
نوبل سلام ترامب الدموي!عبدالخالف الفلاح
عبدالخالف الفلاح
تتسم السياسات الخارجية الامريكية الحالية بمزيج من القرارات المثيرة للجدل والصفقات المفاجئة ومن الاسئلة المطروحة وخرائط الشرق الاوسط الجديد التي يعرضها نتنياهو امام الكاميرات تظهر انها لم تكن مثل الخرائط التقليدية لهذا المشروع والقائمة على التقسيم الى كانتونات طائفية وعرقية ومذهبية ،هي خرائط ممتدة بلون واحد وهو ما يشير الى تعديلات على المخطط استبدلت التقسيم بغرض الاضعاف الى التوسيع والضم تحت حكومات وسلطات موالية للمشروع الصهيوامريكي ، والسؤال هو هل يمتلك الرئيس المهبول ترامب الأدوات والامكانية لصناعة السلام في عالم مليء بالصراعات والتوترات في ظل اجواء يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من خلالها كسب جائزة للسلام وهو المشعل للحرب ، ومن الغرائب ان المجرم بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي رشح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، وقدم الى ترامب في عشاء البيت الأبيض خلال الأسبوع الماضي نسخة عن رسالة الترشيح التي أرسلها إلى لجنة التقييم. وقد فتح ترامب جميع مخازن الاسلحة في امريكا ونقلها الى الكيان الاسرائيلي، للتعجيل على ابادة الشعب الفلسطيني في غزة، وافراغها من اهلها، لتكون ارضا خالية وغير صالحة كي يبني ترامب منتجعات فيها، كما ارسل عشرات القطع البحرية وحاملات الطائرات الى المنطقة، لشن عدوان غاشم على الشعب اليمني اسفر عن تدمير البني التحتية في اليمن واستشهاد العديد من المدنيين، عقابا لليمن على دعمه الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة ، وهو الذي يشرف حاليًا على الإبادة الجماعية للفلسطينيين في قطاع غزة ويحمل احلام ان يمنح أرفع جائزة عالمية في إحلال السلام له وهو الذي يُعد الممكّن الرئيسي لتلك الإبادة- ويرسل لإسرائيل كل ما تحتاجه لإنهاء المهمة' في غزة. وشمل ذلك 'الكل' مليارات الدولارات من الأسلحة الفتاكة والمساعدات الأخرى. لقد مثل قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قصف المواقع النووية في إيران والانضمام مباشرة إلى هجوم إسرائيل عليها، خطوة طالما كذب ولم يعمل بتعهده، وهي عدم التدخل عسكريا في حرب خارجية كبرى. ومن المؤكد أن شعار ترامب 'السلام من خلال القوة' ، خاصة مع فتحه جبهة عسكرية جديدة دون الوفاء بوعود حملته الانتخابية بإنهاء حربي أوكرانيا وغزة والمشاركة في ضرب المفاعل النووية السلمية الايرانية تمثل قمة للغطرسة. المعروفة بها الولايات المتحدة الأمريكية
وقد نفذ وعده بضرب إيران برد عسكري مرة اخرى اذ هاجمت ايران مصالحها وقواعدها في المنطقة بطائراتها وحسب اعترافها في جميع المحافل بانها انهت عمل المفاعل النووية الايرانية وينفي في نفس الوقت أي علاقة لبلاده بالمشاركة مع اسرائيل في الاعتداء على الاراضي الجمهورية الاسلامية الايرانية،في حين صرح ترامب ' إنه إذا تعرضت مصالح الولايات المتحدة لهجوم بأي شكل من الأشكال من إيران فإن القوات الأميركية سترد بأقصى قوة وبمستويات غير مسبوقة. و التي تمكّن نتنياهو بهذا الضربة من تشتيت الانتباه مؤقتًا عن الخسائر التي منيت بها نتيجة للضربات الايراني وعن الإبادة الجماعية الجارية في غزة، والتي تقوّض الشرعية الدولية لإسرائيل وتعرّض عدة قادة إسرائيليين مذكرات توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.
وقد اعلنت رسميا ايران بان واشنطن بالتعاون مع إسرائيل شاركت في ضرب المفاعل النووية ايرانية السلمية والتي تشرف عليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوجود عشرات من المراقبين في تلك المنشآت مع وجود كاميرات مراقبة تشرف عليها. ولولا ذلك التعاون الأمريكي لما كانت قد تمكنت اسرائيل بالوصل الى تلك المنشآت.وقد تحدث عن ذلك وزير الخارجية الايرانية عراقجي ان 'النظام الصهيوني خرق القانون الدولي بمهاجمته منشآت نووية' و عقب العدوان العسكري السافر الذي شنّه النظام الإجرامي للولايات المتحدة الأمريكية ضد المنشآت النووية السلمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وانتهاكه الصريح للقانون الدولي، قامت القوات المسلحة الايرانية وبمشاركة الحرس الثوري بتوجيه من المجلس الأعلى للأمن القومي وتحت قيادة مقر خاتم الأنبياء (ص) المركزي، بتنفيذ عملية 'بشارة الفتح'، مستهدفةً قاعدة العديد الأمريكية في قطر بهجوم صاروخي قوي ومدمّر و ستجعل من أي مغامرة جديدة عامل تسريع في تفكك البنية العسكرية الأمريكية في المنطقة.
لقد أثبت العدوان الأمريكي للجميع مجددًا أن شرّ الصهاينة ما هو إلا امتداد لمخططات الأمريكيين. ومن هذا المنطلق، نذكر أن القواعد والأهداف العسكرية المتنقلة لأمريكا في المنطقة ليست نقاط قوة، بل نقاط ضعف كبيرة و'كعب أخيل' ومصالحها مهددة بالخطر وهي 'أهداف سهلة' للولايات المتحدة وإسرائيل داخل المنطقة وخارجها ولهذا النظام المثير للحرب. من المرجح ألا ينظر الإيرانيون إلى الأمر بنفس الطريقة. من المرجح أن يفتح هذا فصلا جديدا من النزاع الأمريكي الإيراني المستمر منذ 46 عاما، لا أن ينهيه'. اذا لم تتعقل وتعود واشنطن الى رشدها.
و ليس هناك استغراب من ان يحصل ترامب يوما على جائزة نوبل للسلام، مثلما تم منحها رؤساء أمريكيين قبله ويعتقد بأنه سيكون الرئيس الأميركي الخامس، الذي يمنح هذه الجائزة بعد تيودور روزفلت، ويلسون، كارتر وأوباما. وقتها لو لم يحصل ترامب على ذلك بالفعل سيقول للعالم: 'ها قد أخطأتم بحقّي أنا رجل سلام حقيقي'، وقد صرح ترامب وأعرب ، 'عن أسفه لعدم حصوله على جائزة نوبل للسلام بسبب سعيه لايقاف الحرب بين الهند وباكستان، أو لجهوده الفاشلة لحد الان لحل الصراعات بين روسيا وأوكرانيا'، على حد قوله…والطامة الكبرى وحي حرب غزة وحربه مع إيران والتي كانت واشنطن عامل أساسي في المشاركة فيها علنا، فاين السلام الذي التحقق و تحدث عنها ترامب مرارا وتكرارا خلال حملاته الانتخابية وما بعد رئاسته لأمريكا….
2025-07-16

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ساحة التحرير
منذ 36 دقائق
- ساحة التحرير
لماذا المقاومة اضطرت لطوفان الأقصى!حمود النوفلي
لماذا المقاومة اضطرت لطوفان الأقصى: حمود النوفلي * *لأجل إفشال صفقة القرن التي وضعها ترامب قبل 4 سنوات من حدوث الطوفان،وكانت قد نفذت لولا حدوث الطوفان. * لأن لدى الحركة كان أكثر من 6000 أسير في سجون الاحتلال منذ عقود، ولا أمل بتحريرهم إلا بأسر جنود من العدو، وهو ما أثبت نجاحه في صفقات سابقة. * لأنها كشفت عن مخطط لشن هجوم شامل على غزة وتهجير سكانها إلى سيناء. * لأن غزة تتعرض لهجوم مستمر، واغتالت مؤخرًا عدد من قادة الجهاد الإسلامي. * لأن القطاع يعيش في حصار خانق منذ سنوات، أشبه بالسجن الكبير. * لأن هناك محاولات منظمة لفرض فكر منحرف كالشذوذ والنسوية عبر المناهج في غزة، وربط قبول المساعدات بقبول ذلك. * لأن حفريات الاحتلال أسفل المسجد الأقصى تهدد بانهياره، والاستيطان يتمدد يومًا بعد يوم، والمستوطنون يدنسون الأقصى يومياً. * لأن المجتمع الدولي فشل خلال 75 عامًا في استعادة شبر واحد من فلسطين أو حماية حق واحد للشعب الفلسطيني. * والأهم: لأن مقاومة الاحتلال واجبة شرعًا على المسلمين، وحماس تمارس هذا الحق المشروع. * ولكن العملية أدت إلى استشهاد عدد كبير من المدنيين؟ * نعم، وقد كانت الأضرار متوقعة. هذه التضحيات هي جزء من مسيرة التحرير، فالنبي محمد ﷺ وأصحابه اضطروا للهجرة وقدموا الشهداء، لكن النتيجة كانت فتح مكة وامتداد الإسلام. استشهد 14 صحابيًا في بدر، و70 في أُحد، لكن الثمرة كانت فتح مكة وانتشار الإسلام إلى يومنا هذا. والجزائر قدّمت أكثر من مليون ونصف شهيد في سبيل حريتها، وبقت أجيالها للأبد ينعمون بالحرية. فكيف إذا كانت القضية اليوم هي تحرير أولى القبلتين وما تشد له الرحال وهو المسجد الأقصى وإنهاء احتلال أرض عربية مسلمة؟! * لماذا يشن الكيان الغاصب حربًا همجية ويقصف المستشفيات والمدارس والمساجد؟ * لأن الهدف الأساسي هو التهجير القسري. يريد العدو أن لا يبقى أحد في غزة، ويضغط على السكان عبر القتل والدمار لدفعهم إما للرحيل أو لرفض المقاومة والمطالبة بحكومة 'لا تقاتل'. هذه الحرب ليست ردًّا على 'طوفان الأقصى' فقط، بل تنفيذ لخطة قديمة تُجهز منذ سنوات، لضمان أمن الاحتلال على حساب دماء الفلسطينيين. * لماذا التهجير؟ * التهجير يحقق عدة أهداف، أهمها تأمين 'الممر الدولي الجديد' الذي يُخطط أن يربط بين الشرق والغرب ويمر بمحاذاة غزة. يرون أن وجود مقاومة على هذا الخط قد يهدد المشروع بعد أن تُنفق عليه تريليونات الدولارات. لهذا السبب، تصف الدول التي يمر عبرها هذا الممر المقاومة بالإرهاب، وتدعو علنًا وسرًا لتصفيتها، كي تضمن استفادتها الاقتصادية منه. هذا الممر مدعوم أمريكيًا وأوروبيًا وهنديًا وخليجيا، بهدف محاصرة طريق الصين التجاري المعروف بـ'الحزام والطريق'، ومنع تمدده في الشرق الأوسط. ولهذا: – تم فتح صفحة جديدة مع الصين، ودُعي رئيسها إلى أمريكا وأُعطي وعود مغرية، فقط لضمان حيادها وعدم عرقلة المخطط. – جرى تقليص الدعم العسكري لأوكرانيا بهدف تهدئة روسيا وتحييد تدخلها. – وُعدت دول المنطقة بمساعدات مالية وصفقات ضخمة (منها مفاعلات وصفقات تسليح عملاقة) لتلتزم الصمت، وتترك أمريكا تنفذ خطتها بهدوء. – كما أن هناك أطماعًا هائلة في غاز بحر غزة، الذي يحتوي على احتياطي ضخم يكفي لتأمين احتياجات أوروبا لسنوات. * لماذا تصمت القوى الكبرى في المنطقة على هذا المخطط؟ * لأن كثيرًا من هذه الدول تخشى أن تُفتح ضدها ملفات تهدد استقرارها أو شرعيتها، أو لأنها مرتبطة بمعاهدات وتفاهمات أمنية واقتصادية تجعلها تحت السيطرة الغربية. * بعضها مرتبط ارتباطًا كاملًا بالتسليح والدعم الاقتصادي الأمريكي، ويعلم أن اعتراضه سيعني وقف الإمدادات والمساعدات وربما تحريك أوراق المعارضة الداخلية ضده. * وهناك من يرى في المقاومة تهديدًا لمصالحه واستقراره، ويخشى أن تنتقل 'عدوى المقاومة' إلى شعوبه. * إضافة إلى أن بعض هذه الأنظمة تلقّت وعودًا بأن تكون شريكة في ما بعد تنفيذ الخطة الكبرى، وأن تصبح 'شرطيًا' للمنطقة، وهو لن يحدث فعليًا، لأن القوة الحقيقية ستُمنح للكيان الصهيوني ليكون اليد العليا في الشرق الأوسط. * ولكن، مع كل هذا التحالف العالمي، هل يمكن أن تفشل الخطة؟ * نعم، ستفشل بإذن الله، لأن المقاومة لا تقاتل من أجل سلطة أو مكسب دنيوي، بل تقاتل في سبيل الله، وقد وعد الله من ينصره بالنصر: 'إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم' 'إن ينصركم الله فلا غالب لكم' المقاومة تمتلك عناصر قوة لا تملكها جيوش مدعومة بأحدث التقنيات، فهي تقاتل على أرضها، وتملك خبرة تراكمية في القتال، وعقيدة راسخة تجعلها لا تهاب الموت، وحاضنة شعبية صلبة لم تتخل عنها رغم الحصار والدمار. كتبه المدين لغزة وفلسطين/ حمود النوفلي #غزه_تباد_وتحرق #غزه_تموت_جوعاً #غزة_الفاضحة 2025-08-01


ساحة التحرير
منذ 36 دقائق
- ساحة التحرير
أوراق أمريكا المتساقطة في خريف ترامب!محمد بن علي البادي
أوراق أمريكا المتساقطة في خريف ترامب! محمد بن علي البادي منذ تأسيسها، سعت الرئاسة الأمريكية إلى ترسيخ صورة الدولة القائدة للعالم 'الحر'، المتحدثة باسم الديمقراطية، والحارسة لمصالحها عبر تحالفات محسوبة وخطابات مدروسة. لكن هذه الصورة لطالما بدت مزدوجة، تمارس الضغط وفرض الهيمنة بقدر ما تروّج للقيم. ومع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بلغ هذا التناقض ذروته، حين تحوّل التعامل الأمريكي مع الشرق الأوسط إلى صفقات مكشوفة، وتراجع دور المؤسسات لصالح نزوات الرئيس ومصالحه الضيقة. فقد دعم أنظمة قمعية باسم 'الاستقرار'، وتخلى عن قضايا عادلة كالقضية الفلسطينية، وروّج لما سُمي بـ'صفقة القرن' دون اعتبار لحقوق الشعوب. وبدا الشرق الأوسط في نظره ليس أكثر من سوق صفقات، يتعامل معه بمنطق التاجر لا رجل الدولة. سياسة بلا بوصلة منذ اللحظة الأولى لتسلّمه الحكم، ظهرت ملامح الارتباك في تعاطي ترامب مع القضايا الدولية.. فقد بدا أقرب إلى رجل أعمال يراوغ ويتفاوَض ويهدد، منه إلى رئيسٍ يدير ملفات عالمية بحسٍّ مسؤول.. وتصريحاته المتقلّبة، قراراته المفاجئة، وانفعالاته المتكررة، كلها جعلت الثقة في منصب الرئاس ة تتآكل، داخليًا وخارجيًا. كثير من تصريحاته كانت متناقضة أو تفتقر للدقة، ما أضعف مصداقيته وأربك شركاءه.. تعامل بفوقية مع الحلفاء، وبمزاجية مع الخصوم، وانسحب من اتفاقيات دولية كبرى دون تبرير واضح.. كل ذلك ساهم في تقويض صورة أمريكا بوصفها دولة مؤسسات، وأظهرها كدولة تُدار بتغريدة. ازدواجية فاضحة من أبرز مظاهر تخبطه، تردده في ملف إيران؛ يتفاوض عبر قنوات سرية، ثم يأمر بضرب منشآت نووية فجأة.. يتحدث عن السلام، ثم يشعل التوترات. أما في ملف حقوق الإنسان، فقد سقطت كل الأقنعة، حين دعم بشكل سافر الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، متجاهلًا دماء المدنيين وآهات الأطفال. ينادي بالقيم في العلن، ويدعم من ينتهكها في الخفاء. اليد الأمريكية في تجويع غزة وتدمير قوى المقاومة وقف ترامب بقوة إلى جانب إسرائيل في سياستها العدوانية ضد أهالي غزة، متجاهلًا معاناة المدنيين المحاصرين الذين يعانون من الحصار والتجويع المستمر. لم يقتصر دعمه على الكلمات، بل شمل تقديم دعم سياسي وعسكري لتمكين إسرائيل من تنفيذ حملات التدمير ضد قوى المقاومة، بدءًا من غزة مرورًا بجنوب لبنان وسوريا، وصولًا إلى اليمن وإيران. هذا الدعم ساهم في تفاقم الأزمات الإنسانية، وتدمير البنى التحتية، وإضعاف قدرات المقاومة، ما عزز من حالة عدم الاستقرار في المنطقة، وأغرق الشعوب في معاناة مستمرة بلا أفق للحل. رئيس بلا هيبة تجلّى الارتباك حتى في حضوره الدولي؛ قادة يتجاهلونه، وآخرون يُظهرون عدم احترامه علنًا… كُشف عن صفقات سرّية معه، وأحرج في مؤتمرات صحفية أكثر من مرة. لقد تراجعت هيبة الرئاسة الأمريكية في عهده، وتحوّل الحضور السياسي إلى عرض مرتجل، خالٍ من الحكمة والاتزان. انهيار الثقة كيف يمكن لحلفاء أن يثقوا برئيس ينقض الاتفاقيات، ويبدّل المواقف، ويُعلن السياسات في تغريدة ويلغيها في أخرى؟ كيف تُبنى التحالفات مع قيادة لا تفرّق بين الدولة والمصلحة الشخصية، ولا تثبت على موقف أو شراكة؟ لقد زرع ترامب الشك حتى في أروقة الحلفاء، وأدار أمريكا كما تُدار شركة خاصة، حيث مصير الشعوب مرهون بمزاج المدير. خاتمة ترك عهد ترامب ندوبًا عميقة في صورة أمريكا، التي كانت رمزًا للثبات والقوة. تحولت الرئاسة إلى حكم متقلب قائم على الأهواء الشخصية، بعيدًا عن الحكمة والاستراتيجية. أمريكا صارت دولة ضائعة بين تغريدات متناقضة ودعم متحيز على حساب العدالة وحقوق الإنسان. السؤال: هل يمكن استعادة الثقة والسياسة الرشيدة التي تحترم الشعوب وتحافظ على السلام، أم أن أوراق أمريكا ستظل تتساقط في خريفٍ لا ينتهي؟ فالاستقرار العالمي لا يبنى على مزاج قائد، بل على مسؤولية وطنية وعالمية حقيقية. 2025-08-01


ساحة التحرير
منذ 36 دقائق
- ساحة التحرير
واشنطن تقود الإرهاب في الشرق!محمد بن سالم التوبي
واشنطن تقود الإرهاب في الشرق! محمد بن سالم التوبي الرئيس الأمريكي أو الرئيس رقم واحد في العالم وهي الحقيقة التي لا مناص من الاعتراف، بها لأنه الواقع المُرّ الذي يعيشه العالم وتعيشه البشرية سواءً، كان ترامب أو سابقوه ممّن جعلوا سيوفهم في رقاب الملايين من البشر الذين سفكت دمائهم منذ الحرب العالمية الأولى إلى يومنا هذا. وما زالت الآلة الأمريكية تفتك بالبشرية شرقًا وغربًا، ولنا في اليابان عبرةً وعظه؛ فقد قُتِل من جرّاء القنابل الذريّة ما يزيد عن (٣٠٠) ألف شخص إمّا بالموت المُباشر أو من خلال الأمراض الفتّاكة التي سبّبتها الإشعاعات إن المُتتبّع للحروب الأمريكية منذ حرب الاستقلال إلى يومنا هذا يجد أنّها حروب عبثية مُقيته لم يكن الإنسان فيها ذا قيمة؛ سواء كان الإنسان جُندي أمريكي أم شعوب يُمَارَسْ ضِدَّها الاستعمار أو القتل من أجل القتل والتصفية. لقد خاضت الولايات المتحدة الأمريكية حروبها في الشرق والغرب من غير أسباب مُقنعة، وحتى حربهم على السُّكّان الأصليين من الهنود الحُمر الذين ما زالوا يعانون من التمييز في القرن الواحد والعشرين هي حرب تطهير عرقي . لقد قتل الجيش الأمريكي من جنوده ما يزيد عن المليون جندي في حروب عبثية لا يمكن وصفها بالحروب التي تنادي بها أمريكا من أجل حُرّية الشعوب، أو من أجل الديموقراطية أو مكافحة الإرهاب؛ بل جُلّها حروب تتمحور حول الإمبريالية والسلطة والتوسع والنفوذ؛ فالعقيدة الأمريكية من أجل النفوذ يجب أن تشعل حروبا هنا وهناك حتى يتأتّى لها أن تمسك بقيادة العالم ليأتوا إليها صاغرين تتسابق إليهم الرقاب حتى إذا ما وجدت الفرصة للتخلص منها أقاموا عليها الحدّ وأتوا بقيادة جديدة تكون خاضعة منقادة مسلوبة الحرية والكرامة . لقد عانى العالم من الحروب الأمريكية سواء في أمريكا اللاتينية أم في الشرق القريب أو البعيد كما هي الحرب في كوريا (١٩٥٠–١٩٥٧) التي أودت بحياة ما يزيد عن ٣٦ ألفًا من الجنود الأمريكان، وما يزيد عن مليوني إنسان من الكوريتين ومن الصينيين الذين دخلوا الحرب عندما وجدوا الأمريكان على حدودهم وهذه الحرب جرّت لاحقًا إلى الحرب في فيتنام (١٩٥٠-١٩٧٥) التي راح ضحيتها ما يقارب ٦٠ ألفًا من الجنود الأمريكان وأكثر من مليونين من الأبرياء الفيتناميين إلى أن تحررت وخسرت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب وعادت منكسة الرأس، وما هو الداعي لهذه الحرب التي شنّتها واشنطن من أجل دحر الشيوعية وكانت النتيجة أن توحّد المعسكر الشمالي والجنوبي تحت حكم شيوعي . الحرب في العراق كلّفت العراق أمنه واستقراره وتفكيكه؛ فبعد أن كان بلدًا ينعم بالاستقرار والوحدة تحوّل إلى وطن تحكمه الطائفية والقبلية والمذهبية التي مزّقته شر ممزق وكلّفت اقتصاده رقمًا فلكيًا لا يمكن أن يحصره مركز بحثي ولا حجم الدمار الذي تعاني منه العراق في الوقت الحالي أو مستقبلاً. لقد شردت الحرب ملايين من أبناء العراق وقتلت الجيوش ما يزيد عن مائتي ألف مدني وتسببت الحرب في فشل منظومة الخدمات وزيادة مستوى الفساد وانهيار البنى التحتية لكل العراق. كما أن ما زاد وعمّق المشاكل الاقتصادية هو ظهور ميليشيات مسلّحة وتفشّي الطائفية وانقسام المجتمع إلى سنّي وشيعي. حصيلة الحرب في أفغانستان ونتائجها على مدى عشرون عامًا كانت وخيمة على الشعب الأفغاني؛ حيث قتل ما يزيد عن ٤٧ ألف مدني و٦٦ ألف قتيل من الجيش الأفغاني وما يقارب من ٦٥ ألف من حركة طالبان، والملايين من البشر الذين نزحوا داخل أفغانستان وخارجها، وفي نهاية المطاف حكم طالبان افغانستان وخرج الأمريكان من الحرب بخسائر تقدر بما يزيد من ٢ ترليون دولار ضاعفت من حجم الديون في الخزانة الأمريكية التي تعاني من أثر هذه الديون، وقد صُنّفت تلك الحرب كأطول الحروب على البشرية وقد استنزفت الكثير من الموارد المالية؛ مما أدّى إلى فقدان الثقة في قيادة الولايات المتحدة الأمريكية للتحالفات في الحروب إن التدخلات التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية في ليبيا وسوريا والسودان واليمن ومؤخرًا ضرباتها الأخيرة لإيران على إثر رد إيران المستحق على ما قامت به إسرائيل من هجوم مباغت عليها، وكذلك قيام واشنطن بوقوفها مع إسرائيل في حرب الإبادة في غزة ومدّها بالسّلاح والجنود والتكنولوجيا المتقدمة؛ كل ذلك يثبت جليًا إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على جعل الشرق الأوسط منطقة غير مستقرة من أجل هيمنتها وحماية إسرائيل الدولة اللقيطة التي صنعها الغرب على حساب الفلسطينيين. 2025-08-01