logo
معين السعيد أمين سر حركة فتح لـ الأقاليم الخارجية: نحن ننام فوق أغصان الزيتون لأن فلسطين تنزف، وهذا الشجر الذي يُقتل ويُقتلع من أرضه، يرمز لصمودنا وسلامنا

معين السعيد أمين سر حركة فتح لـ الأقاليم الخارجية: نحن ننام فوق أغصان الزيتون لأن فلسطين تنزف، وهذا الشجر الذي يُقتل ويُقتلع من أرضه، يرمز لصمودنا وسلامنا

شبكة أنباء شفا٠٦-٠٥-٢٠٢٥
شفا – في مشهد لا يشبه سواه، أقرب إلى لوحة احتجاجية مرسومة بالألم والرمز، أطلق عدد من النشطاء وعلى رأسهم الناشط القبرصي في مجال حقوق الانسان السيد لويس ألان، وأبناء حركة فتح، يرافقهم متضامنون قبارصة وأجانب، اعتصاماً مفتوحاً تخلله إضراب عن الطعام، على بعد امتار من السفارة الأميركية والجامعة الأوروبية في العاصمة القبرصية نيقوسيا، في خطوة احتجاجية صامتة لكنها صاخبة بمعانيها، رفضاً لما وصفوه بالحرب الشاملة وحصار التجويع الذي يتعرض له المدنيون العزل من أبناء شعبنا في قطاع غزة .
نوم فوق شجرة الزيتون… ورسالة سلام من بين الأغصان
انطلقت فكرة الاعتصام من شارع 'ايو بروكوبيو' الحيوي، الذي تعبره آلاف المركبات يومياً، في موقع استراتيجي يقع بين مبنى السفارة الأميركية والجامعة الأوروبية. هناك، تحت شجرة زيتون معمّرة، قرر المعتصمون قضاء أيامهم ولياليهم، بل والنوم على فروعها، في رسالة رمزية تعبّر عن التمسك بالسلام، والهوية، والجذور، في مواجهة الاقتلاع والتجريف والتهجير والقـتل الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، خاصة منذ السابع من أكتوبر 2023.
'غصن الزيتون ليس مجرد رمز… إنه احتجاج حيّ'، بهذه الكلمات وصف معين السعيد، أمين سر حركة 'فتح' في قبرص، الهدف من هذه الفعالية الرمزية. وفي تصريح خاص لـ'الأقاليم الخارجية'، قال السعيد: نحن ننام فوق أغصان الزيتون لأن فلسطين تنزف، ولأن هذا الشجر الذي يُقتل ويُقتلع من أرضه، يرمز لصمودنا وسلامنا. حتى الأشجار باتت تحتج، فكيف لنا أن نصمت؟'
أوضح السعيد: فكرة الاعتصام جاءت رغبة في توصيل الصوت الفلسطيني إلى الطلبة والشارع القبرصي، مشيراً إلى أن الموقع كان مقصوداً بعناية: 'وجودنا بجوار الجامعة والسفارة الأميركية رسالة مزدوجة: للشباب الأوروبي حتى لا تغيب الحقيقة عن وعيهم، ولصنّاع القرار الدوليين حتى يروا أننا هنا، لا نُنسى، لا نُدفن في صمت.'
رسائل من الشارع: التضامن يتجاوز اللغة
قال السعيد: الاعتصام لم يمر مرور الكرام على المارة. طلاب الجامعة الأوروبية توقفوا للاستماع، وتبادلوا الحديث مع المعتصمين. السائقون أطلقوا زمامير سياراتهم تأييداً، وهتف البعض من نوافذ مركباتهم بـ'Free Palestine'، كما تم رفع لافتات باللغة اليونانية والإنجليزية والعربية تندد بـ 'الـعدوان' وتدعو إلى إنهاء 'حصار غزة'.
وأضاف: تفاجأنا بحجم التفاعل. البعض قدّم الماء رغم علمه بأننا مضربون عن الطعام. البعض الآخر طلب الانضمام لليلة واحدة فوق الشجرة. كان الشعور واضحًا: الناس تريد أن تقول شيئًا، أن تتضامن بطريقة أو بأخرى'.
الإضراب عن الطعام: مشاركة رمزية في الألم
المعتصمون قرروا أيضاً الدخول في إضراب عن الطعام حتى نهاية الأسبوع، كتعبير رمزي عن مشاركتهم في معاناة أهالي غـ.ـزة، الذين يعانون من شحّ الموارد الأساسية في ظل استمرار التصعيد منذ أكثر من ستة أشهر.
'نحن لا ندّعي أننا نعيش معاناتهم، لكننا نحاول أن نشاركهم أدناها، أن نرسل لهم رسالة: لستم وحدكم. ولو بجسد جائع فوق غصن زيتون، سنقاوم معكم بالإنسانية إن لم نقدر بالسلاح'، هكذا لخص السعيد دافعهم للإضراب.
الرسالة الأخيرة: كفى صمتاً… وكفى موتاً
في ختام حديثه، وجّه السعيد نداءً عبر 'الأقاليم الخارجية' قائلاً: 'لسنا دعاة حرب، نحن عشاق حياة. نطالب بالسلام والحرية والكرامة كباقي شعوب الأرض. كفى صمتاً، كفى ازدواجية في المعايير، كفى موتاً يُطوى في نشرات الأخبار.'
وبينما يستمر المعتصمون في ليلهم ونهارهم، فوق أغصان الزيتون وتحت ظلال الصمت الدولي، يبقى المشهد هناك… صامتاً وصارخاً في آن: غـ.ـزة ليست وحدها، وفلسطين لا تزال تنبض من بين الأغصان.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مع الدُّخول المحدود للبضائع... تجَّار يستغلُّون المواطنين ويستنزفون جيوبهم
مع الدُّخول المحدود للبضائع... تجَّار يستغلُّون المواطنين ويستنزفون جيوبهم

فلسطين أون لاين

timeمنذ يوم واحد

  • فلسطين أون لاين

مع الدُّخول المحدود للبضائع... تجَّار يستغلُّون المواطنين ويستنزفون جيوبهم

غزة/ محمد أبو شحمة: أكد مواطنون في قطاع غزة استمرار موجة الغلاء وارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل كبير، على الرغم من بدء دخول بعض الشاحنات التجارية والمساعدات عبر المعابر في الأسابيع الأخيرة، ما يثير اتهامات مباشرة لتجار وموردين باستغلال الأوضاع الإنسانية في القطاع لتحقيق أرباح غير مشروعة. وقال مواطنون إن أسعار السلع، خصوصاً بعض المواد الغذائية التي سمح الاحتلال بادخالها لا تزال خارج القدرة الشرائية لغالبية الأهالي، حيث تباع بأسعار تصل إلى أضعاف التكلفة الحقيقية، رغم استقرار جزئي في تدفق بعض البضائع. وبين مواطنون أن تغييب الحرب الرقابة الحكومية، واحتكار بعض التجار للسوق، يعد من الأسباب الرئيسية لاستمرار هذه الأزمة، وعدم تفعيل أدوات الضبط والمساءلة. وقال محمد العرجا احد النازحين فوق منطقة العطار في المواصي "بعض التجار يرفعون الأسعار بشكل مبالغ فيه مستغلين حاجة الناس للطعام خاصة مع تفاقم المجاعة". واضاف العرجا في حديثه لصحيفة "فلسطين" "عمليات التخزين والبيع المشروط بالكاش وعدم القبول البيع بالتطبيقات البنكية أصبحت سمة للكثير من التجار والبائعين وتستخدم كوسيلة لاحتكار السوق". وطالب العرجا الجهات الرقابية باتخاذ إجراءات فورية لوقف هذا الاستغلال، ومحاسبة كل من يعبث بأسعار السلع، والعمل على دعم الفئات الفقيرة وتوفير السلع بأسعار عادلة. كذلك اشتكى اسعد عودة من الارتفاع الجنوني لاسعار السكر والجبنة والمرتديلا رغم توفرها في الأسواق. وقال عودة في حديثه لصحيفة "فلسطين" "هذه المواد الغذائية متوفرة بشكل جيد على البسطات في مناطق مختلفة من قطاع غزة ورغم ذلك يباع كيلو السكر ب35 شيكل والجبنة الصغيرة 10 شيكل والمرتديلا 75 شيكل". وأوضح أن وضع السوق مأساوي حيث يتحكم تجار صغار في كل كبيرة وصغيرة ويرفضون البيع بربح قليل. كذلك أكد احمد حماد أن التجار الان يمارسون اقبح أنواع الاستغلال والتضليل بحق الناس من خلال الإعلان عن البيع بالتطبيق البنكي ولكن بسعر مبالغ فيه. وقال حماد لصحيفة "فلسطين": "على سبيل المثال يتم بيع علبة الخميرة بـ45 شيكل عبر التطبيق البنكي في حين ان سعرها بالكاش 30 شيكل وهنا يكون البيع من خلال التطبيق قد حصل البائع عمولة تصل إلى 25%'. وأوضح انه يتم بيع ايضا الجبنة الصفراء وزن 250 جرام ب25 شيكل في حين ان سعرها بالكاش 17 شيكل وهنا يكون البائع ايضا باع هذه السلعة للناس مع تحصيل 27% عمولة. ولفت إلى ان البضائع تصل للتجار من خلال الدفع بالتطبيق ولكن غالبتهم يبيعون بالكاش وباسعار مرتفعة من خلال التطبيق. المصدر / فلسطين أون لاين

نافعةً لـ "فلسطين": (إسرائيل الكبرى) ليست وهمًا ونتنياهو يعمل بخطَّة توراتيَّة لابتلاع المنطقة
نافعةً لـ "فلسطين": (إسرائيل الكبرى) ليست وهمًا ونتنياهو يعمل بخطَّة توراتيَّة لابتلاع المنطقة

فلسطين أون لاين

timeمنذ يوم واحد

  • فلسطين أون لاين

نافعةً لـ "فلسطين": (إسرائيل الكبرى) ليست وهمًا ونتنياهو يعمل بخطَّة توراتيَّة لابتلاع المنطقة

غزة-القاهرة/ محمد الأيوبي: قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة د. حسن نافعة، إن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن ما تسمى (إسرائيل الكبرى) ليست مجرد أوهام أو أحلام، بل تمثل خطة عمل متكاملة لليمين الديني المتطرف الذي يوجّه سياسات حكومة الاحتلال الحالية، مشيراً إلى أن نتنياهو أقرب ما يكون إلى هذا الجناح المتشدد. وأوضح نافعة لصحيفة "فلسطين"، أن نتنياهو سبق أن عرض خريطة مشابهة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول 2023، أي قبل أيام قليلة من عملية "طوفان الأقصى"، الأمر الذي يؤكد أن هذه الأفكار ليست مجرد أوهام إسرائيلية، بل هي خطة عمل ورؤية متكاملة لليمين الديني، ينظر من خلالها إلى القضية الفلسطينية والمنطقة برمتها من منظور توراتي بحت، مشددًا على أن الدول العربية يجب أن تستعد لأسوأ الاحتمالات، لأن الاكتفاء بالرفض المبدئي للتهجير أو لهذه المخططات التوسعية لن يكون كافياً، بل يجب التصدي لها بجدية كاملة. والثلاثاء الماضي، قال نتنياهو-المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة- إنه يشعر بأنه في "مهمة تاريخية وروحية"، وأنه متمسك "جداً" برؤية (إسرائيل الكبرى)، التي تشمل الأراضي الفلسطينية، "وربما أيضاً مناطق من الأردن ومصر" بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل". ويُستخدم مصطلح (إسرائيل الكبرى) تاريخياً للإشارة إلى فلسطين التاريخية، إضافة إلى أراضٍ أخرى وردت في تصورات بعض التيارات الصهيونية المبكرة. كسر المقاومة وأشار نافعة إلى أن (إسرائيل) ترى أن كسر المقاومة في غزة، وإجبار حزب الله على تسليم سلاحه، سيمهد الطريق أمامها لتحقيق كل أحلامها التوسعية. وهذه – بحسب نافعة – الخطة التي يعمل نتنياهو على أساسها، وإذا لم يتم إيقافه من قبل الدول العربية والمجتمع الدولي، فسيواصل خطواته للأمام من أجل تحقيقها. لذلك، لا يوافق نافعة الرأي الذي يعتبر هذه التوجهات مجرد تهويل أو أضغاث أحلام، بل يؤكد أنها خطط عمل نراها تتحقق تدريجياً على الأرض، عبر توسع (إسرائيل) وفرض وقائع جديدة على حساب الفلسطينيين والدول العربية. وأضاف أن هذه التصريحات خطيرة، ولوقف هذه الأحلام التوسعية يجب أن تتخذ الدول العربية موقفاً أكثر جدية، وأن تبعث برسالة واضحة لنتنياهو بأن هذه المخططات لن تمر، وأنها مستعدة لمعارضتها بكل قوة، حتى لو تطلب الأمر قطع العلاقات الدبلوماسية مع (إسرائيل) إذا أصرت على المضي فيها، مع الاستعداد لما هو أسوأ، لأن طموحات (إسرائيل) في الواقع لا حدود لها، حتى المسجد الأقصى مهدد هذه الأيام، واحتمالات تدميره وإقامة الهيكل المزعوم مكانه ليست مجرد كلام، بل هناك في (إسرائيل) من يعمل على تنفيذ هذه الخطط بشكل دائم. وعن مصر، أكد نافعة أن التهديد الذي تمثله هذه الرؤية الإسرائيلية ليس موجهاً لمصر وحدها، بل إن الخريطة التي طرحها نتنياهو وتحدث عنها تشمل أجزاء من مصر والأردن والسعودية، إضافة إلى فلسطين التاريخية، ما يعني أن كل الدول العربية مهددة بهذا المشروع التوسعي، وأن عليها أن تتوحد في مواجهته باعتباره خطراً مشتركاً. وحذر من أن مواجهة كل دولة لهذا التهديد بشكل منفرد لن تنجح، سواء كانت مصر أو الأردن أو الفلسطينيين وحدهم، مؤكداً أن الدول العربية، خاصة تلك التي تستهدفها هذه الخرائط التوسعية، يجب أن تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد وتستعد لمواجهتها. ولفت إلى أن المشروع الصهيوني عمره قرن وربع، وخلال هذه المدة تمكن من تحقيق إنجازات متتالية، فحصل أولاً على وعد بلفور، ثم على صك الانتداب البريطاني الذي وفر الحماية للهجرة اليهودية إلى فلسطين، ثم قرار التقسيم وحرب 1948، وبعدها حرب 1967، وفي كل مرة توسعت (إسرائيل) على حساب الأراضي العربية، حتى ابتلعت فلسطين بالكامل، وهي اليوم تهدد دولاً عربية أخرى، وتقول بوضوح إن المشروع الصهيوني لم يكتمل، وتسعى إلى مواصلته حتى تحقيق كامل أهدافه، وهو ما يعكسه كلام نتنياهو. وبين نافعة أن الخلافات داخل (إسرائيل) بين المتطرفين ليست حول جوهر المشروع، بل حول توزيع الأدوار، مشدداً على أن (إسرائيل) لا تنسحب من أي أرض إلا إذا أُجبرت على ذلك. ورأى أن السبيل الوحيد لمواجهة هذا المشروع هو المقاومة، سواء كانت مقاومة شعبية أو عبر الجيوش النظامية، أو على غرار المقاومة الفلسطينية واللبنانية، مؤكداً أن هذه العناصر يجب أن تتكامل وتتحد لمواجهة المشروع الصهيوني، وأن أي دولة بمفردها – حتى لو كانت بحجم مصر – لن تتمكن من ذلك وحدها. واختتم نافعة بالتأكيد على أن الخطر يواجه الجميع، ويهدد الجميع، وأن على الدول العربية واجباً مقدساً لتوحيد الصفوف وترتيب المواقف، لأن أي رهان على دولة واحدة أو قائد واحد لن يحقق شيئاً في مواجهة هذا المشروع التوسعي.

إنزال المساعدات الجوية يحصد المزيد من ضحايا الجوع ويعزز الفوضى
إنزال المساعدات الجوية يحصد المزيد من ضحايا الجوع ويعزز الفوضى

فلسطين أون لاين

timeمنذ 6 أيام

  • فلسطين أون لاين

إنزال المساعدات الجوية يحصد المزيد من ضحايا الجوع ويعزز الفوضى

غزة/ محمد عيد: "هذه ليست مساعدات إنزال جوية.. هذه مساعدات إذلال.. لا تكفي لشعب محاصر ولا تساوي نصف شاحنة تدخل برا"، بهذه الكلمات عبر الشاب عدي ناهض القرعان عن رأيه بشأن إسقاط بعض الدول العربية والغربية المساعدات الجوية فوق غزة التي تعيش مجاعة كارثية في العصر الحديث. وظهر القرعان في مقطع فيديو متداول وسط حشد من المواطنين يتدافعون صوب صندوق سقط أرضا من المساعدات الجوية، وتساءل بغضب: "لمن ستكفى هذه المساعدات؟ هل هذه طريقة إنسانية لتوزيع الطعام على شعب نازح ومنهك من الحرب والحصار والمجاعة؟". وأشار إلى أن آلية إيصال المساعدات عبر الإنزال الجوي تشعل الفوضى بين المجُوعين، وتدمر خيام النازحين المنكوبين، مستهجنا تقاعس تلك الدول عن كسر الحصار المطبق على غزة، وإنقاذ سكان القطاع من المجاعة وسوء التغذية التي حصدت أرواح 197 شهيدا بينهم 96 طفلا حتى اللحظة. وختم القرعان حديثه بأن هذه "مساعدات إذلال"، قبل أن يرتقي الأسبوع الماضي، نتيجة ارتطام صندوق مساعدات جوية بجسده وسقوطه أرضا دون إنقاذه من تدافع المواطنين المجُوعين. ولتفادي الغضب العالمي والأممي من مشاهد انتشار المجاعة وسوء التغذية بين الغزيين، سمح جيش الاحتلال مطلع أغسطس/ آب الجاري لطائرات عربية وغربية بتنفيذ عمليات إنزال مساعدات غذائية فوق سماء غزة. لكن حادثة ارتقاء الحكيم القرعان ومواطنين آخرين من بينهم آدم الشرباصي من غزة والطفل مهند عيد من النصيرات، خلال اليومين الماضين، نتيجة سقوط صندوق المساعدات فوق خيامهم، أعادت الجدل حول فعالية وسلامة إمداد غزة بالمساعدات عبر الإنزال الجوي. وأكد الدفاع المدني في غزة أنه يدرك حجم الاحتياج الإنساني إلا أنه يتابع بقلق لجوء جهات دولية لإنزال مساعدات جوا، مؤكدا أن هذه الآلية تهدد حياة المدنيين. "تقتل لا تنقذ" وعلى أية حال، يقول المواطن حسين مقداد (42 عاما) إنه وسط المجاعة ودعم جيش الاحتلال للفوضى وعصابات اللصوص بالسطو على شاحنات الدقيق، لم يعد خيارا أمامه سوى التوجه للمناطق المتوقع إنزال مساعدات جوية فيها. يعترف الأب لخمسة أبناء بمخاطر تلك الآلية وأنها ليست ذات جدوى، لكنه يذهب يوميا غرب مخيم النصيرات، ولخص الأمر: "نحن في مجاعة، لا توجد خيارات أمامنا سوى البحث عن الطعام من وسط الموت". ويضيف في حديثه لصحيفة "فلسطين": "الأطفال يصرخون من الجوع، والآباء أمام خيارات صعبة وضيقة جدا"، مشيرا إلى أن تدافع المجٌوعين صوب تلك الصناديق يتسبب بحوادث شجار وإصابات بين مختلف الأعمار. ويتابع: "الحل ليس بإلقاء المساعدات من الجو .. الحل يكمن بإدخال المساعدات بطريقة آمنة ويوميا لضمان وصولها لجميع السكان"، وهذا ما تريده الأرملة سناء أحمد (37 عاما) وتحدثت: "أنا زوجة شهيد، لا أستطيع مزاحمة الرجال على صندوق المساعدات". وبرأي الأرملة سناء في حديثها لصحيفة "فلسطين" فإن الحل يكمن بإيصال المساعدات الخاصة للنساء والأطفال بطريقة آمنة وفعالة. وناشدت تلك الدول بضرورة احترام كرامة المواطنين وتوزيع المساعدات الغذائية عليهم عبر مؤسسات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية. ويحذر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) المدعوم من الأمم المتحدة من أن "أسوأ سيناريو للمجاعة يتكشف"، بينما وثقت منظمة الصحة العالمية ارتفاعا حادا في وفيات الأطفال المرتبطة بسوء التغذية. "هندسة التجويع" بحسب مدير المكتب الإعلام الحكومي د. إسماعيل الثوابتة فإن آلية إنزال المساعدات جوا يتسبب بارتقاء ضحايا وجرحى من المدنيين وتدمير خيام وممتلكات النازحين. وأفاد الثوابتة في حديثه لصحيفة "فلسطين" بارتفاع أعداد شهداء سقوط المساعدات الجوية لـ25 شهيدا منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023م وحتى اللحظة. وأوضح أن هذه الآلية غير فعالة ولا تساهم بالحد الأدنى من احتياجات المواطنين وسط "بحر الحاجة" الإنسانية لشعبنا. وتطرق إلى أثار سلبية أخرى لإنزال المساعدات كالفوضى وتشكيل عصابات اللصوص والبلطجة والتدافع، مؤكدا أن هذا ما يتعمد الاحتلال استغلاله كأداة لتعزيز الفوضى ضمن سياسة "هندسة التجويع" في إطار حرب الإبادة الجماعية. ونوه إلى أن غزة بحاجة لأزيد عن 600 شاحنة يوميا لإنقاذ سكانها ومختلف القطاعات الحيوية من الكارثة والإبادة الجماعية التي لا تزال (إسرائيل) تعمق دمار جميع مناحي الحياة فيها. وشدد الثوابتة على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية والغذائية والصحية لغزة عبر معابرها ومنافذها البرية؛ لضمان وصولها للمؤسسات الأممية ووكالات الإغاثة العاملة في القطاع وتوزيعها بشكل آمن وعادل على السكان البالغ عددهم أزيد عن 2 مليون نسمة. تكلفة عالية تعتبر المنظمات الإنسانية عمليات الإنزال الجوي الملاذ الأخير بالنظر إلى المخاطر على الأرض. وكتب في هذا السياق المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني على موقع (إكس) أن عمليات الإنزال الجوي مكلفة وأقل فعالية من عمليات التسليم البرية عبر المعابر. وأضاف أن "كلفة عمليات الإنزال الجوي أكثر بمئة مرة على الأقل من تكلفة الشاحنات؛ إذ أن الشاحنات تحمل ضعف كمية المساعدات التي تحملها الطائرات". كما أقرّ وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول بمحدودية عمليات الإنزال الجوي، ودعا سلطات الاحتلال إلى فتح المعابر البرية لإيصال المساعدات بفعالية. وقال: "إن الطريق البري بالغ الأهمية. وهنا، يقع على عاتق (إسرائيل) واجب السماح بسرعة بمرور ما يكفي من المساعدات الإنسانية والطبية بأمان، حتى يمكن منع الوفيات الجماعية بسبب الجوع". أما منظمة الصحة العالمية فوصفت الإنزالات الجوية بأنها "حل مؤقت وغير عملي"، مطالبة بفتح المعابر أمام دخول ما لا يقل عن 600 شاحنة يوميًا لضمان تدفق الغذاء والدواء بشكل منتظم وكاف. المصدر / فلسطين أون لاين

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store