logo
19 Jul 2025 21:27 PM أرسلان يُناشد: للتحرّك والضغط لتأمين ممرات آمنة لشحنات الأدوية والغذاء

19 Jul 2025 21:27 PM أرسلان يُناشد: للتحرّك والضغط لتأمين ممرات آمنة لشحنات الأدوية والغذاء

MTVمنذ يوم واحد
كتب رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان عبر حسابه على منصّة "إكس": "نتواصل بشكلٍ مستمر مع أهلنا في السويداء، الذين يمرّون بظروفٍ قاسية ومصيرية. ‏الوضع الأمني يتّجه نحو التهدئة والاستقرار، الذي نرجوه ونسأل الله أن تنعم به كل سوريا كما لبنان. ‏إلّا أنّ الوضع المعيشي والإنساني أكثر من مزرٍ ودقيق، وعليه نناشد المنظمات الدولية المعنية، والدول العربية، وكل من يعنيه الأمر، التحرّك والضغط لتأمين ممرات آمنة لشحنات الأدوية والغذاء، بالإضافة إلى فتح ممر للوصول إلى المشفى الوطني لانتشال الجثث جرّاء المجزرة الأليمة التي وقعت فيه. اتقوا الله… وتحرّكوا!".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حكاية 'الحزب' مع ورقة باراك وخلفيات اختلافه مع السلطة
حكاية 'الحزب' مع ورقة باراك وخلفيات اختلافه مع السلطة

صوت لبنان

timeمنذ 3 دقائق

  • صوت لبنان

حكاية 'الحزب' مع ورقة باراك وخلفيات اختلافه مع السلطة

كتبت غادة حلاوي في 'المدن': حتى ليل أمس، استمرت اجتماعات اللجنة الثلاثية لإعداد الرد اللبناني على ورقة المقترحات الأميركية، التي من المنتظر أن يتسلّمها الموفد الأميركي توم باراك خلال زيارته الحالية إلى لبنان. ويمكن اختصار فحوى الرد بأنه يتمحور حول استعداد لبنان لتنفيذ القرارات الدولية، ولا سيما تلك التي تنص على حصرية السلاح بيد الدولة، والتي ستكون الجهة الوحيدة المخوّلة اتخاذ قرار السلم والحرب. إلا أن الأهم يبقى في مطالبة لبنان بضمانات مقابل أي صيغة توافق جديدة، على أن تكون الخطوة الأولى من الجانب الإسرائيلي، من خلال إعلان وقف عدوانه على لبنان. وهذه الصيغة، سبق أن تحدث عنها باراك، عندما اقترح وقف الاعتداءات لفترة وجيزة كاختبار للجانب اللبناني، أو إعلان هدنة لمدة أسبوعين. وفي وقت تضع اللجنة المكلّفة اللمسات الأخيرة على صياغة الورقة اللبنانية، والتي لن تقتصر على كونها مجرّد رد على المقترحات، يعكف حزب الله على دراسة خياراته. فرفضه لورقة باراك لا يعني القطيعة مع الدولة بشأن الخطوات المستقبلية المتصلة بملف السلاح. ومن خلال تصريحات أمينه العام، الشيخ نعيم قاسم، تُسجَّل ملاحظات من الحزب تتجاوز مضمون الورقة الأميركية، لتطال أداء السلطة في التعاطي معها. وهنا تحديدًا، يُسجّل اختلاف في القراءة بين طرفَي الثنائي، حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري، من دون أن يُعدّ ذلك خلافًا بالمعنى السلبي للكلمة. ورقة بشروط تعجيزية فحزب الله، الذي اعترض على مجرد قبول ورقة تتضمن شروطًا أميركية اعتبرها تعجيزية، يرى أن واشنطن لن تكتفي بما طُرح، بل ستواصل التصعيد ورفع سقف مطالبها، معتبرًا أن لبنان تسلّم، فعليًا، ورقة استسلام وليس مجرد اقتراحات. أما بري، وبوصفه رئيسًا لمجلس النواب وممثلًا للسلطة الثانية، فقد تسلّم الورقة الأميركية، ووافق على المشاركة إلى جانب الرئاستين الأولى والثالثة في مناقشتها. وعلى الرغم من تفهّمه لملاحظات حزب الله وتحفّظاته، فإن هواجسه من اندلاع عدوان إسرائيلي محتمل، دفعته إلى التعاطي مع الورقة في إطار النقاش الرسمي اللبناني. وفي ظل هذا التباين، تم التوافق على صياغة مقترحات لبنانية تُعرض على حزب الله للتشاور بشأنها، مع التزام الجميع بها متى أُقرّت. ومن هنا بدأت المشاورات على أكثر من خط: بين حارة حريك، عين التينة، وبعبدا. كان المطلوب من حزب الله إبداء مرونة تجاه أي مقترح لبناني يتعلق بحصرية السلاح بيد الدولة أو بقرار السلم والحرب، استنادًا إلى القرارات الدولية التي سبق أن التزم بها لبنان. واعتُبرت هذه الصيغة مخرجًا لموقف الحزب الرافض لمناقشة الورقة الأميركية، إذ يرى أن مسألة السلاح شأن داخلي يُناقش حصريًا مع رئيس الجمهورية، من دون أي تدخل خارجي. جرّ لبنان إلى طاولة أميركا لم يُعر حزب الله اهتمامًا لما قاله باراك بشأن كونه حزبًا سياسيًا، وأن المطلوب فقط هو تسليم السلاح الثقيل لحماية إسرائيل. فقد رأى في ذلك غزلاً لا يعكسه مضمون الورقة، ولا المهلة الزمنية المفروضة على لبنان لسحب السلاح، ولا الاتهامات الموجّهة للجيش بالتقصير، والتي بدت وكأن الهدف منها هو الدفع نحو صدام بين الجيش والحزب لانتزاع السلاح بالقوة. من وجهة نظر الحزب، نجح الأميركيون في جرّ لبنان إلى طاولة التفاوض وفق شروطهم، بينما كان بإمكان لبنان رفض الدخول في أي نقاش جديد، والتمسّك بالاتفاقات القائمة، ومطالبة إسرائيل بتطبيقها. ولهذا، رفض الحزب الورقة الأميركية منذ البداية، واستغرب الرد الأميركي على ورقة لبنان متجاهلاً الهواجس اللبنانية. وأمام الشروط الأميركية التي تحدد مهلًا وخطوات يفترض بلبنان تنفيذها، برز التوجّه إلى الاستناد إلى القرارات الدولية كمخرج مناسب لصياغة الرد اللبناني، بشكل لا يستفز واشنطن، وفي الوقت ذاته يُرضي حزب الله. وقد استُند في هذا السياق إلى بنود اتفاقية الهدنة، والقرار 1701، واتفاق الطائف، لتأكيد أن لبنان ينفذ التزاماته الموثقة، من دون تقديم تعهدات جديدة. وعلى هذا الأساس، جرى النقاش مع الحزب. ومن بين الأفكار التي طُرحت على حزب الله: التأكيد على التزام لبنان باتفاقية الهدنة وسائر القرارات الدولية التي تؤكد حصرية قرار السلم والحرب بيد الدولة، مع التشديد على أن النقاش مع الحزب سيكون حول الصيغة اللبنانية، لا الشروط الأميركية. باب الحوار انحصرت اللقاءات التشاورية في تبادل الأفكار واستشراف إمكانات تتيح للبنان تقديم اقتراحات جديدة هدفها منع التصعيد الإسرائيلي وتقليل الضغط الأميركي. منذ البداية، رفض حزب الله مناقشة مضمون الورقة الأميركية، معتبرًا أن لبنان كان يجب أن يجرّ الأميركي إلى ملعبه، لا العكس، من خلال التمسك باتفاق وقف إطلاق النار ورفض مناقشة أي صيغة بديلة قبل تنفيذه. ولهذا، تعمّد الحزب عدم منح شرعية للمقترحات الأميركية، لكنه، في الوقت نفسه، لم يغلق باب الحوار مع السلطة، وأبلغها استعداده لمناقشة الملفات معها حصريًا. ويمكن إدراج رفع سقف التصعيد في المواقف، الذي ورد في خطاب أمينه عام حزب الله حزب الله، ضمن نظرية باراك نفسه: 'التفاوض يتطلب أحيانًا رفع السقوف من الطرفين لبلوغ نقطة التقاء في المنتصف'. فهل كان هدف الحزب دعم موقف الدولة التفاوضي؟ يستغرب حزب الله كيف أن ورقة الموفد الأميركي لم تتطرق إلى أي ضمانات مفترضة، ولم تُجب على الهواجس اللبنانية، ولم تأتِ على ذكر الانسحاب الإسرائيلي. وما تطلبه السلطة من الأميركيين هو خطوة تُعزز موقعها التفاوضي تجاه الحزب. وبحسب المعلومات، فإن من بين المطالب اللبنانية التي طُرحت على باراك: وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، والانسحاب من النقاط التي لا تزال محتلة، تمهيدًا للانتقال إلى نقاش جدي حول مسألة السلاح، وفق منطق 'خطوة مقابل خطوة'، شرط أن تكون الخطوة الأولى من جانب إسرائيل. وفي اللقاء مع باراك، طرح الرئيس بري سؤالًا صريحًا: 'كيف يمكن بدء النقاش بينما يتواصل العدوان الإسرائيلي؟' أما قصر بعبدا، فكان أكثر تشددًا، معتبرًا أن وقف العدوان شرط إلزامي لأي مسار تفاوضي. لكن، وبموازاة النقاش حول الورقة الأميركية، جاءت التطورات الخطيرة في سوريا لتعيد ملف السلاح إلى واجهة الأولويات. إذ يخشى حزب الله من اندلاع حرب إسرائيلية مزدوجة على جبهتَي الجنوب والبقاع، معتبرًا أن سلاحه بات اليوم مطلبًا شعبيًا. فمن يضمن ألا يواجه العلويون المصير ذاته الذي واجهه الدروز؟ ومن يضمن عدم امتداد التهديد إلى لبنان، وخصوصًا إلى حزب الله نفسه؟ هكذا تتشابك التعقيدات، سواء في الورقة الأميركية التي يعتبرها الحزب 'مستحيلة'، أو في ما تفرضه تطورات سوريا من حسابات دقيقة وارتدادات خطيرة سيعكسها باراك في لقاءاته اليوم.

البابا يزور لبنان في تشرين الثاني؟!
البابا يزور لبنان في تشرين الثاني؟!

تيار اورغ

timeمنذ 33 دقائق

  • تيار اورغ

البابا يزور لبنان في تشرين الثاني؟!

جوزف القصيفي نقيب محرري الصحافة - تؤكّد مصادر ديبلوماسية على صلة وثيقة بالفاتيكان «أنّ الكرسي الرسولي شديد القلق على الوضع في بلدان الشرق الأوسط على إثر التطورات الدرامية التي أعقبت «طوفان الأقصى». ونقلت هذه المصادر عن مسؤولين كبار في الحاضرة، أنّ البابا لاوون الرابع عشر خائف من أن يكون التنوّع الديني ضحية المتغيّرات التي حدثت في سوريا على إثر سقوط نظام بشار الأسد، ونشوب أحداث ذات صبغة طائفية ومذهبية طاولت شراراتها العلويِّين والمسيحيِّين في الساحل السوري وحمص ودمشق، والشيعة في منطقتَي السيدة زينب في العاصمة والقصير، وأنّ ما يحصل حالياً من عنف غير مسبوق في السويداء تجاه الدروز الذين يتصدّون بقوّة لكل حملات الاستهداف، يندرج في سياق المخطّط الاستئصالي الذي يرمي إلى قيام مجتمعات غير تعدّدية، قائمة على الأحادية في دول الطوق المحيطة لإسرائيل، لتبقى لها اليَد العليا في المنطقة. ويستحضر الفاتيكان صورة العراق بعد الغزو الأميركي له في العام 2003، والذي كان السبب الرئيس في تصاعد التنظيمات المتطرّفة ذات الطابع الأصولي والتكفيري التي خرج من رحمها «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام» (داعش). وقد تسبّب ذلك بتناقص هائل في عدد مسيحيِّي بلاد الرافدَين بعدما غادروها إلى بلدان الهجرة الدائمة، أو إلى سهل نينوى في إقليم كردستان - العراق. ويؤكّد المطّلعون على سياسة البابا لاوون الرابع عشر، أنّه لا يشارك رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب كثيراً من آرائه السياسية والاجتماعية، وفي بعض المحطات يبدوان على طرفَي نقيض، لكن من دون أن تأخذ العلاقات بينهما أي منحى صدامي. فهما استبقيا هامشاً من التأثير المتبادل يمكّنهما من التوافق حول كثير من القضايا. على أنّ الفاتيكان الذي لم يُخفِ غضبه وألمه من المذبحة الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة، التي لا تُميِّز بين المدنيِّين والمقاتلين، ودور العبادة المسيحية والمساجد والمستشفيات وفِرَق الإسعاف، هو في الوقت عينه يُكثّف متابعته للشأن اللبناني، مُعرباً عن رفضه للانتهاكات اليومية لاتفاق وقف النار، وتزداد شكوكه حيال نيّات إسرائيل في مضاعفة الضغط مدعومة من الولايات المتحدة الأميركية على الحكومة اللبنانية، لدفعها إلى حل موضوع حصرية السلاح بأي وسيلة، ولو كانت عنفية، والإصرار على مبدأ التسليم ثم الحوار. وهذا دونه عقبات قد تؤدّي إلى اهتزاز السلم الأهلي، وافتعال توترات مذهبية. وإن حصل ذلك - لا قدّر الله - فلن يكون في مصلحة الوجود المسيحي في لبنان الذي يُعاني أيضاً من نزف الهجرة الشبابية الحاد. ومن هنا، فإنّ الكرسي الرسولي يعمل لدى واشنطن لضبط إيقاعها لموضوع حصر السلاح بيَد السلطة اللبنانية على عقارب ساعة بعبدا وتحديداً الرئيس جوزاف عون، الذي يعرف طريقة مقاربة الموضوع، كونه كان قائداً للجيش ويُدرك جيداً طبيعة الأرض، ويُلمّ بالتوقيت المناسب. في ضوء هذه الأجواء والمعطيات، يجتهد المسؤولون في دوائر الفاتيكان لوضع تصوّر يساعد لبنان في عبور استحقاقاته الكبرى بالحدّ الأقصى من التوافق الممكن. وهناك بحث جاد في زيارة يقوم بها البابا للبنان. وذكر مرجع روحي على إطلاع واسع، أنّه قد تكون هناك زيارة مرتقبة للبابا إلى وطن الأرز في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، من دون أن يجزم أو يُقدِّم مزيداً من التفاصيل. وربما تأتي هذه الزيارة - إذا تقرّرت - تعويضاً عن تجاهل البابا فرنسيس لبنان في الجولات التي قام بها سابقاً إلى عدد من الدول العربية مثل: مصر، الإمارات العربية المتحدة، العراق والبحرين، حيث التقى شيخ الازهر، وآية الله السيستاني، وشارك في إعلان وثيقة «الأخوة الإنسانية» وتوقيعها في أبو ظبي، وألقى كلمة مهمّة في «منتدى البحرين للحوار» الذي نظّم مؤتمراً بعنوان: «الشرق والغرب من أجل تعايش إنساني». كان غريباً ولافتاً ألّا يزور البابا فرنسيس في حينه لبنان، وهو البلد الذي لم يَغِب عن تصريحاته وأدبياته يوماً. وقيل في تفسير ذلك الكثير، ممّا لا فائدة من إيراده سوى إثارة عدد من المشكلات وفتح كثير من الملفات التي يُفضِّل المعنيّون أن تظل مغلقة. وفي أي حال، فإنّ لبنان يظلّ في قلب الكرسي الرسولي وعينه، لأنّه المعقل الأخير للتنوّع الإرادي، التاريخي، الحضاري والتلقائي، في المشرق العربي، لا التنوّع الذي تفرضه الإعتبارات الوظيفية. ومن هنا جاء تعريف البابا يوحنا بولس الثاني له بـ «وطن الرسالة».

سامراء.. ذكرى الفاجعة الأليمة
سامراء.. ذكرى الفاجعة الأليمة

شبكة النبأ

timeمنذ 33 دقائق

  • شبكة النبأ

سامراء.. ذكرى الفاجعة الأليمة

لم تكن فاجعة سامراء مجرد عبوة ناسفة، بل محاولة لنسف روح الأمة من الداخل. غير أن الحرم الذي أُعيد بناؤه، كان في حقيقته إعادة بناء للكرامة، والعقل، والضمير الإسلامي. واليوم، تقع مسؤولية الوحدة على عاتق كل من يملك قلمًا أو منبرًا، عقلًا أو ضميرًا، إذ لا مستقبل لهذه الأمة... أولًا: الجذور العقائدية للتكفير واستهداف المقدسات في عمق البنية الذهنية للتيارات التكفيرية، تتجلّى مفارقة فكرية خطيرة، تتمثل في تحويل التوحيد من عقيدة جامعة إلى أداة للإقصاء والتفجير. فهذه التيارات، التي خرجت من عباءة الوهابية وامتدادات 'السلفية الجهادية'، لم تكتفِ بتشويه مفهوم التوحيد، بل حوّلته إلى سلاح يؤدي الى سفك الدماء وهدم الرموز الدينية. اختزال التوحيد في مظاهره الشكلية، هو أول معاقل الانحراف. فتعظيم القبور أو زيارة أولياء الله الصالحين يُعدّ عندهم شركًا، مستندين إلى تأويل قاصر للآيات الكريمة، كقوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) [الجن: 18]، وهم يغفلون عن سياق الآية ومقاصدها الكبرى، ويغلقون أعينهم عن سيرة النبي صلى الله عليه واله نفسه في زيارته لقبور البقيع وأمه وسائر المؤمنين. ومن ثم، تكفير كل مخالف في العقيدة تحت مظلة 'الولاء والبراء'، فكل من لم يؤمن بتصورهم المحدود للعقيدة، من الشيعة والصوفية، بل حتى من عموم أهل السنة، يصبح عندهم هدفًا مشروعًا للقتل والتكفير. يضاف إلى ذلك تبنّيهم لفكر 'الجاهلية المعاصرة'، الذي استُنبط من تنظيرات سيد قطب، وتحوّل على يد 'السلفية الجهادية' إلى منصة لتكفير المجتمعات برمتها، وتبرير الإرهاب بوصفه 'جهادًا ضد الجاهلية'. ثم يأتي الانبهار والتقديس غير المشروط لتراث ابن تيمية، الذي كان من أبرز المنظّرين لشرعنة هدم القبور، إذ يقول في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم: 'فإن البناء على القبور من وسائل الشرك، ويجب هدمه.' وهكذا جُعلت نصوصه -لا الوحي الإلهي- مرجعية مقدّسة تعلو على سائر العقل والدليل والنصوص الأخرى. لم يكن استهداف المرقد الطاهر للإمامين العسكريين (عليهما السلام) في سامراء عام 2006 حدثًا عرضيًا أو مجرد عمل إرهابي عابر، بل كان ضربًا مقصودًا لرمز وجودي في الوعي الشيعي، ومحاولة ممنهجة لإشعال فتيل الفتنة الكبرى في العراق والمنطقة. فسامراء، بكونها تحتضن الإمامَين العسكريين، وتشكّل بوابة الغيبة الكبرى للإمام المهدي (عج)، تمثل عقدة الوصل الروحي والعقائدي في العقل الشيعي. وضربها لم يكن موجّهًا للحجر، بل للهوية. وكانت الغاية كذلك إعادة إنتاج النزاع المذهبي في أبشع صوره، عبر استفزاز مشاعر الملايين، ودفعهم نحو ردود فعل انتقامية، ليبدو المشهد حربًا أهلية، لا عدوانًا تكفيريًا يستهدف الجميع. ثم جاءت الكارثة في لحظة دقيقة من التحول السياسي بعد سقوط النظام البعثي، لتنسف أي أمل في بناء دولة جديدة، ولتفتح الطريق أمام الانفجار الأمني والطائفي. وما خفي كان أعظم: إذ خدمت هذه العملية مشاريع الاحتلال والتقسيم، ومكّنت القوى الخارجية من التدخل بحجة حماية الطوائف، أو تحقيق التوازن المزعوم بين المكونات، فكان الدم هو الثمن، والمقدسات هي الضحية. ثالثًا: تداعيات الزلزال… من سامراء إلى العالم 1- الآثار الفورية: سرعان ما اندلعت الفتنة الطائفية العارمة، واجتاح العنف شوارع العراق من شماله إلى جنوبه. قُتِل الآلاف، واستُهدِفت مئات المساجد، وفُقِد الأمان الاجتماعي، وكاد الوطن أن يُمزق في نار الانتقام الأعمى. تبدّدت البوصلة عن العدو الحقيقي؛ فانشغل الداخل الشيعي والسني بمعارك صغيرة، تاركين التنظيمات التكفيرية تنمو وتتمدّد. وكانت النتيجة ولادة 'داعش' من رحم الغفلة والدم. 2- الآثار البعيدة: على مستوى العالم الإسلامي، تعززت الشكوك بين السنة والشيعة، حتى في المجتمعات المسالمة التي لم تعرف النزاع المذهبي من قبل، كالهند وماليزيا وأوروبا. وتم توظيف التجربة العراقية لتأجيج الصراعات الأخرى: في سوريا طُرحت الحرب كصراع طائفي، وفي اليمن تم تسويغ العدوان تحت ذريعة 'مواجهة التشيع السياسي'. وفي الخارج، كان المشهد فرصة ذهبية لتكريس الإسلاموفوبيا، إذ صارت صور القبور المهدّمة والمساجد المفجّرة عنوانًا للإسلام في الإعلام العالمي. رابعًا: الكلمة في مواجهة الرصاصة… دور العلماء والمراجع في مواجهة هذا الفكر الظلامي، لابدّ من كلمة تضاهي الصرخة، وعقل يعادل المدفع، وفقه يعيد التوازن إلى ميزان الدين. وقد كان لمراجع الأمة، وفي طليعتهم السيد السيستاني، موقف أخلاقي وتاريخي حاسم، حين قال: 'لا تقولوا إخواننا أهل السنة، بل هم أنفسنا.' في لحظة كان يمكن فيها أن يتفكك العراق. الأدوار المطلوبة: تفكيك بنية التكفير بأدلة القرآن والعقل، وإحياء سيرة النبي صلى الله عليه واله الذي قال: 'كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها فإنها تذكّركم الآخرة.' التمييز بين العقيدة والعيش المشترك؛ فالوحدة لا تعني الذوبان، بل الاحترام، والتعايش لا يعني التنازل، بل الاتفاق على المشترك. إحياء التراث السنّي الرافض للتكفير، بنشر أقوال العلماء الكبار، كالإمام النووي، والسيوطي، والذهبي، وابن حجر الهيتمي، الذين نصّوا على أن الشيعة مسلمون. الخطوات العملية: 1- تأسيس مجامع علمية مشتركة سنّية وشيعية. 2- توحيد الخطاب الديني في الإعلام ضد التكفير. 3- إطلاق برامج تأهيلية في الحوزات والجامعات لتفنيد الفكر الوهابي بعمق وموضوعية. خامسًا: بناء الضريح المقدس كان بناء المرقد الشريف من جديد إعلانًا صريحًا أن الإرهاب لا يقتل الذاكرة، ولا يهزم الروح. فالحجر الذي يُهدم يمكن أن يُبنى، أما الإيمان فمتى اشتدّت عليه العواصف، ازداد رسوخًا. لم تكن إعادة البناء مجرد ترميم، بل كانت رسالة تحدٍّ وصمود، وعهدًا جديدًا على مواصلة الولاء رغم الجراح. وقد وحّدت هذه الفاجعة جهود المؤمنين، شيعة وسنّة، من مختلف البلاد، في صورة نادرة للتكاتف الإسلامي حول القيم لا الطوائف، وحول المقدسات لا السياسات. سادسًا: وحدة الأمة رغم أن المشهد مظلم أحيانًا، إلا أن وحدة الأمة ليست أُمنية طوباوية، بل مشروع قابل للتحقّق، متى توفّرت ثلاثة شروط: 1- النية الصادقة للخروج من نفق الاحتراب. 2- الخطاب العقلاني الذي يقدّم الإنسان على الانتماء، والدين على التعصّب. 3- وعي العلماء والنخب بمسؤوليتهم التاريخية في إعادة بناء الجسور. لم تكن فاجعة سامراء مجرد عبوة ناسفة، بل محاولة لنسف روح الأمة من الداخل. غير أن الحرم الذي أُعيد بناؤه، كان في حقيقته إعادة بناء للكرامة، والعقل، والضمير الإسلامي. واليوم، تقع مسؤولية الوحدة على عاتق كل من يملك قلمًا أو منبرًا، عقلًا أو ضميرًا، إذ لا مستقبل لهذه الأمة في ظل الطائفية، ولا مجد يُرتجى في ظل التكفير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store