logo
هل ستلجأ إيران إلى إغلاق مضيق هرمز؟ بين التهديد والردع

هل ستلجأ إيران إلى إغلاق مضيق هرمز؟ بين التهديد والردع

الوطن الخليجيةمنذ 4 ساعات

في ظل التصعيد المتسارع بين الولايات المتحدة وإيران بعد الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، يتصاعد القلق العالمي حيال مصير أحد أهم الشرايين الحيوية للطاقة: مضيق هرمز.
هذا الممر البحري الضيق الذي يفصل بين إيران وسلطنة عمان، تمرّ عبره حوالي 25% من تجارة النفط العالمية يوميًا. ويخشى المستثمرون ومالكو الناقلات والمحللون من أن تلجأ طهران إلى تنفيذ تهديداتها المتكررة بإغلاق المضيق، مما سيُحدث شللاً في أسواق الطاقة العالمية ويقود إلى مواجهة إقليمية شاملة.
المضيق في مرمى التصعيد
يمثل مضيق هرمز نقطة اختناق بحرية حاسمة، تمرّ من خلاله يوميًا عشرات الناقلات العملاقة التي تنقل النفط من إيران، والسعودية، والكويت، والإمارات إلى بقية أنحاء العالم.
وإغلاق المضيق — حتى مؤقتًا — سيؤدي إلى ارتفاعات فورية في أسعار النفط، واضطرابات لوجستية هائلة، وضغوط اقتصادية على الدول المستوردة للطاقة.
في الوقت نفسه، فإن إيران — رغم العقوبات الأمريكية والضغوط الاقتصادية المتزايدة — لا تزال تحتفظ بقدرات بحرية وجوية كافية لتهديد الملاحة في المضيق، سواء عبر زرع ألغام بحرية، أو شنّ هجمات بالطائرات المسيّرة، أو باستخدام زوارق سريعة لاحتجاز أو استهداف السفن.
خيارات الرد الإيراني: مساران متاحان
وفق تحليل 'وول ستريت جورنال'، فإن إيران تقف الآن أمام مفترق حاسم، وتملك مسارين محتملين للرد:
رد محسوب ومحدود
يمكن لطهران أن تختار استهداف قواعد أمريكية في المنطقة، كجزء من رد رمزي يهدف إلى امتصاص الغضب الداخلي، وإظهار القدرة على الرد، من دون الانزلاق إلى حرب شاملة. هذا النوع من الردود يسمح للنظام الإيراني بادعاء أنه 'دافع عن كرامته'، مع ترك الباب مفتوحًا أمام الدبلوماسية لاحقًا.
في هذا السيناريو، من الممكن أن تلجأ إيران لتفعيل مليشياتها في العراق أو سوريا، أو تنفيذ عمليات سيبرانية محدودة، على أن يتم التنسيق عبر قنوات خلفية لتجنّب المزيد من التصعيد.
رد واسع ومتصاعد
السيناريو الأخطر، أن ترى القيادة الإيرانية أن الهجمات الأمريكية — مضافًا إليها تهديدات الرئيس ترامب الأخيرة — تشكّل تهديدًا وجوديًا، مما يدفعها إلى ردّ عنيف ومباشر.
في هذه الحالة، قد تستهدف إيران قواعد أمريكية أو مصالح إسرائيلية بشكل مباشر، أو تُشعل الجبهات عبر وكلائها في لبنان واليمن والعراق، وتُفجّر عمليات في الخارج ضد أهداف أمريكية أو يهودية.
وفي هذه الحالة، قد تلجأ إيران إلى استخدام ورقة مضيق هرمز، سواء بإغلاقه جزئيًا أو عبر تهديد الملاحة بشكل متكرر، مما سيؤدي إلى دوامة من التصعيد العسكري والاقتصادي يصعب احتواؤها.
هل تتجرأ طهران على إغلاق المضيق؟
رغم التهديدات الإيرانية المتكررة على مرّ السنوات بإغلاق مضيق هرمز، إلا أن تنفيذه عمليًا ليس خيارًا سهلًا. فمن جهة، سيعرّض ذلك إيران لعقوبات دولية أوسع، وربما إلى تدخل عسكري مباشر تقوده الولايات المتحدة وحلفاؤها، بحجة حماية حرية الملاحة الدولية.
ومن جهة أخرى، فإن إيران تعتمد جزئيًا على تصدير نفطها عبر هذا المضيق، وأي إغلاق كامل سيضر باقتصادها أيضًا. ولهذا، فإن المرجّح أن تستخدم طهران تكتيكات 'التهديد دون التنفيذ الكامل'، عبر التحرّش بالسفن أو تنفيذ هجمات محدودة، دون إعلان إغلاق رسمي، للحفاظ على الضغط دون الانزلاق لحرب مفتوحة.
إلى أين تتجه الأمور؟
يبقى السؤال الأساسي مفتوحًا: هل دمّرت الولايات المتحدة فعلاً البرنامج النووي الإيراني؟
إذا كانت الضربات قد نجحت في تدمير المواقع الحيوية، فقد تسعى واشنطن إلى التهدئة، لكن إذا تبيّن أن لإيران مواقع نووية سرّية لم تتأثر، فقد تتواصل الهجمات، ويُفتح الباب لجولات تصعيد جديدة.
في الحالتين، فإن رد الفعل الإيراني هو من سيحدد مسار المرحلة القادمة. إذا انتصر جناح البراغماتيين في طهران، فقد يكون الرد محدودًا، مع محاولة تجنّب الحرب. أما إذا فرض المتشددون كلمتهم، فإن سيناريو الحرب الإقليمية، بما فيه تهديد مضيق هرمز، سيصبح أقرب من أي وقت مضى.
ومضيق هرمز ليس مجرد ممر مائي، بل هو مؤشر حساس على مآلات الصراع الأمريكي-الإيراني. وفي اللحظة الراهنة، يقف العالم على حافة احتمالات متعددة، تتراوح بين التصعيد المدروس والانفجار الشامل.
وحتى تتضح نوايا طهران، سيظل المضيق ساحة توتر قائمة، وسوق النفط في حالة ترقب مشوبة بالقلق.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أمريكا تكشف تفاصيل ضربتها لإيران: 6 قاذفات و12 قنبلة خارقة للتحصينات و30 صاروخ كروز
أمريكا تكشف تفاصيل ضربتها لإيران: 6 قاذفات و12 قنبلة خارقة للتحصينات و30 صاروخ كروز

كويت نيوز

timeمنذ 3 ساعات

  • كويت نيوز

أمريكا تكشف تفاصيل ضربتها لإيران: 6 قاذفات و12 قنبلة خارقة للتحصينات و30 صاروخ كروز

صرح مسؤول أمريكي أن الولايات المتحدة استخدمت 6 قاذفات من طراز B-2 'الشبح' لإسقاط 12 قنبلة 'خارقة للتحصينات' على موقع فوردو النووي في إيران. وأضاف المسؤول لشبكة CNN ، أن غواصات بحرية أطلقت 30 صاروخ كروز من طراز TLAM على موقعين آخرين، هما نطنز وأصفهان، وأسقطت طائرة B-2 قنبلتين خارقتين للتحصينات على نطنز. يذكر أن القنبلة ' GBU-57A/B' الخارقة الضخمة، والمعروفة باسم 'القنبلة الخارقة للتحصينات'، هي قنبلة تزن 30 ألف رطل وتحتوي على 6 آلاف رطل من المتفجرات. وصُممت القنبلة الخارقة للتحصينات 'للوصول إلى أسلحة الدمار الشامل لخصومنا الموجودة في منشآت محمية جيدًا وتدميرها'، وفقًا لبيان حقائق صادر عن القوات الجوية الأمريكية. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر الأحد، أن الولايات المتحدة نفذت 'هجومًا ناجحًا للغاية' على مواقع نووية في إيران، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان. وكتب ترامب في منشور على منصته تروث سوشيال: 'لقد أكملنا هجومنا الناجح للغاية على المواقع النووية الثلاثة في إيران، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان'.

هل ستلجأ إيران إلى إغلاق مضيق هرمز؟ بين التهديد والردع
هل ستلجأ إيران إلى إغلاق مضيق هرمز؟ بين التهديد والردع

الوطن الخليجية

timeمنذ 4 ساعات

  • الوطن الخليجية

هل ستلجأ إيران إلى إغلاق مضيق هرمز؟ بين التهديد والردع

في ظل التصعيد المتسارع بين الولايات المتحدة وإيران بعد الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، يتصاعد القلق العالمي حيال مصير أحد أهم الشرايين الحيوية للطاقة: مضيق هرمز. هذا الممر البحري الضيق الذي يفصل بين إيران وسلطنة عمان، تمرّ عبره حوالي 25% من تجارة النفط العالمية يوميًا. ويخشى المستثمرون ومالكو الناقلات والمحللون من أن تلجأ طهران إلى تنفيذ تهديداتها المتكررة بإغلاق المضيق، مما سيُحدث شللاً في أسواق الطاقة العالمية ويقود إلى مواجهة إقليمية شاملة. المضيق في مرمى التصعيد يمثل مضيق هرمز نقطة اختناق بحرية حاسمة، تمرّ من خلاله يوميًا عشرات الناقلات العملاقة التي تنقل النفط من إيران، والسعودية، والكويت، والإمارات إلى بقية أنحاء العالم. وإغلاق المضيق — حتى مؤقتًا — سيؤدي إلى ارتفاعات فورية في أسعار النفط، واضطرابات لوجستية هائلة، وضغوط اقتصادية على الدول المستوردة للطاقة. في الوقت نفسه، فإن إيران — رغم العقوبات الأمريكية والضغوط الاقتصادية المتزايدة — لا تزال تحتفظ بقدرات بحرية وجوية كافية لتهديد الملاحة في المضيق، سواء عبر زرع ألغام بحرية، أو شنّ هجمات بالطائرات المسيّرة، أو باستخدام زوارق سريعة لاحتجاز أو استهداف السفن. خيارات الرد الإيراني: مساران متاحان وفق تحليل 'وول ستريت جورنال'، فإن إيران تقف الآن أمام مفترق حاسم، وتملك مسارين محتملين للرد: رد محسوب ومحدود يمكن لطهران أن تختار استهداف قواعد أمريكية في المنطقة، كجزء من رد رمزي يهدف إلى امتصاص الغضب الداخلي، وإظهار القدرة على الرد، من دون الانزلاق إلى حرب شاملة. هذا النوع من الردود يسمح للنظام الإيراني بادعاء أنه 'دافع عن كرامته'، مع ترك الباب مفتوحًا أمام الدبلوماسية لاحقًا. في هذا السيناريو، من الممكن أن تلجأ إيران لتفعيل مليشياتها في العراق أو سوريا، أو تنفيذ عمليات سيبرانية محدودة، على أن يتم التنسيق عبر قنوات خلفية لتجنّب المزيد من التصعيد. رد واسع ومتصاعد السيناريو الأخطر، أن ترى القيادة الإيرانية أن الهجمات الأمريكية — مضافًا إليها تهديدات الرئيس ترامب الأخيرة — تشكّل تهديدًا وجوديًا، مما يدفعها إلى ردّ عنيف ومباشر. في هذه الحالة، قد تستهدف إيران قواعد أمريكية أو مصالح إسرائيلية بشكل مباشر، أو تُشعل الجبهات عبر وكلائها في لبنان واليمن والعراق، وتُفجّر عمليات في الخارج ضد أهداف أمريكية أو يهودية. وفي هذه الحالة، قد تلجأ إيران إلى استخدام ورقة مضيق هرمز، سواء بإغلاقه جزئيًا أو عبر تهديد الملاحة بشكل متكرر، مما سيؤدي إلى دوامة من التصعيد العسكري والاقتصادي يصعب احتواؤها. هل تتجرأ طهران على إغلاق المضيق؟ رغم التهديدات الإيرانية المتكررة على مرّ السنوات بإغلاق مضيق هرمز، إلا أن تنفيذه عمليًا ليس خيارًا سهلًا. فمن جهة، سيعرّض ذلك إيران لعقوبات دولية أوسع، وربما إلى تدخل عسكري مباشر تقوده الولايات المتحدة وحلفاؤها، بحجة حماية حرية الملاحة الدولية. ومن جهة أخرى، فإن إيران تعتمد جزئيًا على تصدير نفطها عبر هذا المضيق، وأي إغلاق كامل سيضر باقتصادها أيضًا. ولهذا، فإن المرجّح أن تستخدم طهران تكتيكات 'التهديد دون التنفيذ الكامل'، عبر التحرّش بالسفن أو تنفيذ هجمات محدودة، دون إعلان إغلاق رسمي، للحفاظ على الضغط دون الانزلاق لحرب مفتوحة. إلى أين تتجه الأمور؟ يبقى السؤال الأساسي مفتوحًا: هل دمّرت الولايات المتحدة فعلاً البرنامج النووي الإيراني؟ إذا كانت الضربات قد نجحت في تدمير المواقع الحيوية، فقد تسعى واشنطن إلى التهدئة، لكن إذا تبيّن أن لإيران مواقع نووية سرّية لم تتأثر، فقد تتواصل الهجمات، ويُفتح الباب لجولات تصعيد جديدة. في الحالتين، فإن رد الفعل الإيراني هو من سيحدد مسار المرحلة القادمة. إذا انتصر جناح البراغماتيين في طهران، فقد يكون الرد محدودًا، مع محاولة تجنّب الحرب. أما إذا فرض المتشددون كلمتهم، فإن سيناريو الحرب الإقليمية، بما فيه تهديد مضيق هرمز، سيصبح أقرب من أي وقت مضى. ومضيق هرمز ليس مجرد ممر مائي، بل هو مؤشر حساس على مآلات الصراع الأمريكي-الإيراني. وفي اللحظة الراهنة، يقف العالم على حافة احتمالات متعددة، تتراوح بين التصعيد المدروس والانفجار الشامل. وحتى تتضح نوايا طهران، سيظل المضيق ساحة توتر قائمة، وسوق النفط في حالة ترقب مشوبة بالقلق.

أميركا شنت هجوماً على مواقع فوردو وأصفهان ونطنز النووي
أميركا شنت هجوماً على مواقع فوردو وأصفهان ونطنز النووي

المدى

timeمنذ 8 ساعات

  • المدى

أميركا شنت هجوماً على مواقع فوردو وأصفهان ونطنز النووي

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب شن هجوم على 3 مواقع نووية في إيران، هي فوردو ونطنز وأصفهان. وكتب ترامب على منصة 'تروث سوشال' في الساعات الأولى من صباح الأحد بتوقيت إيران: 'أكملنا هجومنا الناجح للغاية على المواقع النووية الثلاثة في إيران، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان'. وأضاف: 'جميع الطائرات الآن خارج المجال الجوي الإيراني. تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع الرئيسي فوردو'. وتابع الرئيس الأميركي: 'جميع الطائرات عادت بأمان إلى قواعدها. تهانينا لمحاربينا الأميركيين العظماء. لا توجد قوة عسكرية أخرى في العالم كان بإمكانها تنفيذ هذا'. وختم قائلا: 'الآن هو وقت السلام. شكرا لاهتمامكم بهذا الأمر'. وحذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران من الرد على هجمات الولايات المتحدة، التي استهدفت 3 مواقع نووية. وقال في كلمة من البيت الأبيض مساء السبت عقب الضربات الأميركية، إن على إيران أن تختار بين 'السلام أو المأساة' وأكد ترامب أن مواقع إيران النووية الرئيسية 'دمرت بالكامل' من جراء الهجمات الأميركية. وهدد بـ'مأساة بالنسبة لإيران أكثر بكثير من التي شهدناها في الأيام الثمانية الماضية'، إذا قررت الرد على الهجمات الأميركية. وقال ترامب: 'سنضرب أهدافا أخرى بدقة ما لم يتم تحقيق السلام'. وأكد الرئيس الأميركي أنه عمل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو 'كفريق'، في مواجهة البرنامج النووي الإيراني. وقال: 'هدف أميركا كان تدمير قدرات تخصيب اليورانيوم الإيرانية ومنع أي تهديد نووي'. واعتبر ترامب أن 'أهداف الليلة كانت الأكثر صعوبة'، في إشارة إلى مواقع فوردو ونطنز وأصفهان النووية. كما قال إن الجيش الأميركي سيعقد مؤتمرا صحفيا في البنتاغون، اليوم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store