وزير كأس العالم
لماذا لا نحلم كما تُدار الدول؟
ولماذا لا نُدير إنجازاتنا كما تُدار المشاريع الوطنية الكبرى؟
تأهل "منتخب النشامى" إلى كأس العالم ليس مجرّد لحظة رياضية عابرة، بل هو محطة مفصلية في تاريخ الأردن الحديث، تستحق أن تُعامَل بما يليق بها من جدية ورؤية بعيدة المدى.
من هنا، نطرح سؤالًا غير تقليدي:
لمَ لا نُعيّن "وزيرًا لكأس العالم"؟
وزيرٌ قوي يتولى هذا الملف بوصفه "مشروعًا وطنيًا شاملاً"، لا مجرد مشاركة في بطولة.
وزيرٌ يُحوّل الحلم إلى خطة، والانتصار إلى استراتيجية، والفرحة إلى مستقبل.
لأننا في زمن تُقاس فيه الحكومات بقدرتها على تحويل اللحظات إلى منجزات، والتحديات إلى فرص.
فحكومات المستقبل لا تحتاج إلى وزارات بقدر ما تحتاج إلى وزراء يديرون ملفات.
ملفات ترتبط بحياة الناس، بأحلامهم، وبصورتهم أمام العالم.
وملف كأس العالم… أحد هذه الملفات.
الفكرة ليست مبالغة… بل إدارة حلم
في العالم المتقدم، تُدار الملفات الكبرى بفرق عمل ووزارات ومجالس عليا.
إن كانت هناك وزارات للذكاء الاصطناعي، والسعادة، والمستقبل…
فلمَ لا نُخصّص قيادة حكومية تدير إنجازًا رياضيًا بهذا الحجم؟
ما الذي سيفعله "وزير كأس العالم"؟
ليس دوره إدارة المنتخب فقط، بل العمل على:
• تنسيق جهود الدولة بكل مؤسساتها لدعم الفريق.
• تحويل التأهل إلى منصة للدبلوماسية الرياضية.
• تسويق صورة الأردن عالميًا كـ"بلد الإنجاز والتحدي".
• ربط التأهل بملفات الاقتصاد والسياحة والاستثمار.
• بناء إرث رياضي وثقافي يدوم ما بعد البطولة.
كأس العالم… منصة وطنية لتكامل الجهود عندما يتأهل فريق، تظهر معه دولة كاملة.
وتعيين وزير مختص بهذا الملف، هو اعتراف ضمني بأن ما تحقق ليس نهاية القصة، بل بدايتها.
سيكون الوزير حلقة الوصل بين:
• الاتحاد الأردني لكرة القدم،
• الإعلام المحلي والدولي،
• وزارة الخارجية وهيئة تنشيط السياحة،
• وزارات التربية والتعليم، والشباب، والثقافة،
• القطاع الخاص والرعاة،
• والأهم من ذلك… الشعب الأردني.
نحو عقلية الإنجاز… لا الاحتفال فقط
لسنا بحاجة لمن يرفع الكأس فقط، بل لمن يرفع "سقف الطموح."
نحتاج قيادة تؤمن أن الإنجاز الرياضي يجب أن يُدار "بعقلية احترافية"، وأن يتحوّل إلى قيمة مضافة للوطن.
"وزير كأس العالم" هو رمزٌ للتحوّل من ردّ الفعل إلى صناعة الحدث، من فرحة مؤقتة إلى مشروع مستدام.
خاتمة: كرة القدم… وطنٌ بحجم الملعب قد تبدو كرة القدم لعبة… لكنها حين تمسّ قلوب الشعوب، تتحوّل إلى "وطنٍ داخل الوطن".
وتأهل "النشامى"… ليس مجرّد انتصار، بل لحظة استثنائية، قد نحتاج فيها… إلى وزير.
*صالح سليم الحموري
مستشار التدريب والتطوير
كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ملاعب
منذ 3 ساعات
- ملاعب
الإعلان عن تشكيلة "النشامى" لملاقاة العراق
اضافة اعلان أعلن الاتحاد الأردني لكرة القدم، الثلاثاء، تشكيلة المنتخب الوطني لملاقاة نظيره العراقي ضمن منافسات الدور الحاسم من تصفيات كأس العالم 2026.وضمت القائمة، يزيد أبو ليلى، سليم عبيد ويزن العرب ومحمد أبو النادي مهند أبو طه وأحمد عساف، نزار الرشدان وإبراهيم سعادة محمود مرضي وعلي علوان ويزن النعيمات.وضمِن المنتخب الوطني تأهله رسميا إلى نهائيات كأس العالم، بعيدا عن نتيجة مباراته أمام العراق، بعد أن حلّ في المركز الثاني برصيد 16 نقطة، خلف المنتخب الكوري الجنوبي صاحب الـ22 نقطة، ليتأهل المنتخبان معا إلى المونديال.ويسعى المنتخب الوطني إلى تحقيق الفوز على العراق؛ لتحسين تصنيفه العالمي، فيما يبحث العراق عن الفوز للتأهل إلى الملحق.وفي جانبه أعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم تشكيلة منتخبه، جلال حسن، مناف يونس، زيد تحسين، ميرخاس دوسكي، فرانس بطرس، إبراهيم بايش، ايمار شير، أسامة رشيد، ماركو فرج، علي جاسم، أيمن حسين.


أخبارنا
منذ 3 ساعات
- أخبارنا
فايق حجازين : تأهل المنتخب الوطني فرصة لترويج الأردن سياحيا واقتصاديا
أخبارنا : بتأهل المنتخب الوطني للمنافسة في ميادين أهم بطولة عالمية لكرة القدم، يدخل الأردن في سباق لمواجهة هذا التحدي بالتدريب واكتساب مهارات، ودراسة الفرق التي ستواصل التأهل لهذه البطولة. هذا على المستوى الرياضي؛ وحتما لدى الإتحاد الأردني لكرة القدم، برئاسة سمو الأمير علي بن الحسين، خطط جديدة تتناسب مع هذا المستوى من المنافسة، خصوصا بعد أن نحج المنتخب في تحقيق انجازات، على المستوى العربي والأسيوي، توجها النشامى بإنجاز تاريخي بالتأهل لخوض مونديال 2026. على المستوى الإقتصادي، هناك فرص عديدة على جميع المؤسسات الأردنية استثمار هذه الحالة للترويج للأردن اقتصاديا، وفي ذلك تفاصيل عديدة. منذ أن حجز الأردن بطاقة التأهل للمونديال، زادت رغبة الملايين من المهتمين في العالم للبحث عن اسم الأردن في محركات البحث لمعرفة المزيد من المعلومات، وهذه المعلومات التي يسعون لها قد تكون رياضية في المقام الأول، لكنها تقود إلى معلومات أخرى تتعلق بالموقع الجغرافي ومزايا المناخ والمواقع الأثرية والطبيعية المتميزة في الأردن. هذه المناسبة لا تقل أهمية عن إدراج اليونيسكو للبترا على قائمة التراث العالمي عام 1985 وإعلان المدينة الوردية من عجائب الدنيا السبع الجديدة في عام 2007. لذلك على المؤسسات الوطنية أن تستثمر هذه المناسبة بالترويج للأردن وزيادة الحضور على منصات التواصل الاجتماعي والمحتوى الاتصالي الإلكرتوني وفي شبكة الإنترنت، وأن تبادر إلى الترويج السياحي للمواقع الأثرية والتاريخية إلى جانب تكثيف الرسائل التي تبرز الصناعة الأردنية المتطورة، خصوصا صناعة الأدوية والريادة التي حققتها الشركات الأردنية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إلى جانب صناعة الأسمدة التي بلغت مستوى العالمية في المملكة، والترويج لجميع المجالات التي حقق الأردن فيها نجاحات تعني المستهلك الأجنبي. على المؤسسات إعادة صياغة الرسائل وترجمتها بلغات عديدة، للوصول إلى جماهير كرة القدم الذين يفوقون عشرات الملايين حول العالم، فكل بطولة لها أهميتها من حيث تحقيق الانتشار وكل مباراة سيخوضها المنتخب الوطني لها أهمية لدى جماهير الدولة المنافسة، وبالتالي تعد فرصة كبيرة للوصول إلى جمهور واسع في العالم عبر منصة واحدة؛ كرة القدم. على الشركات الكبرى والبنوك والمؤسسات التي لها تقاطع مع اهتمامات الجمهور المحلي أولا والعربي ثانيا ويليه الإفريقي والأسيوي والعالمي أن تكون حاضرة في رعايتها لمشاركة المنتخب الوطني في كأس العالم للعام المقبل، فظهور شعار شركة على قميص لاعب سيشاهده ملايين المتابعين حول العالم. ــ الراي


أخبارنا
منذ 3 ساعات
- أخبارنا
امجد المجالي يكتب : إنجاز المونديال .. من هنا بدأت الحكاية
أخبارنا : وأخيراً، وبعد انتظار أربعة عقود، وتحديداً منذ المشاركة الأولى عام 1985 بتصفيات كأس العالم، تحقق الإنجاز «الحلم» بالتأهل إلى المونديال، بعدما حجز منتخب النشامى بجدارة واستحقاق بطاقة التواجد بين كبار منتخبات العالم في الحدث الأهم بالولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك صيف العام القادم. هي فرحة وطن، تجسدت في شوارع محافظات المملكة، بعدما احتفل الأردنيون مساء الخميس الماضي بالتأهل التاريخي، ليكون العيد بـ عيدين، وليتزامن ذلك الحدث الأهم على مستوى الرياضة الأردنية مع الاحتفالات بعيد الجلوس الملكي، ما يؤكد الدعم الكبير الذي يحظى به شباب الوطن من القائد والمعلم، الملك عبدالله الثاني، المشجع والداعم الأول لمسيرة الانجاز. وحظي نشامى المنتخب بالدعم اللافت والحضور المميز لولي العهد، سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، والذي حرص على متابعة كل التفاصيل الخاصة بالتحضير والتواجد الدائم مع النشامى وتحفيزهم، ليمنح المزيد من الثقة والعطاء مع التفاف جماهيري على امتداد محافظات المملكة، ليكتمل مشهد الفرح. وللإنجاز، حكاية وقصة بدأت فصولها منذ سنوات مضت، وتحديداً عندما تسلم سمو الأمير علي بن الحسين رئاسة الاتحاد 1999، ليحدد مسارات العمل واستراتيجيات الخطط والبرامج التي كانت تمضي من مرحلة إلى أخرى وصولاً إلى قمة الأهداف، الترشح إلى نهائيات كأس العالم. حدد الأمير علي، قائد سفينة الكرة الأردنية خارطة الطريق بدءاً من الاهتمام بالفئات العمرية وتوفير كل عناصر الاهتمام والدعم بالمواهب وصولاً إلى اقتحام بوابة الاحتراف، لتمضي الأهداف من حضور عربي لافت وتواجد مميز في بطولات غرب آسيا، وحضور دائم في نهائيات كآس آسيا حتى بلوغ مركز الوصافة عن جدارة واستحقاق، ما أعطى الانطباع بأن الهدف الأهم قادم دون أدنى شك. حظي كاتب السطور، بشرف الحديث مع الأمير علي في العديد من المناسبات والمحطات التي تهم مسيرة كرة القدم الأردنية، ولمست منه الحرص والدافعية على تحقيق هدف الترشح الى المونديال، حتى عندما اقترب المنتخب من ذلك الهدف بتصفيات 2014، فإن الثقة تعززت لدى الأمير علي بأن إنجاز هدف التأهل هو مسألة الوقت، وكان يشدد أن ذلك يحتاج إلى المزيد من العمل والجهد. كان الأمير علي يشدد على أهمية منح مدربي المنتخبات الوطنية الصلاحيات كافة والفرصة كاملة، وتوفير كل متطلبات النجاح للتحضير والإعداد، ويشجع أيضاً على أهمية تعزيز التجارب الاحترافية أمام اللاعبين وطرق أبواب البطولات الأوروبية، لما في ذلك فائدة كبيرة على مستويات الأداء والعقلية على حد سواء. دون أدنى شك، فإن ما تحقق من إنجاز غير مسبوق، لم يكن محض صدفة أو فزعة، بل نتاج عمل وجهد كبير تواصل على امتداد سنوات مضت رغم كل التحديات وظروف الإمكانات، ليسطر النشامى حروف التأهل العالمي بحروف من ذهب.