
هل يتواجه لبنان مع المجتمع الدولي؟
وهذا يعني فتح الباب جدياً أمام النقاش في الآلية التنفيذية لتطبيق حصرية السلاح، والتي يجب أن تترافق مع الضغوط على إسرائيل لتطبيق اتفاق تشرين الثاني الماضي، والتي تحاول الخروج منه إلى اتفاق جديد. ما يريده عون هو التفاهم مع رئيسي الحكومة نواف سلام ومجلس النواب نبيه بري للخروج بموقف موحد، تفاعلاً مع ورقة الموفد الأميركي توم براك. مع الإشارة إلى أن الضغوط الدولية تركز على ضرورة خروج الحكومة بقرار علني ورسمي يلتزم فيه لبنان ببند سحب السلاح، وبمهلة زمنية محددة لتحقيق ذلك. إنها المرة الأولى التي يُطرح فيها ملف السلاح بشكل رسمي وجدّي على طاولة الحكومة منذ عقود. في السابق اعتبر اللبنانيون أن حل أزمة «حزب الله» يجب أن يكون ضمن معالجة الملف الإقليمي، وهذا ليس بيد الدولة اللبنانية، فخلال الحرب الأخيرة أيضاً كانت السلطة اللبنانية ناقلة رسائل، وتهتم بمسألة مواكبة الحرب بالمعنى الاجتماعي، وكل المفاوضات كانت تدور مع الحزب من خلال الدولة اللبنانية. وكانت الضربات تتركز على الحزب، وتم تحييد الدولة ومرافقها، وكانت التصريحات واضحة أن لبنان نجح في إبعاد شبح هذه الحرب عن مرافقه العامة وبُناه التحتية. اليوم ينقلب الأمر، إذ أصبحت الدولة هي المعنية بإيجاد حلّ لمعضلة السلاح، وهي التي تطرح في بيان الحكومة الوزاري وكل المواقف موقف العمل على حصر السلاح بيد الدولة.
بذلك أصبحت السلطة اللبنانية في قلب المواجهة المباشرة، إما مع القوى الدولية وإما مع «حزب الله»، وهو ما ستشهده جلسة مجلس الوزراء الأسبوع المقبل، والتي تتأرجح بين جواب واضح يُرضي الخارج، وبين محاولة التمييع على القاعدة اللبنانية المعتادة لتفادي حصول صدام داخلي، وهنا لا بد من انتظار كيفية تلقف القوى الدولية لهذا القرار أو الموقف. وهناك مَن يعتبر أنه في حال لم تتمكن الحكومة من إقرار خطة واضحة تتضمن جدولاً زمنياً لسحب السلاح والالتزام به، فإن لبنان سيكون في مواجهة المجتمع الدولي، مع ما يعنيه ذلك من تصعيد عسكري وأمني إسرائيلي، في مقابل تراجع منسوب الاهتمام بالملف اللبناني، وعدم تقديم أي مساعدات، وعودة لبنان إلى مسار الإهمال. أما في حال أقدمت الحكومة على وضع خطة زمنية مُجدولة لسحب السلاح بشكل واضح، فذلك سيضع أمامها تحدي التنفيذ وكيفية إقناع «حزب الله» بذلك، علماً بأن أوساط الحزب تفيد بأنه لن يسمح بتسليم أي قطعة سلاح قبل التزام إسرائيل باتفاق تشرين الثاني الماضي، والانسحاب ووقف الضربات، وترى أن المدخل الفعلي لمعالجة ملف السلاح هو الحوار. وذلك سيؤدي إلى توترات في الشارع، أو إلى أزمة سياسية تشل عمل الحكومة والعهد. وفي كلمة بمناسبة عيد الجيش، دعا عون أمس، جميع القوى السياسية إلى اغتنام اللحظة التاريخية لتكريس حصرية السلاح بيد الجيش اللبناني، محذراً من استمرار «الموت والدمار والانتحار والحروب العبثية» على أرض الوطن. وأكد الرئيس أن الجيش تمكن من بسط سلطته على منطقة جنوب الليطاني، وهو «مصمم على استكمال مهامه الوطنية»، داعياً اللبنانيين إلى «الوقوف خلف الجيش وتوحيد الولاء للدولة فقط». ووجّه الرئيس نداءً مباشراً إلى «حزب الله» وسائر الأطراف اللبنانية لتسليم السلاح «اليوم قبل الغد»، مشدداً على أنه «لن نتهاونَ مع مَن لا يعنيه إنقاذٌ، أو لا يَهمُه وطن». وجاء كلام عون غداة خطاب للأمين العام للحزب نعيم قاسم رفض فيه ما وصفه بـ «تسليم السلاح لإسرائيل». كما كشف عون عن مبادرة سعودية تهدف إلى تسريع الترتيبات لتثبيت الاستقرار على الحدود اللبنانية السورية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صوت لبنان
منذ 43 دقائق
- صوت لبنان
خمس سنوات مرت.. واللبنانيون ما زالوا يدفعون الثمن
خمس سنوات مرّت على الانفجار المروّع الذي دمّر مرفأ بيروت وأحياء العاصمة، لكنّ الجرح ما زال مفتوحًا، واللبنانيون ما زالوا يدفعون ثمن هيمنة حزب الله على المرافق الحيوية في البلاد. المرافئ التي كان يُفترض أن تكون بوابة لبنان على العالم، تحوّلت إلى ممرّات للتهريب والسلاح، تحت أعين الدولة وبتواطؤ بعض المسؤولين، فيما يدفع الشعب اللبناني أثماناً باهظة من أمنه واقتصاده وسمعته الدولية. وفي خطوة لافتة خلال الأيام الماضية، أحبط الجيش اللبناني محاولة تهريب شحنة ضخمة من الطائرات المسيّرة كانت موجهة إلى 'حزب الله'، بعد ضبطها داخل حاوية مستوردة من الصين تم التصريح عنها رسميا على أنها تحتوي على عوامات سباحة للأطفال.لكن خلال عملية التفتيش التي أجراها الجيش، تبيّن أن الحاوية تضمّ ما لا يقل عن 500 طائرة مسيّرة من طراز X5، وُضبت من دون أجنحتها أو محركاتها، في محاولة للتمويه على طبيعتها الحقيقية وتسهيل إدخالها عبر المرافئ اللبنانية من دون إثارة الشبهات . ويُعتبر ما قام به الجيش اللبناني من إحباط لهذه الشحنة إنجازا مهما يُسجّل للمؤسسة العسكرية، ويؤكد أن الدولة لا تزال قادرة على القيام بواجباتها السيادية والأمنية متى توفرت الإرادة والدعم .لكنّه في الوقت نفسه تُعيد هذه الفضيحة فتح ملف أكبر عن الجهة التي يمكن ان تحاسب حزب الله؟ ومن يضع حدّاً لهيمنته على المرافئ والمعابر؟ خصوصاً ان الحاوية التي ضُبطت دخلت عبر أحد الموانئ البحرية اللبنانية ، وتم تخليصها من قبل الجمارك من دون أن يُثار أي شك بشأن محتواها، وهو ما يسلّط الضوء مجددا على الثغرات في آليات الرقابة الجمركية داخل المرافئ الرسمية، واستخدامها كممرّ لتهريب الأسلحة.وتتزامن الفضيحة مع تقرير نُشر قبل أسابيع عن دور 'حزب الله' في استغلال مرفأ بيروت لأغراض التهريب العسكري، وأبرز التقرير أن رئيس لجنة التنسيق في الحزب، وفيق صفا، يقود شبكة نفوذ داخل المرفأ تضم متواطئين في الجمارك، ما يُتيح تمرير شحنات حساسة تحت غطاء شحنات مدنية.ومع الكشف عن فضيحة حاوية الطائرات المسيّرة، فقد حاول 'حزب الله' استعادة الشحنة المصادَرة عبر اتصالات وضغوط مارستها لجنة التنسيق التابعة له، برئاسة صفا، بمساعدة عناصر من داخل المؤسسة العسكرية. إلا أن الجيش اللبناني رفض إعادة الطائرات المسيّرة.كما تشير المعطيات إلى أن الحكومة اللبنانية باشرت تحقيقا داخليا في ملابسات دخول الشحنة، مع التركيز على الأسباب التي حالت دون كشفها من قبل الجمارك. ويُشكل رفض الجيش تسليم الشحنة لحزب الله، وإصرار الحكومة على التحقيق في الواقعة، مؤشرًا إلى جدية التوجه الرسمي بقيادة رئيس الحكومة نواف سلام نحو إعادة الاعتبار لمبدأ احتكار الدولة للسلاح وفرض سلطتها على المرافئ والمعابر، في لحظة سياسية دقيقة يحاول فيها لبنان إثبات التزامه بموجبات السيادة والإصلاح أمام المجتمع الدولي اذا وفي الذكرى الخامسة لانفجار المرفأ، يتكرر المشهد نفسه إهمال، تواطؤ، وسلاح خارج سلطة الدولة، ولكن الفرق هذه المرة وقوف الجيش في وجه الحزب الذي عمل ولا يزال على توريط البلد في مغامرات إنتحارية.


صدى البلد
منذ ساعة واحدة
- صدى البلد
الحكومة تخفض مستهدفاتها من الاستثمارات غير المباشرة نصف مليار جنيه
خفضت الحكومة برئاسة الدكتور مصطفي مدبولي؛طلبات الحصول على استثمارات مالية غير مباشرة اعتبارا من غدا الأحد وعلى مدار الأسبوع الجاري. الحكومة تخفض طلبات الحصول علي الاستثمارات وصل معدل تخفيض طلبات الحصول علي الاستثمارات غير المباشرة بقيمة نصف مليار جنيه بما يعادل 10.28 مليون دولار علي أساس أسبوعي. لماذا الحصول علي الاستثمارات غير المباشرة تسعى الحكومة ممثلة في وزارة المالية؛ طرح تلك الاستثمارات غير المباشرة والتي طلبتها الحكومة ضمن احتياجاتها التمويلية، ستوجه لدعم الموازنة العامة للدولة. أوضحت وزارة المالية أن الحكومة تستهدف جذب استثمارات من المؤسسات المالية والبنوك خلال الأسبوع الجاري للحصول علي التمويل لصالح الخزانة العامة للدولة. وسجل حجم الاستثمارات المالية غير المباشرة المخطط طرحها خلال الأسبوع الجاري بقيمة 166 مليار جنيه بما يساوي نحو 3.42 مليار جنيه، مقابل 166.5 مليار جنيه بما يعادل 3.37 مليار دولار. وبحسب التقرير فإن الحكومة تعتزم الحصول على التمويل؛ للوفاء بتعهداتها للخزانة العامة هذا الأسبوع. وكشفت التقارير عن مستهدفات الحكومة لتدبير تلك التمويلات من خلال الاقتراض عبر أدوت الدين المحلي الممثلة في أذون وسندات الخزانة المصرية عبر 3 عطاءات دورية هذا الأسبوع. تنسيق مع البنك المركزي نسقت وزارة المالية بصفتها الجهة الطالبة للتمويل مع البنك المركزي المصري؛ للقيام بمهمة ترتيبات الحصول على المبالغ المالية المتفق عليها والمستهدفة من المؤسسات والكيانات المالية المحلية والدولية وكذا المستثمرين. وتضمنت المخططات طرح أذون خزانة بقيمة إجمالية تقدر بنحو 145 مليار جنيه بتخفيض قدره 2.5 مليار جنيه عن الأسبوع الماضي، وسندات الخزانة المصرية بقيمة تبلغ 21 مليار جنيه مقارنة بنحو 19 مليار جنيه عن الأسبوع الماضي وقال التقرير، إنه من المخطط طرح أدوات الدين المحلية من سندات وأذون الخزانة خلال أيام الأحد والإثنين والخميس من الأسبوع الحالي. جاءت توزيعات طرح أذون الخزانة خلال يومي الأحد والخميس، وتشمل طرح أجلي 91 و273 يوما غدا الأحد بقيمة 55 مليار جنيه. وتخطط وزارة المالية لطرح أذون خزانة أجلي 182 و364 يوما بقيمة 90 مليار جنيه يوم الخميس المقبل. وبلغت عمليات طرح استحقاقات الخزانة ذات العائد الثابت من استحقاقات 3 و5 سنوات و عامين اثنين بقيمة إجمالية تبلغ 16 مليار جنيه و استحقاق 3 سنوات ذات العائد المتغير بقيمة 5 مليارات جنيه؛ ليصل مجمل سندات الخزانة المستهدف طرحها بقيمة 21 مليار جنيه .


MTV
منذ ساعة واحدة
- MTV
02 Aug 2025 20:54 PM ماذا جاء في مقدمات نشرات الأخبار؟
مقدمة تلفزيون "أم تي في" تمر الساعات ثقيلة ً جدا بانتظار جلسة الحسم الثلاثاء المقبل. حتى الساعة, الصورة ضبابية ولن تتبلور على ما يبدو الا قبل ساعات عدة من جلسة مجلس الوزراء. الانقسام عمودي, فاكثرية الوزراء وفي مقدمهم وزراء القوات والكتائب لن يقبلوا بقرار التفافي على الارادة الداخلية والدولية لا يحدد جدولا زمنيا لنزع سلاح حزب الله. من جهة اخرى، وزراء الثنائي الشيعي لم يُحسَم بعد قرارُ حضورهم الجلسة وهم ينتظرون ان تـُعرضَ عليهم مسودة ُ نص البيان الذي سيَصدر عن جلسة مجلس الوزراء ليُبنى على الشيء مقتضاه. وفي المعلومات ان كل الاتصالات مع قنوات حزب الله التفاوضية وتحديداً على خط الضاحية - بعبدا لم تصل بعد الى نتيجة, في وقت بدأ بعضُ المحسوبين على حزب الله حملة َ تطاول ٍ مبرمجة ومشبوهة على رئيس الجمهورية جوزاف عون بعد كلمته العالية السقف في عيد الجيش. وتؤكد مصادر القوات اللبنانية للـ mtv ان مجلس الوزراء يجب ان يُقرَ نزعَ سلاح التنظيمات المسلحة غير الشرعية، وفي طليعتها حزبُ الله ضمن فترة اقصاها 3 اشهر اعتباراً من تاريخ الجلسة، ويحال القرار على المجلس الاعلى للدفاع من اجل ان يَعمل على تنفيذه فوراً . في المقابل , عُلم ان فريق حزب الله يحاول انتاجَ صيغة مبهمة تقضي باقرار مبدأ حصر السلاح بيد الدولة خلال جلسة مجلس الوزراء على ان يتم الالتفاف على الجدول الزمني من خلال رمي كرة النار في ملعب المجلس الاعلى للدفاع من دون سقف زمني محدد. فهل سيَقبل المجتمعُ الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة هذا السيناريو ام سيعتبره بمثابة خديعة؟ وكيف ستكون ردة ُ الفعل الاسرائيلية؟ الاكيد ان هكذا صيغة ًمشبوهة لن تكون مخرجاً للازمة انما ستُشكل مدخلا لمرحلة خطيرة يعرف المسؤولون كيف تبدأ ولا يعرفون كيف ستنتهي. اذا, ثلاثة مواقف سبقت جلسة الثلاثاء, فهل ما يحكى تصعيد كلامي أم أن لبنان أمام خطر عودة الحرب؟ *********** مقدمة تلفزيون "أن بي أن" إلى المربع الأمامي من المشهد اللبناني يندفع النقاش حول ملف حصرية السلاح الذي يحطُّ بنداً أولَ على جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل. ويفترض أن يناقَشَ هذا البند تحت عنوان "استكمال البحث في تنفيذ البيان الوزاري للحكومة في شقه المتعلق ببسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها الذاتية حصرياً وبالترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية لشهر تشرين الثاني 2024". وفي الأيام الفاصلة عن موعد الثلاثاء تتكثف الإتصالات بين المراجع الرسمية والقوى السياسية لتوفير ظروف ملائمة لمناقشة هادئة وعملية لهذا الملف. وفيما الأنظار متجهة إلى جلسة مجلس الوزراء، اقتحمت المشهد اللبناني تقارير إعلامية حول مصير توم برّاك كموفد أميركي إلى لبنان. فقد أكدت تقارير أن الدبلوماسي الأميركي لم يعد مكلفاً بالعمل في الملف اللبناني وقالت إن الإدارة الأميركية ستكلف مجدداً مورغان أورتاغوس بالعمل في هذا الملف. وذكرت تقارير أخرى أن الملف اللبناني سيناط بالسفير الأميركي المعين حديثاً في بيروت مايكل عيسى وهو من أصول لبنانية. في المقابل نسبت وسائل إعلام إلى مصادر في وزارة الخارجية الأميركية قولها أن لا صحة للأنباء التي تحدثت عن إنهاء مهمة برّاك في لبنان. وفي غمرة هذه المعلومات المتناقضة لم يصدر أي موقف رسمي أميركي حاسم يؤكد أو ينفي بقاء برّاك في موقعه اللبناني. أما موقع النجاح اللبناني في امتحانات الشهادات الرسمية، فقد تربع على عرشه طلابٌ متميزون جلُّهم من الجنوب.... جنوبٌ حصل أبناؤه على شهادات بمداد الدم في مواجهة عدو إسرائيلي لئيم تماماً كما حصل طلابه على شهادات تفوُّقٍ ترقى بهم إلى مرتبة التضحية. وقد توجه رئيس مجلس النواب نبيه بري بالتهنئة للطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية بشكل عام والمتميزين منهم بشكل خاص على مستوى لبنان: لين كركي ونغم نجم وعلي حايك من أبناء محافظتي النبطية والجنوب وميراي أبو عيسى إبنة محافظة جبل لبنان. وقال الرئيس بري : إنهم بنجاحهم وتميزهم في هذا الإستحقاق التربوي الإنساني بكل فئاته أثبتوا أنهم مقاومون بالعِلم لا ينحنون الا لله وللعِلم من أجل الحياة. في غزة الحياة على جحيمها ولا حسم أميركياً، إنما إقرار بوجود جوعٍ وجوعى من دون تدخل حازم يفرض على العدو الإسرائيلي وقف عدوانه بل إكتفاء بالحديث عن محاولات لاحتواء التجويع، وهي محاولات تهدف أولاً وأخيراً إلى تخفيف الضغط الدولي عن إسرائيل بعدما بلغ سيل جرائمها الزُّبى. وقد وصل الإحراج إلى عقر دار الراعي الأميركي، فوجّه قادة من الحزب الديمقراطي في مجلس النواب رسالة إلى الرئيس دونالد ترامب طالبوه فيها بإنهاء الحرب في غزة، محذرين من أن إستمرارها ينذر بتفاقم التوتر الإقليمي والكارثة الإنسانية. لكن ترامب كان اهتمامه في مكان آخر متفرّغاً للرد على الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيديف. وبمقتضى هذا الرد أمر الرئيس الأميركي بنشر غواصتين نوويتين في ما وصفها بالمناطق المناسبة تحسباً لانطواء ما اعتبرها تصريحات استفزازية وغبية وتحريضية على ما هو أكثر من ذلك. وكان مدفيديف قد تحدث عن "اليد الميتة" وهو نظام تحكم آلي بالأسلحة النووية طوَّره الإتحاد السوفياتي إبان الحرب الباردة للتحكم بترسانته النووية. ******************* مقدمة تلفزيون "او تي في" هل نحن فعلا امام 5 و7 ايار جديدين؟ فريق اول ممثل في الحكومة يتمنى ذلك، او ربما يسعى اليه، مراهنا على الضغوط الخارجية المعروفة من ناحية، ومنطلقا من عجز السلطة السياسية بعد 7 اشهر تقريبا من استيلادها، عن تحقيق اي تقدم يذكر في ملف السلاح. فريق ثان ممثل ايضا في الحكومة يعمل لكسب الوقت، في انتظار تطورات خارجية تعيد ترسيم الحدود السياسية على الساحة اللبنانية، وتسمح له بإعادة تجميع القوى بعد سلسلة النكبات التي حلت به. فريق ثالث خارج الحكومة، يصارح الطرفين بالوقائع، ويحضهما على تحمل مسؤولية وقف التحريض من ناحية، واتخاذ القرار التاريخي لصالح الدولة من ناحية اخرى، بهدف تحرير الارض المحتلة واسترجاع كامل الحقوق وتطبيق القرار 1701 بشكل كامل. وعلى هامش الافرقاء الثلاثة مهرجان تحليلات ومحللين وسباق توقعات ومنجمين وحفلة تسريبات ومسربين من اكثر من طرف. اما القراءة الموضوعية الواقعية فتقتضي الاشارة الى ثلاثة سيناريوهات: الاول، ان يصدر عن الحكومة موقف في العموميات يتبنى ما صدر اخيرا عن رئيس الجمهورية ويشدد على تنفيذ خطاب القسم والبيان الوزاري ويدعو لاستكمال البحث في جلسات لاحقة. الثاني، ان ينفجر خلاف حكومي كبير في ضوء حفلة المزايدات المحتملة. الثالث، ارجاء الجلسة افساحا في المجال امام الوساطات. وفي الانتظار، يملأ بعض الفارغين الوقت الضائع بالتبجح بانجازات اصلاحية وهمية في الجلسة التشريعية الاخيرة، مكررين وعودا اغدقوها منذ الانهيار، ولم ينتج عنها الا الفشل تلو الفشل، بدءا بإسقاط الخطة الاصلاحية الحكومية عام 2020، ما ادى عمليا الى تطيير كل اموال المودعين، وليس انتهاء بالعجز عن ايجاد حل لمكب النفايات المقيت على ساحل المتن الشمالي ************* مقدمة تلفزيون "المنار" لن نسلَّمَ السلاحَ قبلَ قيامِ دولةٍ مستقلةْ، وليَقلْ الموفدُ الاميركيُ ما يشاء.. هكذا شاءت حماس أنْ تردَّ على المبعوثْ الاميركي الى الشرقْ الاوسط ستيف ويتكوف.. شاهدُ الزور الذي يَمتهِنُ التضليلَ مدعياً عدمَ وجودِ مجاعةٍ في غزة رغمَ كلِ مشاهِدِها المُفجِعةْ، ومدّعياً أنَّ حماس قَبِلَت تسليمَ السلاحْ رغمَ ضرباتِها اليوميةِ والمتواصلةْ التي تُرهِقُ الاحتلال.. فماذا عن المبعوثْ الاميركي الى لبنانْ واوراقِهِ المُزَوِّرَةِ للحقائقْ؟ بل مع ايِ مبعوثٍ سيتعاطى اللبنانيون؟ فيما بورصةُ الاسماءِ الاميركيةِ على تبدُّلٍ مستمرٍ بما يُظهِرُ إرباكَها الواضحْ بالتعاطي مع ملفاتِ بلدِنا والمنطقة. وأي منطقٍ سيحملُهُ اللبنانيون بوجهِ الضغوطِ الاميركيةِ – السعودية، فيما بلدُهُم موضوعٌ تحتَ المقصلةِ الصهيونية؟ قالتها حماس بكلِ وضوحٍ وهي العارفةُ بأنَّ شعبَها يُبادُ بوجودِ السلاحْ، فكيف سيكونُ الحالُ من دونِهِ؟ وهل ينجو من يُسَلِّمَ لعدوٍ متوحشٍ كالادارتين الصهيونية والاميركية؟ في لبنان، استسلامُ البعضِ للضغوطِ الاميركيةِ لن يجعلَ البلدَ مستَسلِماً ويَجعلَ اهلَهُ فاقدي الحيلةِ للدفاعِ عن مصالِحِهم، فالرضوخُ للضغوطِ وانتظارُ ما يَحِنُّ به علينا الاميركي لا يَبني وطناً – كما قال الوزير السابق محمد فنيش، وعندما تَضمَنُ المقاومةُ تأمينَ الحقوقِ والتزامَ العدو، تُعلنُ أنَّها جاهزةٌ للحوارِ القائمِ على قراءةِ المخاطرِ وضمانِ المستقبل، وان تكونَ جزءاً من استراتيجيةٍ دفاعيةٍ وطنيةْ لا تنالُ من صلاحياتِ مؤسساتِ الدولةِ ولا تتعارضُ مَعَها، كما قال.. وبطبيعةِ الحالِ كلُ هذا شأنٌ داخليٌ نحدّدُهُ نحن اللبنانيون، الذين نختارُ كيف نحمي بلدَنا وكيف يكونُ لنا قدراتُنا الذاتيةْ.. هذا ما اختارَهُ حزبُ الله من جوابٍ يَحمي البلادَ والعبادْ، فماذا سيختارُ الآخرون؟ الامورُ بعهدةِ الايامْ، وما ستحمِلُهُ من مباحثاتٍ ومشاوراتٍ قبلَ الثلاثاء. وقبلَ الثلاثاء وبعدَهُ لن يتغيَّر شيءٌ بثوابتِ اهلِ الارضِ العارفين بوضوحِ خياراتِهِم.. أمَّا من ينامُ على حريرِ الضماناتِ الاميركيةِ فليَتلفِتْ حولَه قليلاً، وليستمِعْ لأصواتِ أطفالِ غزةَ المجوَّعينَ والمقتولينْ.. ففي يومنا هذا أتَّى الصهيوني بشراكةٍ كاملةٍ مع الاميركي على مئةِ فلسطينيٍ شهيدْ واكثرَ من الفِ جريحْ على مرأى ومسمَعِ العالم.. *********** مقدمة تلفزيون "الجديد" الجنوبُ أولاً.. على الدُّفعة "صَمَدوا وغَلَبوا".. وتَفوَّقوا خمسةُ طلابٍ جنوبيينَ حَمَلوا في دمائهم لونَ الحياة، وبينهم مُصابُ بايجر في بيتِ أهلِه، لكنْ في عيونِه المُطفَأةِ انتقامٌ بمعدلٍ فوقَ العادة خمسةُ طلابٍ كلٌّ منهم أَوَّلُ على فرعِه في لبنان بامتحانات الشَّهادةِ الرسمية الثانوية، شَكَّلوا صورةً طبقَ الأصلِ عن روح التحدي ومُقارعةِ الأوضاعِ الصعبة التي مَرّوا بها، بالإصرارِ على العِلم كفِعلٍ مقاوم وبسلاحِ النجاح سَجَّلوا الانتصار، فتقدَّمَ الجنوبُ رَتلَ الناجحين وتَبَوَّأَتِ ابنةُ جبل لبنان المرتبةَ الأولى على كل المحافظات يومَ الامتحانِ أَكرَمَ الطلابُ لبنان في استحقاقٍ تربوي تَبارَوْا فيه لأجلِ التميز وحَصدوا فيه النتائجَ على بيدرِ الوطن بكل فئاتِه واستَحَقُّوا بجَدارةٍ إرادةَ الحُلُم بالمستقبل الذي تُبنى عليه الأوطان، في صورةٍ معاكِسة لزعماءَ تحمَّلوا مسؤوليةَ الدولةِ وكلٌّ من مربعِه تخَلَّى عن مشروع الدولة، ومعَ العهدِ الجديد رئاسةً وحكومةً وما يحملُه من تطلعاتٍ يَخوضُ البلدُ "الجهادَ الأكبر" بسلاح وَحدةِ الموقف للحفاظ على كِيانِه ووجودِه ويقفُ على مفتَرَقِ "الثلاثاءِ الكبير" وقضيتِه الأخطر حصرِ السلاحِ بيدِ الدولة، وعلى استحقاقِ جلسةِ مجلسِ الوزراء المرتقبة سُجل ارتفاعٌ في منسوبِ الحَراك على خط المشاوراتِ للجلوس على طاولة بعبدا بصفر خلاف وتحت سقفِ خِطابِ القَسَم والبيانِ الوَزاري وكلُّ مكوِّناتِ الحكومة ستسلكُ خريطةَ الطريقِ هذه ببِطاقةِ مرورٍ نحو النقاشِ المعمَّقِ والكلامِ المُباح لتأكيدِ المؤكدِ لجهةِ حصريةِ السلاح بيد الدولة وإمكانيةِ وضعِ المِلف بعُهدة المجلسِ الأعلى للدفاع وتلزيمِ قيادةِ اليرزة تحديدَ اللحظة صفر لبسطِ سلطةِ الدولة على كامل أراضيها كأحدِ الخياراتِ المطروحة. هذا في الشكل، أما في المضمون، فإن الثنائيَّ واحدٌ في الموقف، وفي المشارَكة أكد الأمرَ حتى اللحظة، وفي تواصُلِ الجديد معَ وزراءِ الثنائيّ ممَّن ليسوا خارجَ البلد، أنَّ التوجُّهَ خلال الجلسةِ سيكونُ خِطابَ القسم والبيانَ الوَزاري، والنقاشَ مستمرٌّ قبلَها لسحبِ فتيلِ تفجير الحكومة من داخلها، وعلى هذا الأمر لفتَ مصدرٌ مقرب من حزبِ الله للجديد الى أنَّ المشاوراتِ الجارية تهدفُ للتوصل إلى صيغةٍ تجنِّبُ الانزلاقَ نحو ما لاتُحمَدُ عُقْباه، وبحسب معلوماتِ الجديد فإنَّ مِروحةَ التشاور تشمُلُ الرئاساتِ الثلاثَ وقد تتصاعدُ وتيرتُها وتصلُ إلى ذُروتِها عَشيةَ الجلسة للاتفاقِ على مَخرجٍ يُرضي جميعَ الأطراف. أما غزة فمخارج وقف حربَي ابادتها وتجويعها موصدةٌ أبوابُها بآخِر قرار اميركي اعلن عنه المبعوث الاميركي ستيف ويتكوف بأن لا مجاعة في القطاع وبشهادة منظمة الصحة العالمية فقد وَصفت الوضع بأنه اسوأ سيناريو ممكن للمجاعة، في وقتٍ ندد ألف موظف في الاتحاد الأوروبي بصمت الاتحاد تِجاه الأزمةِ، وطالبوا بفرضِ عقوباتٍ مالية وتجارية على إسرائيل وسحبِ سفيرِ الاتحاد منها.