
فرنسا تطلق "نداء نيويورك" في ختام مؤتمر حل الدولتين وهذه أبرز نقاطه
فرنسا
، أمس الثلاثاء، مع نهاية اجتماعات اليوم الثاني من
المؤتمر الدولي لحل الدولتين
في نيويورك، الذي يُعقد بموجب قرار تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 3 ديسمبر/ كانون الأول 2024 تحت عنوان "تسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية"، بياناً منفصلاً عن البيان الختامي للمؤتمر تحت عنوان "نداء نيويورك"، لم يوقّع عليه إلا عدد من الدول الغربية، واللافت أنّ النداء أو البيان الفرنسي المنفصل لا يقدم أي جديد يُذكر عما جاء في البيان الختامي للمؤتمر إلا خلطه بين اللاسامية ومحاربة
إسرائيل
، حيث وصف عمليات السابع من أكتوبر/ تشرين الأول بأنها "إرهابية ولاسامية".
وكان نحو 20 دولة وجهة تبنت
البيان الختامي
للمؤتمر، ومن المتوقع أن تنضم العديد من الدول للبيان الختامي خلال الأسابيع المقبلة، ويحدد البيان الخطوط العريضة للمضي قدماً ودعوة الدول المعنية للانضمام إلى البيان، قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة رفيعة المستوى، في سبتمبر/ أيلول المقبل، حيث سيُعقد القسم الثاني من المؤتمر على مستوى قادة الدول.
"نداء نيويورك"
وكان لافتاً أن فرنسا، التي تترأس المؤتمر مع السعودية، وزعت بياناً منفصلاً عن البيان الختامي للمؤتمر باسم "نداء نيويورك"، وقع عليه كل من وزراء خارجية: فرنسا وأندورا وأستراليا وكندا وفنلندا وآيسلندا وأيرلندا ولكسمبورغ ومالطا ونيوزيلندا والنرويج والبرتغال وسان مارينو وسلوفينيا وإسبانيا، ومن أهم ما جاء فيه: "إدانة الهجمات الشنيعة واللاسامية الإرهابية في السابع من أكتوبر 2023"، بالإضافة لمطالبته بوقف إطلاق نار فوري في غزة. كما طالب حركة حماس بإطلاق سراح جميع المحتجزين بشكل فوري وغير مشروط، مع إعادة رفات المتوفين، بالإضافة إلى ضمان إدخال المساعدات الإنسانية بشكل غير مشروط.
ونصّ "نداء نيويورك" على تأكيد التزام الدول الموقعة "الثابت لرؤية حل الدولتين، حيث تعيش دولتان ديمقراطيتان، إسرائيل وفلسطين، جنباً إلى جنب بسلام وحدود آمنة ومعترف بها بما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وفي هذا السياق تؤكد على ضرورة توحيد غزة مع الضفة تحت حكم السلطة الفلسطينية". ومن اللافت أن بعض الدول الموقعة لم تعلن رسمياً نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
كما رحّب البيان أو النداء "بالالتزام الذي قطعه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في العاشر من يونيو/ حزيران، والذي أدان فيه عمليات السابع من أكتوبر الإرهابية وطالب بإطلاق سراح الرهائن (المحتجزين) وتسليم حماس سلاحها، والتزم بوقف دفع التعويضات (لأهالي الشهداء والأسرى) وبتعديلات على الكتب المدرسية وعقد انتخابات تشريعية ورئاسية (فقط الأطراف الفلسطينية التي تلتزم بأوسلو بحسب الجانب الفرنسي خلال مؤتمر صحفي) وقبول مبدأ دولة فلسطينية منزوعة السلاح"، وفق البيان.
ودعا "نداء نيويورك" الدول التي لم تعترف أو تعبر بعد عن رغبتها بالاعتراف بالانضمام إلى النداء، كما ناشد الدول التي لم تطبع علاقتها بعد مع إسرائيل بأن تعبر عن رغبتها بالقيام بذلك، وبنقاش دمج إسرائيل في المنطقة. كما نص النداء على أن الدول الموقعة تعبر عن "تصميمها للعمل على بنية لليوم التالي في غزة تضمن إعادة إعمار غزة ونزع سلاح حماس واستثنائها من الحوكمة الفلسطينية".
أخبار
التحديثات الحية
دول مشاركة بمؤتمر "حل الدولتين" تدعم وقف حرب غزة وقيام دولة فلسطينية
اعتراف بريطاني محتمل بالدولة الفلسطينية
أما الحدث الآخر البارز، فهو إعلان وزير خارجية بريطانيا،
ديفيد لامي
، في مداخلته أمام الجمعية العامة، أمس الثلاثاء، عن نية بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة رفيعة المستوى في سبتمبر المقبل وفق شروط معينة. وقال لامي: "إن رفض حكومة (بنيامين) نتانياهو لحل الدولتين خطأ. وهو خطأ أخلاقي وخطأ استراتيجي. فهو يضر بمصالح الشعب الإسرائيلي، حيث يسد الطريق الوحيد نحو إحلال سلام عادل ودائم". وأوضح "ولهذا السبب نحن عاقدون العزم على حماية نجاح حل الدولتين. ومن ثم، وحيث أن يد التاريخ تقع على كتفنا، فإن حكومة صاحب الجلالة تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر هنا في نيويورك. سوف نفعل ذلك ما لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية الإجراءات اللازمة لإنهاء الوضع المروِّع في غزة، وتوقف حملتها العسكرية، وتلتزم بسلام طويل الأجل ومستدام قائم على حل الدولتين". وأضاف لامي: "كما تبقى مطالبنا لحماس قاطعة وراسخة. قبل أن تجتمع الجمعية العامة للأمم المتحدة، سوف نقيِّم ما سيُحرزه الطرفان من تقدم في اتخاذ هذه الخطوات. ولن يكون لأي جانب حق رفض هذا الاعتراف من خلال أفعاله أو تقاعسه عن الأفعال".
وتحدث الدبلوماسي البريطاني عن الدمار في غزة ووصفه بالمؤلم، وأضاف: "أطفال غزة في حالة مجاعة، والمساعدات الشحيحة التي تُدخلها إسرائيل روّعت العالم. إنها ازدراء بالقيم التي ينادي بها ميثاق الأمم المتحدة"، مطالباً بوقف إطلاق النار فوراً ووضع خطة لجعله يدوم.
من جهته تحدث وزير العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا، رولاند فيلامولا، في بداية مداخلته، الثلاثاء، عن المأساة التي تشهدها غزة والإبادة الجماعية التي تعيشها تحت أنظار العالم، مشدداً على ضرورة وقفها. كما أكد على ضرورة أن تكون هناك افعال ملموسة لتطبيق حل الدولتين، مشيراً إلى الرابط بين نضال شعب جنوب أفريقيا تحت نظام الفصل العنصري "الأبارتهايد" وبين النضال الفلسطيني، وفي حين نالت جنوب أفريقيا حريتها ما زالت فلسطين تحت الاحتلال. وأشار إلى اعتماد الكنيسيت الإسرائيلي لعريضة تدعو إلى تطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية مما يشير إلى نيتها ضم هذه الأراضي. وقال إن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى القضاء على حل الدولتين ويسمح باستمرار انتهاك القانون الدولي.
تقارير عربية
التحديثات الحية
مؤتمر حل الدولتين: اجترار لأوسلو وشيطنة "حماس" واستعجال التطبيع
وركز الكثير من المتحدثين في اليوم الثاني، كما في اليوم الأول، بمن فيهم ممثلون عن روسيا والصين واليابان وتركيا وعشرات الدول الأخرى، على الانتهاكات الإسرائيلية مطالبين بوقف الحرب والتجويع. ووصفت تركيا إسرائيل بأنها "تصدر زعزعة الاستقرار من خلال حروب لا تنتهي"، كما وصفت الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة بـ"الوصمة على جبين النظام الدولي". وشددت العديد من الدول على أن الأولوية الملحة هي وقف إطلاق النار وعلى ضرورة الضغط على إسرائيل للقيام بذلك ومن بين الخطوات للضغط هو الاعتراف بدولة فلسطين وحظر الأسلحة والضغط تجارياً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
كتائب القسام تنشر فيديو لأسير إسرائيلي تظهر عليه علامات المجاعة
نشرت كتائب "عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس ، الجمعة، فيديو لأسير إسرائيلي محتجز لديها ظهر وهو يعاني من فقدان شديد في الوزن، وذلك نتيجة استمرار سياسة التجويع الإسرائيلية للقطاع المتزامنة مع حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ نحو 22 شهراً. وقالت القسام في مقطع الفيديو، نشرته على صفحتها بمنصة "تليغرام"، إن هذا الأسير (لم تسمّه) كان "ينتظر أن يخرج بصفقة (تبادل أسرى)". وفي المقطع، ظهر الأسير الإسرائيلي وهو يجلس على سرير في غرفة ضيقة بينما تظهر عليه علامات المجاعة وسوء التغذية، حيث برزت أضلاعه بشكل حاد نتيجة النقص الشديد في الوزن، في مشهد يعكس جانباً من سياسة التجويع التي تواصل إسرائيل تنفيذها بغزة. كتائب #القسام تنشر... قررت حكومة الاحتلال تجويعهم.. ממשלת הכיבוש החליטה הרכבתם The occupying government has decided to starve them #sonarmediacenter — Sonar Media Center (@SonarCenter) August 1, 2025 وتضمن المقطع مشاهد سابقة لهذا الأسير، وهو يجلس في سيارة برفقة أسير آخر، يشاهدان مراسم الإفراج عن زملائهم خلال اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الأخير الذي سرى في يناير/ كانون الثاني الماضي، وتهربت منه إسرائيل في مارس/ آذار الماضي. وباللغات الثلاث العربية والإنجليزية والعبرية، قالت "القسام" في مقطع الفيديو إن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها "يأكلون مما نأكل، ويشربون مما نشرب". وأرفقت مقطع الفيديو بمشاهد لأطفال من غزة تظهر عليهم علامات سوء التغذية نتيجة مواصلة إسرائيل سياسة التجويع. تقارير عربية التحديثات الحية أبو عبيدة: لا نضمن العودة للصفقات الجزئية إذا واصل الاحتلال التعنّت وتقدّر تل أبيب وجود 50 أسيراً إسرائيلياً بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، أودى بحياة العديد منهم. وتشير عدة استطلاعات للرأي إلى أن معظم الإسرائيليين يؤيدون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وإعادة الأسرى، منها ما ذكره موقع والاه الإخباري العبري في 25 يونيو/ حزيران الماضي، أن 67 بالمائة من الإسرائيليين يؤيدون ذلك. وفي ظل تعثر المساعي الإقليمية والدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، بفعل الموقف الإسرائيلي، أعلنت حركة حماس، أمس الخميس، استعدادها الفوري للانخراط في جولة جديدة من المفاوضات، شرط إنهاء الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وإيصال المساعدات الغذائية إلى مستحقّيها من دون قيد أو شرط. وقالت الحركة، في بيان نشرته في قناتها الرسمية على تليغرام، إن حرب التجويع التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بلغت "حداً لا يُحتمل"، وتشكل الخطر الأكبر على حياة أكثر من مليوني فلسطيني، محذّرة من استمرار هذه "المجزرة الجماعية" بحق السكان المدنيين. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل - بدعم أميركي - إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين. (الأناضول، العربي الجديد)


القدس العربي
منذ 2 ساعات
- القدس العربي
وزير خارجية ألمانيا يخفف حدة تعليقاته عن الاعتراف بدولة فلسطينية خلال زيارة للضفة الغربية
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يجتمع مع وزير الخارجية الألماني في رام الله، 1 أغسطس 2025 برلين: سعى وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إلى التخفيف من حدة تعليقاته السابقة حول موقف بلاده من الدولة الفلسطينية خلال رحلة إلى الضفة الغربية اليوم الجمعة، قائلا إن ألمانيا ليست لديها خطط فورية للاعتراف بدولة فلسطينية. ويأتي تعليق فاديفول في أعقاب انتقادات حادة من مسؤولين إسرائيليين بسبب مقترحه السابق، قبل مغادرته للزيارة، بأن ألمانيا قد ترد على أي إجراءات إسرائيلية أحادية الجانب بالاعتراف بدولة فلسطينية. وبعد لقاء فاديفول مع وزير الخارجية الإسرائيلي ورئيس الوزراء والرئيس الإسرائيلي، مساء أمس الخميس، أوضح اليوم أن ألمانيا لا تخطط للاعتراف بدولة فلسطينية بعد 'لأن هذه إحدى الخطوات النهائية التي يجب اتخاذها' في إطار حل الدولتين. وتسلط محاولة فاديفول لتوضيح تصريحاته الضوء على الصعوبة التي تواجهها ألمانيا منذ فترة طويلة في اتخاذ موقف واضح من هذه القضية لأنها عالقة بين الضغوط الدولية المتزايدة لمحاسبة إسرائيل على أفعالها والتزامها بعد المحرقة بضمان أمن إسرائيل. ودعا إسرائيل إلى ضمان تأمين وصول منظمات الأمم المتحدة من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، قائلا إن القيود الحالية تفاقم الأزمة. وقال فاديفول 'يجب أن تنتهي الكارثة الإنسانية في غزة الآن'، مشددا على أن توزيع المساعدات من خلال الأمم المتحدة كان يجري بفاعلية لفترة طويلة ويجب استئنافه دون عوائق. وذكر أن ألمانيا ستقدم خمسة ملايين يورو (5.7 مليون دولار) إضافية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لدعم المخابز والمطابخ وتمويل مستشفى ميداني في مدينة غزة. وردا على سؤال بشأن مخاوف إسرائيل إزاء إمكانية تحويل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) مسار المساعدات، أقر فاديفول بأن إساءة استخدام المساعدات لا يمكن استبعادها بصورة كاملة، لكنه قال إن ذلك ليس سببا لعرقلة جهود الإغاثة. وأضاف 'أفضل طريقة لمنع حماس من إساءة استخدام الإمدادات هي تقديم مزيد من المساعدات وضمان تغطية السكان بالكامل'. وندد بالعنف المتزايد من المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، قائلا إن برلين ستواصل الضغط على المستوى الأوروبي لفرض عقوبات على المستوطنين الذين ينفذون أعمال عنف. وكان الوزير الألماني التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في رام الله، الجمعة، حيث بحثا تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وخاصة الوضع الإنساني في غزة والانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية. وشدد عباس على أولوية الوقف الفوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات وتسليم إدارة غزة للسلطة بدعم دولي، مؤكداً التزامه بحل الدولتين. من جانبه، أكد فاديفول دعم بلاده لهذا الحل ودعا إسرائيل للإفراج عن أموال المقاصة المحتجزة. (وكالات)


القدس العربي
منذ 2 ساعات
- القدس العربي
صحيفة إسرائيلية.. مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق: لم يعد لهذه الحرب أهداف أمنية
احتفظت بصور المخطوفين الأمريكيين الذين احتجزتهم حماس على طاولتي في البيت الأبيض. عرفت أسماءهم وقصصهم وكذا عرفت عائلاتهم. كانت شجاعتهم بعثاً للإلهام، وكذا من ألمهم وغضبهم. أكثر من 600 يوم مرت منذ مذبحة 7 أكتوبر، ولا نهاية للحزن – الحزن على الضحايا، على المخطوفين وعلى عائلاتهم، وكذا الحزن على المواطنين الفلسطينيين الذين يقتلون ويعانون في حرب غزة. عندما انتهت ولايتي في البيت الأبيض في كانون الثاني كان لنا أمل في ظل كل المأساة. نجحنا في إحلال وقف نار على أساس إطار عرضه الرئيس بايدن في أيار، وتحرر في أعقابه 30 مخطوفاً، وتقررت جداول زمنية واضحة لاتصالات تحول وقف النار إلى إنهاء الحرب وإعادة كل المخطوفين. إسرائيل دمرت منظومات حماس العسكرية، وصفت زعمائها في غزة، وتصدت بدعم من الولايات المتحدة لتهديدات إقليمية. عندما انهار وقف النار، استؤنف القتال وتوقفت المفاوضات. توجهت، في هذه المرحلة كمواطن خاص، إلى محافل في حكومة إسرائيل. أما الآن فبودي أن أتوجه إليكم – مواطني إسرائيل، إلى الجمهور الذي عانى وقاتل، الذي يتصدى لنقد دولي متزايد وأغلبيته الساحقة تريد إنهاء الحرب. على زعمائكم وضع مقترح جديد لإعادة كل المخطوفين إلى الديار مقابل وقف نار دائم – إنهاء تام للقتال. اسمحوا لي أن أشرح. اليوم، إسرائيل قوية، وأعداؤها ضعفاء. لكن إسرائيل لم تترجم إنجازاتها العسكرية إلى استراتيجية تضمن أمناً بعيد المدى لمواطنيها. الزعماء الإسرائيليون يتطلعون لخوض حرب بلا نهاية، تجلب إنجازات عملياتية طفيفة، تكاد لا ترى، بثمن كارثة إنسانية متواصلة وتقتيل رهيب لفلسطينيين أبرياء. العزلة الدولة لإسرائيل تتسع، وتتعمق وتتعزز – والأمر يمس بأمنها وبرفاهها على المدى البعيد. إضافة إلى ذلك، استمرار القرار يمنع أي إمكانية لرؤية إيجابية من الاستقرار والتطبيع الإقليمي. في ضوء كل هذا، يجب أن يتسع الهدف الإسرائيلي في المفاوضات إلى ما يتجاوز وقف نار من 60 يوماً فقط، وأن يتضمن مقترحاً جريئاً وفورياً: إنهاء الحرب، مقابل إعادة سريعة لكل المخطوفين الأحياء والأموات. بلا جدالات إضافية عن مراحل، وبلا تصريحات علنية أخرى لوزراء إسرائيليين يعلنون استئناف الحرب بعد شهرين. في هذا المقترح، حماس تمنح السيطرة الإدارية في غزة لجسم فلسطيني مدعوم من دول المنطقة. والأسرة الدولية تساعد في مهمة عظيمة لإعمار غزة. هل ستوافق حماس على مثل هذه الصفقة؟ أعتقد أنها ستكون ملزمة، وبخاصة إذا ما جندت الولايات المتحدة العالم لدعم ذلك وممارسة ضغط عليها. ثمة من سيقول: لكن لا يزال هناك مقاتلون من حماس في غزة. وقف النار في جنوب لبنان أثبت أن إسرائيل قد تشعر بأمان حتى دون أن تقتل كل مخربي حزب الله – هدف عسكري غير قابل للتحقق على أي حال. إسرائيل يمكنها أن تتصرف بالشكل ذاته حيال حماس في غزة أيضاً. آخرون سيقولون: لكن حماس ستتسلح من جديد. هنا أيضاً، الاستراتيجية التي تنفذها إسرائيل الآن في لبنان – أعمال لغرض منع نقل السلاح إلى حزب الله – يمكن أن تنفذ في غزة أيضاً. عملياً، إسرائيل في موقف أفضل لمنع إعادة تسليح حماس لأن لها تحكماً أوسع بكثير على حدود غزة مما على حدود لبنان. فضلاً عن ذلك، يمكن لإسرائيل أن تعمل على بلورة استراتيجية دبلوماسية مع الدول العربية التي دعت لأول مرة إلى نزع سلاح حماس. أنا على علم تام بتحديات غير مسبوقة تتصدى لها إسرائيل في غزة، لكن بديل إنهاء الحرب هو مواصلة حرب لا نهاية لها، بثمن أخلاقي واستراتيجي باهظ لإسرائيل، دون إنجاز حقيقي باستثناء الهدف المنكر وغير المقبول لليمين المتطرف: تدمير تام لغزة وتقليص سكانها لإقامة مستوطنات بدلاً منهم. على إسرائيل أن تبدي بأن هذا ليس الاتجاه الذي تسعى إليه. وإلا فإنها سترى أصدقاءها يصبحون منتقديها. أعرف أن إسرائيل لم تختر هذه الحرب. حماس هي التي انقضت على الجدار، ونفذت مذبحة وحشية بعائلات بريئة، واعتدت جنسياً على النساء، واختطفت مئات الأشخاص، وبعدها فرت عائدة إلى غزة كي تختبئ وتقاتل من خلف المدنيين. اضطرت إسرائيل لان تتصدى لتحدٍ غير مسبوق – أن تقاتل مخربين اختلطوا بسكان أبرياء ويعملون من منظومة أنفاق هائلة تمر من تحت مبان مدنية. لكن التعقيدات التي تتصدى لها إسرائيل في ميدان المعركة هذا لا تبرر الواقع الصادم الذي يتضور فيه أبرياء جوعاً. لا شيء يبرر هذا. استمرار الحرب يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية. أنا على اتصال مع مسؤولين إسرائيليين كبار حول معاناة عميقة يمر بها الفلسطينيون الأبرياء، ولا سيما الأطفال. في الأشهر الأخيرة، رأينا حصاراً طويلاً على دخول المنتجات الأساسية لكل القطاع. وبعده تنفيذ خطة غير منظمة لتوزيع المساعدات مست بشكل معيب بالمواطنين الفلسطينيين وساهمت بجباية ثمن إنساني رهيب. تدعي المحافل الإسرائيلية بأن هذا ليس مسؤوليتهم – إن الشاحنات تدخل إلى غزة، لكن الأمم المتحدة أو حماس مذنبون في عدم توزيع المساعدات. لكن الحقيقة أن إسرائيل هي التي تسيطر عسكرياً في غزة، وبالتالي تلقى عليها مسؤولية خلق الظروف التي تسمح لرجال المساعدات الإنسانية المهنيين بتوزيع الإغاثة لمواطني غزة بشكل آمن. الخطوات الأخيرة، مثل الهدن الإنسانية، هي خطوات في الاتجاه الصحيح. لكن المقياس الوحيد المهم هنا ليس الجهد – بل النتيجة. إذا لم تصل المساعدات لمن يحتاجها، فعلى إسرائيل إيجاد السبيل لإيصالها. عندما تقرر إسرائيل حل مهمة خطيرة ومعقدة، تثبت قدرتها على عمل ذلك. 'هذا ببساطة صعب للغاية' ليست بجملة تصدر عن زعماء إسرائيليين في أمر يهمهم. ولا يعد هذا رداً مقبولاً على هذه الأزمة الإنسانية. جذر المشكلة، بالطبع، هو استمرار الحرب. المعاناة لن تنتهي ما لم تنته الحرب. ومرة أخرى: لم يعد لهذه الحرب أهداف ترمي إلى حماية أمن إسرائيل. وعليه، فإني أدعو إلى تغيير نهج إسرائيل، وإنهاء تام للحرب، وإعادة كل المخطوفين. أتذكر كيف حصل في زيارتي الأولى لإسرائيل كمستشار أمن قومي للولايات المتحدة، أن امتدت لقاءاتي مع المسؤولين الإسرائيليين إلى أكثر مما كان متوقعاً. كان هذا في 'الحانوكا'، وعندما حل المساء أشعلنا معاً شموع الشمعدان. في تلك اللحظات، على ضوء الشموع، لم يشعر الكثيرون بمسافة آلاف الكيلومترات بين واشنطن والقدس. دولتانا ديمقراطيتان مصممتان وتعجان بالحياة. نتجادل، لكننا قادرون على إصلاح طريقنا. ونتحدث معاً بصراحة، بصدق، كأصدقاء حقيقيين. بهذه الروح أكتب هذه الأقوال. جاك سوليفان يديعوت أحرونوت 1/8/2025