
حين يسقط الجميع.. الحوثي يتقدّم كورقة طهران الأخيرة في معركة البقاء
اخبار وتقارير
حين يسقط الجميع.. الحوثي يتقدّم كورقة طهران الأخيرة في معركة البقاء
الأحد - 22 يونيو 2025 - 01:08 ص بتوقيت عدن
-
نافذة اليمن - الشرق الأوسط
في لحظة ما من الحرب الدائرة بين طهران وتل أبيب، سيحتاج الإيرانيون إلى حلفاء منحوهم القوة والدعم طوال السنوات الماضية. ثمة من يقول، إن الوقت قد حان لجني ثمار «محور المقاومة»، رغم انهيار أركان ومدن فيه.
يوم 19 يونيو 2025، طلب الجنرال محمد رضا نقدي، المنسق العام لـ«الحرس الثوري»، من الأذرع الإقليمية تنفيذ «تحركات ميدانية لتشتيت الضغط المتزايد على طهران». حينها كانت طهران قد دخلت سابع أيام الحرب، واشتد القصف.
استراتيجياً، كان من الصعب تصور أن يحدث الهجوم الإسرائيلي المباغت على طهران، في 13 يونيو، قبل عام أو أكثر. الآن طرق إمداد «محور المقاومة» شبه مقطعة، ورؤوس الحربة فيه «مُحيَّدة» أو «منكسرة».
كتبت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن إطلاق العملية ضد إيران جاء بعد نحو 20 شهراً من العمل على تقويض وكلائها في غزة ولبنان واليمن بشكل كبير، في سلسلة صراعات بدأت بهجوم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
كانت ردود الفعل «التضامنية» منتظرة فيما تبقى من المحور في بغداد وصنعاء، بعد انهيار نظام بشار الأسد، وتحييد «حزب الله» في لبنان، وتراجع قدرات «حماس» في غزة، لكن ساعة الصفر لم تحن بعد؛ إما لأن طهران تدخر القرار الاستراتيجي للوقت المناسب، أو أن الحلفاء المتبقين «لديهم ظروفهم» المحلية المعقدة.
«حماس» العائدة إلى حرب الشوارع
تفيد تقديرات من غزة، وهي ليست مفاجئة، بأن قدرات «حماس» تراجعت إلى ما يوازي «الكمائن» الصغيرة في القطاع، على غرار حرب الشوارع. فقدت الحركة جل قياداتها السياسية والعسكرية، وخسرت ترسانتها الصاروخية.
لم تعد الحركة مؤهلة لفتح جبهات إقليمية. وتقول مصادر من القطاع إنها إن كانت بحاجة إلى فعل شيء على الأرض، فلا بد أن يكون داخل القطاع الذي تحتل إسرائيل اليوم نحو 35 في المائة من مساحته. كثير من الغزيين كانوا «سيكترثون لأرضهم قبل أن يتعاطوا بحماسة أكبر مع معركة إقليمية»، وفق المصادر.
سياسياً، لم يعد هناك قادة يديرون قنوات اتصال مركزية مع الإيرانيين. قيادة الخارج مقيّدة بحسابات معقدة تفرضها بلدان تستضيفهم، بينما إسرائيل، كما تزعم رواياتها الواردة، تقضي على قادة في «الحرس الثوري» كانوا على صلة أو على علم بـ«طوفان الأقصى». هكذا يُقرأ مجازاً من الإعلام الإسرائيلي: «طرفا المكالمة لم يعودا يرفعان الجوال».
واغتال الجيش الإسرائيلي محمد سعيد إيزدي بقصف استهدف شقة في مدينة قم الإيرانية، واصفاً إياه بـ«القائد المخضرم» في «فيلق القدس»، الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري». ترأس إيزادي «فرع فلسطين» المعني بالتواصل مع الفصائل الفلسطينية. وقاد «الوحدة الفلسطينية» التي كان مقرها سابقاً في لبنان، وكانت تعمل تحت قيادة «حزب الله». وورد اسمه في وثائق نشرتها إسرائيل سابقاً عن علاقة وثيقة تجمعه برئيس المكتب السياسي السابق لـ«حماس» يحيى السنوار، الذي اغتالته إسرائيل العام الماضي.
كل ما تفعله «حماس» هذه الأيام هو التضامن عن بُعد، كما يفعل «فصيل مسلح منهك بالكاد يلتقط أنفاسه». لقد أصدرت بيانات تفوح منها رائحة أن «الإيرانيين قادرون على الدفاع عن أنفسهم»، وأكثر من هذا قليلاً، إبلاغ وسائل الإعلام المسانِدة للحركة بإظهار الإنجازات الإيرانية في حربها ضد إسرائيل، كما تنقل مصادر فلسطينية.
مع ذلك، قد ترى إيران في لحظة دخول القوات الأميركية على خط الحرب الصاروخية المشتعلة الآن، نقطة تحول تستوجب طلب مساعدة حتى من المنهكين والجرحى من «محور المقاومة».
ضبط المرجل في العراق
في بغداد، تحوَّلت السفارة الأميركية إلى ثكنة عسكرية. فهمت «الشرق الأوسط» من مصادر مختلفة أن جنوداً أميركيين تمركزوا في المنطقة الخضراء لحماية مقر البعثة، بينما أشيع أن الضباط المستشارين وجنودهم أخلوا قاعدة «عين الأسد» في محافظة الأنبار (غرب) على مراحل حتى أفرغوها تماماً إلا من المعدات.
عدد محدود جداً من قادة الأحزاب العراقية الذين تحدَّثت معهم «الشرق الأوسط» لا يتوقعون إشعال جبهة العراق «من أجل عيون طهران»، والغالبية يرجحون انزلاقاً عراقياً سريعاً في الحرب.
تقول معطيات يتداولها ناشطون من أنصار الفصائل العراقية الموالية لطهران، إنها قريبة جداً من المشارَكة في الحرب، في إطار حملة إعلامية مكثفة لردع الأميركيين عن الدخول في الحرب. تتصاعد هذه الأصوات في بغداد كلما تحركت القطع الحربية وأصول الجيش الأميركي نحو منطقة الشرق الأوسط، قادمة من المحيط الهادئ. وكلما تلاعب الرئيس الأميركي بكلمات مثل «الحرب» و«الصفقة»، تحاول فصائل بغداد التنفيس عن طهران بتهديد مصالح واشنطن.
تفيد المصادر بأن التهديد الفصائلي لا يقتصر على المناورة. «كل شيء سيتغير لو تدخلت أميركا وستحصل المجموعات المسلحة على موافقة إيرانية باستخدام أسلحة استراتيجية بحوزتها تحت إشراف خبراء من (الحرس الثوري)». تقول المصادر: «حينها فقط سنعرف أن إيران اضطرت إلى إحراق جنتها الكبرى في العراق».
تحرص طهران على إبقاء العراق ضمن حالة شبه مستقرة، تحت سيطرتها؛ بسبب الفرص الكبرى التي يوفرها سياسياً واقتصادياً، لكنه في النهاية «السياج الأخير الذي يمنع الضربات القاضية رغم سعره المكلف»، على حد تعبير قيادي في «الإطار التنسيقي».
بهذا المعنى، يحاول رئيس الحكومة محمد شياع السوداني استغلال هذه التناقضات، بضبط المرجل المشتعل داخل الفصائل التي تتخوف اليوم من مستقبل مجهول، لو خسرت إيران في الحرب أو تعرض نظامها للسقوط. يقول القيادي الشيعي: «سنكون أمام صفحة سوداء من تاريخ البلاد».
«حزب الله»... الحائر والمحيّر
ما من فصيل «موجوع» على خسارته أكثر من «حزب الله». يعتقد مراقبون أن مقتل أمينه العام السابق حسن نصر الله، في غارة إسرائيلية يوم 27 سبتمبر (أيلول) 2024، جعل إسرائيل قريبة هذه الأيام من حربها المباشرة مع إيران، بل إنها لم تكن لتحدث لولا اغتياله.
مع خسارة الزعامة الروحية والسياسية للحزب، فقد الحزب جزءاً كبيراً من هيكله القيادي وترسانته العسكرية والصاروخية. تراجعت قدرته على إدارة المعارك وفتح جبهات كما السابق بنسبة كبيرة، «حتى لو طلبت إيران»، كما تفيد تقديرات لبنانية. رغم ذلك، فإن ما تبقى من قدرات ومقدرات «حزب الله» ليس من السهل عليه استخدامها في جبهة إقليمية لصالح إيران، وضد إسرائيل، حتى ما يُشاع من أنه «سلاح استراتيجي».
لقد وجد الحزب نفسه في معادلة سياسية تفرض عليه عدم الانخراط، لأنه هذه المرة غير قادر على تحمل تكاليف الرد. حاضنة الحزب تتخوف من إشعال الفتيل في أي لحظة، وتستعيد خطط الإجلاء إلى مناطق آمنة. بينما، في الميدان، سقط 5 أشخاص من عناصر الحزب في غارات شُنَّت في 48 ساعة، على أودية وجبال الجنوب.
في بيروت، لا يبدو المناخ السياسي مهيأ للتسليم والاستسلام لحرب يقررها «حزب الله» لوحده. الأصوات الحزبية من تيارات قريبة وبعيدة ذكّرت أمين عام الحزب، نعيم قاسم، بقسم الرئيس جوزيف عون، ورفضت اصطفافه مع إيران، ودعت إلى حياد لبنان.
خلال اليومين الماضيين، أعطى «حزب الله» تلميحاً مقلقاً عن رغبته في إعادة تركيب المشهد قبل فتح جبهة إسناد جديدة. تقول معطيات إن هناك مَن يأمل في «اصطفاف مختلف يعيد تموضع (حزب الله) من جديد ولو بجبهة جديدة»، لكن ماذا لو طلبت إيران توسيع الحرب إلى لبنان؟ يقول مراقبون إنها «بداية نهاية أخرى».
ورقة «الحوثي» الرابحة
بعد مقتل حسن نصر الله، تضررت قدرة جماعة الحوثي في اليمن على التنسيق النشط مع خيوط المقاومة في المنطقة. كانت بغداد بالنسبة إليهم محطةً إقليميةً متقدمةً لتبادل المعلومات والخطط عن قرب مع «الحرس الثوري» الإيراني.
بعد سبتمبر 2024، تحوَّلت الجماعة إلى قاعدة مهمة لأنشطة «الحرس الثوري» في المنطقة. يقول حمزة الكمالي، وهو زميل زائر في «معهد الخليج العربي» بواشنطن، إن الجماعة طوَّرت عملياتها لمساعدة «الحرس الثوري» على التمدد نحو القرن الأفريقي، عند الصومال، حيث تهَرَّبُ بضائع وأسلحة وبطاريات صواريخ عبر الجماعة اليمنية، مستغلة ساحل اليمن الشاسع على البحر الأحمر.
رفعت هذه الأدوار من وزن «الحوثي» ضمن «محور المقاومة» بعد المتغيرات التي عصفت به منذ «طوفان الأقصى». إلا أن مشارَكة الجماعة في إسناد إيران ضد إسرائيل «قرار استراتيجي لدى إيران، وليس عند عبد الملك الحوثي بدرجة حصرية»، وفق الكمالي.
يقول الباحث إن «اليمن أصبح المركز الأساسي الذي سوف تستثمر فيه إيران. كما أن زعيم الجماعة الحوثية يرغب هو الآخر في التصعيد لتغذية حماسته في أن يتحوَّل إلى حسن نصر الله آخر في المنطقة، أو هكذا يتخيل». وقد هدَّد المتحدث العسكري باسم الجماعة، السبت، بـ«استهداف السفن الأميركية في البحر الأحمر إذا شاركت الولايات المتحدة في هجمات إسرائيلية على إيران».
القلق الراهن، وفق الكمالي، أن تقرر إيران استخدام خزين الصواريخ الاستراتيجي لدى الجماعة، «في لحظة أخيرة حاسمة». لقد سبق أن منعت إيران الحوثيين من تفعيل بطاريات الصواريخ الباليستية؛ لأنها كانت تخوض مفاوضات مع واشنطن، لكن الأخيرة لو انضمت إلى إسرائيل في حربها الحالية فستأمر طهران الحوثيين بالضغط على الزر دون تردد. يقول الكمالي: «جماعة الحوثي هي الورقة الرابحة الأخيرة في هذا الصراع، واستخدامها سيعني أننا وصلنا إلى لحظة فاصلة وعاصفة».
الاكثر زيارة
اخبار وتقارير
الضربة الصامتة.. توقف مفاجئ لهجمات الحوثي على تل أبيب بعد عملية إسرائيلية م.
اخبار وتقارير
"قاتل صامت" يتربص باليمنيين في قاع الآبار.
اخبار وتقارير
ناشط حوثي يهاجم حكومة صنعاء ويتهمها بالفشل والتخلي عن الشعب.
اخبار وتقارير
تقرير يحذر من تصعيد الحوثي لهجماتها البحرية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 2 ساعات
- اليمن الآن
علي البخيتي: قصف أمريكا للمنشآت النووية الإيرانية خطوة نحو السلام وإنقاذ للنظام الإيراني
في تحليل لافت، اعتبر الكاتب والسياسي علي البخيتي أن القصف الأمريكي للمنشآت النووية الإيرانية يمثل "خطوة تجاه السلام لا الحرب". جاء ذلك في تصريح صحفي صدر عنه اليوم، حيث قدم البخيتي رؤيته للأبعاد المحتملة لهذه العملية وتأثيراتها على المشهد الإقليمي. ويرى البخيتي أن هذه الضربة الأمريكية "تسحب ذريعة إسرائيل، وتشكل ضغطًا عليها لوقف عملياتها"، مؤكدًا أن "الكرة الآن بيد إيران". وحذر من أن أي رد إيراني "عنيف ومؤلم" على القصف الأمريكي قد يفتح عليها "حربًا حقيقية مع واشنطن قد تؤدي لإسقاط نظامها". ومع ذلك، لا يتوقع البخيتي ردًا إيرانيًا، بل يرى أن إيران "ستكون سعيدة أن ترامب خلصها من برنامجها النووي حتى لا تضطر للتخلص منه بيدها باتفاقية سلام مذلة". ووصف البخيتي عملية ترامب بأنها "إنقاذ للنظام في إيران ودليل على أن أمريكا حريصة على بقائه بعد تقليم أظافره". وفيما يتعلق بالموقف الإسرائيلي، لا يتوقع البخيتي أن ترضخ إسرائيل للضغوط الأمريكية، بل يرجح أن تواصل حربها حتى يتم التوصل إلى اتفاق يلتزم بموجبه إيران بوقف عمليات التخصيب وبرنامجها الصاروخي، والامتناع عن دعم حماس وحزب الله، وقبول بوجود فرق دولية على أراضيها للتأكد من تحقق تلك الأهداف. وهو ما قد ترفضه إيران، بحسب البخيتي، لأنها "مطمئنة إلى أن الولايات المتحدة وبعد قصف منشآتها لن تتدخل في الحرب وبالذات إذا لم ترد طهران على الهجوم الأمريكي". واختتم البخيتي تحليله بالإشارة إلى أن "كل الاحتمالات واردة، وقد تطول الحرب أكثر"، خاصة "كلما قلت قدرة إيران على إطلاق الصواريخ وإيلام إسرائيل". ويعتقد أن ذلك "سيشجع تل أبيب على مواصلة الضغط حتى استسلام إيران"، ولو على طريقة "حزب الله، أي القبول بوقف إطلاق نار بشروط مذلة دون التوقيع عليه، ليترك لنظامها فرصة تقديم الاتفاق أمام شعبه باعتباره نصر كما فعل الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم". كما حذر البخيتي من أنه "كلما حققت إسرائيل انتصارات أكثر كلما شجع ذلك ترامب على عمل موجة قصف جديدة ضد منشآت إيرانية، ولن يعدم الذرائع"، مشيرًا إلى أن إسرائيل "ستشكك في نجاح الضربات الأمريكية، وستزعم أن إيران لا تزال لديها القدرة على صناعة سلاح نووي، وستستفيد من إعلان الإيرانيين أنفسهم -وبغباء- قبل أيام أنهم نقلوا اليورانيوم المخصب لأماكن آمنة".


المشهد اليمني الأول
منذ 3 ساعات
- المشهد اليمني الأول
القسام يحيي المواقف اليمنية: شكراً لصوت النصرة الصادح وساحات العطاء البطولي
وجّهت هيئة أركان كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، رسالة شكر وتقدير إلى رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اليمنية، اللواء الركن محمد عبد الكريم الغماري، على ما وصفته بـ'المواقف الجهادية والبطولية المشرّفة' للشعب اليمني وقيادته، وعلى رأسهم السيد عبد الملك الحوثي، في دعم القضية الفلسطينية والمقاومة في غزة. وأشادت الرسالة التي حملت توقيع قائد هيئة أركان كتائب القسام، بالدور اليمني المتقدم في ساحات المواجهة، مشيرة إلى أن مواقف صنعاء ليست فقط مشاعر تضامن بل 'بطولات عملية حقيقية' في معركة الأمة الكبرى ضد الكيان الصهيوني. وقال القسام في رسالته: 'وصلتنا كلماتكم الصادقة في عيد الأضحى المبارك، مشفوعة بمواقف فعلية عظيمة، والبطولات الجهادية الفذة من إخوان الصدق في يمن الحكمة والإيمان'، مضيفًا أن هذه المواقف سيكون لها 'أثر خالد في ذاكرة الأجيال وعلى صفحات التاريخ'. كما حيّا البيان القائد عبد الملك الحوثي والقوات المسلحة اليمنية والشعب اليمني بأسره، على مواقفهم الصلبة في دعم الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن 'غزة تستند في معركتها إلى أحرار الأمة وفي طليعتهم أبطال اليمن'. وأضافت الرسالة أن اليمن قدّم نموذجًا فريدًا في الصوت المليوني، والإسناد العسكري، والمواجهة الإعلامية والجماهيرية مع المشروع الصهيوني، متجسّدة في موقف يعكس الإيمان العميق والانتماء الأصيل للأمة الإسلامية وقضاياها. وختمت الرسالة بالدعاء للشهداء والمجاهدين في فلسطين واليمن، مؤكدة أن لقاء المجاهدين سيكون في ساحات المسجد الأقصى محرّراً، ومبشّرة بنصرٍ قريب بإذن الله، في ظل وحدة الموقف وتكامل الصفوف


المشهد اليمني الأول
منذ 3 ساعات
- المشهد اليمني الأول
ملخص التصعيد اليوم.. ضربات إيرانية بمسيّرات وصواريخ تدك عمق الاحتلال الإسرائيلي وتفجّر الهلع في "تل أبيب"
شهدت جبهة المواجهة بين إيران والإحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، تطوراً خطيراً في مسار الحرب المتصاعدة، مع تنفيذ طهران هجمات جوية وصاروخية مكثفة استهدفت العمق الإسرائيلي، في حين واصلت تل أبيب ضرباتها الجوية على أهداف استراتيجية داخل الأراضي الإيرانية، معلنة اغتيال قادة بارزين في الحرس الثوري الإيراني، في أعنف يوم منذ اندلاع المواجهات المفتوحة بين الطرفين في 13 يونيو الجاري. صباح اليوم، شنّت إيران موجة جديدة من الهجمات بالطائرات المسيّرة من طراز 'آرش 1 و2' باتجاه مواقع إسرائيلية في الأراضي المحتلة، بينها مدينة بيسان شمال شرقي القدس، حيث سقطت مسيّرة على مبنى من طابقين، ما أدى إلى اندلاع حريق واسع وإعلان حالة الطوارئ، وسط عمليات بحث تحت الأنقاض عن مصابين محتملين. كما أفادت وسائل إعلام عبرية بأن المبنى تعرض لأضرار كبيرة، وأن القصف الإيراني وصل إلى وسط إسرائيل بما في ذلك غوش دان وتل أبيب الكبرى. جاء ذلك، بعد أن أطلق الحرس الثوري الإيراني ما وصفه بالموجة الصاروخية الـ18، والتي شملت صواريخ باليستية ومسيّرات انتحارية من طراز 'شاهد 136″، واستهدفت مطار بن غوريون ومواقع عسكرية في قلب تل أبيب. وذكرت 'يديعوت أحرونوت' العبرية أن القصف الإيراني طال مواقع مركزية في منطقة المركز الإسرائيلي، بينما أشارت قناة 12 العبرية إلى سقوط صاروخ على مبنى سكني في تل أبيب واندلاع حريق آخر في مدينة حولون. من جانبها، فعّلت الجبهة الداخلية للاحتلال الإسرائيلي صفارات الإنذار في مناطق مختلفة من النقب وإيلات ووادي عربة، مشيرة إلى اعتراض عدد من المسيّرات، دون أن تخفي وجود أضرار مادية في مناطق متعددة. وفي رد عسكري مباشر، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتيال ثلاثة قادة كبار في قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، من بينهم سعيد إيزادي، الذي وصف بأنه قائد 'فيلق فلسطين' والمسؤول عن التنسيق مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي، كما زعم الاحتلال أنه كان على علم بخطة عملية 7 أكتوبر ويدير نشاطات لحماس من لبنان. وتم استهدافه في شقة بمدينة قم. كما اغتيل القائد بهنام شهرياري، المشرف على نقل الأسلحة والأموال للفصائل المقاومة، في غارة غرب إيران. وأعلن الاحتلال أيضاً اغتيال قائد الفرقة الثانية للطائرات المسيرة في سلاح الجو التابع للحرس الثوري، في ضربات استهدفت مواقع في أصفهان، قم، وشرقي طهران، ضمن غارات مكثفة نفذتها أكثر من 50 طائرة حربية إسرائيلية، وفق ما نقلت وسائل إعلام عبرية. وبينما أفادت وكالة 'مهر' الإيرانية بمقتل العالم النووي إيثار طبطبائي وزوجته في قصف استهدف منزلهما الأسبوع الماضي، أورد موقع 'نور نيوز' الإيراني أسماء 15 من عناصر الدفاع الجوي الإيراني قتلوا في الغارات الإسرائيلية الأخيرة. كما أكدت مصادر رسمية إيرانية مقتل خمسة أفراد في هجمات إسرائيلية في مدينة خرم آباد. يأتي هذا التصعيد في ظل تصاعد التوتر الإقليمي، وسط إدانات عربية ودولية واسعة للعدوان الإسرائيلي على إيران، خاصة بعد استهدافه علماء وقادة بارزين في إيران، فيما تؤكد طهران أن ردّها لن يتوقف طالما استمرت الاعتداءات، متوعدة بضربات أوسع وأكثر دقة في العمق الإسرائيلي.