
"مراكش الصغيرة"..وجهة خفية تقدم سحر المغرب بعيدًا عن الحشود
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- خلال الصباح الباكر في تارودانت، جنوب غرب المغرب، تستيقظ بلدة نابضة بالحياة، تشتهر بأسواقها على صوت المؤذِّن.
سرعان ما يتدفق سكانها، وغالبيتهم يتنقلون سيرًا على الأقدام، أو على متن الدراجات، أو عربات تجرها الخيول، في الأزقة القديمة الضيقة.
تعج الشوارع بطلبة المدارس المسرعين إلى صفوفهم، بينما يرتب التجار أكوامًا من التوابل الزاهية، والفاكهة الموسمية، والسجاد المنسوج يدويًا.تُعرف تارودانت، الواقعة على بُعد 90 دقيقة فقط شرق أغادير، باسم "مراكش الصغيرة" بفضل أسوارها الحجرية الرملية عسلية اللون، وأسواقها الصاخبة، غير أنّ ما تقدمه البلدة يتجاوز ذلك بكثير.
على عكس نظيرتها الشهيرة المكتظة بالسياح، تظل تارودانت بديلاً أكثر هدوءًا وسحرًا، ووِجهة تتجلى فيها الحياة المغربية بعيدًا عن الأفواج السياحية.
شهد المغرب ازدهارًا سياحيًا غير مسبوق في السنوات الأخيرة، إذ استقبلت البلاد 17.4 مليون سائح في عام 2024، متجاوزةً مصر لتصبح الوجهة الأكثر زيارةً في إفريقيا، وفقًا لتقرير صادر عن وزارة السياحة المغربية.
أثارت الطفرة السياحية مخاوف بشأن السياحة المفرطة وتأثيرها على السكان، لا سيما بسبب تركيز المسافرين على مواقع قليلة فقط، مثل مدينة مراكش بالمغرب.
كما صنَّف تقرير شركة "McKinsey & Company" لعام 2024 مراكش من بين أكثر الوجهات السياحية ازدحامًا في العالم، متجاوزةً العاصمتين الإيطالية روما والفرنسية باريس من حيث كثافة الزوار لكل كيلومتر مربع.
مع ذلك، لا يزال من الممكن استكشاف جانب أقل ازدحامًا من المغرب.تظل تارودانت، التي تتميز بموقعها القريب من الجبال، والصحراء، والمحيط، واحدة من أكثر الوجهات المغربية أصالةً وبُعدًا عن مجموعات السياح.
هنا، يستطيع الزوار زيارة الأسواق والقصبات، واكتشاف بعض من أجمل حدائق المغرب وأكثرها سرية، والانغماس في الثقافة البربرية النابضة بالحياة.
تأسّست البلدة في القرن الـ11 الميلادي، وهي من أقدم مدن المغرب، إلا أنّ تاريخها يمتد إلى العصر الروماني.
يبلغ عدد سكان تارودانت حوالي 80 ألف نسمة، بينما يبلغ متوسط أعمار سكانها 28 عامًا، ما يجعلها تتمتع بطابعٍ شبابي هادئ.
أفادت المصممة الفرنسية، مارغو بيغال، التي انتقلت إلى البلدة من مدينة نيويورك بأمريكا في عام 2019، بأنّها وقعت في حبّ تارودانت وإيقاع الحياة الهادئ الذي توفره.وقالت بيغال لـ CNN: "بصفتي فتاة نشأت في مدينة، كان احتضان هدوء تارودانت وسحرها اكتشافًا رائعًا".
تتميز تارودانت أيضًا بِرِياضِها المنعزلة، وهي منازل مغربية تقليدية مبنية حول حدائق أو ساحات خضراء.
تُعد بيغال مالكة مُشارِكة لواحدة من هذه البيوت، أي دار ضيافة يُدعى "La Maison Taroundant" يتميز بحديقة ساحرة مليئة بأشجار إكليل الجبل، والحمضيات، والتين التي تستحضر أجواء البحر الأبيض المتوسط.يقع "قصر ومتحف كلاوديو برافو" على بُعد 8 كيلومترات من تارودانت، وهو عبارة عن تحفة فنية مخفية.
شكّل المبنى سابقًا منزل الرسام التشيلي الراحل، كلاوديو برافو، المتخصص في الواقعية المفرطة، ولكنه يُستخدم كمتحف وفندق حاليًا.
بُني القصر بأسلوب يمزج بين الطراز المغربي التقليدي والتأثيرات الأوروبية الكلاسيكية، وهو تحفة فنية بحد ذاته، إلى جانب حدائقه الشاسعة التي تبلغ مساحتها 75 هكتارًا.
يضم المتحف جزءًا من مجموعة برافو الشخصية، بما في ذلك تحف لا تُقدر بثمن من مالي، واليابان، والمغرب، بالإضافةً إلى أحافير ديناصورات، ولوحات للرسام فرانسيس بيكون.
"أغرب أكلة في المغرب"..مصري يوثق تناوله الحلزون لأول مرة في مراكش
في الجهة الجنوبية لتارودانت، تقع جبال الأطلس الصغير، وهي سلسلة جبال مغربية أقل شهرة، وتضم مجموعة من القرى الساحرة ذات المنازل التقليدية المبنية من الطوب الطيني الوردي، والمآذن الرفيعة، والواحات المزينة بأشجار النخيل.لا تزال الثقافة الأمازيغية، والقبائل، والتقاليد القديمة راسخة حول بلدة تفراوت الصغيرة.
تُعتبر المناظر الطبيعية خلابة في هذه الوجهة، وتشمل تشكيلات صخرية فريدة مثل "قبعة نابليون"، ومسارات ضيقة تربط بلدات الوديان الخفية، وواحات غنّاء تكسوها أشجار النخيل والأركان.
تُعدّ المنطقة مثالية لأنشطة مثل المشي لمسافات طويلة، وركوب الدراجات الجبلية، وتسلق الصخور.
يزور 80% من المسافرين 10% فقط من الوجهات العالمية حاليًا. ولكن في ظل تأثير السياحة الجماعية على مواقع شهيرة، تبرز تارودانت كبديل ساحر.
في المغرب.. الكشف عن الفندق الأكثر ترحيبًا في العالم لعام 2024

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


CNN عربية
منذ 11 ساعات
- CNN عربية
"مراكش الصغيرة"..وجهة خفية تقدم سحر المغرب بعيدًا عن الحشود
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- خلال الصباح الباكر في تارودانت، جنوب غرب المغرب، تستيقظ بلدة نابضة بالحياة، تشتهر بأسواقها على صوت المؤذِّن. سرعان ما يتدفق سكانها، وغالبيتهم يتنقلون سيرًا على الأقدام، أو على متن الدراجات، أو عربات تجرها الخيول، في الأزقة القديمة الضيقة. تعج الشوارع بطلبة المدارس المسرعين إلى صفوفهم، بينما يرتب التجار أكوامًا من التوابل الزاهية، والفاكهة الموسمية، والسجاد المنسوج يدويًا.تُعرف تارودانت، الواقعة على بُعد 90 دقيقة فقط شرق أغادير، باسم "مراكش الصغيرة" بفضل أسوارها الحجرية الرملية عسلية اللون، وأسواقها الصاخبة، غير أنّ ما تقدمه البلدة يتجاوز ذلك بكثير. على عكس نظيرتها الشهيرة المكتظة بالسياح، تظل تارودانت بديلاً أكثر هدوءًا وسحرًا، ووِجهة تتجلى فيها الحياة المغربية بعيدًا عن الأفواج السياحية. شهد المغرب ازدهارًا سياحيًا غير مسبوق في السنوات الأخيرة، إذ استقبلت البلاد 17.4 مليون سائح في عام 2024، متجاوزةً مصر لتصبح الوجهة الأكثر زيارةً في إفريقيا، وفقًا لتقرير صادر عن وزارة السياحة المغربية. أثارت الطفرة السياحية مخاوف بشأن السياحة المفرطة وتأثيرها على السكان، لا سيما بسبب تركيز المسافرين على مواقع قليلة فقط، مثل مدينة مراكش بالمغرب. كما صنَّف تقرير شركة "McKinsey & Company" لعام 2024 مراكش من بين أكثر الوجهات السياحية ازدحامًا في العالم، متجاوزةً العاصمتين الإيطالية روما والفرنسية باريس من حيث كثافة الزوار لكل كيلومتر مربع. مع ذلك، لا يزال من الممكن استكشاف جانب أقل ازدحامًا من المغرب.تظل تارودانت، التي تتميز بموقعها القريب من الجبال، والصحراء، والمحيط، واحدة من أكثر الوجهات المغربية أصالةً وبُعدًا عن مجموعات السياح. هنا، يستطيع الزوار زيارة الأسواق والقصبات، واكتشاف بعض من أجمل حدائق المغرب وأكثرها سرية، والانغماس في الثقافة البربرية النابضة بالحياة. تأسّست البلدة في القرن الـ11 الميلادي، وهي من أقدم مدن المغرب، إلا أنّ تاريخها يمتد إلى العصر الروماني. يبلغ عدد سكان تارودانت حوالي 80 ألف نسمة، بينما يبلغ متوسط أعمار سكانها 28 عامًا، ما يجعلها تتمتع بطابعٍ شبابي هادئ. أفادت المصممة الفرنسية، مارغو بيغال، التي انتقلت إلى البلدة من مدينة نيويورك بأمريكا في عام 2019، بأنّها وقعت في حبّ تارودانت وإيقاع الحياة الهادئ الذي توفره.وقالت بيغال لـ CNN: "بصفتي فتاة نشأت في مدينة، كان احتضان هدوء تارودانت وسحرها اكتشافًا رائعًا". تتميز تارودانت أيضًا بِرِياضِها المنعزلة، وهي منازل مغربية تقليدية مبنية حول حدائق أو ساحات خضراء. تُعد بيغال مالكة مُشارِكة لواحدة من هذه البيوت، أي دار ضيافة يُدعى "La Maison Taroundant" يتميز بحديقة ساحرة مليئة بأشجار إكليل الجبل، والحمضيات، والتين التي تستحضر أجواء البحر الأبيض المتوسط.يقع "قصر ومتحف كلاوديو برافو" على بُعد 8 كيلومترات من تارودانت، وهو عبارة عن تحفة فنية مخفية. شكّل المبنى سابقًا منزل الرسام التشيلي الراحل، كلاوديو برافو، المتخصص في الواقعية المفرطة، ولكنه يُستخدم كمتحف وفندق حاليًا. بُني القصر بأسلوب يمزج بين الطراز المغربي التقليدي والتأثيرات الأوروبية الكلاسيكية، وهو تحفة فنية بحد ذاته، إلى جانب حدائقه الشاسعة التي تبلغ مساحتها 75 هكتارًا. يضم المتحف جزءًا من مجموعة برافو الشخصية، بما في ذلك تحف لا تُقدر بثمن من مالي، واليابان، والمغرب، بالإضافةً إلى أحافير ديناصورات، ولوحات للرسام فرانسيس بيكون. "أغرب أكلة في المغرب"..مصري يوثق تناوله الحلزون لأول مرة في مراكش في الجهة الجنوبية لتارودانت، تقع جبال الأطلس الصغير، وهي سلسلة جبال مغربية أقل شهرة، وتضم مجموعة من القرى الساحرة ذات المنازل التقليدية المبنية من الطوب الطيني الوردي، والمآذن الرفيعة، والواحات المزينة بأشجار النخيل.لا تزال الثقافة الأمازيغية، والقبائل، والتقاليد القديمة راسخة حول بلدة تفراوت الصغيرة. تُعتبر المناظر الطبيعية خلابة في هذه الوجهة، وتشمل تشكيلات صخرية فريدة مثل "قبعة نابليون"، ومسارات ضيقة تربط بلدات الوديان الخفية، وواحات غنّاء تكسوها أشجار النخيل والأركان. تُعدّ المنطقة مثالية لأنشطة مثل المشي لمسافات طويلة، وركوب الدراجات الجبلية، وتسلق الصخور. يزور 80% من المسافرين 10% فقط من الوجهات العالمية حاليًا. ولكن في ظل تأثير السياحة الجماعية على مواقع شهيرة، تبرز تارودانت كبديل ساحر. في المغرب.. الكشف عن الفندق الأكثر ترحيبًا في العالم لعام 2024


CNN عربية
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- CNN عربية
السعودية تُحدث تحولاً في السياحة البحرية.. ماذا ينتظر عشاق رحلات الـ"كروز"؟
تتمتع المملكة العربية السعودية بسواحل ساحرة تجذب السياح الباحثين عن الاستمتاع بجمال شواطئها الخلابة. ومنذ سنوات، تسعى المملكة إلى تحويل سواحلها الطويلة إلى وجهة سياحية عالمية عبر تعزيز قطاع السياحة البحرية. في مقابلة مع موقع CNN بالعربية خلال معرض سوق السفر العربي 2025 في دبي، كشف المدير التنفيذي للتجارب السياحية في "كروز السعودية"، مشهور باعشن، عن التطورات المستمرة لاستقبال السفن السياحية الفاخرة، بالإضافة إلى الوجهات المثيرة التي أصبحت محطات جذب رئيسية للسياح، مثل محافظة العلا التي تتميز بثرائها التاريخي، والتي أصبحت وجهة مرغوبة لدى الكثير من الزوار. قراءة المزيد السعودية سفن


CNN عربية
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- CNN عربية
ما هي الأسواق الدولية ذات الأولوية التي تسعى السعودية إلى استقطابها؟
خلال فعاليات معرض سوق السفر العربي 2025 في دبي، تحدث الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للسياحة، فهد بن محمد حميد الدين، لموقع CNN بالعربية عن أبرز التحديات التي تواجه القطاع السياحي في السعودية، والاستراتيجيات التي تعتمدها الهيئة لدعم تحقيق رؤية السعودية 2030. كما استعرض حميد الدين الأسواق الدولية ذات الأولوية التي تسعى المملكة إلى استقطابها، في إطار جهودها لتوسيع قاعدة الزوار وتعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية متنوعة وجاذبة. قراءة المزيد السعودية