logo
الهدنة الأميركية - الصينية تعزِّز الأسواق وسط مخاوف من مفاوضات طويلة

الهدنة الأميركية - الصينية تعزِّز الأسواق وسط مخاوف من مفاوضات طويلة

الشرق الأوسط١٢-٠٥-٢٠٢٥

أدّى التقدم المُحرَز في محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين إلى ارتفاع في أسواق الأسهم العالمية وقوة في أداء الدولار، إلا أن المستثمرين لا يزالون يخشون من أن تكون المفاوضات المقبلة شاقة وطويلة، مما يُضعف موجة التفاؤل، في ظل استمرار المخاطر التي تهدد النمو الاقتصادي العالمي.
فبعد يومين من المناقشات مع مسؤولين صينيين في جنيف، أعلن وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، يوم الاثنين، أن الجانبين اتفقا على تعليق مؤقت للإجراءات التجارية لمدة 90 يوماً، مع خفض الرسوم الجمركية بأكثر من 100 نقطة مئوية. ووفق الاتفاق، ستُبقي الولايات المتحدة على رسوم بنسبة 30 في المائة على الواردات الصينية خلال الفترة من 14 مايو (أيار) إلى 12 أغسطس (آب)، فيما ستفرض الصين رسوماً بنسبة 10 في المائة على السلع الأميركية، وهو ما جاء أفضل من التوقعات المتفائلة للمستثمرين قبيل المحادثات، وفق «رويترز».
وسجل الدولار أكبر ارتفاع له منذ نحو شهر مقابل سلة من العملات الرئيسية، في حين تراجعت العملات الآمنة مثل الين الياباني والفرنك السويسري، إلى جانب تراجع أسعار الذهب والسندات الحكومية.
وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «ستاندرد أند بورز 500» بنسبة تقارب 3 في المائة، مشيرةً إلى انطلاقة قوية للأسواق الأميركية، في حين تراجعت أسعار سندات الخزانة الأميركية، مما دفع بالعائدات إلى أعلى مستوياتها في شهر، متجاوزةً 4.4 في المائة.
ومع ذلك، فإن ارتياح الأسواق لاحتمال تفادي الأسوأ في الحرب التجارية العالمية خفّ إلى حد ما، بسبب إدراك الحاجة إلى اتفاق دائم، واستمرار الأثر المحتمل للرسوم الجمركية المرتفعة على الاقتصاد العالمي. وقال تشارلز وانغ، رئيس مجلس إدارة شركة «شنتشن دراغون باسيفيك» لإدارة رأس المال: «هذه خطوة إيجابية على المدى الطويل، وتوفر 90 يوماً من تقليل حالة عدم اليقين».
وقدّر مايكل ميتكالف، رئيس قسم الاستراتيجية الكلية لدى «ستيت ستريت غلوبال ماركتس» في لندن، أن الاتفاق الأميركي الصيني يعني ضمناً معدل تعريفة فعلياً يبلغ نحو 15 في المائة. وأضاف: «بالمقارنة مع التوقعات السابقة، يُعد هذا تطوراً إيجابياً للغاية». وتابع: «في الواقع، إذا عكسنا الإجراءات الجمركية الأخيرة، فإننا سنعود إلى نقطة البداية».
كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد فرض، منذ توليه منصبه في يناير (كانون الثاني)، رسوماً جمركية بلغت 145 في المائة على السلع الصينية، وردّت بكين برفع الرسوم على السلع الأميركية إلى 125 في المائة، مع فرض قيود على صادرات المعادن الأرضية النادرة الاستراتيجية.
وقد أدت هذه الإجراءات إلى شلل نحو 600 مليار دولار من التجارة الثنائية، مما أربك سلاسل التوريد العالمية، وأثار مخاوف من انهيار اقتصادي وشيك. كما تسبب إعلان ترمب في 2 أبريل (نيسان)، بمناسبة «يوم التحرير»، فرض رسوم شاملة على الصين ودول أخرى، في انخفاض حاد في الأصول الأميركية، بما في ذلك الدولار وسندات الخزانة -وهما ركيزتان أساسيتان في النظام المالي العالمي- قبل أن يتم تعليق القرار مؤقتاً.
وتسبب تصاعد حالة عدم اليقين الناتجة عن السياسات التجارية الأميركية في تآكل ثقة الشركات والمستهلكين. فبينما ارتفع مؤشر الدولار بأكثر من 1 في المائة يوم الاثنين، إلا أنه لا يزال منخفضاً بنحو 7 في المائة منذ بداية العام.
ما يطمئن الأسواق هو احتمال أن يُعيد ترمب النظر في استراتيجيته التجارية، في ضوء الأضرار الاقتصادية المتزايدة، وتراجع المؤشرات الاقتصادية، وتحذيرات محافظي البنوك المركزية من مخاطر تباطؤ النمو وارتفاع التضخم.
وساهم الاتفاق الأخير مع بريطانيا، إلى جانب التصريحات الإيجابية من دول مثل اليابان وفيتنام وكوريا الجنوبية، في استعادة بعض الثقة، وتهدئة التوترات الجيوسياسية.
وقد عادت الأسهم الأميركية إلى المستويات التي كانت عليها قبل 2 أبريل، فيما فقدت الأسهم الأوروبية والصينية -التي استفادت من عمليات «بيع الأصول الأميركية»- جزءاً كبيراً من مكاسبها. وقال تشيوي تشانغ، كبير الاقتصاديين في شركة «بينبوينت» لإدارة الأصول في هونغ كونغ: «ما حدث هو مجرد تخفيض مؤقت للرسوم لمدة ثلاثة أشهر. إنها مجرد بداية لمسار طويل». وأضاف: «من المرجح أن يستغرق الجانبان أشهراً للتوصل إلى حل أو اتفاق تجاري شامل، لكن ما تحقق يمثل نقطة انطلاق جيدة للغاية».
وأشارت جين فولي، رئيسة استراتيجية العملات الأجنبية في «رابوبانك»، إلى ازدياد التفاؤل بأن الرسوم الجمركية لن تُحدث التأثير المدمر الذي كان يُخشى سابقاً، لكنها حذّرت من العودة إلى الوضع السابق لعهد ترمب.
وأضافت: «الوضع ليس بالسوء الذي كان متوقعاً، لكن لا يزال هناك كثير من عدم اليقين بشأن مصير هذه الرسوم الجمركية، وتأثيرها المحتمل على النمو العالمي والسياسات النقدية للبنوك المركزية».
وختم ميتكالف قائلاً إن تراجع حالة عدم اليقين بشأن التجارة قد يُحوّل التركيز إلى قضايا أخرى، مثل خطط ترمب لخفض الضرائب وتداعياتها على مستويات الدين العام، لا سيما مع انخفاض الإيرادات الجمركية. وأضاف: «الاتفاق التجاري مع الصين لا يعني نهاية حالة عدم اليقين السياسي، بل انتقالها إلى ساحة جديدة».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تراجع عوائد السندات الأمريكية مع تقييم مشروع قانون الضرائب
تراجع عوائد السندات الأمريكية مع تقييم مشروع قانون الضرائب

أرقام

timeمنذ 22 دقائق

  • أرقام

تراجع عوائد السندات الأمريكية مع تقييم مشروع قانون الضرائب

تراجعت عوائد السندات الأمريكية خلال تعاملات الجمعة، لينخفض العائد على الديون طويلة الأجل من أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2023، مع تركيز المستثمرين على مشروع قانون الضرائب الذي يزيد العجز المالي. وانخفضت عوائد السندات لأجل عامين –الأكثر حساسية لتغيرات السياسة النقدية– بمقدار 1.2 نقطة أساس إلى 3.987% في تمام الساعة 12:14 مساءً بتوقيت مكة المكرمة. فيما هبطت عوائد السندات لأجل 10 سنوات بمقدار 3.8 نقطة أساس إلى 4.515%، وتراجعت عوائد السندات الثلاثينية بمقدار 4.5 نقطة إلى 5.019%. وقال "جيد إليربروك" مدير المحافظ لدى شركة "أرجنت كابيتال مانجمنت" في مقابلة مع شبكة "سي إن بي سي": إذا تجاوز مشروع القانون عقبة مجلس الشيوخ، فسينتج عنه خفضًا للضرائب وزيادة الإنفاق الدفاعي. وأضاف أن ذلك يعني تقديم دعم للاقتصاد الأمريكي على المدى القصير، ولكنه قد يُثقل كاهل الموازنة بعجز مالي أكبر في المستقبل، وهو ما يزيد مخاوف المستثمرين، خاصة مع وصول الديون إلى مستوى قياسي.

انخفاض الأسهم الصينية ونظيرتها في هونج كونج تغلق على ارتفاع
انخفاض الأسهم الصينية ونظيرتها في هونج كونج تغلق على ارتفاع

أرقام

timeمنذ 22 دقائق

  • أرقام

انخفاض الأسهم الصينية ونظيرتها في هونج كونج تغلق على ارتفاع

تراجعت الأسهم الصينية عند إغلاق تعاملات الجمعة، مع ارتفاع اليوان ليتجه إلى تسجيل خامس مكسب أسبوعي له على التوالي. وعند نهاية تعاملات الجمعة، تراجع مؤشر "سي إس آي 300" بنسبة 0.8% إلى 3882 نقطة، محققًا خسائر أسبوعية بنسبة 0.2%. كما تراجع مؤشر "شنغهاي المركب" بنسبة 0.95% عند 3348 نقطة، و"شنتشن المركب" 0.9% عند 1973 نقطة. وتصدرت أسهم قطاعات الألياف الكيميائية وأنظمة الذكاء الاصطناعي الخسائر، في حين ارتفعت نظيرتها للذهب وبطاريات الحالة الصلبة والأدوية. وفي بورصة هونج كونج، ارتفع مؤشر "هانج سينج" بنسبة 0.25% إلى 23601 نقطة، مسجلًا مكاسب أسبوعية بنسبة 1.1%. اتفقت الولايات المتحدة والصين على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة لمناقشة مصير الرسوم الجمركية بين الدولتين، عقب التوصل إلى هدنة تجارية لمدة 90 يومًا وتعليق أغلب التعريفات على سلع كل منهما. على صعيد سعر الصرف، انخفضت العملة الأمريكية أمام نظيرتها الصينية بنسبة 0.2% إلى 7.19 يوان في تمام الساعة 11:34 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة. وتتجه العملة الصينية إلى تسجيل مكاسب للأسبوع الخامس على التوالي، مع ضعف الدولار بعدما خفضت وكالة "موديز" الأسبوع الماضي تصنيفها للديون الأمريكية، وزادت من مخاوف العجز المالي الفيدرالي.

مخاوف المالية الأميركية تدفع الذهب لأفضل أداء أسبوعي في شهر ونصف
مخاوف المالية الأميركية تدفع الذهب لأفضل أداء أسبوعي في شهر ونصف

العربية

timeمنذ 24 دقائق

  • العربية

مخاوف المالية الأميركية تدفع الذهب لأفضل أداء أسبوعي في شهر ونصف

ارتفعت أسعار الذهب، اليوم الجمعة، وتتجه لتسجيل أفضل أداء أسبوعي في أكثر من شهر، إذ أدى تراجع الدولار وتزايد المخاوف إزاء أوضاع المالية العامة في أكبر اقتصاد في العالم إلى دعم الإقبال على الملاذ الآمن. وصعد الذهب في المعاملات الفورية 1.1% إلى 3329.69 دولار للأونصة بحلول الساعة 06:54 بتوقيت غرينتش. وارتفع المعدن 4% منذ بداية الأسبوع ويتجه لتحقيق أفضل أداء أسبوعي منذ السابع من أبريل/نيسان. وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 1.1% إلى 3329.80 دولار، وفقًا لـ "رويترز". اقرأ أيضاً وهبط الدولار بأكثر من 1% منذ بداية الأسبوع وحتى الآن ويتجه لتسجيل أسوأ أداء أسبوعي منذ السابع من أبريل/نيسان، مما يجعل الذهب المسعر به أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى. وقال تيم ووترر كبير محللي السوق لدى كيه.سي.إم تريد "التفاؤل بشأن التجارة هذا الأسبوع أفسح المجال إلى حد ما لمخاوف بشأن الوضع المالي للولايات المتحدة، وعاد الذهب إلى نطاق اهتمام المستثمرين بسبب ما ترتب على ذلك من تردد حيال الإقبال على الأصول الأميركية". وأضاف "من المحتمل أن يظل الذهب عند المستويات التي تتجاوز الثلاثة آلاف دولار في وقت لا تزال الأسواق المالية مثقلة فيه بتأثيرات الرسوم الجمركية والدين الأميركي و(التوتر) الجيوسياسي". ووافق مجلس النواب الأميركي، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، على مشروع قانون شامل للضرائب والإنفاق أمس الخميس، بما يضمن تنفيذ معظم أجندة الرئيس دونالد ترامب ويضيف تريليونات الدولارات إلى الدين الحكومي. وينتقل مشروع القانون بهذا إلى مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الجمهوريون بهامش 53 إلى 47 مقعدا. وفي غضون ذلك، حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من أن الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية القانونية عن أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، وذلك في أعقاب تقرير لشبكة (سي.إن.إن) أفاد بأن إسرائيل تستعد لشن ضربات على إيران. وعادة ما يُنظر للذهب كملاذ آمن في أوقات الضبابية السياسية والمالية. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، صعدت الفضة في المعاملات الفورية 0.3% إلى 33.16 دولار للأونصة، وارتفع البلاتين 0.9% إلى 1091.43 دولار، ونزل البلاديوم 0.1% إلى 1014 دولارا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store