logo
الجزائر: النيابة العامة تلتمس 10 سنوات سجناً للكاتب صنصال

الجزائر: النيابة العامة تلتمس 10 سنوات سجناً للكاتب صنصال

الشرق الأوسطمنذ 7 ساعات

بينما التمست النيابة بمحكمة جزائرية، الثلاثاء، السجن 10 سنوات مع التنفيذ ضد الكاتب الجزائري - الفرنسي بوعلام صنصال، الذي أثار أزمة سياسية حادة مع فرنسا، طالب ممثل الادعاء بمحكمة أخرى بالعقوبة نفسها بحق وزير العدل السابق، الطيب لوح، بتهم «فساد» تعود إلى فترة حكم الراحل عبد العزيز بوتفليقة (1999 - 2019).
الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة (الشرق الأوسط)
وأعلنت القاضية بـ«الغرفة الجزائية لمجلس قضاء الجزائر» (تعادل محكمة الاستئناف) أن الحكم ضد الكاتب السبعيني صنصال سيصدر في فاتح (الأول من) يوليو (تموز) المقبل، علماً أن المحكمة الابتدائية أدانته بالسجن 5 سنوات مع التنفيذ أواخر مارس (آذار) الماضي، بتهمة «المساس بوحدة التراب الوطني»، تتعلق بتصريحات لمنصة «فرونتيير» الإخبارية الفرنسية، المحسوبة على اليمين المتطرف، حيث زعم أن الجزائر «ورثت» خلال فترة الاستعمار الفرنسي أراضي كانت في الأصل مغربية، حسب تعبيره.
ومثُل صنصال أمام هيئة المحكمة، من جديد، من دون دفاع، وذلك بعد أن رفض منذ بداية التحقيق في قضيته أن يترافع عنه محامون. وطلبت منه القاضية، خلال جلسة الثلاثاء، إن كان يريد أن تؤمّن له المحكمة محامياً يرافع عنه، فقال: «أفضّل الدفاع عن نفسي بنفسي».
العشرات من وجهاء النظام تم سجنهم بعد الحراك الشعبي عام 2019 (متداولة)
وبدا صنصال غير مستوعب لمجريات المحاكمة، حسب محامٍ نقل لـ«الشرق الأوسط» أهم وقائع الجلسة. لافتاً إلى أنه أبلغ رئيسة المحكمة بأنه «لا يفهم اللغة العربية». وأكد المحامي نفسه أن رئيسة الجلسة لاقت صعوبة في التعامل مع مؤلف رواية «قرية الألماني» (2008) الشهيرة، بسبب مشكلة اللغة. كما نقل المحامي نفسه عن صنصال أنه تحدث مع ممثل النيابة عندما أنهى مرافعته ضده قائلاً: «لم أفهم أي شيء مما قلته!».
وُيلاحَق الكاتب أيضاً بتهم تمس أمن الدولة، و«استقرار المؤسسات»، تتصل بعلاقات سابقة له مع السفير الفرنسي بالجزائر، الذي سلمه معلومات ذات طابع سري تخص قطاع المعادن، عندما كان مسؤولاً كبيراً بوزارة الصناعة والمناجم، قبل نحو 15 سنة، حسب ما جاء في وثائق جهاز الأمن، الذي حقق معه قبل إحالته على النيابة.
وبينما تدعو فرنسا إلى «لفتة إنسانية تجاه رجل مريض ومرهق»، وتطلب من الرئيس عبد المجيد تبون إصدار عفو عنه، ترى سلطات الجزائر أن «القضاء يسير في مساره الطبيعي» بشأن هذه القضية.
وتشهد العلاقات بين الجزائر وفرنسا منذ صيف العام الماضي أزمة دبلوماسية، تُعدّ هي الأشد منذ ثورة التحرير (1954 - 1962)، حيث تميزت بطرد دبلوماسيين من الجانبين، وتجميد كامل للتعاون بين البلدين. وظل سجن صنصال يغذي التوترات بين الطرفين، خصوصاً أن اليمين المتطرف والأوساط اليهودية في فرنسا تبنت قضيته بحكم صداقاته مع ناشطين بها.
ولحد الساعة لم تلقَ الطلبات المتعددة للإفراج عن الكاتب، أو منحه عفواً رئاسياً، بما في ذلك تلك الصادرة عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شخصياً، أي استجابة من الجانب الجزائري.
وزير العدل السابق الطيب لوح (الشرق الأوسط)
في غضون ذلك، التمست النيابة لدى «القطب الجزائي الاقتصادي والمالي بسيدي أمحمد»، وهي محكمة مختصة في قضايا الفساد، الاثنين، 10 سنوات سجناً نافذاً وغرامة بمليون دينار (8 آلاف دولار أميركي) ضد الوزير السابق الطيب لوح بتهمة «الثراء غير المشروع، والتصريح الكاذب بالممتلكات». وتم تأخير النطق بالحكم إلى الأسبوع المقبل، علماً أن العقوبة التي طالبت بها النيابة تعدّ هي الأشد، حسب ما ورد في «قانون مكافحة الفساد».
وبنت النيابة اتهامها على امتلاك الوزير الأسبق عقارات عدّة في مناطق مختلفة من البلاد، تُشتبه في أن عائداتها جاءت من مصادر غير مشروعة. وهذه التهم تلاحق عشرات الوزراء ورجال الأعمال، الذين كانوا مقربين من الرئيس السابق.
ونفى لوح كل وقائع «الفساد»، التي وُجهت له، مؤكداً خلال دفاعه عن نفسه بنبرة خافتة: «سأحافظ على هدوئي من أجل صحتي. خلال سجني خضعت لعمليتين جراحيتين على القلب. عمري الآن 74 سنة، قضيت منها 46 سنة في خدمة الدولة. لم أرتكب جرائم شنيعة، ولم أكن طرفاً في فضائح أخلاقية، ومع ذلك أُحاكم ظلماً. الطيب لوح عُرف دائماً بالنزاهة والصرامة»، وفق ما كتبته صحيفة «المجاهد» الحكومية.
وسأله القاضي إن كان دخله ومدخراته «تتماشيان» مع الفيلات الفاخرة والشقق التي يملكها، فرد موضحاً: «كنت أتقاضى أجراً شهرياً 300 ألف دينار. وبصفتي وزيراً، لم أكن أدفع إيجاراً، أو أتحمل مصاريف كبيرة»، وطالب بتعيين خبير مالي «لإثبات براءتي، فأنا أنا رجل نزيه».
وخلال مرافعته، أكد ممثل النيابة أن الوزير السابق «لم يلتزم بواجب التصريح بممتلكاته حسب ما ينص عليه القانون، واشترى عقارات ثم باعها دون استخدامها للسكن». وأوضح أن لوح لم يصرّح بامتلاكه بعض العقارات إلا في 2019، أي بعد ظهور مؤشرات على رحيل الرئيس بوتفليقة عن الحكم، وذلك تحت ضغط الحراك الشعبي في 2 أبريل (نيسان) من العام ذاته.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترحيل رجل المافيا "التيربو" وتوقيف شريكه في قضية مقتل زوج فنانة مغربية
ترحيل رجل المافيا "التيربو" وتوقيف شريكه في قضية مقتل زوج فنانة مغربية

العربية

timeمنذ 5 ساعات

  • العربية

ترحيل رجل المافيا "التيربو" وتوقيف شريكه في قضية مقتل زوج فنانة مغربية

أوقفت السلطات الفرنسية رجل المافيا المغربي الملقب بـ"بليلي"، أحد أخطر المطلوبين في قضية مقتل رضى فراس، زوج الفنانة المغربية ريم فكري، وذلك بتهمة غسل الأموال، بعد فراره من المغرب بهوية مزورة واستقراره في فرنسا. ووفقاً لصحيفة "المحرر" المغربية، يُعتبر "بليلي" شخصية محورية في الملف، إذ تشير التحقيقات إلى تورطه المباشر في الجريمة، وسط مطالب حقوقية بتسليمه للعدالة المغربية، ما قد يُحدث تحولاً حاسماً في مسار القضية التي لا تزال تحيط بها علامات استفهام عديدة. في أعقاب ذلك، رحّلت السلطات المغربية رجل المافيا السجين الملقب بـ"التيربو" من سجن الدار البيضاء إلى أحد سجون الرباط، وهو المتابع بدوره في قضية مقتل زوج الفنانة المغربية ريم فكري، وذلك في ظروف وُصفت بالاستثنائية. ووفق المصدر ذاته، جاء هذا القرار بعد حادث توتر داخل سجن "عكاشة"، أعقبه نزاع بين السجين ومعتقل آخر يُشتبه في انتمائه لشبكة دولية، تبعه تدخل من الإدارة لتفادي تصاعد الوضع. ويُتابَع "التيربو" أيضاً في ملف آخر يتعلق بمقتل مواطن فرنسي من أصول مغربية، بعد تبرئته في المرحلة الابتدائية، فيما يتواصل النظر في القضية استئنافياً. وبهذه المستجدات، يصل ملف القضية اللغز إلى مرحلة ظهرت فيها أبرز أركانه، لعرضه على أنظار القضاء المغربي، حيث يتابع الرأي العام مسار إحدى أكثر القضايا الجرمية تشعباً، والتي تُعد محوراً أساسياً في ملف مقتل زوج الفنانة المغربية ريم فكري.

وفاة طفل بعد نسيانه داخل سيارة تحت الشمس في فرنسا
وفاة طفل بعد نسيانه داخل سيارة تحت الشمس في فرنسا

الرياض

timeمنذ 7 ساعات

  • الرياض

وفاة طفل بعد نسيانه داخل سيارة تحت الشمس في فرنسا

أفاد مدّعون عامّون في مدينة إيكس أون بروفانس، اليوم الجمعة، أن طفلاً يبلغ من العمر عامين توفي بعد أن نُسي داخل سيارة والده في جنوب فرنسا، حيث بلغت درجات الحرارة 36 درجة مئوية. وكان من المفترض أن يُنقل الطفل صباح أمس الخميس إلى مركز للرعاية النهارية، قبل أن يتوجه والده إلى عمله في قاعدة جوية بمدينة إيستر. أدرك الرجل خطأه بعد أن اتصلت به زوجته في فترة بعد الظهر لتسأله عن سبب عدم وصول الطفل إلى المركز. حينها، عثر على ابنه جثة هامدة داخل السيارة، وقد فشلت محاولات إنعاشه. سجّلت فرق الطوارئ سبب الوفاة على أنه الجفاف الحاد. ويخضع الأب حالياً للاحتجاز، حيث يواجه تهمة القتل غير العمد بسبب الإهمال.

الجزائر تزيح الستار عن جيل جديد من المعدات العسكرية
الجزائر تزيح الستار عن جيل جديد من المعدات العسكرية

الشرق الأوسط

timeمنذ 7 ساعات

  • الشرق الأوسط

الجزائر تزيح الستار عن جيل جديد من المعدات العسكرية

في سياق إقليمي تميزه تحديات أمنية جسيمة وتوترات مع دول الجوار، كشف الجيش الجزائري عن منتجات حربية ومعدات عسكرية جديدة خلال التظاهرة السنوية «معرض الجزائر العاصمة الدولي»، الذي تشارك سلطنة عمان في طبعته الجديدة بوصفها ضيف شرف. وافتتح المعرض أبوابه الاثنين بحضور الرئيس عبد المجيد تبون، والوزير الأول نذير عرباوي، وأعضاء من الحكومة، إلى جانب رئيس أركان الجيش الوزير المنتدب للدفاع سعيد شنقريحة. من المنتجات الحربية الجديدة للجيش الجزائري (وزارة الدفاع) وفي الجناح الخاص بوزارة الدفاع الوطني، الذي كان المحطة الأبرز خلال زيارة تبون، قدّم ممثل الجيش الوطني الشعبي لرئيس الدولة مسدساً رشاشاً، تم تصنيعه بنسبة 100في المائة في الجزائر، من قبل «المؤسسة الميكانيكية لبناء العتاد» بخنشلة، شرق البلاد. وأوضح الضابط العسكري، ممثل الجيش، أن «هذا السلاح موجه لقوات الأمن، والجيش، والقوات شبه العسكرية»، وفق صور فيديو بثها التلفزيون العمومي. ومن بين المستجدات الأخرى، التي عرضها الجيش في التظاهرة الاقتصادية التي تشارك فيها كل سنة عشرات البلدان بواسطة المؤسسات الناشطة بها، مدفع رشاش مضاد للطيران وبندقية صيد. مدرعة تم عرضها في التظاهرة الدولية الاقتصادية (وزارة الدفاع) وتلقى تبون شروحات حول كرات الطحن، التي تنتجها المؤسسة العسكرية، حيث أعلن عن وقف استيراد هذا المنتج بشكل نهائي. كما تلقى الرئيس تقريراً حول مصنع لإنتاج الألياف البصرية، وأعطى أوامر إلى وزير الصناعة بربط استيراد هذا المنتج بموافقة مسبقة من الجيش. كما كشف الجيش أيضاً عن زورق هجومي جديد من صنع جزائري، تم وصفه بأنه «ذو أهمية كبيرة» للقوات البحرية، بالإضافة إلى قاطرة بحرية قوية جداً. وتطوّر المؤسسة الحربية الجزائرية، من خلال وزارة الدفاع الوطني، و«مجمّع الصناعات العسكرية» مجموعة متنوعة من المنتجات الحربية والمعدات العسكرية، في إطار سياسة تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتقليص التبعية للخارج، وفق العروض التي قدمها الضباط بجناح الجيش في المعرض. وضمن منتجات الصناعة العسكرية الجزائرية، تبرز الأسلحة الخفيفة والفردية، والمسدسات الرشاشة، وبنادق هجومية، بعضها مرخّص، كنسخ من كلاشنيكوف. ومسدسات أوتوماتيكية، وبنادق صيد تُستعمل أحياناً من طرف القوات شبه العسكرية، وتُوجَّه أيضاً للتصدير. كما يشمل الإنتاج الحربي الذخيرة الخفيفة للمسدسات والبنادق والذخيرة المتوسطة والثقيلة، وقذائف مدفعية. بالإضافة إلى مركبات عسكرية أهمها شاحنات تكتيكية، تصنَّع بشراكة مع «مرسيدس بنز» الألمانية، وعربات رباعية الدفع لنقل الأفراد والعتاد وعربات مدرعة خفيفة، وسيارات إسعاف عسكرية. مدرعة تم عرضها بمعرض الجزائر الدولي (وزارة الدفاع الجزائرية) وتشمل مجموعة المنتجات معدات بحرية وزوارق هجومية سريعة، وقوارب مطاطية عسكرية، وقاطرات بحرية قوية، زيادة على أنظمة لمراقبة السواحل تُنتجها مؤسسات مثل «الشركة الوطنية لبناء وتصليح السفن» بمرسى الكبير غرب البلاد. أما عن الصيانة والتحديث، فهو قطاع يشمل صيانة وتحديث المروحيات والطائرات والدبابات والمدرعات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store