
كيف تحول مقهى على شاطئ غزة لمقبرة جماعية لكل من فيه؟
هكذا وصف وديع أبو السعود اللحظات الأولى لاستهداف الجيش الإسرائيلي لمقهى "الباقة" على شاطئ بحر غزة ما أدى إلى مقتل أربعة وعشرين شخصا وعشرات المصابين غالبيتهم بجراح خطيرة، وأعداد القتلى مرشحة للارتفاع بحسب مصادر طبية.
وأضاف: "اعتدنا كصحفيين أن نجتمع في هذا المقهى نظراً لتوفر خدمة الإنترنت فيه ما يساعدنا على إرسال موادنا الصحفية للأماكن التي نعمل بها، ولكنه ليس مخصصاً للصحفيين، دائماً ما يتواجد معنا في المقهى نساء وأطفال، ثم خرجتُ لتلقّي مكالمة هاتفية وهنا سقط الصاروخ".
وأضاف أبو السعود أيضاً وهو بالكاد يلتقط أنفاسه المتقطعة من شدة الخوف: "مش قادر أتكلم، وقعت على الأرض من شدة الخوف، وفقدت الوعي لدقائق، الشباب حملوني كي أتمكن من الوقوف على قدمي، لم أشاهد الصاروخ ولم أسمع صوته، فقط رأيتُ الجحيم الذي اندلع إثر انفجاره، وصرخات النساء اللائي تلتهمهن النيران، والأشلاء تتطاير أمام عينياي".
أكد أبو السعود أن الاستهداف تم دون سابق إنذار، ورجّح أن يكون الصاروخ المستهدف من صواريخ الاستطلاع اكس 16 لأن الشظايا التي خلفّها كبيرة جداً، ووجّه في منتصف المقهى لذلك لم يسلم أحد ممن كان فيه، ولولا أنني خرجتُ منه للتو لتلقّي مكالمة هاتفية لكنتُ في عداد الموتى".
Reuters
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد أصدر بياناً تحدّث فيه عن "ارتفاع عدد قتلى الصحفيين في هذه الحرب إلى 228 صحفياً بعد هذا الاستهداف".
شادي عزام نازح بالقرب من ميناء غزة البحري الذي شهد الواقعة أكد أنه نزح لهذا المكان ونصب خيمته فيه بعدما تلقى تعليمات إخلاء من الشمال، مؤكداً أن "تعليمات الإخلاء وجّهت النازحين للتوجه غرباً وها هو غرب القطاع يتم قصفه واستهدافه، فإلى أين نذهب؟ حتى تنفيذ تعليمات الجيش الإسرائيلي والالتزام بها لا يحميك من الموت في غزة".
ويقول النازح موسى أنه ركض باتجاه صوت الانفجار بمجرد ما سمعه في محاولة لإنقاذ الضحايا، "لكن ما رأيناه يفوق أي جهود إنقاذ يمكن أن تُقدّم".
ومضى موضحاً: "الضربة كتير كتير رهيبة.. وعلى البحر طيب ليش! هدول أبرياء بيخففوا عن نفسهم شوي من أهوال الحرب.. بس قالوا يشموا هوا بحر غزة، راحوا بلا رجعة، بلا إنذار، حتى الجرحى اللي نجوا من الموت رأيتهم بعيني مرميين في ساحة المستشفى وساحة الاستقبال، وغالبية الضحايا كانوا نساء وأطفالاً، لا أستطيع نسيان المنظر الذي رأيت.. لا أستطيع".
ويقول أحمد كفالة: "أصبح سقوط 100 شهيد يومياً في غزة خبر عادي جداً، بالأمس في أماكن توزيع المساعدات واليوم على البحر، ما اتحملوا يشوفوا الناس عم يضحكوا على الشاطئ ومبسوطين، في لحظة صوت الضحك والمرح تحوّل لصريخ ثم صمت للأبد.. في لحظة".
هذا وارتفع عدد قتلى يوم الاثنين إلى أكثر من 80 قتيلاً من بينهم 57 في مدينة غزة ومحافظة الشمال، بحسب ما ذكرت مصادر في مستشفيات القطاع.
وأفادت المصادر أن 13 شخصاً قُتلوا إثر إطلاق الجيش الإسرائيلي النار باتجاه متجمهرين قرب مركز توزيع مساعدات تابع لمؤسسة غزة الإنسانية إلى الغرب من مدينة رفح جنوبي القطاع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة أكاديميا
منذ 5 دقائق
- جريدة أكاديميا
الأطفال يستطيعون التعلم بدايةً من عمر 8 أشهر
أظهرت الدراسة الحديثة التي قام بها باحثون من معهد «دوندرز» بجامعة «رادبود» Donders Institute at Radboud University في هولندا ونُشرت في نهاية شهر يونيو (حزيران) من العام الحالي في مجلة «the journal Science Advances»، أن الأطفال قادرون على التعلم في عمر مبكر جداً (ثمانية أشهر فقط)، من خلال التكيف مع المتغيرات البيئية المحيطة (أي تغيرات الوسط المحيط) بهم بشكل فعال وإيجابي وليس بشكل سلبي تبعاً للاعتقاد السائد. التكيّف الإيجابي مع التغيرات أوضح الباحثون ان التكيف مع التغيير يُعد سمة أساسية للتعليم واكتساب المهارات. ولمعرفة بداية العمر الذي يبدأ فيه الأطفال في التكيف مع المتغيرات المختلفة طوَّروا آلية دقيقة لجهاز معين قادر على تتبع حجم حدقة العين، ثم بعد ذلك عرضوا لعبةً تتضمن صوراً لوحش ملوَّن يظهر على جوانب مختلفة من شاشة أمام مجموعة من الرضَّع بشكل متسق أو عشوائي. واستخدموا جهاز تتبع العين لمعرفة أماكن نظر الأطفال وكيفية استجابة حدقات عيونهم. كشف توقعات الأطفال مع تكرار عرض الصور بدأ الأطفال في التنبؤ بالمكان التالي لظهور الوحش، وكلما تغيَّر مكان الوحش إلى الجهة المقابلة من الشاشة بشكل متكرر قام الأطفال بتحديث توقعاتهم والنظر إلى المكان المنتظر للوحش، وعندما بقي الوحش في مكان واحد فقط من دون حركة تعلموا توقع وجوده هناك، مما يعني أن الأطفال يمكنهم تعلم التكيف بمرونة مع تغير الظروف. جهاز رصد حدقة العين عن طريق الجهاز الذي يرصد تغير حجم حدقة العين عند التفاعل مع الصور، تمكَّن العلماء من معرفة العواطف المختلفة للرضع في مواجهة ظروف جديدة مثل الأطفال الأكبر عمراً وحتى البالغين. وعلى سبيل المثال قبل ظهور الوحش أشار حجم حدقة العين الذي تم قياسه إلى مدى شعور الأطفال بالتوتر وعدم اليقين. وبعد عرض الصور المختلفة للوحش مباشرةً أظهر حجم حدقة العين مدى دهشتهم تماماً مثل ما يحدث للأطفال خلال الدراسة النظامية. استبيان لمزاج الأطفال طلب الباحثون من الآباء إكمال استبيان عن مزاج أطفالهم بشكل عام لمعرفة ردود الفعل تبعاً لشخصية كل رضيع، وتضمنت الأسئلة مقاييس نفسية معينة لمعرفة مدى قدرة الطفل على الهدوء أو الحفاظ على تركيزه وعدد مرات إظهاره للفرح أو الحماس ومدى سهولة انزعاجه. وأظهرت الدراسة أن الأطفال يستجيبون بشكل مختلف للتغيرات في الوسط المحيط بهم، حيث يبالغ بعضهم في رد فعله تجاه تقلبات بيئية صغيرة فيما يقوم الآخرون بإغفال تقلبات مهمة، مما يعكس الكيفية التي يتعامل بها كل طفل مع تلك التغيرات. طبيعة الأطفال العاطفية تبعاً لإجابة الآباء على الاستبيان عن الطبيعة العاطفية لكل طفل، كان الأطفال الذين أظهروا مبالغة في ردود الأفعال مع تغير المؤثرات المختلفة، هم الذين واجهوا صعوبة أكبر في تنظيم انفعالاتهم كما وجدوا صعوبة في تهدئة أنفسهم والحفاظ على هدوئهم، كما أظهر هؤلاء الأطفال علامات أقل من المشاعر الإيجابية مثل الابتسام والمرح. في المقابل كان الأطفال الذين تفاعلوا مع تغيرات الوسط المحيط المختلفة بهدوء أفضل في تنظيم انفعالاتهم العاطفية، وكان سلوكهم أكثر مرحاً وتفاعلاً، مما يشير إلى أن طريقة إدراك الطفل للتغيير تشكل بالفعل أسلوبه العاطفي في الحياة اليومية. فروق فردية وأكد الباحثون أن الفروق الفردية في التعامل مع تغيرات الوسط المحيط المختلفة التي تم رصدها في عمر مبكر جداً من الحياة، توضح أن التباين في هذه القدرة موجود منذ الصغر، وأن هذه الاختلافات تؤثر بالضرورة على النمو النفسي والاجتماعي منذ الطفولة المبكرة، وهو الأمر الذي يجب أن يدركه جميع المحيطين بالطفل خصوصاً المعلمين في المدارس، ولذلك تجب معرفة الخلفية العاطفية والنفسية لكل طالب يتعثر في الدراسة.


جريدة أكاديميا
منذ 5 دقائق
- جريدة أكاديميا
الجرائم الإلكترونية أبرز تحديات التحول الرقمي
تعد الجرائم الإلكترونية أحد أبرز التحديات الأمنية في العصر الرقمي الراهن، إذ تستخدم حيلاً تقنية متطورة وأدوات خادعة تتسلل عبر شاشات الأفراد، من خلال روابط دفع احتيالية ومواقع زائفة للإيقاع بالضحايا وسرقة بياناتهم وأموالهم. وفي مواجهة هذا التحدي تبذل وزارة الداخلية الكويتية جهوداً متواصلة عبر إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية لرصد هذه الجرائم والتعامل معها فنياً وقانونياً، إلى جانب جهودها في تعزيز التوعية الرقمية لدى أفراد المجتمع كافة بمخاطر هذه الجرائم وطرق الوقاية منها. وقال رئيس قسم الخدمات المساندة في إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية بوزارة الداخلية المقدم عمار الصراف، لـ«كونا» اليوم، إنه في مواجهة هذا التحدي تبذل وزارة الداخلية جهوداً متواصلة عبر الإدارة لرصد هذه الجرائم والتعامل معها فنياً وقانونياً، إلى جانب جهودها في تعزيز التوعية الرقمية لدى أفراد المجتمع كافة بمخاطر هذه الجرائم وطرق الوقاية منها. وأفاد الصراف بأن النصب الإلكتروني بات يتصدر أنواع الجرائم التي تتعامل معها الإدارة، خصوصاً تلك التي تتم عبر رسائل وهمية وروابط دفع مزيفة تنتحل صفات جهات رسمية أو بنكية، وأوضح أن الإدارة تعاملت خلال العام الماضي مع أكثر من 4000 قضية تتنوع بين الإعلانات الاحتيالية والمتاجر الوهمية وروابط الدفع المزيفة. وأضاف الصراف أنه في الشهر الماضي فقط تم التعامل مع 164 قضية بتهم متنوعة، شملت مخالفة النظام العام والمساس بالكرامة والإخلال بالآداب العامة، لافتاً إلى أن المحتالين باتوا يستخدمون تقنيات متطورة وسيناريوهات متعددة للإيقاع بضحاياهم حتى في خدمات الدفع عند الاستلام، إذ يقومون بإرسال روابط مزيفة لدفع رسوم التوصيل الرمزية، وبمجرد إدخال البيانات البنكية يتم الاستيلاء عليها وسرقة أموال الضحايا. وكشف أن هناك ثلاثة أنواع من القضايا تتصدر قضايا الاحتيال الالكتروني، أولها الجرائم المرتبطة بإعلانات تأجير الشاليهات، والتي تتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، موضحا أن أرقام «الواتساب» الكويتية ليست دليلاً على موثوقية تلك الحسابات. وسلط الصراف الضوء على غرفة «أمان» الافتراضية، التي تمثل منظومة مشتركة تضم البنوك الكويتية والنيابة العامة وإدارة مكافحة جرائم المال، موضحاً أنها تستقبل البلاغات على مدار الساعة عبر البنوك، وتقوم بتجميد الأموال في الحسابات المشتبه بها بشكل فوري، ونجحت الغرفة في حماية أكثر من 4 ملايين دينار من أموال المواطنين والمقيمين، حيث بلغ عدد البلاغات في ديسمبر الماضي نحو 330 ألفاً، في حين تم التحفظ على ما يقارب المليون دينار من بداية يناير الماضي حتى مايو 2025. ولفت إلى أن هنالك غرفة تنسيقية افتراضية دائمة تتولى متابعة البلاغات اليومية، لحجب المواقع والأرقام الاحتيالية، حيث قامت منذ عام 2023 بحجب أكثر من 2300 موقع إلكتروني احتيالي، إضافة إلى تعطيل ما يزيد على 2200 رقم (واتساب) احتيالي، بالتنسيق مع الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات وشركات الاتصالات المحلية. مقالات ذات صلة


جريدة أكاديميا
منذ 5 دقائق
- جريدة أكاديميا
مذكرة تفاهم بين «الصحة العالمية» و«النوير»
• لتعزيز الصحة النفسية والتغطية الصحية والمشاركة المجتمعية وقّع مكتب منظمة الصحة العالمية في الكويت ومبادرة «النوير»، اليوم، مذكرة تفاهم تهدف إلى تعزيز التعاون في عدد من المجالات المرتبطة بالصحة العامة، وفي مقدمتها الصحة النفسية والرفاه، والتغطية الصحية الشاملة، والمشاركة المجتمعية، وجرى خلال مراسم التوقيع، تأكيد الالتزام المشترك بتحسين المؤشرات الصحية في البلاد وتمكين أفراد المجتمع، لاسيما فئة الشباب. وتنص مذكرة التفاهم على التعاون في ثلاثة مجالات رئيسية، تشمل تطوير برامج مجتمعية لدعم الصحة النفسية ومواجهة تحديات مثل تعاطي المواد المخدرة، ودعم الخطط الصحية الوطنية لتحقيق التغطية الصحية الشاملة، من خلال تدخلات مجتمعية مستدامة، إلى جانب تمكين الشباب والمجتمع عبر حملات توعية تسلط الضوء على العلاقة بين الصحة والبيئة المستدامة. وأكد ممثل منظمة الصحة العالمية في الكويت، د. أسد حفيظ، أهمية هذه الشراكة، مشيراً إلى أنها «تعكس إيماننا المشترك بأهمية المشاركة المجتمعية الإيجابية، والدور المحوري للصحة النفسية، والشباب، والبيئة، في بناء مجتمعات أكثر صحة ومرونة». من جهتها، قالت مؤسسة ورئيسة مجلس إدارة «النوير»، الشيخة انتصار السالم، إن «ازدهار الأمة يبدأ بصحة أفرادها»، مؤكدة أن هذه الشراكة مع منظمة الصحة العالمية تجدد التزام المبادرة بدعم الصحة النفسية المتكاملة وتعزيز مرونة الأفراد، وتمكين الشباب والمجتمع نحو مستقبل صحي ومزدهر في الكويت. مقالات ذات صلة