
ثقافة : مقتل عثمان بن عفان.. حكاية استشهاده من واقع الكتب
نافذة على العالم - مقتل عثمان بن عفان كان حادثًا مأساويًا فى تاريخ الإسلام، حيث استشهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد حصار دام عدة أيام في بيته، وقد اختلف المؤرخون فى تفاصيل الحصار والقتلة، ولكن الروايات تتفق على أنه قُتل على يد مجموعة من الثائرين من أهل مصر والكوفة والبصرة وهنا بعض المعلومات عن حادثة مقتله كما ذكرتها المصادر التاريخية تاريخ الطبرى والبداية والنهاي لابن كثير.
الحصار
استمر حصار عثمان بن عفان في بيته لمدة ثلاثة أسابيع، حيث اشتدت الأزمة بعد تزايد السخط الشعبي ضده.
القتلة
قُتل عثمان بن عفان على يد مجموعة من الثائرين الذين قدموا من مصر والكوفة والبصرة.
الروايات المختلفة
تباينت الروايات حول تفاصيل مقتل عثمان، فمنهم من ذكر أن القاتل هو "حمار" أو "كنانة بن بشر" أو "سودان المرادى" أو "عمرو بن الحمق".
موقف على بن أبى طالب
حاول على بن أبى طالب تهدئة الأوضاع ومنع القتل، ولكن لم يستطع ذلك.
موقف معاوية
طالب معاوية بن أبى سفيان بالقصاص من قتلة عثمان قبل مبايعة على بن أبى طالب بالخلافة.
أسباب القتل
تباينت الآراء حول أسباب مقتل عثمان، فالبعض يرى أنه كان نتيجة لظلم عثمان وتجاوزاته، بينما يرى البعض الآخر أن القتل كان مؤامرة مدبرة.
موقف الصحابة
اختلف الصحابة في موقفهم من مقتل عثمان، فمنهم من طالب بالقصاص من القتلة، ومنهم من رأى أن القتل كان نتيجة لأخطاء عثمان نفسه.
فتنة مقتل عثمان
شكل مقتل عثمان بداية فتنة كبيرة في تاريخ الإسلام، حيث أدت إلى صراعات وحروب بين المسلمين.
القصاص من القتلة
طالب الكثيرون بالقصاص من قتلة عثمان، ولكن لم يتمكنوا من ذلك بسبب تشتت المسلمين وتفرقهم.
ما جاء في كتب التاريخ
جاء في تاريخ الطبرى في ذكر الخبر عن قتل عثمان بن عفان "ذكر محمد بن عمر، أن عبد الرحمن بن عبد العزيز حدثه عن عبد الرحمن بن محمد، أن محمد بن أبى بكر تسور على عثمان من دار عمرو بن حزم، ومعه كنانة بن بشر بن عتاب، وسودان بن حمران، وعمرو بن الحمق، فوجودا عثمان عند امرأته نائلة وهو يقرأ في المصحف في سورة البقرة، فتقدمهم محمد بن أبى بكر، فأخذ بلحية عثمان، فقال : قد أخزاك الله يا نعثل! فقال عثمان : لست بنعثل، ولكنى عبدالله وأمير المؤمنين قال محمد: ما أغنى عنك معاوية وفلان وفلان! فقال عثمان: يا ابن أخى، دع عنك لحيتى، فما كان أبوك ليقبض على ما قبضت عليه، فقال محمد: لو رآك أبى تعمل هذه الأعمال أنكرها عليك، وما أريد بك أشد من قبضتى على لحيتك، قال عثمان : استنصر الله عليك وأستعين به ثم طعن جبينه بمشقص في يده ورفع كنانة بن بشر مشاقص كانت في يده، فوجأ بها في أصل أذن عثمان، فمضت حتى دخلت في حلقة، ثم علاه بالسيف حتى قتله، فقال عبد الرحمن: سمعت أبا عون يقول: ضرب كنانة بن بشر جبينة ومقدم رأسه بعمود حديد، فخر لجبينه، فضربة سودان بن حمران المرادى بعد ما خر لجبينه فقتله).
ويشير الكتاب إلى أن هذه الروايات وغيرها مما تشير إلى أن محمد بن أبى بكر الصديق شارك في قتل عثمان بن عفان بيده أو أنه أمر رجلاً آخر أن يقتله ضعفها العلماء، فهى أكثر ما تروى عن الواقدى، أو من روايات سيف بن عمر، وهما ممن لا يصح حديثهما في هذا الجانب.
وقال ابن كثير رحمه الله في "البداية والنهاية": الصحيح أن الذى فعل ذلك غيره، وأنه استحى ورجع حين قال له عثمان: لقد أخذت بلحية كان أبوك يكرمها، وقد رجح ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ إلى أن محمد بن أبى بكر خرج عندما وعظه عثمان رضى الله عنه ولم يقتله (فقال عثمان : استنصر الله عليك واستعن به! فتركه وخرج، وقيل : بل طعن جبينه بمشقص كان في يده، والأول أصح).
كما استعرض الكتاب في هذا السياق قول الشيخ الألبانى قوله "الروايات التي وردت في اتهام محمد بن أبى بكر الصديق في قتل عثمان رضى الله عنه لم يصح منها إلا أنه دخل عليه فوعظه عثمان رضى الله عنه، فخرج وتركه، وهذه الرواية التى رواها ابن عبد البر في كتابه "الاستيعاب بإسناد حسن".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


24 القاهرة
منذ 42 دقائق
- 24 القاهرة
الاتحاد قوة موضوعًا لخطبة الجمعة في المساجد
حددت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة اليوم، بعنوان الاتحاد قوة على أن يكون الوقت المحدد لإلقاء الخطبة هو خمس عشرة دقيقة للخطبة الأولى والثانية معا. وأوضحت وزارة الأوقاف، نص خطبة الجمعة اليوم للتسهيل على الأئمة والخطباء في تحضيرها، وهو كالآتي: نص خطبة الجمعة الحمد لله الذي ألف بين قلوب المؤمنين فأصبحوا بنعمته إخوانا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، حذر من التفريق والعدوان، ووعد المعتصمين بحبله فضلًا منه ورضوانًا، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، الذي بنى أمة كانت بالاتحاد خير الأمم بنيانًا، وبالتآخي أصفاها وجدانا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا ما تعاقب الزمان والمكان، أما بعد: فإن للكون سننا لا تتبدل، وقوانين لا تتغير، ومن أثبت هذه السنن وأوضحها بيانًا، وأصدقها برهانًا، أن الاجتماع قوة والافتراق هوان، وأن الوحدة صرح يعلو به البنيان، والفرقة صدع يوهي الأركان، فما اجتمعت قطرات المطر إلا شكلت سيلًا جارفًا، ولا تلاقت ذرات الرمل إلا وصنعت جبلًا راسخًا، ولا تضامت أيدي المؤمنين إلا بنت مجدًا شامخًا، بل إن الجناب المعظم صلى الله عليه وسلم يرتقي بالصورة إلى مستوى الجسد الواحد الذي ينبض بحياة واحدة، فيقول صلوات ربي وسلامه عليه: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». أيها الكرام، أي مشاعر تلك التي تجعل من ألم فرد في أقصى الأرض، حمى وسهرًا لأخيه في أدناها، إنها الأخوة الحقة التي لا تعرف نزاعات عرقية، ولا فروقًا مذهبية، ولا جماعات تكفيرية، ولا قبائل متناحرة، ولا أحقاد متوارثة، ولا أهواء متصارعة، جمعهم تشبيك الأصابع النبوية، واللسان النبوي يسرد هذا المعنى الأدبي الرفيع في صورة حسية بليغة، فيقول: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا». أيها النبلاء هل يقوم بنيان على أعمدة متنافرة؟ وهل تصمد جدران من لبنات متباعدة؟ إنما القوة في التماسك، والمتانة في التلاحم، كل فرد في الأمة لبنة، لا غنى عنها، ولا يكتمل الصرح إلا بها، فلم يكن هذا الاتحاد خيارًا يترك، أو فضيلة يستحب فعلها، بل كان أمرًا إلهيًا صارما، وواجبًا شرعيًا لازمًا، وحاديك هذا البيان الإلهي: {وٱعۡتصموا بحبۡل ٱلله جميعٗا ولا تفرقواۚ وٱذۡكروا نعۡمت ٱلله عليۡكمۡ إذۡ كنتمۡ أعۡدآءٗ فألف بيۡن قلوبكمۡ فأصۡبحۡتم بنعۡمتهۦٓ إخۡوٰنٗا} [آل عمران: ١٠٣]، فهذا هو مناط قوة الأمة، وسر المنعة، فمن كان يتخيل أن تتحول العداوة إلى إخاء، والتناحر إلى تراحم، إن السر في تلك الجملة {فأصۡبحۡتم بنعۡمتهۦٓ إخۡوٰنٗا}. أيها الكرام، كونوا جميعًا كما أراد لكم ربكم، بنيانًا مرصوصًا، وجسدًا واحدًا، ليعطف غنيكم على فقيركم، وليرحم قويكم ضعيفكم، وليتجاوز محسنكم عن مسيئكم، فاحذروا من أسباب الفرقة مثل: التعصب للرأي، والانتصار للنفس، واتباع الهوى، والغرق في الجزئيات على حساب الكليات؛ ففي الاتحاد قوة الحياة، وفي التفرق الضعف المميت، فتلامسوا حال مدينة سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- الفاضلة كيف كانت مجمع الفرقاء، ومأوى الأحباب، وتذكروا هذا النهي الإلهي {ولا تنٰزعوا فتفۡشلوا وتذۡهب ريحكمۡۖ وٱصۡبروٓاۚ إن ٱلله مع ٱلصٰبرين}، وتأملوا في هذا الربط الدقيق: "تنازعوا"، فتكون النتيجة الحتمية "تفشلوا"، والأدهى من ذلك "وتذهب ريحكم"، تذهب قوتكم وهيبتكم ومنعتكم، فتصبحوا غثاء كغثاء السيل، فهذا هو موطن الداء: الفرقة


نافذة على العالم
منذ 2 ساعات
- نافذة على العالم
تقارير مصرية : لبيان أهمية التلاحم والتحذير من الفرقة.. خطبة الجمعة بعنوان "الاتحاد قوة"
الجمعة 18 يوليو 2025 08:30 صباحاً نافذة على العالم - حددت وزارة الاوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم بعنوان " الاتحاد قوة"، المراد توصيله إلى جمهور المسجد بيان أهمية التلاحم والوحدة، والتحذير من الفرقة، وبيان أن القوة تكمن في التماسك والترابط كما أراد الله سبحانه وتعالى. وجاء نص الخطبة كالآتى: الحمدُ للهِ الذي ألَّفَ بينَ قلوبِ المؤمنين فأصبحوا بنعمتِه إخوانًا، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، حذَّرّ من التفريقِ والعدوانِ، ووعدَ المعتصمين بحبلِهِ فضلًا منه ورضوانًا، وأشهدُ أن سيدَنا ونبيَنَا محمدًا عبدُه ورسولُه، الذي بنى أمةً كانت بالاتحادِ خيرَ الأممِ بنيانًا، وبالتآخي أصفاها وِجدانًا، صلى اللهُ عليه وعلى آله وصحبِه وسلم تسليمًا كثيرًا ما تعاقبِ الزمانُ والمكانُ، أما بعد: فإن للكونِ سُننًا لا تتبدلُ، وقوانينَ لا تتغيرُ، ومن أثبتِ هذه السننِ وأوضحِها بيانًا، وأصدقِها بُرهانًا، أن الاجتماعَ قوةٌ والافتراقَ هوانٌ، وأن الوحدةَ صرحٌ يعلو به البنيانُ، والفُرقةَ صدعٌ يوهِي الأركانَ، فما اجتمعت قطراتُ المطرِ إلا شكلتْ سيلًا جارفًا، ولا تلاقتْ ذراتُ الرملِ إلا وصنعتْ جبلًا راسخًا، ولا تضامتْ أيدي المؤمنين إلا بَنتْ مجدًا شامخًا، بل إن الجنابَ المعظمَ صلى الله عليه وسلم يرتقي بالصورةِ إلى مستوى الجسدِ الواحدِ الذي ينبضُ بحياةٍ واحدةٍ، فيقولُ صلواتُ ربي وسلامُه عليه: «مثلُ الْمُؤْمنين في توادِّهمْ وترَاحُمِهمْ وتَعَاطُفِهم مَثلُ الجَسدِ، إذَا اشْتَكَى منْهُ عُضْوٌ تدَاعَى لَهُ سَائرُ الجَسَدِ بالسّهَرِ والحُمّى». أيها الكرامُ، أيُّ مشاعرٍ تلك التي تجعلُ من ألمِ فردٍ في أقصى الأرضِ، حُمًى وسَهرًا لأخيه في أدناها، إنها الأخوةُ الحقةُ التي لا تعرفُ نزاعاتٍ عرقيةً، ولا فروقًا مذهبيةً، ولا جماعاتِ تكفيريةً، ولا قبائلَ متناحرةً، ولا أحقادَ متوارثةً، ولا أهواءَ متصارعةً، جمعَهم تشبيكُ الأصابعِ النبويةِ، واللسان النبويُّ يسردُ هذا المعنى الأدبيَ الرفيعَ في صورةٍ حسيةٍ بليغةٍ، فيقولُ: «المؤمنُ للمؤمنِ كالبنيانِ يشد بعضُه بعضًا». أيها النبلاءُ هلْ يقومُ بنيانٌ على أعمدةٍ متنافرةٍ؟ وهل تصمدُ جدرانٌ من لبناتٍ متباعدةٍ؟ إنما القوةُ في التماسكِ، والمتانةُ في التلاحمِ، كلُّ فردٍ في الأمةِ لبنةٌ، لا غنى عنها، ولا يكتملُ الصرحُ إلا بها، فلم يكنْ هذا الاتحادُ خيارًا يتركُ، أو فضيلةٌ يستحبُّ فعلُها، بل كان أمرًا إلهيًا صارمًا، وواجبًا شرعيًا لازمًا، وحاديك هذا البيانُ الإلهيُّ: {وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا} [آل عمران: ١٠٣]، فهذا هو مناطُ قوةِ الأمةِ، وسرُ المنعةِ، فمن كانَ يتخيلُ أن تتحولَ العداوةُ إلى إخاءٍ، والتناحرُ إلى تراحمٍ، إنَّ السرَّ في تلك الجملةِ {فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا}. أيها الكرامُ، كونوا جميعًا كما أرادَ لكم ربُّكم، بنيانًا مرصوصًا، وجسدًا واحدًا، ليعطفْ غنيُّكم على فقيرِكم، وليرحمْ قويُّكم ضعيفُكم، وليتجاوزْ محسنُكم عن مسيئِكم، فاحذروا من أسبابِ الفُرقةِ مثلَ: التعصبِ للرأيِ، والانتصارِ للنفسِ، واتِّباعِ الهوى، والغرقِ في الجزئياتِ على حسابِ الكلياتِ؛ ففي الاتحادِ قوةٌ الحياةِ، وفي التفرقِ الضعفُ المميتُ، فتلامسوا حالَ مدينةِ سيدِنا رسولِ اللهِ -صلى اللهُ عليه وآله وسلم- الفاضلةِ كيفَ كانت مجمعَ الفرقاءِ، ومأوى الأحبابِ، وتذكروا هذا النهيَ الإلهيَ {وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡۖ وَٱصۡبِرُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ}، وتأملوا في هذا الربطِ الدقيقِ: "تنازعوا"، فتكونَ النتيجةُ الحتميةُ "تفشلوا"، والأدهى من ذلك "وتذهبَ ريحُكم"، تذهبَ قوتُكم وهيبتُكم ومنعتُكم، فتصبحوا غثاءً كغثاءِ السيلِ، فهذا هو موطنُ الداءِ: الفرقةُ، وما أحكمَ قولَ الشاعرِ الحكيمِ الذي لخصَ هذه السُنةَ الكونيةَ في أبياتٍ خالدةٍ، فقال: تأبى الرماحُ إذا اجتمعن تكسرًا * وإذا افترقنَ تكسرتْ آحادٌا ***** الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدُنا محمدٌ (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آلِهِ وصحبِه أجمعين، وبعد: فإنَّ العنفَ الأسريّ، تلك الآفةَ المدمرةَ، التي تتسللُ خلسةً إلى البيوتِ، لتزرعُ بذورَ الشقاقِ، وتغرسُ أشواكَ البغضاءِ، وتحولُ السكنَ إلى جحيمٍ، والمودةَ إلى عداءٍ، والرحمةَ إلى قسوةٍ، وتمزقُ النسيجَ الاجتماعيَ، وتهدمُ الثقةَ، وتورثُ الخوفَ والقلقَ، وتنشئُ أجيالًا مشوهةً نفسيًّا، قد تحملُ بذورَ العنفِ لتزرعَها في أجيالٍ قادمةٍ، وقد غابَ عنها هذا المنهجُ الربانيُّ المتشبعُ بالحبِّ والمودةِ، قال تعالى: {وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا وَجَعَلَ بَيۡنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: ٢١]. عبادَ اللهِ، إنَّ العنفَ الأسريَّ يتجلىَ في صورٍ متعددةٍ، لا تقتصرُ على الضربِ والإيذاءِ الجسديِّ فحسبُ، بل يمتدُ ليشملَ الإيذاءَ اللفظيَّ بالسبِّ والشتمِ والتهديدِ، والإيذاءِ النفسيِّ بالإهمالِ والتهميشِ والتحقيرِ، والإيذاءَ الاقتصاديَّ بالحرمانِ والتضييقِ، كلُّ هذه الصورِ وجوهٌ أُخرُ للعنفِ، لا تقلُّ خطورةً عن العنفِ الجسديِّ، بل قد تكونُ أشدُّ فتكًا بالنفسِ، وأعمقُ جرحًا للروحِ؛ فدينُنا الحنيفُ دينُ الرحمةِ والعدلِ والإحسانِ، قد حَذَّرَ أشدَ التحذيرَ من العنفِ بشتى صورِه، فكيفَ بالعنفِ داخلَ الأسرةِ الواحدةِ ؟ لقد قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «خيرُكم خيرُكم لأهلِه، وأنا خيرُكم لأهلِي»، فنعمتْ تلك الخيريةُ. اللهم ألفْ بينَ قلوبِنا، وأصلحْ ذاتَ بيننا، واجعلْ بيوتَنَا واحاتِ أمنٍ وسلامٍ ومحبةٍ آمين.


24 القاهرة
منذ 2 ساعات
- 24 القاهرة
كان ماسك إيده ومسبهاش.. صغير يشهد اللحظات الأخيرة في حياة والده على الطريق الدائري
لم يدرك الطفل الصغير المقيم بقرية دكما التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية أن رحلته مع والده إلى القاهرة ستحمل الوداع الأخير، وأن يد أبيه التي أمسك بها طوال الطريق، ستفلت منه فجأة إلى الأبد، فقد شهد لحظة رحيله دون أن يفهم لماذا لا يرد عليه، ولا لماذا أغلقت عيناه إلى الأبد على الطريق. طفل يشهد وفاة أبيه على الطريق الدائري وفوق أحد جانبي الطريق الدائري أمام منطقة أم بيومي بمحافظة القليوبية، لقي الأب عبد الصادق. م.م.ا، البالغ من العمر 48 عامًا، مصرعه أثناء قدومه من قرية دكما التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، بينما ظل الطفل واقفًا جواره، يبكي، لا يتحرك، فقط ينظر بذهول وعينين ممتلئتين بالدموع. لمدة 14 يوما.. إغلاق طريق مدخل الشروق 1 القادم من الطريق الدائري الأوسطي بالقاهرة اصطدام أتوبيس نقابة المحامين وعدد من السيارات الملاكي أعلى الطريق الدائري الداخلية تكشف تفاصيل قيادة طفل سيارة ربع نقل والسير بها أعلى الطريق الدائري ضبط سائق نقل يقود برعونة على الطريق الدائري تجاه الواحات مشهد مبكي لطفل شهد وفاة أبيه على الطريق الدائري المشهد كان كافيًا ليُبكي المارة، حاول البعض إنقاذ الرجل، لكن قضاء الله كان أسرع، فيما التقط آخرون صورة للطفل وهو بجانب والده، في لحظة لم يكن يتخيل أنها ستُخلد في ذاكرة الآلاف، انتشرت الصورة على مواقع التواصل، وألهبت مشاعر المتابعين الذين تداولوها مناشدين العثور على الأسرة. في ساعات قليلة، تعرف الأهالي في قرية دكما على هوية الأب والطفل من ملامحهما وبطاقة هويته، وسارعوا إلى موقع الحادث لاصطحاب الطفل ومتابعة الإجراءات، لكن ما لن يُنسى أبدًا، هو أن هذا الصغير حمل حكاية وداع صامت لن يمحوه الزمن.