
فرصة أوروبا الضائعة في مواجهة التهديد الحوثي
بقلم السفير الدكتور محمد قباطي
تقف أوروبا اليوم على مفترق طرق استراتيجي. فميليشيا الحوثي المدعومة من إيران تواصل تعطيل الملاحة التجارية في البحر الأحمر، مما يقوض القانون الدولي ويهدد أحد أهم الشرايين البحرية للاتحاد الأوروبي. وعلى الرغم من التداعيات الاقتصادية والجيوسياسية المباشرة، لا تزال استجابة أوروبا مجزأة ورد فعلية.
لقد كانت 'عملية أسبيدس' خطوة نحو حماية المصالح البحرية الأوروبية، لكنها افتقرت إلى الثقل السياسي والرؤية الاستراتيجية بعيدة المدى اللازمة لمواجهة هذا التهديد المتواصل. لا يمكن لأوروبا أن تتعامل مع الحوثيين باعتبارهم مجرد مصدر إزعاج محلي؛ فهم ذراع لوكيل إقليمي أوسع تديره طهران، ويهدف إلى تغيير موازين القوى واختبار مدى صلابة موقف الغرب من أمن البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.
إن هذا الإخفاق في إدراك التهديد الحوثي كمسألة تمس الأمن الأوروبي يعكس تردداً أوسع. فلا تزال أوروبا غير منخرطة بشكل كافٍ في الجهود الدولية للضغط على إيران ولجم أذرعها الإقليمية. ويضعف هذا التردد من قدرة الاتحاد الأوروبي على التأثير، سواء في الدبلوماسية الإقليمية أو في المفاوضات مع طهران بشأن الملف النووي.
هناك أيضاً مخاطر تشغيلية حقيقية. فالتنسيق المتزايد بين الحوثيين وشبكات إرهابية في القرن الأفريقي يهدد بإيجاد قوس من عدم الاستقرار يمتد من الخليج إلى شرق أفريقيا. ولا يهدد هذا التلاقي الملاحة فحسب، بل يفتح الباب أمام انعدام الأمن في مناطق تؤثر في سياسات الهجرة وتدفقات الطاقة وأولويات مكافحة الإرهاب.
اليمن ليست أزمة معزولة؛ بل هي تجسيد مصغر للتحديات التي تواجه السياسة الخارجية الأوروبية اليوم. وإذا كان الاتحاد الأوروبي جاداً بشأن الاستقلال الاستراتيجي والانخراط العالمي، فعليه الاستثمار في نتائج تحمي القانون الدولي، وتصون مصالحه، وتدعم الشركاء الشرعيين.
وهذا يتطلب أكثر من مرافقة السفن. بل يستوجب دعم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في استعادة السيطرة على الأراضي الوطنية وإنهاء التهديد الحوثي بوسائل سياسية واقتصادية وعند الضرورة عسكرية. فلا يمكن تحقيق السلام طالما أن الحوثيين يحتفظون بالسيطرة الإقليمية والتمويل الخارجي ويتمتعون بالإفلات من العقاب.
فالرهانات عالية للغاية لترك مساحة للغموض. ويجب على أوروبا أن تتجاوز سياسة الاحتواء البحري نحو تبنّي موقف ردع شامل يبعث برسالة واضحة إلى طهران وحلفائها: النظام الدولي القائم على القواعد ليس قابلاً للمساومة.
⸻
تعليقات الفيس بوك

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 13 ساعات
- اليمن الآن
واشنطن وبروكسل يجددان الدعم لليمن في ذكرى وحدته
اخبار وتقارير واشنطن وبروكسل يجددان الدعم لليمن في ذكرى وحدته الجمعة - 23 مايو 2025 - 12:42 ص بتوقيت عدن - نافذة اليمن - خاص جدّدت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي دعمهما الثابت لوحدة اليمن واستقراره، مؤكدين التزامهما بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني في سعيه نحو السلام والازدهار، وذلك بمناسبة العيد الوطني الـ35 لقيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990. وأعرب السفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن، في تهنئة نشرتها السفارة على منصة "إكس"، عن فخر بلاده بدعم الشعب اليمني، مشيرًا إلى أن هذا اليوم يخلّد "روح الوحدة والصمود الراسخ" التي يتحلى بها اليمنيون، وقال: "في حين تحتفلون بهذه المناسبة الهامة، اعلموا أن الولايات المتحدة تقف إلى جانبكم اليوم وفي المستقبل". وأكد فاجن أن واشنطن تتطلع إلى مواصلة الشراكة مع اليمن في مسارات الإصلاح المؤسسي والاستقرار الإقليمي، مشددًا على أن رؤيتها لمستقبل اليمن ترتكز على السلام والتنمية، "وهي رؤية تتناقض جذرياً مع نهج مليشيا الحوثي الإرهابية"، حد تعبيره. من جهته، جدد الاتحاد الأوروبي في بيان رسمي تأييده للوحدة اليمنية وسيادة البلاد واستقلالها، مجدداً دعمه لجهود الأمم المتحدة الرامية إلى التوصل لحل سياسي شامل ودائم يُنهي سنوات الحرب والمعاناة. وجاء في البيان: "نهنئ الشعب اليمني بيوم الوحدة، ونعرب عن أملنا في أن تعود هذه المناسبة لتُجسد مستقبلًا موحدًا وسلميًا لليمن". ويحتفل اليمنيون هذا العام بالذكرى الـ35 لتحقيق الوحدة، وسط تحديات عميقة تعصف بالبلاد، لكن رسائل الدعم الإقليمية والدولية تُعد مؤشراً على استمرار الاعتراف بوحدة اليمن كقضية محورية في مستقبل الحل السياسي. الاكثر زيارة اخبار وتقارير مصادر تكشف سبب الانفجارات التي هزت صنعاء. اخبار وتقارير بائع آيس كريم يخنق زوجته حتى الموت بعد 4 أشهر زواج بهذه المحافظة. اخبار وتقارير علي عبدالله صالح يعود من بوابة الحقيقة.. فتحي بن لزرق يفجرها مدوية: كان أعد. اخبار وتقارير الحكومة تكشف تفاصيل انفجار مرعب هز صنعاء.


اليمن الآن
منذ 13 ساعات
- اليمن الآن
قدر حجمه بـ85 مليار دولار.. التبادل التجاري الإسرائيلي الغربي على محك الإبادة الجماعية بغزة
يمن إيكو|تقرير: توقعت تقارير اقتصادية دولية أن يتكبد الاقتصاد الإسرائيلي 85 مليار دولار جراء القطيعة التجارية مع الدول الغربية (أمريكا، الاتحاد الأوروبي، ألمانيا، بريطانيا، فرنسا وكندا) والتي بدأت تتشكل في الأفق الاقتصادي على خلفية جرائم إسرائيل في قطاع غزة، مؤكدة أن أي تراجع في هذه العلاقات الإسرائيلية الغربية، سيكون له أثر بالغ على الاقتصاد الإسرائيلي، خاصة في ظل تراجع ثقة المستثمرين وارتفاع كلفة التأمين على التجارة. ولفتت التقارير إلى أن حجم التجارة الإجمالية السنوية بين إسرائيل وكل من (أمريكا، الاتحاد الأوروبي، ألمانيا، بريطانيا، كندا وفرنسا) بلغ في 2024م نحو 85 مليار دولار، ما يعادل أكثر من 55.4% من تجارتها العالمية التي بلغت 153.2 مليار دولار. ووفقاً لقاعدة بيانات الأمم المتحدة للتجارة، فإن إجمالي التبادل التجاري بين إسرائيل والولايات المتحدة بلغ 26.7 مليار دولار، حيث بلغت الصادرات الإسرائيلية إلى أمريكا نحو 17.3 مليار دولار، بينما بلغت وارداتها من أمريكا 9.4 مليار دولار. ويُعد الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري لإسرائيل بعد الولايات المتحدة، حيث يُقدّر التبادل التجاري الكلي بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي بنحو 43.5 مليار دولار، ما يعادل نحو 32% من إجمالي تجارتها العالمية، بينما تحتل بريطانيا وكندا وفرنسا مواقع متقدمة بين أكبر شركاء إسرائيل في الصادرات والواردات. وفيما بلغ إجمالي التبادل التجاري السنوي بين إسرائيل وألمانيا قرابة 8 مليارات دولار، منها 5.3 مليار دولار إجمالي واردات إسرائيل من ألمانيا، قدر حجم التبادل السنوي بين إسرائيل وبريطانيا نحو 3.53 مليار دولار، فيما بلغ التبادل التجاري بين إسرائيل وكندا نحو 1.5 مليار دولار سنوياً، وهو الرقم التقديري الذي سجله التبادل التجاري بين إسرائيل وفرنسا. وتؤكد المؤشرات الحالية أن التبادل التجاري بين إسرائيل والدول الغربية يتجه نحو مرحلة من التباطؤ وربما التراجع، نتيجة الإجراءات المتسارعة التي بدأت حكومات غربية ككندا وبريطانيا وفرنسا باتخاذها رداً على الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة وتبعاتها الإنسانية الكارثية. وفي الأيام الثلاثة الأخيرة، أعلنت المملكة المتحدة تعليق مفاوضات التجارة الحرة مع إسرائيل، فيما صوّت الاتحاد الأوروبي على مراجعة اتفاقية التعاون التجاري. كما لوّحت كندا وفرنسا باتخاذ 'إجراءات ملموسة'، تشمل عقوبات اقتصادية على خلفية ما وصفته بـ'انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي'. وفي الوقت نفسه أعلن الاتحاد الأوروبي عن مراجعة اتفاقية التعاون التجاري مع إسرائيل بسبب الوضع الإنساني في غزة، مما قد يؤثر على هذه الأرقام مستقبلاً، وسط توقعات بتراجع في الصادرات الإسرائيلية لهذه الدول، خصوصاً المنتجات ذات الاستخدام المزدوج (مدني/عسكري) التي قد تخضع لقيود جديدة، وتأثر الواردات الإسرائيلية، خصوصاً في المعدات الصناعية والطبية، في حال توسعت الدول في تعليق الاتفاقيات. ويرجح أن تفرز هذه المواقف تحركات جديدة من قبل الشركات العالمية متعددة الجنسية عبر إعادة النظر في الاستثمارات الغربية بالسوق الإسرائيلية، وخصوصاً في القطاعات التكنولوجية والدفاعية. تشير معطيات واقع غزة وتصاعد السخط الغربي إلى أن استمرار إسرائيل في تجاهل الدعوات الدولية لوقف الحرب وتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة، يضع مستقبلها التجاري مع الغرب على محك الإبادة الجماعية في غزة، الأمر الذي سيدخل اقتصاد إسرائيل في مرحلة حرجة من الانكماش ويعيد تشكيل خارطة التجارة الخارجية الإسرائيلية في السنوات القادمة.


اليمن الآن
منذ 13 ساعات
- اليمن الآن
بن دغر في الذكرى الـ35 للوحدة اليمنية: اليمنيون أكثر استعدادًا للتحرير ويتطلعون لسلام عادل
بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين للوحدة اليمنية في 22 مايو، أكد الدكتور أحمد عبيد بن دغر، رئيس مجلس الشورى ، أن الغالبية العظمى من أبناء اليمن باتت أكثر استعدادًا لخوض معركة التحرير إذا فرضت عليهم، مشددًا على أن هذا الشعب يتطلع إلى سلام عادل وشامل يستند إلى المرجعيات الوطنية والإقليمية والدولية. وأشار الدكتور بن دغر إلى أن 'السلام العادل' ينبغي أن يقوم على مخرجات الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقرار مجلس الأمن الدولي 2216، معتبرًا أن هذه المرجعيات تمثل الأساس لأي تسوية عادلة ومستدامة للصراع في اليمن. وقال: 'في رأينا، أن من يرغب ويسعى لسلام عادل يحقن الدماء، عليه أن يستعد للحرب، ويوطن نفسه على خوضها، خاصة وأننا أمام عدو غاشم لا يقيم وزنًا لحياة الناس ودمائهم وممتلكاتهم، كما لا يعبأ بمقدرات الوطن وإمكانياته، ويعيش خرافة الحق الإلهي في الحكم كما لو كانت حقيقة'. كما عبّر بن دغر عن جزيل شكره وامتنانه للمملكة العربية السعودية على مواقفها الأخوية الصادقة تجاه الشعب اليمني، وكذلك للأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة وكل الدول العربية التي دعمت القضية اليمنية أو استضافت اللاجئين اليمنيين. وفي ختام حديثه، وجه الدكتور بن دغر التحية لأبطال القوات المسلحة والمقاومة الوطنية الشعبية الصامدين في جبهات القتال، كما خص بالتحية المناضلين في الداخل اليمني المحتل، سواء في السجون أو المطاردين، مترحمًا على الشهداء، ومتمنيًا الشفاء العاجل للجرحى. تعليقات الفيس بوك