
السباحون التونسيون أبطال العالم في السباقات المتوسطة والطويلة.. "ثمار عمل سنوات تهدده مشاكل إدارية"
في سباق 800 متر بالذات، يملك أسامة الملولي وأحمد أيوب الحفناوي وأحمد الجوادي ثلاثة أفضل أرقام عالمية بعد حامل الرقم القياسي العالمي الصيني لي زهانغ.
"قرش المتوسط" يفتح الباب
أما من فتح الباب لصعود هذا الجيل فهو أسامة الملولي الملقب في تونس "بقرش المتوسط"، الذي يملك في رصيده ثلاث ميداليات أولمبية ذهبية في سباق 1500 متر في بكين 2008، وذهبية أولمبياد لندن 2012 في سباق 10 كلم سباحة في المياه المفتوحة، بعد أن فاز بالميدالية البرونزية في مسافة 1500 متر بنفس المسابقة، مع عشرات الميداليات العالمية والقارية.
أما الحفناوي ففاجأ العالم بأسره في أولمبياد طوكيو 25 تموز/ يوليو 2021 عندما دخل صاحب الثمانية عشرة ربيعا حينها نهائي 400 متر في الحارة الثامنة ليخطف الذهب وسط ذهول متابعي السباحة العالمية.
استراتيجية سنوات
نجاح الملولي في السباقات المتوسطة والطويلة، جعل اتحاد السباحة المحلي يركز منذ سنة 2012 على تدريب شباب السباحة التونسية على هذا النوع من السباقات، وفق تأكيد جبران الطويلي مدرب الحفناوي السابق، وهو التونسي الوحيد بالمناسبة الذي قاد سباحا محليا للذهب الأولمبي خلافا للجوادي والملولي.
"لاحظنا أن الخصائص البدنية والجينية للسباحين التونسيين وسباحي شمال أفريقيا عموما تتماشى مع السباقات الطويلة والمتوسطة، وهو ما ينطبق أيضا على ألعاب القوى، وتم وضع استراتيجية مع الجامعة (الاتحاد) لتدريب السباحين لكي يكونوا قادرين على الفوز في هذا النوع من السباقات. غيرنا منذ 2012 طريقة التدريب في المنتخب الوطني، فبعد أن كان السباح يكتفي بسباحة 5 كلم في اليوم، أصبح يسبح 7 كلم منذ سن الثانية عشرة، قبل أن يصل إلى نحو 90 كلم في الأسبوع في سن الخامسة عشرة"
هذه الاستراتيجية جعلت تونس تنتج جيلا من عدة سباحين في هذا الاختصاص منهم أحمد المثلوثي ورامي الرحموني ومهدي العجيلي وعزيز الغفاري وأحمد الحفناوي وأحمد الجوادي. وقد برز منهم هذان الأخيران.
يضيف الطويلي، أن تونس سبقت أفريقيا والعالم العربي في تغيير استراتيجية التدريب ويوضح "اتبعنا نفس مناهج التدريب، لكي ننافسهم يجب أن نقوم بنفس التدريبات التي تجبر السباحين على تجاوز طاقتهم ومضاعفة المجهودات، النتائج أثبتت صحة خيارنا".
عامل آخر ساهم في تألق السباحين التونسيين، هو خروجهم من تونس للتنافس مع أفضل السباحين العالميين، اقتداء بتجربة الملولي الذي سافر لأمريكا لإتمام دراسته وهناك تدرب مع أفضل السباحين الأمريكيين، ليتمكن من هزم الأسطورة الأسترالي غرانت هاكيت" في سباق 1500 في أولمبياد بكين. وهو ما فعله الجوادي الذي يتدرب الآن مع أحد أفضل المدربين الفرنسيين فيليب لوكا.
الاستثناء الوحيد هو الحفناوي الذي حصد الذهب الأولمبي بإنتاج تونسي خالص مع المدرب جبران الطويلي الذي يقول عنه: "الحفناوي من سن 15 عاما بدأ في تحطيم أرقام الملولي وتأهل إلى أولمبياد طوكيو في سن السادسة عشرة (سنة 2019)، كما أن تأهله كسباح تونسي وحيد في الأولمبياد مكننا من توفير ظروف لوجستية ومادية مكنتنا من توفير كل الدورات التدريبية التي طلبناها."
بعد إنجاز طوكيو، سافر الحنفاوي إلى الولايات المتحدة لإتمام دراسته الجامعية والتدرب في الولايات المتحدة، في اتباع لنفس منهج الملولي، ليدخل بطولة العالم للسباحة 2023 في ثوب البطل ويحصد ذهبيتي 800 متر حرة و1500 متر حرة وفضية 400 متر حرة. توقع له الجميع تألقا في أولمبياد باريس 2024، إلا أن ذلك لم يحدث بعد أن أعلن تعرضه لإصابة قبل أن تصدر عقوبة بحقه بعد غيابه ثلاث مرات عن اختبار المنشطات.
عن المصاعب التي تعرضه لها الحفناوي يقول الطويلي: "دخل الحفناوي في مشاكل مع اتحاد السباحة السابق (جامعة السباحة التي حلتها وزارة الرياضة) ووجد نفسه معزولا في الولايات المتحدة، حيث تعرض لعدة مصاعب. حتى عقوبة المنشطات ليس له يد فيها، بل المشاكل الإدارية جعلته يغيب عن الفحوصات. وهذا العام تمرن مع الجوادي في فرنسا، وسيعود لإتمام دراسته في فلوريدا في ديسمبر/كانون الثاني المقبل. أنا متأكد أنه قادر على العودة إلى منصات التتويج فهو شخص مثابر ومجتهد".
مشاكل إدارية تهدد إنجازات السباحة التونسية
غادر جبران الطويلي تونس ويعمل الآن في لوكسمبورغ بعد مشاكل إدارية مع الاتحاد السابق (الجامعة)، ويقول "اليوم هناك هيئة تسييرية تدير أعمال اتحاد السباحة في انتظار اختيار "جامعة جديدة"، هناك فرق توفر ظروفا جيدة للسباحين في انتظار تحسن الأمور على المستوى الإداري الوطني، خصوصا الترجي الرياضي التونسي والمستقبل الرياضي بالمرسى. في ظل غياب هيكل وطني مشرف وغياب الإمكانات المادية، اضطر عدد كبير من المدربين التونسيين القادرين على إخراج أبطال عالميين البلاد بحثا عن ظروف عمل مادية أفضل",
يتحدث الطويلي بحسرة عن غياب خطة عمل لتطوير السباحة: "هناك هجرة جماعية للمدربين الكبار والشبان، إلى دول الخليج أو أوروبا، لم أكن أفكر يوما في مغادرة تونس، إلا أن الظروف وعدم حصولي على حقوقي أجبرتني على ذلك، خاصة عندما ترى مدربين عالميين فزت عليهم يحصلون على حقوقهم. مدربو الرياضات الفردية في تونس ساهموا في جلب ميداليات عالمية لكنهم قوبلوا بالتهميش. كان من الممكن أن تكون بطولة تونس للسباحة وجهة لأبطال عالميين يرغبون في التنافس مع أبطالنا. إلا أنه لا توجد خطة للترويج لها خارجيا".
في الختام، يخلص جبران الطويلي إلى القول "ما ينجزه أبطال الرياضات الفردية في تونس يعود لمجهود فردي خالص منهم ومن مدربيهم".
بإمكان الجوادي الحصول على ميدالية إضافية في سباق 1500 متر السبت، لكنه سيكون في تنافس كبير مع الألماني فلوريان فيلبروك الذي حصد ذهبيات 3 كلم و5 كلم و10 كلم سباحة في المياه المفتوحة في البطولة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فرانس 24
منذ 2 أيام
- فرانس 24
بطولة العالم للألعاب المائية: التونسي أحمد الجوادي يحرز ذهبية سباق 1500 متر سباحة حرة
أحرز السباح التونسي أحمد الجوادي (20 عاما) الأحد الميدالية الذهبية في سباق 1500متر سباحة حرة في بطولة العالم للألعاب المائية المقامة في سنغافورة.


فرانس 24
منذ 4 أيام
- فرانس 24
السباحون التونسيون أبطال العالم في السباقات المتوسطة والطويلة.. "ثمار عمل سنوات تهدده مشاكل إدارية"
غاب الحفناوي فحضر الجوادي ليمكن تونس من ذهبية في سباق 800 متر سباحة حرة في بطولة العالم للألعاب المائية المقامة في سنغافورة. الشاب التونسي البالغ 20 عاما أكد أن امتلاك جيل جديد قادر على الهيمنة العالمية على سباقات متوسطة مثل 400 متر سباحة وحرة وطويلة مثل 800 و1500 متر لم "يأت بالصدفة". في سباق 800 متر بالذات، يملك أسامة الملولي وأحمد أيوب الحفناوي وأحمد الجوادي ثلاثة أفضل أرقام عالمية بعد حامل الرقم القياسي العالمي الصيني لي زهانغ. "قرش المتوسط" يفتح الباب أما من فتح الباب لصعود هذا الجيل فهو أسامة الملولي الملقب في تونس "بقرش المتوسط"، الذي يملك في رصيده ثلاث ميداليات أولمبية ذهبية في سباق 1500 متر في بكين 2008، وذهبية أولمبياد لندن 2012 في سباق 10 كلم سباحة في المياه المفتوحة، بعد أن فاز بالميدالية البرونزية في مسافة 1500 متر بنفس المسابقة، مع عشرات الميداليات العالمية والقارية. أما الحفناوي ففاجأ العالم بأسره في أولمبياد طوكيو 25 تموز/ يوليو 2021 عندما دخل صاحب الثمانية عشرة ربيعا حينها نهائي 400 متر في الحارة الثامنة ليخطف الذهب وسط ذهول متابعي السباحة العالمية. استراتيجية سنوات نجاح الملولي في السباقات المتوسطة والطويلة، جعل اتحاد السباحة المحلي يركز منذ سنة 2012 على تدريب شباب السباحة التونسية على هذا النوع من السباقات، وفق تأكيد جبران الطويلي مدرب الحفناوي السابق، وهو التونسي الوحيد بالمناسبة الذي قاد سباحا محليا للذهب الأولمبي خلافا للجوادي والملولي. "لاحظنا أن الخصائص البدنية والجينية للسباحين التونسيين وسباحي شمال أفريقيا عموما تتماشى مع السباقات الطويلة والمتوسطة، وهو ما ينطبق أيضا على ألعاب القوى، وتم وضع استراتيجية مع الجامعة (الاتحاد) لتدريب السباحين لكي يكونوا قادرين على الفوز في هذا النوع من السباقات. غيرنا منذ 2012 طريقة التدريب في المنتخب الوطني، فبعد أن كان السباح يكتفي بسباحة 5 كلم في اليوم، أصبح يسبح 7 كلم منذ سن الثانية عشرة، قبل أن يصل إلى نحو 90 كلم في الأسبوع في سن الخامسة عشرة" هذه الاستراتيجية جعلت تونس تنتج جيلا من عدة سباحين في هذا الاختصاص منهم أحمد المثلوثي ورامي الرحموني ومهدي العجيلي وعزيز الغفاري وأحمد الحفناوي وأحمد الجوادي. وقد برز منهم هذان الأخيران. يضيف الطويلي، أن تونس سبقت أفريقيا والعالم العربي في تغيير استراتيجية التدريب ويوضح "اتبعنا نفس مناهج التدريب، لكي ننافسهم يجب أن نقوم بنفس التدريبات التي تجبر السباحين على تجاوز طاقتهم ومضاعفة المجهودات، النتائج أثبتت صحة خيارنا". عامل آخر ساهم في تألق السباحين التونسيين، هو خروجهم من تونس للتنافس مع أفضل السباحين العالميين، اقتداء بتجربة الملولي الذي سافر لأمريكا لإتمام دراسته وهناك تدرب مع أفضل السباحين الأمريكيين، ليتمكن من هزم الأسطورة الأسترالي غرانت هاكيت" في سباق 1500 في أولمبياد بكين. وهو ما فعله الجوادي الذي يتدرب الآن مع أحد أفضل المدربين الفرنسيين فيليب لوكا. الاستثناء الوحيد هو الحفناوي الذي حصد الذهب الأولمبي بإنتاج تونسي خالص مع المدرب جبران الطويلي الذي يقول عنه: "الحفناوي من سن 15 عاما بدأ في تحطيم أرقام الملولي وتأهل إلى أولمبياد طوكيو في سن السادسة عشرة (سنة 2019)، كما أن تأهله كسباح تونسي وحيد في الأولمبياد مكننا من توفير ظروف لوجستية ومادية مكنتنا من توفير كل الدورات التدريبية التي طلبناها." بعد إنجاز طوكيو، سافر الحنفاوي إلى الولايات المتحدة لإتمام دراسته الجامعية والتدرب في الولايات المتحدة، في اتباع لنفس منهج الملولي، ليدخل بطولة العالم للسباحة 2023 في ثوب البطل ويحصد ذهبيتي 800 متر حرة و1500 متر حرة وفضية 400 متر حرة. توقع له الجميع تألقا في أولمبياد باريس 2024، إلا أن ذلك لم يحدث بعد أن أعلن تعرضه لإصابة قبل أن تصدر عقوبة بحقه بعد غيابه ثلاث مرات عن اختبار المنشطات. عن المصاعب التي تعرضه لها الحفناوي يقول الطويلي: "دخل الحفناوي في مشاكل مع اتحاد السباحة السابق (جامعة السباحة التي حلتها وزارة الرياضة) ووجد نفسه معزولا في الولايات المتحدة، حيث تعرض لعدة مصاعب. حتى عقوبة المنشطات ليس له يد فيها، بل المشاكل الإدارية جعلته يغيب عن الفحوصات. وهذا العام تمرن مع الجوادي في فرنسا، وسيعود لإتمام دراسته في فلوريدا في ديسمبر/كانون الثاني المقبل. أنا متأكد أنه قادر على العودة إلى منصات التتويج فهو شخص مثابر ومجتهد". مشاكل إدارية تهدد إنجازات السباحة التونسية غادر جبران الطويلي تونس ويعمل الآن في لوكسمبورغ بعد مشاكل إدارية مع الاتحاد السابق (الجامعة)، ويقول "اليوم هناك هيئة تسييرية تدير أعمال اتحاد السباحة في انتظار اختيار "جامعة جديدة"، هناك فرق توفر ظروفا جيدة للسباحين في انتظار تحسن الأمور على المستوى الإداري الوطني، خصوصا الترجي الرياضي التونسي والمستقبل الرياضي بالمرسى. في ظل غياب هيكل وطني مشرف وغياب الإمكانات المادية، اضطر عدد كبير من المدربين التونسيين القادرين على إخراج أبطال عالميين البلاد بحثا عن ظروف عمل مادية أفضل", يتحدث الطويلي بحسرة عن غياب خطة عمل لتطوير السباحة: "هناك هجرة جماعية للمدربين الكبار والشبان، إلى دول الخليج أو أوروبا، لم أكن أفكر يوما في مغادرة تونس، إلا أن الظروف وعدم حصولي على حقوقي أجبرتني على ذلك، خاصة عندما ترى مدربين عالميين فزت عليهم يحصلون على حقوقهم. مدربو الرياضات الفردية في تونس ساهموا في جلب ميداليات عالمية لكنهم قوبلوا بالتهميش. كان من الممكن أن تكون بطولة تونس للسباحة وجهة لأبطال عالميين يرغبون في التنافس مع أبطالنا. إلا أنه لا توجد خطة للترويج لها خارجيا". في الختام، يخلص جبران الطويلي إلى القول "ما ينجزه أبطال الرياضات الفردية في تونس يعود لمجهود فردي خالص منهم ومن مدربيهم". بإمكان الجوادي الحصول على ميدالية إضافية في سباق 1500 متر السبت، لكنه سيكون في تنافس كبير مع الألماني فلوريان فيلبروك الذي حصد ذهبيات 3 كلم و5 كلم و10 كلم سباحة في المياه المفتوحة في البطولة.


فرانس 24
منذ 5 أيام
- فرانس 24
نجم السباحة الفرنسية ليون مارشان يحرز ذهبية 200 م متنوعة في بطولة العالم
أحرز السباح الفرنسي ليون مارشان الخميس بسنغافورة، الميدالية الذهبية لسباق 200 م متنوعة في بطولة العالم للألعاب المائية في زمن 1:53.68 دقيقة، وهو ثاني أسرع توقيت في التاريخ، متفوقا على الأمريكي شاين كاساس (1:54.30 د)والمجري هوبرت كوش (1:55.34 د). وجاء ذلك غداة تحطيمه الرقم القياسي العالمي للسباق 200 (1:52.69 دقيقة). وكان الرقم القياسي السابق بحوزة الأمريكي راين لوكتي وهو 1:54.00 دقيقة وسجله في عام 2011. وبالتالي، يحمل السباح الفرنسي البالغ من العمر 23 عاما رقمين قياسيين عالميين في مسبح كبير (50 م)، بعد سباق 400 م متنوعة الذي حطمه في عام 2023.