logo
عائلة شهيد الضرب المبرح بالضفة تطالب واشنطن بتحقيق

عائلة شهيد الضرب المبرح بالضفة تطالب واشنطن بتحقيق

الجزيرةمنذ يوم واحد
دعت عائلة أميركي من أصل فلسطيني استشهد على يد مستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، الخارجيةَ الأميركية إلى إجراء تحقيق في مقتله.
وقالت العائلة -في بيان نقلته ممثلتها ديانا حلوم- إن سيف الدين مصلط البالغ من العمر 20 عاما كان يعيش في فلوريدا حيث وُلد، وزار الضفة الغربية مطلع يونيو/حزيران "لقضاء بعض الوقت مع أقربائه".
وتابعت "هذا كابوس لا يمكن تصوّره، وظلم لا ينبغي لأي عائلة أن تمر به". وأضافت "نطالب الخارجية الأميركية بإجراء تحقيق فوري وأن تتم محاسبة المستوطنين الذين قتلوا سيف على جرائمهم".
ومن جهتها، أكدت الخارجية الأميركية اليوم السبت أن أحد مواطنيها قضى في الضفة، وقدمت "خالص تعازيها للعائلة والأحباء في خسارتهم".
وقال متحدث باسم الوزارة إن "الخارجية ليس لديها أولوية أعلى من سلامة وأمن المواطنين الأميركيين بالخارج" مشيرا إلى "توجيه الأسئلة المتعلقة بأي تحقيق إلى حكومة إسرائيل".
ضرب شديد
وأمس، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن سيف "قضى بعدما تعرّض لضرب شديد في كل أنحاء جسده على يد مستوطنين عصرا في سنجل" شمال رام الله.
ومن جانبها، أشارت العائلة إلى أنه "تعرّض للضرب المبرح حتى الموت، أثناء حمايته لأرض عائلته من المستوطنين الذين كانوا يحاولون سرقتها".
وفي المقابل، أشار جيش الاحتلال في بيان إلى أن "مواجهة عنيفة" اندلعت بعدما أصيب اثنان من المدنيين الإسرائيليين "بجروح طفيفة" جراء رشق الحجارة بالقرب من سنجل شمال رام الله. وأشار البيان إلى وقوع "أعمال تخريب لممتلكات فلسطينية وإشعال حرائق واشتباكات بالأيدي ورشق بالحجارة".
وفي وقت لاحق، أفات السلطات الفلسطينية باستشهاد فلسطيني ثان هو محمد رزق حسين الشلبي (23 عاما) في المواجهات نفسها "جراء إصابته بطلق ناري في الصدر".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خطة "المدينة الإنسانية" الإسرائيلية تثير موجة انتقادات واسعة
خطة "المدينة الإنسانية" الإسرائيلية تثير موجة انتقادات واسعة

الجزيرة

timeمنذ 34 دقائق

  • الجزيرة

خطة "المدينة الإنسانية" الإسرائيلية تثير موجة انتقادات واسعة

أشعلت الخطة الإسرائيلية الرامية لنقل سكان قطاع غزة إلى ما سُمّي بـ"المدينة الإنسانية" موجة غضب وانتقادات حادة، وُصفت بأنها تمهيد لتهجير قسري واسع النطاق. وكشف وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس ، عن تفاصيل هذه الخطة خلال إحاطة صحفية، موضحا أنها تقوم على إنشاء منطقة مغلقة في جنوب قطاع غزة من الصفر، خلال هدنة محتملة مدتها 60 يوما. وتستهدف الخطة في مرحلتها الأولى نقل نحو 600 ألف نازح فلسطيني إلى هذه المنطقة، مع إقامة 4 مراكز لتوزيع المساعدات تديرها منظمات دولية، على أن يتم نقل جميع سكان غزة لاحقا، وفق تصريحات كاتس. وسيخضع سكان القطاع إلى عمليات تدقيق أمنية في "المدينة الإنسانية" بهدف التأكد من عدم انتمائهم لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وبمجرد دخولهم المنطقة، لن يُسمح لهم بالمغادرة. انتقادات محلية ودولية وصفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) المشروع بـ"معسكر اعتقال"، بينما حذرت منظمة العفو الدولية من أن الخطة ترقى إلى جريمة حرب. بدوره، قال وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا البريطاني، هاميش فالكونر، إنه "مصدوم" من الخطة الإسرائيلية، مؤكدا أنه لا ينبغي تقليص الأراضي الفلسطينية ولا منع السكان من العودة إلى بلداتهم. كما أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس -الأحد- معارضته خطة إسرائيل لإنشاء ما تسميها "مدينة إنسانية" في رفح، وشدد ميرتس -في تصريحات لقناة "إيه آر دي" الألمانية- على أنه ليس راضيا منذ أسابيع عن ممارسات الحكومة الإسرائيلية في قطاع غزة. وأوضح ميرتس أنه أعرب مرارا عن عدم رضاه، وأنه ناقش هذه المواضيع أيضا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لمسؤوليته عن ارتكاب جرائم حرب في غزة. وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، ستقام المدينة المقترحة بين محوري فيلادلفيا وموراغ قرب حدود مصر، وستُستخدم لاحقا كمرحلة أولى لتهجير السكان خارج القطاع تحت ما تسميه الحكومة "الهجرة الطوعية". ورفضت السلطة الفلسطينية الخطة بشدة، ووصفتها بأنها "لا علاقة لها بالإنسانية"، محذرة من أنها تمثل غطاء لتهجير قسري. أما حركة حماس، فأكدت من جهتها رفض أي مشروع يُبقي أهالي القطاع محاصرين في جزء صغير من غزة. انقسام داخل إسرائيل وفي الداخل الإسرائيلي، هاجم رئيس أركان الجيش إيال زامير المقترح، محذرا من أنه يُبعد الجيش عن هدفيه الأساسيين: هزيمة حماس واستعادة الأسرى بالقطاع. كما وصفه مسؤولون أمنيون بأنه "مدينة خيام عملاقة" قد تؤدي إلى عودة الحكم العسكري لغزة، بحسب ما نقلته القناة 12 الإسرائيلية. وشن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد هجوما حادا على الخطة، واصفا إياها بأنها فكرة سيئة من كل النواحي الأمنية والسياسية والاقتصادية واللوجستية. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن لبيد قوله إن الجيش نفسه يعارض المخطط، معتبرا أنه يضع إسرائيل أمام خيار واحد فقط: البقاء في غزة. وأضاف لبيد أن إنشاء منطقة محاطة بسياج تضم مئات آلاف الفلسطينيين يعني عمليا إقامة "معسكر اعتقال"، وتساءل مستنكرا: "كيف سيُطبق ذلك؟ هل سنُبقي 600 ألف إنسان داخل منطقة مسيجة؟". وأثارت التكلفة المتوقعة للمبادرة، التي تتراوح بين 10 و20 مليار شيكل (ما يعادل 3 إلى 6 مليارات دولار)، غضب الرأي العام الداخلي، نظرا للتكلفة الاقتصادية المتزايدة للحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين. ووصف ميخائيل ميلشتاين، ضابط سابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، خطة "المدينة الإنسانية" بأنها إحدى "الأوهام" التي تروّج لها القيادة الإسرائيلية. وقال ميلشتاين، الذي يرأس برنامج الدراسات الفلسطينية في جامعة تل أبيب، إن المنطقة المقترحة لا تحتوي على أي بنية تحتية أساسية، مما يثير شكوكا حول قدرتها على توفير أبسط الخدمات كالكهرباء والماء. كما أوضح أن إسرائيل تتجه نحو "أفكار جنونية" بدلا من تطوير سياسات واقعية قابلة للتنفيذ. وأضاف: "لا أحد يخبر الجمهور الإسرائيلي عن الثمن، ولا عن العواقب الاقتصادية والسياسية والأمنية لإعادة احتلال غزة… الكلفة ستكون باهظة للغاية". وأشار إلى أن إدراك الإسرائيليين بأن هدف الحرب هو احتلال غزة مجددا قد يفجّر اضطرابات اجتماعية داخلية كبيرة. كذلك، أُطلقت تحذيرات قانونية داخل إسرائيل، إذ وجّه 16 باحثا في القانون الدولي رسالة تحذيرية لوزير الدفاع ورئيس أركان الجيش، معتبرين أن الخطة قد تُعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي الإنساني. وتأتي هذه التطورات وسط حرب إبادة جماعية إسرائيلية مستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 196 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين.

في ذكراها الثامنة.. كيف يمكن استلهام تجربة هبّة الأسباط لحماية المسجد الأقصى؟
في ذكراها الثامنة.. كيف يمكن استلهام تجربة هبّة الأسباط لحماية المسجد الأقصى؟

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

في ذكراها الثامنة.. كيف يمكن استلهام تجربة هبّة الأسباط لحماية المسجد الأقصى؟

يصادف اليوم الاثنين الذكرى الثامنة لهبّة باب الأسباط التي اندلعت صباح يوم الجمعة 14 يوليو/تموز 2017، بعدما أغلق الاحتلال أبواب المسجد الأقصى كافة، إثر عملية إطلاق نار نفذها 3 شبان من مدينة أم الفحم ، في الداخل الفلسطيني ، واستهدفوا فيها قوة للشرطة الإسرائيلية متمركزة عند باب حطّة، أحد أبواب المسجد. ثم دخل الشبان إلى باحات الأقصى، حيث طاردتهم قوات من الشرطة واشتبكت معهم حتى استشهدوا في صحن مصلى قبة الصخرة المشرفة، وأسفرت العملية عن مقتل شرطيين إسرائيليين. أشعلت هذه العملية غضب الاحتلال الذي لجأ إلى التصعيد بنصب بوابات إلكترونية أمام أبواب المسجد، وهو الأمر الذي قابله المقدسيون بالنزول إلى الشارع والمشاركة باعتصام مفتوح حتى أُزيلت هذه البوابات بعد أسبوعين. وبحلول الذكرى الثامنة، حاورت الجزيرة نت الأستاذ المشارك بدراسات بيت المقدس ورئيس قسم التاريخ الإسلامي في جامعة أنقرة للعلوم الاجتماعية خالد عويسي، الذي تحدث عن الفرق بين حال الأقصى إبّان تلك الهبّة وبُعيد معركة " طوفان الأقصى"، وعن أبرز الدروس المستفادة منها، وما يمكن استلهامه من تلك التجربة لحماية الأقصى اليوم. وتاليا نص الحوار كاملا: ما الفرق بين حال الأقصى اليوم وإبان هبّة باب الأسباط، ما الذي تغيّر حتى سُكِت عن إغلاقه بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وبعد الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟ الفرق يكمن في طبيعة التهديد، ومستوى الحشد الفلسطيني، وأدوات الاحتلال، فما يواجهه الأقصى اليوم أخطر بكثير مما كان عليه قبل 8 أعوام. لو كان هناك رد فعل مشابه بعد طوفان الأقصى، كما حدث أيضا في "سيف القدس" عام 2021، لكان هناك ردع حقيقي للاحتلال، لكن تُركت غزة وحدها لتدفع ضريبة الدفاع عن المسجد بعد الطوفان. وبما أنه ليس هناك رادع اليوم، يستغل الاحتلال ذلك بتوسعة حربه على الأقصى والاستفراد به، فأضحى ما يحدث في ساحاته خبرا هامشيا مع تركيز الإعلام العربي والدولي على الإبادة في غزة، ولاحقا على الحرب مع لبنان و إيران ، لذلك ازدادت التهديدات على الأقصى. ومن ثم، سجل الاحتلال تقدما ملحوظا في إلغاء ما كان يسمى " الوضع الراهن"، وبعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول بدأ بفرض حقائق جديدة على الأرض بعد كبح جماح أي حراك شعبي وتحجيم رد فعل المقدسيين وفلسطينيي الداخل و الضفة الغربية ، من خلال عملية ترهيب ممنهجة. نجح الاحتلال في تصفية أي حراك للوقوف بجانب غزة، وتلقائيا أي حراك لمنع الانتهاكات في الأقصى، ومع الحرب على إيران في يونيو/حزيران الماضي، دخلنا مرحلة جديدة من الإغلاق الكامل تحت ذريعة "الطوارئ الأمنية" ومنع التجمعات، وهذا طُبق على الأقصى وكنيسة القيامة، لكن سمح لليهود بأداء طقوسهم عند حائط البراق ، وسُمح لهم لاحقا بالرقص والغناء خلال اقتحاماتهم للمسجد. في هبّة باب الأسباط، كان التهديد موضعيا وتمت مواجهته بحراك شعبي موحد أجبر الاحتلال على التراجع، أما اليوم فالوضع أكثر خطورة وتعقيدا، إذ يترافق مع عدوان شامل على غزة، وتكثيف لمحاولات التهويد، وسط تراجع في الحضور الشعبي بسبب القبضة الأمنيّة المشددة، فالانشغال الكامل بحرب الإبادة على غزة والجبهات الأخرى، وما تبعها من دمار ونزوح وقتل وتجويع، جعل الأقصى في المرتبة الثانية من الاهتمام الشعبي، وجعل هناك تحوّلا واضحا في إستراتيجية الاحتلال، الذي يعتبر أن التحكم بقرار فتح الأقصى وإغلاقه إعلان سيادة له على المكان، وهذا يُمهد لمرحلة جديدة، وهي فرض حضور تهويدي دائم سيعمل الاحتلال على البناء على مكتسباته التي حققها على الأرض. لذلك أرى أنه لم يعد إغلاق الأقصى "سابقة خطيرة"، بل "إجراء أمنيا مؤقتا"، وهذا أخطر ما في الأمر، فالاحتلال يختبر الآن مرحلة ما بعد الإغلاق، وهل يمكنه فرض واقع جديد من دون مقاومة تُعيده إلى الوراء كما حدث في 2017. طبيعة الانتهاكات اليوم باتت أكثر عمقا وخطورة، لأنها تستهدف الهوية والرمزية والسيادة، لا مجرد بوابات تمكن إزالتها بصمود المقدسيين على الأبواب. وفي التاريخ القريب أمثلة رائعة للصمود والمقاومة لردع الاحتلال، ففي رمضان 1442هـ (2021) كانت وقفة المقدسيين والداخل والضفة مشرفة، بل ودخول غزة بـ"سيف القدس" على الخط غيّر قواعد اللعبة، فاجتمع شتات الفلسطينيين على قلب رجل واحد من أجل قبلتهم الأولى وسطروا ضربة موجعة للمحتل. تعلم الاحتلال من أخطائه في سيف القدس ونجح في لجم أي حراك مع طوفان الأقصى، واليوم استفرد بأهل غزة وهم يدفعون ثمنا باهظا من أجل الأقصى، لذا يجب أن توضع إستراتيجيات مواجهة شاملة في ظل الإبادة الجماعية ومن أجل حماية الأقصى من التهويد الممنهج. وهذا يبدأ بإعادة تفعيل الرباط الشعبي وكسر هيمنة الاحتلال على مجريات الأمور، ورغم القمع المتوقع، فإن الرباط الميداني في الأقصى وعلى أبوابه يبقى أداة فعالة لردع المحتل عن تهويد المسجد ولمنع الاقتحامات. سيكون ثمن ذلك باهظا، وربما يصعد الاحتلال في تعامله مع المقدسيين، لكن لا يقل عما يدفعه أهل غزة بدمائهم وأرواحهم. ودماء الغزيين -التي سالت من أجل المسرى- ليست أرخص من دماء بقية الفلسطينيين، بل المسلمين قاطبة. لذا، فالمواجهة لا مفر منها، وثبات المرابطين أمر مفصلي في المحافظة على المسجد لكي لا تضيع الدماء الطاهرة التي سالت هدرا. دور المسلمين خارج بيت المقدس لا يقل أهمية عن دور المرابطين فيه، وما ضاعت القضية إلا عندما تركت لأهل فلسطين، فالأقصى ليس للفلسطينيين، بل لـ2 مليار مسلم، وكما يحشد الصهاينة المسيحيين واليهود لقضية بناء " الهيكل" المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، يجب أن يكون هناك دور فعال لكل مسلم على وجه البسيطة، بل يجب أن توضع إستراتيجيات عملية للدفاع عنه. ونقول اليوم إن التوعية بأهمية الأقصى ومركزيته في الصراع لم تعد كافية، بل وضع خطة واضحة للتحرير أضحى واجبا، فبعد قرن من الزمن وبيت المقدس يئن تحت حراب الاحتلال البريطاني ثم الصهيوني، يجب أن تكون هناك نقلة نوعية تتماشى مع تضحيات أهل غزة وبيت المقدس. فالمواجهة اليوم ليست فقط على بوابات الأقصى، بل على معناه وهويته ومكانته ومستقبله، وبالتالي فالمطلوب مقاومة ذكية، متعددة الأدوات، تتجاوز ردود الفعل اللحظية إلى إستراتيجية تقود للتغيير والتحرير. دور المسلمين خارج بيت المقدس لا يقل أهمية عن دور المرابطين فيه، وما ضاعت القضية إلا عندما تركت لأهل فلسطين، فالأقصى ليس للفلسطينيين، بل لـ2 مليار مسلم، ما أبرز الدروس المستفادة من هبّة باب الأسباط، التي يمكن استلهامها لحماية الأقصى اليوم؟ في ضوء التحديات المتصاعدة التي يواجهها المسجد، تبرز هبّة باب الأسباط بوصفها نموذجا غنيا بالدروس التي يمكن استلهامها في معركة الصمود والتحرير. الدرس الأول: قوة الإرادة الشعبية لدى المقدسيين، فقد أثبتت الهبّة أن الشارع المقدسي قادر على فرض إرادته، حتى في غياب دعم رسمي أو فصائلي، وأن الاعتصام الشعبي عند باب الأسباط، ورفض الدخول عبر البوابات الإلكترونية، شكّل ردعا ميدانيا فعالا أجبر الاحتلال على التراجع. الدرس الثاني: يتمركز حول وضوح الهدف وواقعيته، فلم تكن المطالب فضفاضة، بل محددة وقابلة للتحقيق، وتمحورت حول إزالة البوابات الإلكترونية وإعادة فتح باب حطة، وساعد وضوح الهدف على توحيد الصفوف والعمل معا لتحقيقه، وإن كان في البداية يبدو مستحيلا مع احتلال متغطرس. الدرس الثالث: إحياء شعيرة الرباط كفعل مقاوم، إذ تحوّل الرباط من مجرد عبادة إلى أداة مقاومة، وصارت الصلاة عند الأبواب فعلا سياسيا مقاوما بامتياز. الدرس الرابع: تشكيل قيادة غير رسمية من الميدان، وضمت حينها الشباب والنساء والشيوخ والإعلاميين والمرابطين، وانخرطت معهم المرجعيات الوطنية والدينية، وهذا النموذج يؤكد أن القيادة الميدانية قادرة على تحريك الشارع وتوجيهه بفعالية. الدرس الخامس: الأهم كان إمكانية الانتصار على هذا المحتل المعتد بقوته، فقد أثبتت الهبّة أن الاحتلال ليس عصيّا على التراجع، وأن الانتصار عليه ممكن، وهذا الدرس مهم في مواجهة الشعور بالإحباط والعجز في ظل الانتهاكات المتكررة. هبّة باب الأسباط لم تكن مجرد ردة فعل عشوائية، بل نموذجا ملهما للمقاومة، جمع بين الوعي الشعبي والرباط الميداني والضغط الإعلامي، وفي ظل التهويد المتسارع اليوم، يمكن استلهام هذه الدروس لبناء مقاومة مستدامة متعددة الأدوات، تتجاوز اللحظة وتتنقل من رد الفعل إلى صناعته في مشروع التحرير. نعم، ليس فقط أن إمكانية إعادة تركيب البوابات الإلكترونية واردة، بل إن الاحتلال بدأ فعليا بخطوات تنفيذية، مستغلا الظروف الإقليمية والانشغال الدولي، بإلغاء الوضع الراهن. إعلان فمنذ صفقة القرن، وهو يقوم بخطوات تدريجية ليس فقط لتغيير الوضع الراهن، بل لإلغائه بشكل كامل دون إعلان رسمي، من خلال انطلاقه بإعادة تعريفه، من "إدارة إسلامية خالصة" إلى "إشراف أمني إسرائيلي". وكذلك من خلال فرض وقائع ميدانية على الأرض، ومنها تقليص صلاحيات الأوقاف تدريجيا. والذي يصبو إليه الاحتلال في الأمد القصير هو فرض "الوضع الجديد"، بحيث يصبح دخول المسلمين مشروطا، ويكون اليهود أصحاب "حق عبادة" دائمة في المسجد، كما رأينا بعد الإغلاق الأخير. نحن أمام مرحلة أخطر من تركيب بوابات إلكترونية، ويمكن تسميتها بـ"ما بعد الوضع الراهن"، حيث تُدار السيادة على الأقصى عبر التحكم الأمني. أُغلقت أبواب الأقصى مرارا خلال الفترة الماضية، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تحت ذرائع عدة، لكن ذلك مرّ مرور الكرام، ما السبب برأيك؟ هذا الأمر يكشف عن تحول خطير في الوعي الجمعي والتوازنات السياسية، لأن إغلاق أبواب الأقصى لم يعد يُعامل على أنه "سابقة خطيرة" كما في 2017، بل بات يُمرَّر كـ"إجراء أمني مؤقت"، وهذا أمر خطير جدا. ومن أسبابه الانشغال الإقليمي والدولي بالإبادة على غزة وبتآكل الحضور الشعبي في القدس، فالمرابطون والمرابطات، الذين كانوا خط الدفاع الأول، تم إقصاؤهم بشكل كبير وتعرضوا لحملات إبعاد واعتقال ممنهجة. هذا بالإضافة إلى أن الخطاب الديني لم يُفعّل كما في هبّة باب الأسباط، مما أضعف التعبئة الروحية، وأضف إلى ذلك ضعف الرد الرسمي من الدول المسلمة، التي اكتفت ببيانات شجب عامة. ومن ثم، ما مرّ "مرور الكرام" لم يكن بسبب ضعف الحدث، بل لتآكل أدوات الرد والردع، والتحوّلات في الإدراك الجمعي، لذا فإن الاحتلال لا يختبر فقط قدرتنا على الرد والتصدي له، بل على التذكّر: هل ما زال الأقصى أولوية في وجداننا كما كان؟ في شهر يوليو/تموز الجاري الذي تمر به الذكرى الثامنة لهبّة باب الأسباط، أعلنت إحدى منظمات الهيكل عن برنامج يتضمن اقتحام 12 حاخاما بالإضافة لرؤساء معاهد دينية ساحات الأقصى على مدار الشهر، كيف تقرأ تزامن هذا الانتهاك الخطير مع الذكرى الثامنة؟ ماذا أرادوا القول بذلك؟ تحليل هذا التزامن يكشف عن رسالة رمزية مزدوجة تسعى جماعات الهيكل عبرها إلى إعادة كتابة الذاكرة وفرض سردية جديدة على حساب الذاكرة المقدسية، في محاولة لـ"إلغاء النصر الرمزي" لهبّة باب الأسباط، الذي كان انتصارا شعبيا نادرا أجبر الاحتلال على التراجع وإزالة البوابات. كما أن تزامن الاقتحام مع الذكرى الثامنة يُفهم على أنه إحلال رمزية "الهيكل" مكان رمزية "الرباط"، إذ إن اقتحام 12 حاخاما بارزا، مع رؤساء المعاهد الدينية للهيكل، ليس مجرد اقتحام، بل هو طقس تأسيسي لإحلال رمزية "الهيكل" محل رمزية الأقصى، وهو كذلك كسر للفتوى الحاخامية الرئيسية التي تحرم اقتحام الأقصى، وهو ما يعني تجاوز المرجعيات التقليدية لمصلحة مشروع إحلالي متطرف. وأرى في هذا أيضا رسالة سياسية مفادها أنهم هم "أصحاب السيادة" الحقيقة، واختيارهم لهذا الشهر بالذات، شهر ذكرى الهبّة، هو إعلان سيادة رمزية، خاصة أن الاقتحامات تتم بتعليمات مباشرة من بن غفير، وتحت حماية شرطة الاحتلال، مما يعني أن الدولة نفسها تتبنّى هذا التحول. كما أن هذا كله جس نبض للشارع المقدسي والفلسطيني والإسلامي، فهو اختبار للوعي الجمعي يختبر فيه الاحتلال إذا ما كانت الذاكرة الشعبية ما زالت حيّة، وهل سيُقابل هذا الاقتحام بردّ رمزي أم ميداني أم شجب واستنكار ورقي؟ وإن مرّ هذا الشهر دون ردّ حقيقي، فسيُعتبر ذلك إعلان وفاة رمزية لهبّة باب الأسباط، ونهاية لمكتسباتها، وسيدفع المحتل للتمادي أكثر. إذا نجحوا في أن يكون يوليو/تموز هو شهر التأسيس الرمزي، فسيكون أغسطس/آب شهر التأسيس الميداني مع إحيائهم لذكرى "خراب الهيكل".

ذوو الشهيدين "العريس والمغترب" يروون تفاصيل جريمة المزرعة الشرقية بالضفة
ذوو الشهيدين "العريس والمغترب" يروون تفاصيل جريمة المزرعة الشرقية بالضفة

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

ذوو الشهيدين "العريس والمغترب" يروون تفاصيل جريمة المزرعة الشرقية بالضفة

رام الله- حالة من الصدمة عاشتها قرية المزرعة الشرقية شمال مدينة رام الله ب الضفة الغربية بعد استشهاد اثنين من أبنائها، يوم الجمعة الماضي، على يد المستوطنين الذين اعتدوا على أهالي القرية خلال اقتحامهم لأراضيهم. محمد الشلبي وسيف الله مصلط كانا مع أهالي قريتهما وقرية سنجل المجاورة في منطقة جبل الباطن، حيث اتفق أهالي القريتين على البقاء فيها خلال أيام الجمعة، لفلاحة الأرض وحمايتها من أطماع المستوطنين الذين بدؤوا منذ شهرين بالتجمع فيها والانطلاق بهجمات عدائية ضد القرية والقرى المجاورة. وعندها هاجم عشرات المستوطنين المنطقة بحماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي أغلق طريق العودة على الأهالي وحشر الشبان العزل في مواجهة المستوطنين. ضرب ورصاص وبينما تعرّض سيف لضرب مبرح أدى لاستشهاده خلال نقله للمستشفى، ضرب محمد وأطلق الرصاص عليه من مسافة صفر وأصيب في قلبه، حسب والدته جيهان شلبي. وتحدثت الوالدة لوسائل الإعلام في بيت العزاء، قائلة إنها كانت تشعر منذ البداية أنه استشهد، حيث فُقدت آثاره عقب الاعتداء مباشرة، وبعد ساعات من البحث عنه في المستشفيات وبين الجرحى بفعل هجوم المستوطنين والتأكد من عدم اعتقال الاحتلال له، عاد الشبان إلى المكان مرة أخرى ليجدوه مستشهدا تحت شجرة زيتون. وقال التقرير الطبي الصادر عن معاينة جثمان محمد، إن الوفاة كانت نتيجة "تعرضه لإطلاق الرصاص من مسافة صفر باتجاه قلبه ثم خرج من ظهره، إضافة لضرب مبرح، حيث كانت الكدمات واضحة على جسده". وفي قريتهما، المزرعة الشرقية، خرج آلاف الفلسطينيين من أهالي القرية والقرى المجاورة في مسيرة تشييع حاشدة حمل خلالها الشبان الجثمانين من مسجد القرية إلى المقبرة، وسط هتافات تطالب بالثأر لدمائهم وتحرك رسمي فلسطيني لوقف هذه الاعتداءات. كانت ملامح الحزن والقهر بادية على كل المشيعين، وخيَّم الحزن على القرية التي أعلنت الحداد على فقدان اثنين من شبانها، فقط لأنهما كانا يحميان أرضهما بالبقاء فيها. العريس والمغترب كان الشهيد محمد الشلبي (23 عاما) يعمل في شركة تنظيفات في البلدة، وكان يعد نفسه للخطوبة، وتقول والدته "طلب مني أن أبحث له عن عروس، ثم خرج من البيت ولم يعد". وعاشت الوالدة فقدان ابنها مرتين، الأولى خلال عملية البحث عنه طوال 6 ساعات، والثانية عندما علمت عبر مواقع التواصل إنه وجد مستشهدا، لكن ما برَّد قلبها قليلا هيئته التي وجد عليها ضاحكا مبتسما. ورغم أن الشهيدين لا تربطهما صلة دم، فإنهما استشهدا معا، وكان قرار عائلة الشلبي عدم تشييع جثمان ابنها حتى الأحد، انتظارا لعودة والده وأقارب الشهيد سيف مصلط من الولايات المتحدة. ولسيف قصته أيضا، فقد ولد في الولايات المتحدة لأبوين ينحدران من المزرعة الشرقية، وبعد سنوات من الغربة عادت العائلة لتستقر في القرية، وبقي الوالد ثم لحقه سيف بعد أن كبُر للعمل في أميركا، وكانا يتناوبان على العودة وقضاء الوقت مع العائلة في فلسطين. كانت عودته الأخيرة في عطلة عيد الأضحى ، ويوم الجمعة، كما كل أبناء القرية الذين يملكون أراضي زراعية في منطقة جبل الباطن -وهي منطقة مشتركة بين قريتي المزرعة وسنجل القريبة- توجه إلى هناك بعد صلاة الجمعة، ولم تشفع له الجنسية الأميركية التي يحملها أمام بطش المستوطنين، فعاد شهيدا محمولا على الأكتاف. يقول والد سيف في تصريحات للصحفيين بعد تشييع جثمان ابنه "كل إنسان لديه الحق بأن يكون في أرضه، وابني كان بأرضه في جبل الباطن، والمستوطنون ضربوه وتركوه 3 ساعات، ولم يسمحوا لأحد بالوصول إليه لتقديم العلاج له". وتابع "نطالب الحكومة الأميركية بالعدالة لابننا، دائما يتحدثون عن العدالة، ولكن عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين لا يعترفون بذلك"، مذكرا أنه خلال العامين الماضيين قتل 8 فلسطينيين يحملون الجنسية الأميركية على يد المستوطنين والجيش الإسرائيلي "ولم يتم مقاضاة أحد على ذلك". عدالة مفقودة ولا يقتصر هذا الرأي على والد الشهيد، فالمواطنون في القرية التي يصل عدد سكانها لنحو 5 آلاف فلسطيني، وثلثهم يحملون الجنسية الأميركية، لديهم القناعة ذاتها بأن "العدالة التي تطلبها أميركا لحملة جنسيتها تتعطل عند الفلسطينيين" حسب قولهم. يقول حافظ عبد الجليل، وهو من أقارب الشهيد ويحمل الجنسية الأميركية أيضا، للجزيرة نت إن "العائلة تتجه لمقاضاة إسرائيل على قتل ابنها الذي كان على أرضه ولم يعتد على أحد، على العكس فقد تعرض للضرب المبرح حتى الموت". وأضاف أن العائلة تسعى لتحميل دولة الاحتلال مسؤولية قتل ابنها ومقاضاة المستوطنين المتورطين في القتل، إلا أنه غير متأكد من جدوى ذلك رغم حمل الشهيد الجنسية الأميركية، مردفا "كل ما نتمناه ألا يتم تغيير الحقيقة". وتابع "أكثر من ثلث أبناء هذه القرية يحملون الجنسية الأميركية، يفترض أنهم محميون بموجبها أينما كانوا، ولكن هذه الحماية تنتهي عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، يمكن أن نرى اهتماما مؤقتا بعدها ينتهي كل شيء".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store