2024-2025، أقيمت أيضا في الولايات المتحدة. وتجدر الإشارة إلى أن ريال مدريد أبرم 3 صفقات في الميركاتو الصيفي، بالتعاقد مع دين هويسن وترينت ألكسندر أرنولد لدعم الدفاع، ولاعب الوسط فرانكو ماستانتونو، ولا يزال يرتبط اسمه بصفقات جديدة. aXA6IDgyLjIxLjIzNy4xMDIg جزيرة ام اند امز LV


العين الإخبارية
منذ 2 ساعات
- العين الإخبارية
أسباب ونتائج.. لماذا نجح الدوري السعودي فيما فشلت فيه الصين؟ (تحليل)
واجهت تجربة الدوري السعودي للمحترفين في ضم أفضل النجوم الأجانب وتحويل المسابقة إلى منافس لدوريات أوروبا الكبرى انتقادات حادة قبل عامين. وقتها نجح نادي النصر، أحد الأربعة الكبار في دوري "روشن" إلى جانب الهلال والأهلي والاتحاد، في ضم البرتغالي كريستيانو رونالدو بعد فسخ عقده مع مانشستر يونايتد الإنجليزي، في صفقة انتقال حر. انتقال اللاعب البرتغالي جاء بعد خلافات حادة مع الجهاز الفني لمانشستر يونايتد بقيادة الهولندي إيريك تين هاغ، واعتبره البعض اعترافا ضمنيا من المتوج 5 مرات بالكرة الذهبية بانتهاء عصره خاصة أنه كان في الـ38 من عمره. ولكن تجربة رونالدو نفسها مثلت إلهاماً لكثيرين، ليس فقط بسبب الإغراءات المالية كما كانت الانتقادات تقول ولكن أيضاً بسبب تألق اللاعب الفني ونجاحه في الحصول مرتين على لقب هداف الدوري. رونالدو لم يتوقف عن التألق دولياً مع البرتغال بعد الانتقال للمملكة، والدليل مواصلته للتوهج مع منتخب بلاده في نسخة دوري أمم أوروبا الأخيرة التي حصد لقبها، ليس هذا فحسب بل سجل في مرمى ألمانيا هدف الفوز 2-1 في نصف النهائي، ثم هدف التعادل 2-2 مع إسبانيا في النهائي، مما قاد بلاده للإجهاز على بطل أوروبا. الغريب أن هذا الانتصار ضد الألمان بات الأول في مسيرة رونالدو الذي واجههم في ذروة تألقه مع يونايتد وريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي، وما كان منه في كل مرة إلا أن يخسر بأشكال مختلفة، بينها خسارة برباعية نظيفة في 2014 وهو بطل لدوري أبطال أوروبا. نجاح تجربة رونالدو ألهم نجوم الصف الأول عالمياً ليحذوا حذوه، من الفرنسي كريم بنزيما مع الاتحاد إلى الجزائري رياض محرز في الأهلي وآخرين. التجربة الصنيية والنجاح السعودي أشارت صحيفة "تايمز" البريطانية في تقرير لها في مايو/ أيار 2023 إلى أن الدوري السعودي يمكنه تفادي مصير مشابه لنظيره الصيني الذي أقدم على خطوات مماثلة في 2016 بضم نجوم الصف الأول عالمياً. وأكدت الصحيفة البريطانية في تقريرها آنذاك أن المملكة بما تمتلك من موارد مالية مثل النفط والبنية التحتية والتعداد السكاني يمكنها أن تحدث نمواً. على الجانب الآخر فإن التجربة الصينية سرعان ما سقطت في الهوة بسبب الإنفاق غير الرشيد على الصفقات الذي أوقع الأندية في أزمات ديون. من جانبه، قارن ألكسندر تشيفرين رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" الدوري السعودي في صيف 2023 ووصف التجربة بأنها مشابهة لما حدث في الدوري الصيني، مضيفا:ً "نظام شراء اللاعبين الذين كادوا يُنهون مسيرتهم المهنية ليس النظام الذي يُطوّر كرة القدم". وأضاف: "كان خطأً مماثلاً في الصين". لكن رئيس اليويفا هو من أخطأ في التقدير، لأن نوعية اللاعبين الذين انضموا لفرق الدوري السعودي بعد رونالدو لم يكونوا من هؤلاء القريبين من إنهاء مسيرتهم الكروية، وهو ما أحدث الفارق. ولو نظرنا للهلال المتأهل مؤخراً لربع نهائي كأس العالم للأندية على حساب مانشستر سيتي الإنجليزي بطل إنجلترا 4 مرات في آخر 5 سنوات، فسنجد أنه يضم بين صفوفه رينان لودي (27 سنة) والمغربي ياسين بونو أحد أفضل حراس المرمى في العالم (34 سنة - سن ليست كبيرة للحراس) والبرازيلي ماركوس ليوناردو (22 سنة) والبرتغالي روبن نيفيز (28 سنة) والذي كان مطلوباً من أكبر أندية أوروبا، والقائمة تطول. ولو عرجنا نحو الأهلي المتوج بدوري أبطال آسيا للنخبة في مايو/ أيار الماضي لأول مرة في تاريخه فسنجد من بين الأسماء العالمية نجوم متوسطو العمر، مثل الإيفواري فرانك كيسي لاعب برشلونة الإسباني السابق (28) والإنجليزي إيفان توني (29) وحارس المرمى إدوارد ميندي المتوج من قبل مع تشيلسي بدوري أبطال أوروبا (33) والبرازيلي ألكسندر (21) وآخرين. تجربة بنزيما بعيداً عن نجاح رونالدو والهلال والأهلي فإن مهاجما مثل الفرنسي كريم بنزيما الذي حقق كل النجاحات الممكنة مع ريال مدريد فردياً وجماعياً وجد نفسه في خضم انتقادات حادة عند قدومه للاتحاد، ورغم ذلك نجح صاحب الأصول الجزائرية في استجماع قواه بشكل مذهل وقاد العميد للقب الدوري في عام 2025 بعد تألق مبهر. وينم هذا عن وجود بيئة صالحة للنجاح، ليس في فريق واحد في المملكة ولكن للجميع، والدليل نجاح الأهلي آسيوياًً، والهلال عالمياً وقبلها محلياً، والاتحاد محلياً. ورغم أن نصر رونالدو لم يتوج بالألقاب حتى الآن منذ صيف 2023، فإن البرتغالي نجح في الهيمنة على لقب الهداف وحافظ على تألقه بدون توقف. الفارق بين السعودية والصين تشير صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير لها إلى أن الفارق بين التجربتين السعودية والصينية أن الأخيرة عانت من أزمات حالت دون استكمال مشروعها. وتكمن هذه الأزمات في تدخل شركات أعمال كبرى خاصة من مطوري العقارات الباحثين عن منافع سياسية في اللعبة، فاستحوذوا على الأندية ودفعوا مبالغ طائلة. وبعدها سرعان ما شعرت حكومة الصين بالقلق من الأموال التي تغادر البلاد لتملأ جيوب الأندية والوكلاء واللاعبين الأجانب، مثل الأرجنتيني كارلوس تيفيز الذي وصف فترة إقامته في شنغهاي بأنها عطلة. وأعرب اتحاد كرة القدم عن أسفه لأن الأندية الصينية أنفقت 10 و4 أضعاف على التوالي أكثر من نظيراتها الكورية واليابانية، لكنها كانت أسوأ. وبعد فترة وجيزة من فترة الانتقالات الشهيرة لعامي 2016-2017، تحركت السلطات لفرض ما يسمى "ضريبة الانتقالات"، وهي ضريبة على التعاقدات الأجنبية باهظة الثمن، بالإضافة إلى سلسلة من الحدود القصوى للرواتب مما أنهى التجربة الصينية في المهد. aXA6IDgyLjIzLjIxOS4xNDgg جزيرة ام اند امز PL


الاتحاد
منذ 2 ساعات
- الاتحاد
«الخلطة الثلاثية» تصنع الفارق مع الهلال في «مونديال الأندية»!
زيورخ (د ب أ) يخوض الهلال السعودي رحلة استثنائية في كأس العالم للأندية بأميركا، بعدم الخسارة في أي مباراة، والتعادل مع العملاق الإسباني ريال مدريد، والفوز على المارد الإنجليزي مانشستر سيتي، في طريقه لبلوغ دور الثمانية، في مشوار يبدو قابلاً للتمديد، وخلفه، العديد من الجنود المجهولين. وفي كرة القدم الحديثة، تتغير الأدوار وتتطور الخطط، ويبرز لاعبون بقدرتهم على التكيف وصنع الفارق في مراكز غير تقليدية. هذا ما شهده الهلال مؤخرا مع نجميه، البرتغالي روبن نيفيز والسعودي ناصر الدوسري، اللذين أظهرا مرونة تكتيكية مذهلة، وغيرا مجرى العديد من المباريات الحاسمة بتطبيق أفكار فنية مبتكرة، وأدوات طيعة في يد المدرب سيموني إنزاجي. واشتهر روبن نيفيز بأنه لاعب خط وسط من طراز رفيع، يمتلك رؤية ثاقبة للعب، وقدرة فائقة على التحكم بإيقاع المباراة، وتوزيع الكرات بدقة متناهية. إنه اللاعب رقم 6 النموذجي الذي يقوم ببناء الهجمات من الخلف، ويشكل حائط الصد الأول أمام الدفاع، ومع ذلك، شهدت الفترة الأخيرة تحولاً لافتاً في دوره تحت قيادة المدرب الإيطالي إنزاجي، الذي اعتاد على تلك التعديلات في مراكز اللاعبين وفقاً لما يريده منهم. ورغم أنه بدأ البطولة في مركز مختلف، ولم يكن هناك مشكلة لنيفيز للتألق في مركزه المعتاد، بل أنه سجل هدف فريقه الوحيد أمام ريال مدريد في دور المجموعات من ضربة الجزاء، لكن الحسابات تغيرت في مباراة مانشستر سيتي، إذ اعتمد إنزاجي على نيفيز في مركز قلب الدفاع الثالث، وهو الدور الذي لم يعتد عليه خلال مسيرته، ورغم ذلك أظهر نيفيز تميزاً لافتاً في هذا المركز الجديد، مقدماً أداءً دفاعياً صلباً، وأبهر الجميع بقدرته على قراءة اللعب واقتناص الكرات، بالإضافة إلى قدرته على قيادة التحولات التي يعتمد عليها إنزاجي في أغلب الأوقات، ليثبت أن جودته تتخطى حدود مركزه الأصلي. وقال نيفيز بعد مباراة سالزبورج في تصريحات للموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا): «نحتاج فقط لأن نتحسن دفاعياً، ولأن نكون أكثر دقة». ويبدو أنه التزم بما قال، لأنه فضلاً عن تسجيله هدف، وصناعة هدفين، كانت الأرقام الدفاعية لنيفيز مذهلة، حيث بلغت نسبة التدخلات الناجحة له 3. 33%، بينما وصلت نسبة تفوقه في المواجهات الثنائية مع لاعبي الخصم 5. 62، كما وصلت نسبة تمريراته الصحيحة إلى 2. 91% وهي إحصائيات إيجابية للغاية، كون إنزاجي يعتمد عليه بشكل كبير في البناء من الخلف، كما قال نيفيز عن مدربه الجديد في بداية المونديال: «تدربنا معه لمدة أسبوع، وأعتقد أننا لمسنا بالفعل قوة هذا المدرب، الفريق قدم أداءً رائعاً بدنياً وتكتيكيا». وأثنى الموقع الرسمي لـ «الفيفا» على ناصر الدوسري الذي تألق لاعب خط وسط متعدد المواهب، يتميز بديناميكيته، وقدرته على الربط بين الخطوط. وأظهر الدوسري إمكانيات كبيرة في هذا المركز، وتوج تألقه بصناعة هدف حاسم ضد باتشوكا المكسيكي ساهم في تأهل فريقه إلى دور الـ16، وهو ما حظي بدعم جماهيري كبير، حيث أبدت جماهير الهلال إعجابها الشديد بمستواه في دور المجموعات، ولكن مع غياب سالم الدوسري بسبب الإصابة، واجه الفريق تحديا في مركز الجناح الأيسر. وهنا، أظهر ناصر الدوسري مرونة استثنائية، ليشغل هذا المركز الحساس، ويغطي العجز ببراعة، ولكن في وسط الملعب أكثر منه في خط الهجوم حيث يتواجد القائد سالم، لقد كان حلاً مثالياً، حيث قدم أداءً هجومياً ودفاعياً متوازناً، مؤكداً على قيمته الكبيرة للفريق وقدرته على التضحية في سبيل مصلحة الهلال. واكتنفت الشكوك قدرة ناصر على التكيف جناحاً في وسط الملعب، ولكنه كان في الموعد خصوصاً من الناحية الدفاعية، فضلاً عن قدرته على الركض بطول الملعب لتقديم الواجبات الدفاعية مع المساعدة في التحولات الهجومية، في محاولة منه لتعويض التأثير الكبير لغياب «التورنيدو» سالم الدوسري. وهذه التحولات في الأدوار لا تختلف كثيراً عما اعتاد سيموني إنزاجي تقديمه في رحلاته السابقة، والذي يشتهر بقدرته على تطوير لاعبيه، واستغلال إمكانياتهم في مراكز غير متوقعة لصنع التوازن والتفوق التكتيكي، إن قدرة اللاعبين على تطبيق هذه الأفكار هي ما يصنع الفارق، فليست الخطة وحدها قادرة على صنع التأثير. وربما يكون هذا هو ملخص كل شيء: مدرب يمتلك أفكاراً قوية، ولاعبون لديهم آلية تطبيقها، والنتيجة، رحلة استثنائية مستمرة للزعيم، وسط طموحات لا تتوقف.