
المنظمة العالمية لخريجي الأزهر تصدر عددًا جديدًا من مجلة «منبر الوافدين» تحت عنوان: «شرائع الأديان سلام الأوطان»
كتب – محمود الهندي
أصدرت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر العدد الجديد من مجلتها الشهرية «منبر الوافدين»، في إطار إصداراتها الإعلامية الهادفة إلى تثقيف وتوعية الطلاب الوافدين. وتصدّر غلاف العدد صورة تجمع فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا تواضروس الثاني، تحت العنوان الرئيس: «شرائع الأديان سلام الأوطان». كما تضمن العدد مقالًا لفضيلة الإمام الأكبر بعنوان: «الأوطان تشتاق إلى سلام دائم وعيش لا عنف فيه ولا إرهاب» .
وفي مقاله، أكد الإمام الأكبر أن عالم اليوم يمر بظروف حرجة وأزمة أخلاقية عاصفة، حتى غدت معاني المحبة والسلام استثناءً في ظل سيطرة الأنانية والكراهية والصراع، مشيرًا إلى أنه: «لا يكاد يوجد وطن إلا وهو يشتاق إلى سلام دائم وعيش لا عنف فيه ولا إرهاب». وأعرب فضيلته عن أسفه الشديد لاتهام الأديان زورًا بأنها مصدر الإرهاب، مشددًا على أن السلام لن يعمّ العالم إلا إذا تعاونت المؤسسات الدينية وقادتها يدًا بيد على صناعته، مذكرًا بنداء الأزهر منذ أكثر من سبعين عامًا بضرورة إحلال السلام بين رجال الأديان أنفسهم، ثم بينهم وبين المفكرين وأصحاب القرارات المصيرية، قبل نشره بين الناس كافة
كما ضم العدد مقالًا لفضيلة أ.د/ عباس شومان، رئيس مجلس إدارة المنظمة، أوضح فيه أن إرادة الله تعالى اقتضت اختلاف البشر في أديانهم ومعتقداتهم ومذاهبهم، ومنح الإنسان حرية الاختيار ليحاسب كل فرد أمام خالقه. وأكد فضيلته أن القرآن الكريم والسنة النبوية وجّها البشرية إلى العيش في إطار وحدة إنسانية قائمة على المساواة والعدل والتقوى، بعيدًا عن أي تمييز عرقي أو ديني. وأضاف أن القيم الإنسانية العليا (كالعدل والرحمة والتسامح والوفاء بالعهد وحب الأوطان) ليست حكرًا على فئة بعينها، مشددًا على أن الالتزام بتعاليم الأديان الحقة يعزز قيم المواطنة ويحقق الانسجام المجتمعي، لتظل راية الوطن مرفوعة بسواعد جميع أبنائه مسلمين وغير مسلمين، في ظل عدالة تصون الحقوق وتُعلي الواجبات .
وتناول فضيلة أ.د/ سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، في مقاله مفهوم المواطنة في المجتمع متعدد الديانات، مبينًا أنها تقوم على دمج جميع أفراد المجتمع – على اختلاف معتقداتهم – في نسيج الوطن الواحد، بما يتيح لهم المشاركة الفاعلة في الحياة العامة والمساهمة في تنمية مجتمعاتهم. وأشار فضيلته إلى جهود الأزهر الشريف بقيادة الإمام الأكبر في نشر قيم الوسطية والاعتدال وتصحيح المفاهيم المغلوطة، مستشهدًا بـ«وثيقة الأخوة الإنسانية» التي وقّعها الإمام الأكبر مع الراحل قداسة البابا فرنسيس واعتمدتها الأمم المتحدة، فضلًا عن تأسيس بيت العائلة المصرية بالتعاون مع الكنيسة المصرية .
كما نشرت أ.د/ نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر وعميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين، مقالًا أوضحت فيه أن الرسالات السماوية جاءت لإطفاء نيران الصراع، وأن شرائعها وضعت نظامًا متكاملًا للسلام يبدأ من العقيدة ويتجسد في السلوك، مؤكدةً أن الأديان لم تكن يومًا سببًا في إراقة الدماء، بل كانت صوتًا يدعو إلى الرحمة والتعقل والعدل .
واختُتم العدد بمجموعة من المقالات التي خطّها الطلاب الوافدون، عبّروا فيها عن جوهر وسطية الشرائع السماوية ورسالتها في إرساء التعايش المشترك، والعمل معًا على ترسيخ قيم السلام والعدل والمحبة بين الشعوب على اختلاف أديانها وثقافاتها، مؤكدين أن رسالة الأديان تقوم على بناء الإنسان ونشر الطمأنينة والوئام، بما يجسد رؤية الأزهر في تعزيز الحوار الحضاري وترسيخ أسس التفاهم بين الأمم .
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 21 دقائق
- البوابة
رئيس الوزراء يؤدي صلاة الجنازة على الدكتور علي المصيلحي وزير التموين السابق
أدى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بمسجد الشرطة بمدينة السادس من أكتوبر، صلاة الجنازة على الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية السابق، وذلك بحضور عددٍ كبير من الوزراء الحاليين والسابقين وجانب من المسئولين. جنازة الدكتور علي المصيلحي وزير التموين السابق وعقب أداء صلاة الجنازة، قدم رئيس الوزراء واجب العزاء لأسرة الراحل الكريم، مُعرباً عن عميق الحُزن لمُصابهم، راجياً من الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويلهمهم الصبر والسلوان. وكان مجلس الوزراء قد استهل اجتماعه اليوم بالوقوف دقيقة حداد على روح الدكتور علي المصيلحي، كما نعاه المجلس؛ مُؤكداً الاعتزاز والتقدير لما بذله من جهود مُخلصة على مدار سنوات عمله الوطني الدؤوب، باخلاص لا يحيد، وجرأة في مجابهة التحديات، واقتدار في تطويع الفرص والإمكانات لتطوير منظومة السلع التموينية خلال آخر فصول مسيرته الوطنية المُشرفة.


البوابة
منذ 36 دقائق
- البوابة
محمد فايق ناعيًا صنع الله إبراهيم: فقدنا ضميرًا أدبيًا حيًا
نعى محمد فايق، وزير الإعلام الأسبق، الأديب والروائي الكبير صنع الله إبراهيم، الذي رحل عن عالمنا اليوم، واصفًا إياه بأنه "الضمير الحي للأدب العربي" وصوت مبدع ظل مخلصًا لقيم الحرية والعدالة. رواياته مرآة للمجتمع وضميرًا للأمة وقال فايق: "صنع الله إبراهيم لم يكن مجرد كاتب، بل كان شاهدًا على التحولات الكبرى في تاريخ مصر والعالم العربي، وصاحب قلم مقاوم حافظ على استقلاله ونزاهته، وجعل من رواياته مرآة للمجتمع وضميرًا للأمة". وأشار وزير الإعلام الأسبق إلى أن إرث الفقيد سيبقى حاضرًا في وجدان القراء، وأن أثره سيمتد عبر الأجيال القادمة، معربًا عن خالص تعازيه لأسرة الراحل ومحبيه، وداعيًا الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.


البوابة
منذ 2 ساعات
- البوابة
صنع الله ابراهيم.. مرآة صادقة للمجتمع
استطاع أن يرصد تحولات المجتمع العربي ولاقت أعماله ترحيبا كبيرا من الجمهور والنقاد على حد سواء ويعتبر واحد من أهم الروائيين في مصر والعالم العربي إنه الاديب الكبير صنع الله ابراهيم الذي وافته المنية صباح اليوم بعد صراع مع المرض . صنع الله ابراهيم الاديب الذي لم يعرف الصمت واختار أن تكون الكتابة سلاحه وصوته في مواجهة الظلم والفساد. ولد في القاهرة عام 1937، ودرس الحقوق بجامعة القاهرة، لكن حياته اتخذت مسارا مختلفا عندما دخل السجن في شبابه بسبب انتمائه السياسي لتيار يساري فقضى خمس سنوات في سجن الواحات. كانت انطلاقه نحو الابداع من خلال تلك الفترة التي قضاها في السجن حيث تعتبر نقطة تحول في حياته فهناك بدأ يرى العالم بعيون مختلفة لصاحبه في السجن كبار الكتاب التي حكي عنهم في مذكراته على رأسهم يوسف إدريس، عبد الحكيم قاسم، عبد الرحمن الخميسي، لويس عوض، شهدي عطية الشافعي، والفنان علي الشريف، وغيرهم فوصف هذه الفترة أنها تحولت إلى ورشة أدبية، حيث مارس الكتابة، وتعلّم الاستبطان والتأمل. بعد خروجه، كتب روايته الأولى تلك الرائحة" عام 1966، عمل كشف فيه بجرأة إحباط جيل كامل بعد هزيمة 1967. الرواية صودرت وقتها، لكنها صنعت له اسمها كبيرا بين المثقفين ومنذ تلك اللحظة صار صنع الله إبراهيم يستخدم الرواية ليكشف الواقع بعيوبه. كتب صنع الله ابراهيم أيضا أعمالا جريئة مثل "بيروت بيروت" و"العمامة والقبعة" و"التلصص"، وفي كل مرة كان يدمج بين الوثيقة والخيال، وبين التاريخ والسياسة. حصل صنع الله ابراهيم على جوائز دولية منها جائزة ابن رشد للفكر الحر وجائزة كفافيس الدولية، لكن مواقفه المبدئية ظلت أهم من أي تكريم. قبل أشهر قليلة من وفاته تعرض صنع الله ابراهيم لسقوط تسبب في كسر بعنق الفخذ، وأجرى عملية دقيقة لتغيير مفصل الحوض في معهد ناصر العملية نجحت، وزاره وزير الثقافة،حينذاك الدكتور أحمد فؤاد هنو واطمأن عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مشهد يعكس مكانته الكبيرة في وجدان المثقفين والمجتمع. صنع الله ابراهيم جعل الرواية مرآة صادقة للمجتمع، وكشف ما يخفيه الخطاب الرسمي، ووقف ضد التزييف حتى لو دفع الثمن حيث كانت كتاباته ستبقى شاهدة على مرحلة كاملة من تاريخ مصر، وعلى أديب ظل وفيّا لقلمه ولصوت الناس.