
"قطر تطلب من كبار قادة حماس تسليم أسلحتهم الشخصية"
عناصر في كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس خلال عملية إطلاق سراح رهائن في قطاع غزة (صورة أرشيفية)
تسلط جولة الصحافة اليوم الضوء على طلب قطري من حماس بتسليم كبار قادة الحركة أسلحتهم الشخصية، وقرار تعليق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إرسال شحنات أسلحة إلى أوكرانيا التي لا تزال في حالة حرب مع روسيا منذ عام 2022، كما تتناول مقالاً عن الهوية الإنجليزية.
وبحسب صحيفة التايمز البريطانية، فقد طُلب من كبار قادة حماس في الدوحة، تسليم أسلحتهم كجزء من جهد تقوده الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار مع إسرائيل وإنهاء الحرب في قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من 20 شهراً.
وقالت الصحيفة البريطانية، إن كبار قادة حماس خارج قطاع غزة، بينهم مسؤول ملف التفاوض، خليل الحية وشخصيات رئيسية أخرى، "تلقوا تعليمات من وسطاء قطريين بتسليم أسلحتهم الشخصية".
ومن بين الذين طُلب منهم تسليم أسلحتهم عضوا المكتب السياسي لحركة حماس، زاهر جبارين، أحد مؤسسي الجناح العسكري للحركة في الضفة الغربية، ومحمد إسماعيل درويش، الذي التقى رئيسَيْ إيران وتركيا هذا العام، أثناء تنقله بين القاهرة والدوحة لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل.
هل ترغب في معرفة تأثير حرب غزة على منطقة الشرق الأوسط، تابع التحليلات والتقارير الشاملة عبر قناتنا على واتساب (
وفي أول تصريح بعد إعلان مقترح ترامب، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، "بالقضاء على حركة حماس". وقال خلال اجتماع "لن تكون هناك حماس. لن تكون هناك حماسستان. لن نعود إلى ذلك. لقد انتهى الأمر".
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، في منشور عبر حسابه على منصة "إكس"، إنه يجب "عدم تفويت الفرصة" للوصول إلى صفقة لتحرير الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول دفاعي إسرائيلي ومصدر مقرب من حماس، قولهما إن المقترح يتضمن إطلاق سراح عشرة من الرهائن الأحياء المتبقين وإعادة 18 جثة لا تزال محتجزة لدى حماس في غزة مقابل سجناء فلسطينيين.
ووفق الصحيفة الأمريكية فإن إطلاق سراح الرهائن وإعادة الجثث ستجري على مراحل خلال الـ 60 يوماً.
ولم ترسل إسرائيل مفاوضيها إلى الدوحة أو القاهرة حتى الآن، وفق الصحيفة، معتبرة ذلك إشارة إلى أن "المحادثات جارية".
ورغم الطلب من شخصيات من حماس "بشكل غير رسمي" مغادرة الدوحة في مناسبتين سابقتين، إلا أن قطر تستضيف المكتب السياسي للحركة منذ عام 2012. وبينما تمارس الدوحة ضغوطاً على المفاوضين في الدوحة، فإن القرار النهائي بالتوقيع على أي اتفاق يقع على عاتق عز الدين الحداد، زعيم حماس في غزة، على ما ذكرت صحيفة التايمز.
"نقطة تحوّل" في حرب أوكرانيا
Reuters
مبنى متضرر بعد غارة روسية بطائرة مسيرة في بولتافا في أوكرانيا
وفي الولايات المتحدة، كتبت الهيئة التحريرية لصحيفة واشنطن بوست مقالاً بعنوان "تجميد ترامب للأسلحة في أوكرانيا قد يؤدي إلى عواقب وخيمة".
واعتبرت الصحيفة أن "حرب الاستنزاف الطاحنة" بين أوكرانيا وروسيا وصلت إلى "نقطة تحوّل"، مشيرة إلى هجوم روسي جديد على المدن الأوكرانية بالصواريخ والطائرات المسيرة، يتزامن مع القرار، مع تحذير بأن كييف، التي تعاني من نقص في الأسلحة والجنود، تحتاج إلى دعم عسكري فوري وإلّا فإن حكومتها ستواجه "فشلاً كارثياً".
ولفتت النظر إلى أن الأسلحة التي علّقت واشنطن إرسالها تتضمن صواريخ اعتراضية لنظام باتريوت للدفاع الجوي، الذي يعد محور نظام الدفاع الأوكراني في التصدي للهجمات الروسية، إضافة إلى قذائف موجهة بدقة وصواريخ تُستخدم في مقاتلات F-16 الأوكرانية.
جاء هذا القرار بعد مراجعة أجرتها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) خلصت إلى أن مخزون الذخائر في الولايات المتحدة "وصل إلى مستويات منخفضة بشكل خطير"، وفق الصحيفة.
وأشارت إلى أن الحرب في أوكرانيا والصراع بين إسرائيل وإيران "فرضا ضغوطاً على مخزونات الأسلحة خصوصاً صواريخ باتريوت"، ورأت أن إدارة ترامب "مُحِقّة في تقييم نقاط الضعف في الولايات المتحدة والاستعداد لأي طارئ، وخصوصاً التهديدات التي قد تطال الوطن نفسه".
لكن الصحيفة قالت إن وقف تسليم أنظمة الأسلحة الحيوية لأوكرانيا في هذا التوقيت "قد يترتب عليه عواقب وخيمة لا رجعة فيها"، مضيفة أن واشنطن وحلفاءها الأوروبيين والعالم سيصبحون "أقل أماناً إذا خرجت روسيا منتصرة".
وتحدثت الصحيفة عن وعود أوروبية لكييف بمحاولة سد الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة. وأصبحت أوروبا أكبر مانح للمساعدات العسكرية لكييف متجاوزة الولايات المتحدة في أبريل/نيسان الماضي.
غير أن الصحيفة قالت إن الدول الأوروبية تواجه "تحدياتها الخاصة"، وإن مخزوناتها من الأسلحة "منخفضة بعد عقود من قلة الاستثمار في الدفاع"، كما أنها "تعتمد بشدة" على الولايات المتحدة في مشترياتها العسكرية.
وإلى جانب نقص الذخيرة والأسلحة الدفاعية لدى أوكرانيا، تعاني البلاد من نقص في الجنود مع "ارتفاع معدل الخسائر العسكرية، الذي يُقدَّر بنحو 400 ألف جندي، إضافة إلى حالات فرار من الخدمة وهروب العديد من الشباب إلى الخارج لتجنّب التجنيد الإجباري"، وفق الصحيفة.
وفي المقابل، تحدثت عن تكبد روسيا "خسائر فادحة" مع مقتل نحو 250 ألف جندي.
لكنها قالت "في حرب استنزاف، لروسيا الأفضلية، وما حظيت به أوكرانيا هو الدعم القوي من الولايات المتحدة. الآن، مع قرار ترامب بتجميد الأسلحة، أصبح هذا الأمر موضع شك"، على حد تعبير الصحيفة.
وقالت إذا انتصرت روسيا في الحرب، فلن يكون ذلك بسبب "ضعف العزيمة الأوكرانية، بل بسبب الإهمال الأمريكي" - على حد وصفها.
"الهوية الإنجليزية"
Getty Images
وننتقل إلى صحيفة التلغراف، ومقال للكاتب، ديفيد شيبلي، بعنوان "ليس من العنصرية الإيمان بالهوية الإنجليزية".
واستهل الكاتب مقاله "يمكن للإنجليز تتبع جذورهم عبر الأجيال، ولديهم تاريخ يمثل إرث هويتنا الجماعية"، وقال يجب أن يكون هذا الادعاء "غير مثير للجدل".
ويأتي الكاتب بأمثلة تاريخية قائلاً "عندما كتب الراهب المبجّل بيد [The Venerable Bede] كتابه 'التاريخ الكنسي للشعب الإنجليزي' قبل نحو 1300 عام، لم يشعر بالحاجة إلى تعريف من هم الإنجليز، بل وصف 'الأمة الإنجليزية' على أنها موجودة في القرن السادس".
ويضيف في السياق التاريخي الذي يعرضه "قد تُوّج أول ملوك الإنجليز، أثيلستان [Æthelstan]، في عام 927 ميلادياً، وخلال فترة حكمه كُتبت كلمة "إنجلترا" لأول مرة على يد ألفريك أوف أينشام [Ælfric of Eynsham]".
ويصل الكاتب لاستنتاج يُفيد بأن "الإنجليز كانوا شعباً، وكانت إنجلترا دولة، منذ وقت طويل جداً. نحن ما يُطلق عليه الكتاب المقدس اسم إثنوس؛ أي شعب وأمة".
وأشار إلى الكاتب مات غودوين الذي ميّز في مقابلة مع رئيس تحرير مجلة ذا سبيكتاتور، مايكل غوف، بين الهوية البريطانية، بوصفها هوية ثقافية واسعة، وبين الهوية الإنجليزية باعتبارها "هوية مميزة للغاية… تمتد لقرون" - إذ قوبلت تصريحاته بغضب واشمئزاز من العديد من المعلقين.
جون مكتيرنان، مدير العمليات السياسية، في حكومة توني بلير، كتب أن "مفهوم العرق الإنجليزي شرير حقاً"، في تغريدة حذفها لاحقاً، بحسب ما نقل الكاتب.
وقال ماكتيرنان إن "الأجناس والأعراق غير موجودة"، على الرغم من أنه وصف نفسه بأنه "أيرلندي" و"ليس إنجليزياً أبداً"، على حد تعبير الكاتب.
وأشار الكاتب إلى أنه طلب من ماكتيرنان التوضيح - فقال بشأن تعريف للهوية الإنجليزية "إما أن يكون غامضاً وعديم المعنى، أو إقصائياً وخبيثاً"، وقال إنه وجد "هذه الردود غريبة جداً" متسائلاً "هل يُعدّ الاعتراف بوجود الإنجليز عنصرية؟".
وقال الصحفي أوليفر كام إن "قليلاً من الناس يستطيعون تتبع جذورهم عبر الأجيال". وتساءل الكاتب هل كان على حق؟
ويشير الكاتب أنه بحسب لورا هاوس، خبيرة علم الأنساب الوراثي، فإن "الغالبية العظمى من سكان الجزر البريطانية سيكونون قادرين على تتبع أسلافهم حتى القرن الـ 16... (وللأشخاص الذين ينحدرون من أسلاف مسيحيين) هناك فرصة جيدة لأن يتمكن الباحثون من تتبع إحدى السلالات على الأقل حتى القرن الـ 16".
وأشار الكاتب إلى أن "الاعتراف بالإنجليز كشعب لا يعني بالضرورة استبعاد الآخرين من بريطانيا، أو الهوية البريطانية، ولا يعني أيضاً أن أولئك الذين ليسوا إنجليزاً أقل شأناً، بل مختلفون فحسب".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ ساعة واحدة
- الوسط
«فاينانشيال تايمز»: ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي برسوم 17% على صادراتها الغذائية
كشفت جريدة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أن الإدارة الأميركية هددت بفرض رسوم جمركية جديدة على واردات البضائع الغذائية من الاتحاد الأوروبي، تصل إلى 17% تقريبا، في تطور مفاجئ للنزاع التجاري بين الطرفين. تأتي تلك الخطوة قبل أيام قليلة من الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأميركي، في التاسع من يوليو الجاري، للتوصل إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي، وهي خطوة وصفها مسؤولون أوروبيون بـ«تصعيد للنزاع عبر الأطلسي». وسبق أن أعلن الرئيس دونالد ترامب، أبريل الماضي، فرض 20% من الرسوم الانتقامية على الواردات الأوروبية، لكنه خفضها إلى 10% حتى موعد التاسع من يوليو، للسماح بتقدم المحادثات التجارية. تعثر المحادثات التجارية توقع مسؤولون بالاتحاد الأوروبي، نقلت عنهم «فاينانشيال تايمز»، أن تسهم المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة في إبقاء الرسوم الجمركية عند المعدل الأساسي. لكن من غير الواضح الآن ما إذا ستضاف الرسوم الجمركية بـ17% على الواردات الغذائية إلى الرسوم الأخرى التي أعلنها الرئيس الأميركي أم ستكون بديلة لها. ويطالب ترامب بروكسل بمنح الشركات الأميركية إعفاءات واسعة من اللوائح، وخفض فائدتها التجارية مع الولايات المتحدة. لكن مسؤولي الاتحاد الأوروبي رفضوا أحدث مقترحات واشنطن بشأن أي إعفاءات أو رسوم جمركية على المواد الغذائية. ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى الحصول على استثناءات خاصة به لبعض المنتجات. وصرح مسؤول في بروكسل بأن قطع غيار الطائرات والمشروبات الروحية من بين السلع التي يسعى الاتحاد إلى استثنائها. وقد بلغ حجم الصادرات الغذائية الرزاعية الأوروبية إلى الولايات المتحدة 48 مليار يورو تقريبا العام الماضي. اتفاق مبدئي أضاف مسؤولون، في تصريح إلى «فاينانشيال تايمز»، أن الجانبين يعملان على مسودة «اتفاق مبدئي» من خمس صفحات، لكن هذا الاتفاق لا يتضمن حاليا سوى القليل من النصوص المتفق عليها. وفي تصريحات لها الخميس، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إنها «تأمل التوصل إلى اتفاق مبدئي يسمح للطرفين بمواصلة المحادثات ريثما يجرى التوصل إلى اتفاق نهائي». وتنقسم دول الاتحاد الأوروبي بين من يرغب في تقبل رسوم جمركية مرتفعة مقابل فترة من اليقين، ومن يرغبون في الرد للضغط على الولايات المتحدة من أجل انتزاع تنازلات من واشنطن في المحادثات التجارية. وتحدث دبلوماسيان من الاتحاد الأوروبي عن ثلاثة سيناريوهات تضعها الولايات المتحدة ليوم 9 يوليو، بينها احتفاظ الدول التي لديها «اتفاق مبدئي» بالرسوم الجمركية، البالغة 10%، مع إمكان تخفيف الرسوم الجمركية في مرحلة لاحقة. وبالنسبة للدول التي فشلت في التوصل إلى مثل هذا الاتفاق، ستعود الرسوم الجمركية إلى المستوى الذي أُعلن في أبريل، حتى يجرى التوصل إلى اتفاق، بينما سيجرى تطبيق رسوم جمركية أعلى على الدول التي تعتقد الولايات المتحدة أنها لا تتفاوض بحسن نية.


عين ليبيا
منذ 2 ساعات
- عين ليبيا
«الناس يسقطون من الجوع».. نداء أممي عاجل من غزة
وسط مشهد إنساني بالغ القسوة، أطلقت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) نداءً عاجلًا للعالم، محذّرة من أن الوضع في قطاع غزة بلغ 'حدودًا كارثية'، مؤكدة أن سكان القطاع 'يسقطون مغشيًا عليهم في الشوارع من شدة الجوع'، بينما تنهار مقومات الحياة واحدة تلو الأخرى. وفي بيان صادم وصفته الوكالة بـ'الإنساني والطارئ'، كشفت الأونروا أن نظام توزيع المساعدات الحالي في القطاع 'أذل العائلات الجائعة والخائفة والمصابة والمنهكة'، وسلبها كرامتها الإنسانية، قائلة: 'لا ينبغي لأي إنسان، في أي مكان، أن يجبر على الاختيار بين الموت أو إطعام أطفاله'. انهيار شامل في البنية الإنسانية مع انقطاع الكهرباء والاتصالات وغياب الوقود منذ أكثر من شهرين، توقفت العيادات والمستشفيات عن العمل، وتكدّست القمامة في الشوارع، فيما أصبحت المياه النظيفة نادرة والدواء شبه معدوم. وتقول الأونروا: 'المستشفيات عاجزة، والناس يموتون في صمت.. كل شيء ينفد.. الوقت ينفد.. الطعام ينفد.. الأدوية تنفد.. الأماكن الآمنة نفدت'. وأضافت: 'الناس لا يموتون فقط بسبب القصف، بل أيضًا بسبب الجوع والبرد والعدوى. أطفال ينامون بأمعاء خاوية، مرضى يموتون دون علاج، وعائلات تبحث في الأنقاض عن لقمة أو مأوى'. المساعدات تتحول إلى خطر أشارت الأونروا إلى أن قوافل المساعدات المحدودة التي يسمح بدخولها إلى غزة لا تلبي أدنى الاحتياجات، وأن محاولات الحصول عليها تحولت إلى مآسٍ إنسانية، ففي مشاهد مروعة، قُتل وجُرح فلسطينيون أثناء تزاحمهم على الشاحنات بسبب التدافع أو إطلاق النار. وطالبت الوكالة بفتح تحقيقات عاجلة في تلك الحوادث، داعية إلى ضمان سلامة المدنيين عند توزيع الغذاء. المجتمع الدولي قادر.. لكنه محاصر رغم هذا الانهيار، شددت الوكالة على أن هناك إمكانية لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن وفعّال إذا توفر 'الوصول والإرادة السياسية'، مستشهدة بتجارب سابقة خلال فترات وقف إطلاق النار المؤقتة، حيث أثبت المجتمع الدولي قدرته على إيصال المساعدات بكفاءة عند توفر الظروف المناسبة. 'دعونا نعمل'.. نداء يتجاوز السياسة في ختام نداءها، خاطبت الأونروا الضمير العالمي قائلة: 'دعونا نقوم بعملنا.. يجب رفع الحصار فورًا، ويجب إدخال الوقود، ويجب وقف إطلاق النار الآن'. وأكدت أن ما يجري في غزة ليس أزمة مؤقتة، بل 'انهيار شامل للحياة'، داعية إلى اتخاذ قرارات شجاعة قبل أن يفقد العالم آخر بصيص أمل في إنقاذ الأرواح. مجاعة تلوح في الأفق التحذيرات الأممية تتقاطع مع تقديرات منظمات إنسانية أخرى تحدثت عن 'نقطة اللاعودة' التي تجاوزها الوضع في غزة، مشيرة إلى أن المجاعة باتت واقعا يوميا لا مجرد خطر محتمل. ملايين المحاصرين بلا طعام، بلا ماء، بلا دواء، بينما العالم يراقب من بعيد، عاجزًا أو مترددًا. في غزة، لم يعد السؤال 'متى ينتهي الحصار؟'، بل 'هل يبقى أحد على قيد الحياة حين ينتهي؟'. الشرق الأوسط على مفترق طرق بانتظار قرار 'أبو صهيب': اتفاق مشرف أو حرب لا هوادة فيها بين التهدئة والانفجار، يترقّب الشرق الأوسط قرار القائد الجديد لكتائب القسام، عز الدين الحداد، المعروف بلقب 'أبو صهيب'، والذي بات يشغل حاليًا القيادة الفعلية للجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة، بحسب ما كشفت عنه صحيفة نيويورك تايمز نقلًا عن مصادر استخباراتية في الشرق الأوسط ومسؤولين إسرائيليين. ويحمل الحداد، في منتصف الخمسينيات من عمره، تاريخًا طويلاً داخل الحركة، ويُعد أحد أبرز العقول المدبرة لهجوم 7 أكتوبر 2023، المعروف باسم 'طوفان الأقصى'، الذي أودى بحياة نحو 1200 إسرائيلي وأدى إلى أسر قرابة 250 شخصًا، بينهم جنود، وتُشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن أكثر من 883 جنديًا قُتلوا منذ بداية الحرب على غزة. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العميد إيفي ديفرين، أكد أن الحداد بات الآن يقود 'حماس' فعليًا في غزة، ووفق مصادر أمنية، فإن صعوده في هرم القيادة يعكس توجّهًا متصلبًا من الحركة، إذ يعارض الحداد بشدة أي صفقة تُفضي إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دون تحقيق شرطين أساسيين: وقف الحرب بشكل كامل وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع. وبينما تضغط واشنطن من أجل هدنة مبدئية مدتها 60 يومًا، يأمل الوسطاء في دفع الطرفين نحو تسوية دائمة، لكن القرار الحاسم يبقى بيد 'أبو صهيب'، الذي ظهر في مقابلة نادرة عبر قناة 'الجزيرة' ليؤكد أن حماس 'لن تقبل بأي اتفاق لا يشمل وقف الحرب، وسحب الاحتلال، ورفع الحصار، وبدء الإعمار، وتحرير الأسرى'. ويصفه مسؤولون أمنيون إسرائيليون بأنه شخصية حذرة ومتشددة، يحتفظ بنفس 'الخطوط الحمراء' التي تمسّك بها قادة حماس السابقون، ويتحدث الحداد العبرية بطلاقة، ويُعتقد أنه قضى بعض الوقت مع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في شمال غزة، ما يمنحه فهمًا دقيقًا لتأثير الورقة التي يمتلكها. وفي الأسابيع الأخيرة، صعّد الحداد من لهجته، مؤكدًا في تصريحات مغلقة ومتداولة عبر وسطاء أن 'الخيار الآن بين اتفاق مشرف ينهي الحصار والاحتلال، أو حرب تحرير واستشهاد لن تتوقف'. الحداد دفع ثمنًا شخصيًا للحرب، إذ قُتل نجله الأكبر 'صهيب' خلال الغارات، كما أعلنت إسرائيل في أبريل مقتل أحد أقرب مساعديه، محمود أبو حسيرة، ويُعد الحداد أحد آخر أعضاء المجلس العسكري الأعلى لحماس الذين لا يزالون على قيد الحياة.


عين ليبيا
منذ 4 ساعات
- عين ليبيا
ترامب يوقّع قانون خفض الضرائب وتقليص الإنفاق «الأكثر شعبية في تاريخ أمريكا»
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم السبت، توقيعه رسميًا على مشروع قانون خفض الضرائب وتقليص الإنفاق الحكومي، مؤكدًا أنه أصبح الآن قانونًا نافذًا في البلاد، واصفًا إياه بأنه 'الأكثر شعبية في تاريخ الولايات المتحدة'. وفي تصريحات أدلى بها من البيت الأبيض عقب التوقيع، قال ترامب: 'هذا القانون هو الأكثر شعبية سواء بين العسكريين أو المدنيين، إنه القانون الأكثر شعبية على الإطلاق'، في إشارة إلى الدعم الواسع الذي يحظى به داخل القواعد الجمهورية، وفق تعبيره. وكان مجلس النواب الأمريكي قد أقر مشروع القانون يوم الخميس الماضي بأغلبية ضئيلة بلغت 218 صوتًا مقابل 214، بعد أن صوّت عليه مجلس الشيوخ بالإجماع يوم الثلاثاء، ليُحال بعد ذلك إلى البيت الأبيض لتوقيعه من الرئيس. ويتضمن القانون الجديد تخفيضات واسعة في الضرائب، بالإضافة إلى تقليص كبير في الإنفاق الحكومي، لا سيما على برامج شبكات الأمان الاجتماعي. كما يلغي جزءاً من سياسات الطاقة النظيفة التي أطلقها الرئيس السابق جو بايدن، ويوجه التمويل نحو أولويات مثل تشديد الرقابة على الهجرة غير الشرعية. وبحسب مراقبين، استغل ترامب نفوذه داخل الحزب الجمهوري من خلال جلسات ضغط مكثفة في البيت الأبيض ولقاءات غير رسمية في ملاعب الغولف لإقناع النواب الجمهوريين المترددين بدعم المشروع، خاصة في ظل انقسامات داخل التيار المحافظ بين مؤيدين للتخفيضات وبين معارضين لها خشية تفاقم العجز في الميزانية. وواجه المشروع معارضة من بعض الجمهوريين المعتدلين، خصوصًا في الولايات المتأرجحة، والذين أعربوا عن مخاوفهم من تأثير التخفيضات على برنامج 'ميديكيد' الصحي المخصص للفئات ذات الدخل المحدود. ويُعد هذا القانون من أبرز إنجازات إدارة ترامب على الصعيد الاقتصادي، وسط توقعات بأن يترك تأثيرًا ملموسًا على الميزانية الفيدرالية، وسياسات الضرائب، وبرامج الإنفاق الاجتماعي خلال الفترة المقبلة، كما يُنتظر أن يكون ورقة محورية في حملته الانتخابية المقبلة.