
إنزال المساعدات الجوية يحصد المزيد من ضحايا الجوع ويعزز الفوضى
"هذه ليست مساعدات إنزال جوية.. هذه مساعدات إذلال.. لا تكفي لشعب محاصر ولا تساوي نصف شاحنة تدخل برا"، بهذه الكلمات عبر الشاب عدي ناهض القرعان عن رأيه بشأن إسقاط بعض الدول العربية والغربية المساعدات الجوية فوق غزة التي تعيش مجاعة كارثية في العصر الحديث.
وظهر القرعان في مقطع فيديو متداول وسط حشد من المواطنين يتدافعون صوب صندوق سقط أرضا من المساعدات الجوية، وتساءل بغضب: "لمن ستكفى هذه المساعدات؟ هل هذه طريقة إنسانية لتوزيع الطعام على شعب نازح ومنهك من الحرب والحصار والمجاعة؟".
وأشار إلى أن آلية إيصال المساعدات عبر الإنزال الجوي تشعل الفوضى بين المجُوعين، وتدمر خيام النازحين المنكوبين، مستهجنا تقاعس تلك الدول عن كسر الحصار المطبق على غزة، وإنقاذ سكان القطاع من المجاعة وسوء التغذية التي حصدت أرواح 197 شهيدا بينهم 96 طفلا حتى اللحظة.
وختم القرعان حديثه بأن هذه "مساعدات إذلال"، قبل أن يرتقي الأسبوع الماضي، نتيجة ارتطام صندوق مساعدات جوية بجسده وسقوطه أرضا دون إنقاذه من تدافع المواطنين المجُوعين.
ولتفادي الغضب العالمي والأممي من مشاهد انتشار المجاعة وسوء التغذية بين الغزيين، سمح جيش الاحتلال مطلع أغسطس/ آب الجاري لطائرات عربية وغربية بتنفيذ عمليات إنزال مساعدات غذائية فوق سماء غزة.
لكن حادثة ارتقاء الحكيم القرعان ومواطنين آخرين من بينهم آدم الشرباصي من غزة والطفل مهند عيد من النصيرات، خلال اليومين الماضين، نتيجة سقوط صندوق المساعدات فوق خيامهم، أعادت الجدل حول فعالية وسلامة إمداد غزة بالمساعدات عبر الإنزال الجوي.
وأكد الدفاع المدني في غزة أنه يدرك حجم الاحتياج الإنساني إلا أنه يتابع بقلق لجوء جهات دولية لإنزال مساعدات جوا، مؤكدا أن هذه الآلية تهدد حياة المدنيين.
"تقتل لا تنقذ"
وعلى أية حال، يقول المواطن حسين مقداد (42 عاما) إنه وسط المجاعة ودعم جيش الاحتلال للفوضى وعصابات اللصوص بالسطو على شاحنات الدقيق، لم يعد خيارا أمامه سوى التوجه للمناطق المتوقع إنزال مساعدات جوية فيها.
يعترف الأب لخمسة أبناء بمخاطر تلك الآلية وأنها ليست ذات جدوى، لكنه يذهب يوميا غرب مخيم النصيرات، ولخص الأمر: "نحن في مجاعة، لا توجد خيارات أمامنا سوى البحث عن الطعام من وسط الموت".
ويضيف في حديثه لصحيفة "فلسطين": "الأطفال يصرخون من الجوع، والآباء أمام خيارات صعبة وضيقة جدا"، مشيرا إلى أن تدافع المجٌوعين صوب تلك الصناديق يتسبب بحوادث شجار وإصابات بين مختلف الأعمار.
ويتابع: "الحل ليس بإلقاء المساعدات من الجو .. الحل يكمن بإدخال المساعدات بطريقة آمنة ويوميا لضمان وصولها لجميع السكان"، وهذا ما تريده الأرملة سناء أحمد (37 عاما) وتحدثت: "أنا زوجة شهيد، لا أستطيع مزاحمة الرجال على صندوق المساعدات".
وبرأي الأرملة سناء في حديثها لصحيفة "فلسطين" فإن الحل يكمن بإيصال المساعدات الخاصة للنساء والأطفال بطريقة آمنة وفعالة.
وناشدت تلك الدول بضرورة احترام كرامة المواطنين وتوزيع المساعدات الغذائية عليهم عبر مؤسسات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية.
ويحذر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) المدعوم من الأمم المتحدة من أن "أسوأ سيناريو للمجاعة يتكشف"، بينما وثقت منظمة الصحة العالمية ارتفاعا حادا في وفيات الأطفال المرتبطة بسوء التغذية.
"هندسة التجويع"
بحسب مدير المكتب الإعلام الحكومي د. إسماعيل الثوابتة فإن آلية إنزال المساعدات جوا يتسبب بارتقاء ضحايا وجرحى من المدنيين وتدمير خيام وممتلكات النازحين.
وأفاد الثوابتة في حديثه لصحيفة "فلسطين" بارتفاع أعداد شهداء سقوط المساعدات الجوية لـ25 شهيدا منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023م وحتى اللحظة.
وأوضح أن هذه الآلية غير فعالة ولا تساهم بالحد الأدنى من احتياجات المواطنين وسط "بحر الحاجة" الإنسانية لشعبنا.
وتطرق إلى أثار سلبية أخرى لإنزال المساعدات كالفوضى وتشكيل عصابات اللصوص والبلطجة والتدافع، مؤكدا أن هذا ما يتعمد الاحتلال استغلاله كأداة لتعزيز الفوضى ضمن سياسة "هندسة التجويع" في إطار حرب الإبادة الجماعية.
ونوه إلى أن غزة بحاجة لأزيد عن 600 شاحنة يوميا لإنقاذ سكانها ومختلف القطاعات الحيوية من الكارثة والإبادة الجماعية التي لا تزال (إسرائيل) تعمق دمار جميع مناحي الحياة فيها.
وشدد الثوابتة على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية والغذائية والصحية لغزة عبر معابرها ومنافذها البرية؛ لضمان وصولها للمؤسسات الأممية ووكالات الإغاثة العاملة في القطاع وتوزيعها بشكل آمن وعادل على السكان البالغ عددهم أزيد عن 2 مليون نسمة.
تكلفة عالية
تعتبر المنظمات الإنسانية عمليات الإنزال الجوي الملاذ الأخير بالنظر إلى المخاطر على الأرض. وكتب في هذا السياق المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني على موقع (إكس) أن عمليات الإنزال الجوي مكلفة وأقل فعالية من عمليات التسليم البرية عبر المعابر.
وأضاف أن "كلفة عمليات الإنزال الجوي أكثر بمئة مرة على الأقل من تكلفة الشاحنات؛ إذ أن الشاحنات تحمل ضعف كمية المساعدات التي تحملها الطائرات".
كما أقرّ وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول بمحدودية عمليات الإنزال الجوي، ودعا سلطات الاحتلال إلى فتح المعابر البرية لإيصال المساعدات بفعالية. وقال: "إن الطريق البري بالغ الأهمية. وهنا، يقع على عاتق (إسرائيل) واجب السماح بسرعة بمرور ما يكفي من المساعدات الإنسانية والطبية بأمان، حتى يمكن منع الوفيات الجماعية بسبب الجوع".
أما منظمة الصحة العالمية فوصفت الإنزالات الجوية بأنها "حل مؤقت وغير عملي"، مطالبة بفتح المعابر أمام دخول ما لا يقل عن 600 شاحنة يوميًا لضمان تدفق الغذاء والدواء بشكل منتظم وكاف.
المصدر / فلسطين أون لاين

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة أنباء شفا
منذ 5 ساعات
- شبكة أنباء شفا
روحي فتوح : مخطط 'E1' وبناء آلاف الوحدات الاستعمارية يكرسان الضم الزاحف
شفا – قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، إن تنفيذ مخطط 'E1 الاستعماري' في قلب الضفة الغربية والقدس المحتلة، والمتضمن بناء آلاف الوحدات الاستعمارية، وتوسيع مستعمرة 'معاليه ادوميم' وربطها بالقدس المحتلة تمثل خطوة عنصرية تهويدية معلنة لدفن فكرة الدولة الفلسطينية، وتنسجم مع ما صرح به رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو حول مشروع 'إسرائيل الكبرى'. وأضاف أن هذا الاجراء يشكل انتهاكا فاضحا للقانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة وخرقا لقرار مجلس الأمن (2334) الذي يؤكد عدم شرعية الاستيطان ويدعو إلى وقفه فورا. وتابع: أن هذا المخطط الاستعماري يندرج ضمن سياسة الضم الزاحف بحكم الأمر الواقع، ويترافق مع جرائم قتل وتخريب وهجمات مسلحة تنفذها عصابات المستعمرين والجماعات اليهودية المتطرفة ضد القرى والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، تحت حماية ومشاركة جيش الاحتلال ضمن سياسة التطهير العرقي والتهجير القسري لسكان هذه المناطق. وأشار فتوح إلى أن ما يجري هو مخطط ممنهج لسرقة الأراضي وتهويدها، وفرض وقائع توراتية تلمودية على الصراع، بالتوازي مع العدوان الوحشي على قطاع غزة الذي أدى إلى استشهاد وإصابة ونزوح مئات الآلاف، وتدمير البنية التحتية والعمل على تنفيذ خطط التهجير القسري في عدوان شامل يهدد الأمن والسلم الاقليمي والدولي. وأكد فتوح أن فرض حقائق على الأرض للقضاء على فكرة قيام دولة فلسطينية وتحويل الصراع إلى صراع ديني سينعكس على العالم وارتداداته، وسيعاني منها العالم أجمع، مبينا أن هذه الحكومة المتطرفة تخطف العالم نحو حروب وأعمال عنف سيعاني منها الجميع. وشدد على أن شعبنا وقيادته يعرفون تماما كيفية التصدي وافشال هذا المخطط العنصري، مطالبا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إعلان إسرائيل دولة أبرتهايد يجب عزلها وفرض العقوبات عليها. ولفت إلى أن تسريع وتيرة التهويد من حكومة اليمين المتطرفة، جاء ردا على الوعي الدولي والاعترافات المتتالية بالدولة الفلسطينية من دول أوروبية ودول أخرى، وردا على مواقف الشعوب التي خرجت بالملايين ضد العنصرية والعدوان على الشعب الفلسطيني.


شبكة أنباء شفا
منذ يوم واحد
- شبكة أنباء شفا
الصين تقدم مساعدة مالية للأونروا بقيمة 1.5 مليون دولار
شفا – وقع سفير جمهورية الصين الشعبية لدى دولة فلسطين السيد تسنغ جيشين، اليوم الأربعاء المنحة السنوية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى 'أونروا' بقيمة 1.5 مليون دولار أميركي. ووقع الاتفاقية، السفير الصيني مع مدير الشراكات في دائرة العلاقات الخارجية بالأونروا كريم عامر، وذلك مقر الوكالة بالعاصمة الأردنية عمان. وقال السفير الصيني لدى فلسطين السيد تسنغ جيشين إن الحكومة الصينية دأبت على تقديم المساعدة لدعم الأونروا للوفاء بمهام ولايتها، ولم تكتفي الصين بتقديم مساعدات نقدية وطبية إلى قطاع غزة والضفة الغربية ومناطق عمل الأونروا الأخرى، بل زادت من تبرعها السنوي للأونروا. وجدد السفير الصيني لدى فلسطين جيشين التأكيد على ثبات موقف الحكومة الصينية من دعم أعمال 'أونروا' منذ تأسيسها في أربعينات القرن الماضي، انطلاقا من وقوفها الدائم إلى جانب فلسطين وصولا لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وتقديرها للخدمات التي تشرف عليها الوكالة، والتي تقدم لنحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي الشتات. وشدد السيد تسنغ جيشين على أنه لا يمكن للمجتمع الدولي تجاهل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، مطالباً المجتمع الدولي إلى زيادة الدعم المادي والطبي للجانب الفلسطيني، من خلال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، مؤكداً أن الصين صديق مخلص للشعب الفلسطيني، وتدعم بثبات مطالب الجانب الفلسطيني العادلة، وأي جهود تبذل لتحقيق حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين.


فلسطين اليوم
منذ 2 أيام
- فلسطين اليوم
غوتيريش يحذر الاحتلال من عنف جنسي يرتكبه ضد الأسرى الفلسطينيين
فلسطين اليوم - نيويورك وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس تحذيراً لدولة الاحتلال الإسرائيلي بشأن ما وصفه بـ'معلومات موثوقة' حول ارتكاب قوات جيشها أعمال عنف جنسي ضد أسرى فلسطينيين. وقال غوتيريس في رسالة موجهة إلى سفير الاحتلال لدى الأمم المتحدة داني دانون، ونشر الأخير مضمونها على منصة إكس أمس الثلاثاء: 'أنا قلق بشدة من معلومات موثوقة عن انتهاكات ارتكبتها القوات المسلحة والأمنية الإسرائيلية بحق فلسطينيين في عدة سجون ومركز احتجاز وقاعدة عسكرية'. وزعم دانون في المنشور أن الاتهامات لا أساس لها وقائمة على معلومات منحازة. وكانت الرسالة، المؤرخة يوم الاثنين، قد أُرسلت قبيل نشر التقرير السنوي للأمم المتحدة بشأن العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات. وأوضح غوتيريس فيها أنه 'بسبب الرفض المتكرر للسماح لمراقبي الأمم المتحدة بالوصول، كان من الصعب تحديد أنماط واتجاهات ومنهجية العنف الجنسي بشكل قاطع'. وأضاف: 'مع ذلك، أضع القوات المسلحة والأمنية الإسرائيلية تحت المراقبة تمهيدا لاحتمال إدراجها في دورة التقرير القادمة، نظراً للمخاوف الكبيرة من أنماط بعض أشكال العنف الجنسي التي وثقتها الأمم المتحدة باستمرار'. ودعا غوتيريس حكومة الاحتلال إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة 'لضمان الوقف الفوري لجميع أعمال العنف الجنسي'، مؤكداً أنه يتوقع من إسرائيل أيضا 'وضع وتنفيذ التزامات محددة زمنيا'، بما في ذلك إصدار أوامر ضد العنف الجنسي والتحقيق في جميع الادعاءات الموثوقة. من جانبه، هاجم دانون رسالة غوتيريس، متهماً الأمين العام بأنه اعتمد على 'مزاعم لا أساس لها تستند إلى منشورات منحازة'، مضيفاً أنّ على الأمم المتحدة التركيز على 'جرائم الحرب المروعة التي ارتكبتها حماس، والإفراج الفوري عن جميع الرهائن'، وفق زعمه، مؤكداً أن إسرائيل ستواصل 'حماية مواطنيها والعمل وفقا للقانون الدولي'.