
انتخاب الأمريكي روبرت فرنسيس بريفوست "الحبر الأعظم" الجديد
Reuters
الأمريكي روبرت فرنسيس بريفوست "الحبر الأعظم الجديد"
اختار الكرادلة المنتخبون بابا جديداً هو الأمريكي روبرت فرنسيس بريفوست، الذي اختار الاسم الجديد "ليو الرابع عشر" وذلك بعد ظهور الدخان الأبيض في إشارة إلى انتهاء عملية التصويت.
البابا الجديد مولود في شيكاغو، وكان مساعداً مقرباً من البابا الراحل فرنسيس. ويعرف في أوساط حكومة الفاتيكان بأنه "شخصية معتدلة" قادرة على التوفيق بين وجهات النظر المتباينة.
وظهر البابا الجديد على الشرفة المطلة على ساحة القديس بطرس خلال الساعة القادمة، خليفةً للبابا فرنسيس، الذي توفي عن عمر ناهز 88 عاماً.
وأكد كبير الكرادلة القرار قريباً بعبارة "Habemus Papam" - وهي كلمة لاتينية تعني "لدينا بابا" - ويُعرّف البابا الجديد باسمه البابوي المختار.
ماذا حدث؟
Reuters
الحشود في انتظار ظهور البابا الجديد في ساحة القديس بطرس
توجهت أنظار العالم إلى الشرفة لرؤية البابا المنتخب من شرفة بازيليك القديس بطرس، بعد أن توجه إلى السكرستيا أو كما تسمى "غرفة الدموع"، حيث خلع حُلّة الكاردينال وارتدي واحدة من ثلاث حُلل بيضاء كانت أُعدّت مسبقاً ثم صلى لبضع دقائق.
ثم عاد إلى كنيسة سيستين، وجلس على الكرسي البابوي وبدأ طقوس مختصرة استهلها الكاردينال الأول من رتبة الأساقفة بكلمة ترحيب، عقبه الكاردينال الأول من رتبة الكهنة، الذي تلا مقطعاً من الإنجيل، غالباً يكون: "أنت بطرس، وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي"، أو مقطع: "ارع خرافي".
ثم تلى الكاردينال دومينيك مامبيرتي صلاة من أجل خليفة بطرس الجديد، بعد ذلك، وتقدم الكرادلة الواحد تلو الآخر بحسب ترتيبهم، ليعربوا عن ولائهم وطاعتهم للبابا المنتخب، واختتم هذا الطقس بإنشاد جماعي لنشيد الشكر الـ "Te Deum"، يبدأ بتلاوته الحبر الأعظم الجديد نفسه.
ثم توجه بعدها الكاردينال مامبيرتي، إلى شرفة البركات وخاطب الجموع المحتشدة والعالم بأسره بالعبارة الشهيرة: "أبشّركم بفرح عظيم: لدينا حبر أعظم"، في غضون ذلك، توجه البابا الجديد إلى بازيليك القديس بطرس، وتوقف للحظات في صلاة صامتة أمام القربان الأقدس، قبل أن يتوجّه إلى الشرفة، ويُلقي كلمته الأولى، ثم يمنح بركته الرسولية الأولى إلى مدينة روما والعالم.
"يُنظر إلى البابا ليو على أنه شخصٌ قادرٌ على بناء جسورٍ بين مختلف العوالم"
عليم مقبول، محرر الشؤون الدينية في بي بي سي، من الفاتيكان يفيد بأن كان هناك حديثٌ عن أن الكرادلة رأوا أن البابا الجديد يجب أن يكون شخصاً يُواصل إرث البابا فرنسيس في التواصل مع المهمشين، وأن يجمع معه أيضاً طيفاً واسعاً من أعضاء الكنيسة، بمن فيهم أولئك الذين كان البابا فرنسيس على خلافٍ معهم أحياناً.
عند بدء المجمع المغلق، اعتبر المراقبون الكاردينال روبرت بريفوست مرشحاً قادراً على أداء هذا الدور - شخصاً يُمكن أن يكون جسراً بين مختلف العوالم.
إن حقيقة أن المجمع المغلق توصل إلى قرار في أربع جولات تصويت فقط تُشير إلى موافقة الكرادلة على هذا التصويت.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- الوسط
انتخاب الأمريكي روبرت فرنسيس بريفوست "الحبر الأعظم" الجديد
Reuters الأمريكي روبرت فرنسيس بريفوست "الحبر الأعظم الجديد" اختار الكرادلة المنتخبون بابا جديداً هو الأمريكي روبرت فرنسيس بريفوست، الذي اختار الاسم الجديد "ليو الرابع عشر" وذلك بعد ظهور الدخان الأبيض في إشارة إلى انتهاء عملية التصويت. البابا الجديد مولود في شيكاغو، وكان مساعداً مقرباً من البابا الراحل فرنسيس. ويعرف في أوساط حكومة الفاتيكان بأنه "شخصية معتدلة" قادرة على التوفيق بين وجهات النظر المتباينة. وظهر البابا الجديد على الشرفة المطلة على ساحة القديس بطرس خلال الساعة القادمة، خليفةً للبابا فرنسيس، الذي توفي عن عمر ناهز 88 عاماً. وأكد كبير الكرادلة القرار قريباً بعبارة "Habemus Papam" - وهي كلمة لاتينية تعني "لدينا بابا" - ويُعرّف البابا الجديد باسمه البابوي المختار. ماذا حدث؟ Reuters الحشود في انتظار ظهور البابا الجديد في ساحة القديس بطرس توجهت أنظار العالم إلى الشرفة لرؤية البابا المنتخب من شرفة بازيليك القديس بطرس، بعد أن توجه إلى السكرستيا أو كما تسمى "غرفة الدموع"، حيث خلع حُلّة الكاردينال وارتدي واحدة من ثلاث حُلل بيضاء كانت أُعدّت مسبقاً ثم صلى لبضع دقائق. ثم عاد إلى كنيسة سيستين، وجلس على الكرسي البابوي وبدأ طقوس مختصرة استهلها الكاردينال الأول من رتبة الأساقفة بكلمة ترحيب، عقبه الكاردينال الأول من رتبة الكهنة، الذي تلا مقطعاً من الإنجيل، غالباً يكون: "أنت بطرس، وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي"، أو مقطع: "ارع خرافي". ثم تلى الكاردينال دومينيك مامبيرتي صلاة من أجل خليفة بطرس الجديد، بعد ذلك، وتقدم الكرادلة الواحد تلو الآخر بحسب ترتيبهم، ليعربوا عن ولائهم وطاعتهم للبابا المنتخب، واختتم هذا الطقس بإنشاد جماعي لنشيد الشكر الـ "Te Deum"، يبدأ بتلاوته الحبر الأعظم الجديد نفسه. ثم توجه بعدها الكاردينال مامبيرتي، إلى شرفة البركات وخاطب الجموع المحتشدة والعالم بأسره بالعبارة الشهيرة: "أبشّركم بفرح عظيم: لدينا حبر أعظم"، في غضون ذلك، توجه البابا الجديد إلى بازيليك القديس بطرس، وتوقف للحظات في صلاة صامتة أمام القربان الأقدس، قبل أن يتوجّه إلى الشرفة، ويُلقي كلمته الأولى، ثم يمنح بركته الرسولية الأولى إلى مدينة روما والعالم. "يُنظر إلى البابا ليو على أنه شخصٌ قادرٌ على بناء جسورٍ بين مختلف العوالم" عليم مقبول، محرر الشؤون الدينية في بي بي سي، من الفاتيكان يفيد بأن كان هناك حديثٌ عن أن الكرادلة رأوا أن البابا الجديد يجب أن يكون شخصاً يُواصل إرث البابا فرنسيس في التواصل مع المهمشين، وأن يجمع معه أيضاً طيفاً واسعاً من أعضاء الكنيسة، بمن فيهم أولئك الذين كان البابا فرنسيس على خلافٍ معهم أحياناً. عند بدء المجمع المغلق، اعتبر المراقبون الكاردينال روبرت بريفوست مرشحاً قادراً على أداء هذا الدور - شخصاً يُمكن أن يكون جسراً بين مختلف العوالم. إن حقيقة أن المجمع المغلق توصل إلى قرار في أربع جولات تصويت فقط تُشير إلى موافقة الكرادلة على هذا التصويت.


الوسط
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- الوسط
نظام الحصص والقرعة في الحج: كيف يُحدد من يحجّ ومن ينتظر؟
Getty Images الرغبة حاضرة، والقدرة ممكنة، لكن الحظ وحده يفتح باب الحج ضمن نظام الحصص والقرعة. في كل موسم حج، تتكرر المشاهد ذاتها: آلافٌ يتقدّمون، قلة تقبل، وكثيرون ينتظرون فرصةً أخرى. فرغم الرغبة والقدرة، لا يُتاح للجميع أداء الفريضة، إذ تخضع عملية تنظيم الحج لنظام دولي دقيق يعرف بـ"نظام الحصص". تُحدّد المملكة العربية السعودية لكل دولة عدداً ثابتاً من الحجاج يُحسب وفق قاعدة "حاج واحد لكل ألف مسلم من السكان"، وذلك بالتنسيق مع منظمة التعاون الإسلامي. وداخل دول كثيرة، تُجرى قرعةٌ لاختيار الأسماء المقبولة من بين المتقدمين، وفق معايير عمرية وزمنية تختلف من بلد إلى آخر. ما قبل النظام: ازدحامٌ بلا سقف عددي Getty Images قبل نظام الحصص، الحج كان مفتوحاً بلا قيود عددية، حتى فرضت الكوارث والازدحام الحاجة إلى تنظيم صارم. حين أُقرّ نظام الحصص رسمياً عام 1987، لم يكن ذلك قراراً إدارياً فحسب، بل استجابة ضرورية لتزايد سكاني في أوساط المسلمين حول العالم، وبالتالي ارتفاع متزايد في أعداد الراغبين بأداء الفريضة. الهدف كان واضحاً: الحد من مخاطر الازدحام والتدافع وضبط موسم الحج ضمن قدرات البنية التحتية المتاحة. لكن كيف كانت الأمور تُدار قبل هذا النظام؟ وماذا حصل حتى أصبح ضبط الأعداد حاجة ملحة؟ في مقابلة مع بي بي سي عربي، يوضح أحمد الحلبي، المختص بشؤون الحج والعمرة، أن التنظيم لم يكن قائماً على نسب أو أرقام، بل كان مفتوحاً أمام من استطاع إليه سبيلاً. "في السابق لم تكن هناك نسبةٌ محددة لأعداد الحجاج القادمين إلى مكة كل عام، ولكن مع تزايد الأعداد ومحدودية القدرة الاستيعابية للشعائر المقدسة، كان لا بدَّ من تنظيم لهذه الأعداد"، يقول الحلبي، مضيفًا: "لو عدنا قليلاً للسنوات التي سبقت القرار، لوجدنا أن أعداد الحجاج الذين قدموا تجاوزت المليون. محدودية المساحة هي التي فرضت الحاجة إلى التنظيم. مساحة مشعر منى أقل من 8 كيلومترات، والمستغل منها هو 61% فقط أي أقل من 5 كيلومترات بقليل، وذلك لأن بقية المناطق في منى جغرافيتها صعبة، وهناك حدود شرعية لمشعر منى، ولا يمكن الطلب من الحجاج المكوث خارج هذه المساحة بسبب ضوابط شرعية تتطلب وجودهم هناك في وقت معيَّن لإكمال حجهم". ومع ازدياد الضغط على المشاعر المقدسة في السبعينيات، بدأت المملكة محاولات لتنظيم الحشود. لكن لم يكن ذلك كافياً لتجنّب الكارثة التي ستأتي لاحقاً. في صباح يوم العاشر من ذي الحجة، الموافق 2 تموز/يوليو 1990، شهد الحج إحدى أفظع الكوارث في تاريخه الحديث. داخل نفق المعيصم — نفق مشاة يبلغ طوله نحو 550 متراً ويربط مكة بمنطقة منى — وقع حادث تدافع مروّع. أثناء توجه الحجاج لأداء شعيرة رمي الجمرات، تسبّب انهيار حاجزٍ على جسر فوق النفق في سقوط عدد من الحجاج، ما أدى إلى إغلاق مخرجه واحتجاز آلاف الأشخاص في داخله. ومع ارتفاع درجات الحرارة وتعطل نظام التهوية، تحوّل النفق إلى مصيدة قاتلة، أسفرت عن وفاة 1,426 حاجاً، معظمهم من دول جنوب وجنوب شرق آسيا مثل ماليزيا وإندونيسيا وباكستان. يرى الحلبي أن الحادثة كشفت بوضوح حجم الخلل في إدارة الحشود، قائلاً: "الحوادث عادةً تحصل في منطقة الجمرات، والسبب هو غياب التوعية من قبل مكاتب شؤون الحجاج في دولهم. مجموعة من الحجاج يريدون التوجه إلى جسر الجمرات في وقت واحد فتحدث الحوادث. بعدها بدأت عملية تفويج الحجاج، أي تقسيمهم على أفواج لأداء هذا الجزء من المناسك. لم تنظر الحكومة السعودية إلى هذا الأمر من منطلق تنظيمي فقط، بل راعت فيه المذاهب الفقهية للحجاج، وجاء ذلك بعد اجتماعات مع مكاتب الحجاج وهيئات الحج". السياسة تتسلل إلى تفاصيل التنظيم Getty Images إيرانيون يشيّعون جثامين عدد من الحجاج الإيرانيين الذين قضوا في حادث التدافع خلال موسم الحج، وذلك خلال موكب جنائزي في العاصمة طهران، 4 تشرين الأول/أكتوبر 2015. ومنذ ذلك الحين، بات نظام الحصص أداةً أساسية لإدارة موسم الحج وضمان سلامة الملايين. ورغم أن النظام يُحسب نظرياً بمعادلة بسيطة، فإن الواقع أكثر تعقيداً، إذ تتداخل السياسة والظروف الطارئة مع تفاصيل التنظيم. في عام 2016، غابت بعثة الحجاج الإيرانيين بالكامل بعد توتر دبلوماسي كبير بين طهران والرياض على خلفية حادثة منى عام 2015، حين تُوفي المئات في تدافعٍ مأساوي قرب الجمرات، من بينهم عددٌ كبير من الإيرانيين. عجز الطرفان عن التوصل إلى اتفاق بشأن الترتيبات أدى إلى غياب الإيرانيين عن موسم الحج في ذلك العام. أما في صيف 2017، فقد تزامنت بداية موسم الحج مع اندلاع أزمة الخليج، وقطع العلاقات بين السعودية وقطر. ورغم إعلان الرياض أن الحصة القطرية محفوظة، فإن غياب البعثة الرسمية القطرية وقيود السفر التي فُرضت عملياً صعبت مشاركة الحجاج القطريين، ما انعكس بتراجع كبير في أعدادهم. وفي عامي 2020 و2021، واجه موسم الحج ظرفاً استثنائياً تمثل في جائحة فيروس كورونا. ولأول مرة منذ قرون، أُغلقت أبواب الحج أمام الحجاج من خارج المملكة، واقتصر على أعداد محدودة من داخلها، التزاماً بالتدابير الصحية ولمنع تفشي الوباء. وفي حالات أخرى، تنعكس الأزمات السياسية الداخلية على ترتيبات الحج. ففي سوريا، وبعد قطع العلاقات بين الرياض ودمشق عام 2012، أُسند تنظيم حصة الحج إلى "الائتلاف الوطني السوري" المعارض، ما أثار جدلاً سياسياً ودينياً واسعاً حول الجهة المخولة بتمثيل السوريين. وفي ليبيا، أدى الانقسام بين حكومتين متنافستين إلى إرباك في توحيد القوائم وتوزيع الحصص بين شرق البلاد وغربها. كيف تُجرى القرعة؟ ومن يُشرف عليها؟ Getty Images قرعة الحج تُنظم محلياً وفق معايير تختلف بين الدول، كالسن وسنوات الانتظار، وسط التزام بالشروط السعودية. بمجرد أن تُحدّد المملكة العربية السعودية حصة كل دولة من الحجاج، تنتقل مسؤولية التنفيذ إلى الحكومات والهيئات المحلية في تلك الدول، حيث تختلف الآليات التنظيمية باختلاف الأنظمة والممارسات. ويوضح أحمد الحلبي أن لكل دولة حرية مطلقة في تنظيم قوائم حجاجها، شرط التزامها بالمعايير السعودية. ويقول: "كل دولة لديها نظام مختلف، ولديها الحرية في تحديد من هم الحجاج من المتقدمين، ولكن يجب على كل حاج أن يكون مستوفياً للشروط. لا يمكن أن يحصل أي شخص على تأشيرة الحج ما لم يكن مستوفياً كافة الاشتراطات المطلوبة، أهمها ارتباطه بهيئة تنظيمية كمكاتب الحج وارتباطه بسكن محدد في المدينة ومكة". ولتحديد من سيُمنح فرصة أداء الفريضة، تلجأ معظم الدول إلى نظام القرعة. وتختلف طريقة تطبيق هذا النظام من بلد إلى آخر، لكن الهدف يبقى واحدًا: إرساء شكل من العدالة في توزيع الفرص. ويشرح الحلبي كيف يطبّق هذا النظام في بعض الدول، قائلاً: "نأخذ مثلاً حجاج تركيا، يتم تسجيل الحاج الراغب بأداء الفريضة على موقعٍ تابع لرئاسة الشؤون الدينية. في حال ظهر اسمه في القرعة يمضي في إنجاز أوراقه، وفي حال لم يظهر، يبقى اسمه فيها للسنة المقبلة. ومصر أيضاً تعتمد نظام القرعة منذ زمن". هكذا، لا يعدّ الحصول على موافقة لأداء الحج مسألة إمكانيات مالية أو لوجستية فقط، بل هو أيضاً مسألة انتظار، ومعايير، ونظم بيروقراطية قد تستمر لسنوات، لا سيما في الدول ذات الكثافة السكانية المرتفعة. في مصر، تشرف وزارة الداخلية على تنظيم قرعة الحج، وتنقل وقائعها على الهواء مباشرة في كل محافظة، وسط حضور رسمي وشعبي يؤكد الشفافية. يشترط على المتقدم ألا يقل عمره عن 25 عاماً، وألا يكون قد أدى الفريضة سابقاً، مع تقديم كشوفات طبية تثبت أهليته الجسدية. أما في المغرب، فتتولى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إدارة الملف، حيث يفتح باب التسجيل الإلكتروني سنوياً، مع إعطاء الأولوية لمن لم يسبق له الحج خلال السنوات العشر الأخيرة. في العراق، تشرف الهيئة العليا للحج والعمرة على قرعة إلكترونية تشمل جميع المحافظات. ويُشترط أن يكون المتقدم لم يؤدِ الفريضة سابقاً والأولوية لكبار السن، وتُعتمد قرعة مركزية تُعلن نتائجها عبر الموقع الرسمي، وسط متابعة إعلامية واسعة. في لبنان، تتولى هيئة شؤون الحج والعمرة تنظيم القرعة من خلال آلية تعتمد معيارين أساسيين: السن، وعدد المواسم السابقة التي لم يحج فيها المتقدم. تعطى الأولوية لمن لم يؤدِ الفريضة منذ عشرين موسماً هجرياً (2004–2024) ، وفي حال عدم اكتمال العدد، تفتح الدفعة تدريجياً لمن لم يحج منذ تسعة عشر موسماً، فثمانية عشر، وهكذا. أما في إندونيسيا، وهي الدولة ذات الحصة الأكبر عالمياً، فقد يصل الانتظار إلى 15 عاماً أو أكثر بسبب الإقبال الكثيف. وفي إقليم جنوب سولاويزي وحده، قد تمتد قائمة الانتظار حتى 43 عاماً، بحسب حكومية إندونيسية لوسائل إعلام محلية. فرغم نظام التسجيل المبكر والرقابة الإلكترونية، تبقى القوائم طويلة، ما يجعل أداء الفريضة هناك حلماً مؤجلاً لملايين المسلمين. أما عن دور مكاتب الحج والسياحة الدينية، فيوضح الحلبي: "لا علاقة للمكاتب بتحديد الحصص أو في عملية القرعة. عادةً الهيئات الحكومية للحج في الدول هي من تقوم بالقرعة، ومن يَظهر اسمه فيها يتعامل مع مكتب للحج لتنظيم الأمور اللوجستية من حجوزات وأوراق رسمية وغيرها. كما يكون دورهم توعية الحجاج حول كيفية القيام بمناسك الحج وتدريبهم وتعريف كل مشعر من الشعائر المقدسة لهم". توسّعاتٌ تفتح نقاشاً جديداً Getty Images منذ 2011، توسّع السعودية الحرم لرفع طاقته، وتهدف ضمن رؤية 2030 لاستقبال 30 مليون معتمر و5 ملايين حاج سنوياً. وفي خضم هذه التحديات، تواصل المملكة العربية السعودية التوسع في البنية التحتية للحرم والمشاعر المقدسة. منذ العام 2011، ومع بدء التوسعة السعودية الثالثة في عهد الملك عبد الله، ومروراً باستكمالها في عهد الملك سلمان، زادت القدرة الاستيعابية للحرم إلى أكثر من 1.8 مليون مصل. يؤكد الحلبي: "عدد الحجاج والمعتمرين يصل إلى 15 مليوناً عام 2025، وفي عام 2030 ضمن رؤية السعودية يصل إلى 30 مليوناً. أما بالنسبة للحجاج، فتسعى المملكة لأن يصل العدد السنوي إلى 5 ملايين حاجٍ عام 2030. جاء رفع العدد السنوي بعد عمليات التوسعة التي لم تنتهِ بعد، وهناك دراسات تقوم بها الجهات المعنية اليوم للمزيد من التوسعات للشعائر المقدسة".


الوسط
٢٧-٠٤-٢٠٢٥
- الوسط
بالصور: وردة بيضاء وحيدة تزين ضريح البابا فرنسيس
Reuters ووري جثمان البابا فرنسيس الثرى في كنيسة سانتا ماريا ماجوري، في مراسم خاصة بعد جنازته العامة يوم السبت سُمح بنشر صور لضريح البابا فرنسيس في كنيسة سانتا ماريا ماجوري بالعاصمة الإيطالية روما. وأظهرت إحدى الصور وردة بيضاء على القبر الحجري الذي يحمل اسمه خلال حبريته، أسفل صليبٍ مُضاءٍ بكشاف ضوئي واحد. Getty Images وردة بيضاء ملقاة على الضريح الحجري الذي يحمل اسم البابا فرنسيس وفي مراسم خاصة عقب جنازته العامة في الفاتيكان يوم السبت، ووري جثمان البابا فرنسيس الثرى، في الكنيسة التي تعد إحدى الكنائس الأربع الكبرى في العاصمة الإيطالية، والتي كان يزورها البابا الراحل بانتظام خلال فترة عمله كاردينالاً وخلال باباويته. واصطفَّ المعزون خارج الكنيسة صباح الأحد، لينالوا أسبقية زيارة ضريح البابا فرنسيس، الذي توفي عن عمر يناهز 88 عاماً الاثنين الماضي. Reuters اصطف المعزون خارج الكنيسة في وقت مبكر من صباح الأحد لينالوا أسبقية زيارة مرقد البابا فرنسيس من بين المُعزين روزاريو كوريالي، وهو إيطالي، وصف وقع رؤية ضريح البابا على نفسه بأنه كان موقفاً "في غاية التأثير". وقال لوكالة أسوشيتد برس: "لقد ترك فينا أثراً عميقاً". كما شعرت البولندية ماريا برزيزينسكا أن مكان الدفن يليق بقداسة البابا، قائلة لوكالة رويترز للأنباء بعد زيارتها: "أشعر أنه [الضريح] يُشبه البابا تماماً. لقد كان يتسم بالبساطة، وكذلك مثواه الحالي". وقد احتلت السيدة مريم العذراء مكانة خاصة في وجدان البابا فرنسيس، وكانت كنيسة سانتا ماريا ماجوري أول كنيسة تُخَصص لها عندما شُيِّدت في القرن الرابع. وتقع الكنيسة، التي يُطلق عليها أيضاً البازيليكا، بالقرب من الكولوسيوم، المدرج الروماني العملاق، على بُعد خطوات من محطة تيرميني المركزية الصاخبة في المدينة، في موقع يبعد كثيراً عن حدود الفاتيكان حيث يُدفن الباباوات تقليدياً. ومع ذلك، فإن كنيسة سانتا ماريا ماجوري لطالما ارتبط بها البابا القادم من أمريكا الجنوبية. EPA-EFE/REX/Shutterstock كرادلة يزورون قبر البابا فرنسيس الراحل في كنيسة سانتا ماريا ماجوري وقد صرح كبير قساوستها سابقاً لصحيفة إيطالية، بأن البابا فرنسيس أبدى رغبته في أن يُدفن هناك عام 2022، مستلهماً ذلك من السيدة مريم العذراء. وقالت أمايا موريس، وهي حاجّة أخرى، لوكالة أسوشيتد برس: "لقد أذهلتني رغبته في أن يُدفن هنا في هذه الكنيسة". وأضافت: "من بين جميع الكنائس، اختار هذه الكنيسة بالتحديد. لذا وجدتُ ذلك في غاية الروعة. إنه لشرف لي أن أكون هنا". وقد شهدت جنازة فرنسيس حضور رؤساء دول وحكومات، وملوك من جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى مئات آلاف الكاثوليك الذين اصطفوا في الشوارع المؤدية إلى الفاتيكان لتقديم واجب العزاء. وعُزفت الترانيم عبر مكبرات صوت عملاقة، غطّت عليها أحياناً أصوات الطائرات المروحية التي حلقت في السماء، قبل أن يُلقي الكاردينال جيوفاني باتيستا ري، البالغ من العمر 91 عاماً، عظةً عن إرث البابا الراحل. وأكد الكاردينال أن البابا فرنسيس لطالما حث العالم على "بناء الجسور لا الجدران". EPA-EFE/REX/Shutterstock صورة نشرتها وسائل إعلام الفاتيكان تظهر قبر البابا فرنسيس شهدت الجنازة أيضاً لقاءً بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وصفه الأخير في وقت لاحق بأنه "كان من الممكن أن يصبح لقاء تاريخياً". وقد تساءل ترامب لاحقاً عن مدى استعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ ثلاث سنوات، وهو الصراع الذي كثيرا ما دعا البابا فرنسيس إلى إنهائه والجنوح للسلام. EPA-EFE/REX/Shutterstock عقب الجنازة العامة، حُمل نعش البابا فرنسيس عبر شوارع روما في موكب جنائزي اتسمت حركته بالبطء. وأفادت السلطات بأن 140 ألفاً اصطفوا في الشوارع، مصفقين وملوّحين خلال مرور عربة النعش، وهي سيارة بابوية بيضاء أعيد تعديلها لاستخدامها في الحدث. وقد عبر الموكب الجنائزي نهر التيبر، ومر ببعض أشهر معالم روما، كالكولوسيوم، وميدان المنتدى الروماني، ونصب "ألتار ديلا باتريا" التذكاري الوطني، أو ما يُعرف بـ"مذبح الوطن" في ساحة فينيسيا. ومن المنتظر بعد فترة من الحداد، أن تتجه الأنظار نحو اختيار البابا القادم. وعلى الرغم من أنه لم يتحدد موعد الاجتماع بعد، إلا أنه يُتوقع أن يبدأ في وقت مبكر من يوم الخامس أو السادس من مايو/أيار، حيث من المقرر أن يحضره 135 كاردينالاً، مما يجعله أكبر اجتماع من نوعه في التاريخ الحديث. EPA-EFE/REX/Shutterstock صورة نشرتها وسائل إعلام الفاتيكان تظهر قبر البابا فرنسيس