logo
ألبانيز… هذه السيدة الرائعة

ألبانيز… هذه السيدة الرائعة

السوسنةمنذ 2 أيام
من نكد المشهد السياسي الدولي أن يتباهى شخص مثل نتنياهو أنه رشّح شخصا مثل ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام لهذا العام.ها أننا نقف مرة أخرى أمام معادلة «من لا يملك لمن لا يستحق» ولكن بصورة أكثر صفاقة. في المقابل، نرى حقوقيين وأوساطا دولية مختلفة تتحرك في حملات مختلفة لترشيح المقررة الأممية الخاصة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز لهذه الجائزة مع الأطباء والكوادر الصحية العاملة في قطاع غزة. هي، لمواقفها الواضحة والجريئة ضد الإبادة التي تجري في قطاع غزة منذ زهاء العامين لم تحاول خلالهما الاختباء وراء مفردات غائمة سمجة كعادة أغلب الموظفين الدوليين، والكوادر الطبية للثمن الرهيب الذي دفعوه طوال هذه الفترة لإنقاذ حياة المدنيين الأبرياء.المفارقة بين الترشيحين كبير وصارخ، خاصة حين وصلت الأمور إلى التشهير الإسرائيلي الأمريكي بألبانيز والمطالبة بإقالتها من منصبها فضلا عن فرض عقوبات أمريكية عليها. لقد بتنا أمام مشهد يتكرّس فيه مرة أخرى المنطق الأخرق لعالم اليوم حيث يفرش السجاد الأحمر لمجرمي الحرب فيما تقع شيطنة من يصدع بالحقائق عارية محاولا استنهاض ما تبقى من ضمير حي في هذا الكون.ترامب وإدارته، وحتى من سبقه في البيت الأبيض، لا يكتفون بلوي كل قيم الإنصاف والعدل كل ما تعلق الأمر بالمأساة الفلسطينية على مر العقود، بل ولا يجدون حرجا في الهجوم والتشهير بكل من يخالفهم في هذا التوجه في قلب عجيب غريب للحقائق. لم تكتف الخارجية الأمريكية مثلا بعد فرض واشنطن عقوبات على ألبانيز «لإساءة استغلال دورها كمقررة خاصة لحقوق الإنسان للأمم المتحدة» بل أضافت متبجّحة أنها «ستتخذ أي إجراءات نراها ضرورية ومناسبة لحماية سيادتنا وإسرائيل وأي حليف آخر من الإجراءات غير المشروعة للمحكمة الجنائية الدولية».وكما قالت «منظمة العفو الدولية» فإن فرض عقوبات على المقررة الخاصة للأمم المتحدة «إهانة مشينة للعدالة الدولية». هذه العدالة الدولية باتت عدوا لدودا لإدارة ترامب، شأن الكثير من الإدارات السابقة، مما قاد مسؤوليها ليس فقط إلى التنديد بقرارات المحكمة الجنائية الدولية كلما تعلّق الأمر بفلسطين، مقابل الترحيب بما فعلته مع الرئيس الروسي مثلا، وإنما إلى فرض عقوبات على هذه المحكمة، مع ضغط علني ووقح على الأمم المتحدة وأمينها العام لإزاحة وإقالة من لا يحظون برضاها ويسايرونها في تصوراتها كافة، وهو أمر عانى منه المنتظم الأممي وأنطونيو غوتيرتش نفسه.أغلب الطبقة السياسية الأمريكية انخرطت في هذا التوجه الذي عبّر عنه بشكل واضح رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ حين أشاد «بالقرار الجريء» الذي اتخذه الرئيس ترامب بمعاقبة فرانشيسكا ألبانيز التي «أدت معاداتها الصارخة للسامية وإنكارها لإرهاب حماس إلى تقويض كل ما يفترض أن تمثله الأمم المتحدة»، وهو رأي وجدت فيه واشنطن نفسها وحيدة مرة أخرى، إذا استثنينا طبعا حكومة نتنياهو وقلة قليلة للغاية من دول العالم.أجواء التنمّر والافتراء على ألبانيز جعلت الأمم المتحدة في وضع دفاعي غير مريح دفعت المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك إلى التأكيد على ما هو معلوم بالضرورة، من أن «ألبانيز شأنها شأن جميع المقررين الخاصين للأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان خبيرة مستقلة في مجال حقوق الإنسان مُعيّنة من قِبَل مجلس حقوق الإنسان وتُقدّم تقاريرها إليه».ولعل ما زاد من غضب واشنطن وتوترها اتضاح أن ألبانيز ليست من النوع الذي يخاف أو يتراجع بعد ترهيبه، فهي لم تكتف بأن أعلنتها صارخة بأن «إسرائيل مسؤولة عن واحدة من أقسى جرائم الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث» بل وأنجز فريقها تحقيقا كاملا عن «اقتصاد الإبادة» حيث فضحت كل الشركات العالمية المؤيدة بشكل أو بآخر لإسرائيل في حربها الوحشية في غزة ودعتها للكف عن ذلك تحت طائلة ملاحقتها دوليا بتهمة المشاركة في كل ما لحق بالفلسطينيين من جرائم حرب مروّعة.ألبانيز التي تعهّدت بمواصلة عملها رغم العقوبات الأمريكية زادت مناوئيها غيظا حين قالت بعد الإعراب عن «صدمتها» للعقوبات التي فرضتها إدارة ترامب عليها أن «أصحاب النفوذ يحاولون إسكاتي لدفاعي عن من لا حول لهم ولا قوة وهذا ليس دليلاً على القوة بل دليل على الذنب» وأن «المسؤولين الأمريكيين استقبلوا نتنياهو ووقفوا إلى جانب شخص مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية» معتبرة أن «السبيل الوحيد للانتصار هو التخلص من الخوف والدفاع عن الفلسطينيين وحقهم في دولة مستقلة» ففي النهاية «لا أحد حر حتى تتحرر فلسطين»، كما قالت.هذه السيدة الرائعة، التي جسّدت فعلا مقولة من لا يخشى في الحق لومة لائم فسجّلت اسمها في التاريخ بأحرف من ذهب، لن تزيدها جائزة نوبل قيمة لأنها ظفرت أصلا بما هو أهم منها بكثير. أما ترامب فهو لا يستحقها في كل الأحوال، لكنه إن حدث ونالها فلن تزيد الناس إلا اقتناعا بأننا نعيش عالما منافقا ونذلا.كاتب وإعلامي تونسي
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يخطط لزيارة باكستان في سبتمبر
ترامب يخطط لزيارة باكستان في سبتمبر

السوسنة

timeمنذ 40 دقائق

  • السوسنة

ترامب يخطط لزيارة باكستان في سبتمبر

السوسنة - كشفت تقارير إعلامية في باكستان، الخميس، أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يعتزم زيارة البلاد في سبتمبر المقبل، في خطوة ستكون الأولى من نوعها لرئيس أميركي منذ زيارة الرئيس جورج دبليو بوش لباكستان في عام 2006.ونقلت محطتان تلفزيونيتان محليتان عن مصادر مطلعة أن الزيارة ستشمل أيضاً الهند، حيث من المتوقع أن يتوجه ترامب إليها بعد زيارته للعاصمة الباكستانية إسلام آباد.ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية تأكيد الخبر، قائلاً إنه "لا علم له بزيارة ترامب المزمعة"، في حين قال متحدث باسم السفارة الأميركية في إسلام آباد إن "ليس لدينا ما نعلنه حالياً"، مضيفاً أن أي تأكيد رسمي قد يصدر عن البيت الأبيض في وقت لاحق.وتأتي هذه الأنباء في أعقاب تحسن ملحوظ في العلاقات الأميركية-الباكستانية، خاصة بعد اللقاء غير المسبوق بين ترامب وقائد الجيش الباكستاني الفيلد مارشال عاصم منير، الذي جرى في البيت الأبيض الشهر الماضي.ومن جهة أخرى، تستعد الهند لاستضافة قمة "الحوار الأمني الرباعي" خلال العام الجاري، بمشاركة الولايات المتحدة، وأستراليا، واليابان، وهي قمة تركز على مواجهة النفوذ المتزايد للصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، غير أن موعد الاجتماع لم يُعلن بعد. اقرأ أيضاً:

تقييم أميركي: ضربة واحدة فقط دمّرت منشأة نووية إيرانية من بين ثلاث
تقييم أميركي: ضربة واحدة فقط دمّرت منشأة نووية إيرانية من بين ثلاث

خبرني

timeمنذ ساعة واحدة

  • خبرني

تقييم أميركي: ضربة واحدة فقط دمّرت منشأة نووية إيرانية من بين ثلاث

خبرني - ذكرت شبكة إن.بي.سي نيوز، الخميس، نقلا عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين مطلعين، أن تقييما أميركيا جديدا خلص إلى أن الضربات الأميركية في حزيران دمرت في الأغلب موقعا واحدا فقط من بين ثلاثة مواقع نووية إيرانية. وقالت إن الموقعين الآخرين لم يلحق بهما الحجم نفسه من الأضرار. وأشار تقرير الشبكة، نقلا عن مسؤولين حاليين، إلى أن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن الهجوم على منشأة فوردو النووية الإيرانية نجح في تأخير قدرات تخصيب اليورانيوم به بما يصل إلى عامين. وأضاف التقرير أن المنشأتين الأخريين لم تتضررا بالقدر نفسه، وربما تسبب الهجوم في إضعافهما فقط إلى درجة يمكن معها استئناف التخصيب في الأشهر القليلة القادمة إذا أرادت إيران ذلك. ولم يتسن لرويترز التحقق بعد من تقرير الشبكة. ولم يرد البيت الأبيض حتى الآن على طلب للتعليق. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي لشبكة إن.بي.سي نيوز في بيان "كما قال الرئيس وتحقق الخبراء، فإن عملية مطرقة منتصف الليل قضت تماما على قدرات إيران النووية". وقال شون بارنيل المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لشبكة إن.بي.سي إن الرئيس دونالد ترامب "كان واضحا والشعب الأميركي يعلم أن المنشآت النووية الإيرانية في فوردو وأصفهان ونطنز تم محوها بشكل كامل وكلي. لا شك في ذلك". وشنت الولايات المتحدة ضربات على المنشآت النووية الإيرانية الشهر الماضي، وقالت إن تلك المواقع جزء من برنامج موجه لتطوير أسلحة نووية. وتصر طهران على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية. وأشار تقييم أولي في حزيران من وكالة استخبارات الدفاع إلى أن الضربات ربما أدت فقط إلى تراجع البرنامج النووي الإيراني لأشهر. لكن مسؤولين في إدارة ترامب قالوا إن هذا التقييم ليس موثوقا به وتم تجاهله لحساب معلومات مخابرات ذكرت أن البرنامج النووي الإيراني تضرر بشدة.

ترمب يعتزم زيارة باكستان في أيلول
ترمب يعتزم زيارة باكستان في أيلول

خبرني

timeمنذ ساعة واحدة

  • خبرني

ترمب يعتزم زيارة باكستان في أيلول

خبرني - نقلت محطتان تلفزيونيتان في باكستان عن مصادر مطلعة قولها الخميس، إنه من المتوقع أن يزور الرئيس الأميركي دونالد ترمب البلاد في أيلول. وحال تأكيد الزيارة، ستكون الأولى لرئيس أميركي منذ ما يقرب من 20 عاما، عندما زار الرئيس جورج دبليو بوش باكستان عام 2006. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية إنه لا علم له بزيارة ترمب المزمعة. وذكرت المحطتان أن ترمب يعتزم زيارة الهند أيضا بعد وصوله إلى إسلام أباد في أيلول. وشهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان تحسنا كبيرا عندما استضاف ترمب قائد الجيش الباكستاني الفيلد مارشال عاصم منير في البيت الأبيض الشهر الماضي في اجتماع غير مسبوق. وقال متحدث باسم السفارة الأميركية في إسلام أباد: "ليس لدينا ما نعلنه"، وأضاف أن البيت الأبيض قد يصدر تأكيدا بشأن جدول زيارة الرئيس. ومن المقرر أن تستضيف الهند قمة ما يسمى بالحوار الأمني الرباعي الذي يعقد خلال العام الجاري، لكن لم يتم الإعلان بعد عن مواعيد الاجتماع. وتضم المجموعة الرباعية الولايات المتحدة والهند وأستراليا واليابان، وتركز على التصدي لنفوذ الصين المتنامي في منطقة المحيطين الهندي والهادي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store