logo
نظريات رينيه جيرار.. أداة سياسية بأيدي النخبة المحافظة الأميركية

نظريات رينيه جيرار.. أداة سياسية بأيدي النخبة المحافظة الأميركية

الجزيرةمنذ 6 أيام
في قلب الدوائر الفكرية الأميركية، وتحديدًا في أوساط اليمين المحافظ المؤيد لدونالد ترامب، يتردد اسم رينيه جيرار، الفيلسوف والأنثروبولوجي الفرنسي الذي توفي 2015.
وبينما ظل جيرار مجهولًا نسبيًا في موطنه فرنسا، تشهد أعماله نهضة فكرية غير متوقعة عبر المحيط الأطلسي، حيث تبنّتها شخصيات مؤثرة، مثل نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، ورجل الأعمال المقرب من ترامب بيتر ثيل.
فكيف تحولت نظريات جيرار حول "العنف التقليدي" و"رغبة المحاكاة" وآلية كبش الفداء إلى أدوات سياسية في أيدي النخبة المحافظة الأميركية؟
جسّد جيه دي فانس، نائب الرئيس ترامب، الجيل الجديد من اليمين الأميركي الذي تبنى بقوة الفكر الجيراري؛ فقد تأثر فانس بشدة بأطروحات الفيلسوف الفرنسي، لدرجة أنه جعل من نظرية "كبش الفداء" مفتاحًا لقراءة السياسة الأميركية المعاصرة.
تأثير جيرار لم يقتصر على الجانب الفكري لفانس، بل امتد ليشمل قناعاته الدينية أيضًا؛ فقد صرّح فانس بأن اكتشافه نظرية "كبش الفداء" لدى جيرار، من خلال كتاب "العنف والمقدّس" كان سببًا رئيسيًا في عودته إلى الإيمان الديني
وفي مقال نُشر في صحيفة "ذي لمب ماغازين" (the lamp magazine) أبريل/ نيسان 2020 بعنوان: "كيف التحقت بالمقاومة"، أوضح فانس أن نظرية "كبش الفداء" لرينيه جيرار ساعدته على فهم صعود الاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة بشكل أعمق وأشمل.
"عندما يكون المجتمع في أزمة عميقة، يبحث دائمًا عن مذنب يحمّله مسؤولية الأزمة. اليوم، النخبة الليبرالية تلعب هذا الدور التاريخي".. هذه القراءة النظرية دمجها فانس بشكل عملي في حملته الانتخابية وعمله السياسي اليومي، منددًا بانتظام بـ"النخب المنقطعة عن الواقع" وداعيًا للعودة إلى التقاليد الأصيلة والتضامن المجتمعي الحقيقي.
كذلك، يشرح فانس كيف أن اكتشاف النصوص الفلسفية لرينيه جيرار، وهو طالب في جامعة ييل، غيّر رؤيته الجذرية للعالم، ودفعه للانخراط بقوة في السياسة. وهو ما يشرحه في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" حيث يقول: "جيرار جعلني أفهم أن الصراع في قلب الحياة الاجتماعية، وأن السياسة تتمثل غالبًا في تعيين المذنبين لاستعادة الوحدة الاجتماعية".
كما أضاف في تصريح أدلى به في مقابلة مع إذاعة فرانس كولتير الفرنسية قائلًا: "قراءتي لجيرار كانت وحيًا حقيقيًا.. فهمت أن السياسة ليست مجرد مسألة برامج أو أفكار مجردة، بل هي أيضًا رغبة وتنافس وعنف".
على أن تأثير جيرار لم يقتصر على الجانب الفكري لفانس، بل امتد ليشمل قناعاته الدينية أيضًا؛ فقد صرّح فانس بأن اكتشافه نظرية "كبش الفداء" لدى جيرار، من خلال كتاب "العنف والمقدّس" كان سببًا رئيسيًا في عودته إلى الإيمان الديني واعتناقه الكاثوليكية 2019.
للإشارة، اليمين المؤيد لترامب استغل تشاؤم جيرار حيال الديمقراطية والعصر الحديث، الذي يرى فيه فقدانًا للأسس الثقافية والدينية القديمة، ليؤكد أن الديمقراطية الليبرالية، من خلال إضعاف الأطر الأخلاقية والاجتماعية التقليدية، قد أدت إلى فوضى محاكاتية. هذه النخبة المحافظة ترى أن هذه الفوضى لا يمكن السيطرة عليها إلا من خلال التأكيد على سلطة قوية وقيم روحية ودينية عليا.
كذلك، يُعتبر بيتر ثيل، رجل الأعمال والمستثمر المعروف، أحد أهم نواقل الفكر الجيراري إلى النخبة المحافظة الأميركية؛ فهو طالب سابق لجيرار في جامعة ستانفورد، تأثر بأطروحات الفيلسوف الفرنسي فأصبح أداة ترويج مؤثرة لفكر أستاذه، بل تجاوز ذلك إلى تمويل الدراسات والجمعيات المكرّسة لأعمال الفيلسوف بسخاء لافت للانتباه، من أهمها موقع إيمتاتيو باللغة الإنجليزية وموقع رينيه جيرار باللغة الفرنسية.
في مقابلة مهمة مع الباحث الفرنسي دانيال لانس عام 2009، نُشرت مقتطفات منها على منصة يوتيوب، وصف ثيل الفيلسوف الفرنسي جيرار بأنه "أحد أواخر العلماء الموسوعيين العظام"، مؤكدًا أن عمق فكره وثراء نظرياته لم يُقدَّرا بعد حق قدرهما في الأوساط الأكاديمية والفكرية. وأوضح ثيل أن جيرار ترك أثرًا عميقًا وجذريًا على رؤيته للعالم، خاصة من خلال فهمه المتقدم للعنف التقليدي وآلية كبش الفداء.
ولم يتردد ثيل في تطبيق هذه المفاهيم النظرية على إستراتيجيته العملية كمستثمر ومدير أعمال، حيث يرى في التنافس التقليدي محركًا أساسيًا للابتكار والمنافسة الاقتصادية الشرسة. لكنه ذهب أبعد من ذلك بكثير، حيث نقل هذا الفكر إلى المجال السياسي بطريقة منهجية ومدروسة.
في مقابلة مطوّلة مع صحيفة "نيويورك تايمز"، يشرح ثيل أن جيرار أثّر بشكل جوهري على إستراتيجيته كمستثمر محنّك، وأيضًا على رؤيته السياسية الشاملة.. "في عالم يريد فيه الجميع بالضبط نفس الأشياء، يجب معرفة كيفية تحديد المحركات الحقيقية للصراع، وتمييز كباش الفداء الحقيقيين من المزيفين". هذا النهج الفكري المتطور نقله بعناية إلى صديقه المقّرب جيه دي فانس، الذي جعل من جيرار مرجعًا لا غنى عنه ولا بديل له في مساره الفكري والسياسي.
سيطرة الفكر الجيراري على اليمين المؤيد لترامب لا يحظى بالإجماع في الأوساط الأكاديمية والفكرية؛ فالعديد من المختصين البارزين ندّدوا بالتوظيف المسيء والمنحرف لمفاهيم جيرار الأصلية.
وفي مقال علمي مهم نُشر في المجلة الفرنسية "إسبري"، يشرح برنارد بيريه، الباحث في علم الاجتماع: "جيرار لم يرد أبدًا إضفاء الشرعية على الاستقطاب المدمر أو تعيين كباش الفداء كحل سياسي جاهز، بل على العكس تمامًا، كان يحذر باستمرار من مخاطر العنف الجماعي المدمرة"، مضيفًا أن استيلاء معسكر ترامب على إرث جيرار يقع في إطار ما سماه بـ"التلاعب الفكري المقصود"؛ فالمفاهيم الأساسية تُستخرج عمدًا من سياقها الأصلي وتُستخدم لأغراض حزبية ضيقة، بعيدًا كل البعد عن تعقيد العمل الأصلي وعمقه الفلسفي.
مفكرون آخرون، مثل الفيلسوف الفرنسي بيير أزو، يؤكدون أن نظرية كبش الفداء، رغم كونها محورية ومركزية في فكر جيرار، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تخدم تبرير الاستقطاب السياسي المدمر.. "جيرار أراد بوضوح فهم العنف وتحليله، وليس تشجيعه أو تبريره. استخدام أفكاره النبيلة لتعيين الخصم السياسي ككبش فداء يعني خيانة حقيقية وصارخة لروح فكره الأصيل".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حاخام شهير: فوز ممداني المحتمل سقوط لنيويورك سيتلوه سقوط أميركا
حاخام شهير: فوز ممداني المحتمل سقوط لنيويورك سيتلوه سقوط أميركا

الجزيرة

timeمنذ 31 دقائق

  • الجزيرة

حاخام شهير: فوز ممداني المحتمل سقوط لنيويورك سيتلوه سقوط أميركا

حذر الخبير والمستشار السياسي الإسرائيلي الحاخام هانك شاينكوف من تهديد خطير يواجه أكبر جالية يهودية خارج إسرائيل، مع تصاعد ما أسماها "معاداة السامية" في الولايات المتحدة، لا سيما في نيويورك التي تشهد انتخابات مثيرة للجدل. وقال شاينكوف في مقابلة أجرتها معه صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية: "إذا سقطت نيويورك بانتخاب زهران ممداني ، فإن بقية الولايات المتحدة لن تكون بعيدة عن السقوط"، مضيفا أن ما يحدث في نيويورك يضع نمطا يمكن أن تتبعه مدن كبرى أخرى مثل شيكاغو ولوس أنجلوس. خطر وزعم شاينكوف أن المرشح الديمقراطي ممداني يشكل خطرا كبيرا على الأمن اليهودي، لا سيما مع الدعم الذي يتلقاه من بعض التيارات المؤيدة للفلسطينيين والمناهضة لإسرائيل، على حد تعبيره. وادعى الحاخام أن مواقف ممداني خطيرة، وحذر من أن فوزه قد يؤدي إلى هجرة جماعية لليهود من نيويورك. وبالنسبة لانتخابات نيويورك، يرى شاينكوف أن هزيمة ممداني ممكنة، رغم قوته الانتخابية وشعبيته بين الشباب. جيل الجديد وأبدى شاينكوف دهشته من حصول ممداني على حوالي 20% من أصوات اليهود في المدينة، وهو أمر يرى أنه يعكس أزمة في التعليم السياسي لدى الجيل الجديد من اليهود. وتحدث عن علاقة هذا الجيل مع إسرائيل، قائلا إن إسرائيل والصهيونية أصبحتا محط إحراج لبعض الشباب اليهود الذين يعتقدون أن الابتعاد عن إسرائيل سيجلب لهم قبولا. وزعم أن "إنكار التاريخ والحقائق هو ما يغذي حركة ممداني". وحذر من أن الشباب يعطون ثقتهم لقادة مثل ممداني و رشيدة طليب و إلهان عمر ، زاعما أن هؤلاء القادة يرفضون الاختلاف معهم ويشجعون خطابا عدائيا تجاه إسرائيل واليهود. وعن الحزب الديمقراطي ، اعتبر شاينكوف أنه لم يعد يمثل المبادئ التي كانت جذابة لليهود، بل أصبح حزبا يعاني من استقطاب داخلي حاد، مما يضعف موقف اليهود فيه. وفي تحريض واضح على المهاجرين، تحدث الحاخام شاينكوف عما أسماها تغير البنية الديمغرافية في الولايات المتحدة بسبب انخفاض نسبة السكان من أصول أوروبية وزيادة الهجرة. وزعم أن ذلك يجعل القيم التي تأسست عليها أميركا، مثل القيم الدينية والدستورية وأخلاقيات التلمود، في خطر.

واشنطن تعلق التأشيرات في النيجر لأجل غير مسمى
واشنطن تعلق التأشيرات في النيجر لأجل غير مسمى

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

واشنطن تعلق التأشيرات في النيجر لأجل غير مسمى

أعلنت الولايات المتحدة تعليق جميع خدمات التأشيرات الروتينية في سفارتها بالعاصمة نيامي إلى أجل غير مسمى، في خطوة لم تُوضح أسبابها رسميا، بحسب ما أكدته وزارة الخارجية الأميركية. ويشمل القرار -الذي ورد في مذكرة داخلية بتاريخ 25 يوليو/تموز حصلت وكالة رويترز على نسخة منها- تأشيرات الهجرة وتأشيرات غير المهاجرين، باستثناء التأشيرات الدبلوماسية والرسمية. وقالت متحدثة باسم الخارجية الأميركية إن الإجراء سيبقى ساريا إلى حين معالجة ما وصفته بـ"المخاوف المتعلقة بالحكومة النيجرية"، من دون تقديم تفاصيل إضافية. ودعت المذكرة القنصليات الأميركية في دول أخرى إلى تعزيز التدقيق عند دراسة طلبات تأشيرات غير المهاجرين المقدمة من مواطني النيجر ، مشيرة إلى ارتفاع معدلات تجاوز المدة القانونية للبقاء في هذه الفئة، والتي بلغت 8% في تأشيرات الزائرين و27% في تأشيرات الطلاب والتبادل الثقافي. وأضافت أن مديري الأقسام القنصلية مطالبون بالحد من هذه التجاوزات عبر اليقظة الشديدة عند البتّ في طلبات مواطني النيجر. وفي السياق ذاته، أكدت وزارة الخارجية أن الإدارة الأميركية "تركّز على حماية الأمة والمواطنين من خلال ضمان أعلى معايير الأمن القومي والسلامة العامة في إجراءات إصدار التأشيرات". ويأتي هذا التطور وسط توتر سياسي متصاعد في النيجر، حيث تشهد البلاد اضطرابات أمنية وسياسية منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم العام الماضي، مما أثار انقساما دوليا بشأن الاعتراف بالسلطات الحالية.

ترامب يُدخل الإعلام الأميركي بمعضلة.. كيف يغطي أخبار رئيس يتهم سلفه بالخيانة؟
ترامب يُدخل الإعلام الأميركي بمعضلة.. كيف يغطي أخبار رئيس يتهم سلفه بالخيانة؟

الجزيرة

timeمنذ 7 ساعات

  • الجزيرة

ترامب يُدخل الإعلام الأميركي بمعضلة.. كيف يغطي أخبار رئيس يتهم سلفه بالخيانة؟

وجدت وسائل الإعلام الأميركية نفسها فجأة أنها إزاء معضلة تتعلق بالتعامل المهني الصحيح مع التصريحات المفاجئة للرئيس دونالد ترامب ، خلال خطاباته وحديثه للصحافة والتي يهاجم فيها رؤساء أميركيين سابقين. وتناول معهد بوينتر الأميركي -في تقرير مطول- هجوم ترامب الأسبوع الفائت على الرئيس الأسبق باراك أوباما واتهامه بالخيانة، وزعمه بأنه حاول التلاعب بانتخابات الرئاسة عامي 2016 و2020، بعد سؤال صحفيين عن تطورات قضية جيفري إبستين المتهم بارتكاب جرائم جنسية والتي حاول ترامب التهرب من الإجابة عن علاقته بها. وتساءل المعهد عن مسؤولية وسائل الإعلام، عندما يطلق الرئيس الحالي ادعاءات لا أساس لها من الصحة بشأن رئيس سابق، لا سيما عندما يكون هدفها تشتيت الانتباه. ويرى تقرير بوينتر -الذي أعده الصحفيان توم جونز وريك إدوندز- أن مزاعم ترامب التي وصفها بالفاحشة عن أوباما كانت واضحة في نواياها، تجاه صرف انتباه الأميركيين عن قضية إبستين. وبينما وصف مكتب أوباما ادعاءات ترامب بالسخيفة واعتبرها محاولة ضعيفة لتشتيت الانتباه، جاء هذا الردّ بعد تمهيد أشار فيه المكتب إلى تدفق متواصل للمعلومات المضللة وما وصفه بالهراء من البيت الأبيض منذ تولّي ترامب. وفي الوقت نفسه، أشار التقرير إلى أن ترامب قادر على تنفيذ تهديداته بملاحقة أوباما أو أي شخص آخر قد يكون في مرمى نيرانه، منوها إلى أنه لا يمكن تجاهل أو استبعاد تصريحات الرئيس باعتبارها مجرد محاولة لتغيير مسار الأخبار. واستشهد تقرير المعهد بما كتبه الصحفي مايكل شميدت في صحيفة نيويورك تايمز، بأن ترامب في ولايته الحالية أقوى بكثير مما كان عليه خلال ولايته الأولى (عام 2016) لافتا إلى أنه محاط بمساعديه وأعضاء حكومته الذين يبدون مستعدين لتنفيذ أكثر نزعاته غضبا واستبدادا. ويشير الصحفي شميدت إلى أن وزارة العدل تضم في صفوفها العليا موالين لترامب، اثنان منهم محاموه، وجميعهم يبدون استعدادا لتنفيذ أجندته الشخصية، مضيفا أن "الجهود الرامية لاستهداف كبار المسؤولين بالإدارات السابقة تبدو وكأنها تكتسب زخما". خيارات الإعلام إزاء التصريحات المثيرة ويستعرض المعهد الأميركي خيارات وسائل الإعلام من اتهام ترامب رئيسا أسبق بالخيانة، ويقول "كان الرد عدم إعطاء ترامب منبرا لتضخيم كل هذيانه وأكاذيبه". لكن الحجة المضادة لذلك -وفق "بوينتر"- كانت أن عدم إظهار خطابه الملتوي يعد بمثابة حماية له بطريقة ما، من خلال تحرير خطاباته وحذف الأجزاء الجامحة منها، وبهذا ستجعل وسائل الإعلام ترامب يبدو أكثر كفاءة وتأهيلا. وبحسب المعهد، هناك نظام إعلامي محافظ لا يكتفي بعرض كل ما يقوله ترامب ويفعله، بل يضفي عليه الشرعية أيضا، ويستشهد بما كتبته مؤسسة "ميديا ماترز" Media Matters عن قناة "فوكس نيوز" الأربعاء الماضي، حيث ذكرت اسم أوباما أكثر من 3 مرات مقارنة باسم إبستين، منذ أن أصدرت مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد تقريرها الذي يتهم أوباما بالخيانة أيضا. وبينما يثور ترامب على أوباما وأي شخص آخر، يلخص "بوينتر" الخيارات أمام وسائل الإعلام إما بتجاهل الأمر أو تغطيته بالكامل، أو -وهو ما ينبغي عليها فعله- وضعه في سياقه الصحيح. تغطية ترامب لغز إعلامي وقد ظلت تغطية تصريحات ترامب وأنشطته لغزا إعلاميا منذ أن أصبح رئيسا للمرة الأولى (عام 2016). ومنذ ذلك الحين، سواء رئيسا أو رئيس سابقا أو مرشحا رئاسيا، فهو شخصية بارزة ومهمة وجديرة بالتغطية الإخبارية. ترامب وأعضاء إدارته يريدون الاحتفال هذا الصيف بما يعتبرونه إنجازات، لكن بدلا من ذلك، كل ما يريد الجميع الحديث عنه هو إبستين. بواسطة داشا بيرنز- موقع بوليتيكو ووفق المعهد، كانت الحاجة في بعض الأوقات إلى إظهار كل ما يقوله ترامب، في التجمعات والمؤتمرات الصحفية والاجتماعات العامة والمقابلات، لأن الأمريكيين كانوا بحاجة إلى رؤية ما يقوله وما يفكر فيه. لكن، في الوقت الحالي، يبدو أن هذا السياق يشير بوضوح إلى أن ترامب مصمم على صرف انتباه الجميع عن قضية إبستين، وإلى أن تصريحاته لا تستند إلى حقائق. الرئيس غاضب من تغطية "إبستين" وفي مقالها المعنون بـ"الرئيس غاضب بشكل واضح: البيت الأبيض محبط من التغطية المكثفة لقضية إبستين" كتبت الصحفية داشا بيرنز، من موقع "بوليتيكو" أن ترامب وأعضاء إدارته يريدون الاحتفال هذا الصيف بما يعتبرونه إنجازات، ولكن -بدلا من ذلك- كل ما يريد الجميع الحديث عنه هو إبستين. وقال أحد كبار المسؤولين بالبيت الأبيض "عندما تعمل 12 إلى 15 ساعة يوميا لحل مشاكل حقيقية، ثم تشغّل التلفزيون وترى الناس يتحدثون عن إبستين فهذا أمر محبط" لافتاً إلى أن هذا هو تفكير الرئيس ترامب. لكن صحيفة "وول ستريت جورنال" نشرت خبرا الأربعاء الماضي، يفيد بإبلاغ وزارة العدل ترامب -في مايو/أيار الماضي- أن اسمه مدرج ضمن أسماء عديدة في ملفات إبستين. بواسطة بول فارهي - مجلة ذى أتلانتك وتابعت الصحيفة أن المدعية العامة بام بوندي أبلغت الرئيس في الشهر ذاته أن اسمه يظهر عدة مرات. ومع ذلك، فإن السياق غير معروف، وإن وجود اسم ترامب في الملفات لا يعني بالضرورة ارتكابه أي مخالفات. وواصل مسؤولون في البيت الأبيض الهجوم على الصحيفة، حيث قال مدير الاتصالات في البيت الأبيض ستيفن تشيونغ "هذه قصة أخرى من الأخبار الكاذبة، تماما مثل القصة السابقة التي نشرتها وول ستريت جورنال" والتي تحدثت عن توجيه رسالة ذات مضمون جنسي ضمن هدية عيد ميلاد إبستين الخمسين، الأمر الذي نفاه ترامب، وتسبب برفع دعوى قضائية ضد "وول ستريت جورنال". وأشار المعهد إلى المقال الأخير للكاتب المخضرم بول فارهي في مجلة "ذي أتلانتيك" بعنوان "حملة ترامب لسحق وسائل الإعلام". وكتب فارهي يقول "إن المراهنة ضد ترامب لن تكون حكيمة، ففي الأشهر الستة الأولى من توليه منصبه، حقق سلسلة من الانتصارات في حملته لمعاقبة الصحافة وتقويضها". ونقل عن مارتي بارون المحرر السابق لصحيفة واشنطن بوست قوله "تواجه الصحافة المستقلة في الولايات المتحدة ما واجهته وسائل الإعلام بالعديد من البلدان الأخرى التي لديها طغاة طموحون".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store