
"هذه ليست السعودية التي زارها ترامب من قبل"
Getty Images
بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء زيارة لمنطقة الخليج، في أوّل جولة خارجية رسمية له في فترة ولايته الثانية. وليس غريباً أن تلقى هذه الجولة اهتمام الصحف العالمية. ونستعرض في جولة الصحف لهذا اليوم عدداً من مقالات الرأي التي تناولت هذه الزيارة.
ونستهل جولتنا من النيويورك تايمز التي نشرت مقالا بعنوان "هذه ليست السعودية التي زارها ترامب من قبل"، بقلم السفير الأمريكي السابق لدى المملكة مايكل راتني.
وبدأ راتني حديثه بالقول إن كثيرين في السعودية يحملون نظرة إيجابية للرئيس ترامب؛ إذ يرون فيه "رجل أعمال صريح" – يتحدث عن المصالح والأثمان لا عن القيَم، ولا يلقي محاضرات عن حقوق الإنسان ولا عن المبادئ التقدميّة.
ورجّح راتني أن يرى السعوديون شعباً وقيادةً في قرار ترامب، بأنْ يجعل بلادَهم أوّل وجهة له في زيارة رسمية يقوم بها في ولايته الثانية -تماماً كما فعل في ولايته الأولى- "بادرة قوية تنمّ عن الاحترام".
ونوّه الكاتب إلى أن هذا الموقف من جانب ترامب يتناقض مع موقف الرئيس السابق جو بايدن، الذي كان قد تعهّد في حملته الانتخابية بأن يجعل من السعودية "دولة منبوذة".
ولفت راتني إلى أن "كثيرين في السعودية، رغم تحسّن العلاقات الأمريكية-السعودية لاحقاً في ظل بايدن، كانوا يتطلعون إلى عودة ترامب إلى البيت الأبيض، ومن ثمّ إلى عودته إلى الرياض".
ودعا السفير الأمريكي السابق إلى الاطّلاع على ما يجري في السعودية من تحديث، مؤكداً أن الكثير من "التحوّلات المدهشة" قد حدثت منذ زيارة ترامب للمملكة في 2017.
"نجاح السعودية يصبّ في صميم المصلحة الأمريكية"
ولفت راتني إلى أنه وبعد شهر واحد من تلك الزيارة، أصبح محمد بن سلمان رسمياً وليَ عهد المملكة، مشيراً إلى "رؤية السعودية 2030" التي يتبنّاها بن سلمان ويسعى سعياً حثيثاً لتحقيقها وقد أخذتْ هذه الرؤية تستولي بشكل كامل على الخيال السعودي، بحسب الكاتب.
ونوّه راتني إلى أن معظم قوانين الوصاية على المرأة في السعودية قد أُلغيَتْ؛ فأصبحت المرأة السعودية اليوم تتمتع بالكثير من الحقوق التي كان المجتمع ينكرها عليها في السابق.
ولفت الكاتب إلى أن السعودية الآن أصبحت من أكبر المستثمرين عالمياً في مجال الطاقة المتجددة، وذلك في إطار استراتيجية تستهدف تقليص الاعتماد على النفط.
ورأى السفير الأمريكي السابق للسعودية أن الشعور السائد الآن في المملكة أصبح أكثر ثقة وطموحاً وسعادة ممّا كان عليه قبل 15 عاماً إبان زيارته الأولى للبلاد.
واستدرك راتني بالقول: "على أن الصورة بالطبع ليست مثالية؛ فلا تزال السعودية تطبّق عقوبة الإعدام، كما أن قوات حرس الحدود متّهمون بإطلاق الرصاص على مهاجرين يحاولون العبور من اليمن، فضلاً عن عدم قبول فكرة وجود المعارضة السياسية" وفقاً للكاتب.
وعلى الرغم من استثمار السعودية في الطاقة المتجددة، إلا أن المملكة لا تزال تعتمد بشكل كبير على النفط في تمويل ما تصبو إليه من تحوّل على الصعيدَين الاقتصادي والاجتماعي، حسب الكاتب.
"لكنني أستطيع القول إن السعودية تخطو بوتيرة سريعة على الطريق الصحيح – وإن نجاح المملكة العربية يصبّ في صميم المصلحة الأمريكية" على حد تعبيره.
وقال راتني إن السعودية "دولة غنية تتقاطع طموحاتها العالمية مع طموحاتنا في مجال الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والأمن".
Getty Images
"زيارة الخليج تكشف حجم الخلاف بين ترامب ونتنياهو"
وننتقل إلى صحيفة بوليتيكو الأمريكية والتي نشرت مقالا بعنوان "جولة ترامب الخليجية لا تبشّر بالخير لإسرائيل"، للكاتب جامي ديتمر.
واستهل ديتمر حديثه بالقول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي ومساعديه هلّلوا لعودة ترامب إلى البيت الأبيض، بينما كانوا يرون خطورة في وصول كامالا هاريس للرئاسة.
ففي ظل هاريس، كان مُرجّحاً أن يجد نتنياهو نفسه مضطراً لمناقشة حلّ الدولتين - الذي يعتبَر قنبلة ناسفة لائتلافه الحكومي، فضلاً عن تلقّي تهديدات بقطع المعونات العسكرية الأمريكية.
لكن مع عودة ترامب للبيت الأبيض، ضمن نتنياهو إطلاق يده بمزيد من الحرية في غزة، وربما على نحو أكبر مما كان عليه إبان الرئيس السابق جو بايدن.
"وهذا ما أثبتته الأيام الماضية بالفعل؛ فلم يعاني نتنياهو أي تبِعات على حربه في غزة وعلى خرْقه الهُدنة مع حماس. لكن هذا الواقع ربما كان على وشك التغيّر"، بحسب الكاتب.
ورأى ديتمر أن الأمور بين ترامب ونتنياهو في الواقع "لم تكن تمضي على هذا النحو من السلاسة"؛ فبينما أُطلقتْ يد نتنياهو في غزة بشكل حر أكثر، إلا أنّ هناك الكثير من المسائل لم يتفق بشأنها رئيس الوزراء الإسرائيلي مع الرئيس ترامب.
وربما يتضح هذا الخلاف بين الرئيس الأمريكي ونتنياهو بشكل أكبر، مع هذه الزيارة التي يقوم بها ترامب للخليج لمدة ثلاثة أيام.
"مشكلة لنتنياهو"
وتعدّ هذه الزيارة بمثابة تكرار للزيارة الأولى التي قام بها ترامب في فترة رئاسته الأولى في 2017؛ و"كعادة ترامب، ستدور الأمور كلها حول إبرام الصفقات".
وينقل الكاتب عن ستيف كوك، خبير شؤون الشرق الأوسط لدى مركز العلاقات الخارجية القول إن ترامب "يبحث عن مكاسب سريعة وعن صفقات بمليارات الدولارات، وعن استثمارات يمكنه أن يسوّق لها لدى عودته للولايات المتحدة".
يقول كوك: "من الأهمية بمكان أن نعرف أن سياسة ترامب الخارجية متأثر بقوة بفلسفته الخاصة في الإدارة الاقتصادية للدولة – والمتمثلة في التوجّه للدول الغنية في الخليج وما تمتلكه من صناديق سيادية ضخمة والنظر إليها كموارد للاستثمار في الولايات المتحدة".
لكن هذا يمثل مشكلة لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، بحسب صاحب المقال ديتمر؛ "ففي أُذن ترامب، يعلو صوت الأموال فوق صوت أي شيء آخر، وقادة الخليج سيبحثون عن مقايضة سريعة".
وتوقّع الكاتب أن يأتي مطلب "إنهاء الحرب في غزة في موقع متقدّم من قائمة مطالب قادة الخليج".
ولفت ديتمر إلى أن ائتلاف نتنياهو الحاكم يعوّل كثيرا في بقائه "على استمرار هذه الحرب إنْ لم يكن على اتّساع نطاقها"، على حدّ تعبير الكاتب.
"هذا فضلاً عن تأكيد دول الخليج، المرّة تلو المرّة، على الحاجة إلى العودة للمفاوضات بشأن حلّ الدولتين" وفقاً لصاحب المقال.
وأشار ديتمر إلى أن "السعودية، على سبيل المثال، تُصرّ على أنه لا يمكن أن يكون هناك تطبيع في العلاقات مع إسرائيل إلا بعد تحرّك إسرائيلي دبلوماسي واضح على صعيد حلّ الدولتين".
وأخيراً، وبخلاف الوضع في 2017، "يرغب قادة الخليج في إبرام اتفاق نووي مع إيران، حيث ينشدون الاستقرار في المنطقة"، لا سيما الآن بعد تعرّض أذرُع إيران في المنطقة للتدمير الشديد، وبعد سقوط نظام الأسد في سوريا - والذي كان حليفاً لإيران، بحسب الكاتب.
ولفت ديتمر إلى الإعلان مؤخرا عن اتفاق بين ترامب والحوثيين لوقف العدوان بين الجانبين – هذا الإعلان الذي "فاجأ إسرائيل"؛ كونه أتى بُعَيد هجمات صاروخية شنّها الحوثيون على إسرائيل بالقرب من مطار بن غوريون الدولي.
"هذا التطوّر أضاف إحباطاً جديداً إلى إحباطات نتنياهو ... الذي عاد من زيارته مؤخراً لواشنطن بخُفّي حُنين – فلا هو حصل على موافقة بتوجيه ضربة إسرائيلية لمنشآت إيران النووية، ولا هو أبرم اتفاقاً بشأن الرسوم الجمركية"، وفقاً لصاحب المقال.
Reuters
"بُرج ترامب" في دمشق
ونختتم جولتنا من التايمز البريطانية، وتقرير بعنوان "القائد السوري يعرض على ترامب صفقة معادن على غرار الصفقة الأوكرانية وبُرجاً في دمشق".
وقالت الصحيفة إن ترامب يبحث تخفيف العقوبات الأمريكية على سوريا، بعد تلميحات من الرئيس السوري أحمد الشرع بمنح امتيازات لشركات أمريكية باستغلال الموارد الطبيعية في بلاده، عبر اتفاق شبيه بصفقة المعادن الأوكرانية.
وأضافت التايمز بأن الرئيس الشرع لمّح إلى إمكانية تدشين "بُرج ترامب" في العاصمة السورية دمشق، في محاولة لاستمالة الرئيس الأمريكي، عبر وسطاء يُعتقد أن بينهم شخصيات بارزة في السعودية وتركيا.
وعلمت التايمز أنّ جهوداً تُبذَل لعقد لقاء بين الشرع -الذي لا يزال يصنّف إرهابياً من قِبل واشنطن- والرئيس ترامب، في أثناء زيارة الأخير للسعودية.
لكن البيت الأبيض قال في مساء الاثنين إن "جدول الزيارة لا يتضمن لقاءً بين الرئيسين" الشرع وترامب.
ونوّهت التايمز إلى انقسام في صفوف مستشاري ترامب حول وجاهة إجراء محادثات مباشرة بين الشرع والرئيس الأمريكي، على هامش الزيارة ذات الجدول المشحون.
ولكنْ، قبل وقت قصير من مغادرته البيت الأبيض متوجهاً للسعودية، قال ترامب إنه ينظُر تخفيف العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا منذ عهد نظام الأسد، في محاولة لمنْح دمشق "فرصة جديدة".
وفي الأسبوع الماضي، التقى الشرع مع نظيره الفرنسي في باريس، حيث اقترح رفعاً تدريجياً للعقوبات المفروضة على سوريا من جانب الاتحاد الأوروبي، في مقابل تعهُّدات بعمل إصلاحات.
وقالت التايمز إن الشرع قد يعرض البدء في محادثات للانضمام إلى اتفاقات أبراهام، وفق ما علمت الصحيفة البريطانية من مصادر أمنية.
وبحسب هذه المصادر، فإن "أصواتاً في إدارة ترامب، مدعومة من دول الخليج، تدفع صوب انتهاز الفرصة السانحة وإبعاد سوريا عن نفوذ إيران- التي كانت داعمة لنظام الأسد".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبار ليبيا 24
منذ ساعة واحدة
- أخبار ليبيا 24
CNN: إدارة ترامب كانت ترغب في استئجار الطائرة الهدية من قطر
أخبار ليبيا 24 إدارة ترامب تواصلت مع دولة قطر بشأن شراء طائرة من طراز بوينغ 747 كشفت شبكة CNN، نقلًا عن أربعة مصادر مطلعة، أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هي من بادرت بالتواصل مع دولة قطر بشأن شراء طائرة من طراز بوينغ 747، بهدف استخدامها كطائرة رئاسية مؤقتة، في ظل تأخر تسليم الطائرات الجديدة من قبل شركة بوينغ. هذه التفاصيل تناقض بشكل واضح تصريحات ترامب التي أكد فيها أن الطائرة كانت 'هدية مجانية' من القيادة القطرية. إدارة ترامب ترغب فى استئجار الطائرة وليس شراؤها وبحسب المصادر، فإن البنتاغون هو من بدأ التواصل مع شركة بوينغ مطلع ولاية ترامب، عندما تبيّن أن تسليم الطائرات الرئاسية الجديدة سيتأخر لأكثر من عامين. وأوضحت بوينغ حينها أن لديها عملاء دوليين، بينهم قطر، يملكون طائرات يمكن الاستفادة منها. وعليه، بدأت محادثات مع الدوحة بهدف استئجار الطائرة وليس شراؤها في البداية. كُلّف ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب للشرق الأوسط، بالتنسيق حول هذه الصفقة، وساعد في تسهيل التواصل مع الجانب القطري. ترامب: الطائرة كانت 'مساهمة' من قطر لصالح مكتبته الرئاسية رغم ذلك، أصر ترامب علنًا على أن الطائرة كانت 'مساهمة' من قطر لصالح مكتبته الرئاسية، ما أثار تساؤلات حول دقة تصريحاته، وأدى إلى موجة اعتراض من نواب في الكونغرس، بعضهم من حزبه الجمهوري. تحذّير من صعوبة تجهيز طائرة أجنبية كما حذّر مختصون في الأمن القومي من صعوبة تجهيز طائرة أجنبية سابقة للاستخدام الرئاسي الأمريكي، مشيرين إلى التكاليف المرتفعة والمخاطر الأمنية المرتبطة بإعادة تركيب أنظمة الاتصالات والحماية. قطر: الصفقة لا تزال قيد التفاوض القانوني من جانبها، أكدت الحكومة القطرية أن الصفقة لا تزال قيد التفاوض القانوني بين وزارتي الدفاع في البلدين، وستتم فقط في حال توافرت الشروط القانونية والأمنية المناسبة.


الوسط
منذ 6 ساعات
- الوسط
ترامب يعلن بناء الولايات المتحدة درعا صاروخية باسم «القبة الذهبية»
كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطط بناء درع صاروخية باسم «القبة الذهبية» بهدف حماية الولايات المتحدة من هجمات خارجية، مؤكدا أنها ستوضع في الخدمة في نهاية ولايته الثانية. وقال ترامب في البيت الأبيض «خلال الحملة الانتخابية وعدت الشعب الأميركي بأني سأبني درعا صاروخية متطورة جدا» مضيفا: «يسرني اليوم أن أعلن أننا اخترنا رسميا هيكلية هذه المنظومة المتطورة». وقال إن الكلفة الإجمالية للمشروع تصل إلى «حوالى 175 مليار دولار» عند إنجازه، بحسب وكالة «فرانس برس».


الوسط
منذ 8 ساعات
- الوسط
حرب غزة: هل هناك بوادر شقاق بين إسرائيل والدول الغربية الحليفة لها؟
Getty Images في تطور جديد بشأن الموقف الدولي بخصوص حرب غزة، علقت المملكة المتحدة المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية بشأن اتفاقية تجارة حرة جديدة يوم الثلاثاء 20 مايو/ أيار. وفي حديثه أمام مجلس العموم، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي: "لقد علّقنا المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية بشأن اتفاقية تجارة حرة جديدة. سنراجع التعاون معها بموجب خارطة الطريق الثنائية 2030، وإنّ "تصرفات حكومة نتنياهو جعلت هذا الأمر ضرورياً". كما أعلنت الحكومة البريطانية، الثلاثاء، استدعاء سفيرة إسرائيل تسيبي حوتوفلي في البلاد على خلفية توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة. وأشارت إلى أنه "من غير الممكن إحراز تقدم في المناقشات بخصوص اتفاقية تجارة حرة جديدة ومحدثة مع حكومة نتنياهو التي "تنتهج سياسات فظيعة في الضفة الغربية وغزة". وأكد لامي أن أسلوب إدارة الحرب في غزة يضر بالعلاقات مع حكومة إسرائيل. في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية رفضها الشديد لقرار الحكومة البريطانية تعليق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين وفرض عقوبات على عدد من سكان المستوطنات في الضفة الغربية. وقالت الوزارة في بيان رسمي إن "المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة لم تشهد أي تقدم يُذكر في الفترة الأخيرة بسبب عدم تجاوب الحكومة البريطانية، رغم أن الاتفاق كان من شأنه أن يعود بالنفع المتبادل على كلا الطرفين". وأضاف البيان: "إذا كانت الحكومة البريطانية، بدافع مواقف معادية لإسرائيل واعتبارات سياسية داخلية، مستعدة للإضرار بمصالحها الاقتصادية، فهذا قرار تتحمّل مسؤوليته بنفسها". واعتبرت الخارجية الإسرائيلية أن "فرض العقوبات على سكان يهودا والسامرة (الضفة الغربية) خطوة غير مبررة ومؤسفة، خاصة في ظل تصاعد الهجمات الإرهابية". واختتم البيان بالتشديد على أن "الانتداب البريطاني انتهى قبل 77 عاماً، وأن أي ضغوط خارجية لن تثني إسرائيل عن الدفاع عن وجودها وأمن مواطنيها في مواجهة التهديدات المستمرة". كان قادة كل من بريطانيا وفرنسا وكندا هددوا يوم الاثنين 19 مايو/ أيار باتخاذ "إجراءات ملموسة" ضد إسرائيل إذا لم توقف حملتها العسكرية على قطاع غزة وترفع القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية. وذكر بيان مشترك للدول الثلاث نشرته الحكومة البريطانية أن "منع الحكومة الإسرائيلية إدخال المساعدات الإنسانية الأساسية إلى السكان المدنيين أمر غير مقبول وينتهك القانون الإنساني الدولي". وجاء في البيان أنه "إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري الجديد وترفع القيود التي تفرضها على المساعدات الإنسانية، سنتخذ إجراءات ملموسة أخرى ردا على ذلك". وقال القادة الثلاثة في البيان المشترك "دعمنا دوما حق إسرائيل في الدفاع عن الإسرائيليين ضد الإرهاب. لكن هذا التصعيد غير متناسب على الإطلاق". وأضافوا أنهم لن يقفوا متفرجين بينما تواصل حكومة نتنياهو "هذه الأعمال الفظيعة". وعبروا أيضا عن دعمهم للجهود التي تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر من أجل وقف إطلاق النار في غزة، وقالوا إنهم ملتزمون بالاعتراف بدولة فلسطينية كمساهمة في تحقيق حل الدولتين. وفيما يتعلق بالأنشطة الاستيطانية، قالت الدول الثلاث إنها "نعارض أي محاولة لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية… ولن نتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات، بما في ذلك فرض عقوبات محددة الهدف". يأتي تحرك الدول الثلاث بعد إعلان نتنياهو أن إسرائيل ستسيطر على قطاع غزة بأكمله وبعد يومين من بدء الجيش الإسرائيلي عملية جديدة في القطاع. كما يأتي أيضا بعد تحذيرات دولية من نذر مجاعة تلوح بالفعل في قطاع غزة بسبب استمرار إسرائيل منع دخول المساعدات إليه. نتنياهو يرد Getty Images وفي رده على بيان الدول الثلاث قال نتنياهو إن "القادة في لندن وأوتاوا وباريس يعرضون جائزة ضخمة للهجوم على إسرائيل بهدف الإبادة في السابع من أكتوبر تشرين الأول، ويدعون إلى المزيد من هذه الفظائع". وأضاف نتنياهو أن إسرائيل ستدافع عن نفسها بالوسائل العادلة حتى تحقيق النصر الكامل، مؤكدا شروط إسرائيل لإنهاء الحرب والتي تشمل إطلاق سراح الرهائن المتبقين ونزع السلاح من قطاع غزة. كانت إسرائيل منعت دخول الإمدادات الطبية والغذائية والوقود إلى غزة منذ بداية شهر مارس/ آذار في محاولة للضغط على حركة حماس لتحرير الرهائن المحتجزين منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 عندما قادت الحركة هجوما على بلدات في جنوب إسرائيل. يأتي هذا في وقت أفادت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغت إسرائيل بأنها ستتخلى عنها إذا لم تُنه حرب غزة. ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على المناقشات قوله، شرط عدم الكشف عن هويته، إن فريق ترامب أبلغ إسرائيل أنه "سنتخلّى عنكم إذا لم تنهوا هذه الحرب". في المقابل ذكر موقع "تايمز أوف إسرائيل" أن السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، نفى هذا الادعاء، قائلاً لموقع واي نت الإخباري: "تقاريرهم هراء. عليهم أن يستمعوا إلى ما يقوله الرئيس لا إلى ما يدّعيه مصدرغير مطلع". وأضاف مسؤول أمريكي كبير لموقع "تايمز أوف إسرائيل" أنه على الرغم من احتمال وجود خلافات بين إدارة ترامب وإسرائيل، فإن "فكرة التخلي عن إسرائيل سخيفة". استمرار المأساة الإنسانية Getty Images في غضون ذلك، حذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثية، توم فليتشر، من أنّ حوالي 14 ألف رضيع قد يموتون في غزة في غضون الـ 48 ساعة المقبلة إذا لم يحصلوا على مساعدات إغاثية. وكان المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يانس لايركه، أعلن أن المنظمة الدولية حصلت من إسرائيل على إذن بإدخال "نحو 100 شاحنة" مساعدات إلى قطاع غزة، لكنه لم يحدد موعدا لدخولها. وسمحت إسرائيل بدخول 9 شاحنات تحمل مساعدات تابعة للأمم المتحدة إلى قطاع غزة يوم الاثنين، وهو ما وصفه مسؤول الشؤون الإنسانية بالمنظمة الدولية بأنه "قطرة في محيط" بعد 11 أسبوعا من الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل. من جانبه قال الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إن 5 شاحنات تابعة للأمم المتحدة تحمل مساعدات إنسانية من بينها أغذية للأطفال سُمح لها بدخول قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم. وقال نتنياهو يوم الاثنين إن على إسرائيل تفادي حدوث مجاعة في غزة "لأسباب دبلوماسية". وأضاف نتنياهو، في مقطع مصور نشر على قناته على منصة تلغرام، "يجب ألا نسمح للسكان (في غزة) بالانزلاق نحو المجاعة، وذلك لأسباب عملية ودبلوماسية على السواء"، مشيراً إلى أن حتى الداعمين لإسرائيل لن يكونوا متسامحين مع "مشاهد المجاعة الجماعية". برأيكم لماذا جاء الموقف الجديد للدول الثلاث في هذا التوقيت؟ هل هناك تنسيق أوروبي أمريكي ما لزيادة الضغط على نتنياهو؟ إلى أي مدى ستنجح الضغوط الأوروبية والأمريكية في إنهاء الأزمة الإنسانية والحرب في غزة؟ هل بدأ حلفاء إسرائيل النأي بأنفسهم عنها بسبب سياسة نتنياهو في حرب غزة؟ سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 21 مايو/ أيار. خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989. إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533 يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب