
غارديان: أكاذيب وسائل التواصل الاجتماعي غذت اندفاع الهند وباكستان نحو الحرب
قالت "غارديان" إن حربا خفية من التضليل الإعلامي بدأت بعد فترة وجيزة من إعلان الحكومة الهندية عن هجومها العسكري على باكستان ردا على هجوم شنه مسلحون في كشمير ، حيث حملت نيودلهي إسلام آباد المسؤولية، بالتزامن مع انتشار تقارير عن هزائم باكستانية فادحة على الإنترنت.
وأوضحت الصحيفة البريطانية -في تقرير بقلم مراسلة جنوب آسيا حنة إليس بيترسن- أن ما بدأ كمزاعم على منصات التواصل الاجتماعي، سرعان ما تحول إلى فوضى عارمة من التصريحات عن قوة الهند العسكرية، التي بثت على أنها "أخبار عاجلة" و"حصرية" في أكبر برامج الأخبار في البلاد.
وتحدثت هذه المنشورات والتقارير -حسب غارديان- عن إسقاط الهند عدة طائرات باكستانية وأسرها طيارا، بالإضافة إلى استيلائها على ميناء كراتشي ومدينة لاهور، ثم اعتقال قائد الجيش الباكستاني، كما تحدثت عن وقوع انقلاب.
تضليل تجاوز المألوف
وقد أرفقت العديد من هذه الادعاءات بلقطات لانفجارات وهياكل متداعية وصواريخ تطلق من السماء، وأعيد تداول منشور "سنتناول الإفطار في روالبندي غدا" على نطاق واسع، في إشارة إلى المدينة الباكستانية التي يقع فيها مقر الجيش.
ومن بين الأمثلة المتداولة مقطع فيديو لغارة جوية إسرائيلية على غزة عام 2023، نشرت زورا أنها غارة هندية، بالإضافة إلى صورة لتمرين بحري هندي تم تقديمه دليلا على أن البحرية الهندية هاجمت ميناء كراتشي واستولت عليه.
وتم الترويج لصور ألعاب فيديو على أنها لقطات حقيقية لسلاح الجو الهندي يسقط إحدى المقاتلات الباكستانية، كما نشرت لقطات من الحرب الروسية الأوكرانية على أنها مشاهد "غارات جوية ضخمة على باكستان".
ولكن كل هذه التقارير لم تكن صحيحة -حسب غارديان- ويقول جويجيت بال، الأستاذ المشارك في كلية الإعلام بجامعة ميشيغان، إن الأمر في الهند "تجاوز نطاق ما رأيناه من قبل".
وقد انتشر التضليل الإعلامي والمعلومات الكاذبة على نطاق واسع في باكستان أيضا، خاصة أن الحكومة رفعت حظرا على موقع إكس قبل اندلاع الحرب بوقت قصير، ووجد الباحثون أنه أصبح على الفور مصدرا للتضليل الإعلامي، وإن لم يكن بنفس النطاق الذي عليه التضليل في الهند.
وتداولت وسائل التواصل لقطات مولدة ب الذكاء الاصطناعي ، تظهر انتصارات عسكرية باكستانية، ضخمتها بعد ذلك وسائل الإعلام الرئيسية والصحفيون المرموقون ووزراء الحكومة، ضمنها ادعاءات بأسر طيار هندي، وانقلاب في الهند، وضربات باكستانية تدمر دفاعات الهند، وهجوم إلكتروني دمر معظم شبكة الكهرباء الهندية، واستسلام جنود هنود.
اتجاه عالمي نحو الحرب الهجينة
وفي هذا السياق، قال تقرير أصدرته منظمة المجتمع المدني "ذا لندن ستوري" -حول حرب وسائل التواصل التي أحاطت بالحرب الهندية الباكستانية- إن موقعي إكس و فيسبوك أصبحا "أرضا خصبة لانتشار روايات الحرب، وخطاب الكراهية، والتضليل الإعلامي المستغل عاطفيا"، و"محفزات التحريض القومي" في كلا البلدين.
واعتبر المحللون أن هذا دليل على وجود جبهة رقمية جديدة في الحرب، يتم عبرها استخدام المعلومات المضللة للتلاعب وتصعيد التوترات. وقد حذر مركز دراسة الكراهية المنظمة في واشنطن من أن استخدام المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة في هذه الحرب "ليس ظاهرة معزولة، بل جزء من اتجاه عالمي أوسع في الحرب الهجينة".
ومن جانبه، تحدث المدير التنفيذي للمركز رقيب حميد نايك عن "فشل كارثي" من جانب منصات التواصل في تعديل ومراقبة نطاق المعلومات المضللة، ولكن متحدثا باسم شركة ميتا (مالكة فيسبوك) قال إن الشركة اتخذت "خطوات مهمة لمكافحة انتشار المعلومات المضللة".
وأشارت غارديان إلى أن وسائل الإعلام الرئيسية في الهند تواجه الآن أسئلة صعبة بعد أن خسرت مصداقيتها بسبب موقفها المؤيد بشدة للحكومة في عهد رئيس الوزراء ناريندرا مودي ، كما أوردت غارديان.
وقدمت منظمة "مواطنون من أجل العدالة والسلام" الهندية لحقوق الإنسان شكاوى رسمية إلى هيئة الرقابة على البث الإذاعي بسبب "انتهاكات أخلاقية خطيرة" ارتكبتها 6 من أبرز القنوات الإخبارية التلفزيونية بالبلاد، مشيرة إلى أنها تخلت عن مسؤولياتها كقنوات إخبارية محايدة، وأصبحت متعاونة بالدعاية.
ولكن كانشان غوبتا، كبير مستشاري وزارة الإعلام والإذاعة الهندية، نفى أي دور حكومي في حملة التضليل الإعلامي، وقال إن الحكومة كانت "متيقظة للغاية" لمسألة التضليل الإعلامي، ولكنه أكد أن "ضبابية الحرب أمر مسلم به عالميا كواقع".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 7 ساعات
- الجزيرة
الهند تقر لأول مرة بسقوط طائرات حربية خلال المواجهة الأخيرة مع باكستان
اعترف رئيس هيئة الدفاع العامة في القوات المسلحة الهندية، الجنرال أنيل تشوهان، للمرة الأولى بخسارة الهند طائرات مقاتلة خلال المواجهة العسكرية القصيرة مع باكستان التي اندلعت مطلع مايو/أيار الجاري، لكنه امتنع عن تحديد عددها أو نوعها، مشددا على أن "المهم ليس إسقاط الطائرة، بل سبب إسقاطها". وجاء ذلك في مقابلة أجراها تشوهان مع قناة بلومبيرغ، اليوم السبت، على هامش منتدى "حوار شانغريلا" الأمني في سنغافورة، حيث أقر بوجود "أخطاء تكتيكية" في قيادة بعض الطائرات خلال القتال، مؤكدا أن الجيش الهندي تمكن من تصحيح هذه الأخطاء وتنفيذ المهام بنجاح لاحقا. وفي حين نفت الهند صحة مزاعم باكستان بشأن إسقاطها 6 طائرات هندية -من بينها 3 مقاتلات فرنسية من طراز "رافال"- بدا تشوهان في حديثه كأنه يقر بخسارة واحدة على الأقل، في أول تصريح رسمي من مسؤول عسكري هندي حول هذا الموضوع. وأضاف تشوهان: "العدد ليس مهما، ما يهمنا هو سبب السقوط وما قمنا به بعد ذلك. لقد قمنا بالتصحيح، وفي اليوم التالي أقلعت طائراتنا ونفذت مهامها بفاعلية". وكانت المواجهة العسكرية بين البلدين قد اندلعت في السابع من مايو/أيار الماضي عقب قصف هندي استهدف أراضي باكستان ومنطقة آزاد كشمير، ردا على هجوم وقع في بلدة بهالغام. واستمرت المواجهات 4 أيام، استخدمت فيها الصواريخ والطائرات المسيّرة والمدفعية، قبل أن تتوصل إسلام آباد ونيودلهي إلى اتفاق وقف لإطلاق النار في العاشر من مايو/أيار، بوساطة أميركية. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل ما لا يقل عن 70 شخصا من الجانبين، وتشريد آلاف المدنيين. وكانت مصادر أمنية باكستانية أكدت سابقا أن طائرات صينية الصنع تابعة لسلاح الجو الباكستاني أسقطت 6 مقاتلات هندية خلال التصعيد، وهو ما لم تؤكده نيودلهي رسميا حتى الآن، رغم ظهور دلائل على الأرض تُشير إلى سقوط طائرات داخل الأراضي الهندية. من جهته، قال المارشال الجوي الهندي أ. ك. بهارتي في تصريحات سابقة بعد وقف إطلاق النار إن "جميع الطيارين عادوا سالمين"، مضيفا: "نحن في حالة قتال، والخسائر جزء من الحرب". وتُعد هذه المواجهة واحدة من أخطر التصعيدات العسكرية بين القوتين النوويتين منذ سنوات، لكنها بقيت دون عتبة الانزلاق إلى مواجهة نووية، وفق تأكيدات تشوهان.


الجزيرة
منذ 9 ساعات
- الجزيرة
كشمير.. حيث يعانق النهر الجبل وتبتسم الطبيعة
كشمير – بين سلاسل جبال الهيمالايا الممتدة شمالي باكستان ، تختبئ كشمير كجوهرة في قلب الطبيعة، تحيط بها الأنهار الرقراقة، والغابات الكثيفة، والوديان التي تنساب في حضن السحاب. كشمير تزخر بالأنهار الجارية، والشلالات المدهشة، والبحيرات الصافية التي تعكس زرقة السماء وصفاء الروح. أينما التفت، تجد الجبال الخضراء تملأ الأفق، والهواء النقي ينعش الأنفاس. تملك كشمير الباكستانية كل المقومات الطبيعية التي تجعلها مقصدا رئيسيا لمحبي الطبيعة والمغامرة. من وادي نيلم الشهير بجماله الأخضر، إلى بحيرة شونتار ذات المياه الفيروزية، ومن الشلالات الهادرة إلى المراعي الهادئة، يجد الزائر هنا لوحة طبيعية لا مثيل لها. ورغم التحديات السياسية واللوجستية التي تمر بها المنطقة، فإن كشمير تبقى من أجمل البقاع التي يمكن أن يقصدها السائح، إذ تقدم فرصة للهروب من صخب المدن إلى عالم من الهدوء، والصفاء، والطبيعة العذراء. تأخذكم عدسة الجزيرة نت في جولة مصوّرة إلى كشمير الباكستانية، أرض الجمال الهادئ والمشاهد التي تُشبه اللوحات. من مدينة مظفر آباد (عاصمة كشمير الباكستانية) إلى وادي نيلم، تنتقل بك كشمير من مشهد إلى آخر وكأنك في فيلم وثائقي حي يجسد جمال الطبيعة. مظفر آباد حيوية المدينة في قلب الطبيعة أبرز معلم يصادفك وأنت متجه من العاصمة الباكستانية إسلام آباد إلى كشمير مدينة مظفر آباد عاصمة كشمير، حيث يمكن للزائر أن يتأمل عناق العمران بالمشاهد الطبيعية الخلابة. ووسط مظفر آباد، يلتقي نهر نيلم ونهر جهلم ليشكلا معا نهر جهلم الكبير، وتنتشر البيوت ذات الأسقف الحمراء حوالي النهر. الطريق إلى وادي نيلم رحلة بين الجبال الطريق إلى وادي نيلم ليس مجرد انتقال جغرافي، بل رحلة حسّية عبر ممرات ضيقة تحفها الجبال الشاهقة. كل منعطف يكشف عن مشهد جديد: نهر بعيد، أو قرية معلّقة، أو صقور تحلق في السماء. عند هذه النقطة البانورامية المطلة على وادي نيلم، تستقبلك لافتة ضخمة كُتب عليها "نحن نحب نيلم"، وكأنها تلخص مشاعر كل من زار هذا المكان. المشهد خلف اللافتة يسرق الأنفاس، جبال خضراء يغمرها الضباب، ونهر نيلم يشق الوادي بهدوء آسر. من القرى الجبلية الصغيرة التي تحتضنها قمم شامخة إلى المروج الواسعة التي تتزين بالأزهار البرية، تقدم كشمير مناظر تأسر العين وتسحر القلب. سواء كنت من عشاق التصوير أو من محبي المغامرة، ستجد نفسك هنا في عالم آخر من الجمال. يقول الكشميري أحمد علي الذي يسكن في وادي نيلم، للجزيرة نت، إن الناس هنا معتادون على رؤية الطبيعة بأبسط صورها، أنهار صافية، وغابات كثيفة، وقرى تحافظ على تراثها منذ مئات السنين، مضيفا أن السياح "يندهشون دائما من البساطة والجمال في الوقت نفسه". يمتد وادي نيلم -بوصفه أشهر وجهة سياحية في كشمير الباكستانية- بشلالاته المدهشة وجباله الخضراء. إلى جانب ذلك، تشتهر بحيرة شونتار بمياهها الفيروزية اللامعة، بينما تجذب وديان -مثل كيل وراولاكوت- عشاق التسلق والتخييم وسط الطبيعة. صراع ممتد لعقود لا يمكن الحديث عن كشمير من دون الإشارة إلى الصراع الطويل الذي ألقى بظلاله على هذه المنطقة، حيث تتنازع الهند وباكستان على هذا الإقليم منذ عام 1947، حين قُسِّمت شبه القارة الهندية. وتسبب النزاع في عدم استقرار كشمير وعدم تطويرها وتأهيلها لتكون قبلة للسياح من شتى أقطار العالم. سحر الطبيعة وسخاء السكان لا تقتصر تجربة الزائر على المناظر الطبيعية، بل تشمل أيضًا التفاعل مع السكان المحليين الذين يُعرفون بكرمهم وحفاوتهم. فكشمير لا تُدهشك فقط بمناظرها، بل بطبيعة أهلها أيضًا. الكشميريون ودودون، يرحبون بالضيف بابتسامة صادقة. في السوق المحلي، تُعرض المطرزات والمنسوجات اليدوية التي تحكي تاريخا غنيا. يقول أحد الزوار -وهو قادم من إسلام آباد- للجزيرة نت: "لم أتوقع أبدًا هذا المستوى من الترحيب. الناس هنا يُعاملونك كأنك فرد من عائلتهم. إنها واحدة من أجمل التجارب الإنسانية التي مررت بها". التجول وسط الأسواق التقليدية والحرف اليدوية المحلية:


الجزيرة
منذ 15 ساعات
- الجزيرة
جيوش العالم تزيد التسلح وتراكم انبعاثات الكربون
مع انخراط العالم في أكبر عدد من الصراعات المسلّحة منذ الحرب العالمية الثانية، شرعت البلدان في حملات إنفاق عسكري، ليصل مجموعها إلى رقم قياسي بلغ 2.46 تريليون دولار في عام 2023، كان لتلك الصراعات آثار إنسانية واقتصادية واجتماعية مدمرة، ومخاطر بيئية ومناخية. حسب دراسة جديدة، يشكّل الحشد العسكري العالمي تهديدا وجوديا لأهداف المناخ، فعدد قليل من الجيوش تتمتع بالشفافية بشأن حجم استخدامها الوقود الأحفوري، لكن الباحثين في الدراسة قدروا أن هذه الجيوش مجتمعة مسؤولة بالفعل عن 5.5% من انبعاثات الغازات المسببة لل احتباس الحراري على مستوى العالم. وقالت إيلي كيني، الباحثة في مرصد الصراعات والبيئة والمؤلفة المشاركة للدراسة، والتي شاركت في إعدادها حصريا مع صحيفة غارديان البريطانية، "هناك قلق حقيقي بشأن الطريقة التي نعطي بها الأولوية للأمن على المدى القصير، ونضحي بالأمن على المدى الطويل". ويشكّل تغيّر المناخ عاملا محفزا للصراعات التي يرتبط بالتنافس على الموارد الشحيحة بعد فترات جفاف وتصحر طويلة، أو على الموارد الجديدة، حيث يُؤدي انحسار الجليد البحري في القطب الشمالي إلى توترات حول مَن يملك السيطرة على موارد النفط والغاز والمعادن الحيوية النادرة التي أصبحت متاحة حديثا. ومن المتوقع أن يرتفع حجم الإنفاق، وبالتالي الانبعاثات مع تصاعد التوترات في عدد من المناطق، ومع إشارة الولايات المتحدة، التي كانت لعقود من الزمن أكبر دولة منفقة على الجيش في العالم، إلى أنها تتوقع من حلفائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) تخصيص المزيد من الموارد لقواتهم المسلحة. وحسب مؤشر السلام العالمي، ارتفعت وتيرة العسكرة في 108 دول عام 2023، مع تورط 92 دولة في صراعات مسلحة بشكل ما. أوروبا والعودة إلى السلاح وفي أوروبا، كانت الزيادة دراماتيكية بشكل خاص، فبين عامي 2021 و2024، ارتفع إنفاق دول الاتحاد الأوروبي على الأسلحة بأكثر من 30%، وفقا للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية. وفي شهر مارس/آذار، أشار الاتحاد الأوروبي، الذي شعر بالقلق إزاء خفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب المساعدات العسكرية والدعم الدبلوماسي لأوكرانيا، إلى أنه سيذهب إلى أبعد من ذلك، مع مقترحات لإنفاق 800 مليار يورو (907 مليارات دولار)، إضافية في جميع أنحاء الكتلة، كما جاء في خطة تسمى "إعادة تسليح أوروبا". في تحليلٍ أجراه مكتب الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، بحثت كيني وزملاؤها التأثير المحتمل لزيادة العسكرة على تحقيق أهداف المناخ، وكانت النتيجة صادمة، فالزيادة المحتملة في الانبعاثات الناتجة عن إعادة تسليح حلف الناتو وحدها تعادل إضافة تكلفة دولة كبيرة وكثيفة السكان مثل باكستان إلى ميزانية الكربون المتبقية في العالم. وقدر الباحثون أن إعادة التسلح التي يخطط لها حلف الناتو وحدها قد تزيد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنحو 200 مليون طن سنويا. وقالت إيلي كيني "يتناول تحليلنا تحديدا التأثير على الهدف الـ13 من أهداف التنمية المستدامة، وهو العمل المناخي، أي اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة تغير المناخ وآثاره"، وأضافت "وما يخلص إليه تحليلنا، بالنظر إلى مختلف الأهداف الفرعية لهذا الهدف.. هو أن هناك تهديدا حقيقيا للعمل المناخي العالمي ناجما عن الزيادة العالمية في الإنفاق العسكري". من بين جميع وظائف الدول، تُعدّ الجيوش فريدة من نوعها في استهلاكها للكربون. يقول لينارد دي كليرك، من مبادرة محاسبة انبعاثات غازات الدفيئة في الحروب، وهو أحد المشاركين في الدراسة "أولا، من خلال المعدات التي تشتريها، والتي تتكون أساسا من كميات كبيرة من الفولاذ والألمنيوم، التي يستهلك إنتاجها كميات كبيرة من الكربون". وتأتي الانبعاثات أيضا من خلال العمليات، حيث تكون الجيوش سريعة الحركة، وتستخدم الوقود الأحفوري للتنقل، الديزل للعمليات البرية والكيروسين للعمليات الجوية، أو في العمليات البحرية، يُستخدم الديزل بشكل أساسي أيضا، إذا لم تكن تعمل بالطاقة النووية. ونظرا للسرية التي تحيط عادة بالجيوش وعملياتها، يصعب تحديد كمية غازات الاحتباس الحراري التي تنبعث منها، قال دي كليرك "اخترنا الناتو لأنه الأكثر شفافية من حيث الإنفاق، لذا، ليس هدفنا التركيز عليه تحديدا، بل ببساطة لأن لديه بيانات أكثر توافرا". وقد قام الباحثون بحساب مقدار الزيادة في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري إذا قامت دول حلف الناتو باستثناء الولايات المتحدة، لأنها تنفق بالفعل أكثر بكثير من الدول الأخرى، بزيادة قدرها نقطتان مئويتان في حصة الناتج المحلي الإجمالي المخصصة لجيوشها. هذه الزيادة جارية بالفعل، حيث زاد العديد من الدول الأوروبية إنفاقها العسكري بشكل ملحوظ استجابة للأزمة في أوكرانيا، ورغم التزام دول الناتو علنا بزيادة الإنفاق إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي. العسكرة والأثمان البيئية يرى الباحثون أن خطة إعادة تسليح أوروبا قد تؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة قدرها 3.5%، من حوالي 1.5% في عام 2020. وافترض الباحثون زيادة مماثلة في عدد أعضاء الناتو غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مثل المملكة المتحدة. واستعار الباحثون منهجية من ورقة بحثية حديثة زعمت أن كل زيادة بنسبة نقطة مئوية واحدة في حصة الناتج المحلي الإجمالي المخصصة للإنفاق العسكري، من شأنها أن تؤدي إلى زيادة في الانبعاثات الوطنية تتراوح بين 0.9% و2%، وقدروا أن صدمة الإنفاق بنسبة نقطتين مئويتين من شأنها أن تؤدي إلى زيادة تتراوح بين 87 و194 ميغا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون (CO2e) سنويا في جميع أنحاء الكتلة. يقول الباحثون إن هذه الزيادة الهائلة في الانبعاثات لن تُفاقم انهيار المناخ فحسب، بل إن ارتفاع درجات الحرارة العالمية سيضر بالاقتصاد، وتشير التقديرات الأخيرة للتكلفة الاجتماعية للكربون، وهو مؤشر نقدي على أضرار انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، إلى أنها تبلغ 1347 دولارا لكل طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، مما يشير إلى أن التكلفة السنوية للحشد العسكري لحلف الناتو قد تصل إلى 264 مليار دولار سنويا. وتشير كيني إلى أن هذا لا يمثل سوى جزء ضئيل من التكلفة الكربونية الحقيقية للعسكرة، وقالت "الحسابات الواردة في الدراسة، والتي تشمل 31 دولة، تمثل 9% فقط من إجمالي الانبعاثات العالمية، وإذا نظرنا إلى تأثير ذلك، نجد أن هناك الكثير من دول العالم التي لم نأخذها في الاعتبار في هذا الحساب تحديدا". ويشير التحليل أيضا إلى أن زيادة الإنفاق على الجيوش تُقلل الموارد المتاحة للسياسات الرامية إلى التخفيف من آثار تغير المناخ، ويبدو أن هذا هو الحال بالفعل، إذ تُمول المملكة المتحدة -على سبيل المثال- زيادة إنفاقها بخفض ميزانية مساعداتها الخارجية، وهي خطوة تتكرر في بلجيكا وفرنسا وهولندا.