logo
بدقة مذهلة.. الذكاء الاصطناعي يحدد تاريخ مخطوطات البحر الميت

بدقة مذهلة.. الذكاء الاصطناعي يحدد تاريخ مخطوطات البحر الميت

CNN عربية١١-٠٦-٢٠٢٥

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت دراسة جديدة أن الكثير من مخطوطات البحر الميت، التي تُعتبر أحد أبرز اكتشافات التاريخ الأثرية، أقدم ربما ممّا اعتُقد سابقًا.
ذكر ميلادن بوبوفيتش، وهو المؤلف الرئيسي للتقرير الذي نُشر في مجلة "PLOS One"، أن التحليل الجديد جمع بين تأريخ الكربون المشع والذكاء الاصطناعي، وكشف عن أنّ بعض المخطوطات الكتابية تعود إلى حوالي 2300 عام، وهي الفترة التي عاش فيها المؤلفون.
وكان البدو الرعاة قد اكتشفوا المخطوطات صدفة في برية الخليل، بالقرب من البحر الميت، في عام 1947. ومن ثم استعاد علماء الآثار آلاف القطع التي تنتمي إلى مئات المخطوطات من 11 كهفًا، جميعها على مقربة من موقع خربة قمران بالضفة الغربية.
داخل "كهف الرعب".. العثور على قطع من مخطوطات البحر الميت في إسرائيل
وأوضح بوبوفيتش، الذي يشغل أيضًا منصب عميد كلية الدين والثقافة والمجتمع في جامعة غرونينغن بهولندا، أنّ "مخطوطات البحر الميت كانت في غاية الأهمية عندما تم اكتشافها، لأنها غيرت تمامًا الطريقة التي نفكر بها حول اليهودية القديمة والمسيحية المبكرة"، مضيفًا: "بين حوالي ألف مخطوطة، يوجد أكثر من 200 أسميناها مخطوطات العهد القديم، وهي أقدم النسخ التي نمتلكها من الكتاب المقدّس العبري. لقد قدمت لنا الكثير من المعلومات حول شكل النص في ذلك الوقت".
تقريبًا لم يُعثر على أي تاريخ مكتوب على مخطوطات البحر الميت. لكن من خلال علم الخط القديم، وهو دراسة فك رموز الكتابات والمخطوطات القديمة، كان العلماء يعتقدون أن المخطوطات تعود لما بين القرن الثالث قبل الميلاد والقرن الثاني بعد الميلاد.
لكن أشار بوبوفيتش إلى أنّه "من خلال مشروعنا، اضطرينا لتحديد تاريخ بعض المخطوطات في نهاية القرن الرابع قبل الميلاد"، ما يعني أن أقدم المخطوطات قد تكون أقدم بـ100 عام ممّا اعتُقد سابقًا.
وتابع: "هذا أمر مثير حقًا لأنه يفتح أمامنا إمكانيات جديدة للتفكير في كيفية كتابة هذه النصوص وكيفية انتقالها إلى مستخدمين وقُرّاء آخرين، خارج إطار مؤلفيها الأصليين ودوائرهم الاجتماعية".
وفقًا لمؤلفي التقرير، لن تُلهم هذه الاكتشافات المزيد من الدراسات فحسب بل ستؤثر على آلية إعادة بناء التاريخ، وتفتح أيضًا آفاقًا جديدة في تحليل المخطوطات التاريخية.
كانت التقديرات السابقة لعمر المخطوطات قد استندت إلى تأريخ الكربون المشع الذي أُجري في تسعينيات القرن الماضي.
وقام الكيميائي ويلارد ليبي بتطوير الطريقة المستخدمة لتحديد عمر المواد العضوية، بأواخر الأربعينيات في جامعة شيكاغو.
تُعرف هذه الطريقة أيضًا بتأريخ الكربون 14. إذ يحدّد التحليل الكيميائي عينة، مثل حفرية أو مخطوطة، وكمية ذرات الكربون 14 التي تحتوي عليها.
يمكن من خلال النظر في كمية ما تبقى من هذا العنصر تحديد عمر العينة العضوية بدقة نسبية تصل إلى حوالي 60,000 سنة.
من لغة الحيتان إلى مخطوطات ناجية من بركان.. 4 اكتشافات غير متوقعة للذكاء الاصطناعي في عام 2024
وأوضح بوبوفيتش أنّ "المشكلة في الاختبارات السابقة (على المخطوطات) أنها لم تأخذ في الاعتبار مسألة زيت الخروع، وهو اختراع حديث، استخدمه العلماء الأصليون في الخمسينيات لجعل النص أكثر وضوحًا. لكنه ملوّث حديث، ما يؤدي إلى تحريف نتائج تأريخ الكربون على نحو يوجهها نحو تاريخ حديث أكثر".
بدأ فريق الدراسة باستخدام تأريخ الكربون المشع الجديد، حيث طبقوا تقنيات حديثة على 30 مخطوطة، وكشفت النتائج أنّ غالبيتها أقدم ممّا كان يُعتقد سابقًا.
ثم استخدم الباحثون صورًا عالية الدقة لهذه المخطوطات التي تم تأريخها حديثًا لتدريب الذكاء الاصطناعي الذي طوروه، وأطلقوا عليه اسم "إينوخ" نسبة إلى شخصية "إينوخ" التوراتية الذي كان والد متوشالح.
قدم العلماء لـ"إينوخ" المزيد من المخطوطات التي تم تأريخها بالكربون، وتوقع الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح عمر المخطوطات في 85% من الحالات، وفقًا لما ذكره بوبوفيتش الذي قال: "في عدد من الحالات، قدم إينوخ حتى نطاقًا زمنيًا أضيق للمخطوطات مقارنةً بما فعله تأريخ الكربون 14".
بعد ذلك، قدم بوبوفيتش وزملاؤه لـ"إينوخ" المزيد من الصور لـ135 مخطوطة من مخطوطات البحر الميت التي لم يتم تأريخها بالكربون، وطلبوا من الذكاء الاصطناعي تقدير عمرها. قيّم العلماء النتائج باعتبارها "واقعية" أو "غير واقعية"، بناءً على خبرتهم في علم الخطوط القديمة، ووجدوا أن "إينوخ" قدم نتائج واقعية في 79% من العينات.
ووُجد أن بعض المخطوطات في الدراسة أقدم بما يتراوح بين 50 و 100 سنة ممّا كان يُعتقد سابقًا.
رأى بوبوفيتش أنه قد يُستعاض عن تأريخ الكربون 14 بالذكاء الاصطناعي، كطريقة لتحديد عمر المخطوطات.
إذا دفع الفريق قدمًا في تطوير "إينوخ"، يعتقد بوبوفيتش أنه يمكن استخدامه لتقييم النصوص مثل السريانية، والعربية، واليونانية، واللاتينية.
فك شفرة مخطوطة متفحمة عمرها 2000 عام.. لن تصدق أولى الكلمات المكتشفة
في تعليق على الجوانب الحسابية للدراسة، قال برينت سيلز، وهو أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة كنتاكي، إن النهج الذي اتبعه المؤلفون يبدو دقيقًا حتى وإن كانت أحجام العينات صغيرة. لكنه لفت إلى أنه قد يكون من المبكر استخدام الذكاء الاصطناعي لاستبدال تأريخ الكربون بشكل كامل.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لغز المادة الكونية "المفقودة" بدأ يتكشّف..هذا ما توصل إليه العلماء
لغز المادة الكونية "المفقودة" بدأ يتكشّف..هذا ما توصل إليه العلماء

CNN عربية

timeمنذ 6 ساعات

  • CNN عربية

لغز المادة الكونية "المفقودة" بدأ يتكشّف..هذا ما توصل إليه العلماء

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- استخدم علماء الفلك الانفجارات الراديوية السريعة، وهي ومضات ساطعة تدوم لأجزاء من الثانية على شكل موجات راديوية آتية من الفضاء، للمساعدة على تتبّع بعضًا من المادة المفقودة في الكون. ذكرت وكالة "ناسا" أن المادة المظلمة والطاقة المظلمة تُشكّل الجزء الأكبر من الكون. فالمادة المظلمة هي مادة غامضة تُسهم في تشكيل بنية الكون، في حين تُعتبر الطاقة المظلمة قوة تسرّع من معدّل توسّع الكون. رغم أن كليهما لا يمكن رصدهما مباشرة، إلا أن تأثيراتهما الناتجة عن الجاذبية يمكن ملاحظتها. أما بقية الكون، فيتكوّن من الباريونات الكونية، أو ما يُعرف بـ"المادة العادية"، وهي تتواجد في الجسيمات الصغيرة مثل البروتونات والنيوترونات. قال ليام كونور، وهو أستاذ مساعد بعلم الفلك في جامعة هارفارد: "إذا جمعت كل النجوم والكواكب والغازات الباردة التي يمكن رؤيتها بالتلسكوبات، فإنها لا تُشكل سوى أقل من 10% من المادة العادية في الكون". رغم أنّ علماء الفلك كانوا يعتقدون أنّ غالبية المادة العادية في الكون موجودة في الفراغات بين المجرات، المعروفة بـ"الوسط بين المجرّي"، أو ضمن الهالات الممتدة حول المجرات (وهي مناطق كروية واسعة تحيط بالمجرات وتحتوي على نجوم وغاز ساخن)، إلا أنهم لم يتمكنوا من قياس هذه المادة الضبابية لأنها تُصدر الضوء بأطوال موجية مختلفة، لكن غالبيتها منتشر لدرجة تجعل رصدها كمن يحاول رؤية الضباب. الطاقة المظلمة الغامضة في الكون تتطور..هذا ما كشفته أحدث البيانات أدى عدم القدرة على رصد نحو نصف المادة العادية في الكون إلى معاناة طويلة امتدت لعقود في علم الكون، أطلق عليها اسم "مشكلة الباريونات المفقودة". لكن كونور وزملائه تمكّنوا من رصد المادة المفقودة بشكل مباشر، بواسطة الوميض الناتج عن الانفجارات الراديوية السريعة لرسم خريطة لما كان غير مرئي في السابق. وقد نُشرت نتائجهم في دراسة جديدة في مجلة Nature Astronomy. وشرح كونور، وهو المؤلف الرئيسي للدراسة، أنّ " الانفجارات الراديوية السريعة تخترق ضباب الوسط بين المجرات، ومن خلال قياس مدى تباطؤ الضوء بدقة، يمكننا وزن هذا الضباب، حتى عندما يكون خافتًا جدًا لرؤيته". وقد أُنجز جزء كبير من هذا البحث أثناء عمل كونور مساعدًا بحثيًا في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (Caltech). يأمل علماء الفلك في المستقبل أن تساعد هذه الانفجارات الراديوية السريعة في إلقاء الضوء على البنية غير المرئية للكون، ما يمكن أن يُحدث ثورة في فهمنا لتوزيع المادة العادية عبر الفضاء الكوني. منذ اكتشافها في عام 2007، تمّ رصد أكثر من ألف انفجار راديوي سريع (FRB)، لكن، وفقًا لمؤلفي الدراسة، لم يتم تتبع سوى نحو 100 منها إلى مجرات محددة. لا يزال السبب الدقيق وراء هذه الومضات الغامضة غير مؤكد، لكن رصد المزيد منها قد يكشف عن أصولها المجهولة. بهدف الكشف عن المادة المفقودة، اعتمد التحليل الجديد على مزيج من الانفجارات الراديوية السريعة التي سبق رصدها وعددها 69 تتراوح مسافاتها من 11.74 مليون سنة ضوئية إلى نحو 9.1 مليار سنة ضوئية من الأرض. كان الأبعد بينها انفجار يُعرف باسم FRB 20230521B، اكتُشف خلال هذا البحث، ويُعد حاليًا أبعد انفجار راديوي سريع تم رصده على الإطلاق، بالإضافة إلى ومضات جديدة لم تُشاهد من قبل حتى بدأ البحث. استخدم فريق الدراسة شبكة Deep Synoptic Array، وهي مجموعة مكونة من 110 تلسكوبات راديوية، لتحديد مواقع 39 من هذه الانفجارات. تقع هذه الشبكة في مرصد أوينز فالي التابع لمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (Caltech) بالقرب من مدينة بيشوب، في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وهي مصممة لتتبع الانفجارات الراديوية إلى مصادرها الأصلية. كما ساعد مرصد W. M. Keck في هاواي ومرصد بالومار قرب سان دييغو في قياس المسافات بين تلك الانفجارات والأرض. أما الـ30 انفجارًا المتبقية، فقد تم رصدها بواسطة مرصد أستراليا Square Kilometre Array Pathfinder وتلسكوبات أخرى حول العالم. عندما تسافر موجات الراديو على شكل انفجارات راديوية سريعة نحو الأرض، يمكن قياس الضوء المنبعث منها بأطوال موجية مختلفة تنتشر وتتوزع أثناء عبورها للفضاء. يعتمد مدى انتشار الضوء على كمية المادة التي تعترض طريقه. تمكن فريق البحث من قياس مدى تباطؤ كل إشارة من هذه الانفجارات أثناء مرورها عبر الفضاء قبل وصولها إلى الأرض، ما سمح لهم بكشف الغازات والمادة التي واجهتها في طريقها. تتأثر سرعة الانفجارات الراديوية السريعة بما تمرّ عبره من مادة، ما يعني أنّ الأطوال الموجية المختلفة للضوء تصل في أوقات متفاوتة. تستغرق الموجات الأطول والأكثر احمرارًا (الأقل طاقة) وقتًا أطول للوصول، بينما الموجات القصيرة والزرقاء تصل بسرعة أكبر. ويساعد كل طول موجي علماء الفلك على قياس المادة غير المرئية. قال ليام كونور: "النبضات القصيرة للانفجارات الراديوية السريعة مهمة للغاية في هذا النوع من القياسات، لأنها تعمل كمنارات كونية وامضة"، مضيفًا أنه"يمكننا قياس مدى تباطؤ النبضة الراديوية بدقة عالية عبر الأطوال الموجية المختلفة، ما يُعرف باسم 'تشتيت البلازما' (plasma dispersion)الأمر الذي يتيح لنا فعليًا عدّ كل الباريونات". وأضاف: "أما النجوم التي تصدر ضوءًا مستمرًا أو المصادر التي لا تكون في الطيف الراديوي، فلا يمكننا من خلالها قياس هذا التأثير. يجب أن يكون المصدر نبضيًا، قصيرًا، وبطول موجي راديوي". بفضل هذا التأثير، تمكن الفريق من رسم خريطة للمادة الموجودة في مسار الانفجارات الراديوية وقياسها. أوضح المؤلف المشارك في الدراسة، فيكرام رافي، وهو أستاذ مساعد بعلم الفلك في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (Caltech) أنه "كما لو أننا نرى ظل جميع الباريونات، والـFRBs بمثابة ضوء خلفي يسلّط عليها". السفر عبر الثقوب السوداء..خبير يُوضح ماذا يحدث لجسم الإنسان بعد تتبع كل الانفجارات الراديوية السريعة والمادة التي عبرت من خلالها وأضاءتها، توصل الفريق إلى أن 76% من المادة الكونية توجد على شكل غاز ساخن ومنخفض الكثافة في الفراغ بين المجرات، بينما يُوجد حوالي 15% منها في هالات المجرات، والباقي موجود داخل المجرات ذاتها على شكل نجوم، أو كواكب، أو غاز بارد. أداة كونية حاسمة تتوافق هذه النتائج المبنية على الملاحظات مع التوقعات السابقة التي استُخلصت من المحاكاة الحاسوبية، بحسب ما أكد مؤلفو الدراسة. ووافق ويليام ه. كيني، أستاذ الفيزياء في جامعة بافالو، على هذه النتائج، قائلًا: "الخلاصة هي أنهم ابتكروا طريقة جديدة للعثور على الباريونات التي كنا نعلم بوجودها، لكن السؤال كان هل هي فعلاً في الوسط بين المجرات (الوسط بين المجراتي) أم في الهالات المحيطة بالمجرات؟ وكان هذا سؤالًا مفتوحًا". يُساعد فهم كيفية توزيع المادة العادية الباحثين على فهم كيفية نمو وتطور المجرات. وأشار كيني إلى أنّ " الباريونات تنجذب إلى المجرات بفعل الجاذبية، لكن الثقوب السوداء فائقة الكتلة، والنجوم المتفجرة يمكن أن تدفعها للخارج". وخلص رافي إلى أنه يمكن لانفجارات الراديو السريعة المساعدة أيضًا على رسم خريطة مفصلة للشبكة الكونية، التي تتكوّن بشكل رئيسي من المادة المظلمة. تخطط مؤسسة كاليفورنيا للتكنولوجيا (Caltech) حاليًا لبناء تلسكوب راديو جديد في صحراء نيفادا، والذي من المتوقع أن يبني على نتائج الدراسة الجديدة من خلال رصد وتتبع ما يصل إلى 10,000 انفجار راديو سريع سنويًا.

اكتشاف ديناصور "أمير التنين" يغير طريقة فهم العلماء لـ "تي ريكس"
اكتشاف ديناصور "أمير التنين" يغير طريقة فهم العلماء لـ "تي ريكس"

CNN عربية

timeمنذ 2 أيام

  • CNN عربية

اكتشاف ديناصور "أمير التنين" يغير طريقة فهم العلماء لـ "تي ريكس"

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اكتشف العلماء نوعًا جديدًا ومجهولًا من الديناصورات، يبلغ من العمر 86 مليون سنة، ويملأ فجوة مبكرة في السجل الأحفوري للتيرانوصورات، ويُوضح كيفية تطوّر هذه الكائنات لتُصبح مفترسات ضخمة وقوية في قمة السلسلة الغذائية. أطلق الباحثون على هذا النوع اسم "خانخولو منغوليينسيس" (Khankhuuluu mongoliensis)، أي "أمير التنين من منغوليا"، لأنه كان صغير الحجم مقارنة بأقاربه الأضخم بكثير، مثل التيرانوصور ريكس، الذي يعني اسمه "ملك السحالي الطاغية". يُعتقد أنّ هذا الديناصور الجديد أقرب أسلاف التيرانوصورات المعروفة، وربما كان نوعًا انتقاليًا بين الأنواع الأقدم من التيرانوصورويدات، وفق نتائج دراسة نُشرت في مجلة Nature، الأربعاء. استندت الدراسة إلى إعادة فحص هيكلين عظميين جزئيّين اكتُشفا في صحراء غوبي بمنغوليا عامي 1972 و1973. أشارت النتائج إلى أنّ ثلاث هجرات كبيرة بين آسيا وأمريكا الشمالية ساهمت في تنوع التيرانوصورويدات، ما أدى في نهاية المطاف إلى وصولها لحجمها العملاق خلال أواخر العصر الطباشيري، قبل انقراضها قبل 66 مليون سنة. قالت مؤلفة الدراسة المشاركة، دارلا زيلينيتسكي، وهي الأستاذة المساعدة بقسم علوم الأرض والطاقة والبيئة في جامعة كالغاري، لـCNN: "هذا الاكتشاف لخانخولو أجبرنا على النظر إلى شجرة عائلة التيرانوصورات من زاوية مختلفة تمامًا"، مضيفة أنه "قبل ذلك، كان هناك الكثير من الالتباس حول العلاقات بين أنواع التيرانوصور. وما بدأ باكتشاف نوع جديد انتهى بنا إلى إعادة كتابة التاريخ العائلي للتيرانوصورات". تُعرف التيرانوصورات علميًا باسم Eutyrannosaurians، وغالبًا ما تستحضر في الأذهان صور ديناصورات ضخمة مثل التيرانوصور ريكس وتاربوصور، التي كانت تزن أطنانًا مترية عدة، وتمتعت بالقدرة على اصطياد فرائس ضخمة توازي حجمها. أوضحت زيلينيتسكي أنّ هذه الديناصورات كانت تسير على قدمين، وتتميّز برؤوس ضخمة وأذرع قصيرة، بالإضافة إلى أسنان حادة. لكنّها استدركت بالقول إنّ التيرانوصورات لم يكن شكلها هكذا في البداية. فقد تطوّرت من ديناصورات أصغر حجمًا، قبل أن تُهيمن على المناظر الطبيعية في أمريكا الشمالية وآسيا قبل 85 مليون إلى 66 مليون سنة مضت، بحسب الباحثين. كان التاربوصور، وهو أحد أسلاف التيرانوصور ريكس، يزن بين 3 آلاف و6 آلاف كيلوغرام. أما خانخولو منغوليينسيس، فكان أخف وزنًا وأكثر رشاقة، إذ قُدّر وزنه بنحو 750 كيلوغرامًا، وطوله بنحو 4 أمتار، وارتفاعه عند الوركين بنحو مترين، وفقًا لمؤلفي الدراسة. أوضحت زيلينيتسكي: "خانخولو كان يشبه التيرانوصور، لكن ليس تمامًا. عظمة الأنف كانت مجوفة عوض أن تكون صلبة، والعظام المحيطة بالعين لم تكن تحتوي على القرون والنتوءات التي نراها لدى التيرانوصور ريكس أو سواه من التيرانوصورات". وتابعت: "يرجّح أن خانخولو مونغوليينسيس، أو أي نوع من أسلافه المقرّبين، قد هاجر من آسيا إلى أمريكا الشمالية عبر جسرٍ بريٍّ كان يربط بين ألاسكا وسيبيريا قبل حوالي 85 مليون سنة". اكتشاف أكبر مخلب محفوظ بالكامل لديناصور في صحراء منغوليا نظرًا لسوء السجل الأحفوري، من غير الواضح ما الذي حدث في آسيا بين 80 و85 مليون سنة مضت، وفيما قد تكون بعض كائنات خانخولو بقيت في آسيا، يُحتمل أنها استُبدلت لاحقًا بتيرانوصورات أكبر حجمًا قبل حوالي 79 مليون سنة. ذكرت زيلينيتسكي أنه في المقابل، عبر نوع آخر من التيرانوصورات الجسر البري عائدًا إلى آسيا قبل 78 مليون سنة، ما أدى إلى تطور مجموعتين فرعيتين مرتبطتين، لكن مختلفتين جدًا من التيرانوصورات، إحداهما كانت عبارة عن نوع ضخم بخطم (أنف) عميق، بينما كانت الأخرى، المعروفة باسم "أليورامينات" (Alioramins)، نحيلة وصغيرة الحجم، أُطلق عليها اسم "تيرانوصورات بينوكيو" بسبب أنوفها الطويلة والمسطحة. أضافت زيلينيتسكي أنّ نوعَي التيرانوصورات تمكّنا من العيش في آسيا من دون التنافس المباشر في ما بينهما، لأن الديناصورات الأكبر كانت مفترسات عليا، في حين أنّ الأليورامينات كانت مفترسات من المستوى المتوسط تقتنص فرائس أصغر، ويمكن تشبيهها بالفهود أو بنات آوى في النظم البيئية الإفريقية اليوم. تابعت زيلينيتسكي أنّه "نظرًا لصغر حجمها، اعتُقد منذ فترة طويلة أن الأليورامينات عبارة عن تيرانوصورات بدائية، لكننا نُظهر بطريقة جديدة أن الأليورامينات تطورت بشكل فريد نحو الصغر، إذ إنها قامت بتصغير أجسامها ضمن فرع من شجرة عائلة التيرانوصورات التي كانت تتكوّن من عمالقة فقط". وأضافت أنه حدثت هجرة أخرى مع استمرار تطور التيرانوصورات، حيث عبر نوع تيرانوصور ضخم مجددًا إلى أمريكا الشمالية قبل 68 مليون سنة، ما أدّى في النهاية إلى ظهور التيرانوصور ريكس. وقالت زيلينيتسكي: "إن نجاح وتنوع التيرانوصورات يعود إلى بضع هجرات بين القارتين، بدأت بخانخولوو. لقد كانت التيرانوصورات في المكان المناسب في الوقت المناسب، واستطاعت الاستفادة من التنقل بين القارات، وربما وجدت فراغات بيئية جديدة، وطورت بسرعة أجسامًا ضخمة وآليات قتل فعّالة". قال كاسيوس موريسون، وهو طالب دكتوراه بعلم الأحافير في جامعة كوليدج لندن، غير المشارك في البحث الجديد، إن النتائج الجديدة تدعم أبحاثًا سابقة تشير إلى أن السلف المباشر للتيرانوصور ريكس نشأ في آسيا وهاجر إلى أمريكا الشمالية عبر جسر بري، وتؤكد على أهمية آسيا في النجاح التطوري لعائلة التيرانوصورات. وأشار موريسون إلى أنّ "النوع الجديد يقدّم بيانات ومعلومات أساسية حول جزء من شجرة العائلة يحتوي على أنواع قليلة، ما يساعدنا على فهم التحوّل التطوري للتيرانوصورات من مفترسات صغيرة أو متوسطة الحجم إلى مفترسات ضخمة". أظهرت الدراسة أيضًا مدى قرب مجموعة الأليوراميني من التيرانوصور ريكس خلافًا للاعتقاد السابق بأنها أقارب بعيدة. قال ستيف بروساتي، وهو أستاذ ورئيس قسم علم الأحافير والتطور في جامعة إدنبرة، غير المشارك في الدراسة الجديدة، إنّ ما يجعل أحافير النوع الجديد مهمة جدًا يتمثل بعمرها، إذ تعود إلى ما قبل 20 مليون سنة من عمر التيرانوصور ريكس. دراسة توضح سر نمو "تي ركس" ملك الديناصورات ووصوله إلى أمريكا الشمالية وأوضح بروساتي أنّ "هناك عدد قليل جدًا من الأحافير من تلك الفترة، لهذا السبب يصف العلماء هذا العصر بالـ'غامض'"، مضيفًا أنها "كانت فجوة محبطة في السجل الأحفوري، كأنك تشك أن شيئًا مهمًا جدًا حدث بتاريخ عائلتك في وقت معين، مثل زواج بدأ فرعًا جديدًا من العائلة أو هجرة إلى بلد جديد، لكن ليس لديك سجلات توثق ذلك. شجرة عائلة التيرانوصورات تشكلت عبر الهجرات، إسوة بالكثير من عائلاتنا البشرية". علّق توماس كار، وهو الأستاذ المساعد في علم الأحياء بكلية كارتيدج بولاية ويسكونسن، ومدير معهد كارتيدج لعلم الأحافير، وغير المشارك في الدراسة: "نعرف الآن الكثير عن التيرانوصورات. العديد من هذه العينات التاريخية تستحق بالتأكيد إعادة النظر فيها لأنها ثمينة جدًا". وأضاف بروساتي: "عندما جُمعت الأحافير منذ نصف قرن، لم يتم وصفها بشكل مفصل حينها"، لافتًا إلى أن الكثير منا في مجتمع علماء الأحافير يعلم أن هذه الأحافير المنغولية كانت مخبأة في أدراج المتاحف، تنتظر من يدرسها بشكل صحيح، لتروي جزءًا مهمًا من قصة التيرانوصور. الأمر يشبه وجود اتفاقية عدم إفشاء تحيط بهذه الأحافير، و انتهت صلاحيتها الآن، وأصبح بإمكانها الخروج ورواية قصتها".

الطوارئ النووية السعودية تثير تفاعلا بتدوينة بعد استهداف منشآت بإيران
الطوارئ النووية السعودية تثير تفاعلا بتدوينة بعد استهداف منشآت بإيران

CNN عربية

timeمنذ 4 أيام

  • CNN عربية

الطوارئ النووية السعودية تثير تفاعلا بتدوينة بعد استهداف منشآت بإيران

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أثارت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية في المملكة العربية السعودية، مساء الجمعة، تفاعلا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تدوينة أكدت فيها متابعة الأوضاع الإقليمية، وسط تبادل الضربات بين إيران وإسرائيل واستهداف الأخيرة المنشآت النووية الإيرانية. وقالت الهيئة في تدوينتها المتداولة: "يتابع مركز عمليات الطوارئ النووية بهيئة الرقابة النووية والإشعاعية الأوضاع الاقليمية على مدار الساعة، ويؤكد على أن المستويات الإشعاعية في المملكة في مستوياتها الطبيعية. ويعمل المركز على استقراء تداعيات الطوارئ النووية المحتملة على المملكة استباقيًا، واتخاذ الاجراءات الوقائية اللازمة لحماية الانسان والبيئة من الآثار الإشعاعية". وتساءل أحد نشطاء في تعليق على التدوينة قائلا: " سؤال.. لو 'لا قدر الله' صار شيء وتم استقراء نسبة اشعاعية في الجو، بعيد الشر عن بلدنا وش الحل ما دام ان الاشعاع معروف باختراقه للمنازل والمباني دون ان يصده شيء؟"، لترد الهيئة: " ليس الصورة كما ذكرته، والقرارات للإجراءت الاستباقية هي وقائية". وكانت مصادر أمريكية مسؤولة، قد كشفت في تصريحات لشبكة CNN، الجمعة، عن التقييمات الأولية الأمريكية بشأن الهجوم الإسرائيلي على منشأة "نطنز" النووية الإيرانية، قائلة إن التقييمات الأولية لأضرار المعركة تشير إلى أن الضربات الإسرائيلية على المنشأة النووية "كانت فعالة للغاية وتجاوزت بكثير الأضرار السطحية للهياكل الخارجية، إذ أدت إلى انقطاع الكهرباء في المستويات السفلية، حيث يتم تخزين أجهزة الطرد المركزي المستخدمة لتخصيب اليورانيوم". وقال مصدر آخر مطلع على التقييمات الأولية للأضرار: "كان هذا هجومًا شاملًا"، وأضاف أن الهجوم الإسرائيلي على المنشأة "يبدو أنه تضمن أيضًا عناصر إلكترونية". وليس من الواضح ما إذا كانت "العناصر الإلكترونية" أو الضربات الصاروخية هي سبب انقطاع الكهرباء. واشتعلت النيران في نطنز، المنشأة التي تمثل قلب الطموحات النووية الإيرانية، الجمعة، وفقًا لصور على وسائل التواصل الاجتماعي حددتها CNN وتغطية التلفزيون الحكومي الإيراني.يُعتبر مجمع نطنز النووي، الذي يبعد حوالي 250 كيلومترًا جنوب العاصمة طهران، أكبر منشأة لتخصيب اليورانيوم في إيران. ويقول المحللون إن الموقع يستخدم لتطوير وتجميع أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، وهي التكنولوجيا الرئيسية التي تحول اليورانيوم إلى وقود نووي. فيديو ما قاله محمد بن سلمان عن "إيران العام 2025" بتصريح يعود للعام 2018 يشعل تفاعلا بعد الضربة الإسرائيلية

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store