
من صور جرائم الاستعمار الفرنسي بحقّ المرأة الجزائرية
(قراءة في وثيقة أرشيفية شهادة امرأة تونسية في رسالتها إلى صديقتها الجزائرية 11 مارس 1958).
إن الحديث عن جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر طيلة فترة احتلاله 1830 -1962 لا يمكن أن تحتويه وريقات بحثية أو حتى كتب متخصصة، جرائم ستبقى شاهدة على حضارة شُيدّت على جثث الأحرار ودماء الأبرار، والأدهى والأمرّ أنها مسجّلة بأقلامهم وفي وثائق أرشيفهم لن تمحوها الأيام ولا السنون ولن تخفيها المساحيق التي تتفنن فرنسا عبر إعلاميها وسياسييها ومؤرخيها وأدبائها ممن رضعوا مكر فرنسا العجوز فراحوا يصطفون وراء دعايات واهية كشف التاريخ زيفها لتصبح الإدارة الفرنسية محل إدانة بعد أن كانت تسعى لتكون موطن إشادة.
في مقالنا هذا سنسلط الضوء على المرأة الجزائرية وما تعرضت له من جرائم يندى لها جبين البرابرة أنفسهم، ولعل استهداف فرنسا للمرأة بالتعذيب والقتل والنفي هو أسلوب حقير يدخل في الحرب النفسية التي لم تستثنها فرنسها في احتلالها للجزائر الهدف منه هو استعراض العضلات العسكرية لا أكثر. لذلك نجد الجيش الفرنسي -وعلى مر سنوات الثورة التحريرية- يركّز في حربه على ضرب القواعد الخلفية التي كانت تضمن الدعم اللوجيستي والمعنوي للجنود الجزائريين.
والمرأة الجزائرية تُعتبر الدعم القوي إن لم نقل أهم داعم للثورة فهي التي تزود الجبال بالجندي المحارب، وتغذي الثوار بالمؤونة، وترفع الروح المعنوية للمجاهدين بوقوفها بجنب الرجل حتى في ساحات الوغى، فقدّمت قوافل من الشهيدات في سبيل الحرية لا تزال أسماؤهن اليوم تسطع في سماء الحرية وتتوشح بها مختلف ساحات وميادين الجزائر وكبريات مؤسساتها، ليقترن اسمهن بثمن الحرية ويصبحن مضرب الأمثلة ومفخرة للأجيال الجزائرية الحالية أمام دول العالم بسبب صمودهن وكفاحهن في وجه المستعمر الذي خرج مذموما مدحورا من الجزائر التي كان يعتبرها رقعة جغرافية فرنسية لن تتنازل عنها مهما كانت النتائج.
إن الوثيقة التي بين أيدينا تؤرِّخ لغيض من فيض مما ارتكبته فرنسا في حق المرأة الجزائرية من جرائم، شهادة تاريخية يمكن اعتبارها دليل إدانة ضد فرنسا الحرية والعدالة، فرنسا حقوق المرأة (حسب أكاذيبها) تكمن قيمتها التاريخية في أنها أولا رسالة عفوية بين شقيقتين تونسيتين واحدة تعيش في تونس (منطقة قصر هلال في المنستير) والأخرى تعيش في الجزائر (عنابة) فكانت تنقل الأحداث بصفة عفوية وبصدق متناهي.
إضافة إلى رسالة بين مريم وأخرى اسمها سكينة يبدو من خلال فهم سياق الكلام أنها جزائرية ويتعارفان بالرسائل فقط، لأنها في إحدى الفقرات من رسالتها تطلب منها إرسال صورة شخصية لها كانت قد وعدتها بها في وقت سابق، والثانية أنها تزامنت وأحداث ساقية سيدي يوسف(مارس1958) فكانت عبارة عن وكالة لنقل الأخبار حسب ما جاء في الرسالة، والثالثة أنها مرفقة بصور وشهادات حقيقية موثقة في الأرشيف الفرنسي، وبالضبط أرشيف ما وراء البحار خاصة العلبة FR ANOM 93-145.
حاولت مريم أن تنقل صورة لما حدث لنسوة جزائريات من قتل وتشريد مما اضطرتهم الظروف للجوء إلى تونس لكنهم لم يسلموا من قصف الطيران الفرنسي، فتحاول هذه الفتاة التونسية التي نسجت علاقات صداقة مع جزائريات لاجئات، أن تنقل لنا بعضا من معاناة هؤلاء النسوة والجرائم المقترفة في حقهن من طرف الجيش الفرنسي من دون مراعاة للأعراف والتقاليد والمواثيق الدولية التي تحمي النساء والأطفال والعزل. وكانت هذه الرسائل حسب ما جاء في تقارير الاستخبارات الفرنسية التي عثرت عليها دائرة الاستعلامات العامة واحتفظ بها الأرشيف الفرنسي من خلال الوثيقة الأرشيفية وهي عبارة عن تقرير للاستعلامات العامة في عنابة المؤرخة في 15 مارس 1958 تحت رقم 4.514/ ر.ج. بعنوان:'استغلال الدعاية المنحرفة لقصف ساقية سيدي يوسف' هذه الرسالة مرفقة بكتيب مطبوع باللغة العربية من 16 صفحة بحجم 16.5× 14 سم ومزينة بـ12 صورة لضحايا القصف وصورة للرئيس بورقيبة.
في الرسالة المؤرَّخة في 10 مارس 1958 والموجهة إلى شقيقتها وردة، حاولت مريم أن تضع أختها في صورة ما يجري في تونس من اعتداءات فرنسية على الأراضي التونسية خاصة ما وقع في ساقية سيدي يوسف بتاريخ 08 فيفري 1958، إذ جاء في كلامها ما يلي: 'أنتِ على علم بالأحداث التي تجري في الوقت الحالي، وقد سمعتِ بها، وهي هجمات القوات الفرنسية على أرضنا التونسية.على أي حال، لقد أعدّ لكِ أخي في ورقة جميع الأخبار التي لم تسمعي بها.'
وبخطاب ثوري، تواصل مريم إخبار شقيقتها بأنّ 'الشعب التونسي ضحايا العدوان الاستعماري. في هذا الوقت، لن يبقى الشعب التونسي مكتوف الأيدي، ولن يسمح للقوات الفرنسية بالبقاء في هذا البلد الحر والمستقل. يجب أن يعلم المستعمِر أن سبب وجوده لم يعد مبررًا وأن العالم بأسره يرفضه وأن حرية الشعوب أصبحت لا تقبل الجدل'. وتعقد مقارنة بسيطة بن فرنسا وبين ما قام به هتلر وكيف كانت نهاية هتلر في الأخير والتي حتما ستكون نهاية فرنسا مماثلة لها .
وتواصل صاحبة الرسالة كلامها بأن الشعبين التونسي والجزائري شقيقان، وأن دماء الأطفال الأبرياء ستجعل التونسيين يقاومون، وأن استقلال تونس -والتي لم تعد هي نفسها تونس قبل 6 سنوات- لا يكتمل إلا باستقلال الجزائر.
وفي رسالة أخرى مؤرخة في 11 مارس 1958، أي بعد يوم واحد من الرسالة السابقة، موجّهة إلى فتاة تدعى سكينة هي في أغلب الأحوال صديقتها من الجزائر وليست شقيقتها (حسب ما يُفهم من سياق الحديث مثل عبارة 'أشكرك على تضامنك مع الشعب التونسي- ابعثي لي صورتك…' والتي هي في الأصل ردٌّ على رسالة سابقة من سكينة إلى مريم ، تواصل مريم شرح الأحداث بطريقة تدل على إحاطتها بالأحداث والقدرة على التحليل وفهم ما يدور في القطر التونسي والثورة الجزائرية، وتركز على الجرائم التي كان يرتكبها الفرنسيون في حق الجزائريين، إذ جاء في رسالتها ما يلي: 'نحن على يقين بأن الشعب الجزائري مستعدٌّ للنضال إلى جانب شقيقته تونس لإظهار شهادة إيمانه وشجاعته. يجب أن نُظهر للشعب الفرنسي والأجانب أننا مستعدون للتضحية بكل شيء من أجل كرامتنا واستقلالنا، ولكن يجب علينا أيضًا أن نُظهر لهم أن نضالنا ليس موجهًا ضد النساء والأطفال. '
في هذه الرسالة، حاولت كاتبة الرسالة التركيز على الجرائم التي ترتكبها فرنسا في حق العائلات الجزائرية في المنطقة الحدودية مما دفعها إلى الفرار إلى القطر التونسي واللجوء بين أهله، وهنا سأحاول التركيز على ما ورد في الرسالة على موضوع الجرائم الاستعمارية الفرنسية في حق المرأة الجزائرية.
وأول هذه الجرائم هي تحوّل هذه المرأة من صاحبة حق ووطن ومنزل وعائلة، إلى لاجئة ومتشردة وأرملة وثكلى، وهي صفات لم تجتمع في تاريخ المرأة عبر العصور إلا نادرا، كما أنها صفات إذا اجتمعت في امرأة وقاومتها بما أوتيت من قوة، جعلتها حقا بطلة يندر في التاريخ أمثالها، لذلك فالمرأة الجزائرية واحدة من نساء العالم اللائي اجتمعت فيها هذه الصفات وتعرّضت لمثل هذه الجرائم، ما جعلها مضرب الأمثال في الصمود والتحدي والجهاد دفاعا عن الأرض والعرض .
ولعل الرسالة التي بين أيدينا من وثائق الأرشيف الفرنسي بعفوية كاتبتها تعطينا صورة حقيقة لا تقبل التشكيك في هذا الجهاد الذي سجّله التاريخ بأحرف من ذهب، وفي المقابل عرّت حقيقة فرنسا المتغطية بشعارات مزيفة مثلها مثل ما تدّعيه اليوم حضارة الغرب في وقوفها مع اليهود ضد شعب أعزل في غزة المجاهدة .
الاغتصاب جريمة لا تسقط بالتقادم
ومن بين الجرائم التي لا يمكن أن ينساها الجزائري ولا يمحوها التاريخ جريمة الاغتصاب التي تعرضت لها حرائر الجزائر خلال الفترة التحريرية، وقد استعملها الجيش الفرنسي كنوع من التعذيب النفسي لما يعرفه جيدا عن فاعلية هذه الجريمة في التأثير على الرجل الجزائري المعروف عنه النخوة والشهامة وتقديس الشرف، لذلك كان جنود الفرنسي يتعمدون القيام بمثل هذه الجرائم لعلّهم يحققون بعض النتائج التي ترقع بها السلطات الاستعمارية بكارتها السياسية.
وصلت هؤلاء النساء قبل بضع دقائق وتصل مجموعات أخرى للبحث عن كهف آخر. قالت لي عجوز ويبدو أنها تلقت رصاصة في رجلها: واخذوا ابنها: 'إن الجنود انقضّوا على نساء الدوار واغتصبوهن، وحتى هي رغم بلوغها الستين لم تسلم. قتلوا الأطفال الذين فرّوا إلى الجبل، واختفى آخرون خلال الفرار، وأضرموا النيران في كل ما يمكن أن يحترق حتى صوامع الحبوب المحفورة في الأرض.'
وتنقل لنا رسالة مريم بعضا من هذه المآسي التي عاشها الجزائريون والنساء الجزائريات خاصة باعتبارها شاهدا عيانا إذ كانت تقوم بأعمال خيرية ومساعدة اللاجئين الجزائريين رفقة بعض النسوة من تونس، وكانت معاناة الجزائريين وهم يروون مآسيهم تُبكي كل من يسمعهم وهو حال الصحافي الايطالي الذي كان يستمع لمأساة رجل يدعى بوغبرين بلقاسم (حسب ما جاء في رسالة مريم) ودموعه تنهمر، كان هذا الرجل المسنّ القادم من قرية المريج شمال تبسة والتي تبعد نحو 13 كيلومترًا من الحدود على مستوى قلعة سنام يحكي أمام جمع من الصحافيين الدوليين الذين جاءوا للوقوف على وضعية اللاجئين الجزائريين في تونس عن كيفية اعتقاله وتقييده، في الوقت الذي تعرضت زوجته لأبشع جريمة يمكن أن تحدث لفرد جزائري، إذ قامت فرقة من الجنود يقودها ملازم بتكليف جنديين فرنسيين باغتصاب زوجته أمام عينيه، ولم تتوقف آلة الجريمة عند هذا الحد بل راحوا يضربون ابنها البالغ من العمر سبع سنوات في دماغه ليصاب في جمجمته، حتى ابنتها لم تسلم من الجريمة عندما حاولوا اغتصابها، وبسبب مقاومتها الشديدة لهم دفعوها وسط النيران لتحترق من رجلها وتموت بعدها، وليت الوحشية الفرنسية توقفت عند هذا الحد ضد هذه العائلة البريئة بل تم إطلاق النار على ابنين آخرين لهما واحد في الثامنة عشر والأخر في العاشرة عندما كانا يفرّان بقطيعهما بعيدا عن مسرح الجريمة. وفي الوقت نفسه التي كانت ترتكب فيه هذه الجرائم كان الضابط يردد قائلا 'الآن سندخل المعركة… سنريق دمكم، ودم أفضل من فيكم، وسنأكل قلوبكم'.
جريمة اغتصاب أخرى تعرّضت لها زوجة الطاهر بن محمد من مدينة تبسة عندما قام جنود سينغاليون باغتصاب زوجته أمام عينيه وأمام أطفاله الخمسة، في الوقت الذي وضع جنود آخرون حربة السلاح على ظهره كي لا يتحرك، وهي من أقسى الجرائم التي يمكن أن ينفذها جيشٌ تدّعي دولته العدالة والحرية واحترام المرأة .
… تعرضت زوجته لأبشع جريمة يمكن أن تحدث لفرد جزائري، إذ قامت فرقة من الجنود يقودها ملازم بتكليف جنديين فرنسيين باغتصاب زوجته أمام عينيه، ولم تتوقف آلة الجريمة عند هذا الحد بل راحوا يضربون ابنها البالغ من العمر سبع سنوات في دماغه ليصاب في جمجمته، حتى ابنتها لم تسلم من الجريمة عندما حاولوا اغتصابها، وبسبب مقاومتها الشديدة لهم دفعوها وسط النيران لتحترق من رجلها وتموت بعدها.
وتواصل مريم نقل معاناة المرأة الجزائرية اللاجئة في تونس خلال هذه الفترة إذ تقول: 'اقتربت من مدخل كهف. عشرون امرأة جالسات على الصخور، أطفال رضّع وأطفال صغار بوجوه سمراء يحاولون الاحتماء… في الخارج، هبّت علينا نسمة جليدية جعلتنا نرتجف، ملابسنا رثة، والثلوج تتساقط باستمرار. لكن لا شيء سوى غضب عارم. وصلت هؤلاء النساء قبل بضع دقائق وتصل مجموعات أخرى للبحث عن كهف آخر. قالت لي عجوز ويبدو أنها تلقت رصاصة في رجلها: واخذوا ابنها: 'إن الجنود انقضّوا على نساء الدوار واغتصبوهن، وحتى هي رغم بلوغها الستين لم تسلم. قتلوا الأطفال الذين فرّوا إلى الجبل، واختفى آخرون خلال الفرار، وأضرموا النيران في كل ما يمكن أن يحترق حتى صوامع الحبوب المحفورة في الأرض.'
المصير ذاته تعرضت له المدعوة سويدة عيشة التي جاءت من قرية 'الصخور الصفراء'، رفضت، قاومت بشدة المظليين الذين أرادوا اغتصابها، إلا أنهم أخذوا طفلها البالغ من العمر 4 أشهر وألقوا به تحت دبابة.
امرأة أخرى فرّت في منتصف الليل مذعورة إلى داخل الحدود التونسية تقول 'لقد قتلوا زوجي لأنه كان يحاول الدفاع عني..'
بخطاب ثوري، تواصل مريم إخبار شقيقتها بأنّ 'الشعب التونسي ضحايا العدوان الاستعماري. في هذا الوقت، لن يبقى الشعب التونسي مكتوف الأيدي، ولن يسمح للقوات الفرنسية بالبقاء في هذا البلد الحر والمستقل. يجب أن يعلم المستعمِر أن سبب وجوده لم يعد مبررًا وأن العالم بأسره يرفضه وأن حرية الشعوب أصبحت لا تقبل الجدل'. وتعقد مقارنة بسيطة بن فرنسا وبين ما قام به هتلر وكيف كانت نهاية هتلر في الأخير والتي حتما ستكون نهاية فرنسا مماثلة لها .
حجم الخوف والذعر الذي كان باديا على وجوه تلك النسوة جعل حاكم سبيطلة يتدخل ويهدئ من روعهم بالقول 'أنتم الآن في تونس، لا تخافوا بعد الآن. الهلال الأحمر والصليب الأحمر وإخوانكم التونسيون والحكومة التونسية يحمونكم من الآن فصاعدًا. لا تخافوا يا إخوتي الأعزاء.' لتنهي مريم رسالتها إلى سكينة بالكلمات التالية: 'إليكِ يا أختي بعض الشهادات، من دون تعليق، عن أفعال (فرنسا الديمقراطية)، وإليكِ نتائج خط موريس وشال' .
هذه صورة صغيرة عن عددٍ هائل من الجرائم التي تعرّضت لها نساء الجزائر من طرف جيش الاحتلال الفرنسي طيلة قرن وثُلث قرن لا يمكن أن ينساها الشعب ولا أن يمحوها التاريخ أو تصفح عنها معاهدات، فما قدّمه الشعب الجزائري عموما والنساء الجزائريات خصوصا كثمن للحرية يجب أن يجعل فرنسا تخجل أما العالم، وأقلّ شيء هو تقديم الاعتذار وطلب الصفح من الجزائر، وتقديم تعويض ولو معنوي لضحايا جرائمها، وهنا فقط يمكننا الحديث عن الذاكرة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشروق
٠٩-٠٣-٢٠٢٥
- الشروق
من صور جرائم الاستعمار الفرنسي بحقّ المرأة الجزائرية
(قراءة في وثيقة أرشيفية شهادة امرأة تونسية في رسالتها إلى صديقتها الجزائرية 11 مارس 1958). إن الحديث عن جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر طيلة فترة احتلاله 1830 -1962 لا يمكن أن تحتويه وريقات بحثية أو حتى كتب متخصصة، جرائم ستبقى شاهدة على حضارة شُيدّت على جثث الأحرار ودماء الأبرار، والأدهى والأمرّ أنها مسجّلة بأقلامهم وفي وثائق أرشيفهم لن تمحوها الأيام ولا السنون ولن تخفيها المساحيق التي تتفنن فرنسا عبر إعلاميها وسياسييها ومؤرخيها وأدبائها ممن رضعوا مكر فرنسا العجوز فراحوا يصطفون وراء دعايات واهية كشف التاريخ زيفها لتصبح الإدارة الفرنسية محل إدانة بعد أن كانت تسعى لتكون موطن إشادة. في مقالنا هذا سنسلط الضوء على المرأة الجزائرية وما تعرضت له من جرائم يندى لها جبين البرابرة أنفسهم، ولعل استهداف فرنسا للمرأة بالتعذيب والقتل والنفي هو أسلوب حقير يدخل في الحرب النفسية التي لم تستثنها فرنسها في احتلالها للجزائر الهدف منه هو استعراض العضلات العسكرية لا أكثر. لذلك نجد الجيش الفرنسي -وعلى مر سنوات الثورة التحريرية- يركّز في حربه على ضرب القواعد الخلفية التي كانت تضمن الدعم اللوجيستي والمعنوي للجنود الجزائريين. والمرأة الجزائرية تُعتبر الدعم القوي إن لم نقل أهم داعم للثورة فهي التي تزود الجبال بالجندي المحارب، وتغذي الثوار بالمؤونة، وترفع الروح المعنوية للمجاهدين بوقوفها بجنب الرجل حتى في ساحات الوغى، فقدّمت قوافل من الشهيدات في سبيل الحرية لا تزال أسماؤهن اليوم تسطع في سماء الحرية وتتوشح بها مختلف ساحات وميادين الجزائر وكبريات مؤسساتها، ليقترن اسمهن بثمن الحرية ويصبحن مضرب الأمثلة ومفخرة للأجيال الجزائرية الحالية أمام دول العالم بسبب صمودهن وكفاحهن في وجه المستعمر الذي خرج مذموما مدحورا من الجزائر التي كان يعتبرها رقعة جغرافية فرنسية لن تتنازل عنها مهما كانت النتائج. إن الوثيقة التي بين أيدينا تؤرِّخ لغيض من فيض مما ارتكبته فرنسا في حق المرأة الجزائرية من جرائم، شهادة تاريخية يمكن اعتبارها دليل إدانة ضد فرنسا الحرية والعدالة، فرنسا حقوق المرأة (حسب أكاذيبها) تكمن قيمتها التاريخية في أنها أولا رسالة عفوية بين شقيقتين تونسيتين واحدة تعيش في تونس (منطقة قصر هلال في المنستير) والأخرى تعيش في الجزائر (عنابة) فكانت تنقل الأحداث بصفة عفوية وبصدق متناهي. إضافة إلى رسالة بين مريم وأخرى اسمها سكينة يبدو من خلال فهم سياق الكلام أنها جزائرية ويتعارفان بالرسائل فقط، لأنها في إحدى الفقرات من رسالتها تطلب منها إرسال صورة شخصية لها كانت قد وعدتها بها في وقت سابق، والثانية أنها تزامنت وأحداث ساقية سيدي يوسف(مارس1958) فكانت عبارة عن وكالة لنقل الأخبار حسب ما جاء في الرسالة، والثالثة أنها مرفقة بصور وشهادات حقيقية موثقة في الأرشيف الفرنسي، وبالضبط أرشيف ما وراء البحار خاصة العلبة FR ANOM 93-145. حاولت مريم أن تنقل صورة لما حدث لنسوة جزائريات من قتل وتشريد مما اضطرتهم الظروف للجوء إلى تونس لكنهم لم يسلموا من قصف الطيران الفرنسي، فتحاول هذه الفتاة التونسية التي نسجت علاقات صداقة مع جزائريات لاجئات، أن تنقل لنا بعضا من معاناة هؤلاء النسوة والجرائم المقترفة في حقهن من طرف الجيش الفرنسي من دون مراعاة للأعراف والتقاليد والمواثيق الدولية التي تحمي النساء والأطفال والعزل. وكانت هذه الرسائل حسب ما جاء في تقارير الاستخبارات الفرنسية التي عثرت عليها دائرة الاستعلامات العامة واحتفظ بها الأرشيف الفرنسي من خلال الوثيقة الأرشيفية وهي عبارة عن تقرير للاستعلامات العامة في عنابة المؤرخة في 15 مارس 1958 تحت رقم 4.514/ ر.ج. بعنوان:'استغلال الدعاية المنحرفة لقصف ساقية سيدي يوسف' هذه الرسالة مرفقة بكتيب مطبوع باللغة العربية من 16 صفحة بحجم 16.5× 14 سم ومزينة بـ12 صورة لضحايا القصف وصورة للرئيس بورقيبة. في الرسالة المؤرَّخة في 10 مارس 1958 والموجهة إلى شقيقتها وردة، حاولت مريم أن تضع أختها في صورة ما يجري في تونس من اعتداءات فرنسية على الأراضي التونسية خاصة ما وقع في ساقية سيدي يوسف بتاريخ 08 فيفري 1958، إذ جاء في كلامها ما يلي: 'أنتِ على علم بالأحداث التي تجري في الوقت الحالي، وقد سمعتِ بها، وهي هجمات القوات الفرنسية على أرضنا التونسية.على أي حال، لقد أعدّ لكِ أخي في ورقة جميع الأخبار التي لم تسمعي بها.' وبخطاب ثوري، تواصل مريم إخبار شقيقتها بأنّ 'الشعب التونسي ضحايا العدوان الاستعماري. في هذا الوقت، لن يبقى الشعب التونسي مكتوف الأيدي، ولن يسمح للقوات الفرنسية بالبقاء في هذا البلد الحر والمستقل. يجب أن يعلم المستعمِر أن سبب وجوده لم يعد مبررًا وأن العالم بأسره يرفضه وأن حرية الشعوب أصبحت لا تقبل الجدل'. وتعقد مقارنة بسيطة بن فرنسا وبين ما قام به هتلر وكيف كانت نهاية هتلر في الأخير والتي حتما ستكون نهاية فرنسا مماثلة لها . وتواصل صاحبة الرسالة كلامها بأن الشعبين التونسي والجزائري شقيقان، وأن دماء الأطفال الأبرياء ستجعل التونسيين يقاومون، وأن استقلال تونس -والتي لم تعد هي نفسها تونس قبل 6 سنوات- لا يكتمل إلا باستقلال الجزائر. وفي رسالة أخرى مؤرخة في 11 مارس 1958، أي بعد يوم واحد من الرسالة السابقة، موجّهة إلى فتاة تدعى سكينة هي في أغلب الأحوال صديقتها من الجزائر وليست شقيقتها (حسب ما يُفهم من سياق الحديث مثل عبارة 'أشكرك على تضامنك مع الشعب التونسي- ابعثي لي صورتك…' والتي هي في الأصل ردٌّ على رسالة سابقة من سكينة إلى مريم ، تواصل مريم شرح الأحداث بطريقة تدل على إحاطتها بالأحداث والقدرة على التحليل وفهم ما يدور في القطر التونسي والثورة الجزائرية، وتركز على الجرائم التي كان يرتكبها الفرنسيون في حق الجزائريين، إذ جاء في رسالتها ما يلي: 'نحن على يقين بأن الشعب الجزائري مستعدٌّ للنضال إلى جانب شقيقته تونس لإظهار شهادة إيمانه وشجاعته. يجب أن نُظهر للشعب الفرنسي والأجانب أننا مستعدون للتضحية بكل شيء من أجل كرامتنا واستقلالنا، ولكن يجب علينا أيضًا أن نُظهر لهم أن نضالنا ليس موجهًا ضد النساء والأطفال. ' في هذه الرسالة، حاولت كاتبة الرسالة التركيز على الجرائم التي ترتكبها فرنسا في حق العائلات الجزائرية في المنطقة الحدودية مما دفعها إلى الفرار إلى القطر التونسي واللجوء بين أهله، وهنا سأحاول التركيز على ما ورد في الرسالة على موضوع الجرائم الاستعمارية الفرنسية في حق المرأة الجزائرية. وأول هذه الجرائم هي تحوّل هذه المرأة من صاحبة حق ووطن ومنزل وعائلة، إلى لاجئة ومتشردة وأرملة وثكلى، وهي صفات لم تجتمع في تاريخ المرأة عبر العصور إلا نادرا، كما أنها صفات إذا اجتمعت في امرأة وقاومتها بما أوتيت من قوة، جعلتها حقا بطلة يندر في التاريخ أمثالها، لذلك فالمرأة الجزائرية واحدة من نساء العالم اللائي اجتمعت فيها هذه الصفات وتعرّضت لمثل هذه الجرائم، ما جعلها مضرب الأمثال في الصمود والتحدي والجهاد دفاعا عن الأرض والعرض . ولعل الرسالة التي بين أيدينا من وثائق الأرشيف الفرنسي بعفوية كاتبتها تعطينا صورة حقيقة لا تقبل التشكيك في هذا الجهاد الذي سجّله التاريخ بأحرف من ذهب، وفي المقابل عرّت حقيقة فرنسا المتغطية بشعارات مزيفة مثلها مثل ما تدّعيه اليوم حضارة الغرب في وقوفها مع اليهود ضد شعب أعزل في غزة المجاهدة . الاغتصاب جريمة لا تسقط بالتقادم ومن بين الجرائم التي لا يمكن أن ينساها الجزائري ولا يمحوها التاريخ جريمة الاغتصاب التي تعرضت لها حرائر الجزائر خلال الفترة التحريرية، وقد استعملها الجيش الفرنسي كنوع من التعذيب النفسي لما يعرفه جيدا عن فاعلية هذه الجريمة في التأثير على الرجل الجزائري المعروف عنه النخوة والشهامة وتقديس الشرف، لذلك كان جنود الفرنسي يتعمدون القيام بمثل هذه الجرائم لعلّهم يحققون بعض النتائج التي ترقع بها السلطات الاستعمارية بكارتها السياسية. وصلت هؤلاء النساء قبل بضع دقائق وتصل مجموعات أخرى للبحث عن كهف آخر. قالت لي عجوز ويبدو أنها تلقت رصاصة في رجلها: واخذوا ابنها: 'إن الجنود انقضّوا على نساء الدوار واغتصبوهن، وحتى هي رغم بلوغها الستين لم تسلم. قتلوا الأطفال الذين فرّوا إلى الجبل، واختفى آخرون خلال الفرار، وأضرموا النيران في كل ما يمكن أن يحترق حتى صوامع الحبوب المحفورة في الأرض.' وتنقل لنا رسالة مريم بعضا من هذه المآسي التي عاشها الجزائريون والنساء الجزائريات خاصة باعتبارها شاهدا عيانا إذ كانت تقوم بأعمال خيرية ومساعدة اللاجئين الجزائريين رفقة بعض النسوة من تونس، وكانت معاناة الجزائريين وهم يروون مآسيهم تُبكي كل من يسمعهم وهو حال الصحافي الايطالي الذي كان يستمع لمأساة رجل يدعى بوغبرين بلقاسم (حسب ما جاء في رسالة مريم) ودموعه تنهمر، كان هذا الرجل المسنّ القادم من قرية المريج شمال تبسة والتي تبعد نحو 13 كيلومترًا من الحدود على مستوى قلعة سنام يحكي أمام جمع من الصحافيين الدوليين الذين جاءوا للوقوف على وضعية اللاجئين الجزائريين في تونس عن كيفية اعتقاله وتقييده، في الوقت الذي تعرضت زوجته لأبشع جريمة يمكن أن تحدث لفرد جزائري، إذ قامت فرقة من الجنود يقودها ملازم بتكليف جنديين فرنسيين باغتصاب زوجته أمام عينيه، ولم تتوقف آلة الجريمة عند هذا الحد بل راحوا يضربون ابنها البالغ من العمر سبع سنوات في دماغه ليصاب في جمجمته، حتى ابنتها لم تسلم من الجريمة عندما حاولوا اغتصابها، وبسبب مقاومتها الشديدة لهم دفعوها وسط النيران لتحترق من رجلها وتموت بعدها، وليت الوحشية الفرنسية توقفت عند هذا الحد ضد هذه العائلة البريئة بل تم إطلاق النار على ابنين آخرين لهما واحد في الثامنة عشر والأخر في العاشرة عندما كانا يفرّان بقطيعهما بعيدا عن مسرح الجريمة. وفي الوقت نفسه التي كانت ترتكب فيه هذه الجرائم كان الضابط يردد قائلا 'الآن سندخل المعركة… سنريق دمكم، ودم أفضل من فيكم، وسنأكل قلوبكم'. جريمة اغتصاب أخرى تعرّضت لها زوجة الطاهر بن محمد من مدينة تبسة عندما قام جنود سينغاليون باغتصاب زوجته أمام عينيه وأمام أطفاله الخمسة، في الوقت الذي وضع جنود آخرون حربة السلاح على ظهره كي لا يتحرك، وهي من أقسى الجرائم التي يمكن أن ينفذها جيشٌ تدّعي دولته العدالة والحرية واحترام المرأة . … تعرضت زوجته لأبشع جريمة يمكن أن تحدث لفرد جزائري، إذ قامت فرقة من الجنود يقودها ملازم بتكليف جنديين فرنسيين باغتصاب زوجته أمام عينيه، ولم تتوقف آلة الجريمة عند هذا الحد بل راحوا يضربون ابنها البالغ من العمر سبع سنوات في دماغه ليصاب في جمجمته، حتى ابنتها لم تسلم من الجريمة عندما حاولوا اغتصابها، وبسبب مقاومتها الشديدة لهم دفعوها وسط النيران لتحترق من رجلها وتموت بعدها. وتواصل مريم نقل معاناة المرأة الجزائرية اللاجئة في تونس خلال هذه الفترة إذ تقول: 'اقتربت من مدخل كهف. عشرون امرأة جالسات على الصخور، أطفال رضّع وأطفال صغار بوجوه سمراء يحاولون الاحتماء… في الخارج، هبّت علينا نسمة جليدية جعلتنا نرتجف، ملابسنا رثة، والثلوج تتساقط باستمرار. لكن لا شيء سوى غضب عارم. وصلت هؤلاء النساء قبل بضع دقائق وتصل مجموعات أخرى للبحث عن كهف آخر. قالت لي عجوز ويبدو أنها تلقت رصاصة في رجلها: واخذوا ابنها: 'إن الجنود انقضّوا على نساء الدوار واغتصبوهن، وحتى هي رغم بلوغها الستين لم تسلم. قتلوا الأطفال الذين فرّوا إلى الجبل، واختفى آخرون خلال الفرار، وأضرموا النيران في كل ما يمكن أن يحترق حتى صوامع الحبوب المحفورة في الأرض.' المصير ذاته تعرضت له المدعوة سويدة عيشة التي جاءت من قرية 'الصخور الصفراء'، رفضت، قاومت بشدة المظليين الذين أرادوا اغتصابها، إلا أنهم أخذوا طفلها البالغ من العمر 4 أشهر وألقوا به تحت دبابة. امرأة أخرى فرّت في منتصف الليل مذعورة إلى داخل الحدود التونسية تقول 'لقد قتلوا زوجي لأنه كان يحاول الدفاع عني..' بخطاب ثوري، تواصل مريم إخبار شقيقتها بأنّ 'الشعب التونسي ضحايا العدوان الاستعماري. في هذا الوقت، لن يبقى الشعب التونسي مكتوف الأيدي، ولن يسمح للقوات الفرنسية بالبقاء في هذا البلد الحر والمستقل. يجب أن يعلم المستعمِر أن سبب وجوده لم يعد مبررًا وأن العالم بأسره يرفضه وأن حرية الشعوب أصبحت لا تقبل الجدل'. وتعقد مقارنة بسيطة بن فرنسا وبين ما قام به هتلر وكيف كانت نهاية هتلر في الأخير والتي حتما ستكون نهاية فرنسا مماثلة لها . حجم الخوف والذعر الذي كان باديا على وجوه تلك النسوة جعل حاكم سبيطلة يتدخل ويهدئ من روعهم بالقول 'أنتم الآن في تونس، لا تخافوا بعد الآن. الهلال الأحمر والصليب الأحمر وإخوانكم التونسيون والحكومة التونسية يحمونكم من الآن فصاعدًا. لا تخافوا يا إخوتي الأعزاء.' لتنهي مريم رسالتها إلى سكينة بالكلمات التالية: 'إليكِ يا أختي بعض الشهادات، من دون تعليق، عن أفعال (فرنسا الديمقراطية)، وإليكِ نتائج خط موريس وشال' . هذه صورة صغيرة عن عددٍ هائل من الجرائم التي تعرّضت لها نساء الجزائر من طرف جيش الاحتلال الفرنسي طيلة قرن وثُلث قرن لا يمكن أن ينساها الشعب ولا أن يمحوها التاريخ أو تصفح عنها معاهدات، فما قدّمه الشعب الجزائري عموما والنساء الجزائريات خصوصا كثمن للحرية يجب أن يجعل فرنسا تخجل أما العالم، وأقلّ شيء هو تقديم الاعتذار وطلب الصفح من الجزائر، وتقديم تعويض ولو معنوي لضحايا جرائمها، وهنا فقط يمكننا الحديث عن الذاكرة.


النهار
١١-١٢-٢٠٢٤
- النهار
صاحبة حساب 'أم الأسد الفرنسية' المتورطة مع 'داعش' بسوريا أمام المحكمة
برمجت محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء الجزائر بتاريخ 25 ديسمبرالجاري، محاكمة المتهمة الموقوفة المسماة 'بيكولا سارة'. المولودة بمارسيليا سنة 1997، والمقيمة بالجزائر طريقة غير شرعية. لضلوعها في قضية تتعلق بارتكاب أفعال إرهابية. حيث نسب للمتهمة صاحبة حساب 'أم الأسد الفرنسية'في إطار التحقيق جناية الإشادة بالأفعال الإرهابية. وتم برمجة المحاكمة أمام ذات الهيئة القضائية. بعدما التمس النائب العام بالجلسة في حقها و توقيع عقوبة 10 سنوات سجنا. ومليون دج غرامة مالية نافذة عن نفس التهم قبل أن تنطق المحكمة بحكم البراءة في حق المتهمة. وانطلقت وقائع القضية في أعقاب ورود معلومات إلى مصالح الأمن الداخلي بالجزائر تفيد أن المسماة 'بيكولا سارة'. لها علاقات بالتنظيمات الإرهابية النشطة في الخارج اعترافات المتهمة وبسماع المتهمة ' بيكولا سارة' صرحت أنها في سنة 2017 تلقت دعوة صداقة على حسابها في الفايسبوك والمعرف باسم 'la fleur ' من حساب معرف باسم ' أم عائشة'، بعدها تطورت العلاقة بينهما وأصبحتا تتحدثان في مواضيع مختلفة أهمها الدينية والجهادية. كما أضافت أن 'عائشة' أرسلت لها صورتين تتضمنان سلاح 'كلاشينكوف' وراية التنظيم الإرهابي 'داعش' وكتبت في وسطهما كنيتها باللغة العربية ' أم أسد الفرنسية '. بعدها تم تعطيل حسابها المعرف ب la fleur ' من طرف إدارة الفايسبوك ، أما بخصوص حسابها المعرف باسم ' oum assad elfensy ' وقد منحته إياها فتاة سورية تدعى 'مريم' مقيمة بتركيا وذلك سنة 2022 . وأنها تملك حساب على تلغرام وقام بإنشائه أحد الأشخاص وأرسله لها عبر تطبيق الماسنجر دون أن يصرح لها عن هويته. وبعد ولوجها الى حساب التلغرام وجدته مشترك في عدة قنوات ومجموعات. وأنها تلقت أحيانا عدة اتصالات على رقمها الهاتفي، أرقام أجنبية لا تعرف أصحابها غير أنها لا ترد. كما أنها تعرفت على عدة أشخاص من بلدان مختلفة. ومنهم المدعو 'علوش' من جنسية سورية وأضافت أن المعني دخل السجن بسوريا بدون أن يعلمها عن السبب. واعترفت المتهمة أنها تستعمل حساب معرف' شظايا الرماد' على تطبيقة 'واتساب' واخر على تطبيق 'تيك توك' . وأضافت المعنية بأنها اختارت كنية ' أم أسد الفرنسية' كما أنها ليست لها علاقة بالتنظيمات الإرهابية سواء داخل الوطن أو خارجه أو الأشخاص الذين تعرفهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وأنها مقيمة بطريقة غير قانونية بالجزائر ولا تملك بطاقة إقامة ، وأنها دخلت للجزائر منذ أن كانت تبلغ من العمر 07 سنوات رفقة والديها.


الشروق
٠٢-١٢-٢٠٢٤
- الشروق
الإطاحة بشبكة لتهريب التبغ الأجنبي وتبييض الأموال، سقوط مميت لبنّاء بورشة
الأمن الوطني يوقف 6 أشخاص ويحجز سلعة قيمتها تتجاوز الـ13 مليار الإطاحة بشبكة لتهريب التبغ الأجنبي وتبييض الأموال نوارة باشوش تمكّن عناصر المصلحة المركزية لمكافحة الجريمة المنظمة SCLCO بالسحاولة، بحر الأسبوع الماضي، من الإطاحة بشبكة إجرامية عابرة للحدود الوطنية، تتكون من 6 عناصر، تنشط في تهريب التبغ الأجنبي وتبييض الأموال، يمتد نشاطها إلى عدة ولايات بالوطن. العملية، حسب بيان المديرية العامة للأمن الوطني، جاءت على إثر رصد نشاط لمجموعة إجرامية كان عناصرها بصدد التحضير لنقل وتوزيع كميات معتبرة من المواد التبغية أجنبية الصنع، حيث أفضى البحث العملياتي المكثّف لمحققي ذات المصلحة المركزية، إلى تحديد الأماكن السرية المعدة لتخزين المواد المهرّبة وتوقيف عناصرها في حالة تلبس، بداخل مستودعين يقعان بكل من ولايتي البليدة والجزائر العاصمة. وقد أسفرت العملية، حسب البيان ذاته، عن توقيف عناصر الشبكة الإجرامية مع ضبط وحجز ما يلي: 94.400 علبة سجائر من مختلف الأنواع ذات الصنع الأجنبي، 144.180 علبة من مادة المعسل الخاص بالشيشة، 1.746.000 وحدة من مادة الفحم الخاص بالشيشة، 500 وحدة من الألعاب النارية، إلى جانب مركبتين واحدة نفعية وأخرى سياحية، مبلغ مالي بالعملة الوطنية يقدّر بـ346.000 دج. وقد تم تقديم المشتبه فيهم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة العفرون، عن جناية تكوين جمعية أشرار، جناية تبييض الأموال والتهريب على درجة من الخطورة الماسة بالاقتصاد الوطني. … الضحية تعرضت لاعتداء خطير بواسطة أسلحة بيضاء عصابة تستدرج أربعينية بمنصب عمل وهمي لمحاولة قتلها مريم. ز استمعت محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر، لتصريحات شابين في العقد الثاني من العمر، حول تفاصيل تورطهما في اعتداء عنيف وجريمة محاولة قتل، راحت ضحيتها سيدة أربعينية تقطن بولاية تبسة، بعد الاعتداء عليها ومحاولة قتلها بواسطة أسلحة بيضاء، أين تم استغلال حاجتها للعمل، واستدراجها بمنصب وهمي نحو مكان مجهول بالعاصمة. وبحسب ما جاء في جلسة المحاكمة، انطلقت وقائع قضية الحال بتاريخ 26 ماي الفارط، بعد نداء تلقته مصالح الأمن بخصوص تعرض سيدة إلى اعتداء خطير، وقد عثر عليها بقارعة الطريق السريع أمام مستشفى دريد حسين، وبناء على ذلك، تم نقل الضحية نحو المستشفى من قبل مصالح الحماية المدنية، حيث كشف تقرير المصالح الأمنية لاحقا بعد انطلاق التحقيق، أن الضحية، البالغة من العمر 44 سنة، تنحدر من ولاية تبسة، عثر عليها وهي في وضعية يرثى لها، على قارعة الطريق وسط بركة من الدماء، قبل أن تخضع لعملية جراحية مستعجلة داخل غرفة الإنعاش، كما كشف التقرير الطبي للضحية، أن الأخيرة تلقت عدة طعنات أخطرها استقرت بالقلب والصدر كادت أن تفارق على إثرها الحياة. وبخصوص دوافع الجريمة أظهرت التحقيقات الأمنية، بحسب ما أشار إليه قرار الإحالة بالجلسة العلنية، أن الجناة حاولوا قتل الضحية، بتخطيط من المتهم الأول الذي خرج من المؤسسة العقابية منذ أسبوع قبل الجريمة، حيث اصطحبها الأخير إلى غابة بالقبة، بعدما أوهمها بتوفير منصب عمل لها، ثم قام بضربها بحجر على الرأس وطعنها بسكين على مختلف أنحاء جسمها. وتبين في إطار التحقيق أن الضحية قدمت إلى العاصمة من مسقط رأسها بتبسة، بحثا عن منصب عمل، نظرا لوضعيتها الاجتماعية المزرية، فالتقت صدفة بالمدعو 'ق. مختار'، على مستوى ساحة الشهداء، في حدود الساعة العاشرة صباحا، وبعد التحدث إليه، تناولا وجبة الغداء معا، ثم أوهمها المتهم بمساعدتها في الحصول على وظيفة بالعاصمة، حيث عرض عليها التنقل معه إلى حي القبة، ليسهل استدراجها إلى غاية الغابة، قبل وصول أحد أصدقائه.. ولدى وصول هذا الأخير، قام بضرب الضحية بواسطة حجر على الرأس، ما أدى إلى سقوطها أرضا.. ورغم صراخها وبكائها الشديد واستعطافهما، لتركها، لم يشفع لها ذلك، وأجهزا عليها بالسكين، حيث وجهت إليها عدة طعنات في القلب والصدر، قبل أن يقوما بسرقة حقيبة الضحية، التي كانت تحتوي على هاتف نقال ومبلغ مالي مقدر بـ 12 ألف دج، بالإضافة إلى وثائق إدارية خاصة بها، ثم لاذا بالفرار. وبعد استكمال التحقيقات، تم العثور على حقيبة الضحية فارغة وسط الأحراش، بالقرب من موقع الجريمة، فيما تم توقيف الجناة لاحقا وإحالتهم للمحاكمة بجناية محاولة القتل مع سبق الإصرار والترصد، وهي الوقائع التي أنكروها في أثناء سماع أقوالهم من قبل هيئة المحكمة، فيما طالبت النيابة، بعد مناقشة الملف، بتوقيع عقوبة المؤبد في حقهم. … الشرطة توجه بشأنهم نداء إلى الجمهور توقيف مشتبه بهم في قضايا نصب وتزوير بباتنة أ. ن وجّه أمن ولاية باتنة، للجمهور، في كامل ولايات الوطن، بغرض الإدلاء بأي معلومات، او شهادات، مع تحريك شكوى جزائية، في حق خمسة أشخاص، من أعمار مختلفة، يشتبه في أنهم ينشطون في جرائم النصب والاحتيال، عن طريق تزوير الوثائق، مع تكوين جمعية أشرار، حيث أشهرت مصالح الأمن، صور المشتبه فيهم، لتسهيل إجراءات التعرف عليهم. وذكر بيان لأمن الولاية أنه وطبقا لنص المواد 11، 17 و36 من قانون الاجراءات الجزائية، وعملا بالإذن الصادر عن وكيل الجمهورية، لدى محكمة باتنة، توجه فرقة مكافحة الجرائم المالية والاقتصادية، بأمن باتنة، نداء للجمهور، قصد الادلاء بشهاداتهم وتقديم شكاواهم ضد كل من 'ب.ع'، و'ب.ت'، و'ب.ش'، و'ب.س'، و'م.ع.س'، المشتبه فيهم في قضية النصب والاحتيال، باستعمال وثائق مزوّرة، وتكوين جمعية أشرار، والتمست الفرقة، من كل شخص، عبر ولايات الوطن، وقع ضحية نصب أو تعامل مع المشتبه فيهم، بصفته شاهدا أو ضحية، المساهمة في تقديم معلومات من شأنها أن تساعد في التحريات، من خلال التقدم أمام نيابة محكمة باتنة، أو أي مصلحة للشرطة، عبر تراب الجمهورية، لتقديم أي شكوى أو الإدلاء بشهادة في قضية الحال. … ثاني حادثة من نوعها بالولاية خلال 24 ساعة سقوط مميت لبنّاء بورشة في قسنطينة عـصام بن منـيـة توفي السبت عامل يبلغ من العمر 31 سنة، متأثرا بالإصابات والجروح الخطيرة التي تعرض لها، إثر سقوطه المفاجئ من بناية في طور الإنجاز متواجدة بالوحدة الجوارية رقم 9 بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة. وتدخل عناصر الوحدة الرئيسية للحماية المدنية بعلي منجلي، حسب بيان للهيئة النظامية المذكورة، لإسعاف الضحية، غير أنه وبعد معاينته من طرف الطبيب أكد وفاته في عين المكان، بسبب الإصابات الخطيرة التي تعرض لها في أنحاء مختلفة من الجسم، بسبب قوة ارتطام جسده ورأسه بالخصوص على الأرض، ليتم تحويل جثته إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى 'محمد بوضياف' بمدينة الخروب، تزامنا مع تدخل مصالح الأمن المختصّة والتي باشرت تحقيقا في الحادثة الأليمة. وتعتبر هذه الحادثة الثانية من نوعها في ظرف أقل من 24 ساعة على مستوى قسنطينة، بعد أن شهدت بلدية زيغود يوسف، شمال الولاية، في حدود الساعة السابعة من مساء الجمعة، حادثة سقوط مفاجئ لامرأة تبلغ من العمر 37 سنة، من الطابق العلوي لبناية متكونة من طابقين بقرية بن جدو ببلدية زيغود يوسف، ما تسبّب في إصابتها، حسب المصدر ذاته، بجروح وإصابات متعدّدة وفي أنحاء مختلفة من الجسم، تم إسعافها إثرها في عين المكان من طرف عناصر الوحدة الثانوية للحماية المدنية بزيغود يوسف، وتم تحويلها إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بزيغود يوسف قصد إخضاعها للعلاج اللازم، حيث وصفت حالتها بالحرجة. … وفاة طفلة وشيخ في حادثي سير بسطيف سمير مخربش توفي السبت شيخ وطفلة في حادثين منفصلين بولاية سطيف، التي تعرف ارتفاعا محسوسا في حوادث المرور. الحادث الأول وقع في موكب عرس تحول إلى مأتم، وكان ذلك بالطريق الوطني رقم 05 بحي عين الرمان بلدية أولاد صابر بشرق ولاية سطيف، أين كان الموكب متوجها إلى مدينة سطيف، حين انحرفت سيارة سياحية عن مسارها، وانقلبت رأسا على عقب في مشهد مفزع. وكان الحادث وراء وفاة طفلة تبلغ من العمر 8 سنوات، فارقت الحياة قبل وصول فرقة الحماية المدنية. وخلّف الحادث حالة من الهلع مع توقف حركة المرور وسط ذهول كبير لمستعملي الطريق. وأما الحادث الثاني، فقد وقع بالطريق الوطني رقم 09 بقرية بوقلعة بلدية تيزي نبشار بشمال ولاية سطيف، أين انحرفت سيارة سياحية عن مسارها واصطدمت بالفاصل الإسمنتي، ما أدى إلى وفاة السائق البالغ من العمر 77 سنة متأثرا بالإصابة التي تعرض لها، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة قبل نقله من طرف رجال الحماية المدنية إلى العيادة الصحية بعموشة. يذكر أن ولاية سطيف تعرف في الآونة الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في حوادث المرور، التي كان معظمها خطيرا وخلّفت ضحايا من مختلف الأعمار. … وفاة طفل داخل حوض مائي في معسكر ق. مزيلة تدخلت عناصر الحماية المدنية في ولاية معسكر مساء السبت، فور إبلاغها بخبر سقوط طفل في حوض مائي بدوار القطانة. وحسب بيان للحماية المدنية، فإن عناصرها بوحدة غريس، تدخلت في حدود الرابعة والنصف من مساء يوم السبت، في حادث سقوط الطفل 'ق. محمد' البالغ من العمر خمس سنوات داخل حوض مائي بدوار القطانة، إذ تم إخراجه من قبل المواطنين، بينما تكفلت الحماية المدنية بنقل جثته لمصلحة حفظ الجثث لمستشفى غريس، مع فتح تحقيق من قبل عناصر الدرك الوطني المختصة إقليميا.