logo
بعد دراسة صاعقة عن الإسكندرية.. خبير يرد "فيها مغالطات"

بعد دراسة صاعقة عن الإسكندرية.. خبير يرد "فيها مغالطات"

العربية٢٤-٠٢-٢٠٢٥

بعدما رجحت دراسة علمية حديثة صاعقة انهيار أكثر من 7000 عقار في مدينة الإسكندرية بفعل عوامل مناخية وغيرها، رد خبير جيولوجي مصري معتبراً أنها حملت عدة مغالطات.
وقال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، لـ"العربية.نت"، إن الدراسة تعد "مبالغة وليّ للحقائق"، مشيراً إلى أن فيها مغالطات بشكل كبير.
ليس بالرقم المرعب
كما أضاف أن الدراسة ذكرت أنه على مدار السنوات الماضية انهار 270 مبنى بالإسكندرية فيما يوجد في المدينة الساحلية أكثر من نصف مليون مبنى على الأقل، وبالتالي فإن 270 ليس بالرقم المرعب لأن غالبيتها مبان قديمة.
وأوضح أن العديد من الأهالي لا يملكون القدرة المادية لإعادة البناء مجدداً، فضلاً عن صدور قرار بإزالة بعض المباني غير أنه لم يتم تنفيذه لاعتبارات اجتماعية.
كما أشار إلى أن الدراسة لم تحدد مواصفات المباني التي انهارت، إن كانت كبيرة أم قديمة أم بسيطة لم يتم بناؤها بشكل مدروس. وتساءل: "هل الإسكندرية هي فقط التي توجد فيها مبانٍ منهارة أم أن هناك مباني انهارت في محافظات أخرى كالقاهرة وغيرها؟.
كذلك أردف أن البحث ربط السقوط والانهيار بالارتفاع عن سطح البحر، معتبراً أنه كان من الأولى أن تكون المباني الموجودة على الشاطئ أكثر تأثراً من تلك الداخلية وهذا ما لم يحدث على أرض الواقع، فالمباني المنهارة تبعد عن الشاطئ وكلها داخلية.
خرائط غير دقيقة
ولفت شراقي إلى أن الدراسة ضمت خرائط لسنة 1887 وخط الشاطئ في خمسينات القرن الماضي وخرائط لعام 2021 وأخرى حالية، مشيراً إلى أن هذه الخرائط تم عملها بالفوتوشوب وبرنامج GIS، أي أنها مصنوعة باليد وليست صورة لنفس المنطقة على فترات زمنية مختلفة لتظهر الفروقات على مر العصور.
فيما استغرب كيفية حصول الدراسة على بيانات عام 1887، متسائلاً: "هل توفرت صورة بالأقمار الصناعية للإسكندرية في ذلك التوقيت؟". إذ أوضح أنه لا يوجد مثل هذه الدقة التي أشارت إليها الخرائط المستخدمة التي استعانت بها الدراسة، لذلك فقد بنيت من الأساس على خرائط غير دقيقة.
إلى ذلك، شدد على أن الأرقام فيها مبالغة، مؤكداً أن تآكل الشواطئ متواجد في كل العالم، والدراسة قامت بربط ذلك بالسد العالي، حيث تشير إلى أن بناء السد العالي زاد التآكل في المباني لعدم وصول الرواسب والطمي لكن هذا يعد "ليّ للحقائق وغير دقيق".
كما مضى قائلاً: "نعم الطمي لم يتواجد بكثافة إلا أنه في بعض المناطق المحدودة بمدينتي رأس البر ورشيد حدث تآكل للشواطئ لكن لـ100 أو 200 متر. أما بالنسبة لمدينة الإسكندرية فالكورنيش ما زال على وضعه منذ الخمسينات، لذلك فإن أرقام الدراسة فيها مبالغة واضحة".
حاجز صخري
وأكد الخبير الجيولوجي أن "الإسكندرية مبنية على حاجز صخري مرتفع واختيار بنائها من أيام الإسكندر الأكبر أمر عظيم وممتاز للموقع، إذ أنه موقع عبقري، حيث تم اختيار أعلى مكان في المنطقة. فضلاً عن أن الإسكندرية فيها 5 حواجز للبحر قديمة من آلاف السنين".
كما استطرد قائلاً إن "الإسكندرية من أول منطقة أبوقير مرتفعة 5 أمتار وتصل إلى 30 متراً عند منطقة الميناء إنما جنوب الإسكندرية نعم منخفضة. لكنها كمدينة تم بناؤها مرتفعة عن سطح البحر على الأقل 5 أمتار إلى أن تصل إلى 30 متراً في الغرب، لذلك أرى أيضاً مبالغة في الدراسة".
ظروف المناخ وارتفاع مستوى سطح البحر
كذلك لفت إلى أن ربط الدراسة للظروف المناخية وارتفاع مستوى سطح البحر هو ما سيؤدي في النهاية إلى سقوط المباني هي فرضية غير دقيقة، مؤكداً: "نعم لها تأثير لكن ليس لهذه الدرجة، إذ تم قياس ارتفاع منسوب سطح البحر خلال السنوات الماضية، وفي بعض المناطق التي فيها تعرية كمدينة رشيد تم وضع حواجز وكتل إسمنتية ضخمة للحماية، وفي الإسكندرية أيضاً تم وضع كتل أسمنتية ضخمة لكسر الأمواج".
وأشار إلى أن الدراسة ربطت بين انهيار المباني وبين النوات والتغير المناخي وهو ربط غير دقيق، قائلاً: "صحيح أن العالم كله يتحدث عن التغيرات المناخية لكن من أين أتى ذلك الربط؟".
مئات آلاف المخالفات
كما شدد على أن هناك مباني سقطت بالفعل لقدمها الشديد وبناؤها بشكل مخالف للمواصفات الفنية، مؤكداً أن "المباني التي سقطت نادراً ما نجدها على الكورنيش وربما ترجع لفساد مواد البناء أو الأخطاء الهندسية".
كذلك بيّن أن هناك عدداً ضخماً من المخالفات بالمباني في مدينتي الإسكندرية والبحيرة، موضحاً أن البناء تم قديماً بدون دراسة وبالتالي فهناك مباني مخالفة فنياً، وقد يصل عدد المخالفات إلى مئات الآلاف، مشيراً إلى أن ضعف الإمكانات يؤدي إلى البعد عن المواصفات الهندسية الصحيحة المدروسة.
فيما ختم مؤكداً أنه تم استخدام بعض الحقائق في الدراسة لكنها بالغت وبشدة في نتائجها.
تفاصيل الدراسة
يذكر أن الدراسة العلمية التي نشرت مؤخراً في مجلة Earth's Future الدولية المتخصصة بالدراسات المناخية تحدثت عن زيادة كبيرة في انهيار المباني الساحلية في مدينة الإسكندرية خلال العقدين الماضيين. وأوضحت أن زيادة تآكل السواحل وارتفاع مستوى سطح البحر خلال الأربعين عاماً الماضية شكلت عوامل رئيسية ساهمت في تزايد الانهيارات الهيكلية للمباني بسبب التآكل السريع للأساسات.
كما أشارت إلى أن تلك الظاهرة تتزايد بسبب زيادة الكثافة العمرانية، ما يؤدي إلى تسارع تسلل مياه البحر لطبقات المياه الجوفية الساحلية، ما يرفع مستوياتها في الشريط الساحلي إلى أن تصل للأساسات وتضعفها بالتآكل.
إلى ذلك، أفادت بأن أكثر من 7,000 مبنى معرض حالياً للخطر، مضيفة أن معدلات السقوط زادت من عقار واحد في السنة إلى أكثر من 40.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الدكتوراه في التنمية المُستدامة لـ محمد الحسني من جامعة القاهرة
الدكتوراه في التنمية المُستدامة لـ محمد الحسني من جامعة القاهرة

غرب الإخبارية

timeمنذ 6 أيام

  • غرب الإخبارية

الدكتوراه في التنمية المُستدامة لـ محمد الحسني من جامعة القاهرة

المصدر - حصل الأُستاذ محمد بن إبراهيم بن جعدان الحسني يوم أمس الأحد ١٨ مايو ٢٠٢٥م على درجة دكتور الفلسفة في التربية في قسم المناهج وطرق تدريس العلوم من كليّة الدراسات العُليا للتربية بجامعة القاهرة في جمهورية مِصر العربية. حيثِ عنوّن رسالته:( برنامج تدريبي مُقترح قائم على أبعاد التنمية المُستدامة لتنمية الأداء التدريسي، والوعي البيئي، لدى معلمي الكيمياء بالمرحلة الثانوية في المملكة العربية السعودية)، بتقدير ممتاز مع التوصية بتبادل الرسالة بين الجامعات. ويعدُّ الدكتور محمد الحسني واحدًا من أبرز القيادات العلمية التربوية في الميدان التربوي التعليمي، وواحدًا من وجهاء المُجتمع المحلي، في مُحافظة القنفذة بمنطقة مكةَ المُكرمة، حيثُ شغل العديد من المناصب الإدارية في إدارة تعليم القنفذة مُتنقلًا بين أقسامها وإداراتها، كان أخرها مُشرفًا لدعم التميز بالإدارة العامة للتعليم بمكة المكرمة. أُسرةَ صحيفة "غرب الإخبارية" تُبارك لـ الدكتور محمد الحسني، هذه المُناسبة، داعيين الله تعالى له مزيدًا من التفوق والتوفيق، والرفعة والعلو، والسداد والتسديد.

خبير يحذر من ارتدادات بعد الهزة الأرضية التي ضربت مصر
خبير يحذر من ارتدادات بعد الهزة الأرضية التي ضربت مصر

صدى الالكترونية

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • صدى الالكترونية

خبير يحذر من ارتدادات بعد الهزة الأرضية التي ضربت مصر

كشف الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة في مصر ، عن تفاصيل الزلزال الذي ضرب جزيرة كريت اليونانية وشعر به سكان مصر. ‎وقال الخبير المصري :'منطقة شرق المتوسط شهدت صباح اليوم الأربعاء في تمام الساعة 1:51 صباحا بتوقيت القاهرة زلزالا شرق جزيرة كـريـت بقوة حوالي 6.1 – 6.3 درجة على مقياس ريختر، على عمق كبير نسبيا بالنسبة للبحر المتوسط وهو 76 كم، مما يخفف من تأثيره، ولكن تتسع دائرة انتشار الموجات الزلزالية، ولذلك شعرنا به بوضوح في مصر كما شعر به تقريبا كل سكان شرق المتوسط'٠ ‎وأضاف أ'تأثير الزلزال يقل بزيادة المسافة أيضا، ويبعد الزلزال عن الإسكندرية بحوالي 500 كلم، إلا أنه أحيانا يحدث تسونامي بعد الزلازل القوية والتي تكون قوتها أكبر من 6.5 درجة والتي تحدث في البحار أو المحيطات، حيث من المتوقع أن تكون له توابع خفيفة'٠ ‎وأشار إلى أن الزلزال الأخير يقع عند التقاء الصفيحتين التكتونيتين الأفريقية والأوروآسيوية، وهي منطقة زلالزل يومية تتراوح بين 2 – 4 درجة.

تحذير من ارتدادات زلزال مصر
تحذير من ارتدادات زلزال مصر

صحيفة المواطن

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • صحيفة المواطن

تحذير من ارتدادات زلزال مصر

حذر خبير مصري من اتساع دائرة انتشار الموجات الزلزالية، مع وقوع هزات أرضية متكررة بمنطقة شرق المتوسط وسواحل اليونان قبالة السواحل المصرية، وذلك بعد الهزة الأخيرة التي شعر بها المصريون في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، والتي جاءت بقوة 6.1 درجة، بحسب ما أعلن معهد الزلازل الأميركي. وكشف الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عن تفاصيل الزلزال الذي ضرب جزيرة كريت اليونانية وشعر به سكان محافظات مصر. وقال الخبير المصري في تصريحات لـ'العربية.نت/الحدث.نت'، إن منطقة شرق المتوسط شهدت صباح اليوم الأربعاء في تمام الساعة 1:51 صباحا بتوقيت القاهرة زلزالا شرق جزيرة كـريـت بقوة حوالي 6.1 – 6.3 درجة على مقياس ريختر، على عمق كبير نسبيا بالنسبة للبحر المتوسط وهو 76 كم، مما يخفف من تأثيره، ولكن تتسع دائرة انتشار الموجات الزلزالية، ولذلك شعرنا به بوضوح في مصر كما شعر به تقريبا كل سكان شرق المتوسط. وأضاف أن تأثير الزلزال يقل بزيادة المسافة أيضا، ويبعد الزلزال عن الإسكندرية بحوالي 500 كلم، إلا أنه أحيانا يحدث تسونامي بعد الزلازل القوية والتي تكون قوتها أكبر من 6.5 درجة والتي تحدث في البحار أو المحيطات، حيث من المتوقع أن تكون له توابع خفيفة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store