
فضل الله: الكيان الصهيوني يسعى من خلال التطبيع الى القضاء على كلّ مواقع القوة في الأمة
أشار السيد علي فضل الله، إلى "أننا تعوّدنا من الإدارة الأميركية أن تتكلم بأكثر من لغة، والرسالة التي أراد براك إيصالها هي انتزاع كل عناصر القوة من لبنان من دون تقديم أي ضمانات من قبل الكيان الصهيوني، رغم التزام لبنان والمقاومة بالاتفاق. وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول هذا الانحياز الفاضح إلى جانب العدو مبديا استغرابه من حالة التخويف، سواء المصطنعة أو الحقيقية، والتي جرى تضخيمها بهدف زرع مشاعر اليأس والإحباط في نفوس اللبنانيين. هذه التهويلات تأتي في إطار الضغوط التي تُمارَس على لبنان لدفعه نحو القبول بالشروط المفروضة عليه".
ودعا في محاضرة ألقاها في المركز الإسلامي الثقافي في حارة حريك، اللبنانيين إلى "الوعي، وتعميق العلاقة بين مكوّنات الوطن، وتحصينها بالإرادة والحكمة، وعدم الانجرار خلف الغرائز المذهبية والطائفية، والعمل جميعًا على صدّ كل محاولات نقل ما يحدث في سوريا إلى الداخل اللبناني".
وحيّا فضل الله، "كل الجهود التي بُذلت لمنع انجرار أبناء هذا الوطن إلى الفتنة"، مشيدًا "بالقوى الأمنية التي تشكّل صمّام أمان في وجه كل من يسعى للعبث بأمن لبنان واستقراره".
وردا على "من يروّجون لفكرة أن التطبيع سيجلب الازدهار للمنطقة"، سأل: "هل استطاعت الدول التي طبّعت أن تنهض اقتصاديا وماليا، أم أنها غارقة في الديون؟ إن الكيان الصهيوني يسعى من خلال التطبيع إلى القضاء على كل مواقع القوة في هذه الأمة، والسيطرة على ثرواتها ومقدّراتها. فلا ينبغي أن ننخدع بالوعود أو بالكلام المعسول الذي يُردَّد هنا وهناك".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 3 دقائق
- الديار
الرابع من آب: بيروت تنزف جرحًا بلا عدالة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب حين يوقف الزمن عقارب الساعة على 6:07... والعدالة ما تزال تنتظر الولادة قبل أن يسقط الزجاج، كان الكلام قد احتبس في الحنجرة. قبل أن يهتزّ المرفأ، اهتزّت عيونٌ كانت تطبخ، تُرضع، تُغنّي، وتغسل وجوهها بالطمأنينة. بيروت لم تُقصف. بيروت خُذلت. أُخذت من خاصرتها، ومُزّقت أمام أعين أبنائها، ولم تُبكِ أحدًا… لأن الجميع كان يصرخ في الداخل. لم نكن نعرف أن الهواء يمكن أن يُنحر، وأن البيت يمكن أن يختفي من دون أن يتحرّك من مكانه. لم نكن نعرف أن الساعة 6:07 ستعلّق فينا، وتعيش أكثر منا، وتُشيّعنا كل عامٍ من جديد. مرّت خمس سنوات. لكن الرابع من آب... لم يمر. "بنتي اختفت فجأة... لا صوت ولا أثر" شهادة من قلب الخراب في شارع مار مخايل، كان فادي يحمل طفلته ذات الثلاث سنوات في لحظة شراء بوظة من دكان قريب عندما حدث الانفجار. يروي بحسرة: "كنت ماسك إيدها، وفجأة صار فراغ... لا بنتي، لا صوت، لا مكان، لا أنا." هذه الشهادة وردت في تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش" الصادر في 3 آب 2021، الذي يوثق معاناة العائلات وانعدام العدالة في ملف انفجار المرفأ بسبب التدخلات السياسية وغياب الحصانات القانونية. أبطال بيروت بين الركام: رجال لا ينكسرون حين انقلبت العاصمة إلى رماد ودخان، وقف رجال الإطفاء والإنقاذ في الصفوف الأمامية. محمد، أحد رجال الإطفاء في فوج بيروت، قال: "كان الانفجار صاعقة، لكننا لم نغادر. أنفاس الناجين هي التي أعطتنا القوة لنستمر." ورغم صمت الأضواء، ظل هؤلاء الأبطال يحملون جراحهم في صمت، ويبنون أمل المدينة من تحت الركام. تحقيق مشلول وعدالة مقيدة بالحصانات رغم مرور خمس سنوات على الكارثة، لم تُسجّل أي محاكمة تَدين مسؤولًا سياسيًا أو أمنيًا. القاضي طارق البيطار الذي حاول تحريك التحقيق، تعرّض لتعطيل مستمر عبر دعاوى قضائية قدمها نواب ووزراء متهمون. وفق تقرير وكالة "رويترز" في 1 آب 2023، استمر تجميد التحقيق بسبب رفض البرلمان رفع الحصانات، بينما أظهرت إحصائيات موقع "Legal Agenda' أن القاضي بيطار يواجه 38 دعوى قضائية من المسؤولين المتهمين. هذا الواقع يشكل خنقًا ممنهجًا للعدالة، تعيشه بيروت أمام أنظار العالم. الخسائر المادية والإنسانية: أرقام لا تكفي لوصف المأساة بلغ عدد ضحايا الانفجار أكثر من 218 قتيلًا، و7000 جريح، و300 ألف مشرد، حسب تقرير "الإسكوا" لعام 2020، الذي وصف الحدث بأنه "نكبة وطنية لا تقل فداحة عن الحروب". أما البنك الدولي، فقدّر الخسائر المباشرة بـ3.8 مليار دولار، بالإضافة إلى 2.1 مليار دولار أخرى في القطاعات الحيوية كالسكن والطبابة والبنية التحتية. لكن الخسارة الأعمق، التي لم تُقَيَّم بعد، هي خسارة الثقة بالسلطة، وبالوطن ذاته. في ذكرى الرابع من آب، تختبئ المدينة خلف ستائر مغلقة، وتغلق محالها مبكرًا، في مشهد يعكس الألم والحنين. هالة، ممرضة في مستشفى الجعيتاوي، تقول: "صار عنا خوف من الذكرى. نطفّي الأنوار قبل الوقت. الناس تمشي وكأنها أشباح، تضحك كيلا تنهار." بيروت تغيرت... صوتها خفت، ووجوه أهلها تعكس فقدان الأمان. الرابع من آب ليس يومًا عابرًا، بل مقبرة مفتوحة تدفن فيها الحقيقة كل عام. لم نرَ مسؤولًا خلف القضبان، ولم تُرفع كلمة اعتراف، ولم تُعلن خطوات جدية للعدالة. في بلد تُحرق فيه العدالة بورق الحصانات، يصبح الصمت جريمة، والكتابة مقاومة. الرابع من آب ليس ذكرى فقط، بل مسؤولية وطنية وأخلاقية. العدالة ليست خيارًا، بل ضرورة لاستعادة الثقة والكرامة. بيروت تنتظر أن تُسمع، تنتظر أن تُحتضن جراحها، وتنتظر أن يعيش أبناؤها في وطن لا يخافون فيه من نوافذ الذكرى. هل سنقف إلى جانب بيروت؟ أم سنتركها تنزف جرحها بلا نهاية؟


الديار
منذ 3 دقائق
- الديار
4 آب 2020... اليوم المشؤوم في تاريخ لبنان
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في ذلك اليوم المشؤوم، في 4 آب 2020، نحروا بيروت. نحروا ست الدنيا، العاصمة المغرورة، والتي يحق لها ان تكون مغرورة، كما يقول القاضي الدكتور منيف حمدان، لما تختزنه من علم وثقافة وكرامة وقيم. في ذلك اليوم المشؤوم، أنفجرت العاصمة، وأنفجرت المنازل والمؤسسات والمكاتب، وقتل مئات الضحايا، واصيب آلاف الجرحى إصابات في كافة انحاء اجسادهم. وكلف محقق عدلي، واستبدل بمحقق آخر. ولا تزال التحقيقات جارية وحتى تاريخه لم يصدر القرار الاتهامي. فور خروجي من المستشفى بعد إصابتي في رأسي واصبعي وبعد إجراء عملية جراحية في يدي دامت ست ساعات، كتبت مقالة بعنوان: كل من علم بوجود المواد وبمدى خطورتها مسؤول. وهما شرطان متلازمان. كما كتبت مقالة اخرى طالبت فيها بالتركيز على كيفية دخول تلك المواد وسبب تخزينها، ومن استفاد منها، ومن كان يمكنه التصرف بها، ولماذا؟، وبأي هدف؟. وهل انفجرت بكاملها، ام كان قد تم سحب قسم منها، ومن سحبها، وإلى اين؟ كما التحقيق في كيفية الانفجار او التفجير هل من الجو ام من البحر ام من الداخل. ومن الذي فجر المواد، وكيف انفجرت. وهل الانفجار صدفة ام عملية تفجير مقصود. وما ان حلت الكارثة، حتى نشطت الجمعيات وبدأت بالعمل. منها طبعا لرسالتها الإنسانية السامية. ومنها تلك المعروفة بأنها تستفيد من مثل تلك الظروف لتلقي الهبات والمساعدات. أما بالنسبة للتحقيق فقد طلبنا في عدة مقالات ومقابلات، التركيز على الفاعل وعلى المهمل، وعلى كيفية حصول الانفجار. وعدم التركيز على بعض الاشخاص الذين لم يحضروا، خصوصا اولئك الذين تقدموا بعشرات طلبات النقل والمخاصمة. فإذا لم يحضروا يصرف النظر عنهم كما فعل مؤخرا مع مدعي عام التمييز السابق القاضي غسان عويدات، ولدى صدور القرار الاتهامي يكتب فيه ما يكتب. إذ ان المهم هو صدور هذا القرار. فنكون قد خرجنا من طور التحقيقات الى طور المحاكمة في الاساس. إذ قد تدوم تلك التحقيقات عشرات السنوات في ظل تقديم مثل هذه الطلبات. وما نفع مئات ملايين الصفحات من التحقيقات اذا لم يصدر القرار الاتهامي؟ كمن يدرس اربع سنوات حقوق ولا يُقدم الامتحان الاخير في السنة الرابعة. فلا يحمل شهادة الحقوق. نعود ونقدم التعازي بوفاة الضحايا، متمنين الشفاء للجرحى (ومعظمهم فقدوا اعينهم او ارجلهم، وتشوهت وجوههم) متمنين صدور القرار الاتهامي في اسرع وقت (وان كانت مرت خمس سنوات). أما بيروت. بيروت الحب والجمال. بيروت الثكلى والجريحة. فقد نفضت عنها غبار الحروب والانفجارات، وعادت مدينة الحب والجمال والاناقة. دون ان ننسى انها مدينة العلم والثقافة. فهي أم الشرائع ومرضعة القوانين. وعادت مدينة السياحة التي لا تنام قبل ان تسلم الليل للنهار.


الديار
منذ 3 دقائق
- الديار
الجيش اللبناني في ميزان واشنطن: دعم مشروط وشرْكة بحدود النفوذ
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب منذ قيام العلاقات بين الجمهورية اللبنانية والولايات المتحدة الاميركية، شكل الجزء العسكري منها مادة جدلية، خصوصا مع دخول المنطقة صراع المحاور منذ الخمسينات، واستمرار ذلك حتى يومنا هذا، حيث كانت واشنطن احد عوامل الجذب للدول الصغرى التي سعت الى الحصول على حماية ورعاية الدولة الكبرى، في ظل المتغيرات الدراماتيكية الكبيرة التي يشهدها الشرق الاوسط. جدلية وجدت أرضا خصبة لها على الساحة اللبنانية، المنقسمة اساسا حول المحور الاساسي لازمات المنطقة، من القضية الفلسطينية بداية، الى مفهوم الحرب ضد الارهاب، وبينهما العلاقة مع واشنطن، في ظل "الازدواجية" الرسمية في التعاطي معها، نتيجة التركيبة الداخلية من جهة، والتوازنات الاقليمية والدولية التي تفرض الحاجة اليها في اكثر من ملف، من جهة أخرى. في هذا الاطار يؤكد مصدر وزاري لبناني رافق العلاقات بين البلدين، ان الدولة اللبنانية تميز بين اكثر من مستوى على صعيد العلاقة مع الولايات المتحدة الاميركية، حيث ثمة مجالات تفرض على بيروت نمطا محددا من العلاقة على قاعدة "مكرها اخوك لا بطل"، كما يحصل على صعيد القطاع المصرفي. واذا كان بالامكان الحفاظ على هامش مناورة في المجال السياسي، فان القاعدة نفسها تنطبق على واقع العلاقات العسكرية وظروفها الحاكمة، حيث تؤكد المعطيات، ان المسؤولين العسكريين الاميركيين المكلفون التنسيق والتعاون مع الفريق اللبناني لم يفرضوا اي اجندة على اليرزة، رغم بعض "الطلبات المحرجة" أحيانا. وتشير الاوساط الى ان ثمة امورا اساسية تحكم العلاقة الاميركية - اللبنانية على الصعيد العسكري، اهمها: - اعتبار الادارة الاميركية الجيش اللبناني واحدا من اعمدة الاستقرار الاساسية في البلد، وهو ما يسمعه الزوار اللبنانيون لواشنطن، وتم التاكيد عليه خلال الجولة الاميركية الاخيرة للسفير توم براك، وهو ما يفسر الاستثمار الامني والعسكري الضخم لدولة بحجم لبنان، حيث فاق المليار ونصف دولار خلال السنوات الاخيرة. - الدور المحوري للبنان في سياق الحرب ضد الارهاب، نتيجة موقعه الجغرافي، من واجهته البحرية كطريق للوصول الى اوروبا، وتماسه المباشر مع المناطق السورية، وتكوينه الاجتماعي خصوصا مع الوجودين السوري والفلسطيني، وما شكلاه من بيئات حاضنة للمجموعات الارهابية. - النجاحات المتتالية التي حققها الجيش اللبناني في حربه ضد الارهاب سواء العسكرية مع انجازه تحرير الارض من الجماعات الارهابية في معركة فجر الجرود، أو الحرب الاستباقية التي ادت الى حرمان الارهابيين من الموارد المالية واللوجستية وسقوط خلاياه النائمة والمستيقظة التي خططت لعشرات العمليات سواء داخل لبنان او خارجه. - اعجاب الاميركيين بالعسكري اللبناني لجهة كفاءته وقوة عزيمته وسرعة استيعابه للعتاد والدروس القتالية، وروح الابداع التي يتحلى بها، من خلال تطوير بعض الاسلحة التي حصل عليها، او لجهة استخدام القدرة القصوى للاسلحة الاميركية التي سلمت للجيش اللبناني. - الدور الاساسي الذي أدّاه قادة القيادة الاميركية الوسطى من الجنرال جوزيف فوتيل، الى الجنرال مايكل كوريللا، الذي زار بيروت قبل ايام مودعا، حيث كانوا من اكثر المشجعين لرفع نسبة التعاون بين الجيشين، ومد لبنان بكل ما يحتاج اليه من اسلحة وذخائر تسمح له بتنفيذ المهمات الموكلة اليه، مشكلين لوبيا مؤثرا داخل الادارة، والذي كان له دور أساسي بوصول قائد الجيش جوزاف عون الى بعبدا. - تاريخية العلاقة، حيث انه منذ قيام الدولة اللبنانية كان الخيار الاساسي للحكومات هو التوجه نحو الغرب للحصول على السلاح والتدريب، وبالتالي كانت الولايات المتحدة الدولة الاساسية. وبما ان خيار السلطة السياسية لم يتغير حتى الساعة، بناء لمعطيات ابرزها قدرة الجندي اللبناني على التاقلم السريع مع السلاح المحقق والتدريب، كان خيار الجيش اللبناني بالسعي لدى واشنطن للحصول على حاجياته، خصوصا في ظل عامل الوقت الضاغط. - المصلحة الاميركية في الحفاظ على الصداقة والتحالف القائم مع الجمهورية اللبنانية في ظل الصراع الاقليمي والدولي المحتدم في المنطقة، وامكانية لبنان على هذا الصعيد من تحقيق مصالحه في الحفاظ على استقراره وامانه، بما يمكن ان تؤمنه واشنطن بوصفها لاعبا اساسيا من مظلة استقرار يقيه تداعيات الازمات المشتعلة ومخاطرها. وتتابع الاوساط، بانه رغم متانة العلاقة، إلا أنها لا تخلو من التحديات والاعتبارات السياسية، لعل أبرزها: - تأثير اللاعبين الإقليميين: حيث تتأثر العلاقة بالتوترات الإقليمية ودور بعض الأطراف اللبنانية غير الرسمية، مما يفرض بعض القيود والاعتبارات، كالتي دفعت بتوم براك الى التأكيد لاول مرة على أن "المستوى العسكري يتحمل تماما كما المستوى السياسي" مسؤولية الوضع في لبنان، في أحد "عشواته اللبنانية"، وهو ما اعاد رئيس مجلس النواب الاميركي التاكيد عليه قبل يومين. - الرقابة الأميركية: حيث يخضع الجيش اللبناني لمتطلبات رقابة أميركية صارمة على استخدام المعدات، ما يجعله حذرًا في تزويد بعض الوحدات بالمعدات الأميركية في مناطق معينة. - الكونغرس الأميركي: يواجه الكونغرس الأميركي أحيانًا انقسامات حول طبيعة المساعدات للجيش اللبناني، حيث يرى بعض النواب أن المساعدات يجب أن تكون مرتبطة بوضع سياسي معين، بينما تؤكد الإدارة الأميركية على أن الدعم للجيش هو هدف استراتيجي طويل الأمد.