logo
السياحة كقوة محركة لأهداف رؤية 2030: من التراث إلى الاقتصاد

السياحة كقوة محركة لأهداف رؤية 2030: من التراث إلى الاقتصاد

صحيفة سبقمنذ 2 أيام

تشكل رؤية السعودية 2030 نقطة تحول استراتيجية في تاريخ المملكة، حيث تهدف إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام، وتحقيق تنمية شاملة ترتكز على استثمار الموارد البشرية والطبيعية، وبينما حددت الرؤية 24 هدفًا رسميًا، لم يأتِ تطوير السياحة كهدف مستقل ضمن هذه القائمة، إلا أن السياحة تُعد أداة رئيسية تُسهم في تحقيق عدد من هذه الأهداف، مثل رفع إنفاق الأسر على الثقافة والترفيه، وتصنيف مدن سعودية بين أفضل مدن العالم، وزيادة عدد المواقع الأثرية المسجلة في اليونسكو، وتعزيز الاستثمارات الأجنبية، ورفع مساهمة القطاع الخاص.
يرتكز هذا الدور المحوري للسياحة على تحويل المملكة إلى وجهة عالمية جاذبة، من خلال تطوير البنية التحتية السياحية، واستحداث مناطق جذب جديدة، وتسهيل إجراءات التأشيرات، وتنظيم فعاليات كبرى.
مشاريع كبرى مثل "العلا"، "القدية"، "البحر الأحمر"، و"الدرعية" أصبحت نماذج واقعية على هذا التحول، في حين ساهم إطلاق التأشيرة السياحية الإلكترونية في 2019 في فتح أبواب المملكة أمام ملايين الزوار من مختلف دول العالم، ما عزز الانفتاح وأدى إلى نتائج اقتصادية واجتماعية ملموسة.
في رأيي، يعد التركيز على السياحة خطوة ذكية واستراتيجية، خاصة أن المملكة تملك من المقومات الطبيعية والثقافية ما يجعلها تنافس على الخريطة السياحية العالمية.
فالتنوع الجغرافي من السواحل الخلابة إلى الجبال والصحارى، إلى جانب التراث العريق والمواقع الإسلامية، يجعل التجربة السعودية فريدة من نوعها.
كما أن السياحة تُسهم في تحسين الصورة الذهنية عن المملكة وتعكس الانفتاح الثقافي والحضاري، وهو ما لاحظته في تفاعل المجتمع مع توافد السياح وتقبلهم، بل وحرص كثير من المواطنين على المشاركة في هذا التحول من خلال الإرشاد السياحي أو ريادة الأعمال في المجال.
من اللافت أيضًا أن دعم الدولة للسياحة لم يقتصر على الجانب الاقتصادي، بل شمل الاهتمام بالهوية الثقافية والتراثية، وهو ما أتاح فرصًا للشباب والشابات السعوديين للمشاركة في تقديم صورتهم الخاصة عن وطنهم للعالم.
لقد رأيت كيف أصبح العمل في قطاع السياحة يُنظر إليه بإيجابية واعتزاز، وهذا تغير اجتماعي كبير يعزز من قيمة العمل ويشجع على المبادرة والابتكار.
وقد بدأت ثمار هذا التوجه تظهر بوضوح؛ فعدد الزوار الدوليين ارتفع من نحو 15 مليون عام 2019 إلى أكثر من 27 مليون في 2023، كما نُظمت آلاف الفعاليات الثقافية والترفيهية في مختلف مناطق المملكة.
وقد أدت وزارات عدة أدوارًا تكاملية لتحقيق هذا النجاح، أبرزها وزارة السياحة التي تقود التطوير التنظيمي والمهني، ووزارة الثقافة التي تُبرز التراث المحلي، ووزارة الداخلية التي سهلت منح التأشيرات، ووزارة النقل التي طورت البنية التحتية للوصول إلى الوجهات السياحية.
وأخيراً فإن السياحة تعتبر أداة استراتيجية تم توظيفها بذكاء لتحقيق أهداف متعددة اقتصادية وثقافية واجتماعية، واستمرار دعم هذا القطاع سيُسهم في بناء اقتصاد متنوع، يعكس روح المملكة الجديدة، ويجعلها أكثر انفتاحًا على العالم، وأكثر قدرة على استثمار ثرواتها التاريخية والطبيعية والبشرية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«الجوازات» تنهي إجراءات مغادرة أولى رحلات الحجاج عبر مطار المدينة المنورة
«الجوازات» تنهي إجراءات مغادرة أولى رحلات الحجاج عبر مطار المدينة المنورة

عكاظ

timeمنذ 8 ساعات

  • عكاظ

«الجوازات» تنهي إجراءات مغادرة أولى رحلات الحجاج عبر مطار المدينة المنورة

أنهت المديرية العامة للجوازات إجراءات مغادرة أولى رحلات ضيوف الرحمن عبر مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة، بعد أن منّ الله عليهم بأداء فريضة الحج لهذا العام 1446 بكل يسر وسهولة. وأكدت الجوازات جاهزيتها لإنهاء إجراءات مغادرة ضيوف الرحمن عبر جميع منافذ المملكة البرية والجوية والبحرية، مشيرةً إلى أهمية التزام ضيوف الرحمن بمواعيد المغادرة بعد أدائهم مناسك الحج. أخبار ذات صلة

أحدث الأرقام… السعوديون في عيد الأضحى 2025… بين القاهرة.. إسطنبول.. ودبي
أحدث الأرقام… السعوديون في عيد الأضحى 2025… بين القاهرة.. إسطنبول.. ودبي

صحيفة سبق

timeمنذ 8 ساعات

  • صحيفة سبق

أحدث الأرقام… السعوديون في عيد الأضحى 2025… بين القاهرة.. إسطنبول.. ودبي

شهدت عطلة عيد الأضحى المبارك لعام 2025، والتي امتدت من 4 إلى 11 يونيو، حركة سفر كثيفة بين السعوديين، سواء داخل المملكة أو نحو أبرز الوجهات السياحية الإقليمية، وفقاً لبيانات شركات الطيران ومنصات الحجوزات. أما على صعيد السفر الدولي، فقد كانت إسطنبول من أكثر الوجهات طلباً، حيث سجلت نمواً بنسبة 31% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بحسب منصة "ويجو"، مدفوعة بعروض الطيران وتنوع الأنشطة السياحية التي تجمع بين الطابع الإسلامي والتاريخي. وفي مصر، برزت القاهرة وشرم الشيخ ضمن أبرز خيارات السعوديين، حيث تجاوزت نسب إشغال الفنادق خلال العيد حاجز الـ 85%، وفقاً لتقارير القطاع الفندقي، وذلك بفضل المزج بين السياحة الثقافية في العاصمة، والأنشطة الشاطئية والترفيهية في البحر الأحمر. واستقبلت دبي أكثر من 80 ألف زائر سعودي خلال عطلة العيد، بحسب ما أعلنته دائرة الاقتصاد والسياحة في الإمارة. وقد فعّلت دبي حملتها الخاصة "Eid in Dubai"، التي تضمنت عروض تسوق ضخمة، وفعاليات موسيقية وتراثية، إلى جانب توفير النقل العام المجاني ومواقف السيارات مجاناً خلال فترة العيد. وتشير المؤشرات إلى استمرار الطلب على السفر الإقليمي خلال موسم الصيف المقبل، خاصة مع بدء عطلة المدارس، حيث يفضل السعوديون الوجهات القريبة التي تجمع بين الراحة والرفاهية وسهولة الوصول.

أرقام غير مسبوقة.. 100 ألف سعودي زاروا الأردن في مايو 2025… وصدارة عربية وعالمية
أرقام غير مسبوقة.. 100 ألف سعودي زاروا الأردن في مايو 2025… وصدارة عربية وعالمية

صحيفة سبق

timeمنذ 9 ساعات

  • صحيفة سبق

أرقام غير مسبوقة.. 100 ألف سعودي زاروا الأردن في مايو 2025… وصدارة عربية وعالمية

شهدت الحركة السياحية بين المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية نمواً لافتاً خلال شهر مايو 2025، حيث قُدِّر عدد الزوار السعوديين الذين دخلوا الأراضي الأردنية بما يزيد عن 108 آلاف زائر، مقارنةً بنحو 85 ألف زائر في نفس الشهر من عام 2024، ما يعكس ارتفاعاً بنسبة تقارب 27% خلال عام واحد فقط. ويأتي هذا الارتفاع بالتوازي مع زيادة عامة في أعداد الزوار الدوليين إلى الأردن، حيث استقبلت المملكة حوالي 571 ألف سائح دولي في مايو 2025، مقارنة بـ 449 ألفاً في مايو 2024. ويُشكّل السعوديون نسبة تقارب 19% من إجمالي الزوار، مما يجعلهم في صدارة الجنسيات العربية الأكثر زيارة للأردن. كما تلاحظ مؤشرات إيجابية للغاية في أداء السياحة العربية، والسعودية تحديداً تحتل مكانة متقدمة بين الأسواق الوافدة، نظراً لقوة الروابط الاجتماعية والثقافية، إلى جانب الاستقرار الذي يتمتع به الأردن كوجهة مفضلة للعائلات". وأوضحت هيئة تنشيط السياحة الأردنية، أن التوسع في الخطوط الجوية المباشرة بين الرياض وجدة والدمام من جهة وعمّان والعقبة من جهة أخرى، أسهم في تسهيل حركة السفر بشكل كبير، مما عزّز تدفقات السياح السعوديين، خاصة خلال المواسم القصيرة مثل رمضان وعيد الأضحى. واصبحت الوجهات الأردنية التقليدية مثل البحر الميت، البترا، وجرش، بالإضافة إلى السياحة العائلية في عمّان والعقبة، تحظى بإقبال واسع من الزوار الخليجيين، مؤكداً على استمرار الأردن في تحسين جودة الخدمات السياحية وتوسيع خيارات الضيافة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store