
أكراد يتزعمون عصابات تهريب البشر إلى بريطانيا
تقول صحيفة "التايمز" البريطانية إن عناصر "مكافحة الجريمة" سافروا إلى العراق للقبض على شركاء زادة، ومن بينهم مصرفي يدير شؤون تسلم الأموال من المهاجرين عبر نظام الحوالات، وكلفة الرحلة إلى بريطانيا باتت تراوح اليوم ما بين 3 و6 آلاف دولار تبعاً لظروف السفر وضمان الوصول إلى بر الأمان.
رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر أعلن الخميس الماضي عن اتفاق جديد مع فرنسا لضبط هجرة القوارب، وفي اليوم ذاته عبر القنال الإنجليزي 573 مهاجراً، ثم 353 في اليوم الذي تلاه، وبحساب الحد الأدنى لتذكرة المهاجر الواحد يتبين أن مهربي البشر جمعوا في اليومين المذكورين فقط أكثر من 2.7 مليون دولار.
تهريب المهاجرين اليوم يشبه تجارة المخدرات، فهو يدر أرباحاً خيالية أغرت كثيرين حول العالم، وبحلول نهاية عام 2023 قدرت باريس وجود نحو 30 شبكة تهريب على طول السواحل الفرنسية، وبحسب معهد مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود في جنيف تتقاسم العصابات الكردية الأراضي بين كاليه ودونكيرك.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
زعماء العصابات في غالبيتهم وفق "التايمز" يتحدرون من منطقة رانيه في إقليم كردستان العراق على الحدود مع إيران، أحد أشهر هؤلاء هو برزان مجيد الملقب بـ"العقرب" اعتقل العام الماضي من قبل السلطات الكردية عبر عملية أمنية دولية واسعة النطاق استمرت عامين للقضاء على عصابته التي كانت حينها الأقوى.
يشير تقرير لمعهد "تشاتام هاوس" عام 2024 إلى أن هيمنة الأكراد على المنطقة تعود على إلى مزيج من الجغرافيا والتاريخ وعدم الاستقرار المستمر، ويرجح أن يكون الفساد وارتفاع مستويات الفقر من العوامل المساهمة، إضافة إلى موقع رانيه التي تلتقي فيها بعض طرق الهجرة البرية من أفغانستان وباكستان والهند وإيران.
وفق تقرير الصحيفة البريطانية تتألف عصابات القوارب الصغيرة من 12 فرداً في المتوسط، ويشرف زعيمها على العملية من الخارج إما في بلده الأصلي أو دولة غربية، بعض أعضاء الشبكة يعملون مرشدين يدلون المهاجرين إلى الساحل، وآخرون يكلفون الخدمات اللوجيستية وتوصيل القوارب والوقود إلى نقطة الانطلاق، أما الباقون فيعملون حراساً يراقبون المكان ويستطلعون وجود المنافسين ودوريات الشرطة.
المهربون الألبانيون أيضاً قدموا إلى شمال فرنسا، لكنهم وفق تقرير "التايمز" يعملون في كثير من الأحيان وسطاء للزعماء الأكراد الذين يتخذون القرارات الحاسمة، ومع ازدياد الطلب وظفت العصابات مهاجرين لاستقطاب الزبائن، بعض هؤلاء بات يجني أكثر من 10 آلاف دولار أميركي شهرياً، فاستقر على سواحل فرنسا ورفض العبور للعمل في أشغال منخفضة الأجر توفرها له السوق السوداء في بريطانيا.
يقول الرئيس التنفيذي لـ"مجلس اللاجئين" إنفر سولومون إن الطلب هو محرك تجارة تهريب البشر، وعلى هذا الأساس يجب أن تبنى استراتيجيات الدول الأوروبية في مواجهة عصابات المهربين"، وهذا ما تحاول الحكومات الأوروبية فعله عبر توقيع اتفاقات مع دول في أفريقيا وآسيا لوقف الهجرة ومعالجة أسبابها المختلفة.
منذ عام 2024 شاركت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في بريطانيا بأكثر من 190 عملية اعتقال لمهربين في المملكة المتحدة وخارجها، وبحسب تصريحات نقلتها "التايمز" عن المدير العام للعمليات في الوكالة روب جونز "يقع جزء كبير من جرائم تهريب المهاجرين خارج المملكة المتحدة، لذلك تستهدف الوكالة العصبات في دول المصدر والعبور وسواحل فرنسا وبلجيكا، وصولاً إلى المتورطين داخل بريطانيا".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 37 دقائق
- Independent عربية
مقتل 21 مدنيا في السويداء ودمشق تحمل تل أبيب مسؤولية التصعيد
حملت وزارة الخارجية السورية اليوم الثلاثاء إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الهجمات الأحدث على جنوب سوريا وتبعاتها. وأكدت الوزارة في بيان أنها "حريصة على حماية جميع أبنائها من دون استثناء، وفي مقدمتهم أهلنا من أبناء الطائفة الدرزية". وشنت إسرائيل غارات جوية على قوات الحكومة السورية في جنوب غربي سوريا لليوم الثاني على التوالي، متعهدة بالحفاظ على المنطقة منزوعة السلاح وحماية الأقلية الدرزية. وشهدت السويداء اليوم اشتباكات في أحياء عدة وقصفاً إسرائيلياً، فيما أعلنت وزارة الدفاع البدء بسحب الآليات الثقيلة منها وانتشار قوى الأمن الداخلي والشرطة العسكرية في المنطقة لضبط الأمن. 21 قتيلاً ميدانياً في الأثناء، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم بمقتل 21 مدنياً درزياً بعمليات "إعدام ميدانية" نفذتها قوات الأمن السورية في السويداء، بينهم 12 في مضافة لإحدى العائلات، فضلاً عن تنفيذ عمليات تخريب ممنهجة طاولت منازل وممتلكات للمدنيين. ودخلت القوات السورية المدينة الواقعة في جنوب البلاد صباح اليوم وأعلنت وقف إطلاق النار فيها، بعد مقتل أكثر من 100 شخص باشتباكات عنيفة بين مسلحين من الدروز وآخرين من البدو اندلعت في المحافظة أول من أمس الأحد. وقال المرصد، "أقدم عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية على تنفيذ إعدامات ميدانية طاولت 12 مدنياً دزرياً، عقب اقتحام مضافة آل رضوان في مدينة السويداء". وأظهر مقطع مصوّر انتشر على منصات التواصل الاجتماعي 10 أشخاص في الأقل يرتدون ملابس مدنية مضرجين بالدماء داخل المضافة، طرح بعضهم أرضاً وبعضهم الآخر على أرائك، وإلى جانبهم صور لمشايخ دروز ملقاة على الأرض وأثاث مخرّب ومبعثر. وأفاد المرصد كذلك بإعدام مجموعة مسلحة قال إنها تابعة للقوات الحكومية لـ"أربعة مدنيين دروز بينهم امرأة في مضافة آل مظلومة بقرية الثعلة" في ريف السويداء. وبحسب المرصد كذلك، أطلقت "مجموعة مسلحة تابعة لدوريات الأمن العام، النار بصورة مباشرة على ثلاثة أشقاء قرب دوّار الباشا شمال مدينة السويداء، أثناء وجودهم برفقة والدتهم التي شاهدت لحظة إعدامهم ميدانياً". ولم يصدر تعليق من السلطات بعد على هذه الاتهامات. الضربات الإسرائيلية مع دخول القوات السورية إلى السويداء اليوم، شنت إسرائيل غارات عليها وتعهدت بإبقاء المنطقة منزوعة السلاح وحماية الأقلية الدرزية مع استمرار الاشتباكات الدامية في المنطقة. كما استهدف القصف الإسرائيلي اليوم مرتين أطراف مدينة إزرع بريف درعا، بحسب الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا). وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس إنهما أمرا الجيش الإسرائيلي بضرب القوات السورية والأسلحة التي تنقل إلى السويداء لاستخدامها ضد الدروز. وأضافا خلال بيان أن نشر القوات السورية يعد انتهاكاً لسياسة نزع السلاح التي دُعيت دمشق بموجبها إلى الامتناع عن نقل قوات وأسلحة إلى جنوب سوريا لأن ذلك يشكل تهديداً لإسرائيل. وقالا، "إسرائيل ملتزمة منع تعرض الدروز في سوريا للأذى انطلاقاً من تحالف الأخوة العميق مع مواطنينا الدروز في إسرائيل". وأضافا، "نعمل على منع النظام السوري من إلحاق الأذى بهم، ولضمان نزع السلاح من المنطقة المجاورة لحدودنا مع سوريا". وبعد ظهر اليوم، ذكر الجيش الإسرائيلي أن عشرات الإسرائيليين عبروا إلى سوريا من قرية مجدل شمس الدرزية في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، موضحاً أنه يعمل على ضمان عودتهم بسلام. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) "هجوم بربري" ويشكل تصاعد العنف تحدياً لحكومة الرئيس أحمد الشرع التي وصلت إلى الحكم بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) 2024 وتسعى إلى إخضاع جميع الأراضي السورية لحكم مركزي بعد ما يقارب 14 عاماً من الحرب التي قسمت البلاد إلى جيوب منفصلة. وعلى رغم تلقي الشرع دعماً من التحسن السريع في العلاقات مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، سلط العنف الضوء على استمرار التوتر الطائفي وانعدام ثقة الأقليات بالحكومة الذي زاد بعد عمليات قتل جماعي لعلويين في مارس (آذار) الماضي. وشنت إسرائيل غارات على سوريا مرات عدة بدعوى حماية الدروز، وجاءت أحدث هجماتها بعدما أصدر الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز حكمت الهجري بياناً مسجلاً اليوم اتهم فيه القوات السورية بانتهاك وقف إطلاق النار، وحث المقاتلين على مواجهة ما وصفه بـ"الهجوم البربري". وأصدر وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة بياناً بعد ذلك أعلن خلاله وقفاً تاماً لإطلاق النار، وأكد أن القوات الحكومية لن تطلق النار إلا إذا أطلق عليها النار. ونقلت "سانا" عن أبو قصرة قوله، "وجهنا ببدء انتشار قوات الشرطة العسكرية داخل مدينة السويداء لضبط السلوك العسكري ومحاسبة المتجاوزين". وشاهد مراسل "رويترز" رجالاً يرتدون زياً عسكرياً يحرقون وينهبون منازل ومتاجر ويضرمون النار في متجر خمور. "تحالف الأخوة العميق" واندلعت الاشتباكات في محافظة السويداء أول من أمس بين جماعات مسلحة درزية ومقاتلين بدو، مما أسفر عن مقتل العشرات ونزوح الآلاف. وقالت القيادة الروحية الدرزية في بيان مكتوب صباح اليوم إنها ستسمح للقوات السورية بدخول مدينة السويداء لوقف أعمال العنف، داعيةً الجماعات المسلحة إلى تسليم أسلحتها والتعاون مع القوات. لكن بعد ساعات، قال الهجري، المعارض بشدة للقيادة الجديدة في دمشق، إن البيان "فُرض" عليهم من قبل دمشق، وإن القوات السورية خرقت الاتفاق بمواصلة إطلاق النار على السكان. وقال في بيان مصور، "نحن نتعرض لحرب إبادة شاملة"، وناشد جميع الدروز "التصدي لهذه الحملة البربرية بكل الوسائل المتاحة".


Independent عربية
منذ 4 ساعات
- Independent عربية
12 قتيلا في غارات إسرائيلية على لبنان بينهم 5 من "حزب الله"
أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية في لبنان بمقتل 12 شخصاً في غارات إسرائيلية على منطقة البقاع شرق لبنان اليوم الثلاثاء، بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي شنّ ضربات على مواقع لـ"حزب الله". وأوردت الوكالة "أن الطيران الحربي المعادي شن غارات على منطقة وادي فعرا في البقاع الشمالي، إحداها استهدفت مخيماً للنازحين السوريين"، ما أدى إلى سقوط 12 قتيلاً من بينهم سبعة سوريين، وثمانية جرحى. وأفاد مصدر أمني وكالة "رويترز" بأن خمسة من القتلى من مسلحي "حزب الله". وقال محافظ بعلبك الهرمل بشيرخضر إن القتلى السوريين من العمال الذين يعملون في كثير من الأحيان في الحقول الزراعية بمنطقة سهل البقاع. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن ضرب أهداف لـ"قوة الرضوان" التابعة لـ "حزب الله" في منطقة البقاع. وقال الجيش في بيان "بدأت طائرات سلاح الجو قبل قليل بمهاجمة أهداف إرهابية عدة تابعة لحزب الله في منطقة البقاع في لبنان"، وأضاف "تم استهداف معسكرات تابعة لقوة الرضوان التي رُصد داخلها عناصر إرهابية ومستودعات استخدمت لتخزين وسائل قتالية كان يستخدمها الحزب". وتابع الجيش الإسرائيلي في بيانه أنه قضى في سبتمبر (أيلول) الماضي على قادة الوحدة في بيروت وفي جنوب لبنان، لكن "الوحدة تعمل على إعادة بناء قدراتها"، ورأى الجيش أن "تخزين وسائل قتالية وأنشطة لحزب الله داخل هذه المواقع هو مثابة خرق فاضح للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان". ولفت وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى أن الغارات التي نشنها على لبنان حالياً هي رسالة واضحة لـ "حزب الله" "الذي يخطط لإعادة بناء قدرات لشن غارات ضد إسرائيل من خلال قوة الرضوان". سلسلة غارات كثيفة على السلسلتين الشرقية والغربية (مواقع التواصل الاجتماعي) "قوة الرضوان" الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي قال، في بيان، إن جيش الدفاع بدأ شن غارات تستهدف أهدافاً تابعة لـ "قوة الرضوان" التابعة لـ "حزب الله" في منطقة البقاع، مضيفاً أن "حزب الله الارهابي استخدم المعسكرات المستهدفة لتنفيذ تدريبات وأعمال تأهيل بهدف تخطيط وتنفيذ مخططات إرهابية ضد قوات جيش الدفاع ودولة إسرائيل". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) غارات عنيفة وصباح اليوم، شن الطيران الحربي سلسلة غارات كثيفة على السلسلتين الشرقية والغربية، واستهدف مرتفعات بوداي وطاريا وقصرنبا وشمسطار، ومرتفعات بريتال. "بنى تحتية عسكرية" وعلى رغم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر (تشرين الثاني)، تواصل إسرائيل شن غارات تقول إنها تستهدف عناصر في "حزب الله" و"بنى تحتية عسكرية" عائدة له. وأبقت تل أبيب على قواتها في مرتفعات استراتيجية توغلت إليها خلال المواجهة مع الحزب، على رغم أن الاتفاق نصّ على انسحابها منها.


Independent عربية
منذ 4 ساعات
- Independent عربية
مدينة "إنسانية" ضد الإنسانية... قصة "غيتو رفح"
في إطار استكمال تنفيذ عملية "عربات جدعون" العسكرية، أقرت إسرائيل مخططاً لإقامة مدينة إنسانية مصنوعة من الخيام على أنقاض مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، بهدف حصر جميع سكان القطاع فيها تمهيداً لفرزهم وتدريبهم على الهجرة. خلال مايو (أيار) الماضي، أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي الأمني المصغر عملية "عربات جدعون" العسكرية، التي تقضي بإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل والقضاء على عناصر "حماس" من طريق ترحيل جميع سكان القطاع وحشرهم في رفح. وبحسب صحيفة "هآرتس" فإن إسرائيل تخطط للقضاء على كل عنصر من "حماس" عبر فصل سكان غزة المسلحين عن المدنيين، والدفع بالمسالمين نحو مدينة رفح، أما المقاتلون أو الذين يرفضون التوجه إلى المدينة الإنسانية فإن الجيش يخطط لقتلهم. "غيتو" بأسوار قاتلة عندما شرعت إسرائيل في تنفيذ "عربات جدعون" بدأت في احتلال رفح، وبالفعل طردت بالقوة النارية جميع سكان المنطقة، وبعدها فصلت المدينة بالكامل عن القطاع، وأقامت طريقاً عسكرياً سمته "محور موراغ" يمنع على الغزيين الاقتراب منه أو تجاوزه. بعد إحكام القوات الإسرائيلية سيطرتها على رفح، بدأت الفرق الهندسية في تدمير المدينة بالكامل وتجريف الأنقاض وجعلها مساحة جغرافية فارغة من كل شيء، ثم بنت أسواراً حول المدينة وزودتها بالكاميرات والأسلحة الرشاشة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفتح الجيش الإسرائيلي ممرات ضيقة كمداخل إلى الأنقاض، وركب فيها بوابات حديدية مزودة بتقنيات التعرف على الوجوه بواسطة الذكاء الاصطناعي، إذ يقول الباحث العسكري فضل هين "جهزت إسرائيل مدينة رفح بالكامل لاستيعاب النازحين ضمن خطط أمنية وعسكرية ذات بعد استراتيجي". ويضيف "عملت إسرائيل على تطهير رفح من عناصر 'حماس' وبنيتها التحتية، ثم بدأت في تحويل المكان إلى أرض فضاء، ولاحقاً جهزته كـ"غيتو" إذ تخطط لنقل المدنيين إلى رفح وعزلهم هناك عن باقي مدن القطاع بهدف تدمير قدرات الحركة والقضاء على عناصرها". على رغم كل التجهيزات اللوجيستية، فإن نقل الغزيين المدنيين نحو رفح لم يبدأ بعد، إذ لم تنته إسرائيل من تلك المدينة الإنسانية المصنوعة من الخيام لتحشر فيها سكان القطاع. وبحسب المعلومات الواردة، فإن الخطوة التالية تتمثل في تركيب نحو 500 ألف خيمة داخل غزة بعدد الأسر في القطاع، وبعدها إصدار أوامر الإخلاء لجميع السكان وإجبارهم بالقوة النارية على التوجه نحو المدينة الإنسانية. وفقاً للخطة، سيجبر السكان على سلوك ممرات محددة من الجيش من يخالفها يعرض نفسه للموت، وداخل الممرات يجب عليهم تسجيل معلوماتهم البيومترية، ومن يثبت أنه تابع لـ"حماس" يقتل على الفور. وبعد دخول المدينة الإنسانية فإن كل أسرة تحصل على خيمة جاهزة، وتذهب كل أسبوع نحو مراكز توزيع المساعدات لتحصل على حصتها الغذائية وأدوات النظافة وبعض الأدوية، ومن يثير الشغب أو يحاول الخروج من المدينة الإنسانية فإنه يعرض نفسه للموت، إذ ركب الجيش كاميرات مراقبة وأسلحة رشاشة تعمل من بعد بواسطة الذكاء الاصطناعي. "إنسانية" ضد الإنسانية قبل أن يسافر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، طلب من رئيس أركان جيشه إيال زامير تجهيز خطة لإخلاء جميع مناطق قطاع غزة وحشر السكان في المدينة الإنسانية الجديدة. يشرح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مخطط المدينة الإنسانية، قائلاً "نخطط لتجميع كل سكان غزة في مدن خيام داخل رفح، لقد أمرت بإعداد خطة لإقامة مدينة إنسانية على أنقاض رفح، وسنعمل على نقل جميع المدنيين إليها". ويضيف "سيدخل الغزيون إلى المدينة الإنسانية بعد فحص أمني، ولن يسمح لهم بالخروج منها، الخطة تتضمن إدخال 600 ألف فلسطيني خلال المرحلة الأولى وبخاصة من منطقة المواصي إلى المدينة الإنسانية، وبعد ذلك نقل سكان شمال غزة، ولاحقاً تفريغ باقي محافظات القطاع من السكان". ويوضح أن بناء المدينة الإنسانية سيبدأ خلال الـ60 يوماً المتوقعة لوقف إطلاق النار في القطاع، لافتاً إلى أن الجيش الإسرائيلي سيتولى مهمة تأمين المنطقة من بعد، لكنه لن يدير المدينة الإنسانية، ولن يوزع الطعام على المدنيين". ويشير كاتس إلى أن إسرائيل تحاول إشراك جهات دولية في إدارة المدينة الإنسانية، مؤكداً أنه لا تزال هناك رغبة في تشجيع الهجرة الطوعية، قائلاً "خطة الهجرة يجب أن تنفذ وتبدأ من رفح، إذ سيُعاد تأهيلهم ودمجهم وإعدادهم للانتقال إلى دول أخرى إذا رغبوا في ذلك". ولا تخطط إسرائيل، بحسب كاتس، لتجويع كل من يدخل إلى المدينة الإنسانية الجديدة، إذ يؤكد وزير الدفاع أنه ستُنشأ أربعة مواقع إضافية لتوزيع المساعدات الإنسانية هناك، لافتاً إلى أن قرار منع التجويع اتخذ لأن مدينة الخيام ستكون خالية من عناصر "حماس". لكن رئيس أركان الجيش إيال زامير رفض هذه الخطة، وعدها تعرض الجنود للخطر، وقال "قواتنا لا تجبر السكان على الانتقال داخل قطاع غزة، نحن لا نمارس النقل القسري وترحيل السكان، إن تحريكهم وتجميعهم ليس ضمن أهداف الحرب أو أية عملية عسكرية". يقول الباحث السياسي تيسير عابد "هذه الخطط تزامنت مع جولة المفاوضات، ربما هي مجرد ضغط على قيادة 'حماس' حتى تبدي مرونة في المحادثات، وقد تكون مساراً حقيقياً يخطط له الجيش الإسرائيلي بعد انتهاء هدنة الـ60 يوماً". في السياق نفسه، يقول مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة "هذه مشاريع للتهجير القسري تسوق على أنها حل إنساني للأزمة في غزة، وتزيد من منسوب القلق عند المواطنين، وبخاصة أنها تهدف لجمعهم في 'غيتو' ومن ثم تهجيرهم".