
«كنوز الفراعنة» إلى روما... ذهب وتوابيت في قصر إيطالي
يأتي الحدث في سياق تعزيز التعاون المشترك بين مصر وإيطاليا في المجال الأثري، ومن المقرّر افتتاحه في 24 أكتوبر بقصر سكوديري ديل كويريناله في روما، ويستمر حتى مايو (أيار) 2026.
يضمّ المعرض قطعاً مُختارة من المتحف المصري بالتحرير ومتحف الفنّ بالأقصر، تسرد عبر محاوره المتنوّعة قصة الحضارة المصرية العريقة عبر العصور، مركّزة على محاور تشمل الملكية، والبلاط الملكي، والمعتقدات الدينية، والحياة اليومية، والطقوس الجنائزية، والعالم الآخر.
وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، الدكتور محمد إسماعيل خالد، الذي حضر توقيع اتفاقية إقامة المعرض مع السفير الإيطالي في القاهرة ميكيلي كواروني، أهمية هذا التعاون، مشيداً بالعلاقات المتميزة التي تربط البلدين، لا سيما في المجال الأثري. وأوضح في بيان، أنّ «هذا المعرض يُعد نافذة حضارية تُبرز عراقة الحضارة المصرية، وتُسهم في مدّ جسور الحوار الثقافي بين الشعوب وتعزيز التقدير العالمي للتراث الإنساني».
كما يعرض قطعاً تظهر للمرة الأولى في إيطاليا، من أبرزها التابوت الذهبي للملكة إياح حتب، المغطّى بالذهب بالكامل، الذي يُجسّد فنون الدفن في الدولة الحديثة، ويعكس مكانة الملكة الرفيعة وعلاقتها الإلهية في زمن التحولات السياسية الكبرى. ومن القطع اللافتة، القناع الجنائزي الذهبي للملك أمنموب، الذي يُعبّر عن مفهوم الخلود الملكي باستخدام الذهب، المعدن المقدّس المرتبط بإله الشمس «رع».
المتحف المصري في التحرير (فيسبوك)
ويضم المعرض كذلك ثلاثية الملك منكاورع، وهي منحوتة ضخمة تعود إلى عصر الدولة القديمة، تُجسّده واقفاً بين الإلهة حتحور والإله المحلّي لمنطقة طيبة، في تمثيل رمزي للسلطة المقدّسة. ومن المعروضات البارزة، التابوت الذهبي لتويا، جدة الملك إخناتون، بزخارفه ونقوشه الهيروغليفية التي تحكي رحلتها إلى العالم الآخر. وتشمل القطع الأسطورية كذلك، قلادة الذباب الذهبي الخاصة بالملكة أحمس نفرتاري، التي مُنحت لأعظم محاربي مصر، وتشهد على دورها الحيوي في حماية استقرار المملكة في مرحلة مفصلية من تاريخها.
وأيضاً، يتناول المعرض جوانب من المجتمع المصري القديم، وسلطة الفراعنة الإلهية، والمعتقدات الجنائزية، وأحدث الاكتشافات الأثرية. ومن التماثيل المهيبة للملك رمسيس السادس والملك تحتمس الثالث، إلى الحلي الدقيقة، ومن الأدوات اليومية المصنوعة بإتقان، إلى التوابيت المزخرفة بالرموز المقدّسة، يكشف عن عمق التطوّر الفنّي والروحي الذي تميّزت به الحضارة المصرية القديمة.
وتعوّل مصر على المعارض المؤقتة في الخارج بكونها وسيلة جذب وترويج سياحي، من بينها معرض «توت عنخ آمون» الذي أقيم في فرنسا عام 2019، وحقق رقماً قياسياً في عدد الزوار تجاوز 1.3 مليون خلال 6 أشهر. كذلك معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» الذي زار عدداً من العواصم العالمية، بالإضافة إلى معرض «قمة الهرم: حضارة مصر القديمة» الذي يضم 787 قطعة أثرية، ويُعرض حالياً في متحف شنغهاي منذ يوليو (تموز) 2024 وحتى أغسطس (آب) الحالي.
جانب من معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» أثناء استضافته في ألمانيا (وزارة السياحة والآثار)
من جهته، عدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، تنظيم معرض «كنوز الفراعنة» في إيطاليا «حدثاً ثقافياً بارزاً يعكس الحضور العالمي المتنامي للآثار المصرية، ويؤكد أهمية الدبلوماسية الثقافية في تعزيز صورة مصر عالمياً». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المعارض الخارجية المؤقتة التي تضم كنوزاً من التراث المصري لا تقتصر فقط على عرض الجمال الفنّي والتقني للحضارة الفرعونية، وإنما تؤدّي دوراً كبيراً في دعم السياحة وتشجيع البحث العلمي، فضلاً عن خلق حوار حضاري ممتد بين الشعوب».
ويخصص المعرض محوراً لـ«المدينة الذهبية»، أحد أبرز الاكتشافات الأثرية في السنوات الأخيرة، التي كشفت الحفريات فيها عن مجمع سكني كبير يعود إلى عهد الملك أمنحتب الثالث والملك إخناتون، مُقدّمة رؤى غير مسبوقة حول الحياة اليومية للحرفيين وأسرهم.
وعن هذه المدينة، قال عبد البصير: «سُمّيت إعلامياً بالمدينة المفقودة، وهي من أعظم الاكتشافات الأثرية في القرن الـ21. كُشف عنها في الضفة الغربية بالأقصر على يد البعثة المصرية برئاسة الدكتور زاهي حواس، وتعود إلى عهد الملك أمنحتب الثالث (الأسرة الـ18)؛ وقد استُخدمت لاحقاً في عهد إخناتون».
وأشار إلى أن ما يميّز هذا الكشف أنه لا يتعلّق بمقبرة ملكية أو معبد ديني فحسب، بل يكشف عن الحياة اليومية للمصريين القدماء: منازل، ورشات عمل، أدوات، أطعمة، فخار... كلها ترسم لوحة حيّة لمدينة صناعية وإدارية كانت تنبض بالحياة قبل أكثر من 3 آلاف عام.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 2 ساعات
- عكاظ
بعد تواصل مع مصطفى كامل.. راغب علامة: «من تطاول على النقيب فكأنه يتطاول عليّ»
في تطور جديد، كشف الفنان اللبناني راغب علامة تفاصيل مكالمة هاتفية جمعته مع الفنان المصري مصطفى كامل نقيب المهن الموسيقية مرة أخرى مجدداً لانهاء الأزمة بينهما، بعد قرار الأخير وقفه عن الغناء في مصر بسبب واقعة قبلة بحفلته في الساحل الشمالي. وقال علامة في منشور، عبر حسابه على منصة «إكس»: «حدث اتصال هاتفي بيني وبين النقيب مصطفى كامل أزال سوء الفهم، بكل النوايا الطيبة كان الحديث مع نقيب الموسيقيين، وأنه ليس في مصلحة أحد هذا الوضع، ولا أقبل أن يكون هناك خلاف على الإطلاق». وأكد راغب علامة في حديثه أن كل من يتطاول على النقيب كأنه تطاول عليّ وعلى جمهوري شخصيًا، مضيفاً أنه يتشرف بالزيارة إلى النقابة بمصر في أي وقت. وأوضح: «أتشرف بزيارة النقابة في أي وقت، وأقدر النقيب كما أقدره كشاعر وملحن ومطرب وواجبنا هو إسعاد الجماهير وليس تفريقها بين القيل والقال، كل الإشكاليات نعتبرها غيمة صيف ومرت بين الإخوة». واختتم علامة حديثه: «وقد كانت المكالمة بيني وبين أخي مصطفى كلها محبة وشفافية وما يعنينا فيها أن تبقى مصر هي وجهة أساسية لكل مبدع ودائماً هي هوليود الشرق». كما وجه راغب علامة رسالة لجمهوره في مصر، قائلاً: «وإلى جمهوري المصري الغالي وجمهوري العربي الحبيب بحبكم بحبكم بحبكم حتى ينقطع النفس». يذكر أن نقيب المهن الموسيقية مصطفى كامل أصدر سابقاً بيانا صحفيا قرر فيه إيقاف الفنان راغب علامة عن الغناء في مصر واستدعاءه للتحقيق لما حدث منه أخيراً في حفلته الأخيرة بعد ظهور فتاة على المسرح وتقبيلها له. أخبار ذات صلة

صحيفة سبق
منذ 2 ساعات
- صحيفة سبق
"كوكا الاتفاق" .. من الثلاجة للملاعب ! ..دافع عن فلسطين وعاش حياة هادئة مع زوجته البرتغالية
أعلن نادي الاتفاق عن التعاقد رسميًا مع المهاجم المصري أحمد حسن كوكا في صفقة انتقال حر، قادمًا من نادي لوهافر الفرنسي، ليكون أحد أبرز إضافات الفريق الهجومية قبل انطلاق الموسم الجديد من دوري روشن السعودي. ويُعد كوكا (32 عامًا) أحد أكثر اللاعبين المصريين احترافًا في القارة الأوروبية، حيث تنقل بين عدة أندية برتغالية ويونانية وتركية على مدار أكثر من 10 سنوات، سجل خلالها أهدافًا حاسمة وترك بصمة فنية وإنسانية. لقب 'كوكا'.. من الثلاجة إلى الملاعب! الغريب في اللاعب أن اسمه الشهير لا يمتّ بصلة لاسمه الحقيقي 'أحمد حسن محمد عبد المنعم محجوب'، لكن اللقب 'كوكا' التصق به منذ الطفولة بسبب ولعه بمشروب غازي شهير، حيث كان يردد في صغره دائماً "كوكا" حتى أصبح اسمه في الملاعب، رغم غرابته. بدأ كوكا مشواره مع نادي الشرقية للدخان، قبل أن ينتقل إلى ناشئي الأهلي المصري، ومنه إلى الفريق الأول، حيث أعجب به المدرب البرتغالي الشهير مانويل جوزيه. وفي 2011، خاض أولى تجاربه الخارجية مع ريو آفي البرتغالي، ومنه إلى سبورتينغ براغا حيث لمع تحت قيادة نونو سانتو، مدرب الاتحاد السعودي السابق. لاحقًا، ارتدى قمصان أندية مثل أولمبياكوس ، وكونيا سبور ، وبينديك سبور، قبل أن ينتقل إلى لوهافر الفرنسي ثم يحط رحاله في الدمام. "كوكا" لا يكتفي بالمشاركة في الهجوم داخل الملعب، بل يشارك في المعارك الإنسانية خارجه. فخلال تواجده في الدوري التركي، احتفل بأحد أهدافه برفع قميص عليه صورة الطفلة الفلسطينية "ريم"، إحدى شهيدات العدوان الإسرائيلي على غزة، التي سبق أن حملها جدها في أثناء تشييعها وهو يردد : 'روح الروح.. هذي روح الروح'. ونشر اللاعب تدوينة مطولة يدين فيها الاحتلال الإسرائيلي، وكتب بلغة مباشرة: 'نحن كعرب نعرف الحقيقة، لكن هذه الرسائل موجهة لأصدقائي غير العرب… فلسطين صاحبة الأرض، ومن يقاوم ليس إرهابيًا بل صاحب حق'. حياته الخاصة.. بعيدًا عن الإعلام رغم شخصيته الواضحة في المواقف العامة، يفضل "كوكا" إبقاء حياته الخاصة بعيدًا عن الإعلام، إذ يعيش حياة هادئة مع زوجته البرتغالية ماريانا التي تزوج عليها في البرتغال، ورُزق منها بطفلين، ويشارك بين حين وآخر لحظات عائلية نادرة عبر حساباته الرسمية ولا يظهرها كثيراً. كوكا" لا يأتي إلى الاتفاق فقط كلاعب يمتلك سجلًا تهديفيًا متنوعًا، بل بشخصية ناضجة وتجربة واسعة، ومواقف إنسانية جعلت منه أكثر من مجرد مهاجم.


الشرق الأوسط
منذ 8 ساعات
- الشرق الأوسط
نجيب محفوظ
في خمسينات القرن الماضي، تنبأ سعيد جودة السحار (1909 - 2005) بأن نجيب محفوظ سيفوز بنوبل. ولما فاز بها بعد أكثر من ثلاثين سنة اتصل به السحار، وقال له: أنا أستحق ثلث الجائزة. وأجاب محفوظ: وأنا موافق، ولكن هات لي خطاب موافقة من لجنة الجائزة. وسعيد أديب ومترجم مصري أسس مع أخيه عبد الحميد جودة السحار دار مكتبة مصر، التي نشرت لمحفوظ كل أعماله تقريباً. أما حكاية المطالبة بالثلث، فقد سمعتها من جمال قطب ودونتها في واحدة من مفكراتي الكثيرة التي يخطط زميلنا الصحافي الشاطر اللهلوب سيد محمود لاختطافها. وجمال قطب (1930 - 2016) هو الفنان الذي كان يرسم أغلفة روايات نجيب محفوظ. لم تكن ثلاثية محفوظ الشهيرة سوى رواية طويلة واحدة بعنوان «بين القصرين». كتبها بالحبر الجاف على ورق مخطط، وأخذها إلى مكتب سعيد السحار. مرت سنة ولم ينشرها حتى أصيب صاحبها بالإحباط. ثم صدرت مجلة «الرسالة الجديدة» واتصل رئيس تحريرها يوسف السباعي بمحفوظ يسأله إن كانت تحت يديه حاجة جديدة. وحال نشرها لقيت نجاحاً كبيراً فاقتنع السحار بإصدارها في كتاب، لكن بعد تقسيمها إلى ثلاثة أجزاء. تحلّ هذا الشهر الذكرى 19 لرحيل الكاتب الفذ. والذكرى تجرّ ذكريات. ففي تلك الأمسية ذاتها في المركز الثقافي المصري في باريس، جادة «السان ميشيل»، قال محمد سلماوي إن أصدقاء محفوظ سألوه عن سبب اختياره سلماوي للسفر وتسلّم نوبل نيابة عنه. وكان سلماوي وقتها رئيساً لتحرير «الأهرام إبدو». وأجاب محفوظ أنها ثلاثة أسباب. أراد أن يمدّ يده بالجائزة لجيل الكتّاب الشباب. وأن يعرف العالم أن الأدب في مصر ليس نجيب محفوظ فحسب. أما السبب الثالث فقد طلب السماح بأن يحتفظ به لنفسه. حضر تلك الأمسية نادرة المتعة جمال الغيطاني (1945 - 2015). وروى أنه كان واقفاً في شارع عبد الخالق ثروت بمواجهة المبنى الجميل للأوبرا، حين رأى نجيب محفوظ للمرة الأولى. لمحه قادماً من ناحية ميدان العتبة. لا يعرف كيف عرفه. ربما استدلّ عليه من صورة منشورة في أحد كتبه. وكان الغيطاني يومها ولداً بحدود الخامسة عشرة، يحمل كتاباً قصصياً لتشيخوف ويحرص على أن يكون الغلاف لجهة الناظر. سار وسلّم على كاتبه المفضل: اسمي فلان الفلاني. أكتب القصة ومعجب برواياتك. فدعاه محفوظ للجلوس معه في كازينو الأوبرا. يا خبر! كازينو؟ كان أبوه يعتبر الجلوس في المقهى فساداً فكيف يذهب إلى مقهى واسمه كازينو كمان؟ لكنه ذهب. وما كان له ألا يذهب. وشاهد العجب. سيدات لبنانيات يدخّن الشيشة في مكان تملكه الراقصة صفية حلمي (1918 - 1981). الملهى فوق والمقهى تحت. من يومها التحق الغيطاني بمحفوظ: صار سرّه معي وسرّي معه. تجوّلنا كثيراً في دروب القاهرة القديمة، وكان يتمهّل أمام بيت سكنته بنت أحبّها في شبابه. لكن المبنى أزيل والأطلال صارت روايات.