logo
فايننشال تايمز: بعد الحرب الأمريكية- الإسرائيلية الإصلاحيون والمتشددون يعيدون صراعهم حول مستقبل إيران

فايننشال تايمز: بعد الحرب الأمريكية- الإسرائيلية الإصلاحيون والمتشددون يعيدون صراعهم حول مستقبل إيران

القدس العربي ١٦-٠٧-٢٠٢٥
لندن – 'القدس العربي':
نشرت صحيفة 'قايننشال تايمز' تقريرا لمراسلتها نجمة بوزجمهر قالت فيه إن إيران تشهد تنافسا بين المتشددين والإصلاحيين في مرحلة ما بعد الضربة الإسرائيلية. وقالت إن المتشددين الإيرانيين أشعلوا من جديد صراعهم المر على السلطة مع الساسة الإصلاحيين بعد حرب الـ 13 يوما مع إسرائيل، والتي أثارت تنافسا حادا حول مستقبل الجمهورية الإسلامية.
وتقول الصحيفة إن انتكاسات إيران على يد إسرائيل والولايات المتحدة، ومقتل كبار القادة العسكريين وتدمير منشآت البلاد النووية إلى حد كبير، أدت إلى تأجيج الاتهامات المتبادلة والنقاش الحاد داخل الجمهورية الإسلامية في الأيام الأخيرة. فقد هاجم المتشددون الأيديولوجيون، الذين يدعون إلى عداوة دائمة مع الغرب، إمكانية إعادة التواصل مع الولايات المتحدة وهاجموا الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان، الذي أشار هذا الأسبوع إلى أنه لا يزال منفتحا على المفاوضات مع واشنطن.
وكتب بزشكيان على منصة إكس يوم الإثنين قائلا: ''ما زلنا نعتقد أن نافذة الدبلوماسية مفتوحة وسنسعى بجدية إلى هذا المسار السلمي'. ويجادل الإصلاحيون بأن الجمهورية الإسلامية لا يمكنها البقاء إلا من خلال مضاعفة الجهود الدبلوماسية وتخفيف قيودها الأيديولوجية وفتح اقتصادها. وقد أثار الرئيس غضبا بين النواب المتشددين بعدما حاول التخفيف من شعار 'الموت لأمريكا' بعد مقابلة مع الشخصية الإعلامية المحافظة تاكر كارلسون. وزعم بزشكيان أن الشعار الذي يعتبر رمزا للجمهورية الإسلامية منذ عام 1979 يجب ألا يفهم حرفيا. وكتب إليه عدد من النواب في البرلمان، بعد المقابلة وعبروا عن انتقادهم له، حيث حذر النائب أمير حسين سابيتي من 'تحول في نهج البرلمان' لو لم تغير الحكومة من مسارها، وهو ما فسره بعض المراقبين بأنه أسلوب نحو محاكمة البرلمان للرئيس.
ونقلت الصحافة المحلية عن أحد النواب المتشددين وهو أبو الفضل زهرفند قوله: 'كنت قلقا' من تعليقات بزشكيان. وقال إن 'الرئيس يفتقد الحد الأدنى من المؤهلات لهذا المنصب، وبيَّض الولايات المتحدة. وقد استنتجنا أن المهمة الرئيسية للحكومة هي وضع نهاية للثورة الإسلامية'.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الإيرانية دخلت في عدة جولات من المحادثات قبل أن تشن إسرائيل هجماتها ضد إيران ودخول الولايات المتحدة إلى جانبها في 24 حزيران/يونيو.
ويقول المسؤولون الإيرانيون إن الهجوم أدى لمقتل أكثر من ألف شخص، معظمهم من المدنيين، ولكنه أدى إلى إيقاظ النزعة الوطنية. إلا أن المتشددين، الذين التزموا الصمت إلى حد كبير خلال الصراع حرصا على الوحدة الوطنية، جادلوا منذ ذلك الحين بأن الحرب بررت معارضتهم للمحادثات، وأظهرت أن المزيد من الدبلوماسية لن يمنع الهجمات الأمريكية أو الإسرائيلية المستقبلية. وقال حميد رضا تراغي، وهو سياسي متشدد: 'الآن، أكثر من أي وقت مضى، عززت هذه المواجهة مع الولايات المتحدة وإسرائيل خطابنا القائل بأن هذا العداء، المتجذر في ديننا، يجب أن يكون مقياسا للصواب والخطأ. لقد فقد الإصلاحيون مصداقيتهم في حججهم ودعمهم للمحادثات مع الولايات المتحدة'.
ومن جانبهم يخشى الإصلاحيون أن تقود المواجهة مع المتشددين إلى عدوان خارجي جديد، حيث استخدم أحد رجال الدين على التلفزيون التابع للدولة فتوى لإطلاق حملة لجمع التبرعات وعرض مكافأة مالية على رأس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ويقول المحلل الإصلاحي سعيد ليلاز: 'المتشددون لا يقدمون أي نهج للمضي قدما ويفتقرون إلى الدعم الشعبي'. و 'قلقهم الرئيسي ليس الأيديولوجيا، بل استبعادهم من أي اتفاق أمريكي مستقبلي'. ويصر الدبلوماسيون الإيرانيون، كما فعلوا قبل الحرب، على أن طهران لن تتنازل عن مطلبها بمواصلة تخصيب اليورانيوم محليا كجزء من أي اتفاق جديد، وهو أحد المواقف الرئيسية للولايات المتحدة. وتقول إيران إن برنامجها النووي سلمي. ولكن من المتوقع أن يتخذ المرشد الأعلى للبلاد، آية الله علي خامنئي، البالغ من العمر 86 عاما، أي قرارات نهائية بشأن استراتيجية إيران لما بعد الحرب، على الرغم من أنه انسحب إلى حد كبير من المشهد العام منذ الصراع.
ومع ذلك، لم يسعَ الإصلاحيون إلى التأثير على العلاقات الخارجية فحسب، بل سعوا أيضا إلى إحداث تغييرات جذرية في الداخل. وفي الأسبوع الماضي، أصدر نحو 200 من خبراء الاقتصاد والمسؤولين الإصلاحيين السابقين بيانا يدعو إلى 'تغيير في نموذج الحكم'، وحثوا إدارة بيزيشكيان على مواصلة الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وأوروبا، ومراجعة السياسات المالية، ومكافحة الفساد لاستعادة ثقة الجمهور.
كما دعا مير حسين موسوي، رئيس الوزراء السابق الذي يخضع للإقامة الجبرية منذ عام 2011، إلى إجراء استفتاء وطني لإنشاء برلمان دستوري وبدء عملية انتقال سياسي. ولكن لا يوجد ما يشير إلى أن مراكز القوة في إيران، وبخاصة الحرس الثوري الإسلامي الذي يعد أقوى مؤسسة في البلاد، ستسمح له بدور في تشكيل المستقبل.
وصدرت أحكام جديدة مفاجئة الأسبوع الماضي على مصطفى تاج زاده، وهو سجين سياسي بارز آخر، ستبقيه في السجن حتى عام 2032. وقال كريم، وهو تاجر أغذية في طهران، اختار عدم تقديم اسمه الكامل: 'يبدو أن الناس ينتظرون ليروا ما سيحدث في هذا الصراع الداخلي على السلطة'، و 'لكن السياسيين قد لا يدركون أن الوقت ينفد وأنهم بحاجة إلى اتخاذ قراراتهم بسرعة كبيرة'.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يأمر بنشر غواصتين نوويتين رداً على تصريحات روسية "استفزازية"
ترامب يأمر بنشر غواصتين نوويتين رداً على تصريحات روسية "استفزازية"

العربي الجديد

timeمنذ 11 ساعات

  • العربي الجديد

ترامب يأمر بنشر غواصتين نوويتين رداً على تصريحات روسية "استفزازية"

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه أمر بنشر غواصتين نوويّتين رداً على تصريحات "استفزازية للغاية" أدلى بها مسؤول روسي. وجاء في منشور لترامب على منصّته تروث سوشال "استناداً إلى التصريحات الاستفزازية للغاية التي أطلقها الرئيس السابق لروسيا، دميتري ميدفيديف .. أمرت بنشر غواصتين نوويّتين في المناطق المناسبة، تحسباً لانطواء هذه التصريحات الغبية والتحريضية على ما هو أكثر من ذلك". وتابع ترامب "الكلمات مهمة جداً، وغالباً ما يمكن أن تؤدي إلى عواقب غير مقصودة، آمل ألا تكون هذه من تلك الحالات". وكان مدفيديف، وهو حالياً نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، اعتبر في منشور على إكس في 28 يوليو/تموز السابق أن تحديد ترامب مهلة لموسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا، هو بمثابة "تهديد وخطوة نحو الحرب". ويهدّد ترامب بفرض عقوبات اقتصادية صارمة على روسيا إذا لم يوقف نظيره الروسي فلاديمير بوتين الأعمال العدائية في أوكرانيا بحلول نهاية الأسبوع المقبل. ويدرس الرئيس الأميركي حالياً فرض عقوبات "ثانوية" على روسيا وهي عقوبات تستهدف عملياً الدول التي تشتري من موسكو النفط تحديداً، وذلك بهدف تجفيف هذا المصدر الأساسي لإيرادات المجهود الحربي الروسي. وإثر عودته إلى السلطة في يناير/كانون الثاني الفائت، أعرب ترامب عن استعداده للتفاوض مع الرئيس الروسي وحاول التقارب معه وانتقد المساعدات الضخمة التي قدّمتها واشنطن لكييف في عهد سلفه جو بايدن. لكنّ عدم تجاوب بوتين على النحو الذي يريده ترامب مع مبادراته أثار "استياء" و"خيبة أمل" الرئيس الأميركي، خصوصاً لعدم موافقة الرئيس الروسي على وقف لإطلاق النار تطمح إليه كييف وواشنطن. تقارير دولية التحديثات الحية روسيا تترقب بهدوء عقوبات ترامب ولا تنوي إنهاء حرب أوكرانيا ومع استمرار العد التنازلي لانقضاء المهلة البالغة عشرة أيام والتي حددها ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا وتُحسب اعتباراً من تاريخ 29 يوليو/تموز الماضي، لا تبدو روسيا متخوفة من تحقيق سيد البيت الأبيض وعيده بفرض رسوم تصل إلى 100% على مشتري موارد الطاقة الروسية، وفي مقدمتهم الصين والهند اللتان تعتمد عليهما موسكو ملاذاً بديلاً لصادراتها النفطية بعد إغلاق السوق الأوروبية. كما لم يُفضِ بدء العد التنازلي لفرض رسوم ترامب إلى تبلور أي بوادر لإنهاء حرب أوكرانيا أو تجميد النزاع على الأقل، إذ تواصل روسيا تقدمها على الأرض، معلنة أمس الخميس، إحكام السيطرة على مدينة تشاسيف يار الواقعة في مقاطعة دونيتسك التي ضمت روسيا في عام 2022 تحت مسمى "جمهورية دونيتسك الشعبية"، رغم نفي المتحدث باسم "مجموعة القوات الاستراتيجية العملياتية خورتيستيا" فيكتور تريغوبوف في حديثٍ لوكالة فرانس برس ذلك أمس الخميس، مشيراً إلى أنه ينصح دائماً "بعدم اعتبار وزارة الدفاع الروسية مصدراً للمعلومات. إنهم ببساطة يكذبون بشكل ممنهج، وجعلنا نعلق على أكاذيبهم الأخيرة في كل مرة أمر خاطئ". (فرانس برس، العربي الجديد)

وزير الخارجية الألماني: اعتداءات المستوطنين في الضفة إرهاب منظم
وزير الخارجية الألماني: اعتداءات المستوطنين في الضفة إرهاب منظم

العربي الجديد

timeمنذ 14 ساعات

  • العربي الجديد

وزير الخارجية الألماني: اعتداءات المستوطنين في الضفة إرهاب منظم

زار وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول ، الجمعة، بلدة الطيبة شرقي رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، واطلع على اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين بها، واصفاً الهجمات بأنها "بمثابة إرهاب منظم". وكان في استقبال الوزير رئيس بلدية الطيبة سليمان خورية، ورعاة الكنائس في البلدة، وبعض الأهالي. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن الوزير الألماني قوله إن "اعتداءات المستوطنين بحق بلدة الطيبة، وغيرها من المناطق، ليست أعمالاً أحادية، وهي بمثابة إرهاب منظم وجرائم بحق المواطنين، ويجب أن يتم متابعتها وإيقافها". وأضاف فاديفول أن هناك تقارير أفادت بأن الجيش الإسرائيلي لم يمنع تلك الاعتداءات أو ربما قد يكون شارك فيها، و"هذا ما يقلق الحكومة الألمانية". ودعا إسرائيل إلى الالتزام بالقوانين الدولية، وملاحقة المستوطنين المعتدين، وتوفير الحماية للمواطنين الفلسطينيين. واعتبر فاديفول، التوسع الاستيطاني عقبة أمام حل الدولتين، ويحد من حركة الفلسطينيين، مؤكداً ضرورة سن قوانين رادعة للمستوطنين المعتدين. وقال إن برلين ستواصل الضغط على المستوى الأوروبي لفرض عقوبات على المستوطنين الذين ينفذون أعمال عنف. وفي 28 يوليو/تموز الماضي تسلل مستوطنون إسرائيليون إلى بلدة الطيبة وهاجموا منازل المواطنين، وأضرموا النار في مركبتين، ما أدى إلى احتراقهما بالكامل. وأوضحت مصادر محلية في حينه أن "المستوطنين خطوا شعارات عنصرية وتهديدات على الجدار الخارجي لأحد المنازل". وفي 4 يونيو/ حزيران الماضي، أقام مستوطنون بؤرة استيطانية جديدة على أنقاض بيوت عائلة فلسطينية جرى تهجيرها قبل نحو عام، بعد سلسلة هجمات عنيفة في بلدة الطيبة. وفي 7 يوليو الماضي، أضرم مستوطنون النار قرب مقبرة وكنيسة القديس جاورجيوس (الخضر) التاريخية في البلدة، ما أثار ردات فعل كنسية ودولية واسعة، نددت باعتداءات المستوطنين على المقدسات ودور العبادة. وعقب الهجوم زار عدد من بطاركة الكنائس ورؤسائها في القدس، ودبلوماسيون من أكثر من 20 دولة عربية وأجنبية، بلدة الطيبة، في ظل تصاعد اعتداءات المستوطنين. والطيبة بلدة فلسطينية تقع على السفوح الشرقية للضفة الغربية، وسكانها من المسيحيين الفلسطينيين. أخبار التحديثات الحية رام الله: مستوطنون يهاجمون بلدة الطيبة بعد أسبوع على زيارة هاكابي إلى ذلك، سعى وزير الخارجية الألماني إلى التخفيف من حدة تعليقاته السابقة حول موقف بلاده من الدولة الفلسطينية خلال رحلته إلى الضفة الغربية، قائلاً إن ألمانيا ليست لديها خطط فورية للاعتراف بدولة فلسطينية. ويأتي تعليق فاديفول في أعقاب انتقادات حادة من مسؤولين إسرائيليين بسبب مقترحه السابق، قبل مغادرته للزيارة، بأن ألمانيا قد ترد على أي إجراءات إسرائيلية أحادية الجانب بالاعتراف بدولة فلسطينية. وكان إيتمار بن غفير الوزير المنتمي إلى تيار اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية كتب على منصة إكس "بعد 80 عاماً من المحرقة النازية (الهولوكوست)، تعود ألمانيا إلى دعم النازية". وبعد لقاء فاديفول مع وزير الخارجية الإسرائيلي ورئيس الوزراء والرئيس الإسرائيلي مساء أمس الخميس، أوضح اليوم أن ألمانيا لا تخطط للاعتراف بدولة فلسطينية بعد "لأن هذه إحدى الخطوات النهائية التي يجب اتخاذها" في إطار حل الدولتين. وتسلط محاولة فاديفول لتوضيح تصريحاته الضوء على الصعوبة التي تواجهها ألمانيا منذ فترة طويلة في اتخاذ موقف واضح من هذه القضية لأنها عالقة بين الضغوط الدولية المتزايدة لمحاسبة إسرائيل على أفعالها والتزامها بعد المحرقة بضمان أمن إسرائيل. ودعا إسرائيل إلى ضمان تأمين وصول منظمات الأمم المتحدة من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، قائلاً إن القيود الحالية تفاقم الأزمة. وقال فاديفول "يجب أن تنتهي الكارثة الإنسانية في غزة الآن"، مشدداً على أن توزيع المساعدات من خلال الأمم المتحدة كان يجري بفاعلية لفترة طويلة ويجب استئنافه من دون عوائق. وذكر أن ألمانيا ستقدم خمسة ملايين يورو (5.7 ملايين دولار) إضافية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لدعم المخابز والمطابخ وتمويل مستشفى ميداني في مدينة غزة. ورداً على سؤال بشأن مزاعم إسرائيل ومخاوفها إزاء إمكانية تحويل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) مسار المساعدات، أقر فاديفول بأن إساءة استخدام المساعدات لا يمكن استبعادها بصورة كاملة، لكنه قال إن ذلك ليس سبباً لعرقلة جهود الإغاثة. وأضاف "أفضل طريقة لمنع حماس من إساءة استخدام الإمدادات هي تقديم مزيد من المساعدات وضمان تغطية السكان بالكامل". في الإطار، بحث فاديفول مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الجمعة، مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، خصوصاً الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في الضفة الغربية. جاء ذلك خلال لقاء عقد في مقر الرئاسة الفلسطينية بمدينة رام الله، وفقًا لما أفادت به "وفا". وأطلع عباس الوزير الألماني على حجم المعاناة في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر، وما يرافقه من جريمة تجويع ممنهجة بحق السكان، مشيرًا أيضًا إلى تصاعد اعتداءات الجيش والمستوطنين في الضفة الغربية. وشدد على أن الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار يمثل أولوية قصوى، إلى جانب إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل لوقف المجاعة، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين، وتمكين دولة فلسطين من تولي مسؤولياتها الكاملة في قطاع غزة، بدعم عربي ودولي، ضمن انسحاب إسرائيلي كامل من القطاع. ودعا عباس إلى وقف الاستيطان ومحاولات الضم والإفراج عن أموال المقاصة المحتجزة، مؤكداً التزامه بحل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، كما جاء في مؤتمر السلام في نيويورك. وأبدى استعداد السلطة لإجراء انتخابات عامة، باستثناء القوى والأفراد "الذين لا يلتزمون ببرنامج والتزامات منظمة التحرير والشرعية الدولية، ومبدأ الدولة الواحدة، والقانون الواحد، والسلاح الشرعي الواحد". وأكد الرئيس الفلسطيني: "نريد دولة فلسطينية غير مسلحة، بما في ذلك في قطاع غزة". وثمن عباس التصريحات التي أدلى بها الوزير الألماني، والتي أكد فيها دعم حل الدولتين وبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، بالإضافة إلى وحدة الأراضي الفلسطينية تحت إدارة السلطة الفلسطينية. فيما، أكد الوزير الألماني أهمية تولي الحكومة الفلسطينية إدارة قطاع غزة، عقب نهاية الحرب "كونها الجهة الشرعية الوحيدة التي تمثل الفلسطينيين، ومن الضروري أن تساهم في إعادة إعمار القطاع"، بحسب المصدر ذاته. وأشار إلى استعداد بلاده لتقديم الدعم والمساهمة اللازمة للسلطة الوطنية في إعادة الإعمار. ودعا إسرائيل إلى الإفراج عن الأموال الفلسطينية المحتجزة لديها، قائلاً إن "هذه الأموال حق للفلسطينيين، واستمرار احتجازها يشكل خطراً على الاستقرار". وتحتجز إسرائيل أموال المقاصة وهي ضرائب مفروضة على السلع المستوردة إلى الجانب الفلسطيني، سواء من إسرائيل أو من خلال المعابر الحدودية التي تسيطر عليها تل أبيب، وتجمعها الأخيرة لصالح السلطة الفلسطينية، لكن بدءاً من 2019 قررت إسرائيل اقتطاع مبالغ منها واحتجازها بذرائع مختلفة. وتشهد الضفة الغربية منذ أسابيع تصاعداً في هجمات المستوطنين، ولا سيما شرقي رام الله، حيث أحرقت منازل ومركبات، وسجلت اعتداءات متكررة على الفلسطينيين. وبالتزامن مع الحرب في غزة، قتل الجيش الإسرائيلي والمستوطنون ما لا يقل عن 1011 فلسطينياً في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وأصابوا نحو 7 آلاف آخرين، واعتقلوا أكثر من 18 ألفًا، بحسب بيانات رسمية. أما في قطاع غزة، فتواصل إسرائيل ارتكاب إبادة جماعية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أسفرت عن نحو 208 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين ومجاعة أودت بحياة كثيرين. (الأناضول، رويترز، العربي الجديد)

فرنسا تبدأ عمليات إسقاط جوي للمساعدات على غزة
فرنسا تبدأ عمليات إسقاط جوي للمساعدات على غزة

القدس العربي

timeمنذ 15 ساعات

  • القدس العربي

فرنسا تبدأ عمليات إسقاط جوي للمساعدات على غزة

باريس: بدأت فرنسا اليوم الجمعة إسقاط 40 طنا من المساعدات الإنسانية جوا على غزة، وحثت إسرائيل على السماح بالوصول الكامل إلى القطاع الذي قالت إنه على حافة مجاعة. وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على منصة إكس: 'في مواجهة الضرورة الملحة للغاية، نفذنا للتو عملية إسقاط جوي للمساعدات الغذائية في غزة. نشكر شركاءنا الأردنيين والإماراتيين والألمان على دعمهم، وأفراد جيشنا على التزامهم'. وأضاف: 'عمليات الإسقاط الجوي ليست كافية. يجب على إسرائيل أن تفتح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل للتصدي لتهديد المجاعة'. وكان وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو قد قال في وقت سابق اليوم الجمعة لشبكة فرانس إنفو، إن باريس سترسل أربع رحلات جوية محملة بعشرة أطنان من المساعدات الإنسانية إلى غزة من الأردن. وحذر مرصد عالمي للجوع يوم الثلاثاء من أن سيناريو المجاعة يتكشف في قطاع غزة، مع زيادة حادة في سوء التغذية ووفاة أطفال دون سن الخامسة لأسباب تتعلق بالجوع والقيود شديدة الصرامة على دخول المساعدات الإنسانية. وقال مكتب ماكرون إن فرنسا شاركت ست مرات في الجسر الجوي الإنساني الأوروبي الذي أقامه الاتحاد الأوروبي في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى الأردن ومصر لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة. ووفقا لمكتب ماكرون، ساعد الجسر الجوي الأوروبي في تنظيم أكثر من 60 رحلة جوية حملت ما يزيد على 3350 طنا من الإمدادات الإنسانية، ودخلت معظم شحنات المساعدات عبر مصر والأردن. وذكر مكتب الرئيس الفرنسي أن جزءا من هذه المساعدات لم يدخل غزة حتى الآن بسبب رفض السلطات الإسرائيلية. (رويترز)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store