
أمريكا: رد روسيا المنتظر على «شبكة العنكبوت» كبير ومتعدد الجوانب
واشنطن- رويترز
ذكر مسؤولون أمريكيون لـ«رويترز»، أن الولايات المتحدة تعتقد أن التهديد الذي وجهه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانتقام من أوكرانيا رداً على هجومها بالطائرات المسيرة في مطلع الأسبوع الماضي لم ينفذ بعد، ورجحوا أن يكون الرد كبيراً ومتعدد الجوانب.
وذكر أحد المصادر أن توقيت الرد الروسي لا يزال غير واضح، لكنه متوقع خلال أيام. وأوضح مسؤول أمريكي ثان أن الضربة الروسية المرتقبة من المتوقع أن تشمل استخدام وسائل هجومية مختلفة مثل الصواريخ والطائرات المسيرة.
ضربة «غير مماثلة»
وتحدث المسؤولون شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، ولم يذكروا تفاصيل عن أهداف الهجوم الروسي المحتمل أو الجوانب المخابراتية للأمر. وقال المسؤول الأول إن الضربة الروسية ستكون «غير متماثلة»، أي أن طبيعتها وأهدافها ستختلف عن الهجوم الأوكراني الذي استهدف مقاتلات روسية في الأسبوع الماضي.
أطلقت روسيا وابلاً مكثفاً من الصواريخ والطائرات المسيرة على العاصمة الأوكرانية كييف يوم الجمعة، وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الهجوم على أهداف عسكرية وأخرى لها صلة بالجيش كان رداً على ما وصفته بأنه «أعمال إرهابية» أوكرانية ضد روسيا. لكن المسؤولين الأمريكيين يعتقدان أن الرد الروسي الكامل لم يأت بعد.
وقال مصدر دبلوماسي غربي إنه في حين أن الرد الروسي ربما يكون قد بدأ، إلا أنه من المرجح أن يزداد حدة بضربات ضد أهداف أوكرانية لها قيمة رمزية مثل المباني الحكومية، بهدف توجيه رسالة واضحة إلى كييف.
وتوقع دبلوماسي غربي آخر رفيع المستوى هجوماً مدمراً آخر من قبل موسكو. وقال «سيكون هجوماً ضخماً وشرساً وبلا هوادة. لكن الأوكرانيين شعب شجاع». ولم ترد السفارتان الروسية والأوكرانية في واشنطن والبيت الأبيض حتى الآن على طلبات للتعليق.
وقال مايكل كوفمان، الخبير في الشؤون الروسية في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، إنه يتوقع أن موسكو قد تسعى إلى معاقبة جهاز الأمن الداخلي الأوكراني لدوره في هجوم مطلع الأسبوع الماضي. وأضاف أن روسيا قد تستخدم صواريخ باليستية متوسطة المدى في الهجوم لتوجيه رسالة.
وقال كوفمان: «على الأرجح، سيحاولون الانتقام من مقر جهاز الأمن الداخلي أو مقار مخابرات محلية أخرى»، مضيفاً أن روسيا قد تستهدف أيضاً مراكز الصناعات التحويلية الدفاعية الأوكرانية.
ومع ذلك، أشار كوفمان إلى أن خيارات روسيا للانتقام قد تكون محدودة لأنها تستخدم بالفعل الكثير من قوتها العسكرية في أوكرانيا. وتابع: «بشكل عام، فإن قدرة روسيا على تصعيد الضربات بشكل كبير عما تقوم به بالفعل وتحاول القيام به خلال الشهر الماضي محدودة للغاية».
عملية «شبكة العنكبوت»
تقول كييف إن الهجوم الجريء الذي وقع يوم الأحد استخدمت فيه 117 طائرة مسيرة تم إطلاقها من عمق الأراضي الروسية في عملية أطلق عليها اسم «شبكة العنكبوت»
وتشير تقديرات الولايات المتحدة إلى أن ما يصل إلى 20 طائرة حربية أصيبت، أي حوالي نصف العدد الذي قدره الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وتم تدمير حوالي 10 طائرات.
ونفت الحكومة الروسية يوم الخميس تدمير أي طائرات وقالت إن الأضرار سيتم إصلاحها، لكن المدونين العسكريين الروس تحدثوا عن خسائر أو أضرار جسيمة لحقت بحوالي 12 طائرة، بما في ذلك تلك القادرة على حمل أسلحة نووية.
ووجهت الضربات، التي تم إعدادها على مدى 18 شهراً ونفذتها طائرات مسيرة تم تهريبها بالقرب من القواعد في شاحنات، ضربة رمزية قوية لروسيا التي دأبت طوال الحرب الأوكرانية على تذكير العالم بقوتها النووية.
وأبلغ بوتين نظيره الأمريكي دونالد ترامب في اتصال هاتفي يوم الأربعاء أن موسكو ستضطر للرد على الهجوم، حسبما قال ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي وقت لاحق قال ترامب للصحفيين: «على الأرجح لن يكون الأمر لطيفاً».
وأضاف معلقاً على اتصاله الهاتفي مع بوتين: «لا يعجبني ذلك. قلت لا تفعل ذلك. لا يجب أن تفعل ذلك. يجب أن تتوقف عن ذلك». وتابع: «لكن، مرة أخرى، هناك الكثير من الكراهية».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 37 دقائق
- صحيفة الخليج
أسبوع حاسم يختبر صمود «وول ستريت».. فهل يستمر النهج التصاعدي؟
من المُنتظر أن تشكل البيانات الاقتصادية الجديدة وتطورات السياسة التجارية والمالية هذا الأسبوع اختباراً لمدى صعود الأسهم وازدهارها على المدى القريب؛ حيث دفع انتعاش الأسواق مؤشرات «وول ستريت» الرئيسية إلى حافة مستويات قياسية جديدة. ويتصدر تقرير التضخم الشهري قائمة اهتمامات المستثمرين المؤسسين والمستهلكين الأفراد على حد سواء. خصوصاً بعد انتعاش الأسهم من انخفاضها الحاد في إبريل/نيسان، متجاهلة مخاوف التداعيات الاقتصادية لخطط الرئيس دونالد ترامب للرسوم الجمركية. وقال جيم بيرد، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة «بلانت موران» للاستشارات المالية: «ما زلت أرى نبرة حذرة تسود السوق، الذي رغم تعافيه من أدنى مستوياته، لا يزال يبحث عن مزيد من الوضوح». إشارات التضخم وينبع بعض الغموض من كيفية تعامل الاقتصاد الأمريكي مع التغيرات التجارية. وقد خفف ترامب من بعض أشد الرسوم الجمركية قسوة منذ إعلانه «يوم التحرير» في 2 إبريل، والذي أدى إلى انخفاض حاد في الأسهم، لكن الجميع يترقبون لمعرفة مدى تأثير الرسوم الأخرى في الاقتصاد. وقد يُلقي تقرير مؤشر أسعار المستهلك لشهر مايو/أيار، المقرر صدوره الأربعاء، الضوء على تأثير الرسوم الجمركية، في وقت يخشى فيه المستثمرون من أي ارتفاع حاد في التضخم. وأضاف بيرد: «يشعر المستهلكون بتأثير ارتفاع الأسعار، وإذا ظهرت مؤشرات على احتمال تسارع التضخم قريباً، فسيزيد ذلك من الضغط على الإنفاق التقديري، وسيؤدي في النهاية إلى تباطؤ أكثر وضوحاً في النمو». حديث الفائدة والعجز وسيكون تقرير التضخم القادم آخر البيانات الرئيسية قبيل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي يومي 17 و18 يونيو/حزيران، والذي من المتوقع على نطاق واسع أن يُبقي البنك المركزي خلاله أسعار الفائدة ثابتة، في حين يُرجّح المتداولون خفضين تقريباً بمقدار 25 نقطة أساس بحلول نهاية العام. ويُعاني المستثمرون أيضاً من حالة من عدم اليقين بشأن مشروع قانون شامل لخفض الضرائب والإنفاق قيد المراجعة في مجلس الشيوخ الأمريكي. في حين تراقب «وول ستريت» مدى قدرة هذا التشريع على تحفيز النمو الاقتصادي، الذي قد يُفاقم أيضاً عبء ديون البلاد؛ حيث أصبح اتساع العجز المالي مصدرَ قلقٍ رئيسياً للأسواق في الأسابيع الأخيرة. وأشارت كريستينا هوبر، كبيرة استراتيجيي السوق في مجموعة «مان»، إلى أنه مع تزايد الدين، يزداد التأثير السلبي في النمو. ويبدو أن هذا التشريع كان مصدر خلاف حاد مؤخراً بين دونالد ترامب وإيلون ماسك، وهو ما أثر سلباً في مؤشرات الأسهم. ولا تزال محادثات التجارة تتصدر الأسواق؛ حيث من المقرر أن ينتهي تعليق لمدة 90 يوماً لمجموعة واسعة من الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب في 8 يوليو/تموز. وصرّح الأخير الجمعة، بأن ثلاثة من مسؤولي حكومته سيلتقون ممثلين عن الصين في لندن، يوم الاثنين؛ لمناقشة صفقة تجارية. وقال بوب دول، مسؤول مكتب الاستثمار في «كروسمارك غلوبال إنفستمنتس»: «عندما يتعلق الأمر بالسياسة في واشنطن العاصمة، لا تزال هناك علامات استفهام كبيرة». (بتوقيت شرق الولايات المتحدة) الاثنين 10:00 تقرير مخزونات الجملة نتائج: «كايسيز جنرال»، «باكس غروب»، «نانو دايمنشنز»، «فينفاست أوتو»، «لوفاكس» الثلاثاء 06:00 مؤشر التفاؤل الصادر عن الاتحاد الوطني للشركات المستقلة نتائج: «غيم ستوب»، «غيت لاب»، «يونايتد ناتشرال فود»، «ديزاينر براندز»، «جيه إم سماكر» الأربعاء 14:00 الميزانية الفيدرالية الأمريكية الشهرية نتائج:«أوراكل»، «هاليون»، «تشيوي»، «كوغنايت سوفتوير» 8:30 مؤشر أسعار المستهلكين لشهر مايو الخميس 8:30 مطالبات البطالة الأولية 8:30 مؤشر أسعار المنتجين نتائج: «أدوبي»، «فريدوم هولدينغ»، «كورن فيري»، «تك تارغيت»، «فيروفيال» الجمعة 10:00 مؤشر درجة تفاؤل وثقة المستهلكين نتائج: «رافاييل هولدينغز»، «موني هيرو»، «تريو بتروليوم»، «ويتش تكنولوجي».


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
وساطات للهدنة.. وقائع الصدام خلف الأبواب المغلقة بين ترامب وماسك
لم تقتصر الحرب الكلامية العنيفة بين الرئيس دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك على التصريحات العلنية، بل دارت مناوشات أكثر غضباً في أروقة الإدارة الأمريكية والدوائر المقربة من كلا الرجلين، بعد انهيار تحالف استمر قرابة عام بينهما، فيما يسعى مقربون إلى عقد هدنة مبنية على المصالح في المقام الأول. «مدمن مخدرات كبير» وتكشف المصادر المطلعة أنه في أعقاب هجمات ماسك العلنية ودعوته الصريحة لعزل ترامب، أجرى الرئيس الأمريكي اتصالات هاتفية، مع مقربين من ماسك محاولاً استيضاح أسباب هجماته المفاجئة، وفي إحدى هذه المكالمات قال ترامب إن حليفه السابق «مدمن مخدرات كبير»، وفقاً لشخص مطلع، نقلت عنه صحيفة واشنطن بوست. ومع أن الخلاف بين ماسك وترامب لم يظهر للعلن إلا قبل أيام، فإن التصدعات كانت مبكرة، خصوصاً مع تحرك الملياردير الأمريكي السريع الكاسر للقواعد، لتخفيض أعداد الموظفين الفيدراليين، ضمن إشرافه على مشروع «الكفاءة الحكومية»، ما أدى إلى نفور مسؤولين كبار في البيت الأبيض، بمن فيهم رئيسة الموظفين سوزي وايلز، كما تشاجر مع عدد من الوزراء ودخل في مشادة كلامية مع أحدهم. لكن خلف الأبواب المغلقة، كان الانتقام من ماسك هو موضوع المحادثات بين مسؤولي الإدارة الأمريكية، ودعا ترامب، عبر منصة «تروث سوشيال»، إلى تدقيق عام في عقود ماسك الحكومية، ما قد يُعرّض إمبراطوريته التجارية للخطر. في الوقت نفسه، يخشى الجمهوريون من أن يستخدم أغنى رجل في العالم ثروته الطائلة للانتقام منهم، لا سيما مع طرحه فكرة تأسيس حزب سياسي ثالث. ويقول السيناتور تيد كروز الجمهوري من تكساس: «أشعر وكأنني طفل يعيش أجواء طلاق مرير، وأقول فقط.. يا ليت أبي وأمي يتوقفان عن الصراخ». ماسك ينسحب بعد إهمال مرشحه الفضائي وفي أواخر إبريل، أعلن ماسك انسحابه من واشنطن للتركيز أكثر على أعماله، وخاصةً تيسلا التي كانت تواجه صعوبات مالية. وأكد أنه سيظل يقضي جزءاً من وقته في واشنطن، لكن أثناء غيابه، أتيحت لخصومه داخل الإدارة فرصة لتقويضه. وتعلق الأمر بجاريد إسحاقمان، الذي رشّحه ترامب لمنصب مدير ناسا بناءً على إلحاح ماسك. ومن المعروف أن ماسك يحلم باستعمار المريخ، وكان وجود حليف له على رأس ناسا هدفاً رئيسياً له. لكن تكشفت تفاصيل حول دعم إسحاقمان لمرشحين ديمقراطيين، فقبل أكثر من أسبوع، وفي اليوم الأخير لماسك كموظف حكومي خاص، سلّم سيرجيو غور، مدير شؤون الموظفين الرئاسيين، ترامب مطبوعات تُظهر تبرعات إسحاقمان، فقام الرئيس بإبلاغ ماسك بسحب ترشيح إسحاقمان بسبب مخاوف بشأن ولائه. ولم يكن دور غور محض صدفة، فقد اختلف مساعد ترامب المخضرم مع ماسك طوال الفترة الانتقالية، واختلفا حول توصيات التعيينات. وتصاعدت التوترات بينهما في مارس/آذار بعد أن اعتقد ماسك أن غور سرّب خبراً حول اجتماعٍ تصادم فيه ماسك مع عدد من أعضاء مجلس الوزراء، وفقاً لشخصٍ مطلع على الوضع، الذي أضاف أن شكوك ماسك ازدادت لأن الخبر لم يذكر انتقاده لمكتب غور. كما نقلت مصادر عن غور قوله إنه يريد الانتقام من ماسك. وعندما قرر ترامب سحب ترشيح إسحاقمان، بدا القرار ضربة لطموحات ماسك في الفضاء. وقال ستيفن تشيونغ، المتحدث باسم البيت الأبيض: «سيرجيو عضو أساسي في الفريق، وقد ساعد ترامب على تشكيل إدارةٍ لا مثيل لها». وأضاف: «بصفته مستشاراً مخضرماً، لا يوجد من هو أقدر منه على ضمان امتلاك الحكومة لأشخاص منسجمين مع مهمة جعل أمريكا عظيمةً مجددًا، والعمل على تنفيذ أجندة الرئيس». وصل ماسك إلى واشنطن في يناير/ كانون الثاني كأقوى حليف لترامب، حيث أمضى ليالي في غرفة نوم الرئيس الأمريكي الراحل إبراهم لينكولن أثناء عمله مستشاراً كبيراً للبيت الأبيض. لكن لم تكن فترة شهر العسل طويلة، إذ أدت أساليب ماسك العدوانية، وافتقاره إلى الفطنة السياسية، واختلافاته الأيديولوجية مع قاعدة «لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً» إلى تآكل علاقته بكبار مسؤولي الإدارة، وفي النهاية بالرئيس. وظهرت أولى علامات التصدع خلال فبراير/شباط الماضي، عندما وصلت رسالة إلى صناديق البريد الوارد في جميع أنحاء الحكومة الفيدرالية تطلب من الموظفين وصف إنجازاتهم خلال أسبوع مضى، ولكن لم يتم إبلاغ مسؤولي مجلس الوزراء والوكالات الأخرى مسبقاً بالمذكرة، ما أثار قلقاً في أعلى مستويات إدارة ترامب. وعندما علم المسؤولون أن البريد الإلكتروني قد أُرسِل إلى بعض قضاة المقاطعات الفيدرالية، الذين ليسوا جزءاً من السلطة التنفيذية، وآخرين يتعاملون مع معلومات سرية، تزايد الشعور بأن ماسك أساء فهم الحكومة الفيدرالية بشكل جوهري، أو لم يمتلك البراعة اللازمة للتعامل معها. ورغم التوتر، وقف ترامب إلى جانب ماسك، رغم انزعاج عدد من المسؤولين. كان ماسك، كغيره من قادة الأعمال، يشعر بخيبة أمل متزايدة تجاه سياسات ترامب الاقتصادية. وفي الثاني من إبريل، عندما فرض الرئيس رسوماً جمركية تهدف إلى إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي، لجأ ماسك إلى موقع إكس للتعبير عن استيائه من الرسوم، واصفاً مستشار ترامب التجاري وحليفه القديم بيتر نافارو بأنه «أحمق». وفي جلسات خاصة، وجّه ماسك نداءات شخصية إلى ترامب لإلغاء الرسوم الجمركية، لكنه لم يستجب ولم يتراجع إلا بعد أيام قليلة، إثر انخفاض حاد في أسواق السندات. تحول التوتر بين ماسك وفريق ترامب التجاري إلى ضربات، حيث دخل في مشادة كلامية مع وزير الخزانة سكوت بيسنت، كما قال ستيفن بانون، المذيع اليميني المؤثر والمستشار السياسي السابق لترامب. وفي منتصف إبريل، توجه ماسك وبيسنت إلى المكتب البيضاوي لعرض حججهما حول تفضيلهما لمنصب مفوض دائرة الإيرادات الداخلية بالإنابة، وقرر ترامب دعم اختيار بيسنت. وذكرت المصادر أنه بعد أن خرج بيسنت وماسك من المكتب البيضاوي وهما في الردهة، بدأ الرجلان في تبادل الإهانات، حيث أعاد بيسنت تكرار مزاعم ماسك حول أنه سيكشف عن أكثر من تريليون دولار مهدرة في الإنفاق الحكومي، وهو ما لم ينجح في القيام به. ثم قال بيسنت لماسك: «أنت محتال. أنت محتال تماماً». وحينها قام ماسك بصدم بيسنت بكتفه في صدره «كلاعب رغبي»، فردّ عليه بيسنت بلكمة، ثم تدخل عدة أشخاص لفضّ الشجار مع وصول الرجلين إلى مكتب مستشار الأمن القومي، وأُخرج ماسك من الجناح الغربي. وقالت مصادر مطلعة: «لقد سمع ترامب عن ذلك الشجار.. وقال: هذا كثير للغاية». هل الهدنة بين ترامب وماسك ممكنة؟ رغم قوة الهجمات، فقد عمل مقربون من الحليفين السابقين خلف الكواليس، لتهدئة التوتر، وظهرت بعض بوادر التهدئة، فقد حذف ماسك بعضاً من أكثر منشوراته إثارةً للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي زعم فيها تورط ترامب في وثائق تتعلق بجيفري إبستين، المدان بتهم مشينة قبل وفاته في السجن عام 2019. ومن بين منشورات ماسك المحذوفة الأخرى، تعهده بأن تُوقف شركته سبيس إكس تشغيل مركبة دراغون الفضائية، التي استخدمتها ناسا لنقل رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية. والذي جاء رداً على منشورٍ ترامب على موقع «تروث سوشيال» أفاد فيه بأنه يستطيع توفير مليارات الدولارات للحكومة بإلغاء عقود ماسك الفيدرالية. وقال أحد حلفاء البيت الأبيض المقربين من ترامب وماسك: «هناك أمل في حدوث مصالحة، لكن الأمور لن تعود كما كانت أبداً». وربما تنبع الهدنة من المصالح، حيث يمتلك ترامب القدرة على تعزيز أو شل أعمال ماسك، وخاصة شركته الصاروخية «سبيس إكس»، التي تعتمد على العقود الفيدرالية. كما أن لماسك نفوذه الخاص. فقد أُتيحت له نافذة على عالم ترامب، وقد أعرب بعض مستشاريه عن قلقهم من استخدامه تلك الأسرار كسلاح. كما يعد ماسك أكبر مانح في الساحة السياسية الجمهورية، ولديه وعدٌ قائمٌ بتبرعٍ بقيمة 100 مليون دولار لمجموعات ترامب الخارجية، ويمتلك عملاق التواصل الاجتماعي إكس. دور نائب الرئيس ويبدو أن نائب الرئيس جي دي فانس استجاب لنصيحة ترامب، الذي وجهه بضرورة التعامل بحذر مع ملف ماسك، حيث اتخذ مساراً تصالحياً، وظهر في بودكاست الخميس في ذروة الحرب الكلامية، قائلاً: «إيلون، إنه رجل أعمال رائع. يا رجل، سأظل دائماً وفياً للرئيس، وآمل أن يعود إلى صفوفنا في نهاية المطاف». وأشاد فانس بعمل ماسك مع وزارة كفاءة الحكومة، وتعاطف مع إحباطاته إزاء العملية السياسية في واشنطن، وأشار إلى أن «أعماله تتعرض للهجوم بلا توقف». وقال: «أعتقد أن هذا خطأ فادح من جانب أغنى رجل في العالم، أن يخوض حرباً مع أقوى رجل في العالم»، ومؤخراً تجنب ترامب الهجوم على ماسك في ظل إلحاح الصحفيين على متن طائرته الرئاسية حيث قال إنه يتمنى له ولشركاته كل التوفيق، وسط ترجيحات بمحاولات، لإيجاد حليف بديل لماسك من داخل وادي السيلكون.


الإمارات اليوم
منذ 2 ساعات
- الإمارات اليوم
ترامب "يكافئ" داعميه بالعفو الرئاسي
منذ أسابيع، يصدر دونالد ترامب قرارات عفو عن نجوم من تلفزيون الواقع ومسؤولين منتخبين سابقين دينوا بالاحتيال والاختلاس، بل وحتى عن ضابط شرطة سابق دين بالفساد، في ما اعتبر استغلالا لهذه الصلاحية الرئاسية لمكافأة أنصاره وداعميه. يقول أستاذ القانون في جامعة بنسلفانيا كيرميت روزفلت لوكالة فرانس برس "لطالما كانت سلطة العفو مثيرة للجدل بعض الشيء لأنها سلطة غير محدودة يتمتع بها الرئيس، وقد أصدر معظم الرؤساء قرارات عفو بدت كأنها تخدم مصالحهم الخاصة، أو مثيرة للشكوك على الأقل". لكن دونالد ترامب يمارس هذه السلطة "بلا خجل، ويصدر قرارات عفو تبدو كأنها مقابل هدايا مالية"، كما يشير المتخصص. ومن بين المستفيدين أخيرا من العفو الرئاسي متبرعون كبار لحملاته الانتخابية، بالإضافة إلى بول والكزاك وهو مدير دار رعاية مسنين حُكم عليه بالسجن 18 شهرا بتهمة التهرب الضريبي. وحضرت والدة والكزاك عشاء في منتجع مارالاغو التابع لدونالد ترامب في أبريل، ودفعت رسم الدخول البالغ مليون دولار. على عكس أسلافه، وممارساته هو نفسه في ولايته الأولى، فإن دونالد ترامب "يفعل ذلك في وقت أبكر بكثير من ولايته. إذ يفضّل العديد من الرؤساء إصدار قرارات العفو الأكثر إثارة للجدل قبل مغادرتهم مناصبهم، بحيث لا يتبقى لهم الكثير من الوقت لتحمل التداعيات السياسية"، كما يلفت كيرميت روزفلت. - "صفقة كغيرها" تقول المدعية العامة الفدرالية السابقة وأستاذة القانون في جامعة ميشيغن باربرا ماكوايد في مقال رأي في بلومبرغ "لا شكّ في أن رؤساء آخرين اتُهموا بأن عوامل غير لائقة أثّرت على قرارات العفو التي أصدروها". وتشير إلى العفو الذي منحه جيرالد فورد لسلفه ريتشارد نيكسون بعد فضيحة ووترغيت، والعفو الذي منحه بيل كلينتون لزوج واحدة من كبار مانحيه والعفو الذي منحه جو بايدن لابنه هانتر. لكنها تستدرك بأن "ترامب فريد من نوعه من حيث النطاق والجرأة. بالنسبة إليه، العفو مجرد صفقة كغيرها من الصفقات الأخرى، شرط أن يقدم المتهم شيئا ذا قيمة في المقابل". وتتابع ماكوايد "ما دام ذلك يخدم ترامب سياسيا أو يثبت روايته عن وزارة العدل المارقة في عهد بايدن، فإن مكتب العفو مفتوح لإصدار قرارات". وأصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عفوا عن نجمَي تلفزيون الواقع المليونيرين تود وجولي كريسلي اللذين دينا بالاحتيال الضريبي والمصرفي، بعد وساطة ابنتهما سافانا كريسلي. عندما دُعيت إلى المؤتمر الوطني الجمهوري في يوليو 2024، أشارت الأخيرة إلى أن متاعب والديها مرتبطة بتوجهاتهما السياسية، رغم أن الإجراء بحقهما يعود إلى زمن ولاية ترامب الأولى. - "زبائنية" -في رسالة مفتوحة إلى مدير العفو الجديد في وزارة العدل، المحافظ المتشدد إد مارتن، يتساءل النائب الديموقراطي في مجلس النواب جيمي راسكين عن "المعايير" المستخدمة للتوصية بالعفو الرئاسي. ويتهمه بـ"تأييد العفو عن أشخاص يعلنون الولاء السياسي للرئيس ترامب أو يملكون ما يكفي من المال لشراء عفوه بحكم الأمر الواقع". ولا يخفي إد مارتن الذي يشرف أيضا على "فريق عمل بشأن توظيف العدالة" في عهد الإدارة السابقة، الطبيعة الحزبية البارزة للعفو. وقال في تعليقه على منصة إكس على العفو عن سكوت جينكينز، وهو شريف سابق في فيرجينيا دين بالفساد، إنه "لن يتم التخلي عن أي عضو في حركة اجعلوا أميركا عظيمة مجددا" (ماغا) التي يقودها ترامب. ويعتقد أستاذ القانون في جامعة تكساس لي كوفارسكي أن دونالد ترامب من خلال "الإفراط في العفو" يسيء استغلال هذه السلطة. وفي مقال رأي في صحيفة نيويورك تايمز، اتهم الخبير ترامب بممارسة "العفو الزبائني"، أي تخفيف العقوبة على سلوك غير قانوني بناء على الولاء للسلطة، من خلال العفو بشكل واضح عن حلفائه السياسيين. وبحسب لي كوفارسكي، فإن "السمة المميزة للعفو الزبائني هي استخدام تدابير العفو لجعل الموالين للنظام أقل خشية من العقوبة الجنائية".