
"أمباز" النجاة.. كيف تحول علف الحيوانات إلى غذاء لأطفال الفاشر؟
ففي الفاشر تطعم الأمهات أبناءهن بما تبقى من فتات الحياة في مواجهة يومية مع الجوع، فهنا الطعام ليس وسيلة للتغذية بل للبقاء، والطفولة تختزل في أجساد نحيلة وعيون مترقبة للخلاص، حيث تتحول أبسط تفاصيل العيش إلى معارك صامتة تخاض بأيد مثقلة باليأس.
وتقول أم كلثوم للجزيرة نت وهي تحدق في طفلها الهزيل "لم أعد أملك شيئا.. حتى علف الحيوانات أصبح نادرا، أطعمه وأنا أعلم أنه ليس طعاما، لكنه الخيار الوحيد. فهناك عشرات الأمهات حولي يقدمن لأطفالهن ما لا يؤكل عادة، فقط لإبقائهم على قيد الحياة".
منذ أبريل/نيسان 2024، تخضع مدينة الفاشر لحصار شامل فرضته قوات الدعم السريع، أغلقت خلاله الطرق وقطعت الإمدادات، مما عزلها عن محيطها، ومع مرور الوقت، تصاعدت الهجمات العسكرية لتشمل قصفا بالمدفعية الثقيلة واقتحامات برية استهدفت الأحياء السكنية والمرافق الحيوية.
ويأتي هذا التصعيد في سياق الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وحلفائه من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، مما فاقم الأوضاع الإنسانية في البلاد وجعل من الفاشر مركزا للأزمة المتفاقمة.
غياب التدخل الدولي
في ظل هذا الواقع، تواجه المدينة أزمة غذائية حادة دفعت بسوء التغذية إلى مستويات خطيرة، خاصة بين الأطفال وكبار السن، ومع غياب أي تدخل دولي فعال، بات المرفق الصحي الوحيد عاجزا عن الاستجابة، وسط نقص حاد في الأدوية والغذاء العلاجي وانهيار شبه كامل في الخدمات الطبية.
وتقول مدير عام وزارة الصحة بشمال دارفور ، الدكتورة خديجة موسى أحمد، في حديثها للجزيرة نت، إن الفاشر سجلت أكثر من 10 آلاف حالة إصابة بسوء التغذية منذ يناير/كانون الثاني وحتى نهاية يونيو/حزيران الماضي، معظمهم أطفال.
وأضافت أن فرق العلاج تمكنت من تقديم الرعاية الصحية لـ5,506 أطفال، بينما سجلت 15 حالة وفاة نتيجة تدهور الأوضاع الإنسانية، موضحة أن الحصار يعيق وصول الإمدادات الطبية والغذائية، مما يزيد من تفاقم الأزمة الصحية، خاصة مع تراجع قدرة المرافق على الاستجابة للحالات المتزايدة.
وفي تطور ميداني حديث، كشفت خديجة أن التقارير الصحية خلال الأسبوعين الماضيين سجلت دخول 4 حالات جديدة من الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد دون مضاعفات طبية، عولج معظمهم بنجاح، بينما توفي طفل واحد نتيجة المضاعفات.
وتندرج هذه الحالات ضمن برنامج العلاج الخارجي (OTP)، الذي سجل نسبة استجابة بلغت 82%، مع انسحاب 6 أطفال وبقاء 273 تحت المتابعة الطبية، أما برنامج علاج سوء التغذية الحاد بمضاعفات طبية (SC) فاستقبل خلال الأسبوع 35 حالة جديدة، تعافى منها 23 طفلا، بينما توفي طفل واحد، دون تسجيل حالات هروب أو عدم استجابة.
وفي برنامج التغذية الإضافية (TSFP) المخصص لسوء التغذية المتوسط، استقبلت 83 حالة جديدة، بينها 50 طفلا دون سن الخامسة و33 من النساء الحوامل والمرضعات، وتم علاج 81 حالة بنجاح، بينما انسحب 11 طفلا.
انهيار وشيك
وتحذر منظمات إنسانية من أن استمرار الحصار ينذر بانهيار كامل للنظام الصحي في ظل تصاعد معدلات سوء التغذية وغياب الدعم الدولي الكافي، مع تراجع قدرة المرافق الطبية على الاستجابة وارتفاع خطر دخول المدينة مرحلة المجاعة.
وفي 12 يوليو/تموز الماضي، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن شمال دارفور سجل علاج أكثر من 40 ألف طفل من سوء التغذية الحاد خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، وهو ضعف العدد المسجل في الفترة نفسها من العام الماضي، مما يعكس تفاقما غير مسبوق في الأزمة الغذائية.
وأشارت المنظمة إلى أن النزاع في الفاشر بلغ مستويات خطيرة، حيث حوصرت أحياء كاملة وقصفت مستشفيات وأغلقت الطرق، بينما تتعرض قوافل الإغاثة للنهب والهجمات المسلحة، مما جعل وصول المساعدات شبه مستحيل في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى الغذاء العلاجي والرعاية الطبية.
"أمباز" النجاة
في ظل انهيار الأسواق وغياب المواد الأساسية، ارتفعت أسعار الغذاء بشكل غير مسبوق، بحسب منظمات الإغاثة وناشطين في المطابخ الجماعية. ودفعت الندرة الحادة معظم التكايا إلى التوقف عن تقديم الوجبات اليومية، بعدما بات الحصول على الدقيق والزيت وحتى الماء تحديا هائلا.
يقول الناشط الإغاثي عبد الرحمن إسماعيل للجزيرة نت "كنا نطهو لأكثر من 300 شخص يوميا، الآن بالكاد نطعم 30. الأسعار تضاعفت، والدقيق والزيت أصبحا من السلع النادرة، وحتى الماء بات يشترى بأسعار لا تُحتمل".
ويضيف إسماعيل أن معظم المطابخ الجماعية أغلقت، بينما يعمل بعضها بشكل متقطع وسط محاولات يائسة لتوفير الحد الأدنى من الغذاء.
ومع اشتداد الأزمة، لجأ السكان إلى تناول "الأمباز"، مسحوق يُستخرج من بقايا بذور الفول السوداني والسمسم بعد عصرها لاستخراج الزيت، ويعاد طحنه لصنع عجينة تستخدم كوجبة اضطرارية. ورغم أنه يُستخدم عادة كعلف للحيوانات، فإنه أصبح وجبة رئيسية في مراكز الإيواء والتكايا.
ويضيف إسماعيل "الناس لم تعد تبحث عن الطعام، بل عن أي شيء يسد الرمق. الأمباز كان للحيوانات، واليوم أصبح للبشر. هذا ليس فقرا فقط، إنه انهيار كامل لمفهوم الحياة". ويشير إلى أن مخزون الأمباز نفسه بدأ ينفد، مما ينذر بكارثة غذائية وشيكة.
مأساة تتسع
ورغم المناشدات، لم تصل أي مساعدات دولية إلى المدينة، وسط اتهامات للجهات الدولية بالتقاعس عن التدخل وغياب التنسيق بين المنظمات العاملة في السودان.
وفي أحد مراكز الإيواء، تقول فاطمة، وهي أم لـ3 أطفال، للجزيرة نت "نغلي الماء ونخلط الأمباز، ثم ننتظر أن يهدأ الجوع. لا دواء، لا حليب، فقط الانتظار".
وتدعو الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى الإسراع في إسقاط مواد غذائية ودوائية عبر الجو، بعد أن أصبح الوصول البري مستحيلا، مؤكدة أن "الأطفال يموتون بصمت، ولا أحد يستجيب".
ومع استمرار الحصار وتفاقم الأزمة، يخشى مراقبون أن تتحول الفاشر إلى نموذج مأساوي لما قد تشهده مدن أخرى في السودان إذا لم يتم التحرك العاجل لكسر الحصار وفتح الممرات الإنسانية، فالمأساة هنا لا تهدد مدينة بعينها، بل تكشف هشاشة الاستجابة المحلية والدولية أمام كارثة تتسع يوما بعد يوم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 11 ساعات
- الجزيرة
مسؤولة أممية للجزيرة نت: الوضع الإنساني في اليمن مروّع والأطفال يموتون جوعا
صنعاء- كشفت مسؤولة أممية تمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2025 بنسبة 15% فقط، محذّرة من أن الوضع "مروع للغاية" وأن تقييمات أظهرت وفاة أطفال من الجوع في محافظة حجة شمال غربي البلاد. وفي حوار خاص للجزيرة نت، قالت مديرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" في اليمن بالإنابة السيدة روزاريا برونو، إن الأزمة تزداد سوءا يوما بعد يوم؛ إذ يحتاج أكثر من 19 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، ومن المتوقع أن يرتفع العدد هذا العام. وأفادت بأن تخفيض التمويل يجبر وكالات الإغاثة على تعليق البرامج الحيوية، مما يترك ملايين الأشخاص دون القدرة على الحصول على المساعدات المنقذة للأرواح التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة. ووفق برونو، من المتوقع أن يعاني 18.1 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد في وقت مبكر من شهر أيلول/سبتمبر المقبل، بمن فيهم 41 ألف شخص من المحتمل أن يواجهوا المجاعة (المرحلة 5 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي). وتحدثت المسؤولة الأممية إلى مراسل الجزيرة نت، عن تطورات وتحديات وواقع الوضع الإنساني. وإليكم الحوار كاملا: كيف تقيّمون الوضع الإنساني الحالي في اليمن في مختلف مستوياته؟ لا تزال أزمة اليمن واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، وتزداد سوءا يوما بعد يوم. في اليمن، يحتاج أكثر من 19 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة. ومن المتوقع أن يرتفع العدد هذا العام حيث الجوع والنزاعات والصدمات المناخية والتدهور الاقتصادي وانهيار الخدمات والتخفيض الكبير في التمويل الإنساني يهيء الظروف المثالية لمعاناة متزايدة. الوضع مروّع للغاية خاصة بالنسبة للفئات السكانية الأكثر ضعفا في اليمن، بمن فيهم النساء والفتيات والنازحون والأشخاص ذوو الإعاقة. يواجه 17.1 مليون شخص حاليا انعدام الأمن الغذائي الحاد، وسيرتفع هذا الرقم إلى 18.1 مليون شخص في الفترة من سبتمبر/أيلول إلى فبراير/شباط. 6.2 ملايين امرأة وفتاة معرضات لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي. 17 مليون شخص لا يحصلون على ما يكفيهم من المياه لتغطية احتياجاتهم اليومية الأساسية. 3.2 ملايين طفل غير ملتحقين بالمدارس. 38 % من المرافق الصحية تعمل جزئيا أو لا تعمل. ويحتاج أكثر من 19 مليون شخص إلى المساعدة الصحية. وصل انعدام الأمن الغذائي إلى مستويات قياسية خلال الأشهر الأخيرة، حيث أصبح في اليمن الآن ثالث أكبر أزمة جوع في العالم. وبالنيابة عن المجتمع الإنساني، تم دق ناقوس الخطر للمانحين والدول الأعضاء والمجتمع الدولي -بمن فيهم مجلس الأمن في 12 أغسطس/آب. إن بياناتنا واضحة، فمن المتوقع أن يعاني 18.1 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد في وقت مبكر من الشهر المقبل، بمن فيهم 41 ألف شخص من المحتمل أن يواجهوا المجاعة (المرحلة 5 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي). يعاني نصف أطفال اليمن دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، ويعاني نصفهم تقريبا من التقزم. وتعاني واحدة من كل أربع نساء حوامل-مرضعات من الهزال. وبلغ معدل انتشار عدم كفاية استهلاك الغذاء مستويات قياسية خلال الأشهر الماضية، حيث لم يتمكن 67% من السكان من تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية. يتم دفع الناس إلى تدابير يائسة لإطعام أسرهم ويتخذون خيارات شبه مستحيلة في هذه العملية؛ على سبيل المثال: تخطي وجبات الطعام. والتخلي عن احتياجات الرعاية الصحية من أجل دفع ثمن الطعام. وبيع أصول أساسية مثل الماشية والمأوى. لذلك، تجد ما يقارب 4 من كل 5 أسر نفسها بلا مدخرات للمزيد من التأقلم، و44% تستخدم إستراتيجيات التكيف الغذائية الصارمة. ومن المتوقع أن يرتفع العنف القائم على النوع الاجتماعي وعمالة الأطفال وزواج القاصرات في الأشهر المقبلة. خلف هذه الأرقام يقف أشخاص حقيقيون -آباء قد يفقدون أطفالهم قريبا بسبب الجوع، والعائلات التي ليس لديها مكان تلجأ إليه تتخلى عن وصولها إلى الطعام. في جلسة مجلس الأمن 12 أغسطس/آب 2025 هذا الأسبوع، قام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية برواية قصة أحمد البالغ من العمر 9 أشهر في مديرية عبس بمحافظة حجة، وهو الآن هزيل للغاية لدرجة أنه لا يستطيع الجلوس ويقل وزنه عن ثلثي الوزن الصحي. إنه واحد من ملايين صغار السن في اليمن الذين تطالهم وطأة هذه الأزمة. يواجه اليمن -مثل الأزمات الأخرى في العالم- تخفيضات كبيرة في تمويل الاستجابة الإنسانية. وبعد مرور أكثر من ثلثي عام 2025، تم تمويل النداء الإنساني من أجل اليمن بنسبة 15% فقط. تجبر هذه التخفيضات في التمويل وكالات الإغاثة على تعليق البرامج الحيوية، مما يترك ملايين الأشخاص دون القدرة على الحصول على المساعدات المنقذة للأرواح التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة. وفي هذا السياق، تظهر الأرقام أن: نصف مليون مزارع من أصحاب الحيازات الصغيرة الضعيفة يخاطرون بفقدان مصادر الغذاء والدخل الرئيسة، مما يزيد من الاعتماد على إستراتيجيات التكيف الضارة. قد يواجه ما يصل إلى 6 ملايين شخص حاليا (في المرحلة 4 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) انعدام الأمن الغذائي بشكل أكبر ابتداء من فبراير/شباط 2026. فقد ما يقرب من مليوني شخص من الفئات الضعيفة بالفعل إمكانية الوصول إلى خدمات الحماية المنقذة للأرواح. فقدت 921 ألف امرأة وفتاة بالفعل إمكانية الوصول إلى خدمات الحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي. تأثر أكثر من 450 مرفقا صحيا بخفض التمويل، ولا يمكنها تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية الكاملة. 2.2 مليون شخص معرضون لخطر فقدان الدعم للحصول على المياه النظيفة، وخدمات النظافة الصحية والصرف الصحي في حالات الطوارئ. هل هناك قطاعات معينة تأثرت أكثر من غيرها من نقص التمويل؟ تأثرت كافة القطاعات بتخفيض التمويل، مع وجود فجوات حادة خاصة في تدخلات الأمن الغذائي والتغذية، والمياه، والصرف الصحي والنظافة الصحية، والحماية، والمأوى، والمواد غير الغذائية. كيف كان تجاوب المجتمع الدولي مع دعواتكم الأخيرة للتغلب على الأزمة التمويلية؟ واصل العديد من المانحين دعمهم للاستجابة الإنسانية في اليمن أو حتى زاد من الدعم بشكل طفيف، ونحن ممتنون لهذا التضامن. ومع ذلك، فإن هذا على بعد أميال من مستويات التمويل التي نحتاجها لإنقاذ الأرواح على نطاق واسع. لا يوجد وقت نضيعه، كل دقيقة مهمة في السباق لمنع المزيد من التدهور في الوضع الإنساني. وفي إحدى مديريات محافظة حجة، وجد تقييم حديث للاحتياجات أن الأطفال قد ماتوا من الجوع. قام الشركاء في المجال الإنساني (الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية) بحشد تدخلات الاستجابة بسرعة لمعالجة الوضع في هذه المنطقة، لكننا نتوقع أن نرى المزيد من التقارير والمزيد من الوفيات المأساوية التي كان يمكن الوقاية منها إذا كان هناك زيادة سريعة وكبيرة في التمويل. هل لديكم خطط بديلة أو آليات جديدة تعتمدون عليها للتخفيف من حدة الأزمة مع تراجع المانحين؟ يبذل المجتمع الإنساني في اليمن كل ما في وسعه لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح بالتمويل المتاح لدينا. وكجزء من ذلك، أعطينا الأولوية في جهودنا للتركيز على التدخلات الأكثر أهمية المنقذة للأرواح لمن هم في أمس الحاجة إليها. هذا يمثل تحديا كبيرا لأنه يعني أن ملايين الأشخاص لا يتلقون المساعدة التي يحتاجونها. لكن هذه هي الحقيقة المرة الناجمة عن التخفيضات في التمويل. وفي الأمثلة على كيفية تكيّف العاملين في المجال الإنساني بسبب التخفيضات في التمويل: في الشهر الماضي، أطلق شركاء الأمن الغذائي خطة استجابة ذات أولوية عالية، مع إعطاء الأولوية للتدخلات العاجلة في المواقع التي تشهد أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية. تستهدف هذه الخطة 8.8 ملايين شخص وتتطلب 1.42 مليار دولار. ولأن الخطة تركز على المناطق الأكثر تضررا، فهذا يعني أن 2.3 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد لن يتلقوا المساعدة. ويأتي هذا بناء على الخطة ذات الأولوية للاستجابة الإنسانية الأوسع نطاقا، التي صدرت في مايو/أيار، بطلب 1.42 مليار دولار لتوفير التدخلات الأكثر إلحاحا لإنقاذ الأرواح لأكثر من 10 ملايين شخص. نعمل على تسريع تخصيص التمويل من خلال صندوق التمويل الإنساني في اليمن، الذي يوجه تمويل المانحين للتدخلات العاجلة المنقذة للأرواح، لا سيما من خلال الشركاء المحليين. أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في 12 أغسطس/آب، أنه سيتم الانتهاء من تخصيص مبلغ جديد قدره 20 مليون دولار في الأسابيع المقبلة لدعم التدخلات العاجلة في مجال الأمن الغذائي. ولا نزال ندعو إلى زيادة التمويل عاجلا. ونتفهم أن هناك العديد من الأزمات الحادة في جميع أنحاء العالم، لكن لا يمكن للمجتمع الدولي التخلي عن اليمن. بالإضافة إلى نقص التمويل، ما أبرز التحديات التي تواجه فرق "أوتشا" والشركاء في الوصول إلى المحتاجين؟ تمثل فجوات التمويل التحدي الأكبر للاستجابة الإنسانية في اليمن، لكنها ليست التحدي الوحيد. ولا تزال الجهات العاملة في المجال الإنساني في جميع أنحاء البلاد تتعامل مع قضايا أخرى. ولا يزال عشرات الموظفين من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني محتجزين لدى سلطات الأمر الواقع. ولا نزال نواجه أيضا قيودا على وصول المساعدات الإنسانية، بما فيها الصراع النشط، وحوادث العنف ضد العاملين في المجال الإنساني، والأصول والمرافق الإنسانية، والعوائق الإدارية. ونحن على اعتاب 19 أغسطس/آب "اليوم العالمي للعمل الإنساني"، وهو مناسبة لتكريم عمال الإغاثة الذين قتلوا أو أصيبوا أثناء أداء واجبهم، والدعوة إلى حمايتهم وحماية الأشخاص الذين يخدمونهم. العاملون في المجال الإنساني يجب ألّا يكونوا هدفا، في اليمن و السودان و غزة وفي أي مكان آخر في العالم.


الجزيرة
منذ يوم واحد
- الجزيرة
أطباء بلا حدود: 40 وفاة في السودان بأسوأ انتشار للكوليرا منذ سنوات
أعلنت منظمة أطباء بلا حدود تسجيل 40 وفاة بسبب الكوليرا في السودان في ظرف أسبوع واحد، مؤكدة أن البلاد تشهد حاليا أسوأ انتشار للمرض منذ سنوات مدفوعا بالحرب الراهنة. وأوضحت المنظمة -في بيان نشرته الخميس- أن الفرق التابعة لها عالجت أكثر من 2300 مريض بالكوليرا في إقليم دارفور وحده في مراكز تديرها وزارة الصحة، مشيرة إلى أن الناس يواجهون هذا الوباء كأزمة جديدة فوق معاناتهم السابقة جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين. ويعاني سكان دارفور غربي السودان من نقص حاد في المياه، مما يجعل اتباع إجراءات النظافة الأساسية مثل غسل الطعام والأواني أمرا شبه مستحيل. وأفادت المنظمة بأن منطقة "طويلة" في شمال دارفور هي الأسوأ حالا، حيث فر إليها حوالي 380 ألف شخص من القتال المستمر حول مدينة الفاشر ، وفقا للأمم المتحدة. وعالجت المنظمة مئات الحالات المصابة بالكوليرا بحلول نهاية يوليو/تموز الماضي أي بعد شهر واحد من بدء تعاملها مع هذا التفشي. وأشارت المنظمة إلى أن الناس لا يحصلون على أكثر من 3 لترات من الماء يوميا للفرد، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى للحالات الطارئة المحدد من قبل منظمة الصحة العالمية بـ7.5 لترات للشرب والطهي والنظافة. ومع ارتفاع عدد الحالات ونفاد الموارد، أكدت المنظمة الحاجة العاجلة لتوفير المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي للحد من الوفيات. وأفاد منسق مشروع أطباء بلا حدود سلفان بينيكو بأن العائلات في مخيمات النزوح تضطر إلى شرب المياه الملوثة مما يؤدي إلى إصابتهم بالكوليرا، مشيرا إلى أنه قبل أسبوعين عُثر على جثة في بئر داخل أحد المخيمات، واضطر الناس للشرب من نفس البئر بعد انتشال الجثة خلال يومين. أما رئيس بعثة أطباء بلا حدود في السودان تونا تركمان فأكد أنه على بعد حوالي 100 كيلومتر من مدينة طويلة، تم الإبلاغ عن حالات وتبين أن الوضع تجاوز حد الطوارئ. وشدد تركمان على أن التفشي الحاصل لوباء الكوليرا في السودان ينتشر "خارج المخيمات إلى مناطق متعددة داخل دارفور وخارجها". كما حذر تركمان المجتمع الدولي من أن التأخر في اتخاذ إجراءات عاجلة يكلف كل يوم أرواحا، معربا عن استعداد أطباء بلا حدود للتعاون مع وزارة الصحة السودانية واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية لتنفيذ حملات تطعيم جماعية في جميع أنحاء دارفور. وقبل عام، أعلنت وزارة الصحة السودانية رسميا عن تفشي الكوليرا في البلاد حيث تم تسجيل 99 ألفا و700 حالة مشتبه بها وأكثر من 2470 وفاة مرتبطة بالمرض حتى 11 أغسطس/آب الجاري.


الجزيرة
منذ 2 أيام
- الجزيرة
مليون طفل بغزة محرومون من التعليم ويكابدون الجوع والصدمات النفسية
كشف المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، عن حرمان نحو مليون طفل في قطاع غزة من التعليم وإصابتهم بأزمات نفسية عميقة، وسط استمرار الحصار والهجمات الإسرائيلية. وقال لازاريني في منشور على منصة "إكس" إن 100 طفل على الأقل توفوا في غزة بسبب سوء التغذية والجوع، وفقا لمؤسسة إنقاذ الطفل الدولية. وأشار إلى وجود ما لا يقل عن 17 ألف طفل غير مصحوبين بذويهم أو منفصلين عنهم. وفي السابع من أغسطس/آب الجاري، قالت منظمة " هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية إن الهجمات الإسرائيلية على المدارس في قطاع غزة ستساهم في تعطيل التعليم لسنوات عديدة، "إذ سيتطلب إصلاحها وإعادة بنائها الكثير من الموارد والوقت، مع ما يترتب على ذلك من آثار سلبية كبيرة على الأطفال وأولياء الأمور والمعلمين". ويوم الثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة بغزة ارتفاع حصيلة وفيات التجويع الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى 227 فلسطينيا بينهم 103 أطفال، بعد وفاة 5 أشخاص، بينهم طفلان، خلال 24 ساعة. ومنذ الثاني من مارس/آذار تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية، مما أدخل القطاع في حالة مجاعة، رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده، والسماح بدخول كميات محدودة لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين. وذكر لازاريني أن أكثر من 40 ألف طفل قتلوا أو أصيبوا جراء القصف والغارات الجوية الإسرائيلية، بحسب اليونيسيف. وتابع: "يبقى الأطفال أطفالا، ولا ينبغي لأحد أن يصمت حين يموتون أو يحرمون بوحشية من مستقبلهم، أينما كانوا، بما في ذلك في غزة". وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.