
وساطات للهدنة.. وقائع الصدام خلف الأبواب المغلقة بين ترامب وماسك
لم تقتصر الحرب الكلامية العنيفة بين الرئيس دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك على التصريحات العلنية، بل دارت مناوشات أكثر غضباً في أروقة الإدارة الأمريكية والدوائر المقربة من كلا الرجلين، بعد انهيار تحالف استمر قرابة عام بينهما، فيما يسعى مقربون إلى عقد هدنة مبنية على المصالح في المقام الأول.
«مدمن مخدرات كبير»
وتكشف المصادر المطلعة أنه في أعقاب هجمات ماسك العلنية ودعوته الصريحة لعزل ترامب، أجرى الرئيس الأمريكي اتصالات هاتفية، مع مقربين من ماسك محاولاً استيضاح أسباب هجماته المفاجئة، وفي إحدى هذه المكالمات قال ترامب إن حليفه السابق «مدمن مخدرات كبير»، وفقاً لشخص مطلع، نقلت عنه صحيفة واشنطن بوست.
ومع أن الخلاف بين ماسك وترامب لم يظهر للعلن إلا قبل أيام، فإن التصدعات كانت مبكرة، خصوصاً مع تحرك الملياردير الأمريكي السريع الكاسر للقواعد، لتخفيض أعداد الموظفين الفيدراليين، ضمن إشرافه على مشروع «الكفاءة الحكومية»، ما أدى إلى نفور مسؤولين كبار في البيت الأبيض، بمن فيهم رئيسة الموظفين سوزي وايلز، كما تشاجر مع عدد من الوزراء ودخل في مشادة كلامية مع أحدهم.
لكن خلف الأبواب المغلقة، كان الانتقام من ماسك هو موضوع المحادثات بين مسؤولي الإدارة الأمريكية، ودعا ترامب، عبر منصة «تروث سوشيال»، إلى تدقيق عام في عقود ماسك الحكومية، ما قد يُعرّض إمبراطوريته التجارية للخطر. في الوقت نفسه، يخشى الجمهوريون من أن يستخدم أغنى رجل في العالم ثروته الطائلة للانتقام منهم، لا سيما مع طرحه فكرة تأسيس حزب سياسي ثالث.
ويقول السيناتور تيد كروز الجمهوري من تكساس: «أشعر وكأنني طفل يعيش أجواء طلاق مرير، وأقول فقط.. يا ليت أبي وأمي يتوقفان عن الصراخ».
ماسك ينسحب بعد إهمال مرشحه الفضائي
وفي أواخر إبريل، أعلن ماسك انسحابه من واشنطن للتركيز أكثر على أعماله، وخاصةً تيسلا التي كانت تواجه صعوبات مالية. وأكد أنه سيظل يقضي جزءاً من وقته في واشنطن، لكن أثناء غيابه، أتيحت لخصومه داخل الإدارة فرصة لتقويضه. وتعلق الأمر بجاريد إسحاقمان، الذي رشّحه ترامب لمنصب مدير ناسا بناءً على إلحاح ماسك.
ومن المعروف أن ماسك يحلم باستعمار المريخ، وكان وجود حليف له على رأس ناسا هدفاً رئيسياً له. لكن تكشفت تفاصيل حول دعم إسحاقمان لمرشحين ديمقراطيين، فقبل أكثر من أسبوع، وفي اليوم الأخير لماسك كموظف حكومي خاص، سلّم سيرجيو غور، مدير شؤون الموظفين الرئاسيين، ترامب مطبوعات تُظهر تبرعات إسحاقمان، فقام الرئيس بإبلاغ ماسك بسحب ترشيح إسحاقمان بسبب مخاوف بشأن ولائه.
ولم يكن دور غور محض صدفة، فقد اختلف مساعد ترامب المخضرم مع ماسك طوال الفترة الانتقالية، واختلفا حول توصيات التعيينات. وتصاعدت التوترات بينهما في مارس/آذار بعد أن اعتقد ماسك أن غور سرّب خبراً حول اجتماعٍ تصادم فيه ماسك مع عدد من أعضاء مجلس الوزراء، وفقاً لشخصٍ مطلع على الوضع، الذي أضاف أن شكوك ماسك ازدادت لأن الخبر لم يذكر انتقاده لمكتب غور. كما نقلت مصادر عن غور قوله إنه يريد الانتقام من ماسك.
وعندما قرر ترامب سحب ترشيح إسحاقمان، بدا القرار ضربة لطموحات ماسك في الفضاء. وقال ستيفن تشيونغ، المتحدث باسم البيت الأبيض: «سيرجيو عضو أساسي في الفريق، وقد ساعد ترامب على تشكيل إدارةٍ لا مثيل لها». وأضاف: «بصفته مستشاراً مخضرماً، لا يوجد من هو أقدر منه على ضمان امتلاك الحكومة لأشخاص منسجمين مع مهمة جعل أمريكا عظيمةً مجددًا، والعمل على تنفيذ أجندة الرئيس».
وصل ماسك إلى واشنطن في يناير/ كانون الثاني كأقوى حليف لترامب، حيث أمضى ليالي في غرفة نوم الرئيس الأمريكي الراحل إبراهم لينكولن أثناء عمله مستشاراً كبيراً للبيت الأبيض. لكن لم تكن فترة شهر العسل طويلة، إذ أدت أساليب ماسك العدوانية، وافتقاره إلى الفطنة السياسية، واختلافاته الأيديولوجية مع قاعدة «لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً» إلى تآكل علاقته بكبار مسؤولي الإدارة، وفي النهاية بالرئيس.
وظهرت أولى علامات التصدع خلال فبراير/شباط الماضي، عندما وصلت رسالة إلى صناديق البريد الوارد في جميع أنحاء الحكومة الفيدرالية تطلب من الموظفين وصف إنجازاتهم خلال أسبوع مضى، ولكن لم يتم إبلاغ مسؤولي مجلس الوزراء والوكالات الأخرى مسبقاً بالمذكرة، ما أثار قلقاً في أعلى مستويات إدارة ترامب.
وعندما علم المسؤولون أن البريد الإلكتروني قد أُرسِل إلى بعض قضاة المقاطعات الفيدرالية، الذين ليسوا جزءاً من السلطة التنفيذية، وآخرين يتعاملون مع معلومات سرية، تزايد الشعور بأن ماسك أساء فهم الحكومة الفيدرالية بشكل جوهري، أو لم يمتلك البراعة اللازمة للتعامل معها. ورغم التوتر، وقف ترامب إلى جانب ماسك، رغم انزعاج عدد من المسؤولين.
كان ماسك، كغيره من قادة الأعمال، يشعر بخيبة أمل متزايدة تجاه سياسات ترامب الاقتصادية. وفي الثاني من إبريل، عندما فرض الرئيس رسوماً جمركية تهدف إلى إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي، لجأ ماسك إلى موقع إكس للتعبير عن استيائه من الرسوم، واصفاً مستشار ترامب التجاري وحليفه القديم بيتر نافارو بأنه «أحمق».
وفي جلسات خاصة، وجّه ماسك نداءات شخصية إلى ترامب لإلغاء الرسوم الجمركية، لكنه لم يستجب ولم يتراجع إلا بعد أيام قليلة، إثر انخفاض حاد في أسواق السندات.
تحول التوتر بين ماسك وفريق ترامب التجاري إلى ضربات، حيث دخل في مشادة كلامية مع وزير الخزانة سكوت بيسنت، كما قال ستيفن بانون، المذيع اليميني المؤثر والمستشار السياسي السابق لترامب.
وفي منتصف إبريل، توجه ماسك وبيسنت إلى المكتب البيضاوي لعرض حججهما حول تفضيلهما لمنصب مفوض دائرة الإيرادات الداخلية بالإنابة، وقرر ترامب دعم اختيار بيسنت.
وذكرت المصادر أنه بعد أن خرج بيسنت وماسك من المكتب البيضاوي وهما في الردهة، بدأ الرجلان في تبادل الإهانات، حيث أعاد بيسنت تكرار مزاعم ماسك حول أنه سيكشف عن أكثر من تريليون دولار مهدرة في الإنفاق الحكومي، وهو ما لم ينجح في القيام به. ثم قال بيسنت لماسك: «أنت محتال. أنت محتال تماماً».
وحينها قام ماسك بصدم بيسنت بكتفه في صدره «كلاعب رغبي»، فردّ عليه بيسنت بلكمة، ثم تدخل عدة أشخاص لفضّ الشجار مع وصول الرجلين إلى مكتب مستشار الأمن القومي، وأُخرج ماسك من الجناح الغربي. وقالت مصادر مطلعة: «لقد سمع ترامب عن ذلك الشجار.. وقال: هذا كثير للغاية».
هل الهدنة بين ترامب وماسك ممكنة؟
رغم قوة الهجمات، فقد عمل مقربون من الحليفين السابقين خلف الكواليس، لتهدئة التوتر، وظهرت بعض بوادر التهدئة، فقد حذف ماسك بعضاً من أكثر منشوراته إثارةً للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي زعم فيها تورط ترامب في وثائق تتعلق بجيفري إبستين، المدان بتهم مشينة قبل وفاته في السجن عام 2019.
ومن بين منشورات ماسك المحذوفة الأخرى، تعهده بأن تُوقف شركته سبيس إكس تشغيل مركبة دراغون الفضائية، التي استخدمتها ناسا لنقل رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية. والذي جاء رداً على منشورٍ ترامب على موقع «تروث سوشيال» أفاد فيه بأنه يستطيع توفير مليارات الدولارات للحكومة بإلغاء عقود ماسك الفيدرالية.
وقال أحد حلفاء البيت الأبيض المقربين من ترامب وماسك: «هناك أمل في حدوث مصالحة، لكن الأمور لن تعود كما كانت أبداً».
وربما تنبع الهدنة من المصالح، حيث يمتلك ترامب القدرة على تعزيز أو شل أعمال ماسك، وخاصة شركته الصاروخية «سبيس إكس»، التي تعتمد على العقود الفيدرالية. كما أن لماسك نفوذه الخاص. فقد أُتيحت له نافذة على عالم ترامب، وقد أعرب بعض مستشاريه عن قلقهم من استخدامه تلك الأسرار كسلاح.
كما يعد ماسك أكبر مانح في الساحة السياسية الجمهورية، ولديه وعدٌ قائمٌ بتبرعٍ بقيمة 100 مليون دولار لمجموعات ترامب الخارجية، ويمتلك عملاق التواصل الاجتماعي إكس.
دور نائب الرئيس
ويبدو أن نائب الرئيس جي دي فانس استجاب لنصيحة ترامب، الذي وجهه بضرورة التعامل بحذر مع ملف ماسك، حيث اتخذ مساراً تصالحياً، وظهر في بودكاست الخميس في ذروة الحرب الكلامية، قائلاً: «إيلون، إنه رجل أعمال رائع. يا رجل، سأظل دائماً وفياً للرئيس، وآمل أن يعود إلى صفوفنا في نهاية المطاف».
وأشاد فانس بعمل ماسك مع وزارة كفاءة الحكومة، وتعاطف مع إحباطاته إزاء العملية السياسية في واشنطن، وأشار إلى أن «أعماله تتعرض للهجوم بلا توقف». وقال: «أعتقد أن هذا خطأ فادح من جانب أغنى رجل في العالم، أن يخوض حرباً مع أقوى رجل في العالم»، ومؤخراً تجنب ترامب الهجوم على ماسك في ظل إلحاح الصحفيين على متن طائرته الرئاسية حيث قال إنه يتمنى له ولشركاته كل التوفيق، وسط ترجيحات بمحاولات، لإيجاد حليف بديل لماسك من داخل وادي السيلكون.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- العين الإخبارية
«الحرس الوطني» يتدخل في لوس أنجلوس.. ترامب يكسر قاعدة صمدت 60 عامًا
تم تحديثه الأحد 2025/6/8 09:11 م بتوقيت أبوظبي وصلت طلائع الحرس الوطني إلى مدينة لوس أنجلوس، اليوم الأحد، بعدما أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإرسالهم. ويُعدّ نشر قوات الحرس الوطني ضد رغبة حاكم الولاية حدثًا نادرًا في الولايات المتحدة، ويأتي عقب اندلاع احتجاجات اتسم بعضها بالعنف على خلفية عمليات دهم عنيفة لتنفيذ قوانين الهجرة. وأعلن الرئيس الجمهوري السيطرة الفدرالية على جيش ولاية كاليفورنيا لإدخال عناصره إلى ثاني كبرى مدن البلاد، في قرار اعتبره الحاكم الديمقراطي غافين نيوسوم "تحريضيًا". وهي المرة الأولى منذ عقود التي يتم فيها نشر عناصر الحرس الوطني من دون موافقة حاكم الولاية المعنية. وانتشر عناصر بزيهم العسكري وأسلحتهم الآلية ودروعهم قرب بلدية المدينة الواقعة على الساحل الغربي للبلاد، وسط دعوات لـ"تحرّك كبير" أمام المبنى عند الثانية بعد الظهر (21:00 بتوقيت غرينتش). ويأتي ذلك بعد يومين من مواجهات أطلق خلالها عناصر فدراليون القنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه حشد خرج للتعبير عن غضبه من توقيف عشرات المهاجرين في المدينة التي تضم جالية لاتينية كبيرة. إلى جانب الرئيس وأكد جمهوريون، الأحد، وقوفهم إلى جانب ترامب في رفض تصريحات نيوسوم وغيره من المسؤولين المحليين الذين اعتبروا أن الاحتجاجات سلمية في غالبيتها، وأن نشر الحرس الوطني من شأنه أن يفاقم التوترات. وقال رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، لشبكة "إيه بي سي": "لست قلقًا من ذلك على الإطلاق"، معتبرًا أن نيوسوم "أظهر عجزًا أو عدم استعداد للقيام بما يقتضيه الأمر هناك، لذا تدخّل الرئيس". وتعليقًا على تلويح وزير الدفاع، بيت هيغسيث، بالاستعانة بمشاة البحرية (المارينز) لمؤازرة الحرس الوطني، قال جونسون إنه لا يرى في ذلك مبالغة، مضيفًا: "علينا أن نكون جاهزين للقيام بما يلزم". وكان نيوسوم قد أشار في منشور على منصة "إكس"، السبت، إلى أن "السلطات تريد مشهدية. لا تمنحوها ذلك. لا تستخدموا العنف. عبّروا عن مواقفكم بسلمية". وقالت النائبة عن كاليفورنيا، نانيت باراغان، في تصريح لشبكة "سي إن إن"، الأحد: "من يرتكبون العنف يجب توقيفهم.. لكن ليس هذا ما يحدث". وتابعت: "نحن أمام إدارة تستهدف احتجاجات سلمية.. الرئيس يرسل الحرس الوطني لأن المشاهد لا تعجبه". ورأى مصور في "فرانس برس"، خلال الليل، نيرانًا وألعابًا نارية تضيء الشوارع أثناء المواجهات، بينما وقف متظاهر يرفع العلم المكسيكي أمام سيارة متفحمة كُتبت عليها شعارات مناهضة لإدارة الهجرة والجمارك الفدرالية، التي ينفذ عناصرها عمليات الدهم. وقالت امرأة مولودة لأبوين مهاجرين، تقطن لوس أنجلوس ورفضت الكشف عن اسمها: "علينا الدفاع عن أهلنا". وأكدت لـ"فرانس برس"، بينما شوهد وميض مركبات الطوارئ من بعد: "سواء أصبنا أو أطلقوا الغاز المسيل علينا أو مهما أطلقوا باتجاهنا، فلن يوقفونا. كل ما بقي لدينا هو صوتنا". «صفر تسامح» وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، إن "الرئيس ترامب وقّع مذكرة رئاسية لنشر ألفَي عنصر من الحرس الوطني للتعامل مع حالة الفوضى التي سُمح لها بالتفاقم"، محمّلة المسؤولية لمسؤولي كاليفورنيا الديمقراطيين "عديمي الفائدة". وأكدت أن "إدارة ترامب لديها سياسة صفر تسامح إزاء السلوك الإجرامي والعنف، خصوصًا عندما يستهدف هذا العنف ضباط إنفاذ القانون الذين يحاولون القيام بوظائفهم". وهنّأ ترامب الحرس على "أداء المهمة بشكل جيّد" قبيل منتصف ليل السبت. وتتم الاستعانة عادة بالحرس الوطني (وهو جيش احتياطي) عند وقوع كوارث طبيعية، مثل حرائق لوس أنجلوس، وأحيانًا في حالات الاضطرابات المدنية، لكن ذلك يكون عادة بموافقة المسؤولين السياسيين المحليين. وأوضح الناشط الأمريكي، كينيث روس، الذي كان رئيسًا لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، أن هذه هي المرة الأولى منذ عام 1965 التي ينشر فيها رئيس الحرس الوطني دون طلب من حاكم الولاية. ورأى أن ترامب "يقوم باستعراض ليواصل مداهمات الهجرة". لكن وزيرة الأمن الداخلي، كريستي نويم، شددت في تصريحات لشبكة "سي بي إس" على أن أفراد الحرس الوطني "مدربون خصيصًا على التعامل مع هذه الحالات من تحركات الجموع". وأشارت أستاذة القانون، جيسيكا ليفنسون، إلى أن تلويح هيغسيث بإرسال المارينز يبدو رمزيًا، نظرًا إلى القيود القانونية على استخدام الجيش كقوة إنفاذ قانون في الداخل بغياب تمرّد. وقالت: "لن يكون بإمكان الحرس الوطني القيام بأكثر من مجرد توفير الدعم اللوجستي". ومنذ تولّيه منصبه في يناير/ كانون الثاني، شرع ترامب في تنفيذ تعهّده باتخاذ إجراءات صارمة ضد دخول المهاجرين غير المسجلين. ويوم الجمعة، نفّذ عناصر مسلّحون وملثمون من أجهزة الهجرة عمليات دهم في أجزاء عدة من لوس أنجلوس، ما دفع حشودًا غاضبة إلى التجمع وأدى إلى مواجهات استمرت ساعات. وقال أحد السكان، ويدعى فرناندو ديلغادو (24 عامًا)، إن عمليات الدهم "ظالمة"، والأشخاص الذين يتم اعتقالهم "بشر كغيرهم". وأقرت رئيسة بلدية لوس أنجلوس، كارن باس، بأن السكان "يشعرون بالخوف" بعد تدابير إنفاذ القانون التي اتخذتها سلطات الهجرة الفدرالية. وقالت على منصة "إكس": "للجميع الحق في التظاهر سلميًا، لكن وبكل وضوح: العنف والتدمير غير مقبولَين، وستتم محاسبة المسؤولين" عن هذه الأعمال. aXA6IDgyLjIzLjI0NS4yNiA= جزيرة ام اند امز FR


العين الإخبارية
منذ 2 ساعات
- العين الإخبارية
قلق في أمريكا.. ترامب وإدارته هدف سهل للجواسيس والمحتالين
عادة ما يكون الوصول للرؤساء أمرا معقدا، خاصة لو كان رئيس أقوى دولة في العالم، لكن مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الوضع مختلف. وربما يكون الرئيس الأمريكي ترامب من أكثر الرؤساء سهولةً في الوصول إليهم على الإطلاق، سواء بالنسبة للجواسيس أو المحتالين، وذلك وفقًا لما ذكره موقع "أكسيوس" الأمريكي، الذي أشار إلى تقارير تفيد بأن الرئيس يرد على هاتفه المحمول حتى لو لم يكن يعرف المتصل. لكن ترامب ليس الوحيد؛ فكبار أعضاء فريقه يميلون أيضًا إلى الدردشة عبر أجهزتهم الشخصية. سلوك ترامب هذا، فضلًا عن ميل كبار أعضاء فريقه للدردشة عبر أجهزتهم الشخصية، كلها أمور تجعل الإدارة الأمريكية عرضةً بشكل فريد لعمليات احتيال بسيطة مثل المكالمات المزيفة ومحاولات انتحال الشخصية. وإذا كان ترامب مستعدًا للرد على أرقام مجهولة، كما ذكرت صحيفة "ذا أتلانتيك" الأمريكية قبل أيام، فلا يوجد ما يضمن عدم تمكّن محتال أو منتحل شخصية، أو حتى عميل استخبارات أجنبي، من التحدث مع الرئيس. ورغم عدم وجود دليل على حدوث ذلك بالفعل، فإن التقارير الأخيرة التي شملت ترامب ومسؤولين كبارًا آخرين أثارت شكوكًا حول أمن اتصالاتهم. ومن بين أبرز القصص في هذا الإطار، هناك التحقيق الذي تُجريه السلطات الفيدرالية في مخطط انتحل فيه شخص ما رقم هاتف رئيسة موظفي البيت الأبيض، سوزي وايلز، لإجراء مكالمات مع أعضاء في مجلس الشيوخ، وحكام ولايات، ورؤساء تنفيذيين، وذلك وفقًا لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية. أما وكالة "بلومبرغ"، فأشارت في الوقت نفسه إلى تقارير حول اختراق قراصنة صينيين لشبكات الاتصالات الأمريكية في صيف عام 2023، في حين قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن مجموعة "سولت تايفون"، المدعومة من الصين، استخدمت هذا الوصول للتجسس على ترامب ونائبه جي دي فانس،ومسؤولين آخرين. . بالإضافة إلى ذلك، هناك سلسلة الفضائح المتعلقة بتطبيق "سيغنال"، والتي شملت مستشار الأمن القومي السابق مايك والتز، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، وآخرين. ولا يُعد التنصّت على قادة العالم أمرًا جديدًا، لكنه أصبح أسهل بكثير إذا كان الزعيم المعني يستخدم هاتفًا شخصيًا ويتجنب ممارسات الأمن السيبراني القياسية. في عام 2017، كان لدى ترامب هاتفان: أحدهما تابع للبيت الأبيض ومخصص فقط لإجراء المكالمات الهاتفية، والآخر هاتف أقل أمانًا مخصص فقط لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث طُلب منه آنذاك تغيير هذا الهاتف مرة واحدة شهريًا على الأقل. ومن غير الواضح هذه المرة عدد بروتوكولات الأمن التي أُعيد تطبيقها، حيث قال أحد المستشارين لمجلة "ذا أتلانتيك": "أعتقد أن الناس قد يئسوا من ذلك منذ سنوات". وفي بيان مكتوب، قال مدير الاتصالات في البيت الأبيض، ستيفن تشيونغ، إن الإدارة "لن تناقش أو تُفصح عن الإجراءات الأمنية المتعلقة بالرئيس"، وأضاف: "الرئيس ترامب هو الرئيس الأكثر شفافية وسهولة في التواصل في تاريخ أمريكا.. يتواصل معه قادة العالم، ورؤساء الدول، والمسؤولون المنتخبون، وعمالقة الأعمال، جميعهم لعلمهم بأن أمريكا عادت إلى عهد الرئيس ترامب". وفي إشارة إلى الرئيس الأمريكي السابق، قال تشيونغ: "في حين أن جو بايدن كان مخفيًا ومحميًا من قِبل مديريه، لأنه كان مصدر إحراج شديد، وأحمقًا أخرق، خلال فترة ولايته". وتتجاهل إدارة ترامب معايير الأمن الأساسية، وهو ما شمل الاعتماد الكبير على "سيغنال" وعلى "الأرقام الشخصية"، كما أضعفت الإدارة قيادة الأمن السيبراني الفيدرالية الحالية، حيث غادر ثلث موظفي وكالة الأمن السيبراني والبنية التحتية (CISA) بالفعل. وفي الوقت نفسه، عززت الإدارة مبادرات تكنولوجية تُضعف الأمن، من خلال وزارة كفاءة الحكومة التي كان يقودها الملياردير إيلون ماسك، والتي كانت تسعى إلى مشروعات مثل استخدام أداة ذكاء اصطناعي معيبة لتتبع بيانات حكومية حساسة. ويمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي استنساخ صوت شخص ما باستخدام مقطع صوتي له من بضع ثوانٍ فقط. وفي الشهر الماضي، حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) من أن المحتالين يستخدمون تلك الأدوات بالفعل لانتحال هوية كبار المسؤولين. ومن الممكن استخدام رقم هاتف حقيقي، كما حدث في واقعة انتحال شخصية وايلز، فهو أمر سهل ورخيص، خاصة مع توفر العديد من التطبيقات المجانية على متاجر تطبيقات الهواتف المحمولة. والأكيد أن الأمن يتراجع أمام السرعة والراحة، وهي المقايضة التي تفتح الباب أمام الخداع والتلاعب على أعلى مستويات الحكومة. aXA6IDgyLjIyLjIxMy4yIA== جزيرة ام اند امز CR


سكاي نيوز عربية
منذ 2 ساعات
- سكاي نيوز عربية
الحرس الوطني يصل لوس أنجلوس.. ماذا يحدث في كاليفورنيا؟
وتشهد المدينة منذ أيام موجة من التظاهرات الشعبية الرافضة لعمليات الترحيل التي تنفذها السلطات بحق المهاجرين، وسط توتر متزايد وانتقادات لاذعة من منظمات حقوقية تعتبر أن الإجراءات "قاسية وغير إنسانية". وقد شُوهد أفراد الحرس الوطني في كاليفورنيا وهم يتجمعون في وقت مبكر من صباح الأحد، في المجمع الفيدرالي بوسط مدينة لوس أنجلوس، الذي يضم مركز احتجاز متروبوليتان، حيث وقعت مواجهات خلال اليومين الماضيين. ويأتي نشر الحرس الوطني في إطار تصعيد واضح من جانب الإدارة الأميركية للرد على الاحتجاجات، في وقت تتواصل فيه الدعوات من النشطاء والجمعيات المدنية لحماية حقوق المهاجرين ووقف عمليات الترحيل القسري. ولم تصدر بعد أي تقارير عن وقوع اشتباكات بين المتظاهرين والقوات الأمنية، لكن السلطات المحلية حثّت السكان على الالتزام بالسلمية وتجنّب مناطق التوتر. الشغب والنهب بالطريقة التي يجب أن تحل بها". وتستمر منذ، يوم الجمعة، الاحتجاجات في لوس أنجلوس ، التي ندد بها نائب كبير موظفي البيت الأبيض ستيفن ميلر، ووصفها بأنها "تمرد" ضد الولايات المتحدة.