
جيسوس وسط أمواج الهلال والنصر.. "رأس السمكة" أهم
يجلس لويس فيليبي على مقعده الجلدي الفاخر في مكاتب نادي بنفيكا بالقرب من مركز كولومبو التجاري، ينظر إلى ساعته بتوتر مع اقتراب غروب شمس الخامس من يونيو 2015 بانتظار خبر تجديد عقد جيسوس، إلا أن العاجل الذي بثته القنوات التلفزيونية حينها جعلته لا يستطيع القيام من مكانه، وضرب بيده على الطاولة وصرخ "اللعنة، لا يمكن أن يحدث هذا !" وذلك بعدما رأى أن المدرب المخضرم قد انضم رسمياً لتدريب تدريب الغريم التقليدي سبورتينغ.
جاء المدير الرياضي لبنفيكا إلى الرئيس بوجه تتضح عليه ملامح الارتباك بنية نقل الخبر لكن فييرا سبقه وقال: أريد كل إزالة كل صور جورجي جيسوس من الملعب والنادي قبل أن تشرق شمس الغد.
صنع جيسوس التاريخ مع بنفيكا، بطل الدوري 3 أعوام متتالية وفريق يتواجد في البطولات الأوروبية وينافس عليها، كانت مهمة العمال بإزالة صوره ليست هينة، ستة أعوام من الذكريات ذهبت أدراج الرياح، ولا أحد يستطيع الاعتراض، فالرئيس الذي لم ينفك عن إطلاق الشتائم أمرهم بذلك قبل أن يتنهد ويقول: لم يكن واحد منا على الإطلاق. وذلك في إشارة إلى ارتباط جورجي السابق بالغريم التقليدي عندما كان لاعباً قبل أكثر من ثلاثين عاماً منذ خبر التوقيع الصادم.
كان لويس فيليبي يشعر بالغضب والخيانة، قال وهو يصرخ: لقد جعلناه "ملكاً" في الكرة البرتغالية، وبالنهاية رد إلينا الجميل بالتوقيع مع سبورتينغ.. اللعنة لم يجد سوى سبورتنيغ؟
كانت البرتغال بأسرها واقفة على قدم وساق في تلك الليلة، جمهور يحرق الصور والقمصان وآخر يحتفل ويرقص بالحصول على خدمات أحد أنجح مدربي البلاد عبر التاريخ، معلقون يعتبرون الخامس من يونيو 2015 إحدى اللحظات المفصلية في تاريخ كرة القدم البرتغالية، ليست فوز بورتو ببطولة دوري أبطال أوروبا، أو لقطات رونالدو التاريخية، بل انتقال جورجي جيسوس من بنفيكا إلى سبورتينغ.
هدأ فييرا بعد صدمة الخبر، وتذكر ما سمعه قبل أيام بأن جيسوس كان في منزل برونو دي كارفايو رئيس سبورتينغ حينها الواقع في الغارف، المنطقة الساحلية التي يعشق البرتغاليون التواجد فيها في فترة الصيف، وتذكر كذلك خبراً نشرته صحيفة "أو جوغو" قبل الإعلان الرسمي بساعات عن احتمالية تدريب جيسوس للغريم التقليدي، وسخر من نفسه عندما كان يعتبر ذلك خبراً مفبركاً بسبب الارتباط الوثيق بين جورجي والنادي، لكنه لم يكن يعرف أن المدرب الشهير ينتمي فقط لبضعة أشخاص ، وفي عالم كرة القدم لا يتحدث سوى بلغة الاحتراف، سواء مع بنفيكا أو سبورتينغ أو حتى الهلال والنصر.
كانت كرة القدم البرتغالية تشتعل ، الكل يبحث عن جورجي ، العدو والبطل، إنه ليس بعيداً عن مصدر الحريق فهو في حي أمادورا الذي يبعد 7 كيلومترات عن مقر نادي بنفيكا حيث يركل لويس فيليبي فييرا كل شيء أمامه ويسمع صوته الغاضب من خلف الجدران، أما جيسوس فهو مع المقربين الأربعة منه، شقيقه جوزيه، صديقيه فيتور ولويس زميلاه في المصنع قبل نصف قرن، وجوليو نائب رئيس نادي أمادورا والذي وقع مع جيسوس عقداً تدريبياً قبل 30 عاماً تقريباً، يقف الأربعة تحت مظلة أمام مكان كانوا يجتمعون به منذ كانوا مراهقين للعب البلياردو وشراء المرطبات من المتجر الذي يقع خلف منازلهم، قهقهاتهم تقطع السكون الذي يحيط بالحي الذي بات مقراً لسكن المهاجرين من خارج البلاد، أما علاقتهم تدور حول الضحك والذكريات القديمة، ودائماً ما يفسدها جورجي بحديثه عن كرة القدم وأفكاره للمباريات المقبلة.
خرج رئيس بنفيكا ببيان يعلن فيه تعيين روي فيتوريا مدرباً جديداً للفريق، لم يذكر حتى في المؤتمر الصحفي اسم جيسوس واكتفى بقول "الموظف السابق" وبالطبع لن يفوت العجوز السبعيني الفرصة للرد على ذلك.
قال جيسوس بعد تولي تدريب سبورتينغ أن بنفيكا تركه يرحل بعدما ماطله بمفاوضات تجديد التعاقد، والمصادر البرتغالية تصادق على ذلك، إذ كشفت أن فييرا قرر تخفيض راتب جورجي جيسوس البالغ 4 ملايين يورو سنوياً والتقليل من صلاحياته في سوق الانتقالات، بينما قدم كارفايو 6 ملايين يورو وسيطرة كاملة على تعاقدات الفريق.
العارفون ببواطن الأمور قالوا بأن جيسوس، الرجل العنيد والصارم، شعر بـ"قلة احترام" عندما عرض عليه بنفيكا مبلغاً أقل مما كان يتقاضاه، وهو ما دفعه إلى الانتقال نحو سبورتينغ. إذاً كان ذلك القرار ناتج عن ردة فعل غاضبة ولم يكن 100% رياضياً.
استغل جيسوس كل فرصة للضرب ببنفيكا، مرة قال بأنها مسألة وقت وسبورتينغ سيتجاوز بنفيكا، وأخرى قال بأن كرة القدم التي يلعبها سبورتينغ أفضل من بنفيكا وتناسب أفكاره، وثالثة انتقد قرار تعيين خلفه روي فيتوريا قائلاً بأنه مدرب بلا خبرة ولا دراية تكتيكية.
بدأ الموسم بلقاء سبورتينغ وبنفيكا في كأس السوبر البرتغالية، فاز فريق جيسوس بهدف دون رد بمباراة "الثأر" وفي الدوري وفي أول زيارة له لملعب "النور" فاز سبورتينغ 3-0 بمباراة سميت بـ"ديربي الخيانة" إذ شهدت أجواء عدائية تجاه المدرب السابق، والشتائم كانت تلاحقه طوال 90 دقيقة، بينما يحتفل بشدة على خط التماس ما أدى إلى دخول عناصر الأمن لحمايته من آلاف الغاضبين في المدرجات.
كان التنافس على أشده بين بنفيكا فيتوريا وسبورتينغ جيسوس، تعثر الأخير أمام فريق أروكا المتواضع ما جعل جورجي يخرج بتصريح ساخن قال فيها: الكثير من الأمور التي تحدث في كرة القدم البرتغالية غير طبيعية. فنحن لدينا أبطال في الملعب وأبطال خارجه. في إشارة إلى تأثير بنفيكا على الحكام، ما جعل وسائل إعلام مقربة من النادي الأحمر تصفه بـ"الموهوم".
خرج جيسوس بتصريح جديد ليضرب فيه ناديه السابق بعدما قال: لقد صنعت فريق بنفيكا، والآن أعتقد أنهم يعرفون مدى الخسارة التي لحقت بهم بعد رحيلي .
لم يحقق جيسوس الدوري مع سبورتينغ خلال 3 أعوام على رأس الدفة الفنية للفريق العاصمي وانتهت علاقته بالفريق في صيف 2018 بشكل مأساوي بعدما هجم عشرات المشجعين الغاضبين على المدرب والفريق في ملعب التدريبات بسبب سوء النتائج واعتدوا عليهم، ليقرر بعدها الخروج من البرتغال لأول مرة في حياته عندما وقع عقد تدريب الهلال.
قلب قرار انتقال جيسوس من بنفيكا إلى سبورتينغ كرة القدم البرتغالية رأسًا على عقب، الجماهير لا تصدق، والإعلام يكتب ويكتب ويكتب، أما جورجي فكان في طاولته المعتادة مع أصدقائه الأربعة في الدور العلوي من مطعم 'بونوكيو'، يضحكون على حكاية قديمة عن حفلة راقصة انتهت بشجار بينهم سرعان ما تحول إلى ضحك.
أحدهم التفت إليه ضاحكًا: ماذا فعلت بالبرتغال يا "ميستر" خائن وبطل في يوم واحد؟ كيف تفعل ذلك؟ جيسوس ابتسم غير آبه بما يدور بجانبه في "أفينا دي ليبرتاد" حيث لا يسمع حديث بين الناس غير مناقشة قراره المثير، قطع بيدرو كاردوزو الحديث وهو يحمل طبقاً يتناوله جيسوس منذ عقود إذ قال ضاحكاً: كل شيء يتغير يا جيسوس في هذه الحياة، إلا طبق رأس السمكة.
نظر المدرب المخضرم مبتسماً إلى الطبق، ثم إلى جوزيه، جوليو، فيتور ولويس الذين لم يتغيروا منذ 50 عاماً ورفع شوكته غير آبه بما يحدث بالجوار، ففي الخارج الصحف توزع والقمصان تمزق، أما بالنسبة له فلا شيء يضاهي هذه الجلسة و"رأس السمكة".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المرصد
منذ ساعة واحدة
- المرصد
العنزي يكشف قائمة لاعبين مرشحين للظهور مع النصر الفترة المقبلة
العنزي يكشف قائمة لاعبين مرشحين للظهور مع النصر الفترة المقبلة المرصد الرياضية: كشف الناقد الرياضي علي العنزي مجموعة أسماء لاعبين شباب بفريق نادي النصر مرشحين للمشاركة مع الفريق الأول تحت قيادة المدرب جيسوس في الفترة المقبلة. وعبر حسابه الرسمي على منصة إكس نشر العنزي تغريدة قال فيها: اسماء النصر الشابة التي يضعها جيسوس تحت انظاره في الفترة المقبلة وشاركت في تدريبات اليوم : مبارك البوعينين وليد صابر عبدالعزيز فرج عبدالعزيز العليوه مشاري النمر يوسف الطحان راكان الغامدي سعد حقوي عواد امان.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
متى يستطيع آرسنال الفوز بالدوري الإنجليزي مجدداً؟
في مايو (أيار) الماضي، أثار المدير الفني لآرسنال، ميكيل أرتيتا، قلق وإزعاج كلِّ مَن لم يكن من مشجعي آرسنال تقريباً، حين قال: «الفوز بالألقاب يعني الوجود في المكان المناسب باللحظة المناسبة. ليفربول فاز باللقب بنقاط أقل مما حققناه في الموسمين الماضيين. كان من الممكن أن نفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مرتين بعدد النقاط التي حصلنا عليها». في الواقع، كان أرتيتا مخطئاً ومصيباً في آنٍ واحد؛ فقد فاز ليفربول بلقب الدوري لموسم 2024 – 2025، بعدما حصد 84 نقطة - أي أقل بخمس نقاط مما حصده آرسنال في الموسم السابق، وهو أيضاً نفس عدد النقاط التي حصل عليها آرسنال عندما احتل المركز الثاني في موسم 2022 - 2023. ومن المؤكد أن ليفربول حصد 84 نقطة فقط لأنه قضى آخر 4 مباريات من الموسم وهو يحتفل ويلعب بكل رعونة، بعدما حسم اللقب رسمياً، وكان في مستوى يؤهله للوصول إلى النقطة 92. ومع ذلك، يجب الإشارة أيضاً إلى أن فوز ليفربول باللقب، حسب ريان أوهانلون على موقع «إي إس بي إن»، كان أسهل، بسبب حقيقة أنه لم يكن هناك أي فريق آخر قريب من مستواه خلال الموسم الماضي. وسيخبرك كثير من مشجعي ليفربول بأن فريقي ليفربول اللذين احتلا المركز الثاني في موسمي 2018 - 2019 و2021 – 2022 كانا أفضل من الفريق الذي فاز باللقب الموسم الماضي، احتل هذان الفريقان المركز الثاني فقط لأنهما كانا ينافسان أعظم فريق في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز على الإطلاق، وهو مانشستر سيتي بقيادة المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا. وينطبق الشيء نفسه على آرسنال في موسم 2023 - 2034، عندما حصد المدفعجية نقاطاً أكثر من 20 من أصل 33 فائزاً بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه فشل في الفوز باللقب بسبب قوة مانشستر سيتي. هل تنتهي أحزان لاعبي أرسنال التي تواصلت الموسم الماضي (إ.ب.أ) وبالتالي، فإن العبرة من هذه القصة هي نفسها التي ميزت فترة أرتيتا مع آرسنال: التحلي بالصبر. ورغم تحقيق نتائج مخيبة للآمال في أول موسمين تحت قيادة أرتيتا، لم يقرر آرسنال إقالة المدير الفني الإسباني وواصل التزامه بالتعاقد مع لاعبين صغار في السن، واحتل المركز الثاني في جدول الترتيب لثلاث سنوات متتالية. وخلال تلك الفترة، حصد آرسنال 247 نقطة - بفارق 4 نقاط خلف مانشستر سيتي و14 نقطة أمام ليفربول. ومع ذلك، كان آرسنال هو الوحيد من بين هذه الأندية الثلاثة التي لم يفز بأي لقب للدوري خلال هذه الفترة، لكنه الوحيد أيضاً الذي لم يبتعد عن أول مركزين. إذا استمر آرسنال في تقديم هذه المستويات القوية؛ فمن المحتمل أن يفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز في مرحلة ما. لكن يبدو أن المدفعجية لم يعودوا راضين عن الحديث عن الاحتمالات. وبناءً على التعاقدات التي أبرمها النادي هذا الصيف، فمن الواضح أن شيئاً ما قد تغير، ومن الواضح أن آرسنال لا يريد الانتظار، بل يريد الفوز بالبطولات والألقاب الآن. كيف بُني الفريق الحالي لآرسنال؟ لو كان جميع اللاعبين جاهزين الموسم الماضي، لكان تشكيل آرسنال الأساسي كالتالي: ريكاردو كالافيوري في مركز الظهير الأيسر، وغابرييل ماغالهايس وويليام صليبا في مركز قلب الدفاع، وبن وايت في مركز الظهير الأيمن، وديكلان رايس وميكيل ميرينو ومارتن أوديغارد في خط الوسط، وغابرييل مارتينلي وكاي هافرتز وبوكايو ساكا في الخط الأمامي من اليسار إلى اليمين. يمكنكم الاختلاف على اسم أو اثنين، لكن هذا ليس هو المهم. فالغرض فقط هو تسليط الضوء على أعمار هؤلاء اللاعبين عند انضمامهم إلى النادي: كالافيوري (22 عاماً)، ماغالهايس (22 عاماً)، صليبا (18 عاماً)، بن وايت (23 عاماً)، رايس (24 عاماً)، ميرينو (28 عاماً)، أوديغارد (22 عاماً)، مارتينيلي (18 عاماً)، هافرتز (24 عاماً)، ساكا (سبع سنوات). من الواضح أنه قد تم بناء هذا الفريق وفق خطة طويلة الأجل تعتمد على تطوير وتحسين قدرات اللاعبين الشباب، بالإضافة إلى اثنين من اللاعبين في أوج عطائهما الكروي، وهما رايس وهافرتز. بشكل عام، اعتمدت قصة تحول آرسنال إلى واحد من أفضل الفرق في العالم على ثلاث نقاط: أولاً، تعاقد النادي مع لاعبين يتناسبون تماماً مع الخطة التكتيكية للمدير الفني. ثانياً، تعاقد آرسنال مع لاعبين من المرجح أن يتحسنوا ويتطوروا بشكل أفضل بعد انضمامهم للفريق. ثالثاً، تحول لاعب انضم إلى النادي وهو في السابعة من عمره إلى واحد من أفضل لاعبي العالم في مركزه. وبالتالي، فإن بروز ساكا بهذا الشكل قد وفر على النادي ما لا يقل عن 100 مليون دولار. مارتن زوبيمندي القادم من ريال سوسيداد واحد المنضمين حديثا إلى أرسنال قد يبدو الأمر بسيطاً، لكن يمكنك أن تعد على أصابع اليد الواحدة عدد الأندية التي تلتزم بأول نقطتين (التعاقد مع لاعبين يناسبون فلسفة المدير الفني، والتعاقد مع لاعبين صغار في السن) على مدى عدة مواسم. عندما تقوم بهذين الأمرين بشكل جيد - بالإضافة إلى عدم تسبب أفكار المدير الفني في تدهور الفريق - ستكون النتيجة الطبيعية هي ما قدمه آرسنال خلال المواسم الثلاثة الماضية: تحسُّن مستمر. في موسم 2021 – 2022، كان آرسنال أصغر فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز بمتوسط أعمار يبلغ 24.4 عام، وأنهى الموسم برصيد 69 نقطة. وفي موسم 2022 - 2023. كان الفريق أكبر سناً قليلاً (بمتوسط أعمار يبلغ 24.7 عام، بالتساوي مع ساوثهامبتون كأصغر فريق في الدوري سناً) وكان أفضل بكثير من الموسم السابق؛ حيث حصد هذه المرة 84 نقطة. وفي موسم 2023 - 2024. أصبحوا أكبر سناً قليلاً مرة أخرى (بمتوسط أعمار يبلغ 25 عاماً، ثالث أصغر فريق) وأفضل بكثير مرة أخرى؛ حيث حصد 89 نقطة. وبدا أن آرسنال قد بنى فريقاً من اللاعبين الذين سيتحسنون جميعاً معاً كل موسم، وسيستمرون في إضافة لاعبين يناسبون هذه الفلسفة. في هذه الأثناء، فقد ليفربول للتو مديره الفني الذي قاد الثورة الكروية للنادي يورغن كلوب، الذي يُعدّ واحداً من أفضل المديرين الفنيين في تاريخ النادي، بينما كان مانشستر سيتي متمسكاً بالمركز الأول بفريق متقدم في السن. لكن فجأة، انهار مانشستر سيتي، وتراجع مستوى آرسنال، الذي قفز متوسط أعمار لاعبيه إلى 25.8 عام (تاسع أصغر فريق في المسابقة)، وتراجع عدد النقاط التي حصل عليها إلى 74 نقطة. وكان هذا دليلاً على أنه لا يمكنك الاعتماد على التحسن التدريجي واللاعبين الشباب للفوز بلقب الدوري. وكانت أكبر مشكلة واجهها آرسنال هي أن أفضل أربعة لاعبين لديه لعبوا دقائق أقل بكثير في الموسم الماضي مقارنة بالعام الذي سبقه؛ حيث تراجعت نسبة مشاركة صليبا في مباريات الدوري من 100 في المائة إلى 88.9 في المائة، وتراجعت نسبة رايس من 94.3 في المائة إلى 82.6 في المائة، ونسبة أوديغارد من 90.4 في المائة إلى 68 في المائة، كما تراجعت نسبة مشاركة ساكا في المباريات من 85.4 في المائة إلى 50.6 في المائة فقط. حلم أرتيتا بالفوز بلقب الدوري الإنجليزي يتواصل (إ.ب.أ) Cutout والآن، ظهرت مشكلات خططية وتكتيكية في الطريقة التي يعتمد عليها أرتيتا؛ فهو لا يُخاطر بما يكفي، خصوصاً خلال موسم من 38 مباراة من المفترض أن يسعى فيه الفريق إلى الحصول على أكبر عدد ممكن من النقاط. وقد أدى ذلك إلى اعتماده على لاعبين أقل نشاطاً وحيوية. لكن السبب الرئيسي وراء حصول آرسنال على 14 نقطة أقل في الموسم الماضي مقارنة بالعام الذي سبقه هو عدم مشاركة أفضل لاعبيه في المباريات بنفس القدر. فهل التعاقد مع لاعبين يساعدون النادي على «الفوز بالبطولات الآن» ستُجدي نفعاً في الدوري الإنجليزي الممتاز؟ في هذه المرحلة من الصيف، أعلن آرسنال عن إبرام صفقتين جديدتين: لاعب خط الوسط كريستيان نورغارد، البالغ من العمر 31 عاماً، من برينتفورد، ومارتن زوبيمندي، البالغ من العمر 26 عاماً، من ريال سوسيداد. أصبح آرسنال قريباً من التعاقد مع المهاجم فيكتور غيوكيريس، البالغ من العمر 27 عاماً، من سبورتنغ لشبونة، كما أنه يجري مفاوضات مع كريستال بالاس، بشأن ضم لاعب خط الوسط المهاجم إيبيريتشي إيزي، البالغ من العمر 27 عاماً. لم يقف الأمر عند هذا الحد؛ حيث قدم آرسنال عرضاً لفالنسيا لضمّ قلب الدفاع كريستيان موسكيرا، البالغ من العمر 21 عاماً، كما يتفاوض مع تشيلسي لضمّ الجناح نوني مادويكي، البالغ من العمر 23 عاماً. لو افترضنا أن آرسنال سيعتمد على جميع هؤلاء اللاعبين الستة، فيجب الإشارة إلى أن متوسط أعمارهم معاً يصل إلى 25.8 عام - أي أكبر بأربع سنوات تقريباً من متوسط أعمار لاعبي آرسنال الأساسيين عند انضمامهم. ربما يعود تغيير فلسفة التعاقدات إلى قدوم مدير رياضي جديد (أندريا بيرتا من أتلتيكو مدريد)، أو ربما لأن النادي سئم من احتلال المركز الثاني! ومهما كان السبب، فمن الواضح أن هناك تغييراً كبيراً في فلسفة النادي لبناء الفريق - لكن هل سينجح هذا الأمر؟ في الواقع، يعتمد كثير من ذلك على أداء اللاعبين أنفسهم داخل المستطيل الأخضر؛ فمن بين اللاعبين اللذين تم التعاقد معهما بالفعل واللاعبين الذين من المرجح التعاقد معهم، كان نورغارد أحد أكثر اللاعبين الذين لا يحصلون على التقدير الكافي في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ صعود برينتفورد في عام 2020. في الحقيقة، يتميز نورغارد بكل الإمكانيات التي تساعد أي فريق على تحقيق الفوز؛ حيث يتميز بالقدرة على استخلاص الكرات، ويجيد ألعاب الهواء، وينطلق إلى منطقة جزاء المنافسين، ويسدد من مسافات بعيدة بكل قوة ودقة، ويمرر الكرة إلى الأمام ببراعة. لكن هناك المزيد من الشكوك حول غيوكيريس، الذي وصل معدل أهدافه وتمريراته الحاسمة المتوقعة إلى 0.56 هدف لكل 90 دقيقة (من دون ركلات الجزاء)، عندما كان يبلغ من العمر 24 عاماً في دوري الدرجة الأولى بإنجلترا قبل عامين. ومع ذلك، يُعدّ غيوكيريس الآن أحد أسرع المهاجمين في أوروبا، وهو الأمر الذي يمكن أن يستفيد منه آرسنال، وقد انفجرت أرقامه مع سبورتنغ لشبونة البرتغالي. لكن السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل غالباً ما تؤدي مثل هذه الصفقات إلى الفوز بالبطولات؟ هل يتمكن هؤلاء اللاعبون الجدد من قيادة المدفعجية للفوز بالبطولات والألقاب، أم أن تغيير فلسفة التعاقدات سيأتي بنتائج عكسية؟ دعونا ننتظر بداية الموسم المقبل لنعرف الإجابة!


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
من صلاح إلى ديمبلي... 6 لاعبين يتنافسون على «الكرة الذهبية»
قبل أسبوع، وضعت مجلة «فرنس فوتبول» الفرنسية، صورة محمد صلاح، مهاجم ليفربول الإنجليزي، على غلافها، في إشارة قد تبدو إيجابية في سباق الهداف المصري مع 6 من منافسيه للفوز بجائزة «الكرة الذهبية» لـ«أفضل لاعب في العالم». لا يزال جورج ويا هو اللاعب الأفريقي الوحيد الذي فاز بجائزة «الكرة الذهبية» لأفضل لاعب في العالم، لكن المستويات المذهلة التي قدمها صلاح خلال الموسم الماضي وضعته في الفئة نفسها إلى جانب النجم الليبيري. سجل النجم المصري 29 هدفاً وصنع 18 هدفاً ليقود ليفربول للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه لم يتمكن من قيادته إلى ما هو أبعد من دور الـ16 في دوري أبطال أوروبا. اعتمد الهولندي أرني سلوت، المدير الفني لليفربول، على صلاح في جميع مباريات الفريق بالدوري، في مؤشر واضح على أهميته ولياقته البدنية المذهلة. وقال سلوت عن فرص صلاح في الفوز بـ«الكرة الذهبية»: «لقد قدم مواسم رائعة للغاية مع ليفربول، لكن هذا الموسم ربما يكون الأبرز من حيث الأرقام. وإذا كانت هناك فرصة لفوزه بالجائزة، فستكون خلال هذا الموسم. وإن لم يحصل عليها، فسيبذل جهداً أكبر في الموسم المقبل». ومع بلوغ صلاح عامه الـ33 في منتصف يونيو (حزيران)، فقد تكون هذه هي فرصته الأخيرة للفوز بأعلى جائزة فردية في عالم كرة القدم، حتى لو رأى مديره الفني خلاف ذلك. رافينيا قدم موسما لافتا مع برشلونة ومرشح بقوة للكرة الذهبية (ا ف ب)cut out ويأمل صلاح، الذي رُشّح للقائمة النهائية القصيرة مرتين من قبل، أن يقف الحظ بجانبه هذه المرة، وأن يكون التقدير لكامل مسيرته، رغم علمه بالمنافسة الشديدة التي يلقاها من عدة لاعبين تألقوا هذا الموسم، خصوصاً الفرنسي عثمان ديمبلي مهاجم باريس سان جيرمان، الذي تضغط وسائل إعلام بلاده بقوة على المجلة الفرنسية لمنحة الجائزة المرموقة. وأثبت عثمان ديمبلي، الذي يبلغ من العمر 28 عاماً، جدارته في المنافسة على الجائزة بعد المستويات الرائعة التي قدمها الموسم المنقضي، وقياد فريقه للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا والثنائية المحلية. وكان سان جيرمان وديمبلي قريبين من التتويج بكأس العالم للأندية وتحقيق رباعية تاريخية، لكنه سقط في المباراة النهائية أمام تشيلسي الإنجليزي الأحد (صفر - 3). لكن هل يتأثر المصوتون بهزيمة سان جيرمان الثقيلة أمام تشيلسي، ويتراجع ديمبلي خطوة في سباق المتنافسين على الجائزة؟ لقد سجّل مهاجم باريس سان جيرمان 21 هدفاً وقدّم 6 تمريرات حاسمة في الدوري الفرنسي الممتاز، وقاد فريقه للفوز بلقب الدوري بفارق 19 نقطة عن أقرب منافسيه، كما سجل 8 أهداف وقدّم 6 تمريرات حاسمة في دوري أبطال أوروبا الذي توج به النادي الباريسي بعدما سحق إنتر ميلان الإيطالي في المباراة النهائية بخماسية نظيفة. فوز ديمبلي بدوري الابطال والثنائية الفرنسية تعزز فرصه في الكرة الذهبية (ا ف ب)cut out علاوة على ذلك، تزامن تحول باريس سان جيرمان إلى أفضل فريق في العالم بشكل مباشر تقريباً مع انتقال ديمبلي إلى مركز المهاجم الصريح وتألقه اللافت في عام 2025. لذا، يمتلك ديمبلي كل الإحصاءات والبطولات والألقاب التي يبحث عنها المصوتون في الجائزة. ومن الواضح أن باريس سان جيرمان هو أفضل فريق في العالم الآن، ويمكننا جميعاً أن نرى أن ديمبلي هو السبب الرئيسي وراء ذلك. كانت مسيرة ديمبلي الكروية تشهد تراجعاً واضحاً عندما انتقل إلى سان جيرمان من برشلونة في عام 2023، لكنه بدا أكبر هدوءاً وراحة في فرنسا. ونجح الإسباني لويس إنريكي، المدير الفني السابق لبرشلونة، في مساعدة لاعبه الفرنسي على تقديم أفضل ما لديه داخل الملعب، حتى بعد استبعاده من قائمة الفريق لأسباب تأديبية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. يتمتع ديمبلي بالسرعة الفائقة والمهارة الفذة، وهو ما يتسبب في كثير من المتاعب والمشكلات لمدافعي الفرق المنافسة. وليس صلاح وديمبلي وحدهما في السباق على الجائزة، فهناك أيضا الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا جناح باريس سان جيرمان، الذي بدأ الموسم الماضي مع نابولي قبل انضمامه في يناير (كانون الثاني) إلى النادي الفرنسي ليواصل رحلة التألق. يمكن للنجم الجورجي أن يفخر بتحقيق إنجاز نادر يتمثل في فوزه بلقبين محليين مع فريقين مختلفين في العام نفسه؛ الدوري الإيطالي الممتاز مع نابولي، والدوري الفرنسي مع باريس سان جيرمان. كما حصل على لقب دوري أبطال أوروبا. كان عشاق كرة القدم يعرفون بالفعل ومنذ فترة طويلة القدرات الهائلة التي يمتلكها كفاراتسخيليا؛ تلك القدرة على تجاوز اللاعبين بسرعة مذهلة، والتحرك يميناً ويساراً، بالإضافة إلى التسديدات القوية. يُذكر أن كفاراتسخيليا هو ابن لاعب دولي سابق (رغم أن والده، بدري، لعب مع أذربيجان) لكنه سلك طريقاً مختلفة نحو النجومية، حيث خاض اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً 3 مواسم في روسيا قبل أن ينتقل إلى نابولي. لقد نجح كفاراتسخيليا في صناعة الفارق مع باريس سان جيرمان بدوري أبطال أوروبا، وقاده إلى المستوى التالي الذي كان يكافح من أجل الوصول إليه في البطولة الأقوى بالقارة العجوز. ولا يمكن إخراج البرازيلي رافينيا، مهاجم برشلونة الإسباني، من سباق المنافسة، بل هو من المرشحين بقوة للفوز بـ«الكرة الذهبية». اللاعب الذي أنقذ ليدز يونايتد من الهبوط من الدوري الإنجليزي الممتاز، قبل أن ينضم إلى برشلونة، بات الآن ينافس بقوة على جائزة «الكرة الذهبية»، وهو أمر غريب حقاً بالنظر إلى أنه قبل 12 شهراً فقط كان فريقه الإسباني يسعى لبيعه من أجل الحصول على بعض المال. المدير الفني الألماني، هانزي فليك، هو الوحيد الذي قاتل للإبقاء على رافينيا مع برشلونة، مدركاً تماماً القدرات الهائلة التي يملكها اللاعب البالغ من العمر 28 عاماً. وبالفعل، أصبح راقص السامبا شخصية مؤثرة للغاية مع الفريق الكتالوني وكان سبباً رئيسياً في تتويج الفريق بالثنائية المحلية (الدوري والكأس). سجل رافينيا 34 هدفاً في جميع المسابقات، وكان سبباً رئيسياً في فوز برشلونة بلقب الدوري للمرة الـ28، بالإضافة إلى الوصول إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. وسيظل رافينيا، الذي يلعب غالباً في مركز الجناح الأيسر، بطلاً أبدياً في برشلونة بعد تسجيله هدفين في مباراة الكلاسيكو التي انتهت بفوز فريقه على غريمه التقليدي ريال مدريد بـ4 أهداف مقابل 3 الشهر الماضي. وبجانب رافينيا، هناك أيضاً لامين جمال، موهوب برشلونة الواعد، الذي يتقدم أيضاً في سباق «الكرة الذهبية»، وإذا لم يفز جمال بالجائزة هذا العام، فمن المؤكد أنه سيفوز بها في المستقبل، بل وسيفوز بها أكثر من مرة. يُعدّ اللاعب الشاب البالغ من العمر 17 عاماً موهبة استثنائية، وقد نجح، على الرغم من صغر سنه، في الحصول على كثير من الميداليات والجوائز الشخصية. وخلال الصيف الماضي، فاز ببطولة «كأس الأمم الأوروبية» مع منتخب إسبانيا؛ وفاز هذا الموسم بكأس ودوري إسبانيا. وقال رافينيا عن زميله في الفريق: «لا يوجد سقف لطموحاته، ويمكنه الذهاب إلى أبعد مدى يريده. وكل شيء يعتمد عليه، فهو يتحلى بالجودة والالتزام والعمل الجاد». في الواقع، لا يرغب أي مدافع أن يلعب ضد النجم الشاب الموهوب الذي يلعب على الناحية اليمنى ثم يدخل إلى عمق الملعب من أجل التسديد في الزاوية العليا للمرمى. ورغم تراجع حظوظه، فإن الفرنسي كيليان مبابي، مهاجم ريال مدريد الإسباني، ما زال في سباق المرشحين للفوز بجائزة «الكرة الذهبية». يرى بعض مكاتب المراهنات أن فرص فوز مبابي بـ«الكرة الذهبية» هي بين 1 و50، ومع ذلك، لا يزال المهاجم الفرنسي يتطلع للفوز بالجائزة. جاء مبابي في المركز السادس خلال حفل توزيع الجائزة العام الماضي، ولا يوجد أي لاعب ممن سبقوه العام الماضي ضمن المرشحين لهذا العام. وخلال موسمه الأول مع ريال مدريد، فاز النجم الفرنسي بكأس السوبر وكأس «إنتركونتيننتال»، لكن فريقه خسر أمام برشلونة في الدوري الإسباني وأمام آرسنال في دوري أبطال أوروبا. سجّل مبابي، البالغ من العمر 26 عاماً، 31 هدفاً في 34 مباراة بالدوري، لكنه لم يقدم المستويات المتوقعة منه في اللحظات الحاسمة بدوري أبطال أوروبا، وكانت مشاركته في مونديال الأندية مخيبة. صلاح يريد أن يكون اللاعب الأفريقي الثاني الذي يفوز بـ«الكرة الذهبية» بعد الليبيري جورج ويا