
نظريات رينيه جيرار.. أداة سياسية بأيدي النخبة المحافظة الأميركية
وبينما ظل جيرار مجهولًا نسبيًا في موطنه فرنسا، تشهد أعماله نهضة فكرية غير متوقعة عبر المحيط الأطلسي، حيث تبنّتها شخصيات مؤثرة، مثل نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، ورجل الأعمال المقرب من ترامب بيتر ثيل.
فكيف تحولت نظريات جيرار حول "العنف التقليدي" و"رغبة المحاكاة" وآلية كبش الفداء إلى أدوات سياسية في أيدي النخبة المحافظة الأميركية؟
جسّد جيه دي فانس، نائب الرئيس ترامب، الجيل الجديد من اليمين الأميركي الذي تبنى بقوة الفكر الجيراري؛ فقد تأثر فانس بشدة بأطروحات الفيلسوف الفرنسي، لدرجة أنه جعل من نظرية "كبش الفداء" مفتاحًا لقراءة السياسة الأميركية المعاصرة.
تأثير جيرار لم يقتصر على الجانب الفكري لفانس، بل امتد ليشمل قناعاته الدينية أيضًا؛ فقد صرّح فانس بأن اكتشافه نظرية "كبش الفداء" لدى جيرار، من خلال كتاب "العنف والمقدّس" كان سببًا رئيسيًا في عودته إلى الإيمان الديني
وفي مقال نُشر في صحيفة "ذي لمب ماغازين" (the lamp magazine) أبريل/ نيسان 2020 بعنوان: "كيف التحقت بالمقاومة"، أوضح فانس أن نظرية "كبش الفداء" لرينيه جيرار ساعدته على فهم صعود الاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة بشكل أعمق وأشمل.
"عندما يكون المجتمع في أزمة عميقة، يبحث دائمًا عن مذنب يحمّله مسؤولية الأزمة. اليوم، النخبة الليبرالية تلعب هذا الدور التاريخي".. هذه القراءة النظرية دمجها فانس بشكل عملي في حملته الانتخابية وعمله السياسي اليومي، منددًا بانتظام بـ"النخب المنقطعة عن الواقع" وداعيًا للعودة إلى التقاليد الأصيلة والتضامن المجتمعي الحقيقي.
كذلك، يشرح فانس كيف أن اكتشاف النصوص الفلسفية لرينيه جيرار، وهو طالب في جامعة ييل، غيّر رؤيته الجذرية للعالم، ودفعه للانخراط بقوة في السياسة. وهو ما يشرحه في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" حيث يقول: "جيرار جعلني أفهم أن الصراع في قلب الحياة الاجتماعية، وأن السياسة تتمثل غالبًا في تعيين المذنبين لاستعادة الوحدة الاجتماعية".
كما أضاف في تصريح أدلى به في مقابلة مع إذاعة فرانس كولتير الفرنسية قائلًا: "قراءتي لجيرار كانت وحيًا حقيقيًا.. فهمت أن السياسة ليست مجرد مسألة برامج أو أفكار مجردة، بل هي أيضًا رغبة وتنافس وعنف".
على أن تأثير جيرار لم يقتصر على الجانب الفكري لفانس، بل امتد ليشمل قناعاته الدينية أيضًا؛ فقد صرّح فانس بأن اكتشافه نظرية "كبش الفداء" لدى جيرار، من خلال كتاب "العنف والمقدّس" كان سببًا رئيسيًا في عودته إلى الإيمان الديني واعتناقه الكاثوليكية 2019.
للإشارة، اليمين المؤيد لترامب استغل تشاؤم جيرار حيال الديمقراطية والعصر الحديث، الذي يرى فيه فقدانًا للأسس الثقافية والدينية القديمة، ليؤكد أن الديمقراطية الليبرالية، من خلال إضعاف الأطر الأخلاقية والاجتماعية التقليدية، قد أدت إلى فوضى محاكاتية. هذه النخبة المحافظة ترى أن هذه الفوضى لا يمكن السيطرة عليها إلا من خلال التأكيد على سلطة قوية وقيم روحية ودينية عليا.
كذلك، يُعتبر بيتر ثيل، رجل الأعمال والمستثمر المعروف، أحد أهم نواقل الفكر الجيراري إلى النخبة المحافظة الأميركية؛ فهو طالب سابق لجيرار في جامعة ستانفورد، تأثر بأطروحات الفيلسوف الفرنسي فأصبح أداة ترويج مؤثرة لفكر أستاذه، بل تجاوز ذلك إلى تمويل الدراسات والجمعيات المكرّسة لأعمال الفيلسوف بسخاء لافت للانتباه، من أهمها موقع إيمتاتيو باللغة الإنجليزية وموقع رينيه جيرار باللغة الفرنسية.
في مقابلة مهمة مع الباحث الفرنسي دانيال لانس عام 2009، نُشرت مقتطفات منها على منصة يوتيوب، وصف ثيل الفيلسوف الفرنسي جيرار بأنه "أحد أواخر العلماء الموسوعيين العظام"، مؤكدًا أن عمق فكره وثراء نظرياته لم يُقدَّرا بعد حق قدرهما في الأوساط الأكاديمية والفكرية. وأوضح ثيل أن جيرار ترك أثرًا عميقًا وجذريًا على رؤيته للعالم، خاصة من خلال فهمه المتقدم للعنف التقليدي وآلية كبش الفداء.
ولم يتردد ثيل في تطبيق هذه المفاهيم النظرية على إستراتيجيته العملية كمستثمر ومدير أعمال، حيث يرى في التنافس التقليدي محركًا أساسيًا للابتكار والمنافسة الاقتصادية الشرسة. لكنه ذهب أبعد من ذلك بكثير، حيث نقل هذا الفكر إلى المجال السياسي بطريقة منهجية ومدروسة.
في مقابلة مطوّلة مع صحيفة "نيويورك تايمز"، يشرح ثيل أن جيرار أثّر بشكل جوهري على إستراتيجيته كمستثمر محنّك، وأيضًا على رؤيته السياسية الشاملة.. "في عالم يريد فيه الجميع بالضبط نفس الأشياء، يجب معرفة كيفية تحديد المحركات الحقيقية للصراع، وتمييز كباش الفداء الحقيقيين من المزيفين". هذا النهج الفكري المتطور نقله بعناية إلى صديقه المقّرب جيه دي فانس، الذي جعل من جيرار مرجعًا لا غنى عنه ولا بديل له في مساره الفكري والسياسي.
سيطرة الفكر الجيراري على اليمين المؤيد لترامب لا يحظى بالإجماع في الأوساط الأكاديمية والفكرية؛ فالعديد من المختصين البارزين ندّدوا بالتوظيف المسيء والمنحرف لمفاهيم جيرار الأصلية.
وفي مقال علمي مهم نُشر في المجلة الفرنسية "إسبري"، يشرح برنارد بيريه، الباحث في علم الاجتماع: "جيرار لم يرد أبدًا إضفاء الشرعية على الاستقطاب المدمر أو تعيين كباش الفداء كحل سياسي جاهز، بل على العكس تمامًا، كان يحذر باستمرار من مخاطر العنف الجماعي المدمرة"، مضيفًا أن استيلاء معسكر ترامب على إرث جيرار يقع في إطار ما سماه بـ"التلاعب الفكري المقصود"؛ فالمفاهيم الأساسية تُستخرج عمدًا من سياقها الأصلي وتُستخدم لأغراض حزبية ضيقة، بعيدًا كل البعد عن تعقيد العمل الأصلي وعمقه الفلسفي.
مفكرون آخرون، مثل الفيلسوف الفرنسي بيير أزو، يؤكدون أن نظرية كبش الفداء، رغم كونها محورية ومركزية في فكر جيرار، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تخدم تبرير الاستقطاب السياسي المدمر.. "جيرار أراد بوضوح فهم العنف وتحليله، وليس تشجيعه أو تبريره. استخدام أفكاره النبيلة لتعيين الخصم السياسي ككبش فداء يعني خيانة حقيقية وصارخة لروح فكره الأصيل".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
تأييد حكومي وتحذيرات اقتصادية بعد الاتفاق التجاري الأميركي الأوروبي
تباينت الردود الأوروبية أمس الأحد بشأن الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بين داعمين ورافضين له. ففي فرنسا، قال الوزير الفرنسي المنتدب للشؤون الأوروبية بنجامان حداد إن الاتفاق التجاري الذي تفاوضت المفوضية الأوروبية بشأنه مع الولايات المتحدة "سيوفر استقرارا موقتا للأطراف الاقتصادية المهددة بالتصعيد الجمركي الأميركي، لكنه غير متوازن". بدورها، نددت أحزاب المعارضة بالاتفاق، معتبرة أنه يقوض السيادة الفرنسية. وقالت رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب التجمع الوطني (أقصى اليمين) مارين لوبان إن الاتفاق "فشل سياسي واقتصادي وأخلاقي"، مشيرة إلى أن المفوضية الأوروبية قبلت بنودا غير متكافئة ما كانت فرنسا، "في ظل سلطة تنفيذية وطنية، لتقبلها أبدا". وصدر موقف مماثل من أقصى اليسار، إذ اعتبر زعيم حزب " فرنسا الأبية" جان لوك ميلانشون أنه "تم التنازل في كل شيء لترامب". كما اعتبر الأمين العام للحزب الاشتراكي (يسار)، عضو البرلمان الأوروبي بيار جوفيه، أن الاتفاق المبرم يكرس "التبعية"، مؤكدا أن المفوضية الأوروبية ضحت بوظائف الأوروبيين وإنتاجهم وبيئتهم من خلال وعدها باستثمارات بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة وشراء الغاز الطبيعي المسال. من جهتها، رحبت ألمانيا بالاتفاق، معتبرة أنه يجنب تصعيدا غير ضروري في العلاقات التجارية عبر الأطلسي. وقال المستشار الألماني فريدريش ميرتس "يساعد هذا الاتفاق في تجنب نزاع تجاري كان من شأنه أن يؤثر بشدة على الاقتصاد الألماني"، معربا عن ارتياحه خصوصا بشأن قطاع صناعة السيارات "حيث سيتم خفض الرسوم الجمركية الحالية البالغة 27.5% إلى النصف تقريبا، لتغدو 15%". لكن اتحاد الصناعات الألمانية حذر من "تداعيات سلبية كبيرة على الصناعة" للرسوم الجمركية البالغة 15% التي ينص عليها الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وقال الاتحاد في بيان إن "هذا الاتفاق يمثل تسوية غير كافية ويرسل إشارة كارثية للاقتصاد المترابط بشكل وثيق على جانبي الأطلسي"، مضيفا أن "الاتحاد الأوروبي يقبل رسوما جمركية مؤلمة" من شأنها أن "تكون لها تداعيات سلبية كبيرة على الصناعة الألمانية المعتمدة بشكل كبير على التصدير". كذلك حذرت جمعية التجارة الكيميائية الألمانية واتحاد المصدرين الألمان ومعهد إيفو الاقتصادي من الاتفاق، معتبرين أنه يمثل "تسوية مؤلمة وإهانة للاتحاد الأوروبي". بانتظار التفاصيل وفي إيطاليا، اعتبرت رئيسة الوزراء جورجا ميلوني الاتفاق إيجابيا، مردفة أنه لا يمكنها إصدار حكم أفضل حتى ترى التفاصيل. وأوردت ميلوني ونائباها أنطونيو تاياني وماتيو سالفيني في بيان مشترك "ترحب الحكومة الإيطالية بالاتفاق الذي يجنب حربا تجارية داخل الغرب ذات عواقب لا يمكن التنبؤ بها". وأضاف البيان أن الاتفاق يضمن "الاستقرار، وهو جانب أساسي للعلاقات بين الأنظمة الاقتصادية والشركات المترابطة للغاية"، معتبرا أن الرسوم الجمركية البالغة 15% "يمكن تحملها". وأكد المسؤولون الثلاثة أنهم مستعدون "لتفعيل إجراءات دعم على المستوى الوطني" للقطاعات الاقتصادية التي ستعاني أكثر من غيرها، لكنهم دعوا أيضا إلى اتخاذ إجراءات "على المستوى الأوروبي". اتفاق بحاجة إلى مصادقة وتوصل الرئيس الأميركي ورئيسة المفوضية الأوروبية إلى اتفاق تجاري في تيرنبري بأسكتلندا الأحد بعد اجتماع قصير. واعتبرت فون دير لاين أن الاتفاق سيؤدي إلى تنوع مصادر إمدادات أوروبا من الطاقة ويسهم في أمنها، قائلة "سنستبدل بالغاز والنفط الروسيين مشتريات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال والنفط والوقود النووي الأميركي". وأضافت "نريد التخلص تماما من الوقود الأحفوري الروسي"، مشيرة إلى أنه من الأفضل شراء الغاز الطبيعي المسال "بأسعار أقل وأفضل" من الولايات المتحدة. ينص الاتفاق على فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة تشمل قطاع السيارات الحيوي في التكتل الذي يخضع حاليا لرسوم أميركية بنسبة 25%. كما ينص الاتفاق على التزام الاتحاد الأوروبي بشراء منتجات طاقية أميركية بقيمة 750 مليار دولار مقسمة بالتساوي على 3 سنوات، واستثمار 600 مليار دولار إضافية في الولايات المتحدة. ولا يزال الاتفاق الذي لم تُعرف تفاصيله الكاملة بعد، يحتاج إلى مصادقة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
حكومة ترامب تلجأ للذكاء الاصطناعي لحذف 100 ألف قانون فدرالي
تنوي إدارة الكفاءة الحكومية التابعة لحكومة ترامب أن تعتمد على الذكاء الاصطناعي من أجل تحديد القوانين الفدرالية التي يجب إلغاؤها بحلول الذكرى السنوية القادمة لتولي ترامب مقاليد الحكم، وذلك وفق أحدث تقرير نشرته "واشنطن بوست". ويشير التقرير إلى أن إدارة ترامب استخدمت الأداة التي يطلق عليها "أداة الذكاء الاصطناعي دوج لاتخاذ القرار بشأن إلغاء القوانين" (DOGE AI Deregulation Decision Tool) بالفعل، وذلك في مراجعة 1083 قانونا ضمن وزارة الإسكان والتنمية الحضرية في أقل من أسبوعين. وتهدف إدارة الكفاءة لاستخدام الأداة الجديدة في مراجعة أكثر من 200 ألف قانون فدرالي بهدف خفضها إلى 100 ألف قانون ضمن مساعيها لتعزيز أداء الحكومة وخفض التكاليف. إذ ترى الإدارة أن هذه الخطوة تخفض متطلبات الامتثال وبالتالي تخفض الميزانية الفدرالية، موفرة بذلك تريليونات الدولارات للحكومة الأميركية، وذلك وفق مستندات راجعتها صحيفة "واشنطن بوست". وتعد الأداة الجديدة من المشاريع التي بدأها إيلون ماسك في إدارة الكفاءة قبل أن يترك منصبه فيها، إذ تم تطويرها داخليا من قبل فرق مبرمجين جلبهم ماسك ضمن مشاريعه، وذلك وفق مصادر رفضت الكشف عن هويتها لصحيفة "واشنطن بوست". ومن جانبها لم تنف الحكومة الأميركية أو تؤكد الاعتماد على هذه الأداة بشكل مباشر، إذ أوضح المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض هاريسون فيلدز للصحيفة أن جميع الحلول قيد الدراسة من أجل تحقيق رؤية الرئيس في خفض عدد القوانين. وأشار إلى أن الحكومة لم توافق بعد على خطة نهائية، مؤكدا أن المشروع ما زال في مراحله المبكرة ويجري تنفيذه بالتشاور مع البيت الأبيض مباشرة، خاصة وأن خبراء إدارة الكفاءة هم الأفضل والأكفأ في قطاعات الأعمال وهم يشرعون في عملية تحول لم يسبق لها مثيل لأنظمة وعمليات الحكومة. وعزز المتحدث الرسمي باسم وزارة الإسكان والتنمية الحضرية بيان فيلدز، مؤكدا أن وزارته لم تتخذ بعد قرار حول استخدام الذكاء الاصطناعي من عدمه، وأن المشاورات ما زالت جارية لجعل الوزارة أكثر كفاءة، وذلك وفق تقرير "واشنطن بوست". ويؤكد التقرير أن الهدف من استخدام الذكاء الاصطناعي هو تسريع الوصول إلى القرارات اللازمة بشأن القوانين المختلفة ومراجعتها، كما أنه يتسق بشكل مباشر مع مساعي حكومة ترامب العامة في استخدامه بشتى المجالات، بدءا من مكافحة الجريمة حتى الضرائب. ورغم أن سلطة إدارة الكفاءة تراجعت كثيرا بعد مغادرة إيلون ماسك، فإن تركيزها ظل على أوامر ترامب لخفض عدد القوانين، إذ يحتفظ البيت الأبيض بأدوات تتبع داخلي لمراقبة مدى سرعة التزام الوكالات بأوامر ترامب، وفق ما جاء في التقرير. ويشير التقرير إلى أن إدارة الكفاءات أمهلت الوكالات الحكومية المختلفة حتى الأول من سبتمبر/أيلول من أجل الوصول إلى قائمة أولية للقوانين التي ترغب في حذفها، على أن تستغل الفترة الحالية في تدريب موظفي هذه الوكالات على الأداة الجديدة.


الجزيرة
منذ 6 ساعات
- الجزيرة
أهم البنود في الاتفاق التجاري بين أميركا والاتحاد الأوروبي
توصلت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق تجاري إطاري الأحد، مما أنهى حالة من الغموض كان تثقل كاهل الصناعات والمستهلكين على جانبي الأطلسي خلال الشهور الماضية. وفيما يلي البنود الرئيسية للاتفاق: ستخضع جميع صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة تقريبا لرسوم جمركية أساسية بنسبة 15%، ومنها السيارات التي تُفرض عليها الآن رسوم 27.5%، إضافة إلى أشباه الموصلات والأدوية. والرسوم البالغة 15% هي الحد الأقصى ولن تُضاف إلى أي رسوم قائمة. مع ذلك، ستعلن الولايات المتحدة نتائج تحقيقاتها التجارية (البند 232) خلال أسبوعين وستتخذ قرارا منفصلا بشأن الرسوم الجمركية على الرقائق الإلكترونية والأدوية. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن أي قرارات أميركية لاحقة بشأن هذه القطاعات ستكون "في ورقة مختلفة". لن تفرض الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أي رسوم جمركية على جميع الطائرات ومكوناتها وبعض المواد الكيميائية وبعض الأدوية المقلدة التي لا تحمل اسما تجاريا ومعدات أشباه الموصلات وبعض المنتجات الزراعية والموارد الطبيعية والمواد الخام الأساسية. وستُضاف منتجات أخرى لاحقا، أما بالنسبة للمشروبات الكحولية فلم يُحدد وضعها بعد. ستبقى الرسوم الجمركية على صادرات أوروبا من الصلب والألومنيوم عند 50%، لكن فون دير لاين قالت إن هذه الرسوم ستخفض لاحقا وسوف تستبدل بنظام الحصص. تعهّد الاتحاد الأوروبي بشراء الغاز الطبيعي المسال الأميركي مقابل 250 مليار دولار سنويا 3 سنوات، بقيمة إجمالية بلغت 750 مليارا ليحل محل الغاز الروسي. كما سيشتري الاتحاد الأوروبي وقودا نوويا من الولايات المتحدة. دونالد ترامب الثانية.